الأربعاء، 23 أبريل 2014

روايـــة حكايـــة حبيبــة ... الفصل السادس

روايــة حكايـــة حبيبـــة

الفصل السادس

طرقات منغمة على باب غرفته من الخارج جعلته يبتسم وينادى بسأم:
- أدخل يا رخم
فُتح الباب ودلف "خالد" إلى الداخل برأسه فقط مداعبا ً :
- سالخير
تبسم "حسام" ضاحكا ً وهو يعتدل فوق فراشه جالسا ً ويشير إليه بالدخول قائلا ً:
- سالنور يا لذيذ .. تعال
أغلق "خالد" الباب خلفه وصاح مرحا ً وهو يفتح ذراعيه عن آخرهما :
- وأخيرا ً العاشق الولهان هايعترف  
عاد بظهره إلى الوراء وإستلقى بهدوء وأمسك وسادته التى يحب أن يضعها دائما فوق رأسه أثناء نومه وقال محذرا ً:
- لو ماتكلمتش على طول هاسيبك وأنام
اقترب "خالد" وجلس بجواره بطرف الفراش وهو يحرك رأسه يمنة ويسرة متعجبا ً :
- من إمتى بتخبى عليا يا "حسام"  .. قال وأنا اللى جاى أفرحك
اعتدل مرة أخرى جالسا ً وقال وهو يشير بسبابته متسائلا ً:
- إوعى تقول العروسة وافقت عليك
هندم "خالد" ملابسه بغرور وهو يقول:
- طبعا وافقت هى كانت تقدر ترفض هو أنا شوية فى البلد ولا إيه
ثم ضرب جبينه بحماس مردفا ً:
- أييوه يا جدع
رفع "حسام" حاجبية معقبا ً فى سرعة:
- إيه ده هى العروسة إسكندرانية برضه ؟
التفت إليه "خالد" بجسده كله دفعة واحدة صائحا ً:
- وقعت بلسانك يا وحش معنى كدة إن اللى مطيرة النوم من عينك إسكندرانية صح ؟
شرد بذهنه فى الفراغ المقابل له وتمتم بإبتسامة إحتلت شفتيه عنوة :
- مطيرة النوم بس دى مجننانى
أمسك "خالد" بوجه "حسام" وأداره إليه بحركة سريعة وسعى إلى إستجوابه على الفور قبل أن يتراجع :
- قولى بسرعة عرفتها إزاى وفين وناوى معاها على إيه
أزاح "حسام" يده متأففا ً قائلا ً:
- كل اللى أقدر أقوله دلوقتى إنها سابت إسكندرية وجات هنا القاهرة .. أخدت عنوانها بالعافية من صاحبتها هناك ومش هاقولك حاجة تانية إلا لما أقابلها الأول
ثم استدرج متسائلا:
- ها حددت معاد الخطوبة ولا لسه
زفر "خالد" بقوة وهو يعيد ذراعيه إلى الخلف ويستند إليهما وقد إرتسمت الحيرة على وجهه وعلت قسماته قائلا ً:
- أبوها مصمم على كتب الكتاب مش خطوبة وبس
إلتفت إلى "حسام" عندما إنتهى من عبارته فوجده يحثه فى متابعة الحديث فقال :
- عارف لما اتصلت بيه علشان أحدد معاه معاد أول مرة .. إدانى معاد بعد أسبوع ولما روحت قابلته لقيته عمل عليا تحريات وعرف عنى كل حاجة .. عيلتى مين شغلى إيه كل حاجة عنى وأول ما فاتحته فى موضوع بنته وافق على طول ومن غير تردد لا وكمان بعدها بقى هو اللى بيضغط عليها علشان توافق .. غريب أوى الراجل ده
ثم التفت إليه مرة أخرى:
- أبوها مادى أوى يا "حسام" بس أمك بقى مرتحالها..
بتر عبارته وإعتدل كأنه لُدغ فى التو ونظر إلى الباب فتنهد وعاد برأسه إلى "حسام " متابعا ً بهمس:
- قصدى مامتك مرتحالها جدا ومتحمسة وبتقولى مالكش دعوة بأهلها المهم هى
أنهى عبارته وألقى بجسدة إلى الفراش مسترخيا ً مغمض العينين
اتسعت إبتسامته وهو ينظر إلى حركات "خالد" متفحصا ً .. لن يكبر أبداً سيظل "خالد" هو "خالد" متهور تصرفاته صبيانية مهما مضت به السنين .. لازال يحب عمته كثيرا ً ويخشى إغضابها كثيرا ً أيضا ً ويحاول تنفيذ تعليماتها حتى وإن لم تتوافق مع طبيعة شخصيته من فرط حبه لها وتقديره لها ولتربيتها له منذ أن كان فى السابعة عشر من عمره فى بيتها وبجوار إبنها بعد ذاك الحادث المروع الذى راح ضحيته والديه وأخيه الأصغر وأخت "حسام" الصغرى "حنين" والتى كانت تصغره بعام واحد فقط ..
" حنين" التى اُقتلعت من بستانها ومن بين مثيلاتها من الزهرات المتفتحة اليافعة وفارقت الحياة وفارقته ! .. أخذت معها قلبه وكاد أن يفقد عقله بعد علمه بما حدث للجميع فى تلك السيارة المحطمة على الطريق السريع .. لم تكن إبنة عمته فقط بل كانت حلم الطفولة والصبا ..
 وحجر الأساس الذى إنهار فتهاوت معه حياته وتطلعاته بل وإيمانه أيضا فحاول الإنتحار بعدها ولكنه صُدم عندما علم لأول مرة أن المنتحر لا يدخل الجنة أبدا ً فعدل عن الفكرة وهو يتأمل السماء الصافية ويتخيل "حنين" ترتع بين طبقاتها فرحة سعيدة بثوبها الأبيض كبياض الثلج تنتظره ببستان جنتها
ولم لا وهى من كانت يطلقون عليها ملاك العائلة وهى من خاضت حربا ً قبل الحادث بثلاثة أشهر فقط من أجل رغبتها فى إرتداء الحجاب ونفذت رغبتها بتصميم غريب وأسدلت على جسدها ما يخفيه وواظبت على الصلاة ولم تُرى بعد ذلك إلا ومصحفها بيدها وإبتسامتها الصافية ترسم أجمل نقاء روحى  بعينيها ..
تخيلها تنظر إليه نظرة عتاب طويلة لمحاولته قتل نفسه فيحرمهما اللقاء الأبدى المرتقب .. عدل عن الفكرة نهائيا ً وإحتفظ بحياته ولكنه مع الوقت بدء يفقد الكثير فى المقابل ..!!
لم يشأ "حسام" أن يخرجه من تلك الحالة التى تنتابه على فترات متباعدة فهو يعرف تلك النظرة جيداً إنه الآن سابح مع ذكرياته .. هو الآن يذكر " حنين" .. أخيته الصغرى ملاكه البرىء روحه التى فارقته ولم تعد إلا فى تلك اللحظة الوهمية التى رأى فيها "حبيبة" تحت سطح الماء لأول مرة ..تشبهها كثيرا ً .. ملامحها .. صوتها .. لغتها الجسدية .. وبراءتها وربما سذاجتها أيضا ً .
أجفلا حينما دوت طرقات سريعة على باب الغرفة إنتشلتهما من بحر الذكريات .... من حنينهما .. زفر "خالد" زفرة طويلة بينما أجاب "حسام" بحزن :
- أدخل
أطلت الخادمة بجزء من جسدها وهى تقول بأدب :
- كابتن "حسام" أستاذ "طارق" على التليفون
أومأ برأسه فخرجت فى التو وأغلقت الباب خلفها بهدوء .. إعتدل جالسا ً ورفع سماعة الهاتف الملحق بغرفته .. لم يلتفت " طارق" إلى بحة الحزن بصوت صديقة فتكلم مندفعا ً كعادته قائلا ً:
- إنت فين يا "حسام" دايخ عليك بقالى كام يوم ومحدش عارفلك طريق وحضرتك قافل تليفونك وبتتفسح فى اسكنرية ولا على بالك
أغمض عينيه وزفر بقوة فقد تملك منه الضيق والفتور أكثر وهو يجيبه:
- ما تهدى يا عم إنت فى إيه مالك داخل زى القطر كده ليه
عاد إليه صياح "طارق" حانقا ً:
- لا ولا حاجة ,,, بسيطة خالص كل الحكاية إن إفتتاح الجيم بعد يومين وفيه أجهزة حضرتك لسة ماركبتهاش والناس بيتصلوا يسألوا على تفاصيل أنا مش عارفها والدنيا تضرب تقلب ..
ها كدة كويس ولا أقول كمان .. ده كان يوم منيل يوم ما فكرت أشاركك يا أخى
ابتسم "حسام" رغما ً عنه فهو عادة لا يخرج من إحدى حالات حزنه إلا بمشاكسة ما
وقال بسخرية :
- إنت هاتعمل فيها شريكى ولا إيه ما كانوش 10% دول  وواخدهم عافية كمان بعد ما قعدت تتحايل عليا
زمجر "طارق" مصطنعا ً الغضب وقال:
- إسمع يابنى إنت أنا مستنيك في الجيم حالا تنط فى الهدوم وتبقى عندى فى ظرف دقايق ... أنا محتاس يا "حسام"
وضع السماعة بعد أن أنهى مكالمته وقد وعده أن يكون أمامه بعد دقائق قليلة وبالفعل لم تمر سوى  خمسة دقائق وكان فى السيارة متجها ً إليه وبداخله حروب ومنازعات يجيش بها صدره ..
لقد نسى أمر مشروعه كليا ًمنذ أن سافر للبحث عنها والآن هو فى ورطة حقيقة ..
الإفتتاح بعد يومين و لا يزال أمامه الكثير لإنجازه وبعد الإفتتاح سوف ينشغل أكثر فحتى الآن لا يوجد مدرب معتمد غيره والجميع يريد التدرب تحت يده .. الجدول مزدحم بشدة .. وفى نفس الوقت يريد الذهاب إليها باحثا ً عن مكان إقامتها ويحاول الوصول إليها ليبدأ معها مشروعه الكبير والمصيرى ..
هل من الممكن أن يؤجل اللقاء أياما ً ليست بالكثيرة حتى يهدأ دوران الأرض من حوله قليلا ً فيذهب إليها وهو فى فسحة من وقته خالى الذهن ؟.. فهى أغلى عنده من أن يمنحها بعض عقله وبعض ساعاته .. فماذا سيفعل ؟!
***
وقف أمام "طارق" عاقدا ً ذراعيه فوق صدره بإبتسامة مرحة عالقة بين شفتيه وهو يستمع إلى "طارق" الذى كان متقمصا ً دور المرشد السياحى وهو يشرح كل شىء عن المكان بحماس شديد كتدريب له على حفظ جميع أسماء الأجهزة التى ذكرها له "حسام" سابقا ً وكيف يعمل كل جهاز على حدا و"حسام" مستمتع بدور الضيف الثقيل الذى يسأل عن كل شىء وأى شىء ويؤديه بإتقان فهو خبير فى المشاكسة والمناورة بشكل كبير وبدا "طارق" مسترسلا ً فى الحديث وهو يقول:
- والدور اللى تحت زى ما شوفنا كان للأجهزة والتمرينات أما الدور ده بقى ساونا وتدليك وطبعا الرجالة ليهم أيام ومواعيد محددة غير مواعيد الستات
عض "حسام" شفتة السفلى ساخرا ً متصنعا ً الضيق وهو يقول :
- يا خسارة
ثم لوح بقبضته بضجر فى وجه "طارق" محذرا ً وهو يقول متعجلا ً:
- إخلص ياض بدل ما أشرحك
أمسك "طارق" بقبضته وقبلها وهو يقول بترجى :
- لا أبوس إيدك إبعد القبضة المدمرة دى عنى
أعاد "حسام" ذراعيه فوق صدره كما كانا بينما قال "طارق"  بجدية لا تتناسب مع المزاح الذى سبقها منذ لحظات :
- الدور ده بقى هيبقى للناس الهاى كلاس مش أى حد .. عاوزين بقى نسميه إسم يليق بيه
ابتسم "حسام" ثم تنفس بعمق وقال بعينين حالمتين :
- هايبقى اسمه " رُكن حبيبة "
عقد "طارق" حاجبيه وقال متسائلا ً :
- رُكن حبيبة ؟! .. إشمعنى ؟
أجابة "حسام" وهو يتركه منصرفا ً :
- وأنت مالك يا رخم
***
ثمانية أيام فاصلة تغيرت بعدها الحياة من النقيض إلى النقيض .. فى لحظة ما وكأن الكون قد سكن مرهفا ً آذانه لتلك الضربات القاسية التى أوجعت فؤاده .. وكأن البحر قد تجمد فجأة لتحجر تلكما العينان وكأنه خشى أن يتحرك بأمواجه فيثير غضب تلك العروق النافرة المحتقنة فيتلقى لكمة تُخرس هديره إلى الأبد ..
كان الجميع يتحرك حوله مباركا ً عقد القران وهو مازال مذهولا ً يضغط أضراسه حتى كاد أن يهشمها دون وعى .. يقبض راحته بقوة وغضب حتى هربت الدماء منها خشية أن يمزق أوردتها  تحت جلده .. إنها هى .. "حبيبة" ! .. تجلس إلى جوار"خالد" تعلو شفتيها إبتسامة خفيفة ..
لازالت عينيها تبرقان تكادا أن تمطرا .. تكاد أظافرها أن تتآكل وتنسلخ من فرط عبثها القوى بها توترا ً وحنقا ً .. لا تجد مسلكا ً لريقها بداخل حلقها وهى تنظر إليه .. نظرات مبهمة وربما متساءلة أو ربما حائرة .. إقتربت والدته وجذبته من ذراعه ناهرة إياه برفق وبصوت منخفض:
- إتأخرت كدة ليه يا "حسام" .. المأذون كتب الكتاب من بدرى
نظر إليها وقد تركت عيناه العروس الحائرة معلنا ً لها تركها إلى الأبد وأجاب وهو ينظر إلى الفراغ:
- دايما باجى متأخر يا ماما
جذبته مرة أخرى وسارت به  بإتجاه العروسين  بينما سار هو خلفها كطفل ضاع من عائلته وفقد الطريق فجأة وأظلم كل شىء من حوله فلا يكاد يسمع ولا يكاد يبصر وبالجهد ينطق كلماته .. بينما تمتمت وهى تسير بجواره :
- يالا علشان تسلم على العروسة وتبارك لـ"خالد"
المرة الأولى التى يحتضن فيها "خالد" ببرود .. المرة الأولى التى يشعر فيها أنه يريد أن يهشم وجهه بل ويحرق كل شىء حوله .. كان "خالد" يتحدث بحماس وهو ينظر له وكأنه شخص آخر وكأن "خالد" قد إنقسم إلى نصفين بل إلى رجلين رجل منهما صديق عمره الذى لا يتورع عن أن يفتديه بحياته والآخر رجل بغيض إختطف منه محبوبته لا يستحق سوى القتل ..
عندما بسط كفه لمصافحتها شعر بيدها تحرقه وهى تزحف فى كفه ببطء ووجل .. ضغط كفها بقوة آلمتها وعتاب قتلها وثارت لأجله خواطرها الراكدة
يا إلهى !! كيف أستطيع أن أرى الكلمات مرتسمة بأحداقه بوضوح هكذا .. لماذا يعاتبنى لماذا ينعتنى بالخائنة ؟ بل أنت من ترك وتخلى  .. أنت من يحب أخرى كما قيل لي .. بل لا يوجد بيننا أى شىء على الإطلاق يدعوك لتلك النظرة الغاضبة ..
يدعوك إلى كتابة تلك الكلمات القاتلة في عينيك .. أرجوك إبتعد الآن ولا تفسد عليّ يومي كما أفسدت عليّ أحلامى .  
لم تكن هى الوحيدة التى إستطاعت أن تقرأ ما بعينيه بل فوجىء هو الآخر بأنه يستطيع ذلك .. هى تدعى أنه لا يوجد بينهما ما يستدعى غضبه بل ولا تعرف لماذا أنا غاضب .. بل وتأمرنى بالابتعاد .. تركها وإبتعد سريعا ً كدوامة تسرع بإتجاه سفينة تريد أن تبتلعها .. هدرت أمواجه بعنف وزأرت وحوش غاباته وهو يفك ربطة عنقة بغضب وانفعال خارجا ً من القاعة ولكن نداءا ً واحدا ً فقط لم ولن يستطع يوما ً أن يتجاهله .. أقبلت والدته بإبتسامة عريضة متساءلة بسعادة:
- رايح فين يا "حسام" عاوزاك ف حاجة مهمة أوى
أشاح بوجهه يخفى ما تلبس به من غضب وهو يقول:
- خارج أشم شوية هوا بره
أدارته إلى جهة اليمين وأشارت إشارة خفية إلى إحدى الطاولات الغير بعيدة وهى تقول باهتمام مغلف بالفرحة :
- شايف البنت اللى زى القمر اللى قاعدة هناك دى
لم ينظر ... لقد كان يحاول بذل أقصى ما فى وسعه للسيطرة على إنفعالاته بشتى الطرق ولكن رغما عنه قال بعصبية :
- مالها يا ماما
فهمت والدته عصبيته بشكل آخر وقالت بحزم:
- أسمع بقى يا "حسام" أنا كل ما أجيبلك عروسه تعملى فيها الشويتين دول لكن خلاص بقى كفاية .. "خالد" اللى أصغر منك أهو إتجوز مش فاضل غيرك والمرة دى هاتوافق يعنى هاتوافق
نظر إليها بملامح خاوية وجبين منعقد فتابعت بنفس بحسم:
- البنت ممتازة يا "حسام"  .. أبوها لواء سابق فى الجيش ومربيها تربية جامدة على النظام والجدية يعنى متقلقش مش زى البنات اللى تعرفهم .. والنادى مبتروحوش إلا مع والدتها وزى ما إنت شايف كده لبسها محتشم وشخصيتها قوية والكل بيشكر فيها بصراحة وأنا متأكدة إن أخلاقها هاتعجبك .. ها قلت إيه ؟
عندما تندفع السهام إلى قلوبنا بلا رحمة بأيدى من نحب نفتح لها صدورنا بإبتسامة رضا ولا نحاول أن نتفاداها فالموت هنا لن يكون بسبب النصل .. سيتغلغل السهم فى القلب ليجده قد مات بالفعل قبل أن يصل إليه وفقد قدرته على النبض وسيبصر النصل لوحة رُسمت على الشغاف بدماء الحياة لحروف كلمة .. خيانة ..
نظر إلى والدته نظرة إستغاثة يرجوها بها أن تكف عن الحديث فهو الآن فى لحظة ضياع كاملة ربما يظلم بسببها إنسانة أخرى لا ذنب لها فيما حدث له .. ظلت تتحدث وتضغط وظل يستمع ويضيع أكثر كلما إلتفت إلى "خالد" وعروسه الخائنة بلا خيانة الحائرة بلا سبب حتى كاد أن ينفجر ..
تنهدت والدته بشفقة وقالت بحنان:
- ماتخبيش عليا لو فى واحدة تانية قول أنا مش هامانع
إبتسم بمرارة وحرك رأسه نفيا ً فاستطردت قائلة :
- يبقى تقول موافق وسيب الباقى عليا
وبعد صمت طويل اعتصر قلبه ألما ً وندما ً ...  تطايرت فيه أحلامه من أمامه كأوراق الشجر في مهب الريح نطق بحروف مبعثرة وعينين محتنقتين بالدم المندفع إليهما قائلا ً:
- موافق

هناك تعليقان (2):

  1. زعلتييييييييييييييييينى اوى :( بس بصراحه اسلووووبك جميييل اوى والقصه توووووحفه

    ردحذف
  2. رائعة جداااااا
    دمتي مبدعة

    ردحذف