الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل الثامن والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الثامن والعشرون


أما فى الاسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله
وكان وليد يهمس لعلا ان تصعد معه الان ليريها شقتهما
ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامه غاضبه كريهه
بينما لم تكن تعلم ايمان وفرحه المفاجأه التى أعدها لهما عبد الرحمن وايهاب
""""""""""""""""""""""""""""""""""
- اسمعى بس أنتى هتطلعى تشوفيها وننزل على طول
أبتسمت علا وهى تضغط على يد هند الجالسه بجوارها وقالت:
- اوك مفيش مشكله علشان تتأكد بس انى بثق فيك
أنتبهت هند لضغطة علا وكما اتفقت معها سابقا ان هذه الضغطه معناها ان تتدخل فورا
أفلتت علا يد هند وهى تنهض واقفة مع وليد فنهضت هند هى الاخرى ووقفت امامهم قائله:
- ايه يا علا رايحه فين ...
قالت علا بتلقائيه :
- طالعين نبص على الشقه بتاعتنا علشان نشوف هتتشطب ازاى
أدت هند دور الشغوفه بمتياز وهى تقول:
- ايه د بجد  طب انا جايه معاكوا
تدخل وليد وهو يلف كتف علا بذراعه قائلا:
- خليكى مع ماما يا هند لحس تضايق احنا مش هنتأخر
أدت دورها جيدا مره اخرى وهى تقول:
- اه صحيح طب ما نجيب ماما تشوفها معانا دى برضه ام العروسه ولا ايه
قالت علا بتلقائيه مصطنعه:
- طب قوليلها كده يمكن متوفقش
عادت هند خطوتين للخلف لتخبر والدتها فى حين قال وليد بضيق:
- ايه بقى الخنقه دى
نظرت له علا وتظاهرت بعدم الفهم وهى تقول:
- مالك يا حبيبى فى حاجه
عادت هند ومعها والدتهما وقد أبدت موافقتها للصعود معهم لرؤية منزل الزوجيه
أبتسم لها وليد ابتسامه باهته وهو يقول:
- اه طبعا يا طنط اتفضلى
أستبقهم للداخل وهو يزفر بقوة فى غضب بينما هند وعلا يتبادلان نظرات مكر وانتصار
لم يمكثوا كثيرا فى الداخل بمجرد ان فتح لهم باب الشقة المخصصه لزواجه ودخلوا وطالعوها فى دقائق وخرجوا سريعا... وما ان خرجوا الى حديقة حيث حفلة الزفاف حتى وقعت عيناه على سلمى التى تنتظرهم عند المدخل وعينيها يتطاير منها الشرر ولم تنتظر كثيرا بل اسرعت اليه وصاحت فى حده
- بقى دى أخرتها يا وليد بقى أعمل علشانك كل ده وفى الاخر تروح تخطب واحده تانيه
ماشى يا وليد أما وريتك اما فضحتك انا هاروح اقول ليوسف كل خططك
أمسك ذراعها بقوه وهو ينظر اليها بغضب وهو يضغط بين اسنانه بقوة وقال:
-عارفه لو ماتخرستيش هاعمل فيكى ايه
تقدمت علا منهما بينما وقفت هند ووالدتها يشاهدون ما يحدث فى دهشه اقتربت علا قائله:
- فى حاجه يا انسه
سلمى بغضب :
- وانتى مالك انتى بتدخلى ليه بين واحده وجوزها
نظرت له علا بدهشه وقالت:
- نعم..جوزها
التفت الى سلمى بغضب وحنق:
- أنتى بتخرفى ولا ايه أنا اتجوزتك امتى ان شاء الله فى الحلم
قاطعته وهى تصيح بوجهه وتشير الى الشقة المشئومه بجوار المصعد:
- لا يا خويا فى الشقه دى
جذبها من يدها وحثها على الخطى السريع خلفه مرغمه حتى  وصل بها الى جراج السيارات
والتفت اليها وصفعها بقوه حتى أرتدت الى أحدى السيارات وسال الدم من شفاها
فصرخت فى غضب:
- ماشى يا وليد والله لاروح أحكى ليوسف وأقوله أنك كنت بتفترى على مريم وانك مطلعتش شقتها ولا حاجه وأنك كنت مستنيه وكنت عارف انه هيجى وراك وهقوله انك قصدت تديله حبوب علشان يتخدر وميحسش هو بيعمل ايه وانك اتفقت معايا انى اخد مريم شقه مفروشه وافهمها ان ده بيتى وكنت عارف انه هيراقبها وكان كل هدفك انك تفضحه والرؤوس تتساوى وميقدرش يفتح بقه معاك تانى
أحكم قبضته على ذراعها حتى آلمتها وصرخ فيها:
- اسمعى يابت انتى...  مش انا اللى تهددينى
لو عاوزه تروحى تحكى روحى ميهمنيش انا كده ولا كده شريك فى البيت وشريك فى الشركه يعنى اللى هتقوليه مش هيأثر عليا لا حد هيرفدنى ولا حد هيقدر يطردنى... ديتها ابويا يزعل منى يومين وخلاص
وانتى مش هتطلعى بحاجه من ورا كده الا انى عمرى ما هبص فى وشك تانى ومش هتشوفى منى اللى كنتى بتشوفيه
لكن لو طلعتى عاقله وحلوه كده ...هنفضل مع بعض فلوس وفسح وكل اللى انتى كنتى عرفتينى علشانه ..ها قولتى ايه
بكت وهى تحاول ان تخلص ذراعها من يده وهى تقول:
- سبنى بقى ايدى حرام عليك
تركها وهو يدفعها للخلف مره اخرى ويشير الى راسه قائلا:
- عقلك فى راسك تعرفى خلاصك
دورى على مصلحتك احسنلك
أشتد بكاؤها وهى تقول:
- كده برضه يا وليد تعمل فيا كده .. يعنى اللى خطبتها وهتتجوزها دى فيها ايه احسن منى
أقترب منها ومسح على شعرها وكأنه لم يفعل شىء وقال:
- يا عبيطه ده انتى اللى فى القلب ..وبعدين جواز ايه هو انا بتاع جواز
نظرت له بدهشه وقالت:
- يعنى ايه اومال خطبت ليه
أقترب منها ولف ذراعيه حول خصرها قائلا:
- هما وحياتك يومين وهخلع منها وهرجعلك صاغ سليم
قالت وهى تبتعد عنه:
- انت بتضحك عليا بكلمتين فاكرنى هبله فى حد بيخطب يومين ويخلع
وليد ضاحكا:انـــا...
سلمى:انت بتضحك عليا
وليد:شوفى من الاخر كده البت دى منشفه دماغها وانا حبيت الينها بالدبله اللى لبستهالها ..فهمتى بقى
- يعنى انت بقى عينك فارغه
- بالظبط كده اديكى عرفتى...يالا بقى خديها عن قصيره وامشى دلوقتى
 قالت باستفزاز:
- انا لسه مباركتش لمريم
هتف بحنق:
- قال يعنى بتحبيها اوى ...  يالا اطلعى من باب الجراج وهنتقابل بكره وهقضى معاكى يا ستى طول اليوم
خطت هند وعلا خطوات سريعه بخفه ليعودا أدراجهما الى مكانهما قبل ان يعود وليد... جلستا وهما يلتقطان أنفاسهما بصعوبه وقالت هند:
- سمعتى يا علا
أومأت برأسها  ووضعت أصبعها على فمها وهى تقول لهند:
- ولا كأنك سمعتى حاجه
قالت هند بأستنكار :
- يعنى ايه يا علا هى دى كمان فيها مصالح
قالت علا مؤكده:
- بالظبط كده زى ما اتفقنا قبل كده اى معلومه تعرفيها تحوشيها لحد ما يجى وقتها
ونظرت بعيدا فى شرود وهى تقول:
- أما بقى بخصوص هدفه من خطوبتنا ... انا هاخاليه يندم ويقع فى شر اعماله
أستقلت سلمى سيارتها الصغيره وقادتها فى شرود والافكار تتزاحم فى عقلها:
- صح انا هستفاد ايه لما افضح كل حاجه... كل اللى هيحصل انى هخسره للأبد ومريم سمعتها هتتصلح عند يوسف
وأبتسمت فى سخريه وهى تقول:
- متضحكيش على نفسك يا سلمى انتى كده ولا كده كنتى متأكده انه مش هيتجوزك ومكنش هامك حاجه متعمليش فيها مصدومه طالما بيصرف عليكى يبقى خلاص خالى الفايده تكمل للآخر
عاد وليد اليها قائلا بلهفه مصطنعه:
- متزعليش يا حبيبتى دى واحده مجنونه كانت بتشتغل معايا زمان ومشيتها .... وانا طردتها خلاص
أبتسمت برقه وقالت:
- تصدق فعلا شكلها مش طبيعى خالص وبعدين دخلت هنا ازاى دى
رفع كتفيه وقال:
- انا عارف اهو كل فرح ولا مناسبه فى بيتنا لازم تحصل فيه بلوى شكل..استرها علينا يارب
"""""""""""""""""""""""""""""""""
وقفت فاطمه بجوار زوجها تراقب نظراته جيدا فالتفت اليها وقال بحده:
- انتى وبعدين معاكى هتفضلى تراقبينى كده لحد امتى
قالت فاطمة بحنق:
- لحد ما زفته دى تمشى من هنا وتغور
ابراهيم:لاحول ولا قوة الا بالله .. يافاطمة عيب كده احنا مش صغيرين على العمايل دى
روحى طيب سلمى على خطيب بنتك ووالدته
تابطت ذراعه رغما عنه وقالت:
- اه وماله يالا نروح سوا

شعر حسين ببعض الهدوء عندما وجد ملامح السعاده عادت مره اخرى الى وجه عفاف بعد ان كانت  يغلب عليها الحزن مما سمعت من احلام وفاطمه وهى تجلس بجوار يوسف بسرور وتربت على يده وتبتسم له بحب هو ومريم
اما احلام فكانت تجلس بين مريم وايمان...حتى جاء عبد الرحمن وبسط كفه امامها قائلا :
- تعالى يا ايمان لحظه لو سمحتى
وضعت يدها فى يده فتناولها وسار بها خطوات ووقف أمامها قائلا بحب:
- ايه رأيك فى شهر عسل جديد بدل اللى راح مننا
نظرت له بدهشه يغلفها الخجل وقالت:
- ازاى يعنى
أشار لايهاب الذى كان يقف بعيدا عنهما بخطوات يتكلم مع فرحه وهى تبدو فى كامل سعادتها
أقبل ايهاب وفرحه التى تعلقت بذراع عبد الرحمن بابتسامه واسعه وهى تقول:
- متشكره يا عبد الرحمن حقيقى مفجأه تجنن
نظر لها ايهاب باستنكار:
- ياسلام على أساس ان انا ماليش دور فى المفاجأه يعنى
وقالت ايمان بابتسامه حائرة :
- مفاجأة ايه
لف ايهاب ذراعه حول كتفها وقال بمرح:
- هنروح مع يوسف ومريم نقضى شهر العسل معاهم
دفع عبد الرحمن ذراع ايهاب ولف ذراعه هو على كتفها قائلا:
- لو سمحت متحطش ايدك على مراتى تانى
والتفت اليها وقال بحب:
- ها ايه رأيك فى المفجأه دى
ارتبكت ايمان واقتربت فرحه منها قائله :
- هى دى عاوزه رأى طبعا موافقه
ايمان:بس احنا مجهزناش هدومنا ومش معقول نطلع نجهزها دلوقتى
فرحه :لا يا ستى مش هنوضب حاجه دول كانوا متفقين مع ماما على كل حاجه وهى قامت بالواجب وزياده
أكد عبد الرحمن على كلام فرحه وقال:
- الحقيقه دى كانت فكره بابا هو اللى اقترح وخطط واحنا نفذنا
داعبته ايمان وقالت وهى تضع يدها على خصرها:
- ده انتوا عصابه بقى
أومأت فرحه وقالت :
- بالظبط كده عصابة بودى وهوبه
أقتربت هند منهم وهى تتهادى بدلال ووقفت امام عبد الرحمن وهى تنظر اليه بلهفه وتمد يدها لتصافحه وتقول:
- ازيك يا عبد الرحمن ليك وحشه والله
ارتبك عبد الرحمن بسبب نظرات ايمان الخارقه لهما وقال :
- الحمد لله تمام
قالت وهى مازالت باسطة كفها ليصافحها:
- مش هتسلم عليا ولا ايه ...
شعرت ايمان ان عبد الرحمن سيصافحها لشعوره بالاحراج من يدها الممدوده فاسرعت واخذت يدها وصافحتها هى وقالت بابتسامه بارده:
- معلش بقى اصله مش بيسلم على ستات
أبتسمت لها هند ابتسامة صفراء وهى تقول:
- ليه ده حتى عبد الرحمن مثقف ومتعلم
بادلتها ايمان نفس الابتسامه وقالت:
- شرع ربنا مالوش علاقه بالثقافه او الجهل
 وتابعت :
- المثقف الحقيقى هو اللى يبقى عارف امور دينه وبيقوم بيها اما الجاهل هو اللى مهما اتعلم وخد شهادات يفضل برضه مش عارف دينه بيأمره  بأيه وبينهاه عن ايه
أختفت الابتسامه وقالت فى حنق :
- فرصه سعيده يا مدام
 وغادرت فى سرعه... قالت فرحه موجهة حديثها لايمان:
- البت ياعينى غرقت فى شبر ميه حرام عليكى يا ايمان
نظرت ايمان الى عبد الرحمن الذى كان ينظر الى الاسفل وكانه يتأمل الارض التى يقف عليها
فقالت له:
- بتبص على الارض كده ليه
قال وكأنه يفكر بعمق:
- لا ابدا بفتكر انا صليت العشاء ولا لاء ...
نظر ايهاب اليه وأنفجرا فى الضحك لم تستطيع فرحه كتم ضحكاتها وهى تحتضن ايمان وتقول :
- أخويا شجاع اوى قدامك على فكره...
لم تتمالك ايمان نفسها وضحكت رغما عنها

************************************

مالت احلام على اذن مريم قائله:
- مالك يا مريم مكشره كده ليه
انتبهت مريم لحديث والدتها وقالت بخفوت:
- ابدا ياماما تلاقينى سرحت ولا حاجه
احلام:لالا ابتسمى الناس بتبص عليكى وبعدين جوزك بيبص عليكى هو كمان
 التفتت مريم بحركه تلقائيه ليوسف الذى يجلس بجوارها
فاشاح بوجهه عنها والتفت الى امه التى تجلس بجواره فقالت له:
- ايه يا حبيبى عاوز حاجه
يوسف :لا ابدا يا ماما ربنا يخاليكى ليا ..بس مش كفايه كده مش نمشى بقى لسه ورانا سفر
أومأت برأسها وهى تبتسم له موافقه وقالت :
- طيب استنى اروح اقول لابوك
ذهبت عفاف الى زوجها وابلغته بالامر فذهب الى عبد الرحمن وايهاب وقال:
- يالا  بقى علشان تلحقوا وقتكوا لسه الطريق طويل
تحرك الجميع وسط تبريكات الاهل و المدعوين وتقديم التهانى والتمنيات بحياه سعيده وذريه صالحه..عانقتهم احلام عناق طويل وودعتهم فهى ايضا ستسافر وتعود من حيث جاءت
وبعد ساعات مرهقة دخل اخيرا كل زوجين الى جناحهما الخاص اسرعت ايمان الى شرفة جناحها الكبيره لتنظر الى المنظر البديع... لحقها عبد الرحمن ولف ذراعه حولها قائلا:
- هنا بقى تقدرى تستمتعى بجد البلد هنا مش زحمه خالص والشواطىء تقريبا فاضيه
تنهدت فى ارهاق قائله طبعا دى بعيده جدا لازم تبقى رايقه
قال بابتسامه عذبه:
- انا جبتك هنا مخصوص علشان تعرفى تستمعى براحتك علشان المره اللى فاتت مكنتيش عاوزه حتى تنزلى تبلى رجلك فى الميه وكنتى خايفه الهدوم تلزق عليكى
هنا الحياه بسيطه اوى وعلى طبيعتها والشط بين الجبال ووراه نخيل كتير ...
نظرت اليه وقالت فى اهتمام :
- حقيقى مصر فيها اماكن حلوه جدا المصريين نفسهم عمرهم ما شافوها طب احنا ليه دايما مركزين على السياح اللى جايين من بره ومهملين فى السياحه الداخليه جدا... تقريبا معظم المصريين ميعرفوش ان بلدهم فى اماكن ساحره كده
قال بتركيز:فكره برضه سيبينى افكر فى الحكايه دى بس لما نشوف الاول السياحه الزوجيه
لم تفهم معنى كلماته فقالت بتسائل:
- يعنى ايه السياحه الزوجيه
تصنع عبد الرحمن انه يهم بشرح معنى كلماته وقال بجديه:
-  تعالى وانا اشرحلك بالتفصيل يعنى ايه سياحه زوجيه
 ثم توقف فجأه قائلا:
- ولا اقولك غيرى هدومك وانا هدخل اخد دش ولما اطلع اشرحلك كل حاجه بالتفصيل الممل
"""""""""""""""""""""""""""""""""
كانت مريم جالسه على طرف فراشها تنظر حولها وتدور عينيها فى الجناح الخاص بهما حتى دخل يوسف وأغلق بابه ووقف ينظر اليها ويتأملها حتى شعرت بالاضطراب اكثر وراودها شعورها بالخوف تجاهه مره اخرى فأغلقت عينيها وهى تحاول ان تهدئ من روعها
 فقال:
- طبعا تعبانه من السفر ومحتاجه تنامى ..
ثم اشار الى الحمام الموجود فى الغرفه الداخليه قائلا:
- ادخلى غيرى لو تحبى وانا هدخل البلكونه لحد ما تخلصى علشان نصلى ركعتين مع بعض
نهضت فى سرعه واقفة مكانها وقالت:
- نصلى ركعتين ليه
أرتبك اكثر وقال:
- من السنه اننا نصلى ركعتين مع بعض يوم جوازنا
قالت بسخريه:
- اه ده لما يبقى جواز حقيقى مش زينا كده
شعر بالتوتر وصمت قليلا ثم قال:
- خلاص زى ما تحبى
تركها وخرج الى الشرفه يستنشق الهواء العليل ويحاول ان يركز تفكيره فى طريقة التعامل التى ستكون بينهما فى الايام القادمه
اخذت مريم ملابسها ودخلت الحمام اغتسلت فى سرعه وبدلت ملابسها وخرجت من الحمام الى الفراش مباشرة وتدثرت جيدا...عندما شعر بها قد انتهت دخل هو الاخر واخذ ملابسه من حقيبته الشخصيه ودخل الى الحمام أغتسل وخرج مر امام فراشها فوجدها متدثره جيدا وتلف الغطاء حولها بعنايه وتنظر اليه وتتابع تحركاته بقلق وخوف ..آلمه كثيرا ذلك الشعور وتلك النظره الخائفه من عينيها فوقف امام باب الغرفه الداخليه قائلا:
- الاوضه دى ليها مفتاح لو حابه تقفلى على نفسك وانا هانام على الكنبه بره قدام التلفزيون لو احتاجتى حاجه نادى عليا
لم يتلقى منها اى اجابه فخرج واغلق الباب خلفه وبعد ثوانى شعر بها توصد الباب بالمفتاح جيدا من الداخل...لم تتمالك نفسها كثيرا فلقد كان الارهاق اكبر من اى مقاومه فاستسلمت للنوم سريعا ...وكذلك هو استسلم للنوم على الاريكه فى الخارج
""""""""""""""""""""""""""""""""
خرج عبد الرحمن من الحمام وهو يدندن بسعاده رغم الارهاق الواضح على عينيه
ولكن سعادته لم تكتمل فلقد وقع بصره على ايمان التى استسلمت للنوم سريعا هى الاخرى ..حاول ايقاظها ولكنها لم تستجيب... حاول مره اخرى وهو يكاد ان يبكى:
- ايمان اصحى بقى عاوز اشرحلك السياحه الزوجيه
تمتمت وهى تغط فى النوم  :
- بعدين ابقى اشرحلى السياحه النيليه
أعتدل وهو يضع يمسح رأسه بحنق وهو يردد:
- نيليه ...النيليه دى على دماغى انا دلوقتى ياختى
وأخذ الوساده وقذفها بها وهو يقول:
- نامى ياختى نامى ..
تحسست الفراش بجوارها حتى وصلت لتلك الوساده اخذتها ووضعها على راسها ثم فتحت عينيها ببطىء وأبتسمت  ثم عادت للنوم مره اخرى
""""""""""""""""""""""""""""""""
أستيقظت فرحه فى الصباح ونظرت الى ملابسها قائله:
- ياه ده انت نمت بهدومى من كتر التعب
نظرت بجوارها فوجدت حال ايهاب ليس افضل من حالها هو ايضا نام بملابسه
حاولت ان توقظه مرارا حتى استيقظ وقال وهو مازال مغمض العينين:
- ده مش سفر دى علقه سخنه..اخوكى ده مجنون ملقاش غير اخر بلاد المسلمين
ابتسمت فرحه بارهاق قائله:
- بس حقيقى المكان هنا هادى اوى ومش زحمه زى باقى المصايف
وبعدين اول مره اجى نوبيع حقيقى المنظر تحفه
قام بصعوبه قائلا:
- طب انا هدخل اخد دش و اخرج اطلب الفطار ..
ثم نظر اليها وهى مازالت بفستان العقد فقال ضاحكا:
- فى عروسه تنام بفستان الفرح لو حد شافك دلوقتى يقول عليا ايه ...فسيخه..
ضحكت فرحه وهو يأخذ ملابسه ويتجه للحمام ثم تناولت الهاتف واجرت اتصال بايمان التى اجابتها بعد مده قصيره وقالت بصوت ناعس:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ..انتى لسه نايمه
- اه يابنتى المشوار كان صعب اوى حتى اخوكى لسه نايم فوجأت به يأخذ الهاتف من يدها وأسند رأسه على ذراعها وهو يتحدث الى فرحه :
- عاوزه  ايه يا رخامه  بتتصلى ليه على الصبح كده
- ايه ده مالك طلعت فيا كده ليه طب الحق عليا انى بطمن عليكوا
حاولت ايمان ان تسحب يدها من تحت رأسه وهو يتحدث ولكنه لم يسمح لها بذلك وهو يقول لفرحه:
- لا متشكرين متطمنيش تانى ومش عاوز اسمع صوتك انتى ولا جوزك النهارده يلا سلام
أنهى الاتصال ثم اغلق الهاتف تماما وهى مازالت تحاول عبثا ان تنهض من جواره ولكنه لف ذراعيه حولها وقال بابتسامه مشرقه:
- متحاوليش دخول الحمام مش زى خروجه انتى وقعتى يا قطه
حاول ان يقبلها ولكنها وضعت يدها على شفاه وقالت بسرعه:
- أنا جعانه وعاوزه أفطر حاولا وكمان عاوزه ادخل الحمام
جلس بجوارها قائلا :
- اه هنبدأ بقى فى شغل العيال ..عاوزه ادخل الحمام عاوزه اكل عاوزه انام
ها عندك ايه تانى ناقص تقوليلى عاوزه اروح لماما
نهضت بسرعه واتجهت الى الحمام بخطوات واسعه وهى تقول :
- طب والله جعانه اوى لو سمحت اطلب الفطار على ما اطلع
تناول الهاتف وطلب الرقم الداخلى للفندق وهو يقول :
- لما نشوف هتتحججى بأيه تانى
جلست ايمان وعبد الرحمن يتناولان طعام الافطار فى الشرفه تناولت ايمان اول رشفه من كوب الشاى وهو تقول باستمتاع:
- الله كان نفسى فيا اوى فى الكوبايه دى من امبارح
امسك كفها وخلل أصابعها بين اصابعه وقبض عليها برقه ونظر اليها بحب قائلا:
- طب وبالنسبه للى قاعد جمبك ده .. طب يارب ابقى كوباية شاى علشان تحبينى اوى كده
ضحكت ايمان على طريقته وقالت برقه :
- ربنا يخاليك ليا
القى نظره على كوب الشاى فى يدها قائلا:
- هى الكوبايه دى مبتخلصش ولا ايه
اخذت عدة رشفت وقالت متسائله:
- بتسأل ليه
أخذها منها ووضعها على الطاوله الصغيره امامهم وهو ينهض قائلا:
- انا بقول كفايه كده الشاى مضر بالصحه
نهضت معترضه وقالت:
- لا لسه مخلصتش
جذبها للداخل وهو يقول:
- ده انا اللى خلصت خلاص أرحمينى شويه
اغلق الشرفه وأرخى الستار وكذلك فعل بالنافذه الصغيره واتجه الى خزانة ملابسها فتحها واخذ يتأمل ما بها ثم قال بحيره:
- كلهم حلوين مش عارف اختار ايه ..
ثم أخرج واحدا قائلا:
- اقولك ده جميل
اشاحت بوجهها حياءا وقالت معترضه:
- انا مش ممكن البس كده وبعدين ده شفاف
وضعه فى الخزانه مره اخرى واقترب منها قائلا:
- ياحبيبتى هو فى احسن من الشفافيه
وعموما مفيش داعى منه خالص ...حاولت ان تبتعد ولكنه جذبها اليه واحكم ذراعيه حولها وقال بشوق:
- هتروحى فين ...فاكره لما قلتلك مسيرك تقعى فى ايدى ...تعالى بقى لما اشرحلك مميزات السياحه الزوجيه
"""""""""""""""""""""""""""""""
فتحت مريم باب غرفتها ببطء بعد ان ارتدت ملابسها ونظرت الى الاريكه تبحث عن يوسف ولكنها لم تجده ...تقدمت خطوتين ونظرت داخل الشرفه فوجدته متكأ الى السور وغارق بعمق فى تأمل المنظر البديع على مد بصره ...اتجهت نحو باب الغرفه الخارجى وفتحته وهمت بالخروج ولكنها سمعت صوته اتى من خلفها قائلا:
- رايحه فين
استدارت ببطء وهى تتجنب النظر اليه وقالت:
- خارجه اتمشى على البحر شويه
تحرك من مكانه واتجه اليها ووقف بمسافه ليست بعيده منها وقال بهدوء:
- مينفعش تخرجى دلوقتى
قالت بحنق:
- ليه ان شاء الله
حافظ على هدوءه قائلا:
- اولا الفطار جاى حالا .. ثانيا المفروض اننا عرسان جداد على الاقل قدام اخواتك واخواتى ومينفعش حد فيهم يشوفك طالعه دلوقتى وكمان لوحدك
ابتعدت عن الباب بضيق وجلست الى الاريكه بعصبيه قائله:
- يعنى هتحبس معاك هنا ولا ايه
طرق الباب ..كانت خدمة الغرف ..أخذ يوسف طعام الافطار ووضعه امامها على الطاوله وقال:
- طب افطرى الاول وبعدين نتكلم
قالت بسرعه:
- مش عاوزه آكل معاك
اومأ براسه وقال:
- زى ما تحبى
 ثم اخذ احد الاطباق الفارغه ووضع لنفسه بعض الطعام فيه ودخل الشرفه جلس فيها وتناول طعامه
أنتهت مريم من طعامها ودخلت غرفتها واوصدت الباب مره اخرى بدلت ملابسها وجلست على فراشها تفكر:
- كيف من الممكن ان يجتمع المجرم والضحيه فى مكان واحد كيف يمكن ان تتعايش المغتصبه مع من أغتصبها تحت سقف واحد
وفى امواج الافكار التى تعصف بعقلها سمعت طرقات خفيفه على الباب فقالت بضيق:
- افندم
يوسف:من فضلك عاوز اتكلم معاكى شويه
مريم:مش عاوزه اتكلم معاك سبنى فى حالى
اتاها صوته باصرار اكبر:
- من فضلك افتحى الباب لازم نتكلم
نهضت على مضض تنفست بعمق وفتحت الباب وقالت بتأفف:
- افندم ..خير
يوسف:تحبى نقعد فين هنا ولا بره
نظرت خلفها ثم عادت برأسها اليه وقالت:
-  هتقعد فين هنا بره طبعا
تنحى عن طريقها وتابعها بعينيه حتى جلست على الاريكه فجذب احد المقاعد ووضعه امامها وبطريقه تلقائيه مال للأمام فابتعدت حتى الصقت ظهرها بمسند الاريكه فى قلق وهى تقول:
- لو سمحت ابعد انت عاوز ايه بالظبط
 وأشارت محذره:
-  انا بحذرك لو قربت مني .......
قاطعها :متكمليش انا اللى مش هقرب من غير ما انتى تقولى
عقدت ذراعيها امام صدرها وحاولت ان تتظاهر بالشجاعة وقالت:
- عاوز تقول ايه خلصنى
تكلم بهدوء وهو ينظر اليها بعمق :
- معلش انا مش قصدى أضايقك لكن فى حاجه مهمه عاوزك تعرفيها صحيح هى مش هتغير من وضعنا شىء لكن برضه لازم تعرفيها
أشاحت بوجهها فى صمت ولم ترد فتابع حديثه:
- لما كنت فى شقتك فوق وسألتك على الشقه اللى طلعتيها مع سلمى قولتليلى انها شقتهم بيتهم يعنى...انا روحت تانى وأتاكدت تانى ان دى مش شقه عاديه دى شقه مفروشه وكمان سمعتها مش ولابد والبواب أكدلى كده زى ما اكدلى يوم ...
صمت لعله يجد تعبير مناسب فقال:
- يوم الفرح
زفرت بقوة وقالت:
- تانى ..عاوز تشوه سمعتى تانى انت ايه يا اخى انت ....
قاطعها بحسم قائلا:
- انا مش عاوز غير انك تسمعينى للآخر أشوه سمعتك ازاى وانتى بقيتى مراتى
مريم :اومال بتقول كده ليه
يوسف:لو سمعتينى للآخر هتفهمى لكن انتى مش عاوزه تسمعى مني حاجه
صمتت مره اخرى وقالت:
- اتفضل قول اللى عندك
أردف قائلا:
- انا راقبت البت اللى أسمها سلمى دى وعرفت عنوانها ,, والبيت اللى عايشه فيه مع امها مش هو اللى اخدتك فيه يوم الفرح
نظرت له بحده وقالت :
- وايه المطلوب منى
يوسف:تحكيلى اللى حصل بالظبط من ساعة ما ركبتى معاها لحد ما وصلتك البيت
نهضت من أمامه وحاولت أن تتخطاه وهى تقول بغضب:
- انت عاوز تدور على اى مبرر للى عملته انت ايه يا اخى
قال ببعض الانفعال:
- انا قلتلك من الاول ان مفيش شىء هيتغير  لكن لو سمحتى جاوبينى انا مش عاوز الاقى مبرر لنفسى انا عارف انى مجرم وانى استحق الاعدام مش انى اتكافأ واتجوزك
لو سمحتى جاوبينى انا حاسس ان الحكايه دى وراها سر مش هيحصل  حاجه لما تحكى اللى حصل
ردت انفعاله بانفعال مماثل وهى تقول:
- حاضر هحكيلك اللى حصل علشان متفتحش الموضوع ده تانى
وتابعت وكأنها تتذكر:
-  لما ركبت معاها قالتلى هنروح نتمشى بالعربيه شويه قلتلها لا هنروح نوصلهم للمطار قالتلى هتدبى المشوار ده كله ليه واقنعتنى المهم
بمجرد ما ركبت وقبل ما تطلع بالعربيه لقيت ولاد خالتها ركبوا معانا وقبل ما اعترض كانت هى طلعت ولما عاتبتها قالتلى انها هتوصلهم البيت علشان مامتها طلبت من خالتها تبعتلها امانه معاهم وبعدين نروح انا وهى نتمشى بالعربيه زى ما كنا متفقين
روحنا البيت واتصلت بمامتها مردتش مره والتانيه مردتش ...ولاد خالتها قالولها هنطلع نشوفها ..طلعوا واحنا أستنينا فى العربيه وبعد شويه نزلوا قالولها ان مامتها عاوزاها ضرورى وتقريبا كده كانت تعبانه
أتحايلت عليا اطلع معاها خمس دقايق تشوف مامتها وتنزل توصلنى تانى... طلعنا ودخلت هى لمامتها أوضتها هى وولاد خالتها وخرجت قعدت معايا وسابتهم جوه معاها وقالتلى ان مامتها مكنتش لاقيه الدوا بتاعها وهى ادتهولها
 وطلبت منى استنى شويه لحد ماتطمن على مامتها وتوصلنى البيت...بس هو ده اللى حصل..ازاى بقى دى شقه مفروشه وبيتهم فى مكان تانى
كان يستمع بانصات شديد ويتفحصها وهى تقص عليه ما حدث وعندما انتهت قال:
- ومشوفتيش مامتها طبعا
حركت رأسها نفيا وقالت:
- لا مدخلتش عندها
اوما برأسه وقال:
- انتى عمرك ما روحتى بيتهم  طبعا قبل كده
اجابته بالنفى وقالت:
- لا روحت طبعا وقعدت مع مامتها  بس هما كانوا ساكنين فى مكان تانى بس هما عزلوا قبل فرح ايمان باسبوع تقريبا
قطب جبينه وقال بتركيز:
- أسبوع..
ثم نظر اليها وقال :
- لا يا مريم سلمى معزلتش ولا حاجه ولو حابه تتأكدى روحيلها لما نرجع هتلاقيها معزلتش ...وتابع فى تفكير:
-  طالما قالتلك قبلها باسبوع انها عزلت يبقى الحكايه مترتبه ..بس ليه وايه المقصود
قالت بعصبيه :
- شفت بقى انت بتدور على مبرر ازاى ...مره تقولى كنت واخد مخدرات ومره تقولى سلمى ودتك شقه مفروشه انت عاوز توصل لايه ... ومخدرات ايه اللى بتقول عليها وجبتها منين وانت عمرك ما شربت سجاير اصلا
التفت اليها وقد ترابطت الافكار فى ذهنه وقال فى شرود
- "انتى كده جاوبتى على سؤالى"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق