الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل السابع عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل السابع عشر





كان اللقاء المرتقب  فى الحديقه جلست إيمان على مسافه مناسبه من عبد الرحمن وهى تحاول أستعادة أى شىء مما كانت تريد قوله ولكن عقلها وكأنه قد أغلق للصيانه ظلت تحاول أن تبدو متماسكه حتى لا تبدو بلهاء فهى من طلبت الجلوس إليه ولكن الحياء كان سيد الموقف شعر عبد الرحمن بما تعانيه فقرر أن يبدء هو قائلا بأبتسامته المعهوده:
- أزيك يا إيمان .. أخبار الورده ايه
أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت :
- الحمد لله .. الورده أعتنيت بيها على قد ما أقدر بس فى الآخر دبلت
أومأ برأسه قائلا:
- أكيد طبعا طالما أتقطفت خلاص
 ثم أستدرج مداعبا:
- منه لله الوحش اللى قطفها
أبتسمت رغما عنها فقال بسرعه:
- بصى يا إيمان أنا عاوزك تبقى على راحتك خالص وتكلمينى فى اللى أنتى عاوزاه
قالت بتماسك:
- أنا كل اللى كنت عاوزاه أنى أقولك على شوية حاجات كده أحب تبقى موجوده فى بيتى وأحب الانسان اللى هعيش معاه يعملها وكنت عاوزه أعرف رأيك فيها
حك ذقنه بتفكير وقال:
- أتفضلى قولى أنا سامعك
أنطلقت فى الحديث بسرعه حتى لا تتوقف فتتراجع فقالت:
- أول حاجه أنا مش عاوزه فى بيتى معاصى علشان ربنا يباركلنا فى حياتنا يعنى أنا مش بتفرج إلا على القنوات الاسلاميه بس .. أنت عارف طبعا الافلام والمسلسلات رجاله وستات  أكتر واحده محترمه فيها حاطه ميكب ومتزينه على الاخرده اذا كانت مغطيه شعرها يعنى وبعدين كده مش هيبقى فيه غض بصر لان الراجل هيقعد يتفرج ويطلق بصره على ستات غريبه عنه والست نفس الحكايه وطبعا ده باب من أبواب الفتن
قال عبد الرحمن بابتسامة :
- ها وأيه كمان
تابعت مسترسله :
- تانى حاجه أنا مبسمعش أغانى ومحبش بيتى يشتغل فيه أغانى أنت عارف طبعا ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ( وأنا مش عاوزه يبقى فى حد فى بيتنا بيستحل المعازف
أبتسم أبتسامه واسعه وقد أعجب بالحديث وقال:
- يعنى التحريم فى الاغانى ولا فى الموسيقى
قالت بسرعه:
- لا أنا ممكن أكون أخطأت التعبير ..التحريم فى المعازف نفسها لكن بالنسبه للأغانى وكلماتها فده على حسب الكلمات يعنى لو كلمات جميله بتدعو لحاجه كويسه ومحترمه هتبقى حلال لكن لو كلمات بتثير الفتن والشهوات فى نفوس المسلمين فطبعا دى تبقى حرام وأعتقد هوده المنتشر وخصوصا فى الزمن ده
أبتسم مره اخرى وقطب جبينه بمرح وقال:
- طب بالنسبه للنوع التانى اللى بتاع الشهوات ده ينفع الست تغنيه لجوزها بصوتها كده من غير موسيقى
أطرقت برأسها خجلا من مقصد سؤاله ولم ترد ... حاول عبد الرحمن تغير مسار الحديث وقال :
- ها خلاص كده ولا فى حاجه تانيه
إيمان:
- حاجه واحده بس ... بالنسبه للصور أنا مش هعلق صور على الحيطان مهما كانت الصوره دى عزيزة عليا لان الرسول عليه الصلاة والسلام قال أن البيت اللى فيه صوره مش بتدخله الملائكه وطبعا البيت اللى مش بتدخله ملائكه هيبقى فيه أيه غير الشياطين ويمكن ده سبب محدش واخد باله منه للمشاكل الكتير اللى بتحصل فى البيوت
ونظرت إليه فوجدته يستمع لها بتركيز فقالت :
- هو كلامى ده مضايقك
قال عبد الرحمن بجدية:
- لا طبعا يضايقنى أيه  ده أنا مسلم زيى زيك يعنى دى أوامر دينى أنا كمان
أبتهجت إيمان وقالت:
- أفهم من كده انك موافق على الكلام ده
أشرق وجهه بابتسامة عذبه قائلا:
- تصورى البنات دلوقتى لما تقول عايزة أقعد مع الراجل اللى متقدملى الواحد يتخيل أنها هتقعد تتشرط عليه وتطلب بقى اللى هى عايزاه
 ثم تابع وهو ينظر لها باحترام:
- حقيقى يا إيمان أنا كل يوم بأحترمك أكتر ياريت كل البنات يبقى هو ده شغلها الشاغل فى جوازها مش الدهب والجهاز والمؤخر والقايمه وعايزة زى فلانه وهاتلى زى علانه
كان ينتظر منها ردا ولكنه وجدها صمتت فى خجل من أطراءه عليها فقال متابعا:
- أنتى قولتى هتدى رأيك النهائى بعد ما تقعدى معايا ...ها رأيك النهائى ايه؟
نهضت وهى تبتسم فى راحه وقالت :
- هبلغ رأيى لإيهاب عن أذنك
 وعادت إلى الداخل فى سرعه بخطوات مرتبكه
كان لهذه الجلسه أثر بالغ فى نفس عبد الرحمن كلماتها جعلته يتأكد من حسن أختيار أبيه أنه بالفعل أختار له الزوجه الصالحه التى ستحمل أسمه وتحافظ عليه  وخجلها والملامح التى كست وجهها وهى تحدثه جعله يشعر أنه له مكان ما فى قلبها  نعم كل هذا جعله راضيا أكثر عن هذه الزيجه ولكن مازالت مشاعره تجاهها كما هى !
""""""""""""""""""""""""""""
أطلقت أصوات الزغاريد فى بيت آل جاسر بعد تحديد ميعاد العقدين معا فى آن واحد ويوم واحد بعد عشرة أيام
كانت العائله كلها فى سعاده غامره إلا أثنين فقط وليد ووالدته التى كانت تأكل الغيره قلبها لكرهها لأولاد أحلام كما تقول دائما ولانها كانت تريد عبد الرحمن لأبنتها وفاء أما وليد فقد أظهر عكس ما يبطن تماما فهو بارع فى هذا
وكانت هناك من تستمع للخبر وتقفز فرحا وسعادة وهى تقول فى الهاتف:
- ألف مبروك يا حبيبتى ليكى أنتى وأخوكى أنتى عارفه يا إيمان أنا الود ودى أنزلك مخصوص بس أنتى عارفه بقى عمامك واخدين منى موقف وخايفه حضورى يبوظ الفرح وأبقى أنا سبب تعاستكم يا بنتى .... لا يابنتى مش زعلانه ابدا انا راضيه عنكوا طول عمرى ...ماشى يا حبيبتى انا هتصل على ايهاب وأباركله بنفسى ...مع السلامه يا نور عينى
وضعت سماهة الهاتف وأستدارت لزوجها بانتصار قائله:
- شوفت تخطيطى يا عصام ..علشان كنت مش مصدقنى لما قلتلك فلوس العيله دى هترجعلى أضعاف مضاعفه ولحد عندى
صفق لها زوجها عصام بأعجاب وقال:
- كده أبصوملك بالعشره أنتى معلمه
 وضعت قدم فوق أخرى وهى تقول بأستعلاء:
- ولسه .. مفضلش غير مريم وتبقى العيله كلها فى جيبى
""""""""""""""""""""""""""""""
كانت الأيام تمضى بطيئة على البعض وسريعة على البعض الآخر بل كانت أول مره تتمنى فرحه أن تأتى الأختبارات تباعا وتنتهى فى سرعه أخيراً ستتكلم معه وتنظر له وينظر لها دون الخوف من نظر الله إليهما
لم يكن حال إيهاب مختلفا كثيرا عنها فهو يحدث نفسه دائما بأنها ستصبح حلاله يبثها حبه وقتما شاء لن يغض بصره عنها بعد الان أخيراً ستكون هذه الطفله المدللة طفلته وزوجته إلى الأبد
وعلى النقيض كانت مشاعر عبد الرحمن بارده لا يشعر بسعاده ولا يشعر بحزن كلاهما سواء ولكن لم يكون كلاهما سواء بالنسبة لإيمان على العكس كانت تشعر بالسعاده المخلوطه بالخجل ولكنها لا تستحث الايام كما تفعل فرحه بل كلما مضى يوما تزداد لها أضطرابات قلبها
تم تحديد أقامة العرس فى الحديقة وتكفل إيهاب بها لمدة خمسة أيام قبل العرس وبالفعل خرجت من تحت يده زاهيه لأقصى حد ,,كان يعمل بها بقلبه قبل يده وخبرته
كان عرس عائلى بسيط لم يكن به صخب كثير فقد كانت رغبة الجميع أن تكون الحفله الحقيقة هى يوم الزفاف
 أرتدت ايمان فستان بسيط ورقيق من اللون الفضى المطعم بالخرز والكريستالات الملونه الصغيرة  وضعت القليل من الزينه وكان حجابها من نفس لون الفستان والتى تتميز ببساطتها فى حين أصرت فرحه على أرتداء فستان منفوش من اللون الذهبى الفاتح يغلب عليه الخرز الامع كانت تريد أن تبدو كسندريلا فى فستانها ولفت حجاب صغير ووضعت زينتها  تتماشى مع لون بشرتها الخمريه

تم عقد قرآن فرحه وإيهاب أولا ثم تولى الحاج ابراهيم الولايه عن إيمان وتم عقد قرآنها على عبد الرحمن
وقف إيهاب فى مزاح وقال :
- يالا يا جماعه كله يقولنا فى نفس واحد بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير.. يالا واحد اتنين تلاته  ضحك الجميع مع أختلاف الاصوات وتنابزها وأطلقت أم عبد الرحمن الزغاريد الواحده تلو الاخرى حتى كادت أن يغشى عليها من الفرحه والمجهود
على قدر بساطته لكنه كان بهيج جدا بكل هذه القلوب المحبه ......
لا تعلم مريم لماذا كلما نظرت إليه تشعر بغصه فى حلقها وكأنها تريد البكاء تلاقت نظراتهما فى صمت قطعه يوسف بالحديث مع والده
 كان من المقرر أن يجلس كل عريس إلى عروسه بعض الوقت بعد أنتهار الحفل فى مكان مخصص لكل منهما قد أعده إيهاب من قبل ,, أنصرف الجميع كل الى شقته وظل الاربعه تحت مظله واحده ,, نظر إيهاب الى عبد الرحمن قائلا:
- ايــه
عبد الرحمن:
- ايه
لوح إيهاب  بيده قائلا:
- أحنا هنستهبل من أولها متاخد مراتك وترح تقعد هناك
قال عبد الرحمن بتصنع عدم الفهم:
- ليه ما أحنا قاعدين مع بعض أحسن
نهض إيهاب وهتف به:
- ليه هى جمعيه تعاونيه ولا أيه ما تمشى يابنى أنت هى الجوازه دى منظوره ولا أيه يا جدعان
نهض عبد الرحمن وهو يضحك ضحكات مستفزة وأمسك بيد إيمان وقال:
- يالا يا إيمان لو أستنينا أكتر من كده هنقضى الليله فى التخشيبه
رغم أن تصرفات عبد الرحمن كانت للمداعبه إلا أن إيمان شعرت بقشعريرة فى جسدها جراء لمس عبد الرحمن ليدها ربما لأنها أول مره تسمح برجل أن يلمسها
أخذها عبد الرحمن إلى مظله صغيره أخرى كان إيهاب قد زينها بقماش التل تزينها الالوان الكهربائيه الملونه
جلس وهو يقول بمزاح :
- شفتى الواد أخوكى طردنا أزاى ..
أبتسمت إيمان فى خجل قائله:
- معلش بقى أصله بيحب فرحه أوى ونفسه يقعد يتكلم معاها براحته
وضع عبد الرحمن كفه تحت ذقنه وظل ينظر إليها تاره وإلى الحديقة تارة أخرى فى صمت ويبتسم أبتسامات صماء
كانت إيمان تجلس فى مكانها ترى مظلة إيهاب وفرحه وترى علامات السعاده المرسومه على وجهيهما وترى أنسجامهما سويا وهو ممسك بيدها يبثها مشاعره فى شوق وحب أنسجمت معهما كأنها تجلس بينهما
تتبع عبد الرحمن نظراتها فوجدها شاردة مع الأحبه كان يريد أن يتكلم معها ولكن لم يجد كلمات يقولها ومعه حق كيف يقول ما لا يشعر به فاللسان مغرفة القلب فأراد أن يقول أى شىء حفظا لماء الوجه فقال:
- على فكره أنتى النهارده زى القمر
أنتبهت على كلماته ونظرت إليه وكأنها لا تصدق أنه تحدث أخيراً وقالت بحزن:
- بتقول حاجه
لمس عبد الرحمن حزنها فشعر بالأسى وقال:
- بقولك أنتى النهارده زى القمر
أبتسمت أبتسامه صغيرة لمجاملته وقالت:
-  جزاك الله خيرا على المجامله اللطيفه
قال بسرعه:
- لا مش بجاملك أنتى فعلا زى القمر أول مره أشوفك بميكب حتى ولو خفيف
أبتسمت فى صمت حزين وأطرقت برأسها ولأول مره تشعر أنها قد  تسرعت بالموافقه على الزواج منه ..
هو لا يحبها كانت لابد أن تتاكد من مشاعره تجاهها قبل أن توافق
كان يطرق على الطاوله بأنامله ويحاول أن يتكلم أو يقول أى شىء ولكنه كلما وجد جملة معينه يشعر أنها جوفاء ستخرج منه بلا معنى أو احساس شعرت بتوتره ,,أول مره تراه متوتر هكذا فرأت رفع الحرج عنه فقالت:
- تحب نقوم ؟
ألتفت إليها قائلا :
- ليه بتقولى كده
كادت أن تبكى ولكنها تماسكت وقالت:
- يعنى شايفاك مرهق والظاهر أن الارهاق خلاك متوتر
زفر بقوة وقال:
- فعلا أنا مرهق شويه
قالت :
- طب خلاص لو تحب نقوم علشان تنام مفيش مشكله
قالت هذه الجمله وهى تنظر الى أخيها وفرحه وهما غارقان فى بحر العشق وتقول فى نفسها ماشاء الله لا قوة الا بالله اللهم بارك ,,كانت تخاف أن تصيبه بالعين فتؤذيه أوتقلل من فرحته
فنهضت قائله :
- طيب يالا بجد مفيش مشكله
شعر عبد الرحمن لأول مره أنه لا يملك الا الصمت لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل فاتجه معها إلى مدخل المنزل ومنه الى المصعد دلف الاثنان الى المصعد وأوصلها حتى باب شقتها وقال:
- تصبحى على خير
قالت بخفوت:
- وأنت من اهله
تفاجأت مريم بعودة إيمان بهذه السرعه ولكنها كانت غارقه فى أحزانها هى الاخرى فلم ترفع رأسها من تحت وسادتها وظلت تتصنع النوم
أبدلت إيمان ملابسها وخرجت إلى الشرفه تنظر إلى أخيها وفرحته فوجدتها تقف ثم يمسك يديها ويجبرها على الجلوس مرة أخرى فأبتسمت لشغف أخيها بحبيبته وعادت مرة أخرى إلى غرفتها أطفاءت المصباح ولاول مره تفعل كما تفعل مريم دائما تضع الوساده على وجهها وتبكى بصمت
سمع يوسف صوت غرفة عبد الرحمن وهو يغلق الباب بعد دخوله فخرج من غرفته وتوجه إلى غرفة أخيه دخل خلفه وقال متعجبا :
- أنت لحقت يابنى ده أنت مكملتش نص ساعه
ألقى عبد الرحمن رابطة العنق على فراشه وهوى إليه بضيق قائلا:
- معرفتش أقولها ولا كلمه .. كان منظرى يكسف
جلس يوسف بجواره وقال متسائلا:
- أنت مبتحبهاش يا عبد الرحمن
زفر عبد الرحمن بضيق وقال:
- يا أخى حتى لو مبحبهاش كنت المفروض أتكلم معاها أنت مشوفتش وشها وهى بتبص على إيهاب وفرحه كان عامل أزاى وهما منسجمين وبيتكلموا وأنا قاعد جمبها زى خيبتها
ربت يوسف على كتفه وقال:
- أنت كده يا عبد الرحمن مبتعرفش تقول اللى مش حاسس بيه .. معلش بكره تحبها وتعرف تتكلم معاها
شعر عبد الرحمن بأختناق صوته وهو يقول:
- طب هى ذنبها أيه تنام يوم كتب كتابها حزينه كده وقلبها مكسور
نهض يوسف وشرد قائلا:
- ناس كتير أوى قلبها مكسور من غير ما يكون ليهم ذنب فى حاجه يا عبد الرحمن
"""""""""""""""""""""""""""""""
كان ضميره يؤنبه بشده حتى أنه لم ينم جيدا وفى الصباح أنتبهت ايمان على صوت هاتفها قفز قلبها بشكل تلقائى عندما وجدت أسمه على شاشة الهاتف أجابت فى تماسك على سؤاله عنها:
- الحمد لله ..اه أنا صاحيه ,, بره فين .. على باب مين ...
ثم قالت وهى تنهض فى سرعه :
- على باب شقتنا أحنا
وفتحت الباب فوجدته أمامها ملامحه يكسوها الأعتذار قال فى أسف:
- عملتلك قلق ولا حاجه
أغلقت الهاتف وهى تقول:
-  لا أبدا أنا كنت صاحيه
نظر لها متفحصا أياها كانت أول مره يراها بملابس البيت العاديه بدون حجابها شعرت بالحرج من نظراته وقالت:
- فى حاجه ولا ايه
أبتسم قائلا:
- أنا جاى أتأسف على اللى عملته أمبارح .. أنا بجد مش عارف أيه اللى جرالى
أطرقت رأسها فى خجل وقالت:
- أنا مش زعلانه ..أنا عارفه انك
قاطعها فى سرعة:
- لا زعلانه ومعاكى حق لو زعلتى أنا بجد مضايق أوى من نفسى ومش عارف أعتذرلك ازاى
أستشعرت الحرج وقالت :
- حتى لو كنت زعلانه خلاص كونك أنك تيجى علشان تصالحنى ده فى حد ذاته شال الزعل كله من قلبى
شعر بالأمتنان لها وقال:
- أنا كنت متأكد أن قلبك كبير
 ثم تناول كفها بين أصابعه وطبع عليه قبله صغيره وقال :
- أنا آسف مره تانيه

مضى أسبوعان آخران إيهاب يعمل بجد لينهى ديكورات شقته وشقة أخته ايمان لم يكن هناك الكثير من العمل فقط ينقصها بعض اللمسات الفنيه وكان إيهاب بارعا فى هذا وكانت أحيانا فرحه تتصل به لتؤنبه أنه قد مضت عليه أربع ساعات لم تسمع فيهم صوته وهو منشغل فى عمله ووقت الاستراحه من العمل يتقابلان فى الحديقه ليسبح فى بحور شوقه وهو يبثها حبه

وكانت تحاول إيمان دائما تتقرب لزوجها وتبحث عن الأشياء التى يحبها وتفعلها من أجل أن تسكن قلبه كما سكن هو قلبها
فلقد أصبح زوجها شاءت أم أبت ولابد أن تبذل أقصى جهد  لأنجاح زواجهما رغم ما تقابله من مشاعر بارده لم تعتاد إيمان على الهزيمه ابدا كان من الممكن أن تطلب الطلاق ولكن رغبتها فى أن تصبح زوجته فاقت كل شىء لقد أحبته بكل جوارحها حقا
كانت عفاف  تخصص وقتها كله من أجل شراء كل ما يلزم  فرحه وإيمان من  تجهيزات الزواج
وظهرت نتيجة الأختبارات .. كانت النتيجة مبهره للجميع حقا فهذه أول سنه تحقق فيها مريم تقدير مرتفع أما بالنسبه لفرحه فلقد كانت ساعدتها بإيهاب تفوق سعادتها بتخرجها من الكليه بتقدير جيد جدا وكذلك وفاء
أما وليد فلقد كان يحاول بأستماته أن يعيد علاقته الطيبه بيوسف بكل الطرق الممكنه حتى أستطاع أن يعيدها طبيعيه بعض الشىء وخصوصا بعد أن أستشف أن يوسف لن يتكلم عن ما رآه منه هو وسلمى ولكنه لا يعلم أن يوسف قرر أن يؤجل الحديث فى هذا الامر الى ما بعد زفاف أخيه وأخته حتى لا يحدث أزمه فى العائلتين
كانت أستعدادات  مهوله تجرى على قدم وساق فى البيت الكبير منزل آل جاسر ولقد سخر الحاج حسين كل أمكانياته ليخرج حفل الزفاف فى أبهى صورة قام عبد الرحمن بحجز قاعه كبيرة فى فندق خمس نجوم








 وفى المساء كانت قاعة الأفراح مزدحمه بالمدعويين .. تلتف كل أسرة حول طاولتها الخاصه .. وكان هناك على أحدى الطاولات الرئيسيه تجلس أسرة حسين جاسر وترتسم الابتسامه على شفتيه فى وقار وهو يتحدث الى زوجته عفاف :
- تصدقى يا أم عبد الرحمن أنا حاسس أنى بحلم .. خلاص عبد الرحمن بقى عريس و دخلته النهارده
نظرت اليه زوجته عفاف فى سعاده وهى تقول:
- لا ومش أى عريس ده عريس زى القمر
تنهد الاب فى أرتياح وهو يقول:
- أنتى عارفه .. أنا كده حاسس أنى أبو العريس والعروسه فى نفس الوقت

ردت عليه زوجته مؤكده:
- طبعا يا أبو عبد الرحمن إيمان زى بنتنا بالظبط ..
ثم تابعت:
-  يارب عقبال مريم عن قريب يارب

وفى طاوله أخرى بجوارها كانت تجلس أسرة الحاج ابراهيم حيث قالت له زوجته فى سرعه:
- شفت الواد وليد أبنك داير فى كل حته أزاى من ساعة ما دخلنا القاعه وهو داير زى النحله

ضحك ابراهيم لحديث زوجته وقال:
- يا ستى سيبيه ده راجل هو بنت هتقعديه جنبك ..
هنا ردت وفاء قائله :
- يعنى أيه يا سى بابا يعنى انا بقى علشان بنت ماما تفضل رابطانى جمبها كده

ابراهيم :
- سيبيها يا أم وليد تقوم براحتها
 ثم أشار لها وهو يقول:
-  روحى يابنتى
قالت فاطمه ساخطة:
- والله أنت مدلعها يا أبو وليد..
ثم أردفت وهى تجذبه من يده:
-  تعال تعال نروح نقعد مع أخوك ومراته

فى هذه الاثناء كانت هناك مناقشه هامسه بين العروسين...
عبد الرحمن:
- مالك يا إيمان ... شكلك مضايق
نظرت إليه بعتاب وقالت:
- كده برضه ..هو ده اللى اتفقنا عليه
عبد الرحمن:
- أيه بس  ايه اللى حصل
أشاحت ايمان بوجهها بعيدا عنه وقالت:
- مش عارف حصل ايه

عبد الرحمن فى خجل:
- والله يا إيمان ملقتش قاعه مفصوله الفندق هنا مفيهوش نظام الستات لوحدها والرجاله لوحدها أعمل ايه طيب يعنى كنت أحجز قاعة مناسبات فى جامع

نظرة له فى ضيق وهى تقول:
- وماله الجامع يا عبد الرحمن ..على الاقل مكنش هيبقى فى رجاله قاعده تتفرج على زوجتك ولا كان هيبقى فيه أختلاط نتحاسب عليه قدام ربنا
ثم تنهدت فى حسره وهى تقول:
-  مش هو ده يوم فرحى اللى كنت بحلم بيه وبعدين انا قلتلك من الاول وانت وعدتنى

كانت مريم تقف بجوارها ولاحظت ما يحدث ...أقتربت منها وقالت :
- مالك يا ايمان فى ايه
ايمان فى ضيق:
- مفيش يا مريم
تدخل عبد الرحمن فى الحديث قائلا:
- كلميها يا مريم فى عروسه تبقى زعلانه كده يوم فرحها
نظرت له ايمان وهى تقول بخفوت :
- يوم فرحى الحقيقى أن ربنا يبقى راضى عننا لكن لما يبقى غضبان علينا من اللى بيحصل ده ميبقاش أسمه يوم فرحى

قال عبد الرحمن معتذراً:
- أنا آسف يا إيمان معلش يا بنت عمى عديها والله لو كنت لقيت قاعه مفصوله كنت حجزت

مريم فى أستنكار وهى تحدث ايمان:
- مفصوله ! ... أنتى لسه بتفكرى كده.. أيه يا بنتى احنا فى فرح ولا فى جامع

صمتت ايمان وهى تشعر بالحسره تملىء قلبها فما كانت أبدا تحلم بهذا .. كانت تتمنى ان يكون عبد الرحمن رجل ملتزم وأن يكون يوم فرحها هو يوم شكر نعمة الله عليها وليس يوم تحمل فيه كل هذه الذنوب التى تراها أمام عينيها ولا تستطيع دفعها
ولكن قدر الله وماشاء فعل ...هذا هو قدرها وعزائها الوحيد أنها غير راضيه عن  ما يحدث وترفضه بقلبها وهذا أضعف الايمان
كانت مريم تقف بصفه مستمره بجوار سلمى التى أستطاعت أن تعيد علاقتها بمريم قويه كما كانت و كان يحيط بهم شابين فى أواخر العشرينات يتبادل الاربعه الاحاديث والضحك فى ركن ما فى قاعة الفرح.. عندها قالت سلمى:
- ايه يا بنتى اختك دى ..عمرى ما شفت عروسه مغطيه شعرها يوم فرحها ايه العقد دى
قالت مريم بتافف:
- والله حاولت أقنعها تقلع الحجاب النهاردة لكن هى صممت وقعدت تدينى مواعظ
أنهت جملتها وضحك الاربعه بشكل ملفت للأنظار

كانت هناك عيون تراقبها بأهتمام شديد تراقبها جيدا وتراقب ضحكاتها
كان يوسف أبن عمها .. ينظر إليها من بعيد فى غضب ..فوجىء بيد تضربه بخفه على كتفه وصوت ساخر يقول :
- قفشتك ....
ثم تابع صاحب الصوت الساخر:
- أنا مش عارف أنت معذب نفسك ليه دى بنت سهله
ألتفت إليه يوسف فى حنق وهو يقول:
- كفايه يا وليد دى برضه بنت عمى وعمك يا أخى

وليد مدافعا:
- لالالا مش بنت عمى دى بنت أحلام
قال يوسف بدهشة :
- وهى أحلام دى مين مش تبقى مرات عمك علي الله يرحمه

زفر وليد بحنق قائلا:
- هنعيده تانى .. يابنى منا قلتلك قبل كده أحلام دى كانت ايه ومحدش يعرف ايهاب وايمان ومريم ولادها من عمك علي ولا لاء

أتسعت عينيى يوسف غضبا ودهشة وقال:
- عيب الكلام ده يا وليد لو كان أبوك وأبويا عارفين كده مكانوش جابوهم يعيشوا وسطنا تانى .. كانوا سابوهم يعيشوا مع أمهم وجوزها ده اللى أتجوزتوا بعد عمى علي الله يرحمه ومكناش دلوقتى فى فرح عبد الرحمن أخويا على إيمان وفرحة وإيهاب

قال وليد باستهزاء:
- ياعم أبوك وأبويا علانيتهم أوييييييى ... وبيدوروا على أى حد من ريحة عمى الله يرحمه...
ثم أخرج علبة سجائر مفخخه من سترته وقدمها لـ يوسف وهو يقول فى سخريه:
- خد دى بقى أتسلى فيها

نظر يوسف الى العلبه ثم نظر الى ابن عمه وليد وقال:
- ما أنت عارف أنى ماليش فى فيها وخصوصا وهى كده

وضعها وليد فى كف يوسف وقال وهو يتصنع الجديه:
- علشان تعرف تراقبها كويس أصل اللى زى دى طالعه لأمها وعاوزه اللى يبصلها تبقى عنيه فى وسط راسه
وأطلق ضحكه عاليه وسط صخب الموسيقى وترك يوسف يأكل الشك  قلبه

أنتصف الليل وحان وقت وداع العروسين خرج الجميع من القاعه ومن ثم من الفندق ركب العروسين سيارتهم و همت مريم بالركوب فى سيارة العروسين إيمان وعبد الرحمن  ولكن صديقتها سلمى جذبتها معها فى سيارتها قائله:
- تعالى هنا أركبى معايا أنتى رايحه فين

مريم :
- ايه يا سلمى هروح معاهم نوصلهم للمطار
قالت سلمى سريعاً وهى تدير محرك سيارتها:
- هتروحى تعملى أيه هتدبى مشوار المطار ده كله علشان توصليها ..وبعدين ما عليتكوا كلها رايحين وراهم بعربياتهم هيوصلوها
قالت مريم  فى أستسلام:
- طيب أيه يعنى مش فاهمه هنروح احنا فين
سلمى :
- ابدا هنتمشى بالعربيه شويه واروحك البيت

وقبل أن تنطلق بالسياره فتح الباب الخلفى للسياره شابين تعرفهما سلمى ومريم من الحفل  وأنطلقت سلمى بسارتها مسرعه قبل أن يلاحظها أحد

ولكنها لم تغيب عن أعين يوسف ووليد.. كانا ينظران الى ما يحدث من بعيد وما لبث وليد ان قال لـ يوسف باستفزاز:
- شفت يا عم أهى غارت من أختها قالت أشمعنى أنا معملش ليله دخلتى النهارده
وأنطلقت ضحكاته العابث مرة أخرى وهو يقول له :
- أشر ب أشرب علشان تنسى .. أستقل يوسف سيارته وعينيه تلاحق سراب سياره سلمى وتتردد فى أذنه عبارة وليد الاخيره وغضب شديد يجتاحه وقد أضمر شيئا فى نفسه
أنطلقت السيارات خلف سيارتا العروسين ولم يلاحظ أحد غياب مريم ويوسف بعد

بعد ساعتين كانت سياره سيارة سلمى تقف أمام حديقة منزل آل جاسر ترجلت مريم من السياره وهى تودع صديقتها وعندما ألتفتت لتدخل وجدت بوابه الحديقة مفتوح سارت بداخلها حتى وصلت الى باب فناء المنزل والذى كان  مفتوحا أيضا والمكان مظلم جدا لا يوجد الا شعاع ضوء بسيط يأتى من أعمدة الاناره فى الحديقه

تحسست مريم طريقها  فى قلق وظنت أنهم عادوا من المطار نظرا لوجود البوابه مفتوحه أخرجت هاتفها وأتصلت على عمها حسين
أيوا يا عمى أنتوا فى البيت ولا فين ... لا مجتش معاكوا أنا كنت مع سلمى صاحبتى ... لا انا عند البيت دلوقتى .. ها كنت .. كنا بنتمشى بعربيتها شويه  اسفه يا عمى متزعلش منى .. خلاص أنا هطلع أستناكوا فوق ..اه معايا مفتاح شقتنا..مع السلامه

تحسست الجدران فى بطىء لعلها تجد طريقها الى مفتاح الكهرباء
وبعد ثوانى سمعت صوت باب الشقه الكائنه فى الدور الارضى والتى يستخدمونها كمخزن للأشياء المهمله والمحطمه .. توترت وتحركت فى سرعه بحثا عن مفتاح الكهرباء وهو تقول بخوف:
- مين .. مين
وأخيراً سمعت صوته وهو يقول:
- تعالى يا مريم متخافيش ده انا
وضعت مريم يدها على صدرها وهى تهدىء روعها وتقول:
- أوف .... رعبتنى بتعمل أيه عندك
- بصلح الكهربا تعالى نوريلى بالتليفون
تقدمت نحو مصدر الصوت حتى وجدته وشرعت فى أخراج الهاتف مرة أخرى ولكنه جذبها داخل الشقه وأغلق الباب بقدمه فى عنف وبعد لحظات من المقاومه والصراخ المتقطع والعنف والاستجداء والاصرار ... أرتطمت رأسها بأحد قطع الاثاث المركونه ووقعتفو بعض قطه الزجاج المحطم  على الارض مغشيا عليها تماما ,, وسالت دمائها فى لحظه غدر دون أدنى مقاومة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق