الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكنم تحت سقف واحد (الفصل الثالث والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الثالث والعشرون



دخل يوسف مكتب أبيه مطرقا وقال:
- حضرتك بعتلى يا بابا
نظر له والده فى حده وهو يقول:
- أنت أيه اللى جابك الشركه النهارده
نظر له يوسف بدهشه قائلا:
- جاى أشوف شغلى
نهض والده وقال بلهجه صارمه:
- ملكش شغل عندى
ثم تابع بنفس نبرته الحاده:
- تروح دلوقتى تلم حاجتك من مكتبك وتروح بيتكوا ولا تشوفلك مصيبه تانيه تروحها
شعر بغصه فى حلقه وهو يقول:
- يعنى ايه يابابا
الحاج حسين:
- زى ما سمعت مشوفش وشك فى الشركه تانى وكفايه أنى مطردتكش من البيت
وشغلك هيتوزع على اخوك ... واسمع مش عايز أشوف خيالك فى البيت طول مانا هناك تغور فى أى حته من قدامى فاهم ولا مش فاهم
"""""""""""""""""""""""
خرج يوسف من مكتب والده والدنيا تميد به لماذا لم يدافع عن نفسه ولو بكلمة واحده ...لماذا دائما لايعطيه فرصه ليتحدث .....لماذا لا يتكلم معه ليعرف لماذا فعل ذلك؟
أستقل سيارته وقاداها بلا هدف وجد نفسه يمر بكورنيش النيل ركن سيارته جانبا ونزل منها ..... وقف أمام سور الكورنيش ينظر الى الماء فى وجوم يتذكر الليله المشؤمه
تذكر عندما قاد سيارته مراقبا لسيارة سلمى .... وظل خلفها متابعا لها بتركيز والغيرة تفتك بقلبه ..... وبدون سابق انذار توقفت سلمى تحت أحدى البنايات .. خرجت سلمى من سيارتها ثم الرجلين ... وقفا يتحدثان قليلا ثم صعد الرجلين لفتره من الزمن قصيرة وهبطا اليها مره اخرى .... وخرجت مريم من السياره وصعدت معهما هى وسلمى
توجه يوسف الى حارس العقار وتحجج انه يسأل عن شقه مفروشه خاليه فى البنايه فقال له الحارس بتأفف :
- بلا مفروش بلا قرف
ثم أشار الى سيارة سلمى قائلا:
-  ادى اللى بناخده من المفروش بلا هم.. بنات عايزة قطم رقبتها ملهمش اهل يلموهم
توقفت ذكرياته عند هذه النقطه عندما شعر بألم شديد فى عضلات قلبه عاد الى السيارة وقادها مره اخرى عائدا الى المنزل
بمجرد ان دخل من بوابه المنزل الخارجيه تفاجأ بخروج فرحه ومريم من المصعد وما ان رأته فرحه حتى تعلقت فى ذراعه قائله:
- جيت فى وقتك يا اخويا يا حبيبى
ثم طبعت قبله على كتفه تداعبه وقالت:
- ممكن توصلنا الكليه وهنيالك يا فاعل الخير والثواب
لم تعد مريم تحتمل رؤية أبغض وجه اليها اكثر من هذا أشاحت بوجهها بعيدا وهو يقول لاخته:
- معلش يا فرحه خلى ايهاب  يوصلكوا
فرحه:
- ايهاب مش هنا وهيتأخر النهارده واحنا كنا هناخد تاكسي بس ربنا بعتك لينا يرضيك نروح ندور على تاكسى انا ومراتك وانت موجود
نظر يوسف لمريم ولكنه تفاجأ بشكلها الجديد ملابسها مختلفة كثيرا ... واسعه ومحتشمه ولا تفصل جسدها كما كانت ترتدى من قبل .... نظر الى وجهها الحجاب طويل يغطى صدرها لم تصبغ وجهها بأى الوان ..... ظل ينظر اليها حتى قاطعته فرحه قائله بمشاغبه:
- انت ياعم الرومانسى سيبك من مراتك دلوقتى وركز معايا
أنتبهت مريم انه ينظر اليها بتمعن فقالت لفرحه:
- انا هستناكى عند باب الجنينه بره
تابعها يوسف بعينيه حتى وصلت لباب الحديقه أدارت فرحه وجهه بيدها قائله:
- ياعم انت هنتأخر تعالى وصلنا وابقى بحلق براحتك فى السكه بس اوعى تعمل بينا حادثه
أضطرت مريم ان تركب بجواره وفرحه فى الخلف وطوال الطريق تتحدث فى الهاتف مع صديقتها المقربه كعادتها دائما
أخرجت مريم مصحف صغير من حقيبتها وظلت تقرأ فيه طوال الطريق كان يختلس النظر اليها من حين لاخر وهو لا يصدق ما يرى تردد قليلا ثم قال:
- أنتوا رايحين دلوقتى تعملوا ايه مش المفروض فى اجازه
لم تسمعه فرحه وهى تتحدث الى صديقتها فى الهاتف فأعاد السؤال مره اخرى وهو ينظر لمريم فقالت ببرود:
- عندى تدريب صيفى
وجد نفسه يقول:
- هتخلصى امتى
قالت بصوت أشبه للهمس:
- ملكش دعوه
بعد ان أنتهت فرحه وأغلقت الهاتف قال يوسف بسرعه:
- هتخلصوا امتى يا فرحه علشان اجى اخدكم
قالت فرحه بسعاده :
- ايه ده بجد
أومأ برأسه :
- ايوه خلصينى هتخلصوا امتى؟
فرحه:
- انا هخلص على 3 ..
ثم نظرت الى مريم قائله :
- وانتى يا مريم هتخلصى امتى
تصنعت مريم أبتسامه وهى تقول:
- لا متشغلوش بالكوا انا لما هخلص هروح
قال يوسف:
- خلصى براحتك بس قوليلى على امتى علشان اجى اخدك
قالت فى سرها"ربنا ياخدك انت يا اخى"
فرحه:
- ها يا مريم هتخلصى امتى
مريم:
- يعنى على الساعه 2 او 3 مش عارفه بالظبط
قال يوسف بحسم:
- الساعه أتنين هتلاقينى واقف مستنيكى
"""""""""""""""""""""""""""""""
خرج وليد من مكتبه وأقترب من مكتب علا التى لا تعيره أهتماما رسم ابتسامه على شفاه قائلا:
- انا هروح أتغدى تحبى تيجى معايا
هزت رأسها نفيا قائلا بجديه:
- متشكره يا أستاذ وليد وبعدين لسه معاد الراحه فاضل عليه نص ساعه
أتكأ على المكتب قائلا:
- ياستى انا صاحب الشغل ولا يهمك وبعدين انا عاوزك فى موضوع مهم ومش هينفع هنا
نهضت ونظره له بجديه وقالت:
- انا مفيش مواضيع بينى وبين حضرتك غير الشغل وبس ... لو فى حاجه فى الشغل افتكر هنا مكانها مش فى حته تانيه
أعتدل وهو يتفحصها ببرود وعقد ذراعيه أمام صدره قائلا:
- أنتى بتعاملينى ناشف كده ليه
جلست وهى تتابع عملها:
- أصل حضرتك متصور أنى علشان بشتغل عندك يبقى سهل عندك تاخدنى اى مكان بره الشغل .....لايافندم انا مش كده واظن حضرتك تعرف ان ابن عمك كان خاطب اختى يعنى لو كانت أخلاقنا عليها غبار مكنش فكر يرتبط بيها من الاول....
 ثم القت عليه عبارتها الاخيره قاصدة اياها:
- أحنا مالناش غير فى الجد وبس يا فندم. .. ولو سمحت يا أستاذ وليد سبنى اكمل شغلى
أخرج وليد علبة من القطيف من جيبه ورسم على وجهه علامات الحزن قائلا:
- أنتى فهمتينى غلط على فكره أنا بس كنت عاوزك علشان أقدملك دى
 وفتحها وادارها اليها
ألقت عليها نظره سريعه كانت تحوى خاتما ذهبيا مرصع بفصوص الالماس اللامعه أعادت نظرها اليه ببرود وقالت:
- ايه دى
وليد :
- دى هديه بسيطه
علا:
-  بمناسبة ايه
وليد:
- بمناسبة جمالك
تصنعت الانفعال وهى تقول:
- حضرتك ليه مصمم تضايقنى.. قلت لحضرتك انى ماليش فى الحاجات دى ......انت ليه مبتقدرش تفرق بين البنات وبعضها
وأخذت حقيبتها وهى تتصنع البكاء وهرولت سريعا من امامه وهى تخفى ابتسامة خبيثه بداخلها
شعر بحيرة شديده من تصرفاتها معه فهو لم يعتاد على ذلك من اى فتاة أخرى
هاتف صديقا له وواعده على الغذاء ..وألتقى به فى احدى المطاعم القريبه من الشركة
- ايه يا عم مختفى فين بقالى مده مش شايفك على الشاشه يعنى
وليد:
- أسكت يا معتز فى بت مطلعه عينى
معتز باندهاش:
- أيه ده بقى وليد باشا مش قادر على حتة بت لا قول كلام غير ده .. مين البت دى
زفر وليد بضيق قائلا:
- بتشتغل معايا فى مكتبى فى السكرتاريه .. بس رخمه رخامه يا أخى
ولا تضحك فى وشى إلا بطلوع الروح .. أقولها نرفع الألقاب تقولى مينفعش ... أعزمها على غدا مترضاش وتقولى أنا مش بتاعة الكلام ده .. أجيبلها هديه تديهوملى فى جنابى وتسيبنى وتمشى.. لما خنقتنى
ضحك معتز ضحكات عابثه قائلا:
- لا ده أنت حالتك صعبه اوى .. قولى هى حلوه تستاهل يعنى
وليد:
- وأنا هعمل أيه بحلاوتها وهى منشفه ريقى كده .. لا وقال أيه تقولى أنا ماليش غير فى الجد
معتز:
- اوبااااااا... بس يا باشا انا كده فهمت..البت دى رسمه على جواز
قال وليد بسخريه :
- جواز مين يابا هو انا بتاع جواز ..ما انت عارفنى كويس..انا بس مش متعود ان واحده تنفضلى كده
معتز:طب انا بقى عندى حتة فكره تخليك تاخد راحتك معاها على الاخر
وليد :منكم نستفيد
معتز:بص يا باشا البت اللى تلاقيها معصلجه معاك وماشيه فى طريق الجواز ..اخطبها
وليد باستهزاء:لا والله وده من ايه
معتز :اسمع بس لما اكمل كلامى...الحكايه دى ناس اصحابى جربوها كتير قبل كده
الواحد منهم يخطب البت اللى منشفه راسها معاه يروح ويتقدم بقلب جامد ويعمل خطوبه ويقدم شبكه متوسطه كده ..ويقعد سنه بقى داخل خارج معاها ماسك ايدها عزومات وسهر وسينما والذى منه... ولما تحبك معاه اوى ياخدها تتفرج على شقة المستقبل وهى بتتوضب اه طبعا يعنى تعيش فى شقه من غير ما تقول رأيها فيها
لمعت عينى وليد وهو يقول:
- يابنى اللعيبه شقة المستقبل ..ازاىمخطرتش على بالى الفكره دى قبل كده ..صمت ثوانى فى تفكير ثم قال :
- بس يابنى ده كده ممكن يتدبس فيها ويضطر يتجوزها
قال معتز بسخريه:
- لا ماهو اللى يعمل كده لازم ياخد باله انه ميدبس نفسه يعنى ياخد راحته من غير ما يدخل فى الغريق علشان فى الاخر لما يزهق يقولها معلش يا حبيبتى احنا شكلنا كده متفقناش ومش قادرين نفهم بعض كل شىء نصيب بتمنالك حياه سعيده
وليد:طب ماهى البت ممكن تروح تقول لاهلها
معتز:هتقولهم ايه كنت بروح معاه شقه بيقول اننا هنتجوز فيها ......وحتى لو عملت كده هيقولهم محصلش دى كدابه واكشفوا عليها هتلاقوها صاغ سليم...واهو اتبسط وعمل كل حاجه بالدبله اللى لبسهالها وفى الاخر طلع منها زى الشعره من العجينه ولا حد يقدر يقوله تلت التلاته كام
قال وليد بمكر:
- يابن الايه ده انت حلتهالى على الاخر..ده على كده الدبله دى بتحل مشاكل كتير وبتقرب البعيد
""""""""""""""""""""""""""""""
خرجت سلمى من الكليه ووقفت تبحث عن سيارتها بين السيارات فرأت فتاه تشبه مريم أقتربت منها ثم قالت بدهشه :
- ايه ده مريم
التفتت لها مريم وقالت ببرود:
- اهلا يا سلمى
أقتربت سلمى اكثر منها وهى تنظر لملابس مريم:
- ايه اللى لابساه ده من امتى يعنى
 ثم قالت بسخريه :
- ايه هو يوسف غصبك تلبسى كده ولا ايه من اولها كده هيتحكم فيكى
نظرة لها مريم بحنق:
- لا يا سلمى انا غيرت لبسى علشان أبقى محجبه زى ما ربنا عايز مش زى ما الموضه عاوزه
صفقت سلمى ببطء وهى تقول:
- برافووووو ايه ده ياربى واقفه قدام ايمان بذات نفسها
نظرت لها مريم بضيق وهمت بالانصراف تاركه لها المكان ولكن سلمى قبضت على ذراعها وتصنعت التفهم:
- متزعليش بس استنى هنا انا والله مبسوطه انك مرتاحه انا بهزر معاكى مش اكتر.. انتى حبيبتى يا مريم
مريم:خلاص مفيش حاجه عن اذنك بقى مش عاوزه اتأخر
 استدارت لتذهب فوجدت احد الشباب مقدم فى اتجاههم وهو يشير لسلمى من بعيد بالتحيه ..حاولت ان تذهب ولكن سلمى قبضت على يدها مره اخرى وهى تقول استنى بس انتى وحشانى اوى ولسه مشبعتش منك
أرتبكت مريم ونزعت يدها من يد سلمى وقالت:
- معلش مش دلوقتى عن اذنك
ألتفتت لتذهب مرة أخرى فوجدت الشاب قد أقترب منهما قائلا وهو يبتسم لمريم:
- ازيك يا مريم وحشتينا
قطبت جبينها وهى تقول :
- أيه وحشتينا دى لو سمحت أتكلم معايا بأحترام
وتركتهم وذهبت مسرعه
ألتفت الشاب الى سلمى وهو يقول بسخريه :
- دى مالها دى
ما أن خطت مريم خطوات قليله وكأنها تعدو حتى أصطدمت بيوسف..  توترت وهى تنظر إليه  وهو يقول لها:
- الواد ده ضايقك ؟
هزت رأسها نفيا فقال لها وهو ينظر الى سلمى وصديقها :
- طب يلا كويس أنى جيت بدرى
أستقلت معه السياره نظرت للخلف فلم تجد فرحه فقالت فى توتر :
- فين فرحه
يوسف :صحابها روحوا بدرى وخدوها فى سكتهم
توترت أكثر وشعرت باضطراب فى جسدها وخفق قلبها بشده أدار محرك السياره وهو يقول:
- كان بيقولك ايه
مريم:هو مين
نظر لها نظره جانبيه وهو يقول:
- الواد اللى ضايقك من شويه
قالت بضيق :
- قلتلك مضايقنيش
يوسف:أومال انا ليه شفتك بان عليكى ملامح الضيق اول ما شفتيه وسبتيه ومشيتى على طول
نظرت له بدهشه:
- أنت كنت بتراقبنى ولا ايه....
ثم أضافت بحنق :
- وبعدين أنا بطلت أقف مع ولاد
نظر أمامه ولم يرد عليها فقالت بأستنكار:
- أظاهر أنك نسيت نفسك وأفتكرت أنك جوزى بصحيح
قال بهدوء :متبدأيش فى أستفزازى تانى من فضلك كفايه اللى قولتيه قبل كده
كانت تتمنى أن تستفزه فعلا وأن توجه إليه اللعنات ولكن هذه المره تختلف كثيرا أنها وحدها معه فمن الافضل ان تصمت
فتحت مصحفها وظلت تقرأ بعينيها فى صمت وهو ينظر اليها بين الحين والاخر حتى وصل الى المنزل
وعند البوابه تفاجأ بمرور سيارة والده فى طريقه للعبور للداخل لمح والده مريم تجلس بجواره فى السياره ..تراجع يوسف بسيارته ليفسح المجال أمام أبيه للعبور توقفت السيارتان وهبطت مريم فى سرعه وتوجهت الى سيارة عمها وهو يترجل منها فى هدوء ..وضع يده على كتفها بترحاب قائلا:
- ازيك يا بنتى كنتى فين
مريم:كان عندى تدريب فى الكليه وكان المفروض ارجع مع فرحه بس هى روحت بدرى مع اصحابها
نظر الحاج حسين الى يوسف الذى يقف امام والده باحترام شديد ثم نظر مره اخرى الى مريم وقال لها:
- ضايقك؟
هزت رأسها نفيا وهى تقول :
- لاء
اعاد الحاج حسين نظره الى يوسف قائلا:
- انا كنت هسحب منك العربيه كمان بس خلاص خليها اهو تبقى توصلهم بدل ما تقعد عاطل كده ..
وأخذ مريم وأتجه بها الى الداخل
أستند يوسف الى سيارته ومسح على شعره وقد أحمر وجهه مما سمعه من كلمات لازعه امام مريم
توقف بهما المصعد فى الطابق الثانى فقال الحاج حسين بحنان:
- متيجى تقعدى معايا بدل ما تطلعى تقعدى لوحدك فوق تلاقى ايمان عندنا دلوقتى
اومأت برأسها موافقه لمح فى عينيها التوتر والحيره فقال:
- عاوزه تسألى على حاجه
قالت :ايوه يا عمى عاوزه اعرف معنى الكلام اللى قلته تحت من شويه
ابتسم وهو يقول:
- يهمك تعرفى
زاغت نظراتها ولم ترد ..فقال وقد أتسعت أبتسامته أكثر:
- طردته من الشركه وقلتلوا مالكش شغل عندى وكنت ناوى أسحب منه العربيه بس  خلاص طالما ممكن ينفعك  بيها خليها معاه
شعرت مريم بشىء من الارتياح عندما تخيلته وهو يطرد من عمله ويتكلم معه ابيه بهذه الطريقه المهينه
طرق الباب وفتحت له ايمان بابتسامتها المشرقه:
- حمد لله على سلامتكوا ايه كان عندكوا راند فو ولا ايه
قال الحاج حسين مداعبا :
- هزرى براحتك علشان جايبلك خبر  هيفرحك اوى
ايمان:خبر ايه
حسين:عبد الرحمن سافر بور سعيد وهيقعد كام يوم هناك
شعرت ايمان بصدمه وهى تقول:
- سافر امتى ومقاليش ليه
أبتسم وهو يقول :
- طب كويس انا كنت فاكرك هاتفرحى اكمنه كان كابس على نفسك يعنى
أنطفأ اشراقتها وقالت:
- مكلمنيش يعنى للدرجة دى مش فاضى
حسين:كان لازم يسافر بسرعه مع العملاء فى مشكله فى المينا ومفيش حد غيره هيعرف يحلها وتلاقيه مش عارف يكلمك وهو راكب معاهم
قالت بذبول:طب ياعمى متشكره انك قولتلى اروح اكمل الغدا مع طنط عفاف
جلس بجوار مريم بعد انصراف ايمان وقال لها:
- بقولك ايه يا بنتى انا شايف ان مفيش داعى نستنى كتير... ايه رأيك نعمل الفرح اول ما عبد الرحمن يرجع
أنتفضت وهى تلتفت اليه:
- لا يا عمى كده بدرى اوى
حسين :بدرى على ايه انتى ناسيه انتوا هتعيشوا مع بعض ازاى.... يعنى مش هتفرق بقى نعمل الفرح دلوقتى ولا بعدين كده ولا كده مش هيبقى فى بينكوا تعاملات
مريم بتوتر:بس انا اخاف اقعد معاه فى مكان واحد ده انا كنت مرعوبه وانا راكبه معاه العربيه لوحدى
قال فى ثقه :
- متخافيش ميقدرش يأذيكى بأى شكل من الاشكال هو عارفنى كويس وعارف انا ممكن اعمل فيه ايه
- بس يا عمى
حسين :خلاص بقى يا مريم خلينا نخلص من الحكايه دى بدل مانتى كده على ذمة واحد بتكرهيه ......خليكى تدخلى وتقعدى معاه شهر ولا حاجه وبعدين تطلقى تبدأى حياتك من جديد ..عاوز أطمئن عليكى يا بنتى...ها قولتى ايه
مريم :معاك حق يا عمى  التأجيل مالوش لازمه خلينا نخلص
""""""""""""""""""""""""""""""
جلس وليد أمام أبيه وهو يقول:
- يابابا الكلام ده مالوش لازمه البنت عاجبانى وهاخطبها خلاص
والده:انت ناسى دى تبقى مين دى اخت هند اللى ابن عمك فسخ خطوبته منها والله اعلم عمل كده ليه
وليد ببرود :ميهمنيش ..وبعدين انا قلت هاخطبها هو انا قلت هتجوزها
نظر له والده بتسائل:
- نعم ...يعنى ايه
قال وليد بارتباك:
- لا انا قصدى يعنى انى هخطبها واشوف اخلاقها لو طلعت كويسه نكمل ..طلعت غير كده يبقى خلاص
والده :يابنى مش عاوزين حاجه تفرق بينا وبينا وعمك وولاده  ازاى بس هتيجى بينا كده هى واختها اللى كانت مخطوبه لأبن عمك
قال وليد فى تصميم:
-  يابابا انت مكبر الموضوع اوى دى مجرد خطوبه وخلاص ...وبعدين يعنى هو عبد الرحمن ومشاعره اهم عندك مني انا
قال ابراهيم فى انكار:
-  لله الامر من قبل ومن بعد انا عارفك لما بتحط حاجه فى دماغك ..خلينى اقول لعمك واشوف هيتصرف ازاى
وليد بلا مبالاة :
- يتصرف فى اى بس انا خلاص دخلت بيتهم وقعدت مع امها وحددنا معاد كمان يومين ....ولا يرضيك ابنك يخلف وعده ويطلع عيل
""""""""""""""""""""""""""""""
ربت الحاج حسين على كتف اخيه ابراهيم وقال بابتسامه:
- هدى نفسك يا ابراهيم خلاص سيبه يعمل اللى هو عاوزه
ابراهيم:ازاى بس الواد ده مخه طول عمره تاعبنى يا حسين ومش قادر عليه
حسين:خلاص يا ابراهيم يخطبها هو حر هو اللى اختار سيبه على راحته علشان ميجيش بعد كده يقولك انت غصبت عليا
ابراهيم :هتدخل العيله ازاى دى هى واختها.... طب وعبد الرحمن
ابتسم حسين وقال محاولة تهدئته:
- عبد الرحمن بيحب مراته يا ابراهيم ووجود هند من عدمه مش هيفرق معاه بلاش نعاند مع وليد وانا متأكد انه هيسيبها لوحده
""""""""""""""""""""""""""""
جلس وليد بجوار علا وامسك يدها والبسها خاتم الخطبه الذهبى ..والذى حرصت علا على ان تنتقيه بسيط لتعطى انطباع لوليد عنها انها قنوعه ولا تطمع فى امواله وانما وافقت على الخطبه من أجل مشاعرها تجاهه فقط لا غير
جلست هند فى بهجه بجانبها وطبعت قبله على وجنتها قائله بسعاده كبيره:
- مبروك يا لولى
 كانت هند تشعر انها اقتربت خطوه كبيرة من عبد الرحمن ولابد ان تلحقها بخطوة اخرى سريعه ولكنها ستنظر عودته اولا
كانت فاطمه تجلس بجوار الحاج ابراهيم وتهمس له:
-  ابنك اتجنن باين عليه.... بقى دول ناس نناسبهم
وخزها بلطف قائلا:
- مالناش دعوه يا فاطمه احنا جينا بس علشان منسيبوش لوحده لكن كده ولا كده كان هينفذ اللى فى دماغه
مالت وفاء عليها قائله :
- بس يا ماما الناس بتبص أسكتى
نظرت علا لوليد بدلال وقالت:
- اومال عمك مجاش ليه هو وولاده هما مش موافقين على خطوبتنا
طبع قبله على يديها قائلا:
- مش بابا وماما واختى موجودين عاوزه عمى فأيه بس .....وبعدين يا حبيبتى ملكيش دعوه غير بيا انا بس انتى فى قلبى واللى مش عاجبه بخبط دماغه فى الحيطه
ضحكت بدلال وهى تقول:
- ربنا يخليك ليا يا حبيبى
""""""""""""""""""""""""""
دخلت عفاف مندفعه الى زوجها فى غرفته:
- أنا عاوزه أعرف فى أيه بينك وبين ابنك
رفع وجهه من بين اوراقه وقال بهدوء:
- مالك يا عفاف فى ايه وابنى مين
عفاف بانفعال:
- أبنك يوسف ...أنا عاوزه أعرف فى أيه تشوفه فى مكان تسيبه وتمشى.. وهو مبيقعدش معاك فى مكان واحد ودايما قاعد فى الجنينه وأمبارح نام فيها.. انا عاوزه افهم فى ايه
نظر لها بضيق قائلا:
- وانا مالى متسأليه يا عفاف
قالت بحنق:
- أنا عارفاكوا كويس ..مش ده يوسف اللى كان بينقى الكرسى اللى جنبك ويقعد فيه ..قولى فى أيه يا أبو يوسف
نظر لها نظره جانبيه وقال:
- مفيش هو بس غلط غلطه كبيرة اوى فى شغله حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب... اصله مش صغير يعنى علشان يغط غلطه زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد
عفاف:كلنا بنغلط يا أبو يوسف مش معقول علشان حاجه غصب عنه يتعامل بالشكل ده... ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم
رسم أبتسامه رضى على محياه قائلا:
- خلاص يا عفاف علشان خاطرك أنتى هسامحه علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش فى الشغل ابدا
أبتسمت فى رضى قائله:
- ربنا يخاليك لينا يا حاج..  وخرجت بغير الوجه الذى دخلت به
"""""""""""""""""""""""""""""
كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهى تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته فى ملل شديد.. أطفأته  ونهضت ..ذهبت للشرفه لتجلس فيها قليلا ..رأته يتجول فى الحديقه ويدور حول نفسه  ..  يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ..ظلت تنظر اليه فى شرود وهى تتذكر كلماته
"" اقعدى مع نفسك وانتى تعرفى ان سمعتك كانت متشوهه لوحدها ...اه صحيح انا نسيت انى كنت ماشى وراكى بالعربيه انتى وصاحبتك السفله وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين""
جلست على المقعد فى وجوم وهى تقول:
- كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف ولما شفتنى وانا طالعه معاهم ليه مجتش تاخدنى..كنت همشى معاك والله
"""""""""""""""""""""""""""""
فى نفس اللحظه كانت ايمان تتقلب فى فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده فى المنزل كيف تنام بدونه.. نهضت ودخلت الغرفه التى ينام فيها دست جسدها تحت غطاؤه وتدثرت به وأغمضت عيونها وهى تستنشق عبيره الذى يملاء فراشه ووسادته  وبدأت بالفعل فى الاسترخاء
حتى سمعت صوت هاتفها التقتت الهاتف ونظرت فيه وأبتسمت عندما وجدت اسمه تضىء به شاشته ردت بلهفه :
- السلام عليكم
أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير:
- وعليكم السلام وحشتينى يا حبيبتى وحشتينى اوى
لم تستطع كلماتها ان تعبر عما يحمله قلبها فصمتت فى خجل وشوق
أتاها صوته مرة اخرى بشوق اكبر:
- هو انا كل ما اقولك حاجه تتكسفى كده
انا قلت وحشتينى يا حبيبى.. يعنى مش قصدى حاجه عيب.. انتى دايما كده تفهمينى صح
أبتسمت أبتسامه كبيره فتابع وكأنه قد  رآها:
- أبتسامتك وحشتنى اوى
نظرت للهاتف فى دهشه ثم قالت بصوت هادىء:
- هتيجى امتى
عبد الرحمن:وحشتك؟
حاولت إيمان ان تصبغ صوتها بصبغة جديه وهى تقول:
- اخبارك ايه
قال مادعبا :
- لا يا شيخه ..عليا انا
أحمر وجهها بشده وهو يتابع حديثه :
- أنا دلوقتى فى الفندق ولسه قدامى يومين مش عارف هبات يومين كمان بعيد عنك ازاى يا حبيبتى
وأكمل مداعبا كل ما أتقلب على السرير أشوف صورتك على الوساده الخاليه اللى جانبى
أبتسمت رغما عنها وهى تقول:
- هو أنت مبتتكلمش جد ابدا
ظهر الشوق فى صوته وهو يقول:
- ماهو انا لو اتكلمت جد معاكى دلوقتى مش عارف هيحصلى أيه مش بعيد أقوم أنط فى أى عربيه وأجيلك
قالت محاولة ان تغيير مجرى الحديث:
- مش عمى حدد معاد فرح مريم ويوسف
قال عبد الرحمن:
- قديمه عارفها من ساعه ...كنت بكلم بابا وقالى احاول اخلص  واجى فى اقرب وقت....
ثم همس لها وهو يقول:
- ميعرفش أنى عاوز أطير وآجى بسرعه
قالت معاتبة:
- يعنى كنت فاضى اهو من ساعه وبتكلم عمى اومال مكلمتنيش ليه
تنهد بقوة قائلا:
- كنت بكلمه وانا بره مع الناس وكنت مستنى لما اقعد لوحدى علشان اكلمك..اول ما دخلت اوضتى فى الفندق كلمتك على طول
ثم قال مداعبا مره اخرى:
- بصراحه باربى وحشتنى اوى
ضحكت برقه وهى تقول:
- مكنتش أعرف انك بتحبها اوى كده
فقال بسرعه:
- أعمل ايه بس من ساعة ما شفتها وانا نفسى اروح معاها للرذيله وهى اللى مش موافقه
وظل يحادثها  ويبثها حبه ولا ينتظر منها ردا فهو يعلم انها مازالت تخجل منه ولن تستطيع ان تجاريه فى الحديث الان
 أنهى اتصاله وهو يضع قبلةُ على هاتفه لتصل الى قلبها  بل لاعماق قلبها بحديثه الهامس
أحتضنت الهاتف وهى تغمض عيونها لتنام تفاجأت بصوت رساله جديده فتحتها لتقرأ كلماته لها وقلبها يختلج بشده بين ضلوعها
أسمع صوتك أشهد وجهك                                أشعر أنك بين جفوني
وأذوب حنان وحنينا                                       للقائك يا ضوء عيوني 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق