الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الحادى والعشرون )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الحادى والعشرون




طريقتها أستفزته جدا فشعر بالغضب وجذبها من يدها الى شقتهم الخاصه وهو يقول بحنق :
- أشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه... انا جوزك يا هانم ولا نسيتى
فتح بالمفتاح وهى تحاول ان تخلص يدها من يده المطبقه على يدها بقوه ..فتح الباب وادخلها وصفع الباب خلفه بعنف
بمجرد أن أغلق الباب أفلتت يدها من قبضته وهى تتأوه وتقول:
- ايه اللى انت بتعمله ده وجايبنى هنا ليه
تغيرت ملامحه فى لحظه وعقد يديه امام صدره قائلا بهدوء:
- أعمل ايه عاوز اتكلم معاكى وانتى مش مديانى فرصه 
نظرت له باندهاش فلقد كانت تتوقع ان معركة ستبدأ بينهما بعد صفعه للباب بكل هذا العنف لم تكن تتوقع هذا الهدوء ابدا وقد كانت متحفزة ومستعده للدفاع  عن موقفها ولكن طريقته وهدوءه المفاجئ ألجمها وأربكها ظلت تنظر له فى صمت تحاول أستيعاب حديثه الهادىء
أستدار وأغلق الباب بالمفتاح ووضع المفتاح ف جيبه ثم التفت اليها مبتسما وقال :
- من ساعة ما جينا وأنتى بتهربى مني حاولت أتصل بيكى مريم قالتلى نايمه ومش راضيه تصحى  عرفت أنك مش طايقانى وبصراحه معاكى حق بس لو كنت أعرف أنك صاحيه و شايفانى وأنا نايم فى الجنينه كنت طلعتلك
أرتبكت أكثر ومازالت علامات الدهشه على وجهها ووجدت نفسها تقول:
- بس مريم مجبتليش سيره أنك اتصلت بيا
قال عبد الرحمن مؤكدا:
- لا أتصلت بالأماره مريم قالتلى أنها حاولت تصحيكى وأنتى شديتى المخده على راسك ومردتيش عليها
وجدت نفسها تندفع قائله :
- لو كنت عاوز تتكلم معايا كنت طلعت وصحتنى بنفسك لكن انت مصدقت
وضع يديه فى جيبه وهو مازال محتفظا بابتسامته وقال:
- يعنى أطلع وأدخلك الاوضه وأنتى نايمه ومريم قاعده بره بصراحه حسيت أنها ممكن تتحرج وكمان مكنتش أضمن نتيجة كلامنا هتبقى أيه نفرض بقى صوتنا علي ولا حاجه البنت تتعقد من الجواز يعنى
قالت وهى تحاول أستيعاب الموقف:
- طب ومجتش نمت فى بيتك ليه لو اللى بتقوله ده حقيقى
أتسعت أبتسامته وقال:
- محبتش أدخل الشقه من غيرك... نزلت الجنينه وقعدت مع نفسى شويه وقعت عينى على حوض الورد وأفتكرتك وأنتى بتنقذى الورده  مني فضلت قاعد شويه لقيتنى بفتكر كل كلمه دارت بينا وكل موقف عجبتينى فيه محستش بالوقت لقيت الفجر أذن صليت وطلعت أنام فى أوضتى لقيت يوسف سهران قعدت معاه لحد ما النوم غلبنى جنبه
كادت أن تنهار تحت وقع كلماته الهادئه ولكنها تماسكت فهى تعلم جيدا أنه لا يحبها ولكنه ربما يكون يفعل ذلك من أجل أرضاء والده الذى شعر بالمشكله التى بينهما فقالت بجديه :
- خلصت قولت اللى عندك أفتحلى الباب بقى خلينى أمشى
أقترب منها وهو يقول:
- ومين قالك أنى خلصت كلامى ...
ثم نظر لها بأعتذار قائلا:
- انا آسف سامحينى ....
ثم لمعت عيناه بمرح قائلا:
- فكره لما جيت أعتذر لك قدام المدرسه وقلتلك المسامح كريم
قالت بسخريه :
- اه طبعا فاكره المسامح كريم او مهند على حسب يعنى مش كده؟
ضحك ضحكات عابثه وقال:
-  الله .... ده انتى فاكره كل كلامى أهو حتى هزارى فاكراه
حاولت أن تخفى أبتسامتها بصعوبه وقالت :
- طب سبنى امشى بقى لو سمحت..
وقف أمامها قائلا:
- تمشى فين هو ده مش بيتك..وانا جوزك ..وبعدين انا أعتذرتلك وانتى مردتيش
ايمان:
- انت معملتش حاجه تعتذر وتتأسف عليها انت أتصرفت بتلقائيه واحد مبيعرفش يتكلم او يتعامل مع الناس غير من قلبه أبوه غصب عليه بنت عمه هتكون ايه النتيجه يعنى غير كده
قطب جبينه بأسى وقال:
- ياه ده انتى شايله فى قلبك مني جامد
ايمان:
- لاء انا مش شايله فى قلبى ولا حاجه بالعكس أنا تفهمت موقفك وعذراك كويس اوى انا بس عتابى الوحيد عليك أنك مرفضتش الجوازه اللى أنت مش عايزها دى وادى النتيجه
حاول الاقتراب منها اكثر وهو يقول:
- يا إيمان انتى كده بتأسى عليا وعليكى جامد بالطريقه دى ..
انا ابويا مغصبنيش عليكى ولا حاجه وبعدين هو فى حد بيتغصب على الجواز دى حتى البنات دلوقتى محدش يقدر يغصبها
جلست ايمان وهى تقول بحزن:
- الغصب هنا أنك تسمع كلامه علشان بتحبه ومش عاوز تزعله مش علشان هو جوزك بالعافيه..
بس أنت باستسلامك ده ظلمتنى معاك
ثم رفعت رأسها اليه وقد تجمعت دموعها فى عنيها قائله:
- يا اخى كنت قلتلى وأنا اللى كنت رفضت نهائى وساعتها مكنش هيزعل منك
جلس بجوارها وحاول مسح دموعها بأنامله فابتعدت عنه فقال:
- يا ايمان بالله عليكى بلاش كده انا والله كنت معجب بيكى وباخلاقك وعلشان كده أتجوزتك
نهضت وقالت بأصرار:
- مفيش داعى انك تقعد تكدب علشان تجبر خاطرى بالكلام ده أنا خلاص قررت انى احتفظ بالشويه اللى باقين من كرامتى وعزة نفسى
قطب جبينه بتساؤل وهو يقول:
- مش فاهم
ايمان بثقة:
- هنعيش زى ما احنا كده فتره وبعدين ..وبعدين ننفصل
نهض قائلا بحده:
- ننفصل ..انتى فاهمه بتقولى ايه
قالت بأصرار:
- ايوه فاهمه بقول ايه وفاهمه اكتر انى مقدرش أعيش مع راجل قلبه لسه متعلق بخطيبته السابقه
قال بذهول:
- انتى بتقول أيه  هند دى أنا نسيتها من زمان كرهتها وطلعتها من عقلى وقلبى ورمتها على طول دراعى  حتى الورده اللى كات عزيزه عليا قطفتها وكنت هدوس عليها لمجرد انها كانت شايله اسمها
أبتسمت ايمان بألم وقالت:
- لو كنت فعلا طلعتها من دماغك ونستها مكنتش قطفت الورده ورمتها علشان تخفيها من قدامك يا عبد الرحمن.. انا قلتلك قرارى الاخير عن اذنك
 ثم توجهت لغرفتها وأغلقت بابها ووقفت خلفه تبكى بصمت
بعد فتره هدأت توضأت وقضت ليلتها فى الصلاة والدعاء تشكو بثها وحزنها الى الله السميع العليم وقضى هو ليلتها على الاريكه ينام تاره ويتقلب تاره ويفكر طويلا ويقرر ثم يتردد
صلت ايمان صلاة الفجر وبدلت ملابسها لتنام فتحت الشرفه لتستنشق نسيم الصباح قبل ان تنام قليلا ولكنها سمعت صوت باب غرفتها يفتح فالتفتت فوجدت عبد الرحمن مقبل عليها فى تردد ....التفتت مره اخرى  تنظر للخارج تستنشق النسيم الذى داعب غرتها وبعض من خصلات شعرها برقه شعرت بأنامل عبد الرحمن تتخلل خصلات شعرها المتطايره برقه وتمر خلالها ببطء
وسمعته يقول بحنان:
- ممكن اقولك على حاجه ملهاش علاقه بقرارك ده
ايمان بتردد :
- اتفضل
عبد الرحمن :
- ممكن متقعديش تانى قدام  حد غريب وتتكلمى معاه كده..
أنا محبش راجل يقعد يبص لمراتى كده ويتكلم معاها
ثم تابع بنفس الهدوء:
- وبعدين هو مش المفروض انك متقعديش مع رجاله غير اخوكى وجوزك واعمامك ولا انا غلطان
أنتبهت ايمان لكلماته بالفعل تعايشت مع هذه العائله الكبيره واتبعت عاداتهم وتناست امر الاختلاط بين الرجال والنساء وانها كان من الواجب عليها ان تفعل غير ذلك بحكم معرفتها بأمور دينها
التفتت اليه قائله:
- معاك حق متشكره اوى انك نبهتنى للحكايه دى..حاضر هبقى اخد بالى بعد كده
أزاح غرتها التى حركها النسيم عن عينيها بأنامله وقال بنبره حانيه:
- أصل أنا بصراحه بغير ومحبش حد يعجب بيكى غيرى والواد الفيونكه ده هو واخوه كان فاضلهم شويه ويخطبوكى أنتى
لم تستطع ايمان أخفاء أبتسامتها عندما أستخدم عبد الرحمن نفس تعبير وفاء عن عماد فقالت وكأنها تدافع عن أبتسامتها :
- هى وفاء نشرت الاسم ده فى العيله كلها ولا ايه
مسح ذراعها بظهر كفه وهو يقول:
- متحاوليش ..انا شفت أبتسامتك خلاص
شعرت بقشعريره تسرى بجسدها على أثر لمسته الحانيه فقالت بخجل:
- طب لو سمحت انا عاوزه انام ممكن تتفضل بقى
عبد الرحمن :
- أتفضل أيه ماتحددى كلامك ..أتفضل أقعد ولا أتفضل أنام
ثم أقترب منها اكثر وقال:
- ولا أتفضل أقفل البلكونه
تحركت من مكانها مبتعده ووقفت عند باب غرفتها قائله بخجل تحاول أن تصبغه بنبرة جديه:
- لا اتفضل أمشى
وأشارت للخارج وهى تقول:
- أتفضل روح نام فى الاوضه التانيه
"""""""""""""""""""""""""""""
أجرى وليد أتصالا داخليا من مكتبه قائلا:
- لو سمحتى يا آنسه علا هاتى البوسطه وتعالى
علا:
- حاضر يا فندم
طرقت علا الباب ودخلت بخفه وضعت البوسطه أمام وليد على مكتبه وهويتابعها بنظراته الجريئه  وقالت:
- البوسطه يا فندم خدمه تانيه
وليد :
- ومستعجله ليه تعالى اقعدى شويه عاوزك فى موضوع مهم
جلست علا امامه قائله:
- خير يا وليد بيه
وليد باستنكار:
- مش انا قلتلك قبل كده بلاش وليد بيه  دى تانى
تصنعت علا الخجل وقالت:
- أنا آسفه مش هقدر أنفذ طلب حضرتك وأناديك من غير ألقاب كده
نهض وليد وجلس أمامها وقال بتشجيع:
- مش هتقدرى ليه يا ستى أنا اللى بقولك..أحنا بنشتغل مع بعض ولازم نرفع التكلفه بينا
ثم مال الى الامام قائلا:
- ولا ايه يا علا
نهضت علا وهى تتصنع الارتباك من أقترابه منها قائله:
- من فضلك يا استاذ وليد انا محبش كده عن اذنك
أستدارت لتخرج من المكتب وعلى شفتيها أبتسامه ماكره وهو يزفر بقوة من طريقة صدها له دائما
وفى المساء كانت علا تجلس بجوار أختها هند التى كانت تسألها بشغف:
- ها وبعدين حصل ايه
نهضت علا وسارت فى الغرفه وعلامات الخبث على وجهها وقالت:
- بس ياستى ونفخ نفخة كان هيطير المكتب باللى عليه
أطلقت هند ضحكات عاليه وهى تصفق بيديها وتقول باعجاب:
- انتى أستاذه ورئيسة قسم يابنتى
جلست علا بغرور وقالت لاختها:
- طبعا يابنتى هو احنا بنلعب ..ولا أنا حاربت الحرب دى كلها علشان اعرف أشبط فى الشغل ده بسهوله  وبعدين منا لو عملتله اللى هو عاوزه هيزهق مني ويرمينى بعد شويه...الصنف ده علشان يحب ويفكر فى الارتباط لازم يتعذب الاول وريقه ينشف
قالت هند :
- يابنت الايه ..اومال يعنى كنتى بتنصحينى بحاجات  تانيه اعملها مع عبد الرحمن ليه
ابتسمت علا قائله:
- علشان عبد الرحمن علنياته مالوش فى الستات ,,والحاجات دى كانت هتخليه يقدم معاد الجواز لكن وليد ده مصيبه عاوز اللى تديله على دماغه علشان ياخد طريق الجواز ..فهمتى
هند:
- الله عليكى..ده انتى معلمه..بس تفتكرى وليد ممكن يفكر يتجوزك يا علا
علا بتحدى:
- بكره تشوفى ..هو صحيح هيتعبنى بس فى الاخر اللى انا عايزاه هايحصل
قالت هند بغل واضح:
- من ساعة ما عرفت ان عبد الرحمن اتجوز وانا باكل فى نفسى الراجل الكبير عرف يضحك عليا لكن انا هدخل العيله دى يعنى هدخلها سامعانى يا علا
ظهرت ابتسامه ماكره فى عيني علا وهى تقول:
- هتدخليها يا هند وهتقعدى معاهم على ترابيزه واحده وهتبقى خالة ولادهم غصب عنهم كلهم
"""""""""""""""""""""""""""""""""
أستيقظت ايمان بعد اذان الظهر خرجت من غرفتها مترقبه تلتفت يمينا ويسارا بحثا عنه فلم تجده تنهدت بارتياح توضأت وأخذت سجادة الصلاة فوقعت منها ورقة مطويه أخذتها وبتعجب وفتحتها وقرأت فيها "متنسيش تدعيلى وانتى بتصلى ..ادعيلى مراتى تحبنى زى ما بحبها" ظل تقرأها مرات ومرات لا تصدق أهتمامه بها ولا تصدق انه يحبها بالضروره هو يفعل ذلك من اجل انجاح علاقتهم الزوجيه فقط وليس من اجلها هى........
أدت الصلاة وذهبت لتطمئن على مريم التى تركتها وحدها منذ أمس فتحت الباب بهدوء وأغلقته بهدوء حتى لا تزعجها ان كانت مازالت نائمه أقتربت من غرفة نومها فسمعت نحيب وهمهمات لم تشعر بها مريم وهى جالسه على سجادة الصلاة وترتدى الاسدال وتقرأ فى المصحف وتردد تلك الايه من سورة مريم " فأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً"  وظلت تردد" يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً "ترددها وتبكى كثيرا
طرقت ايمان على باب الغرفه حتى لا تفزعها التفتت مريم الى ايمان ووجهها وكأنه بركه من الدموع أقتربت منها ايمان واحتضنتها بلوعه وهى تقول:
- مالك يا مريم بتعيطى كده ليه
مسحت دموعها وهى تقول بابتسامه:
- تصدقى يا ايمان اول مره احس بالايات كده وانا بقرأها ..
ثم تابعت :
- تصدقى برضه انى اول مره احس بالسيده مريم كده وباللى مرت بيه
جلست ايمان بقربها ومسحت على وجنتيها بحنان وقالت:
- هو ده اللى مخليكى بتعيطى يا مريم ولا فى حاجه تانيه
هزت مريم رأسها نفيا ثم قالت بتساؤل:
- هو مين اللى سمانى مريم يا ايمان بابا ولا ماما
أبتسمت ايمان وهى تقول:
- عمى كان مره قالى ان بابا هو اللى كان بيخترلنا أسامينا ...
ثم تابعت وهى تنظر لمريم بفرح:
- بس انا مبسوطه اوى انك بدأتى تحسى بالايات يا مريم ربنا يفتحها عليكى يارب اكتر واكتر
"""**********************
دخلت وفاء غرفة وليد وأستندت على الباب وهو يتحدث فى الهاتف عندما رآها تابع حديث قائلا:
- طب هكلمك بعدين سلام دلوقتى
أغلق الاتصال والتفت اليها قائلا:
- نعم عاوزه ايه
وفاء :
- مش مكسوف من نفسك بقى عبد الرحمن ينزل وايمان وفرحه يحضروا قاعدة الاتفاق واخويا مش موجود معايا
ضحك بسخريه وقال:
- وهما كانوا يقدروا ميحضروش دى كانت أمك جرستهم وقالت عليهم  مش عاوزين يشوفوا عريسك علشان بيغيروا منك...
وبعدين ما انتى عارفه النظام فى البيت ده كله لازم يحضر يعنى هما مجوش من نفسهم من كتر حبهم فيكى يعنى
وفاء:
- ولما انت عارف كده مجتش ليه
قال بنفاذ صبر:
- مكنش ينفع انا وابوكى نسيب الشركه فهمتى ولا اقول كمان
قالت وفاء بحزن:
- انت ليه وليد بعيد عنى مش زى عبد الرحمن ويوسف مع فرحه مش بحس انك اخويا كده وهامك مصلحتى
زفر بقوة وقال:
- اطلعى من نفوخى يا وفاء بلا عبد الرحمن بلا يوسف بلا زفت الطين انا مش فاضيلك
قالت بحزن:
- كده يا وليد اومال فاضى بس للبنات اللى بتعرفهم ده انا بحس ان عبد الرحمن بيقف جنبى اكتر منك
قام وهو يدفعها خارج غرفته:
- طب خاليه ينفعك بقى ياختى
"""""""""""""""""""""""""""

دخلت عفاف غرفة الحاج حسين وهى يبدو عليها الحيرة وجلست بجواره وهى تقول :
- أنا مش فاهمه حاجه يا حسين مريم مش عاوزه تستعد لكتب الكتاب خالص أقولها يابنتى ننزل نجيب الفستان تقولى هلبس فستان إيمان أقولها نتفق مع الكوافيره تجيلك أنتى ووفاء تقولى تيجى لوفاء بس أنا مش هحط  حاجه فى وشى ,, معقوله دول كتب كتابهم بعد يومين لالالا ده فى حاجه كبيره ولازم أعرفها الحكايه دى مش داخله دماغى ابدا
شعر الحاج حسين بالقلق فهو يعلم ان زوجته ستظل تضغط على مريم او يوسف حتى تعلم سبب واحد لما هم فيه الان نظر لها باهتمام وقال:
- انا هقولك بس متقوليش لمريم انك عرفتى حاجه ماشى يا عفاف
اومأت برأسها قائله :
- طالما عارف قولى وريحنى وانا مش هجيب سيره
حسين:
- مريم صحيح موافقه على يوسف وصحيح بتحبه وهو كمان بس اللى عامل فيها كده انها قلقانه لتكون بموافقتها دى بتنفذ خطة امها
صمتت عفاف بتفكير وقالت بحيره:
- طب وبعدين الحال هيفضل كده ولا ايه
هز رأسه نفيا وقال بجديه:
- لا طبعا انا هطلع اكلمها وهقنعها المره دى واشيل من دماغها احساسها بالذنب اللى هى حاسه بيه ده  وان شاء الله تبقى كويسه زيها زى اى عروسه
نهضت وهى تقول :
- ربنا يصلح الحال يارب
"""""""""""""""""""""""""""""
دخلت ايمان غرفة مريم قائله:
- تعالى يا مريم عمك بره وعاوزك
مريم:
- عمى مين
ايمان:
- عمى حسين ..يالا بسرعه احسن مستعجل
خرجت مريم بصحبتها وسلمت على عمها نظر الى شحوب وجهها وقال بحزن:
- ازيك انتى يابنتى عامله ايه
مريم:
- الحمد لله ياعمى انا بخير
نظر الى ايمان وقال :
- أعمليلى قهوة يا ايمان لو سمحتى ...
فهمت ايمان أنه يريد مريم على أنفراد فدخلت المطبخ وتركتهما
جلس بجوارها وربت على يدها قائلا:
- ام عبد الرحمن بتقولى انك مش عاوزه فستان فرح ورافضه الكوافيره تجيلك زى وفاء
نظرت له بأنكسار وقالت:
- معلش ياعمى مش عاوزه فساتين ولا حتى عاوزه فرح
قال بحنان:
- انا فاهمك يا مريم وحاسس بيكى بس لازم تاخدى بالك ان انا بس اللى فاهمك لكن الناس اللى حوالينا مستغربين من اللى بيحصل وانا مش عاوز حد يقعد ينكش ورا تصرفاتك يابنتى
مريم:
- يعنى ايه يا عمى اعمل ايه يعنى
حسين:
- يعنى حاولى تبقى طبيعيه وطاوعى مرات عمك ولو حتى من ورا قلبك يا ستى انا مش عاوز حد يقعد يقول ليه ومش ليه ..فاهمانى
قالت باستسلام:
- حاضر يا عمى منا خلاص مبقتش املك حاجه غير كده...انا بس ليا عندك رجاء
- اتفضلى يابنتى قولى عاوزه ايه
مريم:
- يوم كتب الكتاب الله يخاليك مش عاوزه أشوفه إيهاب يبقى يطلعلى الدفتر وأنا همضى عليه وخلاص
أرسل تنهيدة قوية وقال:
- يابنتى مينفعش اولا المأذون مش هيوافق ثانيا حتى لو وافق هنقول للناس ايه العروسه مش عاوزه تشوف العريس ليه
ثم تابع :
- انا عارف انك مش طايقاه ولا طايقه تشوفى وشه وانا كمان والله مبقتش طايقه فى البيت بس هنعمل ايه لازم كل واحد فينا ييجى على نفسه شويه علشان الامور تعدى ده انا كمان مش هاطلب منك هتشوفيه وبس لا ده انا كمان هاطلب منك تضحكى فى وشه وترسمى السعاده على وشك ومتنسيش انكم هتقعدوا لوحدكوا شويه بعد كتب الكتاب
أنتفضت قائله:
- لا يا عمى لا انا مش ممكن اقعد معاه لوحدى ابدا حتى لو قتلتونى
قال مطمئنا:
- هو انتى مش بتثقى فى عمك ولا ايه
قالت مريم بخفوت:
- العفو يا عمى طبعا بثق فى حضرتك بس..
قاطعها:
- مفيش بس أحنا مش عاوزين فاطمه مرات عمك تاخد بالها من حاجه حاكم دى لما بتاخد بالها من حاجه بتفضل تحرك وراها لحد ما تجيب قرارها انتى هتقعدى معاه فى الجنينه مش فمكان مقفول وعلشان تطمنى انا هبقى واقف فى بلكونة أوضتى وشايف كل حاجه ده غير أن وفاء وخطيبها هيبقوا قريبين منكوا يعنى مفيش حاجه تخليكى تقلقى
شعرت مريم ان حمل من الجبال وضع على صدرها تكاد تتنفس بصعوبه كلما تخيلت نفسها تجلس معه بمفردها فقالت بصوت أشبه بالبكاء:
- حاضر يا عمى بس بعد اذنك قول لطنط عفاف انى عاوزه بجد البس فستان ايمان مش هعرف اجيب فستان محترم زيه ايمان ساعتها لقيته بالعافيه
أبتسم قائلا:
- أتفقنا بس أسمعى كلامها فى حكايه الكوافيره دى .. وارسمى الضحكه على وشك يابنتى
قالت مريم باستسلام:
- حاضر
""""""""""""""""""""""
وفى المساء عادت ايمان الى شقتها أغتسلت وصلت العشاء ونقلت ملابس عبد الرحمن كاملة الى الغرفه الاخرى التى نام فيها بالامس ... جائتها رسالة منه على هاتفها النقال فتحتها وأبتسمت رغما عنها وهى تقرأها "يا ايمانى انا كلى حيرة.. ونار... وغيرة... وشوق ليكى.. نفسى أهرب من عذابى نفسى أرتاح بين أيديكي "
أعدت طعام العشاء لـ عبد الرحمن وبمجرد أن سمعت صوت سيارته هرولت الى غرفتها وأغلقتها وأطفأت المصباح وتدثرت جيدا وتصنعت النوم
دخل عبد الرحمن المنزل فوجد الطعام معد على المائده والجو يسوده الصمت والهدوء أغتسل وبدل ملابسه وطرق باب غرفة ايمان طرقات خفيفه لم ترد ايمان على طرقاته فزادها بتصميم نهضت  فوقفت خلف الباب وقالت:
- نعم فى حاجه
عبد الرحمن:
- ممكن تفتحى فى حاجه مهمه عاوز اخدها من جوه
ايمان:
- انا نقلتلك كل حاجتك فى الاوضه التانيه
قال وهو يتصنع الجديه :
- لاء فى فردة شراب مش لاقيها اكيد فى الدولاب عندك
صدقته وذهبت تنظر فى الدولاب للتأكد ولكنها لم تجد شىء عادت مره اخرى قائله:
- ملقيتش حاجه
تحدث بنفس النبره قائلا:
- ازاى يعنى انا متأكد انها جوه انا محتاجها بكره ضرورى لو سمحتى افتحى
وقفت ايمان متردده ثم ارتدت اسدال الصلاه وفتحت الباب ببطء رسم على ملامحه علامات الحنق وهو يدخل الغرفه ويقول:
- مش معقول كده اقف ساعه بره علشان شراب اومال لو كانت فانله كنتى وقفتينى قد ايه
قالت بسرعه:
- انا دورت كويس وملقتش حاجه ولو مش مصدقنى شوف بنفسك
وقف امام خزانة الملابس ينظر بعبث ثم قال:
- مش موجوده ودتيها فين
ايمان :
- منا قلتلك مش هنا مصدقتنيش
عبد الرحمن:
- طبعا مش مصدقك شكلك كده طمعتى فيها طب كنتى قوليلى وانا كنت هجبلك
شعرت بنبرة المزاح بدأت تتسلل فى صوته فعلمت انه اخترع قصة الجوارب ليدخل ويتحدث معها
ايمان :
- لو سمحت اتفضل عاوزه انام
عبد الرحمن:
- على فكره لو بقيتى على طبيعتك هيبقى أحسن وانا يا ستى مش هادخل الاوضه من غير ما أستأذن لكن تقفلى الباب والحركات دى مش حلوه بحس كده انك خايفه منى
لم ترد عليه فوقف امامها قائلا:
- طب بلاش كل ده دعتيلى زى ما طلبت منك
قالت وهى تشيح بوجهها:
- ايوه دعتلك ربنا يرزقك بزوجه تحبها
أقترب وهو يقول:
- طب ماهو ربنا رزقنى بيها خلاص الحمد لله
أبتسمت بسخريه وقالت:
- لا منا عارفه ...
ثم تابعت بجديه :
- كل اللى بتعمله ده مالوش لازمه على فكره وفر على نفسك مجهود انك تحاول تقنعنى بحاجه مش موجوده ......
انا قلتلك انى قررت ومش هرجع فى قرارى ولعلمك انا من بكره هلم حاجتى كلها وارجع اقعد مع مريم انا مش هقبل على نفسى ولا على كرامتى اكتر من كده
وقف وعقد يديه امام صدره وقال:
- بس انا مش مصدقك انا متأكد انك بتحبينى وعايزة تعيشى معايا
زى ما انا متأكد انى بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى
سيطر عليها الانفعال  وهى تقول بعناد :
- انا قررت وخلاص....
وكلامى ده مفيهوش راجعه يا عبد الرحمن
بادلها نفس النبره العنيده قائلا:
- قرارك ده تبليه وتشربى ميته
قالت بدهشه:
- يعنى ايه
أقترب أكثر وأمسك وجهها بين كفيه قائلا:
- يعنى أنتى مراتى وهتفضلى مراتى لحد ما أموت فاهمه ولا لاء
قالت بانفعال :
- يعنى ايه هو بالعافيه
أغلق الباب وهو يقول :
- ايوه بالعافيه..انا مش هصبر عليكى اكتر من كده
انتى دماغك ناشفه اوى ...وبعدين انا عاوز افهم انتى ليه بتلبسى اسدال الصلاة قدامى
هو انا مش جوزك ولا ايه ..اتجه الى خزانة ملابسها واخرج قميص نوم قصير ومده يده به  امامها وهو يقول :
- ده بيعمل ايه فى الدولاب مبشوفش يعنى الحاجات دى ..
ثم قال بلهجه آمره:
-  اتفضلى البسى ده حالا
لم تصدق ايمان ما يحدث لم تكن تتوقع انه يثور الى هذه الدرجه وينفعل هكذا حتى يخرج عن اطار هدوءه بهذه الطريقه ......ظلت تنظر فى ذهول وصمت فوضع الملابس على المقعد وأمسكها من يدها وأوقفها امام المقعد وأشار اليها محذرا :
- انا هخرج بره خمس دقايق لو رجعت لقيتك مش لابساه هلبسهولك انا ....
نظرت له وهو يغلق الباب خلفه ولا تكاد تصدق ما يحدث لم تمضى ثوانى حتى طرق الباب بقوه :
- ها خلصتى ولا اجى اساعدك
قالت بخوف :
- حاضر حاضر ..هخلص  اهو
تناولت القميص ونظرت اليه وهو تقول:
- لا مش ممكن البس ده ..مش ممكن...  اعمل ايه بس ياربى
هوت الى المقعد وهى تنظر لصورتها فى المرآه بحيرة وخوف شعرت انها تريد البكاء حاولت ان تبكى لعله يرأف بحالها ويتركها ..ولكنها تعجبت من نفسها وهى تقول:
- هو مفيش دموع بتنزل ليه أعتصرت عيناها كالاطفال دون جدوى ..حاولت ان تتذكر اسوء ذكرى فى حياتها لعلها تبكى ولكن لا دموع ايضا
خفق قلبها على صوت طرقاته القويه وصوته:
- الخمس دقايق خلصوا يا آنسه
أنتفضت وهى تبدل ملابسها بسرعه وتقول:
- حاضر حاضر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق