الأحد، 18 مايو 2014

روايــة حكايـــة حبيبـــة .. الفصل التاسع

رواية حكايـــة حبيبـــة 

الفصل التاسع 


الفصل التاسع


ترك جسده يسقط بعنف فوق فراشه الوثير .. هو غاضبا ً جدا ً .. هو ثائرا ً لأبعد حد لو كان غيرها من أغضبه هكذا لبات ليلته يئن .. أغمض عينيه لعله يهدأ قليلا ً .. لعله ينسى كلماتها الجارحة التى قذفتها بوجهه ودمعها منساب فوق وجنتيها بغزارة .. لقد رفضت حبه بشدة واتهمته بالأنانية صراحة وضغطت جرحه بقوة ..  " كيف تبنى سعادتك فوق حطام " خالد وهدى" بتلك البساطة؟ ..

لم يكن يدرى هل يعنفها أم يربت على وجنتها لتهدأ .. ولكنه لم يفعل ظل ينظر إليها وهى تهتف بين يديه معلنة أنه يهذى وأن ما يقوله أوهام وتخيلات عقله المريض وأنها تحب "خالد" ولا تريد فراقه .. " كاذبة أنتِِ يا حبيبتى وتعلمين ذلك " ! ..  
ولكنه لم يقوى على منعها من المغادرة وهى تحذره من أن يقربها بعد الآن ..  لقد كادت أن تسقط وهى تعدو بعيدا ً متعثرة بكذبها وترددها وضعفها .. بل وحبها أيضا ً ! .. ولكن لا مفر سيبتعد كما أرادت ولكن .. ستظل النار مشتعلة تحت الرماد .
****
مرت الأيام تلو الأيام جاهد فيها ألا يلاقيها متجنبا ً أى مجلس أو مكان يجمعهما بل ومتجنبا ً سيرتها أيضا ً .. حاول أن يتقرب من خطيبته ولكن فى كل مرة يجد صدودا ً منها ومنه قبلها .. وفى كل مرة كان يستمع إلى نفس العبارات المكررة من والدته وهى تقول " بكره لما تبقى جوزها هتحس إنها بتحبك أصلها بتتكسف أوى" .. لم يكن يحتاج إلى تلك الكلمات فهو لم يكن يبحث عن حبها بقدر ما يبحث عن دواء آخر يشفيه من علته الدائمة .. ولهذا لم يتوقف بحثه عند صدود "هدى" وفقط .. بل لم يحتاج إلى البحث من البداية فالمعجبات كثيرات حوله ينتظرن منه إشارة واحدة .. يكفى أن يبتسم فقط  وهو يرفع تلك الأوزان الحديدية الثقيلة التى تبرز عضلاته المفتولة وتجعلها واضحة فتلمع لها أعينهن شوقا ً لملامستها أو تراه أخرى وهو يقفز داخل سيارته المكشوفة فتتناثر بعض خصلات شعره فوق عينيه لتسقط أسيرة هواه  ...
عرف هذه وترك أخرى واستجاب لأخريات ..
 وفى كل مرة يهتف قلبه هتافا ً يتردد صداه بين أضلعه..
" جربتُ الحب مرات عديدة وفى كل مرة أحبك أنت "  .

****
كيف يدعى حبها وهو يفعل ما يفعل !.. هكذا صرخ قلبها قبل عقلها متسائلا ً غاضبا ً .. ورافضا ً .. وهى تستمع إلى الحديث الحانق المنساب من بين شفاه " نور"  .. كيف يجروْ على الخيانة بتلك البساطة .. ولكن مهلا ً أى خيانة تلك التى تتحدث عنها .. ألم تكذبه .. ألم تحذره وتأمره بالإبتعاد فما بالها الآن غاضبة تريد الفتك به وقد علمت الحين بفتياته ومغامراته التى ذاع صيتها وسردتها عليها والدته بعدم رضى وهى تشكو تحوله المفاجىء ذاك

وفى النهاية ألقت عليها قنبلتها الأخيرة 
وهى تقول موجهة حديثها إلى "خالد" الجالس بجوارها :
- ومش بس كده لا ده جاى يقولى أنه حدد معاد فرحه خلاص وإتفق مع "هدى" عليه
كان يشعر بملل وهو يستمع إلى حديثها .. وما المشكلة فيما تقول ! .. إنه رجل ويحق له أكثر من هذا ومادام لن يتزوج بأحداهن فما الداعى للقلق إذن ؟! .. تنهد وهو يضع قبضته أسفل ذقنه قائلا ً :
- خلاص يا عمتو أهو هيتجوز وترتاحى من مشاكله
زفرت بضيق ثم ضغطت جبينها قائلة:
- معاك حق ويارب الجواز يصلحه ويرجعه زى الأول
أرسل "خالد" تنهيدة حائرة وهو يقول متعجبا ً:
- عارفه يا عمتو الكلام ده كله مش محيرنى أنا اللى مضايقنى  بجد أنى لما عرضت عليه يستنى شوية ونعمل فرحنا فى نفس اليوم إتعصب من غير سبب ورفض بطريقة غريبة أوى مش عارف مش طايق نفسه كده ليه

لو كانا نظرا إليها فى تلك اللحظة لربما وجدا الإجابة حاضرة فى عينيها فلقد كان خبر تحديد ميعاد زواجه كفيل بأن يثير رياح الحزن بوجهها وأمواج الدموع بعينيها .. نهضت من مقعدها بالمطعم الذى كانوا يتناولون وجبة الغذاء به متعللة بالحديث فى الهاتف وأخفت عينيها بخصلات شعرها المتدلية فوقهما وابتعدت للخارج لتستطيع السيطرة على تلك الشلالات المتدفقة منهما .. هكذا إذن يا "حسام" تدعى حبى وملكيتى لك وأنت تتقلب بين الفتيات والنساء غير عابىء بشىء .. أوهكذا يكون الحب ؟! .. لقد كنت محقة حينما إتهمتك بالأنانية ودفعتك للخروج من حياتى دفعا ً  .. توقف أيها الدمع أرجوك فما شأنى أنا بما يفعل ؟ لا تقتلنى كما قتلنى هو وبعثر أشلائى بين حناياه .
***
وفى قاعة الزفاف هناك تحركت عيناه سريعا ً بين الحضور والمدعويين باحثا ً عنها فلقد راهن نفسه بالأمس أنها لن تأتى .. إرتسمت إبتسامة جذلة بين شفتيه وهو ينظر إلى باب القاعة وقد دلف منها والديها ثم "راغب" وأختيها ومن خلفهم "خالد" وحيدا ً .. هى ليست معه .. غير معلقة بذراعه .. أعطت فرصة أخرى لقلبه ليرقص طربا ً وهو يستمع إلى والدتها وهى تهنىء "هدى" بالزواج ثم تقول معقبة "  معلش "حبيبة" تعبانة شوية مقدرتش تييجى " ... نعم لم يكن بمقدورها الحضور .. نعم هى مريضة ولكنها مريضة بحبه .. هكذا حدث نفسه باسما ً! .. لا تستطيع أن تراه وهو يُزف لغيرها .. لقد كان على حق لقد فاز برهانه .. ولكنه رهان كلا الطرفين فيه خاسر ! .
***
- "حسام" إنت ليه مش هاتحضر فرح "خالد" ؟!
هكذا قالت "هدى" وهى حائرة من أمره .. صمتت قليلا ً وهى تنظر إلى ذاك الغاضب المرتكز بساعده إلى حافة النافذة متجمدة عيناه فى بقعة ما بعيدة وربما تكون غير موجودة بالمرة سوى بعقله فقط .. أعادته عبارتها إلى أرض الواقع مرة أخرى وقال ببرود :
- أول مرة أشوف عروسة عاوزه تقطع شهر العسل وترجع مصر علشان فرح حد تانى
مطت شفتاها بلامبالاة وهى تجيبه قائلة:
- لا مش كده بس إحنا طولنا فعلا هنا فى تركيا بقالنا شهر ونص وماما وبابا وحشونى أوى
ابتسم بجمود وقال ساخرا ً:
- آه علشان كده بقى طب ما تقولى كده من الأول
شعرت بحنق شديد يلفها وهتفت بضيق:
-  يا "حسام" انت على طول ساكت وسرحان حتى لما بنخرج نتفسح بحس إنك مش مركز معايا أصلا وبصراحة بقى أنا زهقت وعاوزه أرجع مصر
أغمض عينيه وخرجت كلماته متألمة وهو يقول :
- اسبوعين كمان وننزل مصر
تحولت إليه بجسدها كله دفعة واحدة وهى تهتف بدهشة:
- أسبوعين ليه ؟! .. ما ننزل بكره ولا بعده وبالمرة نحضر فرح "خالد وحبيبة"
كانت تنتظر جوابا ً ولكنها وجدت عاصفة متحركة قادمة نحوها وهو يصيح غاضبا ً:
- أنا مبحبش حد يقولى لاء .. فاهمانى
أنهى عبارته وتنحى جانبا ً قبل أن يلتهمها بداخل بركانه الثائر وخرج من الغرفة بأكملها وصفع الباب خلفه بقوة اهتزت لها الجدران وزجاج النوافذ وجعلتها تجفل منتفضة مندهشة .. ماهذا الرجل ؟! إنه حنون أحيانا ً ..شغوف أحيانا ً .. شاردا ً معظم يومه غاضبا ً بلا أسباب ! .. أغمضت عينيها لتستعيد هدوءها وتناولت هاتفها النقال لتحدث والدتها وتسرد عليها يومها بكل تفاصيله كما تفعل دائما ً ! .
***
 حفل زواج آخر لم يبعد كثيرا ً عن الحفل الأول سوى شهرا ً واحدا ً وأيام قليلة .. وها هى نفس القاعة تتزين مرة أخرى لاستقبال عروسها الجديد .. وعلى نفس الأريكة البنفسجية الوثيرة المزينة حوافها بالتل الأبيض المرصع بزهور الياسمين والبنفسج الطبيعية لتعطى مزيجا ً متجانسا ً بين الرقة والجمال والروائح النفاذة المنعشة جلست "حبيبة" بجوار "خالد" بثوبها الأبيض والتى تتداخل فيه الخيوط الفضية اللامعة مع الخيوط الذهبية البراقة حول الخصر والذيل الطويل الذى أعطاها مظهرا ً ملكيا ً فريدا ً وطرحتها المصنوعة من التل المرصع بفصوص صغيرة تلمع عندما تحرك رأسها ومثبتةً بعناية أسفل شعرها المرفوع معظمة للأعلى وقد إنسابت منه خصلات ليست بالكثيرة حول وجهها برقة ونعومة ..

هى أيضا ً كانت مترقبة معلقة عينيها بباب القاعة البعيد ولكنها كانت تختلف عنه كثيرا ً فلقد كانت تتمنى عدم حضوره بل وتخشاه بشدة فى تلك اللحظة الفاصلة فى حياتها المستقبلية ..
 هل أخشى أن أصبح العروس الهاربة بثوبها الأبيض بأمر من عينيه ؟! .. لا لن أخضع سأتحاشى النظر إليه  ..  ولكن ..
 ماذا لو قبل أناملى ؟ هل سأتحسس موضع شفتيه على ظهر كفى  ؟ أم سترفض راحتى مغادرة قبضته فيفتضح أمرى ؟ . ليته لا يأتى ..
 كانت كلمات " نور" فى تلك الحظة هى طوق النجاة عندما همست لهما معتذرة :
- ماتزعلوش من "حسام" يا ولاد إنتوا عارفين بقى شهر العسل نساه نفسه
إطمأنت أكثر عندما أردف "خالد" قائلا ً:
- ولا يهمك يا عمتو هو كلمنى واعتذرلى .. غصب عنه مش لاقى حجز خالص

أرخت جفنيها براحة كبيرة عندما تيقنت من عدم حضورة وعبثت بطرف ثوبها فى استرخاء شديد غير عابئة بأصدقاء "خالد" الذين بدأوا فى التوافد والإلتفاف حوله بجوارها بعضهم يهنئة والآخر يهمس له بمكر وهو يدس بسترته شىء صغير لم تراه حينها بوضوح ولم تكن تعلم ماهو ..
وانطلق الدخان الأبيض الشفاف من مضخاته المستترة حول مقعدا العروسين  متجانسة مع بدء انسياب الموسيقى الهادئة التى تدعوهما للرقص البطىء .. تناول "خالد" أناملها بين أصابعه آخذا ً إياها إلى تلك الدائرة المضيئة بوسط القاعة بأنوار متلألأة حول حوافها المرتفعة قليلا عن الأرض ..

وضع يديه حول خصرها ونظر فى عينيها وفى تلك اللحظة لم يبقى معها سوى بجسده فقط .. لقد رحل بعيدا ً بقلبه عائدا ً به سنوات إلى الماضى البعيد .. شعر بأن "حنين" تحتل وجه "حبيبة" رويدا ً رويدا ً وتبتسم له بسعادة وشوق كبير .. ابتسم وهو يطبق بدون وعى حول خصرها باضطراب كبير .. أخذته من ماضيه عندما سألته بقلق :
- مالك يا "خالد" ؟!
أغمض عينيه محاولا ً إستعادت قلبه المأخوذ  وقال مستفهما ً :
- مالى؟
ابتسمت متعجبة وهى تشير بعينيها إلى وجنته قائلة:
- مش حاسس بالدموع دى ؟!
انتبه إلى أن عينيه تدمع بالفعل دون أن يشعر فمد أصابعه يمسحها على الفور وهو يبتسم ابتسامة خاوية قائلا بمرح مصطنع :
- الدخان بقى معلش
ابتسمت غير مصدقة إياه ولكنها لم تعقب فكل منهما بعيدا ً عن الآخر بما يكفى برغم إلتحام جسديهما


مال "راغب" قليلاً باتجاه زوجته وقال ساخراً:
- أختك شكلها مش طبيعى
ابتسمت "نشوى" وهى تقول بزهو :
- أنا عارفه ليه
نظر إليها بلهفة فطريقتها توحى بأنها لديها الكثير والكثير لتقوله ولكنه لم يسأل ..أنتظر فهو يعلم زوجته جيداً ويعلم أنها تريد البوح بما لديها .. طال صمته فقالت على الفور:
- ايه مش هتسألنى عارفه أيه ؟
أبتسم بثقة وهو يقول:
- طالما قولتى أن فى حاجه يبقى هتقولى من غير  سؤال
ضحكت بجذل فهما يفهمان بعضهما البعض جيداً ثم قالت بهمس بعد أن نظرت حولها :
- يوم خطوبة "حسام" سمعتهم بيتكلموا لوحدهم وكانوا منفعلين أوى لدرجة ماخدوش بالهم أنى قريبة وصوتهم كان عالى سمعت كل حاجه تقريباً

أستند بظهره إلى المقعد قليلاً وهو يفكر ثم عاد إليها مرة أخرى وهو يومىء برأسه ليحثها على المتابعة وقد شحذ حواسه جميعاً استعداداً لما بدأت هى فى سرده على أذنيه هامسة .. كلما انغمرت فى سردها كلما لمعت عينيه جذلاً وهو يفكر كيف سيستخدم ما تُقدم له من معلومات ثمينة فى المستقبل  .. عندما رأت بريق عينيه يتصاعد فهمت ما يفكر به سريعا ولكنها لم تستطع أن تصل إلى مكان ما بعقله أو بقلبه لترى النشوة التى حلت به وهو يتخيل "حبيبة" تستجيب له هو الآخر خوفاً من أن يفشى سرها مع "حسام" ويفضحهما معاً .
****
أنتهى الحفل وأستقرت "حبيبة" بجوار " خالد" بسيارته ولوحت للجميع بابتسامة صغيرة مودعة وهو ينطلق بها فى طريقهما إلى منزله .. كلما ابتعد عن الفندق كلما خفق قلبها بشدة وهى تنظر فى المرآة بجوارها وترى أنعكاس صور أسرتها وأصدقائها تتلاشى شيئاً فشيئاً ..  وكأنما تختفى حياتها القديمة ليحل محلها مستقبلها الجديد بصحبة " خالد" الذى ينظر إليها بين دقيقة وأخرى مبتسماً بسعادة ويزيد من سرعة انطلاقة إلى المنزل ..

دلفت بوجل للداخل بعدما أغلق الباب خلفهما مرحباً بها وهو لا يدرى أن قلبها يكاد يقفز خارج حنجرتها من فرط الخوف والإضطراب والترقب .. 
وقد زاد ترقبها وقلقها  عندما رأته يبتلع ذاك الشىء الصغير الذى أهداه أياه صديقه فى حفل زواجهما منذ قليل وتلاه بلفافة تبغ غريبة الشكل عندما اشعلها خرجت رائحتها مقززة مما جعلها تبتعد فى غرفتها وهى تضع يديها فوق صدرها لعلها تهدأ قليلاً أو تجد حلاً ما ..
ولكنه لم ينتظرها كثيراً ..
 هل سقطت مغشياً عليها من شدة الخوف أم من فرط قسوته وتبلد مشاعره وهى بين يديه ؟ .. لا تعلم  ! .. 
 كل ما علمته وشعرت به هو الألم الذى انتشر بجسدها دفعة واحدة وارتجافة أوصالها التى ترتعش  بلا توقف . لم يستمع لها وهى ترجوه أن يتركها الليلة فقط .. وهل كان فى وعيه حتى يستمع لها ؟! . . لم يكن فى حالته الطبيعية وكأنما تجمد أحساسه بها وبوجودها معه من البداية .. أنتهى منها مولياً ظهره إليها مترنحاً .. نام وكأنما أغشى عليه فجأة واصبح دون حراك .


أستيقظت فى الظهيرة لتجد أمامها شخصاً آخر غير ذاك المتجمد بالأمس .. لقد كان مرحاً للغاية
وهو يوقظها هاتفاً :
- يالا قومى يا كسلانه ورانا سفر
حدقت به بدهشة .. لم تستطع فى البداية استيعاب تبدله هكذا فضلاً عن أن تستوعب حديثه عن السفر
وهى تتسائل :
- سفر أيه ؟!
جذبها لتنهض من الفراش وهو يقول بغموض:
- هتعرفى بعدين يالا قدامنا ساعه بالكتير وننزل من البيتجمعت بعض ملابسها على عجلة منها كما أمرها وهى تتذكر قبل الزواج بايام عندما طلب منهاجواز سفرها ولم يشأ أن يخبرها عن السبب حينها رغم تكرار سؤالها عنه ..
 الآن قد علمت لماذا .. لقد جهز رحلة ما إلى بلد ما ولكن على اية حال لن يختلف الأمر كثيراً ولن يصبح أكثر سوءاً مما واجهته الليلة الماضية .. لقد كانت الأسوء على الإطلاق ..
 أو هكذا كانت تظن ! . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق