الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الخامس عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الخامس عشر




توجهت مريم فى الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها الى الجامعة الى الحديقة لفتح رشاشات المياه الاتوماتيكيه التى ترش المسطحات الخضراء فى الحديقه ووقفت تنظر اليها وتتأمل المياه المتصاعده فأقتربت منها حتى تصلها بعض رزازها المنعش ...شعرت بنشوه طفوليه فأقتربت أكثر من الرزاز ثناثرت قطرات المياه على وجهها وأبتلت ملابسها وكأنها تقف تحت قطرات مطر خفيف ...مما  جعل وليد يغير طريقه وهو ذاهب الى الجراج الخاص بهم ويقترب منها وهو ينظر الى جسدها الواضحة معالمه من بعد ان التصقت به ملابسها على أثر المياه فى تفحص وبنظرة ذات مغزى قال لها:
- صباح الخير ..ايه الروقان ده كله
التفتت اليه قائله:
- صباح الخير يا وليد
تصنع وليد الجديه قائلا:
- مريم انا كنت عاوز اقولك حاجه ونفسى متكسفنيش
مريم:
- خير يا وليد
أصطنع الجدية فى الحديث وهو يقول:
- انا كنت عاوز أتأسفلك على اى حاجه ضايقتك فى تصرفاتى ... حقيقى انا بعاملك زى وفاء بالظبط علشان كده يمكن بتعامل بعشم شويه وده اللى بيضايقك منى لكن اوعدك معاملتى هتغير
أومأت مريم برأسها وهى تقول:
- خلاص يا وليد وأنت برضه أبن عمى وزى أخويا 
وليد بابتسامه خفيفه:
- يعنى خلاص مش زعلانه مني
أبتسمت مريم قائله:
- خلاص مش زعلانه
حاول أن يتكلم ببراءة وهو يقول:
- لا يا ستى الابتسامه دى متنفعش انتى كده لسه زعلانه
أبتسمت مريم بشكل أوضح وهى تقول :
- خلاص والله مفيش حاجه
وليد:
- لا برضه متنفعش انتى بتخمينى
ضحكت مريم لطريقته الطفوليه ضحكه عاليه وأستجابت لكف وليد المدود لها فضربت كفها بكفه بخفه فقال بسرعه :
- خلاص أنا كده أتأكدت أنك مش زعلانه بس أنتى خمامه على فكره .. يالا بقى سلام احسن هتأخر على الشغل
أبتسمت وهى تشير له بالتحية وهو يبادلها الاشاره ثم أطبق كفه ويضعه على أذنه أشاره الى انه سينتظر منها مكالمه .... كانت تفعل ذلك لظنها أن وليد يعتذر فعلا عن أفعاله معها ويريد أن يفتح معها صفحه جديده ولكنها لم تكن تعلم أن وليد يعرف أن يوسف فى طريقه للحديقه هو الاخر وكان يريد ان يجعله يرى هذا الموقف وكيف هما منسجمان فى المزاح والمداعبه كما لم تلاحظ مريم أن كثرة رزاز المياه جعل ملابسها تلتصق بجسدها لتبرز معالمه ونسيت مريم كلمات ايمان عندما قالت لها "انتى بتختارى المكان الغلط واللى بيجبلك شبهه وبتقفى فيه"
شاهد يوسف ما حدث كما أراد وليد تماما رآها تبتسم وتضحك وتداعبه بضرب كفها بكفه وتشير إليه بالسلام وهو يرحل ويقول لها بالاشاره انه سينتظر منها مكالمه .. وكل هذا وهى لا تخجل من شكلها وهى تقف أمامه هكذا بمعالم جسدها الواضحه بلا حياء ...  فصرف وجهه عنها فى غضب وأنصرف الى عمله


***************************
كان يوسف يجلس فى مكتب أبيه يقوم بأعماله الى حين عودته حين دخل عليه وليد يرسم على وجهه علامات الاعتذار ... نظر له يوسف بغضب ثم تابع عمله وكأنه لم يره ..جلس وليد أمامه قائلا:
- جرى أيه يا صاحبى هتفضل مخاصمنى كده ومتكلمنيش أول مره يحصل بينا كده
قال يوسف دون ان ينظر اليه:
- علشان أول مره أعرف أنك كده يا وليد ... انا مش عارف انت ابن عمى ازاى
تصنع وليد الخجل قائلا:
- معاك حق يا يوسف أنا فعلا غلطت جامد وجاى أعتذرلك
قال يوسف بجمود:
- لا وفر أعتذارك لما عمك وأبوك يعرفوا ساعتها هتعتذر كتير أوى
قال وليد وهو يضغط أحد أزرار هاتفه النقال فى راحته :
- خلاص براحتك يا يوسف لو ده هيريحك من ناحيتى...
ثم رن هاتف وليد فقام للرد على الفور وهو يخرج من مكتب يوسف ببطء شديد قائلا:
-  أيوا يا حبيبتى أنا جاى أهو .. كله تمام ؟  نص ساعه هكون عندك ..لا لا مينفعش لو مش دلوقتى يبقى مش هينفع النهارده خالص
خرج وليد من مكتب يوسف وقد حقق مراده بهذه المكالمه المزيفه بالفعل شك يوسف فى الامر فالمسافه بين الشركه والبيت نصف ساعه  تماما كان من الممكن أن يفكر يوسف بشكل مختلف أو كان من الممكن ان لا يفكر بالامر ابدا فوليد علاقاته متعدده ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركه فى هذا الوقت المزدحم بالعمل لاى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جمله قالها وهو يخرج من المكتب وبين أشارته لها فى الصباح
تناول الهاتف وأتصل على الخادمه التى أتت بها والدته للطبخ لحين عودتها من العمره وسألها كأنه يسأل عن اهل البيت بشكل طبيعى :
- فرحه رجعت من كليتها
- ايوا يا فندم أتغدت ونامت من ساعه
يوسف:
- الانسه مريم اتغدت معاها
- ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم
يوسف:
- طيب شكرا
وأغلق الهاتف ...كان يريد ان يتأكد ان مريم فى المنزل وهل هى وحدها فى شقتها ام مع فرحه
ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب فى توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف الى شقه مريم بحرص دون أن بنتبه إليه أحد ويتخيلها وهى تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا احد يراهم
زادت طرقاته بعصبيه حتى كسر القلم فى يده ونهض  وهو يدفع مقعده بعيدا كاد ان ينطلق خارج المكتب ولكنه تفاجأ بدخول السكرتيره تخبره بأن هناك عميل ينتظره والمسأله عاجله أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف أن يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا فى خيالاته أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه الى الاسفل أستقل سيارته وأنطلق مسرعا عائدا الى المنزل
كان وليد يعلم ماذا يفعل جيدا فلقد كان يوسف صديقه قبل ان تدخل مريم حياتهم ويعلم كيف يثيره وكيف يستفزه وكيف يحركه فى الطريق الذى يريد وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف ان هناك علاقه حقيقيه بينه وبين مريم كان يعلم ان هناك شىء ينبت فى قلب يوسف تجاه مريم فأراد وئده فى المهد فلقد شرب الكره الشديد لاولاد عمه علي من أمه فاطمه كما انه يعلم ان يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى
أقترب يوسف من جراج البيت الكبير وتأكدت ظنونه عندما رأى سيارة وليد ,, ترك يوسف سيارته بعيدا حتى لا يراها وليد عند عودته ودخل الى الباب الخلفى للحديقه ومنه الى الدرج المؤدى الى الطابق الثالث حيث شقة مريم ولكنه تفاجأ بهبوط المصعد منه الى الطابق الارضى عاد يوسف أدراجه بهدوء على الدرج ووقف على آخر سلمتين فى الطابق الارضى بجوار المصعد ..خرج وليد من المصعد وهو يطلق صفير من بين شفتيه بطريقه منغمه تدل على الانسجام الشديد
خرج وليد الذى كان يعلم ان يوسف يتابعه فهو قد اعد كل شىء بدقه فبمجرد ان رأى سيارة يوسف تقترب  أسرع الى المصعد وأستقله الى الطابق الثالث وأنتظر قليلا ثم أستقله مره أخرى عائدا الى الدور الارضى
خرج وليد من المصعد وأتجه الى الجراج مره اخرى وأستقل سيارته وهو مبتسما ابتسامه عريضه وعاد الى الشركة مره أخرى
الشك أصبح يقين فى قلب يوسف تأكد أنه توجد بينهما علاقه آثمه تأكد أنها ليست فقط فتاة تتصرف بطريقه غير لائقه,,  لا أنها تعدت كل الحدود... أشتعلت نار الغيرة فى قلبه أكثر وأكثر الان تأكد انه يغار عليها ولكن هى لاتستحق سوى السحق بالاقدام


تعلن الخطوط الجويه السعودية عن أقلاع رحلتها رقم **** المتوجهة الى جمهورية مصر العربية
نرجو من جميع الركاب ربط الاحزمه والامتناع عن التدخين..شكرا
نظرت ايمان الى عفاف التى تجلس بجوارها بابتسامه وهى تقول لها:
-  الحمد لله عرفت أربطه لوحدى
ضحكت عفاف وهى تقول:
- كده أحسن برضه  بدل ما نحتاس زى المره اللى فاتت
 أبتسمت ايمان قائله :
- ها حفظتى دعاء الركوب
عفاف:
- ايوا حفظته أسكتى بقى لما اقوله متلخبطنيش
نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن الذى يجلس يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامه:
- عمره مقبوله يابنى ان شاء الله
قبل عبد الرحمن يده وقال:
- ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا
صمت الحاج حسين قليلا ثم التفت الى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جديه:
- بقولك ايه يا عبد الرحمن أنت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه
أبتسم عبد الرحمن بحزن قائلا:
- ان شاء الله يا بابا أدعيلى أنت بس ربنا يرزقنى ببنت الحلال
أقترب منه وهمس وهو يشير الى المقعد الخلفى:
- طب ماهى بنت الحلال موجوده اهى
التفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر إلى أبيه باستنكار وقال:
- حضرتك بتتكلم جد
نظر له والده يتفرس فى وجهه يحاول ان يقرأ انفعالاته وقال:
- طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان ..لو فيها عيب طلعهولى
أرتبك عبد الرحمن وقال:
- مش مسألة فيها عيب يا بابا بسر...ربس انا بحس أنها عندى زى فرحه كده مش أكتر
الحاج حسين:
- ده بس علشان مفيش بينكم معامله لكن لما تبقى خطيبتك المسافه بينكم هتقرب اكتر
عبد الرحمن :
- خطيبتى ايه بس انا يا بابا مبفكرش فى الموضوع ده خالص دلوقتى
شرد حسين وقال:
- أول مره تعارضنى يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن  بسرعه:
- أعوذ بالله أنا مقدرش أعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش أتجوز واحده بحبها زى أختى
قال والده بحزن:
- أول مره تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن ..انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
أعتصر كلام ابيه قلبه فقال بألم:
- لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط  أنا مبفكرش فيها خالص بالعكس
الحاج حسين متسائلا:
- أومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى .. مؤدبه ومحترمه ومتدينه وبنت عمك يعنى دمك ولحمك
شعر عبد الرحمن أن أباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق:
- خلاص يا بابا أوعدك هفكر فى الموضوع ده وأرد على حضرتك قريب
مال حسين بجسده قليلا تجاهه قائلا بخفوت:
- أسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجه لكن أعرف يابنى أن الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور قدامك يومين وترد عليا علشان أفاتح البنت فى الموضوع
كاد أن ينفعل من وقع كلمات أبيه ولكنه تذكر أنها وأمه يجلسان خلفهما فحاول ضبط أعصابه وأخفض صوته قائلا:
- بس حضرتك يا بابا نسيت أنا سبت هند ليه  لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هى عايزاه
ابتسم حسين قائلا:
- ومين قالك أنى مش هنفذلها اللى هى عايزاه
قال عبد الرحمن بتعجب:
- أول مره مفهمش حضرتك بتفكر ازاى
أبتسم والده فى هدوء وثقه قائلا:
- شوف يابنى أنا واحلام واقفين على أول طريق والطريق ده آخره أتجاهين انا عاوز اخر الطريق أحود يمين وهى عاوزه تحود شمال يعنى انا وهى لازم نمشى فى الطريق نفسه مع بعض لكن العبره فى اخر الطريق يابنى فهمتنى
عبد الرحمن:
- طب هى عارفه هى عاوزه ايه  عاوزه فلوسنا وخلاص لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه؟
حسين :
- كان لازم تعرف من ساعة ما كنت بدور عليهم يابنى أنا مستغرب من سؤالك ده ... ياما قلتلك وأنا بدور عليهم أنى عاوز ألم لحمنا اللى مرات أخويا خادته وهربت وأن عمك موصينى بكده قبل ما يموت أومال أنت فاكر يعنى أيه معنى أن أخويا يقولى وهو بيطلع فى الروح "خد عيالى فى حضنك يا حسين "لو كنت عرفت معنى الجمله دى مكنتش سألتنى السؤال ده يا عبد الرحمن
شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشده وهو يقول:
- طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف أشمعنى انا
أبتسم مرة اخرى قائلا:
- علشان مينفعش أعرض عليه واحده هو بيحب أختها
تفاجأ عبد الرحمن بكلمات أبيه  وقال باندهاش:
- يوسف بيحب ...لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
قال والده بثقة:
- معاك حق انا كمان مستغرب بس أنت عارف أبوك مبيقولش حاجه غير لما يكون متاكد منها
ثم اردف قائلا بجديه:
- قدامك يومين تفكر وترد عليا .. اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق :
- حاضر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق