الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الحادى عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الحادى عشر



دخلت مريم صباحا الى مكتبها فوجدت حاله غير طبيعيه فى مكتب يوسف ثم سمعته يصرخ فى بعضهم من الداخل قائلا:
- الملف ده لو ضاع هتبقى كارثه
أطلت برأسها الى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنان من الموظفين يقفان أمامه وهو منفعل بشدة فى الحديث
عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حاده وقال بعصبيه:
- تعالى هنا يا هانم فى ملف ضايع وحضرتك لسه واصله
قال الموظف الاول:
- يافندم حضرتك مضيت الملف ده أمبارح
قال الاخر:
- وقلت حضرتك هتبعته للحاج ابراهيم يمضيه ويراجعه
قال فى عصبيه أتفضلوا أنتوا دلوقتى
ثم أستدار لها وهى تقول :
- ملف أيه بس وأحنا ندور عليه
يوسف بعصبية:
- لسه بتسألى .. الملف اللى أخدتيه أمبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج ابراهيم
أرتبكت مريم وهى تفكر بصوت عالى:
- مش فاكره طيب أستنى أفتكر
أنفعل أكثر قائلا:
- الملف ضاع وأنتى لسه هتفكرى .. أكيد نسيتى تبعتيه أتفضلى يالا دورى عليه فى مكتبك وفى الدولاب أقلبى الدنيا عليه
خرجت مريم فى أضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعه لم تجد شيئا ولا تذكر أيضا شكل الملف
خرج اليها بعد دقائق:
- أيه لسه مش لاقيه حاجه ..  أنتى عارفه لو الملف ده ضاع هيحصل ايه
حاولت مريم أن تركز تفكيرها لعلها تتذكر أين هو ولكنه لم يعطيها فرصه  صوته العالى أربكها جدا وشتت تفكيرها ظلت تبحث أكثر من نصف ساعه  وهو واقف ينظر اليها ويشتت تفكيرها بصوته ويربكها حتى جلست خلف مكتبها وهى تتنفس بصعوبه ولفت يدها الى ظهرها لتمسك به وهى تقول بألم :
- خلاص مش قادره ظهرى أتكسر
يوسف  بانفعال:
- يعنى أيه مش قادره قومى دورى تانى
كادت مريم ان تبكى  وهى تقول:
- خلاص مش قادره ظهرى هيموتنى .. مش هدور تانى وأعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظه وفى يده الملف الضائع .. وقف أمامها وقال مبتسما:
- الملف أهو ..
ثم وضعه أمامها وقال بأنتصار:
-  فاكره المج اللى وقع أتكسر لوحده ...
وأستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها  المستفزة فى الكلام  .. طب عن أذنك أنا بقى لحد ما ضهرك يرتاح  ..
ثم أطلق ضحكات عاليه مستفزة وأستدار لهاوهى تنظر له بدهشة وحنق  وقال:
- متلعبيش مع الأسد تانى يا قطه أتفقنا ...
نظرت الى المكان الذى كان يقف فيه بذهول ثم ضربت المكتب بقدمها فى غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهى تشعر بالضيق والحنق منه
ها هو قد وفى بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به فى المره الأخيره ورد لها فعلها أضعاف مضاعفه بكت أكثر وهى تقول فى ضيق:
- والله لوريك يا يوسف والله لوريك
وأستمرت فى البكاء كالاطفال
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعه وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن فى ركن بعيد نسبيا يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور ..ركان يحبه ويرويه دائما بنفسه .. تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن فى البيت فى مثل هذا الوقت فمن المفترض أن يكون فى العمل وقفت متأمله للحوض الذى يتأمله .. كان أجمل حوض للزهور فى الحديقه كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفته للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور ..
كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهره الرائعه نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها بأسمها وبالفعل كان يسمى تلك الزهره "هند "
وضع أطراف أصابعه على تلك الزهره فظنت إيمان أنه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها فى عنف ويرمى بها بغضب خلف ظهره بقوة

سقطت الزهرة فأقتربت منها خطوات  وجعلت تنظر إليها وهى ملقاه على الارض وتنظر له بأستنكار
كيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعه المميزة هكذا أنها لم تراه من قبل يفعل ذلك
أستدار لينظر الى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود ايمان رغم أقترابها منها فنظر الى الزهرة بغضب أكبر وخطى اليها بسرعه ليدهسها بقدميه وقبل أن يقوم بدهسها بلحظه ألتقطتها فى سرعه
ووقفت تنظر له بصمت متسائل .. فقال فى غضب :
- أرمى الورده دى على الارض
قالت له بتعجب :
- ليه حرام عليك ..عاوز تدوسها ليه
عبد الرحمن فى عصبيه :
- بقولك أرميها
ففتحت حقيبتها فى سرعه ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى:
- مش هرميها لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها يا اخى
تطايرت شرارات الغضب من عينيه  وصرخ فى وجهها:
- وأنتى مالك أنتى بتدخلى فى اللى ملكيش فيه ليه عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنتى
 لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنتى ساكته فاهمه ولا لاء أياكى تدخلى فى حاجه تخصنى تانى ولا حتى تقفى فى مكان أنا فيه
كانت نظراته حادة جدا والغضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس فى حالته الطبيعيه وتراجعت للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث ثم أستدارت وخطت خطوات سريعة أقرب الى الجرى للداخل
لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت فى سرعه دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة
كانت أول مرة فى حياتها تستشعر الخوف من أحد وتتراجع  أمامه خوفا من بطشه .. شعرت بمهانه كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وأنها فى بيت غريب عنها من السهل أن تطرد منه فى أى وقت
نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها فى شنطه صغيرة هبطت الى الاسفل وخرجت للخارج فى سرعه دون أن يلاحظها أحد.... وعادت من حيث أتت
"""""""""""""""""""""""""""
ظلت أم عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها أحد قلقت بشده وعادت الى شقتها ووقفت تفكر فى حيرة التقطت الهاتف وحاولت الاتصل بأيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى اى أجابة
زاد قلقها وتحدثت الى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على ايمان وأنها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها أن تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقه لعلها حدث لها شىء فى الداخل وهى بمفردها
فذهبت اليه مسرعه وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه اصرت
فصعد معها وطرق  الباب ثم أضطروا فى النهايه الى فتح الباب عنوة
وقف فى الخارج ودخلت هى تبحث عن ايمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاويه فخرجت فى سرعه وهى تهتف به:
- إيمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن ياترى أيه اللى حصل خلاها تعمل كده
طأطأ رأسه وقال فى أسف:
- أنا السبب
وقص عليها ما حدث بينهما فى الحديقة .. نظرت له مؤنبة وقالت :
- ليه كده يا عبد الرحمن ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده دى أمانه عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك :
- أهو اللى حصل بقى .. أعصابى فلتت مني غصب عنى مكنش قصدى
هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار فى غضب وتوقع أن تكون عادت الى شقتهم فى السيدة زينب .. خرج من مكتبه دون أن يخبر أحدا وتوجه اليها
فتحت الباب فوجدته أمامها .. أخذها بين ذراعيه فبكت .. ربت على ظهرها فى حنان وجلس بجوارها وقال:
- حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهى تبكى :
- لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا
قال مشفقا:
- لا يا ايمان متقوليش كده ده أنتوا عندى أحسن من عيالى ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
ايمان:
- معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى أنا أقعد فى جحر بس بكرامتى
- وكرامتك متصانه يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك وأعملى فيه اللى أنتى عاوزاه
حركت رأسها نفيا وقالت:
- مش عاوزه حد يعتذرلى .. معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم  أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
- حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابه عنه
-قالت إيمان بحرج بالغ :
-  لا يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد أذنك متقولش حاجه لإيهاب حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع .. أنا هقوله أن المشوار من المدرسه للبيت عند حضرتك متعب شويه خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أسند راسه إلى راحة يده وهو يقول بضيق :
- يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا
أمسكت بيده وقالت برجاء :
- معلش يا عمى سبنى على راحتى وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم  لكن أنا سهله المدرسه قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فأضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا اكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا:
- يا إيمان أنا مش مقتنع باللى بتقوليه ده أمتحانات شهر أيه اللى تقعدك هنا لوحدك
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهى تقول :
- معلش يا إيهاب سبنى براحتى أنا كده هبقى مرتاحه أكتر ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا:
- وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامه زائفه وقالت:
- منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
- والله !!  .. وفكرانى هصدقك ده أنتى تؤأمى يا إيمان يعنى أحس بيكى من قبل ما تتكلمى
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائله:
- بصى يا ايمان لو مصممه يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت:
- ياسلام بقى الست البرنسيسه هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم  الأبتسامه وقالت :
- يالا بقى معلش كلوا بثوابه
إيمان:
- طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن :
- لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
إيهاب متعجباً:
-  ليه أنتى كمان حد زعلك ولا ايه
تكلمت مريم وهى تشعر انها تشعر بمشاعر متناقضة وقالت :
- لا يا ايهاب متقلقش انا بس حاسه أنى أهملت مذاكرتى وعاوزه أرجع أذاكر تانى وأحضر محاضراتى  .. متنساش أننا عندنا عملى ولسه كمان فى تدريب فى الصيف عليه درجات
ضمها اليه قائلا:
- أحبك وأنتى عاقله كده ..
قالت ايمان بطريقه طفوليه :
- ياسلام وأنا يعنى ماليش فى الأحضان الدافئه دى ..
ضمها ضاحكا تحت ذراعه الاخر وهو يقول فى حنان:
- ربنا يخاليكوا ليا يارب ... أيه فيلم الحرمان اللى أحنا عاملينه ده
نظرت إيمان إلى مريم وهما تحت ذراعيه نظرة ماكرة وأشارت لها مريم .. واحد ..اثنين ..ثلاثه .. وفجأه أنقضوا عليه باللكمات .. ظل يجرى منهما فى مرح ويقفز من المقعد للمائده وهما يلاحقانه و يتضاحكان
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
دخل الحاج حسين إلى غرفة عبد الرحمن ووقف أمامه وقال فى غضب:
- ولاد عمك كلهم هيقعدوا هناك مع إيمان شايف أنت عملت ايه .... اللى أنا تعبت فيه جيت فى لحظه هديته
نهض ووقف أمام ابيه فى حزن شديد وقال:
- أنا آسف يا بابا والله ماكنت أقصد أى حاجه من اللى حصلت دى أنا خرجت عن شعورى
أكمل والده بانفعال:
- عارف البنت قالت لاخوتها أيه قالتلهم أنها قاعده هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن الى فراشة ووضع رأسه بين كفيه فى حزن عميق
نظر له والده فى شفقه ولان صوته قائلا:
- كل ده ليه يابنى الدنيا مبتوقفش على حد .. أنت لسه فى عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الامور أحسن من كده ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه فى حب وقال :
- أنا عارفك يا عبد الرحمن أنت راجل يابنى وهتعدى أى محنه قدامك وهتبقى أقوى من الاول مليون مره .... يابنى الضربه اللى متكسركش هتقويك
وأنت عضمك ناشف ده أنت اللى هتشيل الشيله كلها من بعدى يابنى
تناول كف أبيه وقبله وقال:
- ربنا يديك طولت العمر يا بابا ده أحنا من غيرك منسواش حاجه .. أرجوك متزعلش منى أوعدك أنى أرجع لحياتى تانى أقوى من الاول
- وعد يا عبد الرحمن
-  وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول :
- ربنا يبارك فيك يابنى أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأه وكأنه قد تذكر شيئا فنظر الى والده وقال:
- متعرفش يا بابا المدرسه اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن أنها ستأتى متأخره وبعد حوالى الساعه أتصل به والده وطلب منه الحضور اليه
قطع يوسف الممر الى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول:
- أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال:
- ها قولى بقى عملت أيه فى بنت عمك أنت كمان
قطب جبينه وقال :
- يعنى أيه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
- قصدى مريم يا يوسف زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى
 وأكمل بانفعال:
- مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
- يا بابا هى اللى أبتدت وأنت عارفنى مبحبش أسيب حقى
أنفعل الحاج حسين قائلا:
-هو انا مش هخلص من حركات العيال دى هو انا مخلف رجاله ولا عيال فهمونى هو أحنا فى شركة ولا فى حضانه
حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الاعتذار فقال :
- أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى ولو عملتلى حاجه هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هى أشتكتلك منى أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال:
- مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح ...
- أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى
أشاح الحاج حسين  بوجهه وقال بمكر:
- دى مش طايقه تشوفك ومهما عملت مش هتصفالك .. أنا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى :
- ماشى يا حاج أفتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد أنى أقدر ولما بحط حاجه فى دماغى بعملها .. ماشى
قال الحاج حسين بعدم أكتراث :
- طب يالا روح شوف شغلك.. لما نشوف
أنصرف يوسف وبمجرد أن أغلق الباب خلفه أبتسم والده .. فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق الى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق فى ذكاء شديد
جلست إيمان فى المساء على فراشها وهى تنظر الى الزهرة المسكينة التى القى بها على الارض وتناولت الكوب الذى وضعتها به وجعلت تنظر اليها فى شفقة وهى تتخيل شكلها وهى تدهس بالاقدام .. مررت عليها أطراف أصابعها فى رقة وتهمس لها همسا :
- متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه
رفعت مريم الوساده من على رأسها وهى تقول بتثاءب:
- بتقولى حاجه يا ايمان
ألتفتت ايمان إليها قائلة:
- لالا نامى انتى
نظرت لها مريم بشك قائلة:
- ازاى بقى انا سمعتك بتقولى حاجه
أجابتها ايمان بضجر :
- أوف أنتى يابنتى ودانك دى ايه ده أنتى ينفع تشتغلى مقياس للزلازل .. كنت بكلم الورده خلاص ارتحتى
مريم وهى تفتح عين وتغمض الاخرى قائلة :
- والنبى أنتى أتهبلتى بتكلمى الورده
ألتفتت إليها غيمان بأستنكار قائلة :
- أيه والنبى دى ؟ .. مش أنا قلتلك مية مره قبل كده لما تحلفى أحلفى بالله ..  يا الله قولى لا اله الا الله
مريم :
- لا اله الا الله...
قامت ايمان وأطفأت المصباح وأستسلمت للنوم .. ونامت الفتاتان وهما لا يعلمان ماذا ينتظرهما فى الغد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق