الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الخامس )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الخامس




جمع الحاج حسين عائلته وعائلة أخيه أبراهيم وقص عليهم ما حدث فى مقابلته مع أولاد أخيه علي إيهاب وإ يمان ورد فعلهم تجاه عرضه الذى عرضهم عليهما وبمجرد أن أنتهى من حديثة  قال عبد الرحمن:
- ورفضوا ليه يا بابا
حسين :
- والله يابنى ده شىء طبيعى بعد الفكره الغلط اللى كانوا واخدينها عننا
عبد الرحمن باهتمام:
- أيوه بس المفروض أنك حكتلهم الحقيقة
أجابته والدته عفاف قائلة:
- الحقيقة دى من وجهة نظرنا أحنا لكن أكيد هما مش هيكدبوا أمهم ويصدقونا أحنا خصوصا أنهم متربوش وسطينا وميعرفوناش أصلا
تنهد الحاج ابراهيم قائلا:
-  طب ووصلتوا لأيه فى الأخر
الحاج حسين:
- بعد محاولات كتيره أوى قالوا عاوزين فرصه نفكر ونستخير ربنا
نظر وليد الى أمه فاطمه التى بادلته النظرات الساخره وهى تمصمص شفتاها بتبرم مما يحدث
بينما تكلمت وفاء قائله:
- طب أيه رأيك يا عمى نروحلهم أنا وفرحه ونتعرف عليهم ونتقرب منهم
قاطعها وليد :
- تروحى فين ياختى وفيه راجل معاهم فى البيت
قال الحاج حسين وقد استحسن الفكره:
- بسيطه ياخدوا معاهم يوسف أو عبد الرحمن أو أنت تروح معاهم
قال وليد باستنكار:
- أنا...لالا انا مش فاضى يا عمى معلش
نظر حسين الى ولديه  قائلا:
- خلاص حد فيكم يروح معاهم
وهنا قال الحاج ابراهيم وانا كمان هروح معاهم يا حسين نفسى أشوف ولاد أخويا
""""""""""""""""""""""""
وفى اليوم التالى وفى المساء كانت أحلام تتكلم مع أولادها فى الهاتف بأنفعال شديد:
- يعنى أيه مش عاوزين تروحوا تقعدوا هناك أيه لعب العيال ده
شوية عيال زيكوا هيمشوا كلامهم عليا ولا ايه
زفر أيهاب بنفاذ صبر وقال:
- يا ماما أهدى شويه مش كده أنتى حتى مش عاوزه تسمعينا
أحلام:
- أنا سمعت كتير وياريتنى ما سمعت ..أسمع يا واد منك ليها هتروحوا يعنى هتروحوا ومش عاوزه كلمه تانيه
رد ايهاب بانفعال اكبر:
- ولو قلنا لا
شعرت أحلام أنها لو انفعلت مره اخرى ستفقد تأييد أولادها لها فقررت تغير طريقة معاملتها معهم .. غيرت نبرة صوتها ونسجتها بالشجن والحزن وقالت:
- وأنا اللى قلت أنكم بتحبونى وبتسمعوا كلامى وأكيد مش هترفضولى طلب يا ايهاب وبعدين يابنى دول عمامكم برضه يعنى مش هتقعدوا عند حد غريب .. يابنى أنتوا ليكوا حق عندهم يعنى مش هتقعدوا عاله عليهم ده كله من خير أبوك يعنى هتعيشوا فى ملككم زيهم بالظبط
ايهاب :
- أيوا يا ماما بس حقنا ده محدش هيعترف بيه ابدا يعنى هنفضل فى نظرهم عاله
أحلام بتصنع:
- لا يا حبيبى انا متأكده ان عمك أتغير ولو مكنش اتغير مكنش جالكم بعد ما قرأ الجواب وطلب تعيشوا معاه .. وطالما أتغير يبقى لما تعيشوا معاه ويعرفكم كويس ويحبكم ضميره هيصحى وهيرجعلكم فلوس أبوكم الله يرحمه ..  وتصنعت البكاء

ايهاب :
- أنا نفسى أعرف يا ماما  أيه اللى خلاكى تبعتى الجواب ده بعد السنين دى كلها ليه فجأه كده عاوزانا نرجعلهم مش أنتى اللى كنتى بتنبهى علينا أن محدش منهم يعرف طريقنا وأننا نبعد عن أى حاجه أسمهم عليها

أحلام :
- ده كان زمان يابنى اه كنت خايفه عليكم من أذاهم احسن يطلكوا زى ما طالنى لما كنت عايشه وسطهم
لكن من فتره كده سمعت انهم رجعوا لربنا وبقوا يعملوا خير كبير وبقيت أسمع عن أعمالهم الخيريه .. قلت يبقى خير  أعرفهم طريق ولاد اخوهم يمكن ضميرهم يصحى ويرجعوا مال اليتمه اللى نهبوه زمان ... وأهو برضه نبقى خدنا ثواب صلة الرحم

لم يشعر ايهاب بالصدق فى حديث والدته ولكنه لم يتجرأ على القول بهذا
نظر الى اختيه ايمان ومريم ..كانا يتابعن الحديث بشغف
القى السماعه الى ايمان قائلا:
- خدى كلمى امك
أعادت أحلام عليها نفس الكلام بمسكنه  أكبر حتى قالت ايمان :
- خلاص يا ماما هنستخير ربنا ونرد عليكى
أشاحت أحلام بوجهها بعيدا عن سماعة الهاتف حتى لا تسمع ايمان صوت زفرتها التى زفرتها فى ضيق ثم رسمت ابتسامه على شفتيها لتخرج كلمات مناسبه من بينهما وقالت :
- طبعا يا حبيبتى لازم نستخير ربنا قبل اى حاجه وان شاء الله ربنا هيدلكوا على الخير
أعطت السماعه لمريم التى أكتفت بالسلام والتحيه فقط وقبل ان تغلق الخط قالت لها أمها:
- مش هوصيكى بقى يا مريم ..ماشى
مريم بتوتر:
- ربنا يسهل يا ماما
جلست الاختان الى اخيهما يتشاوروا فى الأمر ويتشاكسان مع مريم حتى سمعوا طرق على باب الشقه
أرتدت ايمان أسدال الصلاة وتوجه إيهاب ليرى من الطارق
كانت مفجأه أخرى له ولاختاه عندما علموا ان الزائر عمهم ابراهيم وفى صحبته عبد الرحمن وفرحه ووفاء
أخذ الحاج ابراهيم ايهاب بين ذراعيه وربت على كتفه وهو يقول:
-  ماشاء الله اللى يشوفك يقول عليك أبوك وهو صغير الله يرحمه
 تراجع إيهاب ليفسح المجال لـ ايمان ومريم ثم أبتسم لـ عبد الرحمن وصافحه
أستدارت ايمان بعد مصافحة عمها والسلام على فرحه ووفاء فوجدت عبد الرحمن يمد يده اليها بالسلام وهو يقول مبتسما :
- أنتى ايمان توأم ايهاب مش كده
أبتسمت أبتسامه خفيفه وقالت:
-  ايوا انا
 ثم نظرت الى يده الممدوده وقالت بنفس الابتسامه الخفيفه :
- آسفه مبسلمش على رجاله
كانت تتوقع أنه ستظهر عليه علامات الاحراج ولكنها وجدته يبتسم ويهز رأسه متفهما وقال:
- ولا يهمك..
ثم القى التحيه الى مريم ولم يمد يده بالسلام فلقد توقع نفس الرد

أدخلهم ايهاب للصالون المتواضع القابع فى أحدى الغرف الصغيره  وقدمت لهم ايمان الشاى وحاولت وفاء بشخصيتها الاجتماعيه كسر الحواجز المرتفعه بينهم فقالت :
- وأنتى بقى يا إيمان خريجة ايه
أجابتها إيمان بصوت منخفض :
- كلية شريعة
نظر اليها عمها أبراهيم مبتسما وقال:
- ماشاء الله يابنتى ربنا يزيدك
قال ايهاب مؤكدا :
- ايمان أصلها من صغرها وهى مدارس أزهرى طول عمرها حابه الطريق ده
أبتسم الحاج ابراهيم مره أخرى لثناء ايهاب على أخته وشعر بمدى الترابط بينهما وقال :
- وأكيد بقى ايهاب كان معاكى ما أنتوا توأم
تكلم ايهاب قائلا:
- لا يا عمى أنا مهندس ديكور
الحاج ابراهيم:
- ماشاء الله
 ثم تابع وهو يتلفت إلى مريم:
- وأنتى يا مريم ؟
قالت مريم بزهو:
- أنا سياحه وفنادق
قالت وفاء بمرح :
- انا بقى حقوق
وأشارت الى فرحه وقالت :
- وفرحه فنون جميله
أبتسمت فرحه وقالت لمريم :
- أحنا من سن بعض تقريبا ياريت نبقى أصحاب
 ردت مريم بنفس الابتسامه :
- وقالت طبعا يا فرحه

وأنصرف الجميع على وعد باللقاء مره اخرى .. جلست مريم وقالت بتسائل:
- ها نويتم على ايه
نظرت ايمان الى ايهاب وقالت:
- رأيك ايه يا ايهاب
تدخلت مريم بالكلام:
- هى دى محتاجه رأى الناس باين عليهم محترمين ومستوى ولو رحنا نعيش معاهم هنتنقل لمستوى تانى خالص
قاطعها ايهاب :
- هى كل حاجه مظاهر عندك يا مريم ..مستوى ايه بس
ثم نظر الى ايمان وقال:
- انتى ارتحتلهم يا ايمان ؟
ايمان:
- بصراحه معاملتهم معانا محيرانى جدا ..  شكلهم ناس كويسه وطريقتهم محترمه مش زى الفكره اللى كنا واخدنها عنهم خالص .. بس الموضوع محتاج تأنى مش لازم نحكم بسرعه كده
ايهاب موافقا:
- صح .. خلاص يومين كده نكون أستخرنا ربنا
****************************

جلست فرحه بجوار أمها وقالت بشغف وهى تنظر الى ابيها :
- انا حبيتهم اوى يا بابا شكلهم محترمين ودمهم خفيف كمان
والدتها:
- ان شاء الله لو جم عاشوا هنا هيبقوا اخواتك انتى ووفاء
ضحكت بمشاكسه وهى تنظر الى عبد الرحمن وقالت:
- أسكت يا بابا اما عبد الرحمن أتحرج بشكل مش معقول
قال والدها بابتسامه متسائله:
- ازاى ؟
فرحه:
- عبد الرحمن مد ايده يسلم على ايمان قالتله مبسلمش على رجاله
عبد الرحمن :
- هاهاها محدش قالك ان دمك خفيف قبل كده
فرحه بزهو مصطنع:
- كتير قالولى كده
عبد الرحمن ممازحا:
- ضحكوا عليكى  صدقينى
"""""""""""""""""""""""""

مر ثلاثة أيام لم تنقطع فيهم أتصالات الحاج حسين بأبناء أخيه وأستمرت ايضا اتصالات مستمره من فرحه ووفاء لـ مريم وايمان كما واظب عبد الرحمن بالاتصال على ايهاب لوصل حلقات الود بينهما فلقد شعر عبد الرحمن بأن ايهاب رجل يعتمد عليه ولم لا وهو يراعى أختيه ويحرص عليهما قدر المستطاع
كانت مشاعر ايهاب وايمان متوتره بعض الشىء فهم مقدمون على شىء مجهول لا يعرفونه سيعيشون فى كنف أسرة لم يألفوها ولا يعرفوا عنها الكثير نعم ستكون لهم خصوصيه ولهم طابق بمفردهم ولكن سيكون هناك أحتكاك كبير ومعايشه
ولكن ليس هذا فقط ما يخشونه ولكنهم أيضا متخبطون بين ما يعرفون من أمهم عن هذه العائله وبين ما رأوه من الفه وأهتمام وود وحرص وطيبه تظهر بتلقائيه فى عيون عمهم حسين وعمهم ابراهيم
لا يعرفون الحقيقه ويشعرون أن هناك حلقة مفقودة لا يستطيعون أن يجدوها الا بالموافقة على الأنتقال للعيش معهم
مشاعر مريم لم تكن تختلف كثيرا ولكن مع كثير من النشوه لأنتقالها للمستوى التى كانت ترنوا اليه منذ زمن ولم يكن له سبيل فأخيرا سيتحقق حلمها ولكن بمراجعه بسيطه كيف سيتحقق هذا الحلم نعم سينتقلون لمنزل آل جاسر ولكن بدون حقوق لن تمتلك سياره ولن تتجرأ على طلب شراء الملابس التى تحبها أذن سيكون الانتقال ماهو الا تغير العنوان فقط
ولكن مهلا هناك سبيل آخر أنه والدتها وما حاولت أقناعها به إن فعلت هذا سيكون لها نصيب كبير فى هذه العائله بل وتستطيع أن تعيد أملاك والدها مرة أخرى
وقفت أمام المرآه و شردت فى كلام أمها:
-صدقينى يا مريم هى دى الطريقه الوحيده اللى هنقدر نرجع بيها أملاك أبوكى اللى أخدوها منه بالنصب والاحتيال والنصب ميرجعش غير بالنصب يا بنتى
وأنا لو كنت ماليه أيدى من أختك كنت هقولها كده برضه بس أنتى عارفه إيمان هتقعد تقولى حرام وحلال .. علشان كده أنا معتمده عليكى أنتى يا مريم أنتى اللى هترجعلنا جزء من حقنا ..  وأسمعى سيبك من ولاد عمك أبراهيم ركزى على ولاد عمك حسين هو الكل فى الكل وأكيد ولاده برضه هيبقوا الكل فى الكل وده اللى أحنا عايزينه وبما أن عبد الرحمن طلع خاطب يبقى مفيش غير يوسف .. أنا جبتلك كل المعلومات اللى هتحتاجيها ..
الكلام ده ميطلعش برانا أحنا الاتنين فاهمانى يا مريم
"""""""""""""""""""""""""""""""""

وفى اليوم التالى مباشرة أتصل إيهاب على عمه حسين وأخبره أنهم موافقون على عرضه بالأنتقال للعيش معهم لتبدأ حياة جديدة وعلاقات جديدة ومعاملات لم تكن فى الحسبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق