الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثلاثون )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الثلاثون


جلس يوسف أمام أبيه وأطرق رأسه وهو يجيبه قائلا:
- حصل يا بابا
وقف والده فى عصبيه شديده وهو يهتف بانفعال:
- ازاى تعمل كده ازاى تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد:
- هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبه ومكنش ينفع اقولها لاء
لو كنت قلت لاء كانت انهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الاول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الاولى خلف مكتبه وهو يقول :
- أستغفر الله العظيم يارب ..كل ما أحلها تتعقد
 ثم نظر الى يوسف وتابع :
- وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم ..كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجه
نهض يوسف وافقا وقال دون ان ينظر اليه:
- صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره الى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا:
- الحمد لله ربنا الهمنى الحل
التفت له يوسف بنظرة متسائله فأردف والده :
- انتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فى شقتكوا عادى جدا كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا:
- ازاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
قال الحاج حسين بسرعه وكأنه لم يسمعه:
- أنت طلقتها طلاق رجعى مش كده
أومأ يوسف برأسه مؤكدا وقال:
- ايوا
تنهد والده فى ارتياح وقال:
- خلاص يبقى هتعيشوا مع بعض عادى جدا لحد فترة العده ما تخلص
قال يوسف :يا بابا لو حضرتك تقصد أنى أردها من غير ما أقولها برضه مش هينفع لما تلاقينا هنعيش مع بعض فى شقه واحده هتعرف أنى ردتها ومضمنش ساعتها تصرفها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير اليه ان يتبعه ...خرج الحاج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف الى مريم
طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الارهاق الذى تشعر به من اثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما:
- مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم
أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت :
- اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول :
- انا زعلان منك اوى يا مريم ..ازاى تصممى على الطلاق كده من غير ما ترجعيلى ..فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد راى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت:
- سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها:
- طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال:
- اللى عاوز يقول حاجه يقولها انا اصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف الى الارض  فى ألم فقد فهم ما ترمى اليه فتابع حسين حديثه اليها :
- تفتكرى ايهاب هيسكت لما يعرف ان أخته أطلقت بعد دخلتها بكام يوم..انتى يابنتى كده هتقوملنا حريقه فى البيت
صاحت وهى تستند الى اقرب مقعد أمامها وهى تقول:
- كفايه ضغط عليا يا عمى انا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوز ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق أرجعله ابدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا اياها وقال بهدوء:
- ومين قال انك هترجعيله انا مقلتش كده ابدا
قالت وهى تلتفت اليه:
- اومال حضرتك بتقولى كده ليه
ربت على كتفها وقال بحنان :
- بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
مريم:حل ايه
قال الحاج حسين بهدوء:
- شرع ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعده فى بيت جوزها لحد فترة العده ما تخلص
وقف يوسف قائلا:
- يابابا طب ماهي هي منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضه الكل هيسأل ليه
التفت اليه والده قائلا:
- ومين قالك انك هتعيش معانا تحت انت هتعيش فى بيتك برضه معاها لحد فترة العده ما تخلص
نظرت له مريم بزهول وهتفت:
- وانت يا عمى ترضى كده لفرحه
أومأ برأسه قائلا:
- ايوا أرضاه علشان ده شرع ربنا مش حاجه جايبها من عندى
تدخل يوسف مستفهما:
- ازاى يابابا
جلس الحاج حسين وبدا فى شرح الامر قائلا:
- الايه الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعده مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين
يعنى تقعد بلبس البيت عادى جدا وتتزين عادى وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون جماع
عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى ..لان ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم
صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لاول مره لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من قبل
أردف حسين قائلا:
- علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل حل هيمنع الخلافات وفى نفس الوقت هيريحك لانه هيفضل مطلقك زى ما انتى عايزة ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل ايه بس يكون عدى وقت مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
قالت مريم فى شرود:
- بس يا عمى انا طلبت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد يبقى انا كده عملت ايه
أومأ برأسه متفهما وقال:
- انا فاهمك يا مريم بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا واذا كان فى ايدك تنفذيه واذا كان فى ايدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل يبقى انتى ممكن تيجى على نفسك شويه وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حره خلاص يعنى الوقت ده مش هيضيع عليكى كده
تدخل يوسف بشكل حاسم قائلا:
- متقلقيش يا مريم انتى فى كل الاحوال مش هتشوفينى تانى
أنا وعدتك أنى اخدلك حقك من اللى ظلمك وأولهم أنا وأنا هوفى بوعدى ليكى  والنهارده مش بكره
تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعه وهو ينوى الوفاء بوعده
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وفى الصباح وأثناء متابعته لاعماله فى أنهماك شديد جاء أتصال داخلى من مديرة مكتب الحاج حسين الذى أجابها فقالت :
- فى واحد على التليفون عاوز حضرتك بيقول انه من النيابه اوصله بحضرتك
قطب جبينه وقال:
- وصلينى بيه
وبعد دقائق خرج حسين ملهوفا من مكتبه وهو يقول للسكرتيرة:
-  أجلى اى شغل دلوقتى لحد ما ارجع
جلس امام يوسف بلوعه شديده وقال:
- ايه يابنى اللى خلاك تعمل كده
تدخل وكيل النيابه فى الحديث قائلا:
- والله يا حاج حسين لولا سمعتك الطيبه وسمعت شركاتك اللى مفيش عليها غبار مكنتش ابدا أتدخلت فى الموضوع بشكل ودى وكنت مشيت فى المحضر بشكل رسمى لكن انا قلت أديك خبر الاول لعل وعسى
التفت اليه الحاج حسين فى امتنان قائلا:
- متشكر اوى  جميلك فوق راسى
نهض يوسف فى انفعال قائلا:
- وانا مش عاوز الجميل ده انا عاوز المحضر يمشى بشكل رسمى وانا معترف على نفسى والتفت الى وكيل النيابه قائلا:
- ولو سمحت يا فندم والدى شاهد أثبات فى القضيه دى
حاول والده أقصاؤه عما يريد ولكنه هتفت بتصميم:
- لو سمحت يا بابا أنا عاوز آخد جزائى علشان أبقى عبرة وعلشان ربنا يتقبل توبتى
أعتدل وكيل النيابه فى جلسته وقال:
- انا قدام التصميم ده مفيش قدامى غير انى استدعى البنت اللى بتقول انك اعتديت عليها
صاح الحاج حسين :
- دى تبقى فضيحه يا فندم دى بنت عمه وكلنا ساكنين فى بيت واحد ازاى عسكرى يدخل البيت ويجيبها ويجى هنا ازاى
طرق وكيل النيابه بأصابعه على حافه المكتب فى تفكير ثم قال:
- خلاص مفيش مشكله حضرتك ممكن تروح تجيبها بشكل ودى ولما تيجى وتدلى بشهادتها نبقى نشوف هنعمل ايه ساعتها
هاتف الحاج حسين مريم وهو فى طريقه اليها وأمرها ان تبدل ملابسها بسرعه وتهبط للاسفل وتنتظره فى الجراج حاولت ان تعرف مريم ماذا حدث ولماذا يريدها ولكنه قال باقتضاب :
- لما اشوفك هقولك
أبدلت مريم ملابسها فى عجله وذهبت لتنتظر عمها بالجراج ولم يتأخر كثيرا أستقلت سيارته وبمجرد ان اخذت مكانها بجواره حتى قالت:
- خير يا عمى فى ايه
أنطلق بسيارته وهو يقول:
- يوسف راح النيابه قدم بلاغ فى نفسه وأعترف فيه انه أعتدى عليكى
شهقت مريم وهى تضع يدها على فمها وتنظر له بزهول وقالت:
- وحبسوه
هز رأسه نفيا وهو يقول:
- لا وكيل النيابه مرضيش يقفل المحضر الا لما اتصل بيا ولما روحت لقيته هناك مصمم ان المحضر يكمل بشكل رسمى ووكيل النيابه كتر خيره مرضيش يبعتلك عسكرى ولا امين شرطه يستدعيكى علشان تقولى اقوالك وسابنى اجى اخدك بشكل ودى
مازال الذهول يسيطر عليها وهى تنظر الى الطريق امامها حتى وصلوا الى مقر النيابه وبعد السماح لهم بالدخول دخل حسين بصحبة مريم التى كانت تخطوا ببطء وهى تنظر حولها حتى وقعت عينانها على يوسف الذى يجلس على مقعد جانبيا واضعا راسه بين يديه وكأنه فى عالم آخر
وقفت مريم امام وكيل النيابه فرفع يوسف راسه ولم يجرؤ  على رفع ناظره اليها وهو يسمعها تجيب سؤال وكيل النيابه وتقول:
- انا مريم يا فندم
مد يده اليها قائلا:
- بطاقتك لو سمحتى يا مريم
نظر اليها ثم وضعها على المكتب امامه وهو يشير لهما بالجلوس قائلا:
- اتفضلى يا مريم اتفضل يا حاج حسين
ثم أشار ليوسف ان يأتى ويقف فى مواجهتها وقال:
- الاستاذ يوسف قدم بلاغ بيعترف فيه انه قام بالاعتداء عليكى ..ايه اقوالك
نهضت مريم واقفة فى سرعه وقالت:
- محصلش يا فندم
هتف يوسف صائحا:
- لاء حصل وانا معترف ومش هتنازل عن البلاغ واقوالها مالهاش أى لازمه
نظر له وكيل النيابه بحده قائلا:
- انت هتعرفنى شغلى ولا ايه
ثم التفت الى مريم قائلا:
- يعنى انتى بتنفى الواقعه
أومأت برأسها فى جديه وهى تقول بثقه:
- ايوا يا فندم بنفيها الكلام ده محصلش
هتف بها يوسف:
- حرام عليكى انتى كده بتضيعى حقك انا عاوز أتعاقب واخد جزائى حتى لو أعدام هبقى مرتاح انى رجعتلك جزء من حقك
أشاحت بوجهها عنه ونظرت الى وكيل النيابه قائله:
-  اقدر امشى يا فندم
شبك وكيل النيابه اصابعه قائلا:
- طبعا تقدرى تمشى
 ثم نظر الى يوسف قائلا:
- وانت كمان تقدر تمشى  كده مفيش قضيه من الاساس
وقف الحاج حسين امام سيارته وهو يقول ليوسف بحده :
- اركب
هز يوسف رأسه نفيا قائلا:
- سبنى لو سمحت يا بابا
فتح حسين باب المقعد الخلفى للسياره ودفعه داخلها بغضب شديد أضطر يوسف ان يمتثل لامر والده استقل حسين سيارته وجلس خلف المقود ومريم بجواره نظر له فى المرآه التى أمامه قائلا بغضب:
- انت هتفضل متهور ومتسرع كده لحد امتى
رايح تبلغ فى نفسك عارف لو القضيه دى راحت المحكمه هيحصل ايه هتبقى فضيحه للعيله كلها واللى ميعرفش يعرف
يوسف :يا بابا انا كل اللى عاوزه أنى أرجعلها حقها وبس
وضعت مريم يديها على وجهها وظلت تبكى بحزن شديد ومراره بينما انطلق حسين بسيارته عائدا الى المنزل
بمجرد ان دلف الثلاثه الى الحديقه وقع نظر يوسف على وليد الذى كان خارجا من المنزل متجها للبوابه الخارجيه
وبدون وعى هرول اليه يوسف وباندفاع شديد وبكل الغضب الذى يعتمل فى صدره هجم عليه ووجه له لكمه فى أنفه أرتد على آثرها للخلف بقوه ونزفت أنفه  تلقى يوسف ارتدادته مره اخرى ووجه اليه لكمه ثانيه فثالثه أردته أرضا وهو يترنح حتى كبله ابيه من الخلف ولف ذراعيه حوله بقوه وهو يصيح به :
- كفايه يا يوسف كفايه هيموت فى ايدك
حاول يوسف ان يتخلص من ذراعى ابيه ولكنه احكم ذراعيه عليه بقوه وهو يدفعه للمدخل الداخلى للمنزل ودفعه داخل المصعد الذى صعد بثلاثتهم الى الطابق حيث شقة يوسف ومريم
حاول وليد ان ينهض ولكن لكمات يوسف القويه جعلته يفقد توازنه فتره من الزمن فلم يستطع القيام الى بعد ان صعد ثلاثتهم
لجأ الى صنبور صغير فى جانب الحديقه وجعل يغسل انفه من اثر الدماء وما ان انتهى حتى جلس الى الارض مره اخرى يحاول التقاط انفاسه
كانت مريم مشدوهه لا تصدق ما يحدث منذ ان عادوا من سفرهم نيابه وتحقيق ثم مشاجره انتهت بدماء ينزفها وليد من وجهه الفتت الى الحاج حسين الذى كان يصيح فى ولده بغضب:
- انت ايه اللى حصلك اتجننت ولا ايه..اياك تتحرك من هنا النهارده انت فاهم ولا لاء
وتركهم وغادر أغلق الباب خلفه بقوة ...جلست على المقعد المجاور له ووضعت راسها بين يديها وأغمضت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث حولها ..القى عليها نظره سريعه ودخل غرفة النوم أخرج حقيبة سفر كبيرة وفتح الخزانه اخرج ملابسه منها ووضعها فى الحقيبه وخرج من الغرفه واتجه الى غرفه اخرى صغيره ووضع ملابسه واشيائه بها ..ألقى بجسده على الفراش وراح فى نوم عميق
بعد دقائق ليست بالقليلة تقدمت خطوات من غرفته ونظرة نظره جانبيه من خلف الباب الذى لم يوصده فوجدته غارقا فى النوم فمن الواضح انه لم ينم منذ ليلة أمس ظلت تنظر اليه وهى تتذكر صياحه بها امام وكيل النيابه لتقول الحقيقه وتتهمه بما فعل
كانت الفرصه سانحه لها ان تفعل لتنتقم منه ولكنها لم تفعل وهذا ما زاد عذابه وحزنه وحنقه على نفسه ومنها ومن والده....عادت لغرفتها وأوصدتها وجلست تفكر فى الوضع الجديد التى اضطرت ان تتعايش معه ولكن شيئا ما فى نفسها كان يشعر بالارتياح بعد الموقف الذى اتخذه يوسف من نفسه وبعد تصميمه على اعادة حقها المسلوب من نفسه اولا
""""""""""""""""""""""""""""""""""
أستقلت سلمى السياره بجوار وليد وقالت فى لهفه :
- مالك يا حبيبى فى ايه وايه الجرح اللى تحت عينك ده
تحسس وليد عينيه وهو يقول بحنق:
- ده الزفت اللى اسمه يوسف..خدنى على خوانه
هتفت سلمى بدهشه:
- ويوسف عمل فيك كده ليه
تحسس انفه وهو يقول:
- ماأنتى نايمه على ودانك ..الحكايه اتكشفت يا سلمى يوسف ومريم عرفوا كل حاجه
اتسعت عيناها وهى تقول:
- ومريم عرفت انى معاك
قال بسخريه :طبعا يا اختى
ثم تابع وهو ينظر أمامه ببغض:
- ومش كده وبس النهارده ابويا طردنى من البيت ومن الشركه وامى بجلالة قدرها مقتدرتش تقف قدامه..وفى الاخر سبتله البيت ومشيت
سلمى:وانت دلوقتى هتعمل ايه هتروح تقعد مع والدتك
قال بغضب:
- نعم ياختى اومال الشقه اللى انا مأجرهالك دى راحت فين
ارتبكت وهى تقول:
- موجوده طبعا موجوده هتروح فين..بس هو انت يعنى هتيجى تعيش فيها
نظر اليها بتفحص قائلا:
- ومالك اتخضيتى كده ليه ..مالها الشقه
أرتبكت اكثر واصفر وجهها عندما انطلق بالسياره قائلا:
- وانا اقعد اسالك ليه انا هروح اشوف بنفسى
وفى الطريق أطلق ضحكه عاليه وهو يقول لها:
- يابنت اللذين..قال وانا اللى كنت فاكر انى انا السبب فى انحرافك..اتاريكى كان عندك استعداد اصلا بس محتاجه حد يوجهك
أشاحت بوجهها وهى تقول:
- انا مكنش قصدى على فكره دى الحكايه كلها جات صدفه وعموما دى صاحبتى واللى بيجى معاها ده جوزها بس عرفى يعنى
نظر لها نظره جانبيه وقال:
- عرفى.....
ثم اردف بخبث:
- وبتاخدى منهم كام فى الليله تمن بياتهم فى الشقه
قالت بسرعه :
- مبخدش حاجه بقولك صاحبتى والراجل يبقى جوزها
قال بمكر:عاوزه تفهمينى انك بتبيتيهم عندك لوجه الله
تلعثمت وهى تقول:
- هما مش بيباتوا كل يوم ده هو يدوب تلت أو أربع أيام فى الاسبوع
حرك رأسه وهو يقول:
- يابنت الايه بتعرفى تستخدمى كل الامكانيات اللى تحت اديكى بكل الطرق...
لمعت الفكره فى رأسه وقال:
- وماله فكره برضه اهو الواحد يلاقى شغلانه بدل ما انا بقيت عاطل كده
قالت بسرعه:يعنى هتستسلم كده ومش هترجع البيت تانى
قال بغل :لا يا اموره مش انا اللى استسلم مسيرى هرجع واللى هلاقيه قدامى هتبقى امه داعيه عليه
"""""""""""""""""""""""""""""""""
لم يكن عبد الرحمن يصدق ما يسمع وهو ينظر الى فرحه وايمان ووالدته ووفاء هتف بدهشه قائلا:
- معقوله اللى بسمعه ده ووليد يعمل كل ده ليه ايه اللى بينه وبين يوسف ومريم علشان يخطط كل التخطيط ده
قالت وفاء:وليد أضايق لما حس ان يوسف بيحب مريم وماما بقى الله يسامحها كانت مكرهاه فى ولاد عمى علي من زمان ومكنش عاوز اى حاجه بينهم تتم
التفت لها عبد الرحمن متسائلا:
- واشمعنى مريم ويوسف يعنى طب ما انا اتجوزت ايمان وايهاب اتجوز فرحه
قالت :انا كنت حاسه من زمان ان مريم عجباه لكن مكنتش افتكر ابدا انه هيعمل كده لما ترفضه
زاغت نظرات فرحه بينهم ثم قالت برجاء:
- ارجوكم محدش يجيب سيرة لايهاب عن اللى حصل ده ايهاب متهور وممكن يعمل حاجه فى وليد واخسره للأبد ..والحمد لله هو شغله بعيد ومبيرجعش غير متأخر اوى يعنى مش هيحس بحاجه
 نظرت وفاء  لايمان وقالت :
- انا اسفه يا ايمان مش عارفه أودى وشى منكوا فين لكن انا خلصت ضميرى وحكتلكوا على اللى عرفته
ربتت عفاف على ظهرها قائله:
- مكنش فى داعى يابنتى
قالت بحزن:
- لاء فى يا طنط عفاف لما بابا طرد وليد سمعته بيتوعد مريم ويوسف خفت عليهم وانا عارفه وليد شرانى كان لازم تعرفوا علشان تخلوا بالكم منهم وخصوصا من مريم
وضعت ايمان كفها على صدرها قائله بأسى:
- هو فى كده فى الدنيا معقوله
أطرقت وفاء رأسها وقالت بخفوت:
- انا اتصلت على عماد وقلتله يعجل بالجواز احنا المفروض مكناش هنتجوز قبل شهرين لكن انا خلاص مبقتش قادره اقعد فى البيت ده
وهو قدر الظروف ووعدنى انه هيكمل اللى ناقص بسرعه ونتجوز بالكتير بعد اسبوعين
وقلت لبابا وهو وافق
نهض عبد الرحمن بحده قائلا:
- متعرفيش وليد ممكن يروح فين بعد ما مشى من البيت يا وفاء
وقفت ايمان بسرعه وصوبة نظرها اليه وقالت بلهفه:
- عبد الرحمن ارجوك ..ملكش دعوه بيه
أعاد سؤاله مره اخرى على وفاء وكأنه لم يسمعها فلمعت عيناها بالدمع قائله:
- ارجوك يا عبد الرحمن انا ماليش غيرك...
بينما قالت وفاء:لا معرفش
نظرت اليه والدته قائله :
- اسمع كلام مراتك يا عبد الرحمن وبعدين الحكايه خلصت وابوه طرده
قل بجديه:وانتى فاكره انه هيسكت يا ماما
قالت :خلاص ناخد بالنا وخلاص لكن مش نروحله احنا لحد عنده يابنى
هتف قائلا:اللى حصل ده مش حل يا ماما كده الموضوع هيفضل متعلق لازم نحسمه علشان نخلص ..وبعدين يعنى انتوا شايفنى هروح اقتله ..
تعلقت ايمان بذراعه قائله :
- ارجوك اسمع كلامنا ..
نظر الى عينيها فوجدها ترجوه بشده فربت على وجنتها بحب قائلا:
- متخافيش يا حبيبتى انتى عارفه انى مش متسرع وبعدين انا معرفش مكانه لحد دلوقتى
قالت وقد افلتت دمعه من عنينيها:
- طب على الاقل استنى لما النفوس تهدى وبعدين ابقى دور عليه بلاش دلوقتى علشان خاطرى
أفلت ذراعه التى كانت متعلقة بها وأحاطها بها وضمها اليه وقبل رأسها قائلا:
- حاضر يا حبيبتى مش عاوز اشوفك متوتره كده وخايفه
""""""""""""""""""""""""""""""""
مر الاسبوعان وأضطرت فاطمة الى العوده للمنزل لحضور حفلة زفاف ابنتها..فى هذه الفتره كانت مريم لا ترى يوسف تقريبا كان يخرج باكرا جدا ولا يعود قبل منتصف الليل فيدخل غرفته ولا يخرج منها الا وقت أذان الفجر
لم تكن تسمع صوته الا مره واحده  عندما يطرق باب غرفتها قائلا:
- الفجر يا مريم قومى صلى
ولم تكن تراه الا حين عودته من صلاة الفجر وهو يلقى عليها السلام ذاهبا الى غرفته مره اخرى
حتى ايام العطلات لم يكن ليبقى فى المنزل حتى لا يضايقها بل كان يتطوع مكان عبد الرحمن ليسافر فى عمليات التخليص الجمركى
"""""""""""""""""""""""""""""""""
كانت حفلة الزفاف فى أضيق الحدود لم يحضرها سوى المقربين فقط من العائلتين وأضطر  الحاج حسين الى الضغط على اولاده وازواجهم لحضور الحفل من أجل وفاء ووالدها فقط. جلست فاطمة بالقرب من ابنتها ولم تتحرك الا لمصافحة المدعوين ببرود
ضغطت ايمان على يد زوجها قائله يعتاب:
- انت مش هتبطل تبصله بقى الراجل مش عارف يودى وشه منك فين شيله من دماغك بقى
التفت اليها  وقال بجديه:
- وهو يهمك فى حاجه يا هانم
أبتسمت بحب قائله:
- اه يهمنى ..يهمنى انك تعرف انى بحبك انت وبس
لانت ملامحه كثيرا وقال بخفوت:
- من ساعة ما شفته بيبصلك اول مره لما اخوه جه يتقدم لوفاء وانا بكرهه لله فى لله ومبطيقهوش
قالت بسرعه:بس انا بقى بتبسط لما بشوفه
ضغط على يدها بقوة وقطب جبينه قائلا:
- نعم بتتبسطى لما بتشوفيه
أبتسمت بألم وهمست تشاغبه قائله:
- اصله بصراحه لى عليا فضل كبير اوى..من ساعة ما شوفته بيبصلى وانت بقيت تغير عليا وتحبنى
نظر لها بتأمل وعمق يتفرس فى ملامحها عن قرب وقال :
- لا انا كنت بحبك من قبلها بكتير بس انا مكنتش عارف
أسندت رأسها الى قبضتها برقه قائله:
- وايه بقى اللى خلاك تاخد بالك
تنهد بأرتياح وقال بثقه:
- ربنا..
نظرت له بعينين حائرتين فتابع قائلا:
- ربنا رزقنى حبك يا ايمان وأنا مكنتش لاقى تفسير لده لحد ما قربت منك اكتر واكتر وعرفت انتى قد ايه قريبه من ربنا وانك بتلجأليه سبحانه وتعالى فى كل شىء كبير او صغير ومبتشتكيش لحد غيره اللى تاعبك واى حاجه تقربك منه بتعمليها حتى لوكانت سنه او نوافل واى حاجه شاكه فيها انها ممكن تكون حرام بتبعدى عنها ومن ساعه ما بتصحى لحد ما بتانمى وانتى همك اخرتك وهل ياترى اليوم ده  هيضاف لحسناتك ولا ذنوبك
وساعتها عرفت معنى الحديث اللى بيقول(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
ساعتها بس عرفت ليه ربنا طوعلك قلبى وبقيت احس بيكى فى دمى وان ربنا حط حبك فى قلبى ومن غير مقدمات لقيت نفسى بعشقك ومبقتش اقدر استغنى عنك ابدا زى ما اكون بحبك من سنين
كانت ايمان تستمع اليه وعيونها تنطق بالحب والهيام ..تعلقت عينيهما ببعضهما البعض لفتره طويله وهما تبوحان بالكثير
قطع صمتهم المتحدث هذا زفرته القويه وهو مازال يتفحصها وقال بعذوبه:
- هو مش احنا حضرنا وعملنا الواجب ماتيجى نمشى بقى
ضحكت وقال برقه:احنا لحقنا
قال بنظره تعرفها جيدا:
- انا بقول نروح بقى..اصل احنا مخلصناش نخلص موضوع السياحه الزوجيه بتاعنا
أبتسمت وقد أحمرت وجنتاها حياءا وقالت:
- هو الموضوع ده مش هيخلص ولا ايه دى مكانتش كلمه دى
مط شفتيه وهو يمسح على وجنتها بيد ويضغط برفق على يدها الاخرى وقال :
- لا طبعا مبيخلصش انا راجل بحب الاتقان وبحب الشفافيه
"""""""""""""""""""""""""""""""""
فجأه وبدون سابق انذار شعرت مريم بالتوعك الشديد وهى تجلس الى مائدتها هى ويوسف أمسك يوسف كتفيها وقال بقلق:
- مالك يا مريم
ظهرت علامات الالم على وجهها وقالت بصوت متقطع:
- مغص بيقطع فى بطنى يا يوسف الحقنى ساعدها على النهوض ولف خصرها بيده واسندها اليه برفق وهو يحاول ان لا يلاحظ احد ما يحدث وبمجرد ان خرجت الى الهواء أستنشقته بقوة شديده وبدأت فى التقيأ الى ان افرغت ما فى معدتها حتى شعرت بالاعياء الشديد وخارت قواها كانت تستند الى ذراعه متشبثة به وهى تسير بجواره حتى وصلا الى السياره وما ان وصلت حتى سقطت مغشيا عليها
هتف بها يوسف يحاول ان يعيدها الى وعيها ولكنها لم تستجب له أزداد قلقه عليها ووقف حائرا هل يدخل لينادى اختها او ووالدته ام يذهب بها الى المشفى واخيرا قرر ان يأخذه الى اقرب مشفى منهم
حملها وادخلها برفق فى المقعد الخلفى وانطلق بها وقلبه ينتفض خوفا عليها ..ظل يبحث بعينيه وهو يقود سيارته عن مشفى يمينا ويسارا تاره وينظر اليها فى مرأته تارة اخرى وكلما ابتعد ولم يجد شيئا ضرب المقود بقوة وأخيرا وجد لوحة مضائه كتب عليها اسم طبيبة لم ينتظر حتى يعرف تخصصها وانما اوقف سيارته فى سرعه وخرج منها فتح الباب الخلفى واخرجها بحذر حتى لا تصطدم رأسها ..أغلق الباب بأهمال وصعد بها بمجرد ان خرج من المصعد ووقع بصر بعض النساء الاتى كن يجلسن بجوار باب العيادة حتى اسرعن اليه بتلقائيه وأسندوها حتى غرفة الكشف الداخليه القت الطبيبه نظره عليها وقالت بشك:
- حصلها ايه
قال بسرعه وقلق:
- احنا كنا معزومين فى فرح قريب من هنا وفجأه بطنها وجعتها اوى وبعدين بدأت ترجع جامد وأغمى عليها
فتحت الطبيبه جفنيها ونظرت فيهما وشرعت فى فحصها ولكنه التفتت الى يوسف قائله:
- هو حضرتك تبقلها ايه
تلعثم فهل يقول زوجها ام طليقها فحسم الامر قائلا:
- انا جوزها
أرتباكه لفت نظرها فنظرت له بريبه وقالت ببطء:
- طب اتفضل حضرتك استنى بره لحد ما اكشف عليها
خرج مسرعا واغلق الباب خلفه أستند برأسه الى الحائط والقلق ينهش قلبه نهشا أخرج هاتفته واتصل على والده وأخبره بالامر ...وبعد دقائق وجد الحاج حسين يخرج من المصعد ويقبل عليه بلهفه قائلا:
- خير يابنى
قال يوسف بلوعه:
- لسه الدكتوره بتفوقها
نظر الحاج حسين الى اللوحه على باب العياده وقال بدهشه:
- وجايبها عند دكتورة نسا ليه مودتهاش مستشفى ليه
نظر يوسف الى اللوحه ثم عاد بنظره الى والده وقال بضيق:
- هو انا لقيت حته تانيه يابابا ومودتهاش ده انا كل ماأسأل حد يقعد يبصلى ويبص عليها وهى نايمه ورا وبعدين يقولى معرفش.. وبعدين اكيد يعنى هتعرف مالها ماهى دكتوره برضه
وبعد دقائق أخرى خرجت مريم وهى تستند الى يد مساعدة الطبيبه التى اوصلتها للخارج وأوقفتها بجوار يوسف... أستندت مريم الى ذراع عمها وهى تبكى بشده ضمها حسين بقلق قائلا:
- الحمد لله يابنتى انك فوقتى
 قالت مساعدة الطبيبه بابتسامه :
- الحمد لله كانت اغماءه عاديه متتخضوش كده...
ثم ربتت على ظهر مريم قائله بموده:
- نفسى اعرف بتعيطى ليه دلوقتى
قالت مريم من بين دموعها وهى تشيح بوجهها :
- مفيش ...لسه بطنى بتوجعنى شويه
ربتت على ظهرها مره اخرى وقالت بابتسامه :
- طيب ماهو ده عادى ...مش الدكتوره فهمتك كل حاجه ؟!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق