الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثامن )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الثامن





أخذتها مريم للداخل ولكن وهما فى طريقهما أستوقفتها سلمى وهى تشير إلى ركن ما فى الحديقه وتسائلت قائلة:
-  أيه ده يا مريم ؟
نظرت مريم إلى حيث أشارت سلمى فوجدت ما يشبه حلبة الملاكمه وقالت:
- مش عارفه أول مره أشوفها
أستكملا طريقهما  إلى البوابه الداخليه للمنزل ووقفت مريم تطلب المصعد فتح الباب وخرج منه وليد ويوسف وهما يرتديان حلة رياضية فى طريقهما للخارج وقف وليد بأبتسامه كبيرة أمام باب المصعد وهو يرحب بسلمى .. صافحها وضغط على كفها وهو يقول :
- أنا أعرف أن القمر بيطلع فى السما مش فى الأسانسير
ضحكت سلمى بميوعه وقالت :
- ميرسى أوى لزوقك
تحرك يوسف وهو يجذب وليد من يده قائلا بضيق:
-  يالا يا وليد
أستوقفته سلمى قائلة  :
- أزيك يا أستاذ يوسف
أشاح بوجهه بعيدا وهو يجيبها قائلا:
- كويس ..
ثم خطى بعيدا عنهم وهو يقول لوليد :
- أنا هسبقك يا وليد 
ثم أنصرف ,, تبعته مريم بعينيها بينما قالت سلمى لوليد:
- أنتوا رايحين فين كده ؟
نظر لها وليد بجاة مكشوفة وهو يقول  :
- عندنا ماتش ملاكمة تيجى تتفرجى
قالت مريم بتعجب:
- ملاكمة أنتوا بتلعبوا ملاكمة مع بعض
ضحك وقال:
- يعنى حاجه كده خفيفه كل شهر مره علشان مننساش
 ثم أقترب من سلمى وقال بنظرات تفهمها جيدا :
- لازم الواحد يتدرب علشان يحتفظ بلياقته دايما  
أبتسمت سلمى وقد فهمت تلميحاته بينما قالت مريم:
- طب يالا نطلع أحنا يا سلمى
أقتربت سلمى خطوة أخرى من وليد وقالت:
- لا أنا عايزة أتفرج
وهنا عاد يوسف مره أخرى وصاح فى تأفف موجها حديثة لوليد :
- يالا بقى يا عم أنت
ذهبت إليه مريم وقالت برجاء:
- ممكن نتفرج يا أستاذ يوسف
يوسف:
- تتفرجوا على أيه هى سيما ..
شعرت مريم بأحراج شديد أحمر له وجهها وعادت للداخل  ولم تنتظر المصعد بل توجهت للدرج  بسرعه وهى تقول بعصبية :
-  حصلينى يا سلمى
وقفت أمام باب شقتها وهى تكاد تبكى مما فعل بها فى الأسفل كانت تشعر بالحنق الشديد حتى أنها لم تسمع فرحه وهى تلقى عليها السلام أثناء صعودها .. صعدت خلفها فرحه ووجدتها على حالتها تلك فقالت وهى تربت على كتفها:
- مالك يا مريم عنيكى مالها كنتى بتعيطى ولا ايه
أجابتها مريم حانقة:
- مفيش حاجه يا فرحه أنا كويسه
فرحه:
- كويسه أزاى أنا شفتك وأنتى طالعه واخده فى وشك سلمت عليكى مردتيش عليا
مريم :
- معلش يا فرحه مخدتش بالى
أبتسمت فرحه متفهمة وقالت:
- قوليلى مين زعلك يا حبيبتى وأنا أخلى بابا ياخدلك حقك منه
أبتسمت مريم لطريقتها الطفوليه وأحتضنتها وقالت:
- تسلميلى يا حبيبتى أنا كويسه
ثم قالت بتردد:
- أخوكى بس أحرجنى شويه
أرتفع حاجبي فرحه وتسائلة:
- مين فيهم
مريم:
- يوسف ...  قلتله ممكن آجى أتفرج كلمنى بطريقه وحشه أوى
فرحه بسعاده:
- أيه ده هما هيبدأوا دلوقتى مشوفتوش وهو نازل يعنى
خرجت سلمى من المصعد وأتجهت إلى مريم وقالت:
- كده برضه تسيبينى وتمشى .. مالك فى أيه
نظرت لها مريم بضيق:
- لسه فاكره تيجى تشوفينى مالى
أقبلت فرحه على سلمى وصافحتها ورحبت بها ثم أستدارت إلى مريم وقالت :
- ولا يهمك تعالى أوريكى حــ 
بترت عبارتها لأصطدامها بأيهاب على باب الشقه .. شعرت بالخجل الشديد وأحمرت وجنتاها .. بينما قال بابتسامه خفيفه :
- أنا آسف يا آنسه فرحه مكنتش عارف أنك داخله
قاطعتهما سلمى  مرحبة به:
- أزيك يا ايهاب
قال إيهاب باقتضاب:
- كويس الحمد لله عن أذنكم  ,, وتركهم ونزل الى الاسفل
تابعت فرحه عبارتها التى كانت قد بترتها وقالت :
- تعالوا نتفرج من البلكونه

أستقبلتهم إيمان بالداخل وصافحت سلمى التى أنبهرت بالشقه الكبيرة وأثاثها الفخم ودخل الأربعه إلى الشرفه ليشاهدا هذه المباراه الصاخبه بين وليد ويوسف وتشجيع إيهاب وعبد الرحمن المستمر مما زاد جو الألفه بين إيهاب وأولاد أعمامه

أستأذنت إيمان وتوجهت الى عفاف زوجة عمها حسين لتساعدها فى تحضير طعام الغذاء فاليوم هو الجمعه والحاج حسين لا يرضى بديلا إلا أن تجتمع الاسرة كلها على مائدة واحده
طرقت إيمان باب شقه عمها ففتحت لها فاطمة زوجة عمها أبراهيم عندما رأتها فاطمه قالت ببرود:
- اهلا يا ايمان فى حاجه
ايمان:
-  أزيك يا طنط أخبارك ايه .. ممكن لو سمحتى أدخل لطنط عفاف
أشارت لها فاطمه بالدخول
دخلت ايمان ولكنها تفاجأت بوجود هند التى تعرفت عليها ساد جو البهجه فى المطبخ وخصوصا بعد تواجد وفاء وأصبحت تتجاذب المداعبات مع ايمان التى تتمتع بشخصيه مرحه عكس ماكان يوقع الجميع

بعد ساعة أنصرفت سلمى وكانت معها مريم التى أوصلتها الى باب الحديقة الخارجى وودعتها وهى تركب سيارتها الصغيرة وتنطلق بها
عادت مريم وقطعت الحديقة ورأتهم وهم يجمعون أحبال حلبة الملاكمة .. نظرت الى يوسف وهو يجمع الأحبال بصحبة إيهاب ويتمازحان وكأنهم أصدقاء منذ زمن
ظلت واقفه لبرهه تنظر اليهم فى حيرة وضيق .. لا تعلم لماذا يتعامل معها هكذا اذا كان غير مرحب بوجودهم فلماذا أذن يحب إيهاب ويصادقه ويتعامل مع ايمان باحترام
أما هى فدائما يعاملها باقتضاب ونادرا ما ينظر اليها وهى تحدثه نفضت أفكارها جانبا وأكملت طريقها للداخل

وأخيرا التف الجميع حول المائدة الكبيرة وجلست هند بجوار خطيبها عبد الرحمن حيث قال الحاج حسين بترحاب :
- منوره يا هند بقالك كتير مجتيش عندنا
هند :
- ربنا  يخاليك لينا يا حاج .. ثم التفتت الى عبد الرحمن وقالت :
- أصل عبد الرحمن بقاله فترة مشغول عنى
أكمل الحاج حسين طعامه وهو يقول:
- معلش أنتى عارفه بقى مشغولياته هو أنا اللى هقولك
والتفت الى يوسف قائلا:
- صحيح يا يوسف أخبار العماره الجديده أيه والمقاول ده مريحك ولا منتعاملش معاه تانى
يوسف :
- بصراحه يا بابا هو متعب وعاوز حد يبقى على دماغه دايما مبيجيش غير بالدق على دماغه
نظرت له مريم وفى نفسها مندهشة من تصرفاته فهو أحيانا رقيق ومهذب وأحيانا أخرى لا يُحتمل
تابع الحاج حسين وهو ينظر الى ايهاب:
- بقولك أيه يا ايهاب يابنى ايه رايك تاخد الشغلانه دى
أبتسم ايهاب وقال معتذراً:
- يا حاج ده شغل مهندس مدنى أنا مهندس ديكور
الحاج حسين:
- طبعا فى مهندس مدنى مسؤل بس طبعا قلبه مش هيبقى على الشغل ده مجرد موظف عامل الوقت ميفرقش معاه العكس الوقت لصالحه... وزى ما أنت شايف عبد الرحمن ووليد ويوسف مش فاضين .. أيه رايك ممكن تساعدنى أنا محتاجلك بجد وبعد العماره ما تخلص تمسك أنت تشطيبها ها ايه رايك
نظر له إيهاب وقد شعر بالصدق فى كلماته وأنه بالفعل يحتاج مساعدته ولكنه ملتزم بالعمل فى مكان آخر فقال:
- طيب وشغلى يا عمى
أبتهج الحاج حسين وقال:
- يا سيدى خد أجازه ولو الشغل معانا تعبك أرجعله تانى
صمت إيهاب لبرهه ثم أبتسم وقال لعمه:
- خلاص يا عمى هرد عليك بكره بأذن الله
وهنا نظر الحاج ابراهيم الى يوسف وقال له:
- ها يا يوسف مريم عامله معاك ايه فى الشغل
قال يوسف وهو يتناول طعامه :
- الحمد لله
الحاج ابراهيم :
- طيب الحمد لله ..  وأنتى يا مريم مستريحه فى شغلك ولا معطلك .. أنا أصلى عارف يوسف طلباته كتيرة ومتعب فى شغله
مريم :
- لا يا عمى الحمد لله تمام
ثم نظرت ليوسف وقالت:
- هو أصلا مبيكلمنيش كتير علشان تبقى طلباته كتير
ارتفع حاجبي الحاج ابراهيم وهو يتابع قائلا:
- أزاى الكلام ده ,, ده انتوا ولاد عم
نظر لها يوسف بحده وقال:
- ايه المطلوب يعنى نسيب الشغل ونقعد نتساير ..
لمعت عيناها وكادت ان تبكى من حدته
فقال إيهاب بعصبيه:
- ايه يا يوسف بتكلمها كده ليه
تدخل الحاج حسين بسرعة قائلا:
- بتكلموا بعض كده وأنا قاعد أنا وعمكوا ..
ثم نظر الى يوسف بحده وقال:
- بعد الاكل نقعد فى المكتب نشوف ايه الحكايه دى
حاولت وفاء كعادتها تغير مسار الحديث المحتقن فقالت بشغف:
- تعرف يا بابا أمبارح كان عندنا محاضرة والدكتور كان بيشرحلنا فى قانون العقوبات وجابلنا قضيه حقيقيه من قضايا  الزنا بس القضيه كانت صعبه أوى تقريبا محدش فينا عرف يكتب فيها مرافعه تمام زى ما الدكتور عاوز تخيل الراجل لبس مراته قضية زنا وكمان ساومها يا أما تتنازل عن كل حاجه يا أما يحرك دعوه الزنا ضدها وتتحبس ويتعملها ملف كمان

قطب الحاج ابراهيم حاجبيه قائلا:
- أعوذ بالله  معقوله فى راجل يعمل كده وازاى اصلا يبقى حاجه زى كده فى القانون

كانت ايمان هى الاخرى ترغب فى تغير مجرى الحديث فقالت :
- طبعا يا عمى هو ده القانون الوضعى جريمة الزنا الزوج هو بس اللى يقدر فى اى وقت يوقف الحكم عليها ويتنازل وساعتها بتطلع براءة

قالت عفاف متسائلة:
- اومال يا بنتى الدين بيقول ايه فى الحكايه دى
ايمان:
- لا يا طنط الاحكام الشرعيه فى الموضوع ده لو فى أربعة شهداء كلهم اقروا بالجريمه دى وكلهم عدول وموثوق فيهم بيتنفذ فيها الحكم حتى لو الزوج اتنازل ,, أما لو كان الزوج هو اللى أدعى على مراته الزنا ومعندوش شهود يبقى ساعتها القاضى بيطبق عليهم آية اللعان

عفاف متعجبة:
- ياه أربعه بس دى لو أربعه بحالهم  شهدوا عليها وهى كده تبقى لامؤاخذه بقى

ايمان:
- طبعا يا طنط ماهو ده علشان احكام دينا بتدعو للستر علشان اللى غلط وربنا ستره من غير ما حد يشوفه يتوب ويستر على نفسه لكن لو وصلت لدرجه أن أربعه يشوفوها تبقى تستحق الرجم يعنى مش زى ما الناس فاكره أن تطبيق الحدود يعنى قتل وموت وتقطيع ورجم عمال على بطال
قالت وفاء بتركيز:
تعرفى يا ايمان أنتى خلتينى آخد بالى من حاجات كتير وأنا بقى كده نويت أعمل دراسه بالمقارنه بين القوانين الوضعيه وأحكام الشريعه
أبتسمت إيمان وقالت:
- يالا توكلى على الله وأنا مستعده أساعدك بكل جهدى والكتب اللى عندى

نظرت هند إلى عبد الرحمن فوجدته يتابع الحديث باهتمام فقالت :
- أيه يا عبد الرحمن مش بتاكل ليه مركز أوى يعنى
عبد الرحمن:
- بصراحه أنا أول مره أسمع الكلام ده أيه الجهل اللى الواحد فيه ده
قال الحاج حسين موجها حديثه ل ايمان:
- تعرفى يا إيمان أنا كل يوم بيزيد أعجابى بيكى أكتر من اليوم اللى قبله
قالت له مداعبه:
- لا معلش يا عمى أنا أصلى مش ناويه أرتبط دلوقتى يعنى هيبقى حب من طرف واحد
ضحك الجميع وشرعوا فى أتمام طعامهم حتى نهض الحاج حسين من مكانه وأشار الى يوسف ومريم قائلا:
- يوسف ومريم تعالوا ورايا على المكتب دلوقتى
 نهض وليد من مكانه فأستدار إليه الحاج حسين وقال :
- بقول يوسف ومريم بس أظن الكلام واضح للكل
نهضت مريم بعد يوسف بلحظات ورغم مشاعر الحنق التى توجد بداخل كل منهما تجاه الآخر غلا أنهما إلاأنهما عندما وصلا لباب المكتب تبادلا النظرات وكأنهما طفلين تم أستدعائهما لمكتب الناظر لينالا عقابهما 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق