‏إظهار الرسائل ذات التسميات رواية أغتصاب ولكن تحت سقف واحد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رواية أغتصاب ولكن تحت سقف واحد. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 8 سبتمبر 2013

روابط رواية أغتصاب ولكن تحت سقف واحد(كاملة)

روابط رواية أغتصاب ولكن .. تحت سقف واحد ( كاملة )











































































تمت بحمد الله

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الأخـير )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الحادى والثلاثون 
والأخـير



- حمد لله على سلامتك يا بنتى ده أنا اتخضيت أوى لما يوسف كلمنى وقالى أنك أغمى عليكى
جففت مريم دموعها وهو مازال يضمها الى صدره بحنان وقالت بخفوت:
- ربنا يخاليك ليا يا عمى متقلقش عليا الدكتوره فوقتنى وقالتلى ان يمكن اكون أكلت حاجه ملوثه و الحمد لله أنى رجعتها بسرعه
مسح الحاج حسين على رأسها قائلا:
- الحمد لله يابنتى يالا أركبى علشان أوديكى البيت وأرجع آخد عفاف والولاد من الفرح شكلك تعبانه
تدخل يوسف قائلا:
- ارجعلهم حضرتك يا بابا علشان محدش يقلق ولا يلاحظ حاجه وانا هوصلها
نظر لها حسين وكان يتوقع ان ترفض ولكنها قالت:
- خلاص ياعمى يوسف هيوصلنى
أبتسم وضمها للمره الاخيرة وهو يربت على ظهرها قائلا:
- طيب يابنتى الحمد لله انى اطمنت عليكى يالا مع السلامه فى رعاية الله
أنتظرها يوسف حتى أستقلت السياره بجواره وأنطلق بها عائدا الى البيت...كان يخطف النظرات اليها بين الحين والاخر..كانت تبدو مختلفه عن كل مره رآها فيها منذ الحادث
نعم مازالت شارده واجمه وكأنها فى دنيا أخرى ولكنها مختلفه ..لم يستطع ان يقاوم فضوله الذى ألح عليه بشدة ليتحدث اليها :
- مـريـم
التفتت اليه وكأنه قد أنتشلها من بئر عميق دفعة واحده وقالت:
- ها ..قلت حاجه
قال بسرعه قبل ان تهرب منه شجاعته:
- الدكتوره كانت قلقانه مني وطلعتنى بره علشان تكشف عليكى..مقالتلكيش حاجه عني بعد ما فوقتك
التفتت مره اخرى تنظر امامها وقالت بقتضاب:
- سألتنى بس انت تقربلى ايه
قال وهو يخطف النظرات السريعة اليها:
- وقلتلها ايه
نظرت امامها ولم ترد فشعر بسخافة سؤاله صمت مرة أخرى  طال الصمت بينهما كثيرا ..حاول الحديث مرة اخرى قائلا:
- اقولك على حاجه حصلت امبارح ومحدش يعرفها لغاية دلوقتى
أنتبهت لحديثه مرة اخرى وقالت :
- حاجة ايه
ظهر شبح أبتسامه على شفتيه وهو يقول:
- البت اللى اسمها سلمى لبست قضيه تسهيل دعاره
أتسعت عيناها وشهقت وهى تضع يدها على فمها وأخذت تتمتم:
- لا حول ولا قوة الا بالله
ثم نظرت اليه بدهشة قائله:
- وانت عرفت ازاى
أتسعت أبتسامته وهو يقول:
- ماهو انا اللى عملت الواجب ده معاها
لم تكد تصدق ما تسمع وهى تنظر اليه بحيرة ...قطبت جبينها وقالت بضيق:
- وانت عرفت ازاى حاجه زى كده علشان تبلغ عنها اصلا
شرد وهو يقول ببغض :
- زى ما وليد عارف مداخلى وطريقة تفكيرى وعرف ازاى يقنعنى بكل اللى كان عاوزه .......انا كمان عارف مداخله كويس اوى علشان كده عرفت اوصله بسهوله واعرف هو راح فين بعد ما ابوه طرده ......وساعتها كان سهل عليا اعرف انه عايش مع سلمى فى شقة مأجرها ..فضلت وراهم لحد ما عرفت انهم بيشغلوا الشقه دى فى اعمال منافيه للأداب....وفرصتى جات لحد عندى علشان أوفى بوعدى ليكى واخدلك حقك
كانت تنظر أمامها  بذهول وهى تستمع اليه وقالت ببطء:
- يعنى وليد كمان اتقبض عليه
مط شفتيه وقال بحنق:
- مع الاسف نفد منها الشقه طلعت متأجره باسم سلمى وهى اللى لبست الليله كلها
أسندت راسها الى زجاج النافذه وأخذت تنظر الى الطريق من خلاله فى حسرة وهى تشعر بالحزن لاجلها ....نعم هى ظلمتها وساعدت فيما حدث لها ولكن... ليس من السهل ابدا ان لا تشعر بالشفقه عليها ...أغمضت عينيها وهى تستغفر وتسترجع بخفوت :
-  انا لله وانا اليه راجعون ..معقول للدرجادى توصل بيهم لكده
تمتم قائلا وكانه لم يسمعها :
- بس مش هيفلت منى برضه
قالت دون ان تفتح عينيها :
- سيبه لربنا... ربنا هو المنتقم الجبار
كاد ان يتكلم ولكن رنين الهاتف قاطعه نظر سريعا الى شاشة هاتفه قائلا:
- ده بابا...لو سمحتى ردى يا مريم ..نظرت اليه فقال:
- معلش نسيت السماعه فى البيت
تناولت الهاتف وأجابة:
- السلام عليكم...ايوا يا عمى ..لا احنا لسه فى الطريق...انتوا لسه طالعين دلوقتى؟... لاء احنا قربنا نوصل ...اه الحمد لله بخير..ماشى يا عمى مع السلامه
وضعت الهاتف مكانه مره اخرى فقال:
- هما طلعوا من القاعه
أومأت برأسها قائله:
- ايوا عمى بيقولى راح خدهم ومشى على طول  وجايين ورانا
أبتسم بحزن قائلا:
- طبعا هو بيتصل علشان يطمنك انه جاى ورانا ومش هتروحى معايا البيت لوحدك
نظرة له ببرود ولم تجبه فتابع حديثه بسخرية حزينه قائلا:
- ابويا خايف عليكى مني
قالت بجفاء:
- لو سمحت متكلمش فى الموضوع ده تانى
صمتت لثوانى ثم قالت :
- لا ولا اقولك ,,أتكلم
نظر اليها متعجبا ...فتابعت ببرود:
- أحكيلى أنت عملت فيا ايه بعد ما أغمى عليا يوم الحادثه
ضغط مكبح السيارة حتى كادت ان ترتطم بزجاجها الامامى لولا حزام الامان التى كانت تلفه حولها ...بمجرد ان توقفت السياره بعنف حتى استدار اليها فى غضب:
- انتى ليه بتحاولى تستفزينى وتخرجينى من شعورى كل شويه.... ليه كل ما احس ان ربنا قبل توبتى تفكرينى بذنبى تانى ..
ثم عاد لجلسته الاولى وأنطلق بالسيارة مرة أخرى
ظلا فى صمت مطبق الى أن وصلا الى المنزل دخل يوسف بالسياره فى هدوء وهو ينظر يمنة ويسره وهو يقول :
- هو نور الجراج مطفى ليه
شعرت مريم بخوف يدب فى أوصالها ويقشعر له بدنها وهى تتذكر يوم الحادثه والظلام الذى كان يحيط بها قالت فى فزع:
- مش عارفه
شعر يوسف بها وبصوتها المرتجف خوفا فحاول طمئنتها قائلا:
- خليكى فى العربيه لحد ما أنزل اشوف فى ايه...
تشبثت بذراعه قائله:
- لا متسبنيش لوحدى
فى هذه اللحظه لعن يوسف الظلام لعنات طوال فلولاه لكان ينظر الان فى عينيها ليرى هذا الشعور الذى تمنى ان يراه فيهما كثيرا ,, شعورها بالامان بجواره
ربت على يدها بحنان قائلا:
- متخافيش ..
قالت بسرعه :
- لاء أرجع بالعربيه نستناهم لما يجوا زمانهم جايين
ضغط على يدها برفق وقال:
- طيب تعالى أدخلك من باب الجنينه اللى قدام وابقى ارجع انا اشوف ايه اللى قاطع النور فى الجراج واركن العربيه وأحصلك
تشبث به مرة أخرى وهى تقول بتوتر:
- لا ..هتسيبنى لوحدى وتروح لوحدك مينفعش
خفق قلبه بشدة للمستها وقال بهدوء:
- يعنى يرضيكى يجوا يلاقونى واقف مستنيهم علشان النور بايظ ... ده انا حتى يبقى شكلى وحش اوى
أضطربت كثيرا وهى تقول:
- خلاص هاجى معاك
كان يتمنى ان تتطول هذه اللحظه أكثر من هذا ولكنه احب طمئنتها اكثر من حبه لبقائه معها فقال بخفوت:
- طيب خلاص اطمنى عموما كلهم طالعين بعربياتهم يعنى الجراج فاضى
قالت بتوتر:هتسوق فى الضلمه كده ازاى
أبتسم قائلا:هنور كشافات العربيه لحد ما اركن وبعدين تنزلى انتى وتطلعى بره عند  الباب على نور العربيه وبعدين اطفيها واحصلك
قالت :طيب ماشى
زحف بالسياره قليلا داخل الجراج الى ان وضعها جانبا ثم قال ل مريم:
- يالا انزلى
ترجلت من السياره وحثت الخطى نحو الباب الذى يفصل الجراج عن الحديقه بصعوبه وما ان اقتربت حتى سمعت صيحه مكتومه لا تحمل سوى الالم  :
- آآآآآآآه ....
أرتدعت بقوة وهى تصرخ:
- يوسف
لم تلقى جوابا ظلت تصرخ وهى تحاول ان ترى اى شىء على ضوء السياره التى مازال مضاءا :
- يوسف ..يوسف رد عليا ..لم تستطع ان تنتظر اكثر من هذا خوفها عليه غلب فزعها من الظلام ...تقدمت ببطء شديد وتعلو شهقاتها من شدة البكاء خوفا وفزعا وترقبا وكلما اقتربت كلما سمعت صوت تأوهاته المكتومه
حتى رأته يزحف بجوار السيارة فى أتجاهها وخيل لها ان قميصه قد تلطخ بالدماء ..أقتربت منه وجلست الى الارض بجواره وهى تهتف بلوعه :
- يوسف مالك
تمتم بأنفاس متقطعه :
- انتى كويسه؟..
حاولت ان تساعده على النهوض ولكنها لم تستطع وفجأه أقتربت أضواء كثيره فى طريقها للدخول الى الجراج ..وقفت تنظر الى السيارات القادمه فتبين لها انها سيارات أخواتها وعمها ..فأخرجت كل ما فى صدرها من خوف وفزع كانت تكتمه فى صرخاتها وهى تصيح بهم :
- ألحـقونا...ألحـقونا
توقفت السيارات وترجل منها الجميع فى فزع بأتجاه الصوت ...اول من وصل اليها كان ايهاب بينما تحرك عبد الرحمن بسرعه فى اتجاه لوحة الكهرباء  ..رفع الازرار فى سرعه فأنار الجراج مرة أخرى دفعة واحده ..صرخت عفاف وهى تسرع باتجاه يوسف المسجى على الارض مدرج فى دماءه  وبجواره مريم تسند راسه على ركبتيها ...صاحت بها :
- مين عمل فيه كده يا مريم ...
أسرع عبد الرحمن بالاتصال بسيارات الاسعاف بين صرخات وشهقات النساء ... وايهاب يهتف به:
-  مش هينفع نستنى لما الاسعاف تيجى تعال شيله معايا نوديه اقرب مستشفى
وماهى الا ثوانى وسمع الجميع صوت ارتطام شديد أهتزت له الارض التى يقفون عليها وكأن المنزل أنهار بأكمله أو ضربه زلزال شديد
وبعد ساعه كانت سيارات النجدة والاسعاف تحيط بمنزل آل جاسر
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وقف الجميع فى الممر المؤدى الى غرفة العمليات التى يرقد يوسف داخلها أخطلطت مشاعرهم بين الحيرة والتسائل والفزع والخوف والالم والحزن تحركت ايمان بأتجاه عفاف التى كانت تبكى بين ذراعى زوجها وتتمتم بالدعاء وقالت هى تربط على ظهرها:
-  انتى مكانك مش هنا دلوقتى يا طنط تعالى نروح نصلى وندعيله لحد ما الدكتور يخرج يطمنا
نظر حسين الى ايمان ثم نظر الى عفاف وقال وهو يجفف دموعه:
- اسمعى كلامها يا عفاف روحى صلى وادعيله احسن من وقفتك هنا ميت مره ولما الدكتور يخرج هاجى اندهلك على طول
أومأت برأسها وقالت وهى تبتعد عنه وهى تبكى :
- اول ما يخرج تعالى على طول
قال بسرعه :حاضر
ذهب عبد الرحمن الى والده قائلا:
- يابابا تعالى اقعد شويه انت واقف على رجلك من بدرى
أستند حسين الى ذراعه قائلا:
- ارتاح ازاى بس مش لما نطمن على اخوك
قبض عبد الرحمن قبضته فى غضب وعينيه تحدق بالفراغ قائلا:
- انا غلطان اللى سمعت كلام ماما وايمان وسبته انا كان المفروض اعلمه الادب ...وادى النتيجه يضرب اخويا بالسكينه فى الضلمه ...الجبان
شد حسين على ذراعه وقال:
- امسك نفسك يا عبد الرحمن واهو ربنا اداله جزائه فى ساعتها...أنتبه قائلا:
- عمك لسه ما أتصلش
حرك عبد الرحمن نفيا قائلا:
- اخر مره كلمنى كان من ساعه ولسه واقفين قدام العمليات ..الهى ربنا ياخده ونرتاح من شره
قال حسين بسرعه:
- متدعيش عليه يا عبد الرحمن ده عمك ممكن يروح فيها .. روح يالا شوف أختك جوزها مش عارف يسكتها ....وقبل ان يذهب عبد الرحمن ألتفت اليه قائلا بانتباه:
- اومال فين مريم
تلفت حسين حوله وقال :
- كانت هنا من شويه ...روح انت حاول تسكت أختك وانا هادور عليها
كانت تجلس على الارض بجوار غرفة العمليات وهى ضامة ساقيها الى صدرها وتستند رأسها الى الحائط  وقلبها يتمزق لوعة عليه ..تسكب دمعها وهى تتمتم بتضرع الى الله سبحانه وتعالى فى خفوت:
- يارب نجيه..يارب انا مسمحاه على اى حاجه يارب نجيه يارب ...يارب علشان خاطرى
أقترب حسين منها ووضع يده على كتفها قائلا :
- قومى يا مريم قومى يابنتى ..
رفعت راسها اليه وهى تقول ببكاء:
- يوسف يا عمى يوسف هيضيع
أنهمرت دمعه كانت حبيسة عينيه وأطلقتها كلمات مريم ...أمسك كتفيها وساعدها على النهوض واقفة ..ضمها اليه وهو يمسح على رأسها:
-  أدعيله يابنتى أدعيله ربنا ينجيه
قالت وهى تسكب العبرات فى صدره :
- والله العظيم بدعيله من كل قلبى
رفع رأسها اليه ونظر اليها فى ضعف ورجاء قائلا:
- سامحيه يا مريم سامحيه علشان ربنا يسامحه
قالت فى خفوت:
- أسامحه على ايه يا عمى يوسف معمليش حاجه
قال فى أسى:
- انا قصدى على الحادثه يابنتى...
ثم تركها وأستند الى الجدار بكفه وأطرق برأسه فى يأس قائلا:
- انا عارف ان اللى عمله صعب تنسيه ولا تسامحيه عليه وعارف انك عمرك ما هتنسى ابدا لكن ده دلوقتى بين إيدين ربنا ومحدش عارف هايطلع منها ولا لاء
تقدمت منه ووضعت كفها على كتفه قائله:
- أرفع راسك يا عمى متعملش كده فى نفسك ابدا...
نظر اليها فقالت:
- مفيش حادثه من الاساس يا عمى .. يوسف ملمسنيش
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
ألتف الجميع حول فراش يوسف فى غرفته داخل المشفى وهم يستمعون الى الطبيب الذى يتكلم بابتسامه مطمئنه:
- الحمد لله الجرح مكنش عميق بدرجه خطيره الحمد لله علشان كده خرج على طول على أوضه عاديه ماحتجناش نقعده فى العنايه المركزه بعد العمليه
فتح يوسف عينيه بضعف كانت الصورة مشوشه أمامه غير واضحة المعالم بعد فقال بصوت ضعيف وكأنه يهزى:
- مريم..أنتى هنا؟
أقتربت منه وربطت على كفه بهدوء قائله:
- حمد لله على السلامه
حاول ان يستوضح ملامحها بصعوبه وأعاد سؤاله مرةأخرى:
- أنتى كويسه؟
قالت بصوت مبحوح:
- الحمد لله انا كويسه المهم أنت
أبتسم بضعف وهو يقول:
- طالما انتى كويسه يبقى انا كويس
أقبلت والدته فى لهفه وهى تقبل رأسه وتقول :
- الف حمد لله على سلامتك يابنى انا مش  عارفه ده كان مستخبلنا فين
بدأت الصورة تتضح أمام عينيه وهو ينظر لوالدته وقال بضعف يحاول ان يداعبها:
- كان مستخبلنا فى الجراج
قالت فرحه التى تجلس عند قدمه على طرف الفراش:
- انت فيك حيل تهزر يا اخى موتنا من الخوف عليك
تابع عبد الرحمن قائلا:
- ياستى سبيه يهزر الحمد لله انه كويس
بحث يوسف عن وجه ابيه بين الوجوه الدامعه :
- فوجده مصوبا بصره اليه فى لهفة وابتسامة حزينه تعلقت انظارهما ببعضهما البعض...شعر يوسف انه أحب تلك الطعنه لما رآه اخيرا من عطف أبيه الذى كان يفتقده
فلقد كانت لها الفضل عليه ان يرى الحنان فى عينيى أبيه الذى طالما كان يحبه ويحترمه كثيرا كان ينظرالى عينيه ينتظر كلماته الحنونه لم يبخل عليه والده ولم يجعله ينتظر قليلا  فقال:
- حمد لله على سلامتك يابنى
تنهد يوسف فى ارتياح وقال وهوينظر اليه بحب:
- الله يسلمك يا بابا
قبض على كف مريم بوهن وهو يوجه حديث لعبد الرحمن:
- وليد هو اللى عمل كده صح؟
قالت فرحه بسرعه :
- والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والاسانسير وقع بيه
أتسعت عيناه بذهول وقالت بدهشه كبيرة:
- اييه ...أسانسير ايه وحصله ايه
أجابه عبد الرحمن:
- أسانسير البيت عندنا يا يوسف
تدخل ايهاب قائلا:
- نفسى أعرف كان طالع البيت يعمل ايه اللى يعمل عملته دى كان المفروض يهرب طالما محدش شافه ايه اللى خلاه يطلع البيت مش عارف
قالت ايمان بثقه:أكيد ربنا ليه حكمه فى كده
تنهدت عفاف وهى تقول:
-  ونعم بالله يابنتى
اكتسى وجه يوسف حزنا وهو يتسائل:
- وحصله ايه لما الاسانسير وقع بيه
قال عبد الرحمن:
- الاسعاف نقلته المستشفى بعد ما عرفوا يفتحوا باب الاسانسير بصعوبه
...لكن انا مش عارف ده حصل ازاى احنا لسه كنا عاملين صيانه وكانت حالة الاسانسير ممتازه ازى يقع فجأة كده
وجه له والده الحديث قائلا:
- أتصلت بالشركه بتاعة المصاعد دى...
أومأ عبد الرحمن برأسه قائلا :
- أتصلت بعد ما يوسف خرج على طول..واصلا كده المفروض النيابه هتبدأ تحقيق فى الموضوع ..وكانوا مستنين يوسف لما يفوق علشان ياخدوا اقواله ..
وبعد ساعتين وهم جلوس حول يوسف طرق ابراهيم الباب ودخل وهو يتوجه ليوسف مباشرة:
- حمد لله على سلامتك يا يوسف يابنى
نظر اليه الجميع كان كأنه يحمل جبال فوق كتفه وهم الدنيا فوق صدره وكأن المشيب قد زحف اليه بعنف على حين غره...جلس على طرف الفراش  بجوار يوسف قائلا:
- ربنا خدلك حقك يابنى
ونظر الى مريم وقال:
- وانتى كمان يابنتى ربنا خدلكوا حقكوا انتوا الاتنين
طأطأ راسه وقال بألم:
- الخبطه كانت شديده اوى ..
أبتلع ريقه وقال بصعوبه:
- جاله شلل نصفى
تسمر الجميع وكأن عقارب الساعه قد توقفت فجأة أتسعت عيونهم فى ذهول وعدم تصديق وهو يتابع بحزن:
- من ساعة ما فاق وعرف اللى جراله وهو بيصرخ من الحسرة والندم ده غير الالم اللى حاسس بيه
ثم التفت الى ايهاب قائلا:
- انت ربنا نجااك يابنى .. وليد كان طالع علشان يحط السلاح اللى ضرب بيه يوسف فى بيتك شهقت فرحه وهى تنظر لايهاب الذى تلقى الصدمه برجوله وحسن تصرف قائلا:
- انا مسامحه يا عمى ..وربنا يسامحه..متحملش نفسك فوق طاقتك
اقترب منه حسين وأمسك كتفه قائلا:
- انت راجل مؤمن يا ابراهيم وان شاء الله ابنك يقوم منها أصبر وأحتسب
قالت ايمان موجهة حديثها اليه:
- قول يا عمى ..اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ردد ابراهيم:
- اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها..
ووضع يده على يد اخيه التى على كتفه وقال:
- انت كنت صح يا حسين ..لما قلتلى ولاد علي حته منه..
ونظر اليهم قائلا:
- انتوا فعلا حته من ابوكم..
وابتسم بحزن قائلا :
- أبوكم كان حنين اوى رغم ان دماغه كانت ناشفه اوى
بعد قليل حضر وكيل النيابه ليأخذ أقواله قائلا:
- أنت شفت اللى ضربك يا أستاذ يوسف
نظر له يوسف بصمت ثم قال بحسم وهو يهز راسه نفيا:
- لاء...الدنيا كانت ضلمه مشوفتش حد خالص
 - بس نور العربيه ركز وحاول تفتكرأى حاجه من ملامحه
حرك راسه نفيا مره اخرى قائلا:
- يافندم مشوفتش حد خالص انا متأكد
- يعنى انت مبتتهمش حد معين؟
يوسف:لاء
خرج وكيل النيابه من غرفته ودخل الجميع مره أخرى متسائلين قال حسين:
- قلت ايه يا يوسف
ابتسم يوسف وهو يقول:
- هقول ايه يا بابا هو انا شفت حد علشان اقول عليه
أبتسم والده وهو يربط على كتفه قائلا بأعتزاز:
-  راجل يابنى ..
حاول يوسف ان يحرك ذراعه الاخرى ليمسك يد ابيه ويقبلها ولكن جرحه آلمه فقال والده:
- يالا يا جماعه الحمد لله اننا اطمنا عليه
 ثم نظر الى عبد الرحمن وايهاب قائلا:
- يالا ياولاد خدوهم وروحوا ده محدش فيهم نام من امبارح ..وانا هبات معاه
قال عبد الرحمن بسرعه:
- معلش حضرتك يا بابا روحهم انت وانا هبات معاه
تدخلت عفاف قائله:
- محدش هيبات مع ابنى غيرى روحوا انتوا
قاطعهم يوسف بأشارة منه وقال مبتسما :
- ياجماعه روحوا كلكوا وانا لو أحتاجت حاجه بالليل هبقى انده على اى حد ممرض ولا ممرضه
التفتت مريم اليه قائله :
- وتنده على ممرضه ...انا هبات معاك
خفق قلبه مع أبتسامته فلم يعلم ايهما سبق الاخر ولكن كل ما كان يدركه هو الدهشه:
- فلم يكن يتوقع ابدا ان تفصح عن رغبتها فى البقاء معه..  بل لم يكن يحلم ابدا ان يلمح الغيره فى عينيها من أمرأة أخرى
قالت عفاف:
-  يابنتى روحى انتى ده انتى شكلك تعبان اوى ..قاطعها حسين :
- لا يا عفاف مريم معاها حق هى اللى المفروض تقعد معاه يالا أحنا
ودعه الجميع بعد ان اطمئنوا عليه وذهبوا وتركوا مريم تجلس على مقعدها بجوار فراشه الابيض
التفت اليها وقال بلهفه :
- قربى الكرسى بتاعك من السرير . .
نهضت واقفه ووضعت مقعدها بجواره وجلست تنظر اليه فقال وهو ينظر لعينيها بعمق :
- مروحتيش ليه
تجنبت النظر اليه وهى تقول:
- المفروض انى انا اللى اكون معاك
قال بسرعه:
- الكلام ده لو انتى مراتى لكن انتى اللى طلبتى الطلاق
نظرت له بتحدى قائله:
- وانت مصدقت وطلقتنى
أبتسم من طريقتها الطفوليه فى الحديث نظرلها قائلا:
- انا برضه مصدقت ؟!.. ده انا كنت متمسك بيكى لاخر لحظه وانتى اللى كنتى مصممه لاخر وقت ....  بس شوفتى ربنا خدلك حقك ازاى
سبحان الله .. يوم فرح برضه وبالليل والدنيا ضلمه..
التفت اليها وقال مداعبا:
- شكلك كنتى بتدعى عليا بضمير اوى
قالت دون ان تنظر اليه :
- بس انا مادعتش عليك
تنهد فى ارتياح وقال:
- حتى لو مادعتيش عليا الحمد لله ان ربنا خلص مني فى الدنيا ...مش ناقص غير حاجه واحده بس...
لمس يدها وهو يقول:
- انك تسامحينى من قلبك
رفعت راسها اليه قائله :
- انا سامحتك من قلبى فعلا
قبض على يدها بضعف وهو يتأملها وقال ببطء:
- مريم...لو رديتك..هتحسي انى رجعتك غصب عنك؟
حاولت سحب يدها ولكنه تمسك بها وقال برجاء:
- انا مش قادر اضغط متسحبيش ايدك ...كده هتتعبينى
قالت بصوت يسمعه بالكاد:
- طيب سيب ايدى
تمسك بها أكثر قائلا بحب:
- لما تردى عليا الاول..انتى عندك استعداد تكملى حياتك معايا وتنسى اللى فات؟
صمتت ولم تجبه كانت تشعر ان قلبها سيقفز من صدرها من فرط الانفعال والاضطراب والخجل ...حاولت ان تهرب من حصار عينيه ولكنها لم تستطع  كانت نظراته تحيط بها من كل اتجاه تحتويها بل وتفصلها عمن حولها
قاطعتهم طرقات خفيفه على الباب .. يتبعه دخول الطبيب أخذ الطبيب يفحص يوسف الذى لم يرفع بصره عن مريم ابدا وبعد ان أنتهى الفحص وخرج الطبيب ...توجهت مريم الى ركن من اركان الغرفه وأدت صلاة العشاء
تعمدت ان لا تنظر اليه وهى تتوجه إلى الفراش المقابل له صعدت اليه وأسندت ظهرها وهى تغمض عينيها بأرهاق يبدو على ملامحها بشكل واضح فقال يوسف :
-  شكلك مرهق اوى..نامى انتى ارتاحى شويه
قالت وهى تسحب الغطاء وتتدثر به جيدا:
- لو أحتاجت حاجه صحينى بسرعه متترددش
قال مداعبا وهو لا ينظر اليها:
- لالا نامى انتى ولو احتاجت حاجه هبقى أقول للممرضه
أعتدلت لتجلس مره أخرى فقال بسرعه وهو يشير لها ان تعود كما كانت:
- بهزر والله ..نامى ولو أحتاجت حاجه بجد هصحيكى..انا كمان محتاج انام وارتاح شويه
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى اليوم التالى صباحا كان الحاج حسين هو أول من طرق باب غرفة وليد فى المشفى ودخل بعد سماع الاذن بالدخول ..لم يكن هناك أحد بالغرفه سوى وليد المسجى على الفراش ووالدته تجلس بجواره تبكيه ...فقال بحرج:
- السلام عليكم
فتح وليد عينيه على صوت عمه فلم يستطع مواجهته .كانت آلامه رهيبه ولكن رؤيته لعمه جعلته يشعر انه لا يستطيع التنفس وكأن الهواء انقطع من الغرفه فجأه
وأخيرا تكلم الحاج حسين قائلا بجمود:
- حمد لله على السلامه
وقفت فاطمة فى حرج وهى تتمتم :
- الله يسلمك يا حاج حسين ..أتفضل
قال بهدوء:لا متشكر مفيش داعى انا جيت بس أطمئن على وليد وأقوله ان ابن عمه قال فى التحقيق انه ماشفش اللى ضربه وكان هيموته...
ياريت لو حد سألكوا تقولوا نفس الكلام سواء من النيابه ولا من غيرها...
أطرقت فاطمة براسها ولم ترد فقال حسين:
- حمد لله على السلامه مره تانيه..سلام عليكم
خرج حسين من الغرفه وقبل ان يصل للمصعد وجد ابراهيم مقبل عليه من بعيد فوقف ينتظره
سبقته عينيه ونظراته المتسائله قبل ان يصل اليه بجسده وما ان وقف امام اخيه قال:
- انت كنت بتزور وليد ؟
أومأ حسين برأسه قائلا:
- ايوه كنت بزوره ده واجب مهما كان وبرضه كنت باعرفه ان يوسف قال ايه فى التحقيق علشان تحت اى ظرف يبقى عارف انه مش متوجهله اى تهمه
زفر ابراهيم بارتياح وقال بامتنان:
- انا مش عارف اقولك ايه يا حسين بس انت عارف ان يوسف احسن عندى من ابنى
ربت حسين على يده قائلا:
- المهم دلوقتى أخبار فريق العمال اللى جايين علشان الاسانسير ايه وصلوا للسبب
قال ابراهيم بحيرة:
- هما خلاص بيخلصوا ومعاهم كمان ناس من الحكومه بيطلعوا على التقارير النهائيه
حسين فى قلق:
- والنتيجه ايه
قال ابراهيم وقد خلا وجهه من كل تعبير:
- قضاء وقدر
نظر له حسين بتمعن وقال بدهشه:
- معقول ؟.....يعنى مفيش سبب معين
حرك ابراهيم راسه نفيا وقال:
- بكرة المحرك فلتت  من غير أى سبب واضح و منقدرش نتهم الشركه بأى حاجه لان مفيش أى عيب يخص الصيانه أو التركيب....
ثم نظر الى أخيه نظرات مضطربه حزينه فقال حسين :
- عاوز تقول حاجه يا ابراهيم
قال:سامح وليد يا حسين ..اللى وصله ده غلطتى انا وامه مش غلطته هو لوحده ..ارجوك سامحه وخلى يوسف يسامحه... يوسف راجل وكفايه انه قال انه ميعرفش مين اللى ضربه
وضع حسين يده على كتف أخيه قائلا:
- ربنا يسامحنا كلنا يا ابراهيم احنا محتاجين نسامح بعض علشان ربنا يسامحنا..يلا أستأذن انا بقى علشان اروح أطل عليه..سلام عليكم
ذهب حسين بينما دخل ابراهيم حجرة وليد فوجد الطبيب يتمم فحصه وعندما أنتهى سأله فى رجاء:
- ايه الاخبار يا دكتور...أومأ الطبيب برأسه وهو يدون ملاحظاته عن حالة وليد وقال:
- العملية؟
قال ابراهيم:العمليه وياترى هيتحسن ويقدر يمشى تانى ولا ايه يا دكتور
نظر له الطبيب بعد ان انهى ملاحظاته وقال :
- شوف يا حاج انت بتسأل عن حاجه لسه بعيده اوى احنا لسه يدوب فى البدايه والحالات اللى زى دى بتاخد وقت طويل لحد الشفا الكامل وده محتاج جهد وصبر واستعانه بالله
خفض ابراهيم راسه وهو يقول :
- ونعم بالله يا دكتور ربت الطبيب على كتفه وخرج من الحجره وتركهم
جلس ابراهيم بجوار زوجته وهو ينظر لولده الممدد أمامه على فراش المرض حالته غير مستقره آلامه متواصله وقلبه يعتصره الالم حزنا وندما.. فلم يكن له الاب الناصح المربي الحنون وانما أنشغل وتركه هو وأخته وتصور ان جمع المال هو أقصى جهد يمكن بذله من أجلهم ونسى دوره الاصلى..التربيه والتوجيه ..حتى زوجته لم يعاملها كما يجب ليصلح أخطائها وعيوبها وانما كان يتركها ويهرب منغمسا فى عمله...شعر انه المسؤل الاول والرئيسى عن ما وصلوا اليه جميعا....أخذ يستغفر ويسترجع ويدعو الله ان يساعده ويقويه فى طريق أصلاح ما تركه يفسد  طيلة السنوات الماضيه
""""""""""""""""""""""""""""""""""
طرق الحاج حسين باب حجرة ولده فى المشفى ودخل اليه مبتسما ...أقترب من فراشه وقال بابتسامه حانيه:
- ازيك النهارده يا يوسف
حاول يوسف النهوض أو الاعتدال فى فراشه ولكن والده ساعده فى العوده كما كان فى وضع الاستلقاء وهو يقول:
- خليك يابنى متتعبش نفسك
قال يوسف:الله يسلمك يا بابا ..انا بخير طول ما  حضرتك راضى عنى
وضع المقعد بجوار فراشه وجلس عليه وهو يقول:
- ربنا يرضى عنك وعنا يابنى ...
ثم قال وهو ينظر الى الفراش الاخر:
- اومال مريم فين
يوسف:فى الحمام بتتوضا
حسين :وهى عامله ايه دلوقتى كان شكلها تعبان اوى امبارح
خرجت مريم من الحمام وهى تجفف يدها من أثر ماء الوضوء  ابتسمت وهى تنظر الى عمها وذهبت اليه صافحه وقبل جبينها وهو يقول:
- عامله ايه النهارده شكلك اتحسنتى عن امبارح كتير الحمد لله
قالت بابتسامة رضى:
- الحمد لله يا عمى لما نمت واستريحت شويه بقيت كويسه انا كنت مرهقه بس مش أكتر..
قبلها على راسها مره أخرى وهو يقول :
- الحمد لله ثم همس فى أذنها:
- قولتيله ؟
حركت راسها نفيا...بينما قال يوسف:
- انتوا سابينى هنا وواقفين تتكلموا المفروض ان انا اللى المريض على فكره
قال حسين وهو يتجه الى مقعده مره اخرى ويجلس عليه:
- متستعجلش دلوقتى تلاقى اخواتك وامك طابين عليك
ذهبت مريم الى ركنها الذى أتخذته مصلى فى الحجرة ووقفت تصلى فنظر يوسف لابيه وقال بصوت منخفض بعض الشىء:
- بابا لو سمحت انا عاوز أرد مريم بس مش عاوز أردها عصب عنها ومش عارف اعمل ايه
تفحصه ابيه وقال بنفس النبره الخفيضه:
- ومسألتهاش ليه
مط يوسف شفتيه فى تبرم قائلا:
- سألتها مردتش عليا وانا مرضتش أحاول معاها كتير علشان متحسش انى بضغط عليها بتعبى واللى حصلى ده..
وأستدرك قائلا:ممكن حضرتك تكلمها وتحاول تقنعها
حسين:أنا رأيى انك تستنى لما ربنا يتم شفاك وتخرج من المستشفى وترجع البيت وساعتها تكلم معاها تانى وهيبقى ليها وقتها حرية الرفض او الموافقه لكن انا لو كلمتها هتفتكر ان دى رغبتى وممكن توافق علشان متزعلنيش
أنتهت مريم من صلاتها وجلست تتلو الاذكار ..طرق الباب ودخلت عفاف مسرعه الى ولدها جلست جواره تتحسسه بلهفه:
- عامل ايه يا حبيبى النهارده..انا كنت هموت واجيلك من بدرى بس ابوك منعنى
أخذ يد أمه وقبلها قائلا:
- الحمد لله يا ماما متقلقيش انا بقيت زى الحصان
أطل ايهاب برأسه الى الداخل قائلا بابتسامه مرحه:
- صباح الخير يا مطعون
ضحك يوسف وهو يتحسس جرحه قائلا:
- بطل تضحكنى يا جدع انت حرام عليك الجرح بيألمنى لما بضحك
تبعته فرحه التى لحقت بأمها بجواره تطمئن عليه وقالت:
- ايمان وعبد الرحمن بره ومعاهم وفاء وجوزها..
نظر الحاج حسين الى ايهاب قائلا:
- خليهم يدخلوا يابنى
وقفت وفاء امامه بعينين دامعتين وقالت بخجل:
- حمدلله على السلامه يا يوسف ربنا يقومك بالسلامه
قال بابتسامه صافيه:
- الحمد لله يا وفاء انا كويس ..
قال عماد :
- انا مش عارف ايه اللى حصلكوا ده انت ووليد فى يوم واحد حاجه غريبه فعلا
قال عبد الرحمن مقاطعا:
- قدر الله وماشاء فعل ربنا يقومهم بالسلامه هما الاتنين
وأستدرك قائلا:تعال معايا نجيب للجماعه دول حاجه يشربوها بدل ما يدعوا علينا ولا حاجه
نهضت وفاء قائله:
- لا مفيش داعى يا عبد الرحمن احنا ماشين على طول
عبد الرحمن:لا مينفعش يالا يا أستاذ عماد
خرج عماد وعبد الرحمن وأغلق الاخير الباب خلفه فقالت وفاء:
- انا عرفت اللى عملته مع وليد فى التحقيق يا يوسف حقيقى انت راجل اوى وطول عمرك شهم بصراحه... وانا عارفه انى موقفى صعب لانى أخته لكن انت عارفنى كويس ..
ولم تستطع ان تتحدث أكثر وبدأت دموعها فى الحديث عنها
فقالت عفاف:
- متعيطيش يابنتى انتى طول عمرك قريبه مننا وعارفين كويس وأخوكى ربنا يسامحه ويسامحنا كلنا
قال يوسف مستكملا لحديث والدته:
- متعيطيش يا وفاء دموعك غاليه عندى وانتى عارفه مكانتك عندى كويس مش محتاجه تتكلمى الكلام ده ..
نظرت له مريم نظرة ذات معنى  وجلست بعيدا وهى تشعر بالحنق من اثر كلماته لها
قالت ايمان:الحمد لله الدكتور طمنا قبل ما ندخلك وقالنا بالكتير يومين تلاته وتخرج بالسلامه
ان شاء الله
ذهبت وفاء وزوجها وأنصرف الجميع عند أنتهاء الاوقات الرسميه للزيارة وبقيت مريم مرافقة له ...جلست على الفراش الاخر بجواره وفتحت المصحف وبدأت بالقراءة فى همس
جعل ينظر اليها وهى تقرأ وكلما واتته الفرصه ليقاطعها ويطلب منها العوده تخونه شجاعته ويصمت فى تردد
حتى أنتهت ووضعت المصحف وقامت لاداء صلاة العشاء وبعد أن انتهت من أذكار الصلاة ونهضت متجهه الى فراشها مره أخرى قاله لها:
- مريم..
ألتفتت له فقال:
- ممكن تحطيلى المخده ورا ظهرى ....عاوز أتعدل علشان أصلى انا كمان
ترددت لحظات فقال:
- خلاص لو هيضايقك...
قالت متلعثمه :
- لا..مفيش مضايقه ولا حاجه
كان لابد أن تتخذ وضعاً معينا لكى تستطيع ان تساعده على الاتكاء قليلا لتضع الوساده خلف ظهره فابتعدت مرة أخرى متردده فى أرتباك وخجل
فقال لها:طيب خلاص أرفعى السرير وخلاص مش لازم مخده
أنتهى من صلاته فألتفتت اليه وقالت :
- تحب أنزلك السرير شويه
أبتسم وهو يحرك راسه نفيا قائلا:
- لا متشكر انا اصلى مش جايلى نوم دلوقتى...
تنحنحت فى حرج وهى تقول بأرتباك:
- طبعا أنت مش زعلان من وفاء .. صح
نظر إليها قائلا:
- وهزعل منها ليه وهى ذنبها أيه.. وفاء طول عمرها بنت كويسه أوى
شعرت بالحنق مرة أخرى وظهر ذلك على نبرة صوتها وهى تقول:
- اه ما أنت قلتلها كده
ونظرت له نظره جانبيه وهى تستدرك:
- وأكتر من كده كمان
راوده احساس بالسعادة عندما لمح الغيرة فى صوتها ونظر إليها بعمق يتأملها ويتفحص معالم وجهها المضطرب وقال بخفوت:
- قلتلها أيه مش فاكر
قالت بسرعه وأندفاع:
- قلتلها دموعك غاليه عليا أوى وأنتى عارفه مكانتك عندى كويس
منع الأبتسامه التى كانت تريد القفز على شفتيه حتى لا يقطع عليها أسترسالها الحانق على كلماته لوفاء وقال بهدوء:
- ماهى فعلا طول عمرها ليها مكانه عندى
لم تلحظ أستدراكه لها فقالت بضيق:
- ومتجوزتهاش ليه بقى لما بتحبها أوى كده
لم تستطع الأبتسامه الصبر أكثر من هذا خدعته وقفزت على شفتيه رغما عنه وهو يقول:
- أنا قلت برضه أنى بحبها جبتى الكلام ده منين
رأت أبتسامته وشعرت بمراوغته فى الحديث فأشاحت بوجهها بعيدا ولم تجبه
فأردف قائلا وهو يتفحصها بأبتسامته العذبه:
- أنا مبحبتش غير واحده بس ... وبدعى ربنا فى كل وقت أنها ترضى عني وتسامحنى وترضى ترجعلى تانى
سحبت غطاءها وهى تنظر بعيدا عنه وقالت بأقتضاب:
- تصبح على خير
قال بسرعه :
- يعنى هتسبينى متعلق كده ..طب نزليلى السرير الأول كده ظهرى هيوجعنى
نهضت مرة أخرى وأتجهت إلى فراشه فقال مشاكساً:
- طب ممكن تظبطيلى المخده دى تحت راسى أحسن مش مرتاح خالص
قالت وهى ترفع رأسه بيد وتحرك الوساده باليد الاخرى :
 - أنت شكلك بتدلع على فكره
أمسك يدها وجذبها إليه برفق فشعرت بأنفاسه تلفح وجهها وهى تحاول الأعتدال ولكنه لم يسمح لها وأستنشق عبيرها وقال بصوت رخيم:
- أنا رجعتك لعصمتى يا مريم
ثم فك أسر يدها فأعتدلت وقد شعرت ببرودة تسرى فى أوصالها أقشعر لها بدنها وكأن نبضات قلبها أخذت تبطئ شيئا فشيئا مما أشعرها بالدوار ولكنها لم تغضب ولم تستنكر ما قاله .. خطت نحو فراشها وصعدت بصعوبه وتدثرت ... كلمة واحده جعلتها تذوب بعضها فى بعضها
 ونامت فى ثوانى معدوده كأنها غابت عن الوعى
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى اليوم التالى فحصه الطبيب وقال بابتسامه :
- والله أنت بطل يا أستاذ يوسف ماشاء الله عليك
قال يوسف بسرعه:
- هخرج أمتى طيب يا دكتور
أبتسم الطبيب وقال:
- مستعجل أوى كده ليه ده يدوب بقالك يومين بس
قال يوسف بشغف:
 - الله يخاليك يا دكتور أنا أصلى بكره القاعده الطويله دى وعاوز اروح بيتنا بقى
دون الطبيب ملاحظاته قائلا:
- خلاص خاليك النهارده بس وروح بكره الصبح لو عايز.. وقوم أتمشى  لو الراقده مزهقاك اوى كده
زم شفتيه تبرما  ثم قال:
- طب مينفعش أروح أتمشى فى بيتنا .. أنا والله حاسس انى بقيت كويس
زفر الطبيب بنفاذ صبر ثم ابتسم له قائلا:
 - أنت ملكش حل بجد لكن عموما هكتبلك على خروج اخر النهار ...
حاول يوسف الكلام ولكنه قاطعه قائلا:
- ومفيش خروج قبل كده... فاهم
ثم نظر الى مريم وقال:
- تعالى يا مدام لو سمحتى علشان أفهمك هتتعاملى مع الجرح ازاى بعد ما يخرج وربنا يقدرك عليه... بصراحه جوزك ده لا يحتمل
أبتسم يوسف وشعر بالبهجة ..أخيرا سيعود لمنزلة بصحبة زوجته ليبدأ معها حياة جديدة لن يشوبها الا ما حدث فى الماضى فهل من الممكن ان يرأب هذا الصدع فى يوم من الايام
وفى المساء كان يخطو خطواته الواهنه بعض الشىء داخل بيته وعبد الرحمن يساعده الى الصعود الى فراشه والجميع ملتف حوله فى سعادة مرحبين بعودته الى منزله سليما معافى
وبعد ان اطمأنت لأستغراقه فى النوم فتحت خزانتها بهدوء وأخذت ملابسها وأغلقتها بهدوء
دخلت الحمام وأغتسلت وبدلت ملابسها وخرجت وهى تجفف شعرها بالمنشفه فوجئت به يجلس على طرف الفراش ينتظرها ..تعثرت قليلا فى خطواتها ثم استعادت توازنها بسرعه وأتجهت الى المرآه لتمشط شعرها  فقال وهو ينظر لصورتها المنعكسه فى المرآه:
-  مريم ..لو سمحتى تعالى غيريلى على الجرح
الفتت اليه بدهشة وقالت :
- الدكتور لسه مغيرك عليه الصبح
قال بعناد:لا مش مرتاح حاس ان فى حاجه مش طبيعيه.. لو سمحتى تعالى شيليه حاسس ان فى نمله بتقرصنى
 تنهدت قائله:
- نمله.!!..اظاهر الدكتور كان عنده حق لما قالى ربنا يصبرك عليه
وضعت المنشفه وأحضرت الادوات الطبيه وضعتها بجوارها على طاولة صغيرة بجوار الفراش
وقالت :طيب فك زراير القميص لو سمحت
تصنع الالم وهو يقول:
 - مش قادر يا مريم ممكن تفكيهالى انتى
ونظر لها برجاء وقال:
 - من فضلك
فشرعت فى فك ألازرار بأرتباك حاولت ان تسرع ولكن سرعتها جعلتها ترتبك أكثر وتتعثر كان فى قمة سعادته من قربها منه الى هذه الدرجة وملامسة أطرافها لصدره ويتأمل شعرها الذى مازال تعلق به قطرات الماء وود لو أنها تعثرت أكثر وأكثر ..قال مبتسما وهو يتأملها :
- كل ده .. بتفكى كام زرار
قالت بأرتباك وقد أحمرت وجنتاها :
- أهو خلاص خلصت الحمد لله
أنتهت وقامت بمساعدته فى خلع قميصه فى حرج شديد وجلست تزيل أثار الاصق الذى وضعه الطبيب فزاد أرتباكها اكثر وتدرج وجهها  خجلا من رؤيته عارى الصدر أمامها هكذا
حاولت ان تنتهى سريعا كما علمها الطبيب لتهرب من نظراته المخترقه لها وكأنه يغوص بداخلها من عمق النظرات المتفحصة محتفظا بابتسامته العذبه الحانيه مرت اللحظات القليله عليها وكأنها ساعات طويله كان الوضع مخجل جدا بالنسبة لها
وأخيرا أنتهت وهى تقول بسرعه:
- يعنى لا كان فى نمله ولا حاجه ..
تتبعها ببصره وهى تلملم اشيائها وتضعها فى صيدليه صغيره فى الغرفه
أتممت تمشيط شعرها وعقصته للخلف بطوق بنفس لون ملابسها وقالت وهى تخرج من الغرفه:
 - انا هروح انام بقى تصبح على خير
فقال بسرعه وهو ينهض متجها اليها ببطء:
 - مريم...انتى لسه بتخافى مني
أشاحت بوجهها وهى تستدير لتنصرف :
 - مش وقته الكلام ده انا مرهقه وعاوزه انام
وضع يده أمامها ليمنعها من المرور وقال بحزن:
 - أنتى لسه مسامحتنيش يا مريم..مش كده؟
قالت دون ان تنظر اليه :
 - انا قلتلك قبل كده انى مسامحاك
يوسف:طب انا راجعتك غصب عنك ؟ .. يعنى مكنتيش عايزة ترجعيلى؟
تابعت وهى مازالت تنظر بعيدا عنه:
- ده حقك اللى ربنا ادهولك...انت ممكن ترجعنى لعصمتك حتى من غير ما تقولى
حرك رأسه نفيا قائلا:
- بس انا مش عايزك تعملى حاجه غصب عنك ...انا راجعتك تانى علشان حسيت انك بتحبينى وبتغيرى عليا لكن لو الاحساس ده غلط وانتى مش عايزانى قوليلى
لم تستطع ان تجبه أنما أكتفت بنظرة لوم وعتاب طويله ودفعت يده بلطف ومرت من أمامه للخارج ثم الى غرفتها الاخرى لتنام بها
جلس على طرف فراشه وهويشعر بالحيرة أهذه النظرة المعاتبه من أجل كلماتى ام من أجل انى راجعتها رغما عنها ام من اجل ماذا ..لكن أحساسى يقول غير ذلك ...أشعر بنبض قلبها لا أخطىء هذه النظرة ابدا...أستجيبي يا حبيبتى ..أستجيبي ..فأنا وان كنت شتاء ففى قلبى ربيع نابض لكى بالازهار

دخلت فراشها وتدثرت جيدا وكالعادة عندما تواجهها أزمة..وضعت الوسادة فوق راسها وحاولت ان تنام لكن هيهات تشعر بالضجر الشديد:
- لماذا لا يشعر بى لماذا يعتقد انى عدت اليه رغما عنى لماذا لا يتمسك بى اكثر من هذا هل انا هينة عنده الى هذا الحد لا تجعل ترددك سكينا يمزق قلبى فيصبح حافرا لقبر حبى
غلبهما النوم وفى الصباح كانت والدته اول من تطرق بابهم ...ابتسمت لها مريم مرحبة بها قالت عفاف:
- هو يوسف لسه نايم
مريم :ثوانى اشوفه لحضرتك...طرقت الباب ولم يأتيها رد فعلمت انه مازال نائم ترددت فى الدخول ولكن لابد ان تدخل ...لم يكن الباب مغلقا بشكل كامل فدفعته بهدوء ودخلت وذهبت اليه فى فراشه لتوقظه كان ما يزال على نفس هيئته السابقه عندما تركته بالامس
شعرت بالخجل الشديد وهى تلمس يده لتوقظه ونادته بهدوء حتى أستيقظ ونظر لها قائلا بتكاسل:
- صباح الخير
قالت بسرعه:صباح النور مامتك بره  يالا قوم
أمسك يدها بسرعه قائلا:
- أستنى طيب قومينى
نظرت له وقالت بعناد:
- أنت بقيت كويس بلاش دلع يلا قوم بقى
تصنع يوسف الضعف وهو يقول:
- بطلى ظلم بقى يا مفتريه حرام عليكى تعالى ساعدينى بقى
مريم بضجر:أساعدك ازاى يعنى
يوسف:أمسكى أيدى بس وساعدينى اقوم
أستدارت اليه وأمسكت يده الاخرى وحاولت ان تساعده على النهوض وهو يتصنع التعب قائلا:
- مش قادر يا مريم أيدى وجعانى ومش هتعرفى تقومينى كده
مريم:أقومك ازاى طيب
يوسف:أحضنينى
أعتدلت مندهشة وقالت:
- افندم
ترك يده تسقط على الفراش بضعف قائلا:
- حرام عليكى انا تعبان قومينى بقى زمان ماما مضايقه بره
زمت شفتاها بحنق وقالت رافضة:
- طيب خاليك بقى وانا هروح أنده مامتك تقومك بطريقتها
وخرجت سريعا وهو يقول متوسلا:
- لا بلاش ماما الله يخاليكى يا مريم..معندهاش هزار فى الصحيان
وفى اليوم التالي وبعد يوم طويل دخلت مريم الشرفه ووضعت أكواب الشاى أمام يوسف على الطاوله الصغيرة وجلست بجواره وقد بدى منها الارهاق على وجهها وهى تقول:
- أنت فعلا بتدلع أوى مع انك بقيت كويس يعنى ماشاء الله
نظر لها وداعبها قائلا:
- هو أنا عملتلك حاجه ده أنا غلبان
قالت بحنق:
- اه غلبان اوى ..عاوزنى أقومك وأقعدك وأفصصلك وأحطلك الاكل فى بؤك واغسلك ايدك وانشفها
قال بحزن مصطنع:
-  زهقتى منى قوام كده ..ده انا مريض
قالت ساخره:
- اه مريض اوى شكلك كده هتخف وانا هرقد مكانك
قال بنظرة حانيه:
- بعد الشر عليكى يا حبيبتى .. خلاص مش هتعبك تانى أنا فعلا بدلع بس ببقى مبسوط وانتى مهتميه بيا كده .. وبعدين الاكل ليه طعم تانى من ايدك
بدأت مريم بأرتشاف بعضا من الشاى وهى تنظر اليه نظرة جانبيه...وقد بدا أنه سيهم بقول شىء ما ولكنه يقاوم التردد بصعوبه فقال بسرعه:
- مريم انا عاوز اسألك سؤال كده بس متردد وأستدرك قائلا:
- وبصى لو ضايقك خلاص مش مهم
أومأت برأسها وقالت :
- أتفضل أسأل
يوسف:هو أحنا لما كنا فى الجراج والدنيا ضلمه مكنتيش خايفه منى
حركت كتفيها للأعلى وقالت بلامبالاة:
- وأخاف منك ليه
أردف قائلا :
- يعنى أنتى بقيتى تحسى بالامان معايا
نظرت له بجانب عينيها وقالت:
- أنت ليه مهتم اوى بالسؤال ده .. سألتهولى أكتر من مره
زفر بحزن قائلا:
- لما كنا  مسافرين قولتيلى وأنتى بتعيطى أنك لما سمعتى صوتى فى الضلمه حسيتى بالأمان...
ثم ألتفت اليها متابعا:
- نفسى ترجعى تحسى بالأمان معايا تانى
أجابته بخفوت وهى تضع عينيها فى الكوب الذى بين يديها:
- لو مكنتش حسيت معاك بالامان مكنتش فضلت ماسكه فيك واحنا فى الجراج والدنيا ضلمه ومفيش حد غيرنا زى ما كنا فاكرين
تنهد بأرتياح وهو ينظر الى الحديقه قائلا:
- الحمد لله ... دى أقصى حاجه كنت بتمناها
سمعت صوت رنين هاتفها فقالت:
- هروح أشوف مين
أخذت الهاتف وأبعتدت عنه لتتحدث إلى عمها دون ان يسمعها
مريم :الحمد لله يا عمى احنا بخير كلنا
حسين :ويوسف اخباره ايه النهارده
مريم:النهارده احسن كتير الحمد لله
قال بأهتمام:هو جانبك دلوقتى
مريم:لا فى البلكونه
حسين:قولتيله ولا لسه
أبتسمت أبتسامه خفيفه وقالت:
- لاء لسه .. بصراحه يا عمى عاوزه أربيه شويه
ضحك بسعاده قائلا:
- يبقى ردك لعصمته تانى مش كده ؟
قال مريم بحرج :
- ايوه ردنى قبل ما يخرج من المستشفى
ضحك مرة أخرى وقال:
- خلاص ربيه براحتك انا موافق...
دخل يوسف من الشرفه الى الغرفه التى تتحدث بها فوجدها تغلق الهاتف وتضعه مكانه فقال:
- كنتى بتكلمى مين ؟
مريم بعدم أهتمام:
- ده عمى حسين .. كان بيطمن عليك
كادت أن تتركه وتخرج من الغرفه لولا أن وقف أمامها يسد عليها الطريق .. تلاقت عينيهما فقال بهمس:
- بحبك
كان يتوقع أن تشيح بوجهها وتتركه وتذهب كالعاده كلما قالها ولكن هذه المره وقفت تنظر إليه وقالت بنظرة لم يفهم معناها:
- من أمتى؟
تفاجأ بالسؤال فقال:
- يعنى ايه...
تابعت :
- يعنى بتحبنى من أمتى أحنا من ساعة ما أتقابلنا وأحنا بنتخانق زى القط والفار
قال يوسف بخفوت:
- والله ما عارف من أمتى أنا فجأة كده لقيتنى بغير عليكى من كل حاجه وكان نفسى اوى تسمعى كلامى وتغيرى طريقة لبسك ساعتها
بدت على وجهها ملامح ساخره وهى تقول:
- ليه مكلمتنيش بود وقولتلى أنك مش راضى عن طريقة لبسى  بدل ما كنت بتتخانق وتزعق وتتريق أحيانا
يوسف: زى ما قلتلك واحنا فى نويبع انا عمرى ما حبيت قبلك ومكنتش عارف أعمل ايه كل اللى كنت بحس بيه أنك لازم تسمعى كلامى ومجاش على بالى ساعتها طريقة نصحى ليكى خالص .. كل اللى كنت بفكر فيه انك مبتسمعيش الكلام وبتعاندى وخلاص
وبعدين يا مريم أنا كنت حاسس أنك حاسه بيا وكنت متوقع أنك لما تحسى بمشاعرى وتلاقينى بغير هتحترمى ده وهتسمعى كلامى من أول مره لكن أنا لقيتك بتعاندى أكتر من الاول مش عارف ليه
نظرة له نظرة طويله وقالت بهدوء:
- مكنتش متأكده من أحساسك وتصرفاتك العصبيه كانت مشككانى ... لو كنت أتعاملت بطريقة مختلفه ونصحتنى بهدوء ولمحتلى أنك غيران من كلامى مع وليد مكنتش عمرك هتشوفنى بكلمه ... لو كنت فى الفرح جيت قلتلى مين اللى واقفه معاهم دول ومتوقفيش معاهم كنت هاسمع كلامك.. لو كنت لما مشيت ورايا بالعربيه نزلت وشدتنى قدام الناس غصب عنى علشان مطلعش مع سلمى كنت هسمع كلامك صدقنى كنت هسمع كلامك وكنت هتأكد من اللى كنت بعمل كل ده علشان أتأكد منه.. أنك بتغير
لكن أنت كنت دايما تكتم فى نفسك وتكتفى بالتصرفات العصبيه وحتى لما كنت بتكلمنى كنت بتحسسنى أنك بتأمرنى لمجرد أنى بنت عمك وبس
لمعت دمعة فى عينيها فمسحها بأنامله وقال بحب:
- كنت غلطان سامحينى أنا كنت سىء الظن لابعد الحدود معاكى ... لكن عاوزك تعرفى أنى مكنتش مبسوط يعنى وأنا بكتم فى نفسى كده أنا كنت بتعذب يا مريم ... وعذابى وصل للمنتهى ولابعد حد فى يوم الحادثه .... لدرجة أنى أخدت الحبوب دى والسجاير من غير تفكير وكأنى منوم وفاقد للسيطره على نفسى لغيت عقلى ... سامحينى يا حبيبتى
نظرة له مرة أخرى بنفس النظرة المبهمه قائله:
- فاكر لما سألتك فى العربيه وأحنا راجعين من فرح وفاء وأنت أضايقت من سؤالى وقلتلى أنى باستفزك ... أنا عاوزه اسألك نفس السؤال تانى ولو سمحت جاوبنى
أشاح بوجهه بعيدا وأغمض عينيه وهو لا يريد التذكر وقال ببطء وقد شعر بغصة فى حلقه : - صدقينى لو قلتلك أنى مش فاكر حاجه خالص .. كل اللى فاكره أني حضنتك وقلتلك الكلام اللى قلته وأنتى بتقاومينى وفجأه لقيتك أتخبطى فى الحيطه ووقعتى على الارض
صمت وهو يضغط عينيه بقوة كرها لما تذكره فى هذه اللحظه فقالت :
- وبعدين ايه اللى حصل؟
مسح وجهه بيديه وقال لها :
- أنا مش عاوزك تفتكرى التفاصيل دى أنا ماصدقت أنك بقيتى كويسه معايا
فتابعت وكأنها لم تسمعه:
- وبعدين يا يوسف حصل ايه
رضخ لرغبتها وقال:
- صدقينى مش فاكر كل اللى فاكره ساعتها لما وقعتى على الأرض وأنا قربت منك ...

بدأ جبينه يتعرق وهو يتذكر تلك اللحظات بصعوبه وقال:
- كنت بحاول أشيل عنك الهدوم
وبعدين بدأت أشيل هدومى وفجأة حسيت أنى صنم عقلى أتجمد وقلبى أبتدى ينبض ببطء شديد .. حاولت بعدها أفتكر أى تفاصيل مافتكرتش حاجه أبدا صدقينى
وتركها وخرج من الغرفه إلى حجرة المعيشه جلس على الاريكه وبدأ فى البكاء وهو يتصور كل مشهد مر أمام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وقتها وهى تصرخ فيه "فوق يا يوسف انا مريم"

سمعت صوت بكاءه فخرجت إليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وتعلو شهقاته وهو يستغفر الله ... أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الأمر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت أن عقلها ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره:
- مصدقاك يا يوسف ...عارف ليه لأنك ملمستنيش .. معملتليش حاجه ابدا
توقف البكاء وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران وسكت الكون وألتفت إليها بذهول وقطب جبينه قائلا:
- يعنى ايه ؟
أفلتت دمعتين من عينيها وقالت:
- فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما أغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
أومأ برأسه وهو ينظر إليها بصمت مخلوطاً بالدهشة فقالت:
- الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها أنك جوزى
قالتلى طب أحتمال يكون القىء والدوخه بسبب الحمل نتأكد .. طبعا أنا كنت هموت وافقت على طول وبعد الفحص قالتلى لا مفيش حمل ولا حاجه يبقى أنتى أكيد جالك برد فى معدتك ولا كلتى حاجه ملوثه
أطرقت رأسها بخجل وهى تقول :
- ساعتها طلبت منها تكشف عليا علشان كنت حاسه بتعب معين كده فى المكان ده .. كشفت عليا وبعدين بصتلى بأستغراب وقالتلى أومال بتقولى عليه جوزك أزاى ولا أنتوا كاتبين الكتاب؟
وبعدين قالتلى طب لما هو كتب كتاب وافقتى ليه يا بنتى على كشف الحمل  .... ساعتها شكيت وسألتها ليه بتقول كده .. ضحكت وقالتلى مهو مش معقول تبقى دخله وأنتى لسه بنت بنوت
ساعتها روحت فى دنيا تانيه مبقتش عارفه أضحك ولا أعيط  أصرخ ولا أعمل أيه مش عارفه لقيت دموعى نازله  زى المطر
ولما خرجت من عندها والبنت الممرضه شافتنى بعيط  سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتوره كانت فاكرانى حامل .. طبعا هى أفتكرت ساعتها أنى بعيط علشان مطلعتش حامل
توقفت الساعات والعقارب  حتى أنه شعر أن الهواء أيضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركه وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول ... الذهول وفقط
فقال فى هذيان :
- يعنى أيه ... أومال ده حصل ازاى ..ازاى ..
قالت من بين دموعها:
- أكيد أغمى عليك وإلا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى وطبعا كانت رجلى غرقانه دم علشان لما وقعت على الازاز أتجرحت جامد
قفز المشهد فى عقله مره أخرى .. لقد تذكر فجاة  لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو يشرع فى نزع ملابسه .. عندها كان يترنح بقوة وسقط غائبا عن الوعى
أستدار إليها بجسده كله دفعة واحده وكأن روحه دبت فيه دفعة واحده من جديد وهتف بها:
- ومقولتيش ليه من ساعتها ... ليه يا مريم 
ثم وقف ناهضا وقال بعينين زأئغتين مشدوهتين :
- يعنى ايه ؟
يعنى أنا لسه بعفتى وطهارتى يعنى أنا مش زانى ... يعنى ... يعنى أنا لسه يوسف ... أنا يوسف .. أنا مضعتش من نفسى ... أنا ربنا حصنى وحمانى من المعصيه دى
نهضت لتقف أمامه وقالت ودمعها ينهمر كالشلال وتمد أناملها تمسح الدموع عن وجهه وتقول:
- وأنا لسه مريم .. أنا كمان لسه مريم يا يوسف .. لسه بعفتى وطهارتى وربنا حمانى وحصنى رغم كل  الافتراء اللي أتقال عنى
نسي ألمه وجرحه الذى لم يندمل بعد وحملها بين ذراعيه وطاف بها وهو يهتف تاره ويصرخ تارة أخرى ويبكى بضحكات ويضحك بدموع وأختلطت دموعه بدمعها وهو مازال يهتف:
-  مش مصدق .. مش مصدق يا مريم مش مصدق
أنزلها الى الارض برفق هاتفاً بسعادة:
-  بابا .. بابا لازم يعرف
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بمكر:
- وأنت فاكر أنه لسه مايعرفش .. أنا قلتله وأنت فى العمليات وهو كمان مكنش مصدق زيك كده
أحتضن وجهها بكفيه قائلا:
- ومقولتليش ليه من ساعتها
قالت وهى تنظر لعينيه وتمسك بقبضته:
- كنت عاوزه أربيك شويه
تأمل وجهها لفترة طويله وأحتضنها بين يديه قائلا :
- يابنت اللذين ...
ثم أبعد وجهها مرة أخرى ونظر إليها يتفحص عينيها قائلا بتحدى وشوق :
- تصدقى بقى ده أنا اللى هربيكى
قرأتها فى عينيه فأبتعدت وهرولت إلى غرفتها وأغلقتها من الداخل  لحق بها و طرق الباب بقوة هاتفا :
- أفتحى يا مريم أحسنلك
وقفت خلف الباب وقلبها يخفق بشدة :
- مش هفتح
طرقه مرة أخرى صائحا :
- بقولك أفتحى بدل ما أكسر الباب
بادلته الصياح من خلف الباب وهى تضع يدها على صدرها أضطرابا وسعادة :
- بقولك مش هفتح مهما عملت مش هفتح .. مش هفتح يعنى مش هفتح

وقبل منتصف الليل بقليل أعتدلت مريم فى فراشها وهى تجذب الغطاء لتغطى كتفيها وقد توردت وجنتاها وهو يزيل خصلات شعرها عن كتفها المتعرق وطبع قبلة عليه قبل أن يستلقى يوسف على الفراش قائلا بابتسامة كبيرة :
- مالك.. مكسوفه ولا أيه... تعالى يا حبيبتى ريحى راسك على كتفى ..
أستلقت بجواره ووضعت رأسها على كتفه فضمها إليه بقو..وقبل رأسها قائلا بشوق :
- بحبك
ضربته بقبضتها الصغيرة على صدره برقه وقد صار وجهها كحبة الطماطم وهى تقول:
- وأنا كمان بحبك ...
ثم قالت وهى تمسح على يده:
-  يوسف .. هو أنا أيه عندك

تنهد تنهيدة أرتياح كبيرة و أبتسم وهو يضمها أكثر الى صدره قائلا:
-  أنتى .. أنتى اللى حياتى أبتدت معاكى ,أنتى الهوا اللى بتنفسه ، أنتى الهدف والوسيله، أنتى اللى معرفتش الحب غير معاكى ، أنتى دنيتى الجديده واللى معشتهاش قبل كده، أنتى اللى عشت معاكى أحساسيس غريبه عليا دوقت طعمها وعشتها بكل ما فيا ، أنا طويتك يا مريم وحطيتك فى قلبى وعمرك ما هتطلعى منه ابدا  .



وبعد مرور شهرين وفى يوم الجمعة  كان موعد اللقاء الأسرى المعتاد حول مائدة الطعام الكبيرة جلس الحاج حسين على رأس المائدة كالعاده وهو يقول :
- أومال يوسف ومريم منزلوش ليه لحد دلوقتى
قالت عفاف بنفاذ صبر :
- والله زهقت يا حاج بقالى ساعه كل شويه أتصل ويقولوا نازلين ومفيش فايده
 ضحك حسين ضحكات جعلت الجميع يبتسم ثم قال:
- الله والبنات فين كمان ... إيمان وفرحه ووفاء مش كانوا هنا من شويه
تدخل عبد الرحمن قائلا:
- أصل يا بابا إيمان عملت حركه تمرد عليك وقالت الستات لوحدها والرجاله لوحدها طبعا حضرتك عارف أنا جاى أهدى النفوس مش أكتر
ضحك والده مرة أخرى وقال:
- خلاص طالما هى حابه كده والبنات موافقين أحسن برضه علشان يبقوا على راحتهم أكتر
وهنا طرق يوسف ومريم الباب فتح إيهاب باب المنزل وهو يمسك معدته قائلا:
- حرام عليكوا متنا من الجوع
دخل يوسف وهو يلف كتف مريم بذراعه ويقول:
- معلش يابنى أنا عارف أن أختى مجوعاك قدرك  ونصيبك أصبر بقى
خرجت فرحه قائله بشغف:
- أنا سامعه حد بيجيب سيرتى
تلقاها يوسف بذراعين مفتحتين قائلا بمرح:
- لا يا أم العيال وحشانا يا غاليه
ضربت يده وهى تقول أم العيال فى عينك ده أنا لسه يدوب فى الشهور الأولى بينى وبين إيمان شهر واحد ...
نهض عبد الرحمن واقفا وهو يقول لفرحه:
- لا بقولك أيه ولا سابقاها ولا حاجه دى الحكايه كلها فرق التوقيت مش أكتر
علت الضحكات بينهم وقالت مريم :
- طب أدخل أنا بقى للبنات قبل ما حد فيكوا يصطادنى
ربت يوسف على كتفها وقال مشجعا :
- أدخلى يا حبيبتى بس على مهلك ..
ثم نادها برجاء :
- الله يخليكى يا مريم كفايه ترجيع بقى أحسن كده على ما تيجى تولدى مش هنلاقى حاجه جوه اصلا
وأثناء الغذاء ألتفت عبد الرحمن الى والده قائلا:
- عمى مجاش النهارده ليه يا بابا
حسين:بيحضروا نفسهم علشان هيسافروا يعرضوا وليد على دكتور بره مصر
ألتفت إليه يوسف قائلا:
-  هو أبتدى يتحرك ولا لسه
تدخل ايهاب قائلا:
- بيتحرك على كرسى متحرك كده جوى البيت
تمتم يوسف قائلا بعدم أهتمام:
-  ربنا يشفيه
ربت والده على يده قائلا:
- لا يابنى أدعيله من قلبك إن ربنا يشفيه وليد عرف غلطته وندم على اللى عمله وعرف ان اللى هو فيه ده عقاب من ربنا
تدخلت عفاف قائله :
- ومش هو وبس والله يا حاج .. دى فاطمه كمان كأنها أتبدلت لواحده تانيه خالص الحزن على أبنها كسرها أوى وخلاها فى دنيا تانيه ربنا يرفع عنهم يارب .. الله يسامحهم بقى
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- يوسف
- نعم يا حبيبتى
- ناولنى البسكوت المملح اللى جانبك ده
- مريم مكنش حمل ده كل شويه بسكوت بسكوت أنتى حامل فى عيل فى الحضانه ولا ايه
- كده يا يويو ... ده أنت حتى أمبارح زعلتنى ومردتش تشيلنى
- أولدى أنتى بالسلامه يا حبيبتى وأنا أشيلك زى ما أنتى عايزة أصل بصراحه معنديش غير عمود فقرى واحد
- قصدك ايه أنا تخنت يعنى
- لا يا حبيبتى هو انا أجرؤ أقول كده
- طب هات البسكوت بقى
- بقولك ايه يا مريم
- نعم يا حبيبى
- عبد الرحمن كان بيحكيلى على سياحه جديده كده أسمها السياحه الزوجيه
- ايه ده بجد يعنى ايه الناس بتسافر مجوز
- مجوز؟
- اه أتنين أتنين يعنى
- مجوز ايه بس هو انا بكلمك على جوز حمام
- طب فهمنى ايه السياحه الزوجيه دى
- طب تعالى جوه احسن الدنيا برد هنا
- طب شيلنى
- لــــيه ؟؟؟؟؟؟؟؟
- علشان تحكيلى جوه على السياحه الزوجيه !
- سياحة ايه؟
- السياحه الزوجيه اللى عبد الرحمن قالك عليها !
- عبد الرحمن مين؟
- أخوك !!
- أخويا مين أنا ماليش أخوات ... قال شيلنى قآاااال !!!!!



تمت بحمد الله


(لا تندم على أحساس صادق قد بذلته فالطيور لا تأخذ مقابلا على تغريدها )