الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل العشرون )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل العشرون





وقفت إيمان بشكل تلقائى وهى تقول بحسم:
- لاء..أنا مش موافقه
نظر لها إيهاب مندهشا وقال:
- ليه يا إيمان ..أنتى تعرفى حاجه عن يوسف تخليكى ترفضى
كانت مريم تنظر إليها بوجه ممتقع وهى تقول:
-لا معرفش حاجه ...أنا بقول وجهة نظرى وخلاص
ايهاب:
- طب أيه هى وجهة نظرك دى يمكن أقتنع بيها أنا كمان
أرتبكت ايمان وهى تقول:
- انا بس خايفه تكون دى رغبة عمى حسين مش رغبة يوسف نفسه

زاد أمتقاع وجه مريم وزادت ضربات قلبها بشده فكل منهما تفكر بشىء مختلف عن الاخرى
هز رأسه نفيا وقال:
- لا مفتكرش يا ايمان لو كان كده فعلا كان يوسف أستنى لما يخف وبعدين يوسف قالى أنه قال لوالده وهو موافق وبعدين أحنا كل ده مسمعناش رأى مريم نفسها ثم نظر اليها قائلا:
- ها يا مريم أنتى أيه رايك
قررت مريم حسم الخلاف فجميعهم لا يعلمون ما حدث وهذه الزيجه لن تكون إلا للستر فقط ويوسف فى كل الاحوال مضطر الى الزواج منها فوقفت وهى تقول بخفوت:
- أنا موافقه

صاحت إيمان وهى تلتفت إليها قائله:
- أنتى هبله ولا أيه أنتوا شخصيتكوا مختلفه تماما عن بعض ومكانش فى بينكوا أى عمار أساسا ولا ناسيه أنتى سبتى الشغل معاه ليه فجأه كده عاوز يتجوزك ,, مش تشغلى مخك أكيد عمى هواللى ضغط عليه زى ما عمل مع...
وبترت عبارتها وهى تنظر الى مريم وايهاب ثم قالت فى عصبيه :
- أنتوا حرين أنا قلت رأى وخلاص
ودخلت غرفتها وتركتهما يتبادلان النظرات الحائرة



 طرق وليد باب غرفة يوسف ودخل مبتسما دون أذن وهو يقول:
- أزيك النهارده يابن عمى
ثم وقع بصره على عبد الرحمن فقال مبتهجا وهو يعانقه :
- وأنا أقول البيت نور ليه أتارى العرسان رجعوا
عانقه عبد الرحمن وهو يقول:
- ما أنت السبب ياخويا

وليد:
- طبعا ياعم مين قدك لازم تبقى مضايق أنك رجعت طبعا
أقترب وليد من فراش يوسف وجلس على طرفه قائلا:
- ها عامل ايه النهارده
أشاح يوسف برأسه بعيدا وقال باقتضاب:
- الحمد لله
نظر لهما عبد الرحمن وقال:
- طب أروح أنا بقى أشوف حالى

قال يوسف بسرعه:
-  لا أستنى يا عبد الرحمن عاوزك فى موضوع مهم
وقف وليد متحرجا وقال:
- طب أستأذن أنا بقى يا جماعه..حمد لله على سلامتك يا صاحبى
ثم خرج وأغلق الباب خلفه..قال عبد الرحمن بعتاب:
- ليه كده يا يوسف أحرجته جامد
أشاح يوسف بوجهه:
- مبقتش طايقه يا عبد الرحمن بقى عامل زى الكابوس على صدرى
عبد الرحمن مستفهما:
- ليه هو عمل حاجه ضايقتك

يوسف باقتضاب:
- تصرفاته كلها بضايقنى انا مش عارف كنت مصاحبه ازاى
غير عبد الرحمن مسار الحديث وقال بجديه:
- طب قولى بقى أنت عاوز تتجوز مريم بجد ولا أبوك هو اللى ضغط عليك
أصفر وجهه وهو يقول:
- وبابا هيضغط عليا ليه فى حاجه زى كده
عبد الرحمن:
- طب الحمد لله عموما أنا كنت عارف أنك بتحبها بس كنت عاوز أتأكد
نظرله يوسف بانتباه قائلا:
- وعرفت ازاى
غمز عبد الرحمن له وهو يقول:
- أبوك هو اللى قالى ..اه يا ندل بقى أبوك يعرف وانا لاء
قال يوسف مندهشا:
- بابا قالك كده امتى

عبد الرحمن:
- وأحنا راجعين من العمره ..قالى أنه حاسس أنك بتحبها
صمت يوسف فى شرود فقال عبد الرحمن:
- بس أنت الحمد لله حاسس أنك بقيت أحسن من اول ما شفتك بكتير.. ما تحاول تقوم كده معايا تاخد دش وننزل الجنينه شويه

خرجت فرحه من شرفة غرفة يوسف وهى تقول:
- هو مين اللى خرج دلوقتى
عبد الرحمن :
- أنتى لسه فاكره يا هانم..حبك الكلام فى التليفونات دلوقتى
قالت فرحه وهى تجلس بجوار يوسف:
- بكلم صاحباتى بقى مش خلاص اطمنا على يوسف الحمد لله
ربت يوسف على يد فرحه وقال:
- قوليلى ايهاب عامل ايه معاكى
أبتسمت فرحه فى خجل وقالت:
- الحمد لله يا يوسف إيهاب أنسان جميل أوى وبيحبنى جدا
أومأ يوسف فى حزن وهو قول:
- ربنا يسعدكوا

******************
- يا إيمان متخبيش عليا أنتى فى حاجه بينك وبين عبد الرحمن يابنتى ده أنا أخوكى وعارفك كويس أنتى من أمتى يعنى عصبيه كده
:
زفرت إيمان بقوة وقالت باقتضاب :
- لو سمحت يا إيهاب كفايه وبعدين حتى لو فى حاجه بينى وبين جوزى مش هقولها لاى حد ابدا ولا حتى لاخواتى
قال ايهاب بقلق:
- يا إيمان يا حبيبتى أكيد اللى زعلك منه حاجه كبيره ده أنتوا لسه مكملتوش أسبوع مع بعض قوليلى أنا ليه طريقه معاه ومتقلقيش مش هتحمق عليه

هتفت ايمان بضيق:
- سبنى يا ايهاب لو سمحت عاوزه أنام تعبانه من السفر اوى
وضع قبله على رأسها وقال بحنان:
- كمان هتنامى هنا وهتسيبى شقتك عموما خلاص أنا مش عاوز أعرف براحتك خالص بس لو أحتاجتى تتكلمى انا موجود...انا هروح شقتى مش عاوزه حاجه
ايمان:
- لا شكرا ....
خرج وهو ينظر اليها واغلق الباب خلفه
غادر ايهاب الى شقته الخاصة وهو فى حيرة من أمرها حاول الاتصال بفرحه ولكن هاتفها مشغول دائما..هبط الى شقة عمه طرق الباب ففتحت له عفاف قالت مرحبة :
- تعالى يا ايهاب ادخل

وعند دخوله وجد يوسف يخرج من حجرته وهو متكاء على اخيه ويمشى ببطء قال ايهاب فى سعاده:
- أيوه كده يا راجل قوم ورخم علينا تانى
أبتسم عبد الرحمن ويوسف وقال ايهاب:
- ها كنتوا رايحين فين
عبد الرحمن:
- يوسف هيدخل ياخد دش وننزل الجنينه شويه يغير جو.. تيجى معانا
ايهاب:
- اجى وانا بيهمنى يعنى
قالت عفاف متسائلة:
- أومال فرحه فين
عبد الرحمن:
- فى البلكونه جوه بتكلم صاحباتها
أومأ ايهاب قائلا:
- انا قلت كده برضه

دخل يوسف الحمام وجلس عبد الرحمن بجوار إيهاب وأستند الى ظهر مقعده الوثير وأغمض عينيه يحاول الاسترخاء .....تصنع ايهاب الامبالاه وقال:
- مش عارف يا اخى ايمان بقت عصبيه كده ليه
أنتبه عبد الرحمن وفتح عينيه والتفت الى ايهاب قائلا باهتمام:
- ليه حصل ايه
مط ايهاب شفتيه وقال:
- لما قلت لمريم على طلب يوسف لقيتها كده أتعصبت وقالت الاتنين طباعهم مختلفه ثم نظر الى عبد الرحمن وتفحص فى عينيه وهو يتابع:
- وقالت ان ممكن يكون عمى حسين هو اللى ضغط عليه
هرب عبد الرحمن ببصره وقال بحذر :
- وايه اللى خلاها تفتكر كده

عقد إيهاب يديه أمام صدره وتنهد بقوة قائلا :
- مش عارف أنا أول مره أشوفها منفعله كده

خرجت فرحه من غرفه يوسف فرأتهما يجلسان بجوار بعضهما والصمت هو سيد الموقف فقالت:
- وحدوووووووه
ألتفت إيهاب إليها ونظر لها نظرة شوق طويله أخفضت بصرها فى خجل وهى تقول:
- أومال فين يوسف
قام ايهاب وهو يقول:
- بياخد دش يا برنسيسه
رفعت حاجبيها وهو تقول:
-  بتتريق حضرتك
قال بعتاب:
- لا وهتريق ليه هو لا سمح الله انا بتصل بيكى من بدرى وانتى تليفونك مشغول ولا فكرتى تعبرينى من ساعتها لالالالا محصلش طبعا
قالت بعند:
- بكلم أصحابى يا ايهاب بلاش يعنى

ايهاب:
- لا بلاش ليه كلميهم بس أبقى أفتكرينى بكلمتين انا كمان
قالت بدلال:
- طب خلاص متزعلش هفتكرك بتلت كلمات
أمسكها من يدها وقال لعبد الرحمن طب يا عبد الرحمن عاوز حاجه أحنا ماشين
رفع عبد الرحمن حاجبيه قائلا:
- أنت مش قلت هتيجى معانا تحت يابنى
قال ايهاب بدهشه مصطنعه:
- أنا قلت كده مش فاكر أصل أنا ساعات بتكلم وانا واقف أدعيلى ربنا يشفينى
وسار بخطوات سريعه وهو يجر فرحه من يدها وهى تكاد تكون تعدو خلفه لتلحق بخطواته الكبيره

*********************

وفى المساء كانت إيمان لاتزال نائمه ولكنها أنتبهت على صوت مريم وهى توقظها بهدوء أعتدلت وهى تمسح وجهها لتزيل آثار النوم عنه فقالت مريم بخفوت:
- كل ده نوم أنتى مش هتروحى شقتك ولا ايه
قالت ايمان بجديه:
- لا مش هروح

نظرت لها مريم بحيرة وقالت:
- ازاى يعنى يابنتى مينفعش
ايمان:
- مش هينفع أسيبك وانتى تعبانه كده
مريم:
- لا متتلككيش بيا انا بقيت كويسه من ساعة ما شفتكوا يالا بقى روحى شقتك
قالت إيمان بسخرية:
- من ساعة ما شوفتينا ولا من ساعة ما عرفتى ان يوسف عاوز يتجوزك
أطرت مريم رأسها بحزن وقالت:
- اه ...طبعا
رفعت ايمان راسها بيدها وقالت:
- أنتى مخبيه عليا حاجه انتى مش مريم اللى اعرفها
صمتت مريم فتابعت ايمان:
- أنتى موافقه عليه ليه بتحبيه ولا ماما أقنعتك

هزت رأسها نفيا وهى تقول:
- ماما مالهاش دعوه بالموضوع ولسه أصلا متعرفش أنه طلبنى للجواز
قالت ايمان برفق:
- طب حبتيه أمتى ده ...ده أنتوا مكنتوش طايقين بعض
شعرت مريم بجفاف حلقها ونغز شديد فى صدرها وهى تقول بتماسك:
- حبيته لما عرفت أنه بيحبنى
تابعت ايمان متسائلة:
- هو قالك انه بيحبك؟

أجابتها مريم بجمود:
- ايوه قالى
ثم شردت وهى تقول:
- قالى يوم فرحك انتى وايهاب
سمعت صوته يدوى فى عقلها يزلزلها وهو يقول"أنتى متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقيره""
فوضعت كفيها على أذنيها بانفعال بشكل لاأرادى ......أمسكت ايمان يديها وهى تقول بقلق :
- مالك يا مريم

رفعت عينيها وهى تقول باجهاد وكانها كانت تحارب :
- لا مفيش أظاهر أن ودنى ملتهبه شويه.. انا هقوم أرتاح فى أوضتى
قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالام هو حتى لم يسأل عنها ولو لمره واحده منذ ان تركته فى الاسفل وصعدت الى أختها شعرت بكبرياء أنوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجه الغير مرغوب فيها وظلت تدعوو تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مرة أخرى وهى ساجده فرأت رؤيه أثلجت قلبها كثيرا

رأت نفسها ساجده وهى باكية العيون والقلب ثم رأت من بعيد حمامتان فى غاية الروعه والجمال شفافتان كالثلج من كثره بياضهما يحملان صدفه كبيرة بينهما فوقفا أمامها فوجدت نفسها تنهض وتعتلى الصدفه المصقوله بالحرير طارت بها الحمامتان بعيدا حتى أتت على أرض خضراء واسعه مليئه بالزهور والرياحين ظلت تشم عبيرها وشذاها أستفاقت إيمان من سجودها فوجدت نفسها كما هى لازالت ساجده فأبتسمت لتلك الرؤيه الرائعه وشعرت بسعاده قلبيه لم تشعر بها من قبل

خرجت الى الشرفه لتتنسم الهواء الطلق وأستنشقته بقوة حتى أمتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت فى بطء شديد وهى تنظر الى الاسفل فوجدته نائما تحت المظله فى الحديقه واضعا يديه تحت رأسه وينظر الى السماء فى شرود


""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تلقى الحاج حسين أتصالا من أخيه وهو فى مكتبه فى الشركة فأجابه - السلام عليكم
الحاج ابراهيم :
- عليكم السلام ..ايوا يا حسين أنا هروح أتغدى فى البيت علشان فى ضيف جايلى وأحتمال مرجعش النهارده تانى ...وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا فى مكتبى لو احتاجت حاجه منه
الحاج حسين:
- خير يا ابو وليد مين اللى جايلك

ابراهيم:
- ده واحد معيد كان فى كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
أبتسم حسين قائلا:
- طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب أبقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هى وفاء بنتك لوحدك
ابراهيم:
- انا مرضتش أعطلك النهارده انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفى شغل كتير بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان اجازه

حسين :
- تعطلنى ايه بس يا ابراهيم ...اسمع انا نص ساعه واحصلك

أنهى الحاج حسين المكالمه ثم أتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وأمره أن يستعد لأستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
صعدت فاطمه الى عفاف التى رحبت بها فقالت فاطمه:
- والله يا عفاف أنا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
أبتسمت عفاف وقالت:
- طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق....
ثم تابعت :
- هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه
فاطمه :
- ايوا ياختى لسه داخل حالا .. يالا بقى هاتى فرحه وإيمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جايه معاه
عفاف:
- طب ثوانى هكلم ايمان ومريم ينزلوا

حاولت إيمان  أن تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت :
- معلش يا ايمان أنزلوا أنتوا انا اصلى تعبانه شويه
ايمان:
- خلاص وانا كمان مش هنزل
قالت مريم بسرعه:
- لا أنزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش
توجهت ايمان الى الطابق الاول حيث شقة عمها ابراهيم التى نادرا ما تتوجه اليها طرقت الباب فتح عبد الرحمن ووقف ينظر اليها فقالت وهى تتحاشى النظر اليه :
- السلام عليكم
أبتسم قائلا:
- عليكم السلام ..تعالى ادخلى

دخلت وألقت التحيه على أعمامها وزوجاتهما وفرحه ووفاء التى جلست بجوارها وقالت مداعبه :
- مش كنتى بتقولى عليه فيونكه أديكى هتلبسيه
ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لإيمان مندهشا كان يتوقع ان تكون حزينه ومغلوب على أمرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك ظل ينظر اليها بتعجب وهو يحادث نفسه:
- أنا كنت فاكرها هتبقى زعلانه ومضايقه مالها كده كأنها مصدقت أبعد عنها
بعد قليل حضر العريس بصحبة والدته وأخوه وبعد التعارف جلس الجميع فى غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء أنها هى العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسه مع الجميع

قال عبد الرحمن للعريس :
- طبعا أنت بقى يا أستاذ عماد وفاء كانت مجنناك فى الكليه والسكاشن مش كده مبتسبش حقها ابدااااااااا
قال عماد وهو ينظر لوفاء:
- الانسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس
ثم تابع بمزاح:
- ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت

وفاء :
- بس بالعدل كده مش انا اول واحده فتحت موضوع اننا نعمل مقارنه بين الشريعه والقانون الوضعى فى غير وقت السكاشن للطلبه
ضغطت أمها على يديها وقالت لها هامسه وهى تتصنع الأبتسامه:
- هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطه
وفاء:
- ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط
عفاف:
- دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت الغدا كله كلام على الحكايه دى
قالت وفاء وكأنها قد انتبهت فجأه:
- اه صحيح
ثم أشارت لايمان وقالت :
- دى بقى ايمان اللى كنت قلتلك أنها هى هتساعدنى فى الدراسه دى
نظر لها عماد قائلا:
- ايه ده بجد ... أتشرفت بيكى جدا هو حضرتك خريجة ايه
قالت ايمان بجديه:
- كلية شريعة جامعة الازهر
لفتت عبارتها الاخيره نظر محمد أخو عماد فقال:
-  ماشاء الله ..انا كمان جامعة الازهر بس أنا كنت قسم تفسير
قالت ايمان بهدوء :
- اهلا وسهلا
محمد :
- اهلا بحضرتك

أقتربت والدة عماد ومحمد بالقرب من ايمان وربتت على ظهرها وهى تقول بابتسامه:
- هو أنتى عندك كان سنه يا ايمان

إيمان:
  - 23يا طنط
قالت والدتهما وهى تنظر لابنها محمد :
- ماشاء الله ...ماشاء الله
أبتسم محمد وهو يلقى نظرة أخرى على ايمان قائلا:
- بصراحه عماد أخويا كانت ليه وجهة نظر معينه كده فى الحكايه دى ومكنتش عارف أقنعه ابدا لحد ما الانسه وفاء أبتدت تتناقش معاه وتقنعه بالحجه الشرعيه المناسبه لزمانا دلوقتى
قالت وفاء:
- الحق يتقال يا أستاذ محمد كل اللى كنت بقوله فى مناقشاتى مجبتوش من عندى ده كلام ايمان بنت عمى هى اللى أقنعتنى وحمستنى أنى أوصله للطلبه عندنا فى حقوق

قال عماد شارحا:
- وانا كمان أتحمست وقررنا نعمل ندوات ثقافيه للطلبه وهيبقى حقوق وغيرها الندوه هتبقى مفتوحه..ياريت لو تساعدينا فى تجميع الماده اللى هتتكبت وتتوزع على الطلبه
تحدثت ايمان بطلاقه واريحيه وقالت:
- انا معنديش مانع خالص أنا كان نفسى من زمان أساعد فى الموضوع ده انا هبقى ان شاء الله ابعت الورق مع وفاء وانتوا بقى راجعوه واكتبوه على الكمبيوتر علشان انا بحب اكتب بخط ايدى بحس بالكلام اكتر
قال محمد وهو ينظر لها بإعجاب:
- وبعد اذنك يعنى لو ممكن حضرتك تحضرى معانا الندوات دى وتشرحى بعض الاجزاء بنفسك ثم قال وهو ينظر اليها:
- اصلك عندك طلاقه فى الكلام ماشاء الله وبتقدرى توصلى المعلومه

نظرة محمد الاخيرة وتصرفات والدته أستفزت عبد الرحمن جدا فنهض وأخذ مقعده ووضعه بجوار مقعد ايمان ووضع ذراعه على ظهر مقعدها ومال عليها وقال وهو يضغط حروف كلماته بضيق موجها حديث لـ محمد:
- ايمان مراتى معندهاش وقت تروح تشرح كفايه عليها هتساعد بالكتابه بس يدوب كده علشان وقت بيتها
وأشار الى صدره وهو يقول:
- وجوزها
تجهم وجه محمد أخو عماد وهو يقول بتلعثم:
- اه طبعا مفيش مشكله

تجهم وجه محمد أستفز عبد الرحمن أكثر إذن فهو صدم عندما علم أنها متزوجه
لم تغب تلك التصرفات عن عينين الحاج حسين الذى كان يتابع بصمت ويراقب ردود الافعال
قالت فاطمه بنفاذ صبر:
- منور يا عريس...منوره يا ام عماد
أنتهت الزياره بالاتفاق على ميعاد الخطوبه بعد أسبوع وبعد أنصراف الضيوف قال الحاج حسين وهو ينهض خلاص يا جماعه يبقى نتوكل على الله ونعمل الخطوبه مع كتب كتاب يوسف ومريم

تفاجاء الجميع بالامر ماعدا عبد الرحمن وايمان فقالت فرحه بسعاده:
- ايه ده يوسف ومريم امتى حصل ده
أتسعت أبتسامة عفاف وهى تقول:
- هو كلمك امتى يا حسين
حسين:
- كلمنى يوم فرح عبد الرحمن وطلبها من أخوها أمبارح وإيهاب بلغنى موافقتها
ثم نظر الى ايمان نظره ذات معنى وقال:
- وفرحهم الاسبوع اللى جاى مع خطوبة وفاء ان شاء الله
قالت فاطمه وهى مندهشه:
- فرح كده على طول ولا قصدك كتب كتاب يا حاج

تدخلت عفاف قائله:
- مش هينفع فرح ابدا بعد أسبوع مريم لسه مشمتش نفسها من نازله البرد اللى كانت عندها
وقف ابراهيم وقال:
- خلاص يا جماعه يكتبوا الكتاب مع خطوبه وفاء وبعدين نبقى نحدد معاد الفرح مفيش مشكله
قاطعتهم وفاء بشغف:
-  انا ماليش دعوه بكل الحوارات دى أنا اتخطبت يا جماعه أنتوا مش واخدين بالكوا منى ليه مسمعتش حد بيزغرت يعنى
أنطلقت زغاريد فاطمه وعفاف مع تصفيق فرحه وضحكات إيمان ووفاء السعيده
أقترب حسين من ايمان قائلا:
- تعالى معايا عاوزك انتى وجوزك

وأنصرف وهو يشير لعبد الرحمن بأن يلحقهم......دخل ثلاثتهم غرفة المكتب وأغلق عبد الرحمن الباب خلفه أشار لهما بالجلوس فى مقابلته ثم نظر لايمان بصمت فقال عبد الرحمن:
- خير يابابا

التفت له والده وقال بهدوء:
-  انا كان ممكن مدخلش برضه كان ممكن آخد كل واحد فيكم على جنب وأكلمه لوحده بس انا عارف أنى قاعد قدام أتنين كبار بما فيه الكفايه ثم نظر الى ايمان قائلا:
ولا ايه يا ايمان

أومأت براسها وهى تقول:
- مظبوط

التفت الى عبد الرحمن وقال:
- انت نمت امبارح فى الجنينه ليه لحد صلاة الفجر وبعدين روحت كملت نومك فى اوضة اخوك
نظر له عبد الرحمن بدهشه فهو كان يظن أن أحدا لم يره وأرتبك وهو يفكر فى رد مناسب فقالت ايمان بسرعه:
- أصل أنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش أسيبها لوحدها وهى كده وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه كتير فتلاقيه النوم غلبه هناك

أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه فى داخله أعجب بكتمانها أسرار حياتهما الشخصيه
هز الحاج حسين رأسه بابتسامه وقال:
- لا برافوا كان المفروض تدخلى كلية حقوق .... خلاص طالما أنتى قلتى كده أنا مش هدخل فى اللى بينكوا الا لو الامر أحتاج لتدخلى

دلوقتى بقى انا عاوزك فى موضوع مريم أختك وأعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
ايمان بصمود:
- موضوع ايه يا عمى
حسين:
- ايهاب قالى أنك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان أعرف أسباب رفضك قالى أنك قلقانه أنه يكون يوسف معندوش رغبه حقيقه فيها وأن دى رغبتى انا بس

قال جملته الاخيره وهو ينظر لعبد الرحمن بعتاب وقال:
- انت ايه رايك يا عبد الرحمن
نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقه:
- مفيش حد يتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا وأعتقد أنك غلطانه فى حكمك يا ايمان
نهضت وهى تنظر اليه وقالت:
- انت متأكد
بادلها نفس النظرات وقال:
- ايوه متأكد

هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما فتح لهما مجال الحديث عن الامر بدون حرج وبشكل تلقائى
ثم قال:
- ها يا ايمان لسه مش موافقه على الجواز ولا غيرتى رأيك

ايمان:
- ياعمى دى حياة مريم وهى اللى تقرر انا قلت رأيى وخلاص وهى حره بعد كده

حسين:
- بس انا عاوزك انتى كمان تبقى راضيه
ايمان:
- طالما مريم شايفه كده وراضيه خلاص ..انا مش عاوزه غير سعادتها
ابتسم قائلا:
- خلاص تقدروا تتفضلوا

خرجت ايمان من المكتب فتحت باب الشقه فى سرعه وتوجهت الى المصعد دون ان تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذى فتح باب المصعد ودخل خلفها ضغط على الازرار وهو يقول :
- مش بنادى عليكى مبترديش عليا ليه
صمتت حتى توقف المصعد خرجت منه مسرعه وقبل ان تضغط جرس الباب أمسك يدها ليمنعها قائلا:
- انتى خلاص هتعيشى هنا ولا ايه
قالت دون ان تلتفت اليه :
- انا مش عاوزه اتكلم دلوقتى لو سمحت

طريقتها أستفزته جدا فشعر بالغضب وجذبها من يدها الى شقتهم الخاصه وهو يقول بحنق: أشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه ..انا جوزك يا هانم ولا نسيتى -
فتح بالمفتاح وهى تحاول ان تخلص يدها من يده المطبقه على يدها بقوه ..فتح الباب وأدخلها وصفع الباب خلفه بعنف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق