الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل السابع والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل السابع والعشرون




صعد عبد الرحمن الى شقته وأخذ يتجول فى أركانها يتلمس عطر زوجته التى تفارقه أخذته قدميه الى غرفة نومها فتح بابها وأضاء مصباحها فى شجن
نظر الى فراشها ويالها من مفاجأة ..لقد كانت نائمة فيه... أختلج قلبه وأقرب منها ببطء وحذر..أزال خصلات من شعرها كانت لا تريد ان تفارق وجنتاها
..طبع قبلة رقيقه على وجنتها فأستيقظت ..نظرت له بحب وشوق وقالت:
- وحشتنى اوى
ولفت ذراعيها حول رقبته... أقترب منها اكثر وهو يقول بابتسامه عذبه :
- مش أكتر مني يا حبيبتى ..
أقترب أكثر وأكثر وأكثر وفجأه... تلقى ركله شديده فى معدته أستيقظ على آثارها المؤلمه
أعتدل فى جلسته فوجد نفسه فى فراشه ويوسف نائما بجواره ..مسح وجهه وهو يقول:
- استغفر الله العظيم ...
وأمسك بساق يوسف التى ركتله ودفعها بعيدا وهو يوقظه ويهتف به:
- ايه يا اخى ده صحتنى من أحلها نومه كنت عاوز أكمل الحلم..
أعتدل يوسف فزعا وهو يقول:
- ايه فى ايه
قال عبد الرحمن بسخط :
- الله يقلق منامك يا اخى انت ايه اللى منيمك جانبى
يوسف وهو يتثائب:
-مش عارف انا اخر حاجه فاكرها اننا كنا بنرغى مع بعض
دفعه عبد الرحمن بعيدا لينهض من فراشه قائلا :
- طب امشى روح نام فى اوضتك الله يكون فى عون مراتك اكيد مش هتستحمل تنام جنبك ليله واحده
خرج يوسف من غرفة اخيه وهو يتمتم :
- ولا حتى ليله يا عبد الرحمن
""""""""""""""""""""""""""""""
وفى الصباح كانت أحلام تنادى مريم وايمان:
- يالا يا بنات ايهاب قال جاى ياخدكوا بعد ربع ساعه خلصتوا ولا لسه
خرجت ايمان وهى تجر حقيبتها الصغيره:
- خلاص يا ماما مريم فاضلها حاجات بسيطه
جلست بجوار امها حول مائدة الافطار وهى تقول باهتمام:
- هو حضرتك مش هتيجى معانا فعلا
ألفتت اليها احلام قائلة:
- آجى فين... أنا هاجى على معاد الفرح على طول
خرجت مريم ووضعت حقيبتها بجوار حقيبة ايمان وهى تقول:
- ليه يا ماما ما تيجى معايا
أبتسمت أحلام وهى تقول :
- مينفعش يابنتى البيت الكبير ميتحملنيش انا وفاطمه اليوم كله
ردت ايمان بتفكير:
- والله يا ماما انا مش مصدقه ان طنط فاطمه يطلع منها كل ده..
هى اه صحيح مش ودوده معانا زى طنط عفاف بس مكنتش أتخيل انها تطلع كده
ألتفتت لها أحلام وقالت محذرة اياها:
- أسمعى يا ايمان الست دى لازم تخلى بالك منها كويس اوى ومتخطلتيش بيها الا فى المناسبات بس
دى ست مش سهله واوعى يخيل عليكى حركات الطيبه اللى بتعملها ..دى ممثله درجه اولى
أسرار بيتك أوعى تطلعيها بره ابدا وأوعى تصدقى حاجه على جوزك الا لما تسأليه وتسمعى منه كويس أنتى فاهمانى أنتى واختك ولا لاء
أومات برأسها وقالت مريم:
- أنتى كده خوفتينا اكتر
هزت رأسها نفيا وقالت بثقه:
- لا متخافوش طول ما عمكم حسين موجود وفى صفكم متخافوش منها ...لكن محدش فيكوا يرميلها ودنه ابدا ولا يسمع منها نصيحه
تنهدت ايمان وقالت:
- عموما احنا كده كده مش بنختلط بيها حتى وفاء مفيش بينا وبينها علاقات قويه زى فرحه
أبتسمت وهى تربت على يدها قائله :
- أديكى شوفتى وجربتيها بنفسك ...
مريم :انتى صحيح يا ماما هتسافرى بكره الصبح
اومأت برأسها :
- ايوا مش هينفع اقعد اكتر من كده.. وادينى اهو اطمنت عليكوا
أعلن هاتف أحلام عن اتصال من ايهاب وأخبرها انه ينتظرهما بالاسفل
ودعت أحلام كل منهما ووأنطلقا عائدين  الى البيت الكبير مره اخرى
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
وقفت سيارة إيهاب الصغيرة أمام المنزل قائلا بعجله:
- يالا أنزلوا عندى شغل لازم أخلصه قبل العصر
ايمان:كمان مش هتدخلنا الشنط مش كفايه نزلتنا بيهم من عند ماما لوحدنا
أشار ايهاب الى باب المنزل قائلا:
- أومال ده واقف بيعمل ايه
ألفتت ايمان فوجدت عبد الرحمن واقفا ينتظرهم عند البوابه الخارجيه عندما رآهم أقترب من السياره وفتح الباب الخلفى وأخرج الحقائب
ترجلت إيمان من السياره وبعدها مريم بخطوات متثاقله حين قال ايهاب لعبد الرحمن:
- أنا راجع العصر ان شاء الله
أومأ له عبد الرحمن برأسه والتفت الى ايمان ومريم قائلا بابتسامه:
- حمد لله على السلامه
ظهر يوسف وهو يمر بالبوابه ويتجه إليهم بابتسامه.... أقترب منهم وقال مرحبا وهو يهم بحمل احدى الحقائب :
- حمدلله على السلامه أتأخرتوا أوى
أوقفته يد عبد الرحمن تقطع عليه الطريق قائلا بحزم:
- معلش دى شنطة مراتى شيل التانيه
نظر له يوسف بدهشه قائلا:
- وفيها ايه
قال بجديه:
- لا معلش محبش حد يمسك شنطة مراتى
أختلج قلب إيمان مرة أخرى ودق بقوة أكثر فهومن الاساس يطرق بشدة منذ ان رأته قادما نحوهم
حمل عبد الرحمن حقيبة ايمان التى سارت خلفه وأتجه الى الداخل
نظر يوسف الى مريم وهو يحمل حقيبتها قائلا:
- أنا عاوز أتكلم معاكى ضرورى
لم ترد ولم تنظر إليه بل أشاحت بوجهها وأستبقته الى الداخل
وقف عبد الرحمن أمام المصعد والتفت الى ايمان قائلا بهدوء وهو ينظر لعينيها:
- طبعا الشنطة هتطلع شقتنا مش كده
خفضت بصرها وهى تقول:
- ايوه .. بس هفضل مع مريم علشان الكوافيرة زمانها جايه
أمسك كفها بحنان قائلا:
- على فكره أنا منمتش غير ساعه واحده .....من ساعة ما كنت عندكم وأنا بافكر فيكى وحتى الساعه دى حلمت بيكى فيها ..مش قادر أستحمل الدنيا ولا ليا نفس لحاجه وانتى زعلانه مني
قاطعه أقتراب مريم ووقوفها بجوارهم ...صعدوا الى الطابق الثانى أولا حيث كانت عفاف تنتظرهم ...تهلل وجهها بسعاده غامره حين رأتهما وعانقتهما بحب كبير وحنان بالغ
ثم قالت فى سرعه:
- يالا يابنات أطلعوا بسرعه جهزوا نفسكم فرحه بتقولى الكوافيرة جايه كمان ساعه ...
ثم التفتت الى مريم قائله:
- وانتى يا مريم بصى بصه كده فى شقتك ولو لقيتى حاجه ناقصه قوليلى على طول
أبتسمت مريم أبتسامه باهته وهى تقول:
- حاضر ..
كان عبد الرحمن ويوسف قد صعدا بالحقائب للطابق العلوى وهبط يوسف اليهم وترك عبد الرحمن
أستقلت الفتاتان المصعد وعندما توقف توجهتا الى شقة مريم ولكنهما وجدا عبد الرحمن ينتظر ايمان عند باب شقتهم وقال لها بسرعه:
- ايمان عاوزك خمس دقايق بس
توترت ايمان وهى تنظر الى مريم ثم تنظر اليه معاتبه :
- معلش أصل يدوب نلحق ..مفيش وقت
مالت مريم على أذنها قائله بهمس:
- روحى شوفيه انا لسه هدخل اخد دوش على ما اطلع من الحمام تكونى جيتى
أومأت برأسها موافقه فى اضطراب وذهبت اليه ودخلت شقتها ..دخل خلفها واغلق بابها بهدوء
نظر اليها نظره طويله نظرة معاتبه ولكنها مشتاقه.. نظرة محبه شغوفه ولكن تغلفها الحيرة وأخيرا تكلم قائلا:
- ممكن أعرف انا عملت أيه علشان تتغيرى كده معايا
أطرقت برأسها وقالت فى خفوت :
- مش وقت الكلام ده دلوقتى لازم أروح أجهز مريم
أقترب منها يتفحصها بعمق وقال:
- يا ايمان متسبينيش كده قوليلى حاجه ريحينى..
أنا معرفش غير موضوع كلام مرات عمى لكن ايه علاقة كلامها بيا أنا وأنتى
قالت بابتسامه باهته:
- أوعدك بعد الفرح ما يخلص هقعد معاك ونتكلم زى ما انت عايز
قال بحب:طب ينفع أقولك وحشتينى
قالت بدون تفكير:ليه
أبتسم أبتسامه حائرة وقال:
- ليه ؟...علشان بحبك
قالت دون ان تنظر اليه:
- متأكد؟
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا:
- طبعا متأكد معقوله مش حاسه بيا كل ده
أطرقت برأسها مرة أخرى ولم ترد .. فأقترب منها وجذبها بين أحضانه وضمها بقوة أستسلمت لضمته فلقد كانت تشتاق لرائحته مثلما يشتاق هو اليها ضمها أكتر وأغمض عينيه وقال باشتياق :
- والله لو تعرفى لما بتبقى زعلانه مني بيحصلى ايه عمرك ما هتزعلى مني ابدا
بقولك من ساعة ما رجعت من عندكوا وانا حاسس انك زعلانه مني وحتى معرفش ايه السبب وانا النوم مجافينى منمتش غير ساعه وحتى الساعه دى حلمت بيكى
 كل ما احاول انام افتكر ملامحك وانتى مضايقه وعنيكى اللى بتلمع بالدموع  احس وانا بغمض عينى انى بغمض على شوك
وادى النتيجه بقالى يومين منمتش بسبب حضرتك يا هانم..
أبتسمت وهى تدفن رأسها فى صدره بهدوء لقد كانت تشعر بالسكينه والراحه من وقع كلماته الرقيقه الصادقه ومن أثر ضمته التى تستمع فيها الى نبضات قلبه المتسارعه وكأنها تهفو اليها شوقا
ظلا هكذا وقت ليس بالقصير لم يشعرا بالوقت ولا بعقارب الساعه التى كلما قفزت زادت ضمته لها وكأنه يخشى ان تتركه وتمضى
قطع هذا الوصال صوت هاتف عبد الرحمن ..رفعت رأسها وقالت وهى تنظر اليه :
- تليفونك
وضع رأسها على صدره مرة أخرى وقال بهمس:
- سيبيه يرن
ولكن هاتفه أصر على قطع  هذا الوصال الحميمى فقالت بابتسامه:
- هو بقى مش هيسيبك ..شوف كده لتكون حاجه مهمه
نظر الى عينيها بعمق قائلا:
- مفيش اهم منك عندى
أبتسمت وهى تضع يدها فى سترته وتأخذ منها الهاتف نظرت اليه وقالت:
- ده عمى
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيده طويله وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما ابدا ...تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف اناملها فى حب
وضع الهاتف على أذنه قائلا :
- السلام عليكم ..
أستمع الى والده ثم قال:
- حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع راسها اليه لتلتقى عينيهما مره اخرى قائلا:
- كنا بنقول ايه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائله:
- يلا أنزل شوف عمى وأنا رايحه لمريم
أخرجت مفتاح شقة مريم وهمت بفتحها وقف خلفها وهمس فى أذنها:
- أهربى براحتك مسيرك هتقعى فى أيدى...
أقشعر بدنها كله ودلفت بسرعه للداخل وأغلقت الباب ببطء وهى تعلو وجهها أبتسامة خجله
أتجهت الى غرفة مريم التى كانت أنتهت من الاغتسال للتو وتجفف جسدها بالمنشفه
فتحت ايمان الباب فانتفضت مريم وهى تحتضن منشفتها وعندما وقعت عينيها على اختها  زفرت بقوة وهى تقول:
- يخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر ايمان وقع على جرح غائر أعلى ساق مريم أقتربت منها وهى تنظر اليه فى تفحص
 وتقول لمريم:
- ايه ده يا مريم ..
- نظرت مريم الى حيث تنظر ايمان وضعت ايمان اطراف اناملها على الجرح فتذكرت مريم لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على اطرافه
 قطع ذكرياتها صوت ايمان وهى تقول:
- انتى وقعتى على ايه ولا اتخبطتى فى ايه ..ارتجفت مريم مع تذكرها الحادث وشعرت بالالم وكأن الجرح مازال حديثا وقالت بارتباك :
- مش فاكره ...
ايمان:مش فاكره ازاى ...مش بيوجعك طيب
حركت مريم رأسها نفيا وقالت:
- لا ..
ثم لفت المنشفه جيدا لتداريه وهى تتصنع المرح:
- يالا بقى الست زمانها جايه ادخلى خدى دش انتى كمان
""""""""""""""""""""""""""""""
أستسلمت مريم للماشطه تمشط شعرها وتزينها بينما جلست ايمان وفرحه يتجاذبان اطراف الحديث ويتضاحكان .. قالت ايمان بتسائل:
- اومال فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
مطت فرحه شفتيها وقالت:
- مش عارفه بس شكلها محرجه من اللى امها عملته
ايمان:سبحان الله وفاء غيرهم خالص
أومأت فرح موافقة:
- ده حقيقى بس اكيد اللى أمها بتعمله هى مش راضيه عنه علشان كده تلاقيها مكسوفه تطلع
تناولت ايمان هاتفها وطلبت رقم وفاء وأنتظرت ثوانى  الى ان اتاها صوتها بخفوت:
- السلام عليكم ..ازيك يا ايمان
- وعليكم السلام ..ايه يابنتى مطلعتيش ليه..الكوافيرة هنا
قالت وفاء بخجل:
- معلش يا ايمان انا هبقى احط حاجه خفيفه كده
ايمان باصرار:
- لا مينفعش لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجه بس كفايه انك تقعدى فى وسطينا
سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك:
- ربنا يخاليكى يا ايمان بس بجد مش هقدر
زاد اصرار ايمان وهى تقول:
- لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ..ها قلتى ايه
أبتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول:
- لالا خلاص خليكى انا طالعه اهو
أغلقت ايمان الهاتف فى حين قالت لها فرحه:
- والله انتى طيبه اوى يا ايمان يابخت عبد الرحمن بيكى
""""""""""""""""""""""""""""""""
وفى المساء كانت الحديقه تتلألأ فى زينتها الجديده بلمسات جماليه وضعها ايهاب وفرحه بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجه وشاركت الطبيعه فى تزينه بنسمات عليله وعبير الورود المتسلل اليها ليجعل النسمات تتحول الى شذى رائع يأخذ بالالباب ويبعث على الاسترخاء ويحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر
ومرة اخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف امام مراته يرتدى حلته الانيقه السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه أبتسامه لا يستطيع تفسيرها
 قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول:
- اضحك اضحك ما انت مش عارف ايه اللى مستنيك
التفت اليه يوسف قائلا:
- ايه ده انت لحقت تتعقد من الجواز
وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآه وهو يهندم سترته وقال:
- ياعم مش لما اتجوز الاول ابقى اتعقد
نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال:
- نعم ..اومال ايمان دى تبقى ايه خطيبتك
دفعه عبد الرحمن ليلتفت مره اخرى الى المرآه وهو يقول:
- خليك فى حالك..
خرج يوسف الى شرفته ينظر الى الحديقه التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعاده التى يشعر بها برغم انه يعلم ان هذا الزواج ماهو الا غطاء شرعى لما حدث بينهما
وبدأ المدعوين بالحضور وكان اول من حضر هى علا بصحبة والدتها واختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لاختها :
- شايفه اللى اتحرمت منه اختك
قالت علا بصوت هامس:
- ممكن ترجعيله انتى وشطارتك
القت مريم النظره الاخيره فى مرآتها بينما قالت ايمان:
- ماشاء الله انتى قمر والله يا مريم اللهم بارك...
عانقتها فرحه ووفاء .التفتت اليهم مريم قائله:
-  انتوا كمان قمرات
قالت وفاء:
- اه انتوا بقى غيرانين منها ولابسين فساتين كتب الكتاب بتاعتكوا
ضحكت فرحه قائله:
- والله ياختى مش بمزاجنا كل واحده فينا جوزها صمم تلبس كده
أقتربت ايمان من مريم وقالت مداعبه بس ايه ده يا مريم فى عروسه تلبس الحجاب يوم فرحها ده ايه العقد دى
تلون وجهها خجلا وقالت:
- خلاص بقى بطلى ....مكنتش فاهمه وادينى فهمت ياستى
قالت ايمان:
- بس والله انتى ربنا بيحبك يا مريم ايهاب وضبلك الجنينه وخله قاعدة الستات بعيده شويه عن مكان الرجاله يابختك يا ستى
طرقت عفاف الباب التفت الجميع اليها وقالت مريم فى سعاده:
- ماما
كانت أحلام بصحبة عفاف  هرولت مريم اليها وعانقتها ...نظرت احلام اليها والى فستانها الابيض وحجابها التل الذى زاد جمالها وقالت:
- ماشاء الله بقيتى عروسه يا مريم ..كان حلمى اشوفك انتى واختك واخوكى يوم فرحكوا
قالت ايمان مداعبه :
- ما انا لابسه فستان كتب كتابى اهو يعنى كأنك حضرتى فرحى برضه
عانقتها امها وقالت:
- ربنا يسعدكوا يا ولاد
ربتت عفاف على ظهرها قائله:
- ربنا يديكى طولة العمر وتشوفى ولادهم
نظرت اليها احلام بموده وقالت:
- متشكره يا عفاف طول عمرك طيبه وانا مطمنه على ولادى معاكى
أدمعت عينيى ايمان ومريم وهما يتبادلان النظرات..قالت فرحه:
- وبعدين هتبوظيلنا الميكب
نظرت اليهم عفاف قائله:
- هو فين الميكب ده انا مش شايفه غير زبدة كاكاو
ضحك الجميع .....و"انتى ايه اللى جابك يا أحلام" نطقت فاطمه هذه العباره بغضب وقسوة
نظر الجميع اليها وهى تقف خلفهم وتستند الى حافة الباب وعينيها تشع غضبا
أستدارت أحلام مره اخرى الى عفاف وقالت بابتسامه هادئه :
- يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
قالت عفاف باضطراب:
- انا هتصل بأيهاب يطلع ياخدهم
صعد ايهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته:
- يالا يا ماما
أومأت برأسها وقالت:
- انزلوا انتوا وانا جايه وراكوا
زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمه فى صمت قطعته أحلام :
- يالا اتحركوا الناس تحت
بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام :
- انزلى انتى يا عفاف
حركت رأسها نفيا وقالت باصرار :
- مينفعش ..والمفروض ننزل كلنا اصلا مش وقته الكلام ده احنا فى فرح ولادنا
أوقفتها فاطمة وهى تصيح بها :
- بقيتى حبيبتها يا عفاف اه ما انتوا بقيتوا نسايب
أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائله:
- انتى عاوزه ايه يا فاطمه
فاطمة:تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى
ضحكت احلام بطريقة استفزازايه وقالت:
- تانى يا فاطمه..تانى عاوزانى امشى ..انتى مكفكيش اول مره مشيت فيها من عشرين سنه
قالت فاطمة بحده وبغض:
- وياريت المره دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا يموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
أحتفظت أحلام بابتسامتها وقالت:
- انتى لسه بتغيرى منى يا فاطمة معقول مع انى كبرت اهو زى ما انتى شايفه ..واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب يبقى جد...
واقتربت اكثر وهى تحدق بعينيها قائله :
- ولا انتى لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
كانت فاطمه ستصفعها على وجهها ولكن أحلام احكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى اكبر
وهنا تدخلت عفاف :
- لا انا كده هتصل بالحاج حسين يجى مينفعش كده يا جماعه ..يالا يا احلام انزلى لولادك
فى هذه اللحظه كان يوسف ينظر الى مريم بأعجاب شديد وهو يراها بفستان زفافها الابيض وحجابها الذى زادها اشراقا.. تناول يدها من ايهاب وهى تتحاشى النظر اليه وسار بها الى المكان المخصص لهم بالجلوس بينما امسك عبد الرحمن يدى زوجته وطبع قبلتين على كل واحدة منهما وعينيه لم تفارق عيناها الخجلتين وكذلك كان حال ايهاب وفرحه
سار الاربعه خلف العروسين كل منهما يتابط ذراع عروسه فى سعاده
اما فى الطابق العلوى فلا تزال المعركه مستمره وكانت فاطمة تصفق بغضب وتقول:
- مبروك يا أحلام برافو عليكى حققتى كل اللى كنتى بتتمنيه وخدتى حسين وولاده ومراته فى حضنك
عفاف:انتيهنا بقى يا فاطمه ...
ثم نظرت الى الهاتف وتقول:
- يارب يسمع الجرس فى الدوشه دى
وقفت احلام وقالت بصرامه:
- انا بحذرك يا فاطمة لو اتعرضتى لحد من ولادى انا ممكن ادمرك
ضحكت فاطمه بجنون قائله:
- هتعملى ايه يعنى انتى اللى المفروض تخافى على نفسك يا احلام انتى اللى سمعتك مش متسحمله
بادلتها احلام الضحكات وقالت بهدوء:
- هعمل كتير يا فاطمه يعنى مثلا هقول لكل الناس واولهم ولادك وجوزك انك كنتى بتحبى علي الله يرحمه وبتجرى وراه بالمشوار وهو كان مطنشك وكنتى بتسوقى عليه ناس كتير وهو ولا هو هنا لانه كان بيحبنى ساعتها وفى الاخر يا مسكينه لما رضيتى بالامر الواقع
ووقع فيكى ابراهيم الراجل الغلبان وهو ميعرفش انك كنتى بتحبى اخوه الصغير اكتشفتى برضه انه بيبصلى من تحت لتحت ..نارك قادت مني
وخصوصا  لما علي مات وعرفتى عن طريق حد انا مش عارفه هو مين لحد دلوقتى ان ابراهيم طلب مني الجواز بحجه انه يربى ولاد اخوه
علشان كده اتجننتى وعملتى عليا فيلم انهم هيقتلوا ولادى ويقتلونى وادتينى فلوس
وأشارت الى عفاف قائله :
- وضحكتى على الغلبانه دى وخوفتيها انه جوزها انه هيروح فى داهيه وجبتيها معاكى علشان اصدق لانك عارفه انى بصدق عفاف
صرخت بها فاطمة :
- أخرسى يا احلام انا عمرى ما جريت ورا حد انا مش زيك ولا نسيتى انك كنتى بتجرى ورا ابراهيم ولما لقيتيه شخصيته ضعيفه ومش هيقدر يقف قدام ابوه سبتيه وادورتى على علي الله يرحمه
ضحكت احلام قائله:
-  وهو ده اللى غيظك مني ان الاتنين كانوا بيحبونى والاتنين طلبوا الجواز مني
 ثم اشارت لها محذره انا بحذرك يا فاطمه سيبى ولادى فى حالهم احسنلك والا والله ما هيهمنى حاجه لو اذتيهم ولا سعيتى فى اذيتهم
كادت فاطمه ان تهم بصفعها مره اخرى ولكن عفاف صرخت :
- كفايه كفايه انتوا ايه حرام عليكوا ايه كمية الحقد والغل اللى جواكوا دى
ده الزمن بينسى الموت ورغم كده معرفش ينسيكوا كرهكوا لبعض
وفجأه دخل ابراهيم وحسين واقترب حسين من عفاف وامسك يدها بقلق قائلا:
- مالك يا عفاف بتصرخى ليه ايه اللى حصل
نظر ابراهيم لزوجته قائلا:
- انتوا ايه اللى مقعدكوا هنا سايبين الناس والمعازيم وقاعدين هنا ليه
قالت فاطمه بغل واضح:
- ابدا كنا بنصفى حساب قديم
أشار حسين الى احلام وقال بحسم:
- لو سمحتى يا ام ايهاب انزلى دلوقتى اقعدى جنب بنتك متسيبهاش فى لحظه زى دى
"""""""""""""""""""""""""""""""""
أما فى الاسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله
وكان وليد يهمس لعلا ان تصعد معه الان ليريها شقتهما
ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامه غاضبه كريهه
بينما لم تكن تعلم ايمان وفرحه المفاجأه التى أعدها لهما عبد الرحمن وايهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق