الاثنين، 2 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثالث )

أغتصاب ولكن .. تحت سقف واحد ..
 الفصل الثالث



ألقت هند الهاتف وهى تزفر بشده قائله:
- قفل السكه فى وشى
ثم نظرت لأختها علا بعتاب وتابعت:
- عجبك كده منظرى دلوقتى بقى ايه قدامه؟ياريتنى ما سمعت كلامك ..أنا كان مخى فين بس
نظرت لها علا متسائلة وهى تقول :
- ليه بس؟
ضمت هند ركبتيها الى صدرها وهى تقول حانقة:
- شكلى بقى وحش اوى بعد الحركة دى ..
ابتسمت علا بمكرثم قالت:
- ولا وحش ولا حاجه بكره يتعود
حدقت هند بها وقالت  بإنفعال:
- يتعود على ايه أنتى فاكرانى أيه أنا مقدرش أعمل اللى أنتى عايزاه ده ..انا كبيرى اوى أدلع عليه
نظرت لها علا بطرف عينيها باستخفاف قائلة:
- يابت متبقيش هبله لو معملتيش كده الخطوبه هتطول وده واحد ابن ناس والف واحده حاطه عينها عليه ونفسها يبصلها ويمكن يلاقى واحده احلى منك ويشبك معاها ويرميكى لازم تعلقيه بيكى على قد ما تقدرى علشان يعجل بالجواز ويقولك يالا نتجوز بكره ..الوقت مش فى صالحك يا هند
أشاحت هند بوجهها وهى تهتف بأستنكار:
- لا بس أنا أعرف عبد الرحمن كويس مالوش فى البنات أوى يعنى وبعدين معندوش وقت ليهم كمان وأنا متأكده أنه بيحبنى ومش هيسيبنى و خايفه أسمع كلامك يفكر أنى واحده مش كويسه ويفسخ الخطوبه
علا:
- هو أنا قلتلك أعملى حاجه وحشه لا سمح الله ...أنا بقولك علقيه بيكى بس... أحسن ده شكله بارد ونفسه طويل وبعدين تقدرى تقوليلى اللى زى ده والفلوس على قلبه هو وعيلته كلها وجاى يعمل خطوبه ليه؟ ..أيه عاوز وقت يجيب الشقه ولا يعمل جمعيه علشان العفش
هند :
- لا علشان نقرب من بعض ونعرف بعض كويس
علا بثقه :
- يا سلام ما أنتى معاهم بقالك سنه دلوقتى كل ده لسه ميعرفكيش .. أسمعى كلامى هو مين اللى خالاه يحبك ويخطبك ..مش هى نصايحي دى اللى مش عاجباكى دلوقتى !!...

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت وفاء من كليتها وكانت فى طريقها الى بوابة المنزل ولكنها لمحت فرحه تجلس فى الحديقه وترسم منهمكة فى لوحاتها .. غيرت أتجهها وذهبت اليها بابتسامة مرحه قائلة:
- السلام عليكم ..بتعملى ايه بترسمى برضه
أجابتها فرحه بمشاكسة :
- أومال شايفانى بطبخ يعنى..أيه اللى جابك بدرى خلصتى محاضرات؟
جلست وفاء على أحد المقاعد الصغيرة بجوارها وهى تقول:
- لا يا ستى كان عندنا محاضرة جنائى وأتلغت
زفرت فرحه ثم قالت متعجبة:
- والله أنا مش عارفه أيه حبك فى دراستك دى هتطلعى أيه يعنى وكيل نيابه ولا قاضى
وفاء:
- ولا ده ولا ده أنا نفسى أبقى محاميه وياسلام بقى لو أتخصص فى قضايا القتل يا بنت عمى
ألتفتت إليها فرحه فى دهشه هاتفة:
- يخربيت الافلام الاكشن اللى بتتفرجى عليها دى ..أيه هتعملى فيها شارلوك هولمز ولا ايه
نظرت لها وفاء  وقالت باستنكار :
- محدش بيقدر الجميل ابدا..ماهو يا ست علبة الوان أنتى لو مكنش شارلوك هولمز ده مكنش أبوكى وأبويا اكتشفوا أنهم بيدروا على سراب من سنين ولا ناسيه أنى أنا اللى نبهتهم أن ولاد عمى ممكن يكونوا فى مصر أساسا ومسافروش
نظرت اليها فرحه فى تفكير وقالت بشرود :
- تفتكرى يا وفاء لو هم فى مصر ليه مدورش علينا
وفاء :
- الله أعلم  .. أحنا لحد دلوقتى منعرفش أصلا هى مرات عمى علي خدتهم ومشيت ليه...طب لو قلنا علشان أطلقوا ..طب وأيه يعنى هى كل واحده تطلق تاخد عيالها وتهرب ....لالالا الموضوع فيه سر!!
"""""""""""""""""""""""""""""""""
نظر عبد الرحمن فى الكشوفات للمره الثانيه وهو غير مصدق قائلا:
معقوله!!
صديقه:
- أيه الاسم فيه حاجه غلط ؟
عبد الرحمن وهو مازال محملقاً فى الكشوفات :
- لا ده صح جدا ..جدا... ثم نظر الى صديقه وقال:
- هات ورقه وقلم بسرعه
نقل عبد الرحمن بعض البيانات فى ورقه خاصه وترك صديقه وأنطلق الى سيارته فى سرعه عائدا الى الشركه ..... وصل إلى مقر الشركه وصعد الى أبيه فى سرعه دلف الى مكتب هند وهو يقول فى عجله من أمره :
- هند بابا جوه مش كده
وقفت وعلى وجهها علامات الاستنكار من أسلوبه فهو لم يلقى حتى عليها السلام وقبل أن تتفوه بكلمه تركها وتوجه للمكتب وطرق ودخل
كان يتوقع أن يجد أبيه بمفرده ولكنه وجد عمه أبراهيم وولده وليد ورأى أخيه يوسف يقف بجوار أبيه الذى نظر اليه قائلا :
- كويس أنك جيت يا عبد الرحمن تعالى
عبد الرحمن:
- أنا لسه واصل من المطار حالا يا بابا ومش هتصدق عندى ليك حتة مفجأه بمليون جنيه
أجابه يوسف ببطء :
- أحنا اللى عندنا مفجأه بعشرة مليون مش مليون واحده
عقد عبد الرحمن حاجبيه وهو يقول متسائلا:
- خير أيه اللى حصل ؟
أمسك الحاج حسين خطاب مفتوح أمامه وقال وهو يمد يده بالخطاب:
- مرات عمك علي بعتتلنا جواب
أخذ عبد الرحمن الظرف ونظر اليه بتمعن وقال:
- ده مفيش عنوان ولا ختم ولا حاجه ..الجواب ده وصل هنا ازاى
الحاج حسين:
- هند جبتهولى مع البوسطه وقالتلى أنها لقيته فى صندوق البريد اللى فى مدخل الشركه وطبعا بما أنه مكتوب عليه خاص وأسمى فمحدش فتحه غيرى

صمت عبد الرحمن وقال بتمعن :
- يبقى أكيد هى اللى حطت الجواب فى الصندوق
الحاج ابراهيم:
- يعنى أيه يابنى الكلام ده
عبد الرحمن:
- ماهى دى المفجأة بتاعتى..أنا لقيت أسمها فى الكشوف اللى جات وغادرت من يومين
رفع وليد حاجبيه مندهشا وهو يقول:
- جات مصر  ؟,,,,,, أمتى
عبد الرحمن:
- جات أول امبارح ومشيت أمبارح بالليل..يعنى باتت ليله واحده..وأكيد هى أو  حد تبعها اللى حط الجواب ده فى الصندوق
أجابه الحاج حسين وكأنه لم يستمع الى حرف مما قال:
- يعنى مقرتش الجواب يا عبد الرحمن
أنتبه عبد الرحمن وفتح الخطاب وقرأ ما فيه بصوت يكاد يكون مسموعاً
" أزيك يا حسين أنا أحلام مرات أخوك علي قصدى طليقته ..أنا عارفه أنك هتستغرب وعارفه أنك مكنتش متوقع أنى أبعتلك بعد السنين دى كلها ومعرفش اذا كنت هتفرح بالجواب ده ولا هتقطعه وترميه فى الزباله
أنا مش هفتح فى القديم يا أبو عبد الرحمن أنا بعتلك الجواب ده مخصوص علشان ولاد أخوك.......أيمان وأيهاب ومريم يا ترى فاكرهم ولا لاء
بلاش تخالى القديم يقف بينك وبين ولاد أخوك اللى من لحمكم ودمكم
ماهو مش معقول تبقوا أنتوا عايشين فى العز وولاد أخوك بيشتغلوا علشان يعرفوا يأكلوا  نفسهم علشان مش عايزين جوز أمهم يصرف عليهم
الولاد فى مصر ومبقاش فى داعى أنى أخبيهم تانى هما خلاص كبروا ويقدروا يحددوا هما عاوزين أيه ...انا هديك عنوانهم وأنا متأكده أنك لما تروح وتشوفهم عايشين ازاى ضميرك مش هيسمحلك تتخلى عنهم ولا هتعاقبهم على حاجه هما مالهمش ذنب فيها"
..........................................................
أنهى عبد الرحمن الخطاب ورفع عينيه ينظر الى الجميع  قائلاً بأندهاش :
- فى السيده زينب !.. ولاد عمى فى السيدة زينب السنين دى كلها وأحنا منعرفش
قال وليد بسرعه:
- يا جماعه مش عاوزين نتسرع لازم نتأكد الاول أن الجواب ده مش لعبه ولازم نتأكد هما فعلا هما دول ولاد عمنا ولا نصبه ما يمكن حد بيشتغلنا ..
نظر اليه والده معاتباً:
- تفتكر يابنى بعد الكلام اللى مكتوب ده هنقدر نصبر
وليد:
- يا بابا ماهو أى حد يقدر يكتب أى كلام علشان يصعب علينا ..مش أى حد كده نصدقه
التفت عبد الرحمن وكأنه لم يسمع شيئا متوجهاً بالحديث الى أبيه قائلا:
- ها يا بابا تحب نعمل ايه ؟
كان الحاج حسين واضع رأسه بين كفيه غارق فى ذكرياته مضى عليها سنوات وسنوات
"ياريتنى سمعت كلامك ابويا الله يرحمه .. الشك مالى قلبى يا حسين مش عارف أعمل ايه
حسين:
- أهدى يا علي بس وصلى على النبى كده
علي بصوت اقرب للبكاء:
- عليه الصلاة والسلام..أنا عارف انى أستاهل أكتر من كده كمان لانى عصيت أبويا ومات وهو غضبان عليا
حسين :
- متقولش كده يا علي يا أخويا أبوك عمره ما غضب عليك بالعكس ده كان بيدعيلك ليل نهار ووصانى عليك قبل ما يموت وقالى أفضل جنبك ومسيبكش لحظه
علي فى لوعه:
- الله يرحمك يا  أبويا كنت حاسس باللى هيحصلى ونبهتنى وأنا كنت أعمى القلب
ربت حسين على كتفه فى حنان وقال:
- على فكره بقى الوساوس دى وساوس شيطان مراتك ست كويسه وبتحبك
على فى حسرة:
- شوف أنت بتقول عليها ايه وهى بتقول عليك ايه ..وانا من غبائى سمعت كلامها وخدت منك ورثى من أبويا كله وعملت المشاريع الفاشله اللى كانت هى عايزاها وخسرت كل حاجه ..خلاص خلاص بقيت عاله عليكوا يا حسين أنت وابراهيم
حسين :
- متقولش كده يا علي فلوسنا هى فلوسك أهدى بس متعملش فى نفسك كده ده أنت صاحب مرض وعيالك محتاجينك يا أخويا"
"""""""""""""""""""""""""""""
عاد حسين من ذكرياته على صوت نداءات يوسف الذى كان يهزه برفق هاتفاً:
- بابا .. بابا أنت كويس
 رفع حسين رأسه من بين يديه وكأنه آتى من زمن آخر غير الزمن وعينيه شارده تماماً:
- أيوا يا يوسف يابنى أنا كويس متقلقش
ظهر القلق فى وجوه الجميع بينما قال يوسف :
- أصلك مردتش على عبد الرحمن يعنى ..بيقولك هنعمل أيه .. شايف ايه يا بابا هنروح؟
""""""""""""""""""""""""""""""

- الله الله بتلبسى كده ورايحه على فين مش قلتى عندك أجازه النهارده
كانت مريم تلف حجابها أمام المرآه وهى تجيب لاختها إيمان:
- خلصتى صلاة ؟ حرما ..أنا خارجه مع سلمى صاحبتى هنتمشى شويه يا إيمان مخنوقه أوى من قاعدة البيت
أبتسمت إيمان وهى تقول:
- اه خلصت صلاة .. وقلتلك مية مره قبل كده أسمها تقبل الله  حرما دى ملهاش اصل فى السنه ..
وتابعت حديثها قائلة:
- أخوكى جاى بدرى النهارده ...أستنى نتغدى مع بعض
قالت مريم بمزاح وهى تضحك :
- أتغدوا أنتوا بقى أنتوا مشايخ زى بعض .. أنا هتغدى مع سلمى بره
نظرت لها إيمان بضيق وهى تقول :
- رايحين فين..
-ثم تابعت فى ضيق:
-  انا مبحبش صاحبتك دى ابدا مش بستريحلها خالص
مريم وهى تثبت حجابها أمام المرآة:
- وأيه الجديد ... على طول بتقولى كده
مطت إيمان شفتيها بقلق قائلة:
- من ساعة ما عرفتى البنت دى وأنتى طريقة لبسك أتغيرت حتى طريقة كلامك مبقتش زى زمان
مريم :
- غلطانه يا إيمان مش سلمى هى السبب أنتى ناسيه أنا فى كلية سياحه وفنادق يعنى لازم أبقى شبه مضيفة الطيران والا هيقولوا عليا معقده وبعدين أنا مش أى حد أنا مريم علي عزيز جاسر عارفه عزيز جاسر ولا مبتسمعيش عنه
ايمان:
- من أمتى النغمه دى وأحنا من أمتى بنقول احنا من عيلة عزيز جاسر خدنا منها أيه يعنى غير الغربه فى بلدنا
مريم وهى تأخذ حقيبتها وتتجه لباب الشقه:
- بكره هناخد وهناخد كتير وهتقولى مريم قالت
أستوقفتها ايمان متسائلة:
- تقصدى أيه يا مريم ؟
مريم:
- ولا حاجه يالا سلام
وأرسلت لها قبله فى الهواء وتابعت :
- بوسيلى إيهاب متنسيش
وخرجت وأغلقت الباب خلفها وتركت غيمان سابحة فى تصرفاتها وطريقة كلامها الجحديده على مسامعها
وبعد دقائق طرق الباب فظنت إيمان أن مريم عادت مره أخرى فتحت الباب وهى تقول - ---            - نسيتى أيــ  .....   وتوقفت فجأه عن الكلام وهى تنظر الى الرجل الواقف أمامها مبتسماً بحنان وقالت:
- مين حضرتك؟
"""""""""""""""""""""""""""""""""

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق