الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل التاسع )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل التاسع 




نهضت مريم بعد يوسف بلحظات ورغم مشاعر الحنق التى توجد بداخل كل منهم الا انهم عندما وصلوا لباب المكتب تبادلا النظرات وكأنهما طفلين تم أستدعائما إلى مكتب الناظر لينالا عقابهما

تنهد يوسف بعمق وطرق الباب فتقدمت مريم خطوة ونظرت له بتحدى وكأنها تقول :
- النساء أولاً
زفر بقوة وتراجع خطوة ليسمح لها بالدخول أولاً
دخلت مريم ودخل بعدها وهما وجلان للغاية .. أشار لهما الحاج حسين بالجلوس
أمام المكتب .. نظر لهما نظرات صامتة صارمة ثم قال:
- فى أيه بقى عاوز أفهم
وفجأه أنقلب الصمت إلى معركه تدافع الإثنان فى الحديث وكأنهما يتسابقان من يتكلم أكثر من الآخر
- من ساعة ما شافنى وهو مش طايقنى
- مش طايقك أزاى يعنى مش فاهم
- بتكشر فى وشى وبتعاملنى وحش
- المفروض أعمل أيه يعنى أفرشلك الأرض رمله لما أشوفك
- لا بس تعاملنى معامله كويسه
- والله ده شىء زاد عن حده هتعلمينى أتعامل أزاى
هتف الحاج حسين ليوقف هذه المعركه الدائرة قائلا بصرامة :

-   بـــــــــــــس والله عال أومال لو كنت مش موجود معاكوا كنتوا  هتعملوا ايه
أطرقت مريم برأسها خجلاً وهى تقول  :
- أنا آسفه يا عمى
قال يوسف معتذراً:
- آسف يا بابا بس هى اللى نرفزتنى
نظرت له  بحدة هاتفتاً:
- أنا اللى نرفزتك ... 
ثم ألتفتت إلى عمها وقالت بأندفاع:
- بص بقى يا عمى علشان تعرف بيتعامل ازاى النهارده  كسفنى قدام صاحبتى لما طلبت منه أتفرج عليه هو ووليد وأتريق عليا وقالى هى سيما   ..  ده غير طبعا طريقة معاملته ليا دايما سواء هنا ولا فى الشركه
هتف يوسف صائحاً:
- صاحبتك !!  بص يا بابا صاحبتها دى والله لو شفتها لتحكم عليها متكلمهاش تانى أنا مش عارفه مصاحباها ازاى
هتفت مريم معترضة:
- هو أنت كمان هتتحكم فى أصحابى
ضرب الحاج حسين المكتب بقبضة يده ونهض بحدة موجها كلامه لكلاهما:
- لتانى مره صوتكوا يعلى قدامى

وقف يوسف وقال بضجر:
- بابا أنا قلتلك من زمان أنا ماليش فى معاملة الحريم أنا اسف يعنى
هدءت العاصفه قليلا بينما قال الحاج حسين بهدوء:
- براحه كده ومحدش يقاطع التانى ..
ثم نظر إلى يوسف وقال متفهماً:
- أيه اللى مضايقك يا يوسف بالظبط
يوسف:
- يا بابا أنا عاوز راجل يمسك مكتبى بعد أذنك
وقفت هى الاخرى وقالت مندفعة:
- وأنا مش عاوزه أشتغل معاك
نظر لها عمها وقال بحدة:
- هو أنا مش قلت محدش يقاطع التانى
أنكمشت وجلست مكانها فى صمت .. ألتفت اليه مرة أخرى قائلا:
- أيه اللى مش عاجبك فى شغلها
نظر لها قائلا:
- شوف حضرتك  طريقة لبسها أنا محبش العملاء اللى داخل واللى خارج يقعد يتفرج على بنت عمى وهى لابسه كده
الحاج حسين:
-  ده بس اللى مضايقك فى شغلها
يوسف:
- ايوا
ربت على كتفه وقال آمراً :
- طيب أقعد
نظر اليها الحاج حسين وقال:
- بصراحه يا بنتى أنا كمان مش عاجبنى اللبس ده وكنت هكلمك عليه من بدرى بس محبتش تضايقى منى وتفتكرى أنى عاوز أتحكم فيكى
قالت بتماسك:
- ياعمى أنا بلبس كده من زمان ومحدش بيبصلى عادى يعنى لبسى مش أوفر
تدخل يوسف مقاطعاً:
- وعرفتى منين أن محدش بيبصلك
نظرت له بغضب وقالت:
- يعنى أيه عرفت منين  .. كل البنات اللى حواليا بيلبسوا كده وزمايلى فى الكليه كلهم لبسهم كدا
لوح يوسف بيده وهو يقول:
- لا يا بابا مش حقيقى أنا لما وصلتها الكلية شفت البنات داخله وخارجه من كليتها فيهم بنات أه لابسين زيها وأكتر لكن برضه شفت كمان بنات كتيرة لابسين لبس محترم زى أى كليه فى الدنيا فيها كده وفيها كده
مريم بانفعال:
- يعنى أنا مش محترمه وبعدين هما حرين كل واحد حر
نظر إلى والده قائلا :
- شايف الرد يا بابا
أرسل الحاج حسين تنهيده طويله ثم قال :
- بصراحه أنتوا الاتنين غلطانين .. أنتى يا مريم لازم تاخدى بالك من طريقة لبسك ومفيهاش حاجه لو لبستى حاجه شكلها حلو برضه بس مش مجسماكى أوى كده ده أنتى حتى يا بنتى محجبه
مريم:
- زى ما حضرتك قلت ياعمى أنا محجبه أعمل أيه تانى
قال الحاج حسين متعجباً:
- تعملى أيه .. الحجاب يابنتى يعنى زى ما غطيتى شعرك تغطى جسمك,, شروط الحجاب أنه ميجسمش الجسم ولا يبقى شفاف .. هنعمل أيه بطرحه على الشعر والجسم ملامحه واضحه ده ميبقاش حجاب يابنتى ده يبقى موضه
أطرقت برأسها وقالت:
- حاضر يا عمى هحاول أغير  لبسى شويه
هتف يوسف معترضاً:
- شوية ؟!!!
هتفت مريم مؤكدةً:
- أيوه شويه وده علشان خاطر عمى بس
أبتسم الحاج حسين قائلا:
- ربنا يكرمك يا بنتى متتصوريش فرحتينى أزاى علشان عملتيلى خاطر وأكمل هو ينظر ل يوسف:
-  وأنت يا يوسف طريقة النصح مش كده أهدى بطل تتحمق كده علشان الناس تفهمك
وتابع بابتسامه وهو ينظر لمريم:
-  يابنتى لو مكنش بيخاف عليكى مكنش زعل منك .. ها خلاص صافى يا لبن ؟
يوسف:
- اللى تؤمر بيه يا بابا
قال آمراً :
- طب يالا أعتذر لبنت عمك علشان أحرجتها قدام صاحبتها
رمقها يوسف بنظر ناريه وألتفت الى أبيه :
- أنا اللى أعتذر يا حاج
أومأ له والده برأسه وقال مؤكداً:
- ولو معتذرتش هخاليك تبوس راسها
أحمر وجهه وهو ينظر لها بضيق ثم قال بسرعه:
- آسف
رمقته بنظرة مستفزة .. فانفعل مره أخرى هاتفاً :
- شايف يا بابا بتبصلى ازاى
الحاج حسين:
- تعالى يا مريم أعتذرى لأبن عمك  علشان رفعتى صوتك عليه
مريم:
- ياعمى هو اللى بدء
نظر لها الحاج حسين وقال آمراً:
- مريم أعتذرى
نظرت له فرمقها بنفس النظرة المستفزة التى نظرتها له من قبل وزاد عليها أبتسامة ساخرة ألقت نظرة إلى عمها الذى كان مصوباً نظراته إليها ينتظر أعتذارها   ثم عادت بعينيها إلى يوسف  وقالت بتكبر:
- سورى
يوسف وهو يعقد ذراعيه أمام صدره قائلا ببرود:
- لا سورى أيه أنا مبعرفش لغات
ألقت عليه نظراتها الحارقه وقالت بسرعه:
- آسفه ..  عن أذنك يا عمى وخرجت مسرعه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

خرجت مندفعه إلى باب الشقه ومنه إلى الدرج لتصعد شقتها فأصطدمت بوليد الذى قال بدهشة:
- أيه واخده فى وشك كده ورايحه فين
مريم بعصبية:
- أبعد عنى دلوقتى لو سمحت أنا مش طايقه روحى
وليد:
- مالك بس مين اللى زعلك ياقمر
نظرت له وكأنها لا تراه وقالت بأندفاع:
- أنا لبسى وحش ؟
تصنع وليد نظرات الدهشه وقال:
- مين اللى قال كده ده أنتى آخر شياكه وحلاوة
قالت بمرارة:
- يوسف
قال وليد بغضب زائف:
- ولا أبن عمى ولا أعرفه يا شيخه ده راجل معقد سيبك منه
تركته وأكملت طريقها حاول أن يوقفها مرة أخرى  ولكنها لم تعره أهتماما .. أرتمت على فراشها وأخذت تبكى  .. بعد لحظات وجدت إيهاب وإيمان واقفان أمامها  فى وجوههما نظرات تساؤل ثم قال ايهاب:
- أيه اللى حصل مع عمك .. قالك حاجه زعلتك
مريم وهى تجفف دموعها:
- لا
جلست ايمان بقربها وقالت:
- طيب بتعيطى ليه يا حبيبتى
قال ايهاب بانفعال:
- لو حد زعلك قوليلى أحنا مش بنشتغل عند حد
ايمان:
- أهدى يا ايهاب لما نعرف فى أيه
أعتدلت مريم فى جلستها وقصت عليهم ما دار فى حجرة المكتب
أنفعل إيهاب أكثر وصاح بعصبية:
- شايفه يا هانم ياما قلتلك ياما أتخانقت معاكى على لبسك شويه وعلى البت اللى ماشيه معاها شويه وأنتى ولا أنتى هنا وادي النتيجه الناس بقت تبصلك زيك زيها .. وأكيد طبعا بيقولوا عليا مش راجل ما أنا سايبك بقى تلبسى اللى تلبسيه
بكت مريم بشدة وقالت:
- خلاص بقيتوا كلكوا عليا دلوقتى
حاولت ايمان تلطيف الجو بينهما ولكنها فشلت خرج ايهاب مندفعا فى غضب قطع الحديقة بخطوات واسعه وسريعه رأته فرحه حاولت أن توقفه لكنه لم يسمعها وقفت حائرة لا تعلم ما ألم به صعدت تبحث عن ايمان فوجدتها تهبط الدرج إلى الحديقه فأستوقفتها والقلق بادى على وجهها وقالت متسائلة:
- هو ايهاب ماله كان ماشى وشكله زعلان أوى حاولت أنده عليه مردش ومشى بسرعه هو حصل حاجه يا ايمان
نظرة لها ايمان بتمعن ثم وضعت يدها خلف ظهرها وصمتت زاد قلق فرحه وقالت:
- أيه يا إيمان بتصيلى كده ليه
مطت إيمان شفتيها بمكر وقالت ببطء:
-  وأنتى مالك قلقانه كده ليه
أرتبكت فرحه وقالت:
- أبدا عادى يعنى بسأل بس
 وجهت إيمان سبابتها إلى وجه فرحه وقالت تداعبها:
- أعترفى يا فرحه الأنكـار مش هيفيدك
أحمرت وجنتاها وقالت بخجل:
- أيه يا إيمان أعترف بأيه مالك كده عامله زى المحققين اللى بيطلعوا فى الافلام
أبتسمت إيمان لها وقالت بحنان بالغ:
- هو كمان مهتم بيكى على فكره ده أخويا وأنا عارفاه
أبتسمت فى خجل وقالت:
- هو اللى قالك  أنه مهتم بيا
ضحكت ايمان فى سعاده وأحتضنت فرحه كان عبد الرحمن يهبط على الدرج فوجدهما هكذا فوقف ووضع يديه على وجهه وقال بطريقة مسرحيه:
- لا مش ممكن مش مصدق عنيه أختى وبنت عمى وفين .. على السلم ..
ثم رفع يديه وتهدج صوته وهو يقول :
- رحمتك ياااااااااا رب
ضحكت فرحه ضحكه عاليه وأستدارت إيمان لتخفى ضحكتها
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::

اليوم التالى كان يوم الصدام الحقيقى فى الشركة بين يوسف ومريم وهند وعبد الرحمن
كان عبد الرحمن قد قرر أن يتكلم مع هند فى طبيعة علاقتهما وأن يضع لها حدود حتى يتم عقد القران
وكانت مريم تنوى أن تنتقم من يوسف شر أنتقام ,, دخلت عليه وهى معها بعض الملفات وجدته  واضع سماعات الهاتف فى أذنيه ومغمض العينين وفى أسترخاء شديد ..  خطت نحوه ببطء وتناولت مج النسكافيه من أمامه ثم قذفته على الارض بقوة
فزع يوسف ونزع السماعات من أذنيه وصرخ فيها :
- فى ايـــه !!
قالت ببرود :
- ولا حاجه الملف خبط فى المج وقعه على الارض
وأبتسمت بأستفزاز وأكملت:
-  طب أجيلك بعدين بقى تكون الخضه راحت
وخرجت وأغلقت الباب خلفها ,, جلس يوسف ومازال وجهه عليه أثر المفجأة ثم أبتسم وهو يضرب كفا بآخر ويقول:
- البت دى مش هتجيبها لبر معايا ,, بس أظاهر أنها متعرفنيش كويس .. ماشى يا مريم واحده بواحده والبادى أظلم
::::::::::::::::::::::::::::::::
أنتظر عبد الرحمن وقت الراحه وذهب الى هند ليتحدث معها ,, عندما رأته تهلل وجهها وقالت:
- كنت متأكده أنك جاى ... وحشتنى
أبتسم بارتباك وقال:
- هند عاوز أتكلم معاكى فى موضوع مهم
لاحظت الارتباك على وجهه فقالت بقلق:
- خير يا عبده مالك
عبد الرحمن :
- بصى يا هند عاوزك تفهمينى كويس أوى .. أنا والله بحبك وهفضل احبك ونفسى تبقى مراتى النهارده قبل بكره لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم علاقتنا تبقى بحدود
أقفهر وجهها وقالت:
- يعنى أيه بحدود
عبد الرحمن:
- يعنى مش هينفع نخرج مع بعض لوحدنا ولا تركبى معايا لوحدك وبرضه يعنى كلام الحب يبقى بحدود... فاهمانى
نظر لها ليراقب تأثير كلماته عليها فوجدها تنظر اليه بدهشه وتعجب وترقب فأكمل:
- اللى بقلهولك ده لمصلحتك أنتى قبل مصلحتى علشان عاوز أشوفك فى أحسن صورة
ضيقت عينيها وقالت بشك:
- من أمتى الكلام ده يا عبد الرحمن
قال بتصميم:
- من زمان يا هند وأنا بضايق من بعض تصرفاتك معايا لكن كنت بتغاضى عنها لكن أخيراً عرفت أن فى حاجات حرام فى علاقتنا لازم نتجنبها والحرام مش هينفع نغالط فيه
قالت بسخرية:
- وأنت من أمتى بتقول حرام وحلال
نظر لها بانزعاج وقال:
- يعنى أيه ,, هند هو أنا مش مسلم يعنى ولازم الحلال والحرام فى بند يومنا ولا ايه
أومأت برأسها وقالت بانفعال :
- بس بس أنا دلوقتى فهمت
نظر لها بتمعن قائلا:
- فهمتى ايه
هند:
- فهمت أنك بتتهرب من الجوازه ..عاوز تطفشنى يعنى
زفر عبد الرحمن بقوة ثم قال :
- لا يا هند متقوليش كده أنا ناوى أكتب الكتاب قريب لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم نراعى النقطه دى
هند:
- وايه اللى مانعك ما نكتب الكتاب
عبد الرحمن:
- مستنى بابا يحدد معاد كل ما أفاتحه فى الموضوع يقولى أستنى شويه
قالت بانفعال:
- وأنا بقى هستنى لما أبوك يحن عليا
هتف بغضب:
- أتكملى عن أبويا كويس يا هند أحسنلك
هوت الى مقعدها وظلت تبكى فى صمت .. وقف بجوارها وأستند الى مكتبها وقال بحنان :
- أنا مش عارف أنتى قلقانه من أيه  هنتجوز والله بس أصبرى عليا شويه أبويا مبيجيش بالضغط بالعكس
قالت وهى تبكى:
- مش ملاحظ أن الحاج حسين أبتدى يأخر معاد الجواز من ساعة ما ولاد عمك رجعوا
عبد الرحمن بعدم فهم:
- طب وولاد عمى مالهم بالموضوع ده
قالت وكأنها لم تسمعه :
- وأنت كمان أهو أبتديت تقولى حرام وحلال
نظر لها متعجباً وهو يقول:
- طب وفيها أيه
هزت رأسها بحنق وهى تجفف دمعها قائلة :
- لا فيها كتير وأنا اللى غلطانه
قطب حاجبيه وهو يقول:
- مش فاهم
نظرت بعيداً فى شرود وهى تقول :
- مش لازم تفهم دلوقتى لو سمحت سبنى لوحدى عاوزه أقعد مع نفسى شويه قبل ما والدك يرجع المكتب تانى
نظر لها بأسى فهى لم تفهمه كما كان يتوقع وتركها وغادر إلى مكتبه ,, وقف أمام المصعد لبرهه ثم شعر أنه أخطأ بحقها وقلبه آمره ان يرجع لها فلم يكن يجب أن يتركها هكذا فى هذه الحاله ابدا لابد أن يثبت لها أنه يحبها وشغوف بها ولن يتزوج غيرها ابدا
عاد إليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن أنها أغلقته لتبكى وحدها دون أن يسمعها أحد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهى تبكى .. فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث فى الهاتف .. أستمع لما تقول .. كادت عينيه أن تخرج من مكانهما وكاد وجهه أن ينفجر غضباً وبغضاً من هول ما يسمع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق