الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل السادس والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل السادس والعشرون




تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك:
-  لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا..فقالت فى خفوت وبملامح هادئه:
- أنا بعفيك من جوازك مني ..
تفحص ملامحها الهادئه فى سكون يحاول أن يستشف ما خلفها وقال:
- مش فاهمك
أحتفظت بملامحها الهادئه وهى تقول له:
- زى ما سمعت .. أنت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك أكتر من كده ...انا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح ..أعتقد أنك فهمتنى
مسح على رأسه وقال فى توتر بالغ:
- بس أنا مش هطلق
نظرت له فى سرعه وتسائل فأردف فى سرعه:
- قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى المفروض أننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلق ... وبعدين فى حاجه مهمه عرفتها عن صاحبتك سلمى والبيت اللى قلتى أنه بيتها لازم أقولك عليها
قاطعته رافضة لحديث :
- لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتى .. ومن فضلك توافق علشان ....
فى هذه اللحظه فتح إيهاب بمفتاحه ودخل تفاجأ بيوسف ومريم فى ردهة المنزل .. حاول يوسف أن يبتسم وهو يصافحه بحراره:
- أيه يابنى فينك من بدرى ...
إيهاب:
- معلش كنت مع واحد صاحبى ... أنت هنا من أمتى
قالت مريم بسرعه :
- عمى حسين هنا وقاعد جوه مع ماما
طرق الباب المفتوح ودخل إليهم ... رحب به عمه وعانقه  وعاتبه قائلا:
- أنا زعلان منك أوى يا إيهاب كده برضه متعمليش أعتبار وتاخد أخواتك وتمشى
خجل إيهاب وهو يقول:
- معاك حق يا عمى أنا غلطان .... معلش انا اصلى كنت غضبان جدا ساعتها مقدرتش أستنى وبعدين أنا مشيت لوحدى وهما جم ورايا
ربت حسين على كتفه قائلا:
- أنا عذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضه لسه صغيره وأتفجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصه تتكلم مش تمشى كده وتسيبها
توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء فى الامر فقال:
- ياعمى أنا غلطان لكن ده مش معناه أنها مش غلطانه  ازاى تصدق كده عليا دى عاشت معايا وعرفتنى كويس
وهنا نهضت أحلام واقفه قبالته وقالت:
- لا يا ايهاب لو اللى بتحكيلها صورتلها الموضوع على أنكم عارفين وعارفه كويس اوى هى بتعمل ايه.... الكلام هيخيل على بنت صغيره  ملهاش خبره زى فرحه مراتك
نظر لها حسين متعجبا منها لقد كان يتوقع أن تدافع عن هذه الزيجه بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هى التى أدهشته كانت تتكلم كما لو كانت أمرأه عاقله تريد ان تحافظ على بيت ولدها لا لشىء الا  لرأب صدع حياته الزوجيه فقط
قال إيهاب:الكلام ده لو هى متعرفش طنط فاطمه كويس لكن هى عارفاها
قالت والدته:لا يابنى إذا كنت أنا كنت كبيره وواعيه وعندى خبره كفايه فى الدنيا وصدقت فاطمه من أكتر من عشرين سنه وأشارت للحاج حسين وقالت:
- وأسأل عمك
نظر لها إيهاب بدهشه قائلا:
- أنتى مقلتلناش حاجه عن الموضوع ده
نظر لها حسين بحدة قائلا:
- من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام فى اى حاجه فاتت .... ده لا من صالحك ولا من صالح اى حد فينا ولا هيحقق أى نتيجه
قالت فى سرعه :
- لاء يا حاج هيحقق .... وأنا متأكده ان ايهاب هيعذر فرحه  لما يعرف ان اللى ضحكت عليها هى نفسها اللى ضحكت على امه من سنين
ألتفتت إلى إيهاب وقالت بحسم:
- من غير دخول فى تفاصيل مالهاش لازمه فاطمة حطت السم فى ودن مراتك وخلتها متلخبطه زى ما حطت السم فى ودانى من سنين وخلتنى أخدكوا وأهرب
قال فى حيرة :
- مش فاهم
كادت نظرات حسين أن تخترقها محذرة إياها من الدخول فى تفاصيل فقالت:
- ولا حاجه.. فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى منى ومش هيخلونى أشوفكم مدى الحياه وأدتنى فلوس أهرب بيها منهم  وأنا صدقتها بمنتهى الغباء
ربت حسين على كتفه بحنان قائلا:
- مراتك بتحبك يا ايهاب حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من اول غلطه كده تسيب البيت وتمشى
أطرق برأسه متفهما "نعم هو يعلم انها تحبه بل تعشقه "...لاحظت أحلام بوادر الاقتناع على وجهه فقالت بسرعه :
- مراتك فى أوضتك جوه ادخلها ...عاوزه تتكلم معاك اديها فرصه تتكلم براحتها
خرج ايهاب ونظر الى يوسف ومريم  يقفان أمام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير ..صمت مطبق
تركهما وتوجه الى غرفته وقف مترددا بعض الشىء ثم فتح الباب ودخل ..تعلق بصره بفرحه وهى نائمه على فراشه وفجأة... أنطلقت ضحكاته وهو يحاول كتمانها ولكنه لم يستطع
كانت فرحه نائمه على فراشه ولكن..ترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها
كانت  تبدو كمهرجين السرك بالملابس الكبيرة التى تدلى منها لفرق الطول بينهما ووجنتها وأنفها حمراء  جدا... كان محياها يحرك مشاعر المرح بداخل اى انسان
حاول كتم ضحكاته حتى لا يسمعه احد فى الخارج.... وأعتدلت هى فى فراشه وعقدت ذراعيها امام صدرها بطفوله ..كانت تبدو كالاطفال بوجنتها المتوردتين وملابسه التى ترتديها وهى تقول بعينين لامعتين من اثر الدموع:
- طب أعمل ايه .. كنت واحشنى اوى ملقتش غير هدومك قدامى
تماسك ايهاب وهو يحاول ان يرسم ملامح الجديه ولكنه لم ينجح بشكل كبير بل لم ينجح  من الاصل........ فأبتسم لها وفتح ذراعيه لها وهو يقول بحب:
- وانتى كمان وحشتينى اوى
هرولت إليه  لتدفن نفسها بين احضانه وبكت من شدة انفعالها واشتياقها لحنان زوجها واحتياجها اليه
وجعلت تضربه فى صدره بقبضتها الصغيره وهى تقول بطفوليه:
- زعلانه منك اوى زعلانه  زعلانه زعلانه...
وهو يضحك ويضمها اليه اكثر واكثر


وهنا كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقه:
- عارفه لو كنتى كلمتينى وقولتيلى على مكانهم  وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعد تتجسى علينا عن طريقها
أشاحت أحلام بوجهها وقالت:
- معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف أنك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعامله دى
ضرب حسين الاريكه بجواره بخفه وهو يقول بسخريه:
- ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى اقتلهم ولا قلتى الراجل كبر وعجز
قالت فى شرود:
- لا يا حاج أنا متابعه أخبارك كويس متنساش انى كنت عايشه فى مصر لحد ما ايهاب وايمان خلصوا ثانوى
 وكنت متابعه كل اخبارك من بعيد بس مكنتش عارفه اوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى..حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم
ولما جوزى جاتله سفريه وأضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنه انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم ..كل اللى كنت خايفه منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام
لكن عرفت بقى عن طريق ناس اتعاملوا معاك عن قرب انك بتعرف ربنا وكلهم قالوا عنك راجل صالح..ساعتها قلت اكيد مش هيهون عليه يشوه سمعتى قدام ولادى ومش هيسمح لحد انه يعمل كده
تابع هو بتهكم :
- لا وكنتى عامله حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك انتى من قبليها وانتى مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم يعنى شىء طبيعى اننا نقول عليكى كده ..مش كده يا احلام
أومأت برأسها وقالت:
- مش هكدب...الكلام ده حصل لكن دلوقتى الوضع اختلف
حسين :وايه اللى خلاه اختلف
قالت فى امتنان:
- موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
قال فى شك وحذر:موقف ايه
قالت فى ضعف :
- انا عارفه انك مبتحبش تفتح كلام فى الحكايات اللى زى دى علشان كده انا مش هتكلم اكتر من انى اشكرك انت وابنك .....اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله
قاطعهم دخول يوسف متسائلا:
-  عبد الرحمن تقريبا نزل من غير ما يقول لحد..وبكلمه مبيردش
خطى الحاج حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن ايمان قائلا:
- اومال فين ايمان
قالت مريم وهى تستدير :
- هشوفها فى المطبخ
دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد أغرورقت عيناها بالدموع ..فقالت فى قلق:
-  كفايه بقى يا ايمان كفايه تعالى عمك عايزك ضرورى
جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت امام عمها وقالت:
- نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
قال فى حنان:
- انتى كنتى بتعيطى ؟ ..بس خلاص انا كده عرفت
رفعت رأسها اليه بتسائل فقال:
- عبد الرحمن خلص كلامه ومعاكى ومشى .....مش كده؟
أومأت برأسها وهى تمنع نفسها من البكاء مره اخرى فقال :
- خلاص هو تلاقيه روح البيت اصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
قالت أحلام فى حسم:
- طيب يالا يا ايمان روحى بيتك مع عمك .........
والتفتت الى مريم قائله :
- ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
حركت رأسها نفيا وقالت:
- لا يا ماما انا هقعد معاكى شويه ..لو ايمان عاوزه تروح تروح هى
ايمان:
- لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شويه..انا هدخل اشوف ايهاب
تحركت ايمان ودخلت الى غرفة اخيها ونسيت أمر فرحه تماما ..فتحت الباب فجأة ثم اشاحت بوجهها وهى تبتسم فى خجل ....فدفع ايهاب فرحه بعيدا عنه وهو يقول بمرح:
- يا دى الفضيحه من دى وايه اللى جابها فى أوضتى يا ايمان
أبتسمت ايمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر:
- ها هتروح مع عمى وفرحه ولا هتقعد فى حضنى هنا
تصنع ايهاب التفكير وهو يقول:
- بصى يا ايمان أنتى أختى وكل حاجه بس بصراحه يعنى.......
 ثم جذب فرحه من يدها وهو يقول :
- هروح طبعا..
أوقفته فرحه وهى تضحك وتقول:
- طب أستنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عامله زى البلياتشو كده
بعد دقائق خرج اليهم ايهاب وفرحه ويظهر على وجوههم البهجه وانه قد سامحها
نظر الحاج حسين الى أحلام قائلا:
- خلاص يا ام ايهاب زى ما اتفقنا الفرح فى معاده يوم الخميس ان شاء الله
تدخلت مريم قائله:
- عمى .. يمكن بس يوسف ملحقش يجهز نفسه فمحتاج يأجل شويه
قاطعها يوسف بوضوح:
- انا مش محتاج أجل حاجه ..احنا شقتنا هناك جاهزة من كله
أرتبكت وهى تنظر اليه قائله:
- مش أحنا كنا بنتكلم من شويه وقلتلى ان الفرح ممكن يتأجل
قاطعها بثقه:
- لا يا مريم تلاقيكى فهمتى غلط ...
ونظر لها بعمق مؤكدا على كلماته وهو يقول:
- الفرح فى معاده ان شاء الله
قالت أحلام :
- طالما كل حاجه جاهزة يبقى خليها معايا اليومين دول
أنهى الحاج حسين الحوار قائلا:
- خلاص يا مريم خليكى مع والدتك بس ليلة الفرح لازم تباتيها هناك على الاقل أتقفنا
قالت احلام بتردد وكأنها ترجوه:
- تسمحلى يا حاج   احضر فرح مريم
قال بسرعه :
- طبعا يا ام ايهاب ده فرح بنتك
والتفت الى ايمان :
- ها يا ايمان لسه مصممه متروحيش بيتك
أطرقت برأسها وقالت:
- معلش ياعمى سبنى على راحتى ..انا عاوزه اقعد مع ماما اليومين دول قبل ما تسافر
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كان عبد الرحمن يدور فى غرفته حول الاريكة مره وحول المقعد مره حتى سمع صوت رنين باب المنزل خرج فى سرعه على امل ان يجدها قد عادت معهم ولكنه أطرق فى حزن ..لم تعد
ما الذى يشقيها مني .. لماذا كلما أقتربت تبتعد ..لماذا كلما غصت فى عالمها تنسلخ هى من عالمى
لماذا أنتى كتومه الى هذه الدرجة.. ليس من السهل ان تبيح بمكنون قلبها ..لماذا يا عذابى
أقبلت عفاف على ايهاب وفرحه فى سعادة لم تكن تتوقع ان يعود ايهاب ولكنه عاد والحمد لله
أخذ ايهاب زوجته وصعدا الى شقتهم الخاصه ودخل يوسف غرفة اخيه ليطمئن عليه
:
- ايه يا عبد الرحمن ايه اللى خلاك تسيبنا وتمشى ومكنتش بترد ليه على مكالماتى انت عارف كلمتك كام مره
أستقبله عبد الرحمن بابتسامه باهته وقال:
- خلاص يا يوسف معلش سبنى لو سمحت دلوقتى
جلس بجوار أخيه قائلا:
- مالك يا عبد الرحمن فى ايه
 وأستدرك قائلا:
- مراتك كان شكلها مضايق اوى ايه اللى حصل بينكوا
قال عبد الرحمن بألم:
- مقالتش حاجه بس شكلها مضايق من اللى حصل ومن اللى قالته مرات عمى ..هى حساسه زى ايهاب وبتحب تحافظ على كرامتها
قال يوسف:
- بس ايهاب رجع مع فرحه .. يبقى اكيد بقى عاوزه تقعد مع والدتها زى ما قالت لبابا
التفت له عبد الرحمن قائلا:
- هى قالت كده
أومأ برأسه قائلا:
- ايوه بابا قالها تعالى معانا قالتلوا عاوزه اقعد مع ماما يومين قبل ما تسافر
"""""""""""""""""""""""""""""
خرج يوسف من غرفة عبد الرحمن متوجها الى غرفته فسمع والده يناديه :
- يوسف
ألتفت اليه وأقبل عليه فى أهتمام  وهو غير مصدق أنه سمع أسمه من فم والده اخيرا فقال:
- نعم يا بابا
وقف الحاج الحسين ينظر اليه وقد لانت ملامحه كثيرا وقال:
- مريم كانت عاوزه تأجل الفرح ليه
نظر له بدهشه قائلا:
- وحضرتك عرفت ازاى
أعاد الحاج حسين سؤاله وكأنه لم يسمع تعليقه :
- مريم كانت عاوزه تأجل ليه
يوسف:
- كانت بتقولى أنا بعفيك من الجواز مني .. وكانت مصممه ومش عاوزه توضح السبب يمكن علشان كنا واقفين فى الصاله مش عاوزه حد يسمعنا
وبعدين ايهاب دخل ومعرفتش اكمل كلامى معاها...
أخرج حسين هاتفته وأعطاه ليوسف قائلا:
- الرساله دى مريم بعتتهالى وأحنا راجعين فى السكه أقراها كده
قرأ فيها "انا فهمت ماما اللى حصلى بس مقولتلهاش مين اللى عمل كده فيا ..وفهمتها انك ضغط على يوسف علشان يستر عليا ويتجوزنى وهو وافق شهامه منه"
ظل يوسف يقرأها مرات ومرات وهو غير مصدق ما فعلته نظر الى ابيه متسائلا وقال:
- طب ليه
قال حسين بخفوت وثقه:
- ده فسرلى سبب تغير أمها وكسرت نفسها قدامى
وقال وهو يستدير وكأن الامر ليس ذو أهميه:
- بس انت اتصرفت كويس
ودخل غرفته وأغلق الباب...أبتسم يوسف  وقد شعر ببداية لين والده تجاهه ولكنه يعرف والده جيدا ليس من السهل ان يظهر مشاعره بسهوله
"""""""""""""""""""""""""""""""""
دفعت علا وليد بعيدا عنها بجديه وهى تقول:
- عيب كده يا وليد
قال وهو يحاول جذبها مره اخرى :
- ليه بس يا حبيبتى..هو مش انتى خطيبتى ولا ايه
قالت وهى تدفعه مره اخرى :
- اديك قلت خطيبتك مش مراتك...
اصطنع وليد الحزن ورسمه على ملامحه ببراعه وهو يقول:
- خلاص يا علا براحتك خليكى كده بعيده عنى
 انا بصراحه مش قادر اتأكد من مشاعرك وانت بعيده عنى بالشكل ده..
ونظر لها نظره جانبيه وهو يقول:
- نتجوز ازاى وانا لسه مش متأكد من مشاعرك ناحيتى
جلست بجواره وقالت برقه:
- يعنى ماما تدخل ولا هند هيبقى المنظر مش لطيف,,,وبعدين يعنى هو انت لسه هتتأكد من مشاعرى ما انت عارف انى بحبك
أطرق برأسه ثم نظر اليها بعتاب قائلا:
- الحب من غير ثقه مالوش لازمه..وانتى مع الاسف مش بتثقى فيا ابدا ...حتى لما بنخرج مع بعض وبمسك ايدك بتحسسينى انك بتمنى عليا وانك مش موافقه
ونهض واقفا وقال بتبرم:
- بصراحه بقى يا علا انا راجل حامى ومحبش الست اللى مشاعرها بارده كده مش هنفهم بعض ...لو انتى يابنت الناس هتفضلى كده يبقى مفيش داعى نضيع وقت مع بعض اكتر من كده
اقتربت منه وامسكت يده قائله:
- بس انت عارف انى بثق فيك  ليه بتقول كده
اومأ براسه بسخريه قائلا:
- اه صح بأمارة لما قلتلك تعالى اتفرجى على شقتك علشان تقوليلى هتتوضب ازاى رفضتى وقلتيلى لا ميصحش
علا:يعنى ينفع يا وليد اروح معاك شقه واحنا لسه مخطوبين
قال بسرعه:
- هو انتى هتروحى تعملى ايه ..خلاص بقى متجيش تقوليلى خلصت الشقه ولا لسه وهتحدد معاد الجواز امتى والكلام بتاعك ده..
وبعدين للدرجادى خايفه مني وبعدين الشقه دى فى بيت عيله يعنى مش هتبقى لوحدك معايا
ثم قال بنفاذ صبر:
- بصى يا علا انا كده اتأكدت ان درجه مشاعرنا مش زى ما انا كنت متخيل انتى كده مش هتفهمينى
 لما انتى بتعملى كده وبتردى كلامى وانتى لسه خطيبتى اومال هتعملى ايه لما نتجوز
تناول مفاتيح سيارته وهم بالانصراف وهو يقول :
- مستنى ردك ...
تركته يذهب وجلست تفكر وتدور كلماته فى عقلها .." انا كده عرفت انك مش ناوى على جواز وانك خطبتنى علشان ابقى سهله معاك" ولمعت عينيها بخبث وهى تقول:
- ماشى يا وليد يابن الاكابرلما نشوف انا ولا انت....
""""""""""""""""""""""""""""""""
اليوم التالى تقابلت مريم بسلمى فى الكليه صافحتها سلمى وهى تنظر لها بسخريه وتقول:
- ازيك يا حاجه مريم
قابلت مريم سخريتها بهدوء وقالت:
- يارب ...أدعيلى أبقى حاجه بجد دى حاجه تشرف ان الواحد يزور بيت ربنا
شعرت سلمى بغصه فى حلقها من وقع كلمات مريم عليها وقالت :
- اه اه طبعا هو حد يطول
وتابعت :
- وأخبار العريس ايه
مريم :الحمد لله تمام
أقبلت صديقه أخرى لمريم وعانقتها بحراره وهى تقول :
- وحشتينى اوى يا مريم
نظرت سلمى لصديقتها الاخرى بتهكم فقد كانت هى الاخرى محتشمه فى ملابسها فقالت سلمى للفتاة:
- انتى بقى صاحبتها الجديده
نظرت لها صديقتها بنظره هادئه وقالت:
- ودى حاجه تزعلك يا سلمى
نظرت لها سلمى بدهشه وقالت:
- ايه ده انتى تعرفينى
قالت:
- الكليه كلها عارفاكى شباب وبنات ...ده انتى اشهر من النار على العلم
ثم نظرت لمريم بابتسامة مشاغبه وقالت:
- ربنا يبعدنا عن النار ويجعلنا من اهل الجنه
مريم :اللهم آمين
نظرت لهم سلمى شذرا وقالت :
- ربنا يهنى سعيد بسعيده
ضحكت الفتاة مره اخرى وقالت لها:
- لا يا ستى ربنا يهنى يوسف بمريم ....
والتفتت الى مريم قائله:
-  فى عروسه تيجى الكليه قبل فرحها بيوم
سلمى:ايه د انتى فرحك بكره يا مريم..كده متعزمنيش يا وحشه
قالت مريم ببرود:
- لا ازاى انتى معزومه طبعا
اقبل عليهم فجأه أحد الشباب صافح سلمى وقال لمريم وصديقتها :
- هاى يابنات ازيكم
نظرت مريم لصديقتها وقالت:
- يلا  نمشى
أخذتها صديقتها وذهبت لمكان آخر بعيد عن سلمى تابعهم الشاب بعينيه ثم الفتت الى سلمى قائلا بتعجب:
- هى البت دى بقت محترمه كده ازاى
ضربته سلمى على كتفه قائلة بغضب:
- قصدك ايه يعنى هو انا مش محترمه
غمز لها وهو يقول:
-  أنت باشا يا باشا ...هو أنت فى زيك يا قمر
""""""""""""""""""""""""""""""
مال الحاج حسين للأمام وقال بتركيز :
- زى ما فهمك كده يا عفاف أحلام هتيجى الفرح ولازم تحجزى بينها وبين فاطمه بأى شكل
 أحنا مش عاوزين مشاكل ولا عاوزين حد يعرف عننا حاجه الفرح هيبقى فيه ناس غرب كتير
قالت عفاف بتوتر:
- والله ده انا قلقانه من دلوقتى يا حسين..حتى لو زى ما قلتلى كده ان احلام فيها حاجات كتيره اتغيرت ....برضه عمرها ما هتتغير من ناحية فاطمة ده اللى بينهم كبير اوى
قال بهدوء:
- ان شاء الله ميحصلش حاجه انا كمان هبقى حاطط عينى عليهم ..و كلمت ابراهيم وبلغته علشان يبقى واخد باله وميتفجأش ونبهت عليه ميجيبش سيرة لمراته
تنهدت عفاف وقالت بأضطراب:
- ربنا يستر
""""""""""""""""""""""""""""""""""""

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق