الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل السادس )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد 

الفصل السادس




أصرت أم عبد الرحمن على أستقبالهم بنفسها عند بوابة المنزل الداخليه ورأتهم وهم يخطون أول خطواتهم فى حديقة المنزل الكبير .. رحبت عفاف  بهم أشد ترحيب وأحتضنت مريم وإيمان فى حنان   بينما أكتفت أم وليد :
- بلقاء بارد وتحيه مصطنعه
كانت دهشة الاخوه الثلاثه بالغه حينما رأوا الطابق الخاص بهم وشاهدوا ما أعده لهم أعمامهم فيه .. لا ينقصه شىء الشقق بها جميع الكماليات والاثاث الفاخر مما زاد أنبهار مريم بصفه خاصه
كانت الفتيات تتعامل ببهجه وهم يضعون الملابس فى خزاناتهن الخاصه ويجهزون كل شىء وكانت أم عبد الرحمن تعد الطعام فى شقتها وعلى وجهها علامات السرور فلقد أحبتهم كثيرا وشعرت أنهم أبنائها التى لم تنجبهم وكانت تساعدها أم وليد التى ما لبثت ان قالت فى ضيق:
- البت الصغيره دى شكلها مش مريحنى ابدا شبه أمها كده
أم عبد الرحمن:
- بقولك أيه يا أم وليد دول مش جايين يومين وماشين لا دول جايين يعيشوا هنا يعنى أنسى بقى أنك بتكرهى أمهم الله يسامحها أفتكرى بس أنهم يبقوا ولاد علي الله يرحمه
ام وليد:
- أنا عارفه أنك علانياتك يا عفاف .. حتى لو أحنا نسينا أمهم ... هما مش هينسوا والله اعلم ناوين على أيه وأبقى أفتكرى كلامى ده كويس
دخلت فرحه مقاطعة حديثهما:
- ماما خلصنا خلاص كله تمام
ام وليد :
- وأحنا كمان خلصنا روحى نادى وفاء علشان نجهز السفره
وفى غرفه المكتب كان يوسف يداعب إيهاب قائلا:
- بما أنك بقى مهندس ديكور عاوز أعرف ينفع أعمل شقتى كلها مرايات
ضحك الجميع وقال ايهاب :
- اه طبعا ينفع أهو بالنهار تبقى شقه وبالليل ممكن نقلبها ملاهى
ضحك عبد الرحمن وقال:
- أصل يوسف تقريبا كان ناوى يحط كاميرات مراقبه لمراته لما يتجوز .. شكله كده غير رأيه وقال المرايات أرخص
كان وليد متجهما بعض الشىء فلم يشاركهم داعاباتهم
نظر الحاج ابراهيم لاخيه وقال:
- شكلنا كده مش هنخلص منهم يا حسين أنا جعت أيه مفيش أكل النهارده ولا ايه
الحاج حسين موجها حديثه لــ يوسف :
- لو سمحت يا يوسف روح شوف جهزوا السفره ولا لسه
خرج يوسف متجها الى المطبخ وكانت فرحه آتيه بصحبه إيمان ومريم
نادت فرحه على يوسف قائله:
- يوسف تعالى أنت لسه مشوفتش إيمان ومريم ولاد عمى وأشارت الى ايمان وقالت :
- دى إيمان الكبيرة أما دى بقى مريم
تلاقت نظرات يوسف بمريم عرفها وعرفته فقال بقتضاب :
- أهلا وسهلا وحمد الله على السلامه
ثم التفت الى أخته وقال لو سمحتى يا فرحه جهزوا الاكل بسرعه
فرحه بسعاده:
- خلاص الاكل جاهز خمس دقايق وتلاقوا السفره جاهزة
عاد يوسف أدراجه الى المكتب مصدوما ومتعجبا كيف تكون هذ أخت ايهاب الذى أعجب برجولته الواضحه فى أقواله وتصرفاته منذ لحظات
بعد عشر دقائق خرج الرجال الى حجرة الطعام
لم تقل صدمة وليد عن صدمة يوسف حينما رأى مريم وتعرف إليها وتعرفت إليه هى الأخرى وجلس الجميع حول المائدة
حيث نظر الحاج حسين الى الجميع فى سعاده وقال:
- انا كده بقى مش محتاج حاجه خالص من الدنيا
رد عليه الحاج ابراهيم مؤكدا:
- اى والله يا حسين صدقت
أبتسم الجميع برغم ان بداخل  كل واحد فيهم مشاعر مختلفه ما بين سعادة ونشوة وحذر وخجل ... وبغض
لم تحتمل أم وليد ان تكمل هذه الجلسة بخير فقالت موجهة كلامها لايمان:
- بس أنا مستغربه يا إيمان أزاى أمك دخلتك مدارس أزهرى مع أن أحلام مالهاش فى الحاجات دى خالص
نظر لها ابراهيم بصرامه قائلا:
- فاطمـــة
فاطمة بتوتر:
- انا مقصدش حاجه انا قصدى يعنى ان اخوتها كلهم تعليم عادى يعنى
وهنا قال إيهاب:
- وأحنا فى الروضه كانت دايما مدرسة القرآن تقول إيمان ليها مستقبل فى العلم الشرعى  لأنها كانت متفوقه فى الحفظ جدا
وكانت دايما تقولها أنتى لازم تدخلى أزهرى لدرجة أن إيمان كانت بتحلم بالمدرسه من قبل ما تبدأ
نظرت لها ايمان وكأنها فهمت ما تقصده من كلام على والدتها فقالت:
- وماما مكنش عندها مانع ابدا يا طنط بالعكس
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وفى نهاية اليوم صعد الأخوه الثلاثه الى شقتهم الخاصه ذهب ايهاب للنوم ليستسقظ لعمله صباحا وجلست ايمان ومريم فى الشرفه يحتسيان الشاى ويتحدثان
كان عبد الرحمن فى شرفة غرفته يتحدث فى الهاتف بانفعال شديد مع هند
عبد الرحمن:
- بقولك مكنش ينفع آجى النهارده هفضل أكررها كتير يا هند
هند:
-  خلاص مبقتش فاضيلى يا عبد الرحمن شفت بنات عمك نسيتنى
زفرعبد الرحمن بضيق ثم قال:
- أستغفر الله العظيم هنبدأ بقى الكلام الفارغ ..
تنفس قليلا ليهدأ ثم قال:
- يا حبيبتى أنا عارف أنى مقصر معاكى بس عاوزك تعذرينى أنا الكبير ولازم أبقى جنب أبويا دايما
هند:
- كويس أنك أعترفت أنك مقصر معايا علشان تعرف بس أنى مستحمله
عبد الرحمن:
- هو حد قال حاجه تانيه يا قمر .. بصى ليكى عندى حتة تعويض بكره انما ايه هيعجبك اوى
هند بابتسامه:
- تعويض ايه
عبد الرحمن:
- هنتغدى مع بعض بكره فى المكان اللى تختاريه
ابتسمت وقالت:
- موافقه
عبد الرحمن :
- بحبك
""""
كانت مريم تتابع بشغف وتستمع لبعض الكلمات وقالت لاختها :
- تعرفى أنه خاطب السكرتيرة بتاعتهم
إيمان وهى تحتسى الشاى:
- وفيها ايه
مريم بتكبر:
- أزاى واحد زى ده يتجوز السكرتيرة بتاعته وأزاى عمى يوافق على كده اصلا
ايمان بأبتسامة:
- اهلا يا مريم .. أنتى لسه ما كملتيش يوم وليله هنا هتبدأى تتكبرى على الناس من أولها
وبعدين الانسان مش بفلوسه الانسان بدينه وأخلاقه
تابعت مريم وكأنها لم تسمعها:
- تعرفى أنكم لايقين على بعض أوى يا ايمان
نظرت لها ايمان بدهشه وقالت:
- مين؟
مريم:
- أنتى وعبد الرحمن
ضحكت ايمان وقالت:
- انتى بتهزرى ولا ايه؟    أنتى عارفه يا مريم أنا مش هتجوز الا راجل ملتزم ولا يمكن أرضى بديلا يا أموره أنتى
أبتسمت لها اختها وقالت:
- طول عمرك فقريه يا ايمان ربنا يكملك بعقلك يابنتى
"""""""""""""""""""
فى الصباح كانت مريم تقف امام البوابه الخارجيه بجوار سيارة يوسف وتتحدث فى الهاتف خرج يوسف ليركب سيارته فوجدها تتحدث فى عصبيه :
- يعنى أيه مش هتيجى تاخدينى أروح أنا الكليه أزاى دلوقتى المكان هنا غريب عليه ولسه مش عارفه المواصلات  خلاص خلاص أنا هتصرف
أستدارت فوجدت يوسف يقف خلفها فقالت بحرج:
- أنا آسفه عطلتلك ولا حاجه
يوسف :
- لا ابدا ميش حاجه ..
ثم تنحنح بحرج وقال:
- أنا آسف مكنتش أقصد أسمعك وأنتى بتتكلمى بس صوتك كان عالى شويه .. على فكره أنا ممكن أوصلك
مريم بتصنع الحرج:
- لالا مفيش داعى أنا هتصرف هشوف أى مواصلات هنا
يوسف :
- لا طبعا ميصحش بس ثوانى  .. أ
خرج الهاتف وأتصل على فرحه :
- أنتى مش رايحه الكليه يا فرحه
فرحه:
- أنا بلبس أهو ونازله
يوسف:
- طب أنا مستنيكى تحت علشان أوصلك انتى ومريم
أستقلت مريم السياره بجوار فرحه وهى تشعر بالهزيمه من أول جوله
توقف يوسف بالسيارة أمام كليه مريم .. صدمت سلمى وهى ترى مريم تهبط من سياره يوسف فهى لم تنسى شكله منذ يوم السفينه العائمه
أقبلت سلمى عليها قائله:
- يابنت اللذينه أتلميتى على الواد ده ازاى
مريم بزهو:
- هو اللى عرض عليا يوصلنى وبعدين ده شىء طبيعى مش ابن عمى
وضعت سلمى يدها فى خصرها وقالت بأستنكار:
- نعم ياختى بقى الواد ده ابن عمك انتى
مريم وهى تخطو وتترك سلمى خلفها:
- أنتى ناسيه أنا من عيلة مين ولا أيه وعلى فكره مش هو لوحده اللى كان قاعد معاه كمان أبن عمى ابراهيم

جلست مريم فى الكافتريا مع سلمى وقصت عليها ما حدث وأنهم قد أنتقلوا للعيش مع أعمامهم
كانت سلمى تستمع لها باهتمام ثم قالت بمكر:
- انا شكلى كده هبقى ازورك كتير يا مريم
""""""""""""""""""""""""""""
دخل يوسف مكتب والده الذى نظر له وقال:
- أتأخرت ليه
يوسف :
- كنت بوصل فرحه ومريم لكليتهم
والده:
- طب خدت رقم مريم علشان تبقى تعرف هتخلص امتى وتروح تجيبها
نظر له يوسف فى دهشه واستنكار قائلا:
- ايه يا بابا هو انا هشتغل موصلاتى على اخر الزمن مترجع البيت بتاكسى ايه المشكله
والده بابتسامه:
- طب ومتعصب ليه كده
يوسف:
- بعد أذنك يا بابا حضرتك أنا اتبرعت بس النهارده كده جدعنه منى يعنى لكن بعد كده حضرتك ممكن تبعت معاهم السواق للمكان اللى عاوزينه
والده بابتسامه أخرى:
- معلش يا يوسف علشان خاطرى هاتهم النهارده ومن بكره السواق يوصلهم .. كلم فرحه أكيد خدت رقم بنت عمها خاليها تكلمها وتشوفها هتروح امتى

خرجت مريم بصحبة سلمى من الكليه فوجدت يوسف ينتظرها مع فرحه داخل السياره على حسب أتفاقها مع فرحه فأتجهت اليهم القت سلمى التحيه على يوسف وفرحه التى قالت:
- أنتى صاحبة مريم الانتيم مش كده
سلمى وهى مصوبه نظرها ل يوسف :
- جدا يا فرحه انا ومريم أخوات من زمان أشاح يوسف بوجهه بعيدا عنها فى تقزز
وفى الطريق كانت مريم تجلس فى الخلف وتنظر من الحين لأخر نظره خاطفه ل يوسف الذى تكلم بدون سابق انذار قائلا:
- هى صاحبتك من زمان؟
مريم بانتباه :
- لا مش من زمان أوى من ساعة ما دخلت الكليه بس
هز يوسف رأسه فى صمت فقالت مريم :
- ليه فى حاجه
يوسف بلا مبالاة :
- لا ابدا مجرد سؤال
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- ها يا ستى خلاص صافى يا لبن ؟
نظرت له هند بدلع وقالت :
- خلاص سماح المره دى
عبد الرحمن وهو يرفع يديه للسماء:
- اللهم لك الحمد
نظرت له وقالت:
-  أنت بتحبنى بجد يا عبد الرحمن
عبد الرحمن:
- تانى يا هند أرحمينى بقى قلتلك بحبك والله بحبك ولو مش بحبك خطبتك ليه يعنى كنت فاضى ومش لاقى حاجه أعملها قلت أخطب شويه ولا أيه ؟
هند :
- طب ليه مش عاوز تحدد معاد كتب الكتاب
عبد الرحمن بنفاذ صبر:
- تانى يا هند لا قصدى عاشر يا هند أنا قلتلك أصبرى شويه لما موضوع ولاد عمى ده يستقر كده وبعدين هفاتح بابا فى الموضوع
نظرت اليه نظرة جريئه كما تعلمتها من أختها وقالت:
- لا يبقى أنا بقى موحشتكش
أكمل طعامه فى صمت وكأنه لم يسمعها مما استفزها فقالت:
- يبقى أنا فعلا موحشتكش ولا هوحشك
ألقى عبد الرحمن الملعقة على المائده فى عصبيه وقال:
- هند أنتى كده هتخلينى أغير رأيى فيكى  .. أنتى أيه اللى حصلك بقيتى تعملى حركات غريبه كده أنتى مكنتيش كده يا هند
قالت هند بأحراج :
- خلاص أنت افتكرت  أيه  ؟   أنا كان قصدى يعنى أنك تهتم بيا شويه مش أكتر
عبد الرحمن دون أن ينظر اليها :
- كلى يا هند خالينا نرجع الشركه
""""""""""""""""""""""""""
فى المساء التف الجميع للعشاء حول المائده الكبيرة
نظرت عفاف  الى زوجها قائله:
- عارف يا حاج حسين إيمان صممت تنزل شغلها النهارده
نظرحسين إلى إيمان  قائلا بتسائل :
- أنتى بتشتغلى يا ايمان ؟
أومأت ايمان برأسها وقالت :
- أيوا يا عمى بشتغل فى مدرسة قريبه من شقتنا القديمه
الحاج حسين:
- روحتى المشوار ده كله ورجعتى لوحدك
إيمان  بأبتسامة:
- وفيها أيه يا عمى أنا بركب مواصلات عامه متقلقش عليا
الحاج حسين:
- أظن يابنتى خلاص مفيش داعى للشغل بعد كده
إيمان:
- ياعمى أنا مش بشتغل علشان الفلوس مع أن ده سبب من أسباب الشغل لكن الاساس انى بحب مهنة التدريس للبنات أوى وبحس أنى بعمل حاجه مبحبش أبقى قاعده كده

تابع الحاج حسين تناول طعامه بعد أن قال :
- عاوز أتكلم معاكى شويه يا إيمان أبقى تعاليلى أوضة المكتب بعد العشاء
وبعد العشاء دخلت إيمان خلف عمها وأغلقت الباب أشار لها ان تجلس بالمقعد المقابل لمكتبه فقالت:
- خير يا عمى
الحاج حسين:
- بصى يا ايمان أنتى دلوقتى بقيتى زى فرحه بالظبط عندى أنا عاوزك تكلمينى زى أبوكى متكسفيش من حاجه
أومأت ايمان برأسها وأنتظرته يتحدث فقال:
- ايمان أنتى ليه مصممه على الشغل يابنتى
ايمان:
- زى ما قلتلك ياعمى انا بحب شغلى
الحاج حسين :
- بس انا متأكد ان ده مش السبب الرئيسى
صمتت ايمان فاستكمل حديثه قائلا:
- ام عبد الرحمن قالتلى انك صممتى تتغدى فى شقتك فوق ليه كده يابنتى
ايمان باحراج:
- بصراحه ياعمى انا مبحبش أتقل على حد
الحاج حسين باهتمام :
- حد قالك كلمه زعلتك أو حسستك أنك مش فى بيتك
قالت ايمان مسرعة  :
- لا ياعمى مش كده ...انا ده طبعى وبعدين يا عمى بعد أذنك أحنا وافقنا نعيش هنا لكن هنفضل نشتغل وتبقى لينا مصاريفنا الخاصه زى ما كنا
نظر لها بتركيز وقال:
- للدرجادى شايفانى غريب عنكوا يابنتى
ايمان:
- مش قصدى والله يا عمى لكن معلش سبنا على راحتنا
هز رأسه متفهماً وقال:
- وطبعا ده رأى ايهاب كمان علشان كده رفض يجى يشتغل معايا فى الشركه
صمتت ايمان فقال:
- عموما يابنتى أنا مش عاوز أضغط عليكم فى حاجه بس أنا مش مستريح كده ولو على الشغل وأنك عاوزه تحسى أنك بتعملى حاجه تعالى أشتغلى معانا
إيمان :
- ياعمى أشتغل معاكوا أيه بس انا مليش فى شغلكوا خالص
أنهت كلمتها ونهضت وأستأذنت فى الانصراف سمح لها بالأنصراف وجلس  شاردا فى غرفة مكتبه يبحث عن مخرج مناسب
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى صباح اليوم التالى دخلت هند مكتب الحاج حسين وعرضت عليه ملف أحدى الموظفات فى الشركه وهى مديرة مكتب يوسف .. نظر الحاج حسين الى الملف وقال لهند:
- عملت ايه الموظفه دى
هند بحنق :
- ضيعت ملف مهم جدا يا فندم والاستاذ يوسف أضايق أوى وبيستأذن حضرتك فى نقلها مكان تانى
أمسك قلمه الخاص وذيل الملف بأمضته ليتم نقلها مكان آخر ثم وضع القلم وقال ل هند:
- فى حد هيمسك مكانها
هند:
- انا هقوم بشغلها يا فندم لحد ما نعمل اعلان
الحاج حسين:
- تقومى بشغلها ازاى ده هيبقى مجهود كبير اوى كده مش هتبقى مركز كفايه فى شغلك هنا
هند باستسلام:
- مفيش حل تانى يا فندم ..
ثم استدركت ببطىء قائله :
- ياريتنى كنت اعرف حد ثقه كانت هتوفر علينا الاعلان  والوقت الطويل اللى هيضيع ده كله
نظر إليها الحاج حسين فى تفكير فلقد وجدها الفرصه المناسبه التى كان يبحث عنها
ثم قال:
- طيب سيبى الاعلان ده لحد بكره


وفى المساء جلس الى ايمان ومريم فى شرفة شقتهم وعرض الامر على ايمان فرفضت قائله:
- ما انا قلت لحضرتك  قبل كده يا عمى انا ماليش فى شغلكم ده
 ردت مريم بسرعه قائلة :
- ينفع انا ياعمى
نظر لها بدهشه وقال:
- بس انتى لسه بتدرسى يا مريم هتوفقى ازاى بين الشغل والدراسه
مريم بشغف:
- انا هعرف اوفق يا عمى سبنى اجرب علشان خاطرى
هز كتفيه قائلا بأستسلام قائلا:
- خلاص زى ما تحبى ..  تحبى تبدأى من بكره ؟
مريم بسعاده :
- أتفقنا

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الخامس )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الخامس




جمع الحاج حسين عائلته وعائلة أخيه أبراهيم وقص عليهم ما حدث فى مقابلته مع أولاد أخيه علي إيهاب وإ يمان ورد فعلهم تجاه عرضه الذى عرضهم عليهما وبمجرد أن أنتهى من حديثة  قال عبد الرحمن:
- ورفضوا ليه يا بابا
حسين :
- والله يابنى ده شىء طبيعى بعد الفكره الغلط اللى كانوا واخدينها عننا
عبد الرحمن باهتمام:
- أيوه بس المفروض أنك حكتلهم الحقيقة
أجابته والدته عفاف قائلة:
- الحقيقة دى من وجهة نظرنا أحنا لكن أكيد هما مش هيكدبوا أمهم ويصدقونا أحنا خصوصا أنهم متربوش وسطينا وميعرفوناش أصلا
تنهد الحاج ابراهيم قائلا:
-  طب ووصلتوا لأيه فى الأخر
الحاج حسين:
- بعد محاولات كتيره أوى قالوا عاوزين فرصه نفكر ونستخير ربنا
نظر وليد الى أمه فاطمه التى بادلته النظرات الساخره وهى تمصمص شفتاها بتبرم مما يحدث
بينما تكلمت وفاء قائله:
- طب أيه رأيك يا عمى نروحلهم أنا وفرحه ونتعرف عليهم ونتقرب منهم
قاطعها وليد :
- تروحى فين ياختى وفيه راجل معاهم فى البيت
قال الحاج حسين وقد استحسن الفكره:
- بسيطه ياخدوا معاهم يوسف أو عبد الرحمن أو أنت تروح معاهم
قال وليد باستنكار:
- أنا...لالا انا مش فاضى يا عمى معلش
نظر حسين الى ولديه  قائلا:
- خلاص حد فيكم يروح معاهم
وهنا قال الحاج ابراهيم وانا كمان هروح معاهم يا حسين نفسى أشوف ولاد أخويا
""""""""""""""""""""""""
وفى اليوم التالى وفى المساء كانت أحلام تتكلم مع أولادها فى الهاتف بأنفعال شديد:
- يعنى أيه مش عاوزين تروحوا تقعدوا هناك أيه لعب العيال ده
شوية عيال زيكوا هيمشوا كلامهم عليا ولا ايه
زفر أيهاب بنفاذ صبر وقال:
- يا ماما أهدى شويه مش كده أنتى حتى مش عاوزه تسمعينا
أحلام:
- أنا سمعت كتير وياريتنى ما سمعت ..أسمع يا واد منك ليها هتروحوا يعنى هتروحوا ومش عاوزه كلمه تانيه
رد ايهاب بانفعال اكبر:
- ولو قلنا لا
شعرت أحلام أنها لو انفعلت مره اخرى ستفقد تأييد أولادها لها فقررت تغير طريقة معاملتها معهم .. غيرت نبرة صوتها ونسجتها بالشجن والحزن وقالت:
- وأنا اللى قلت أنكم بتحبونى وبتسمعوا كلامى وأكيد مش هترفضولى طلب يا ايهاب وبعدين يابنى دول عمامكم برضه يعنى مش هتقعدوا عند حد غريب .. يابنى أنتوا ليكوا حق عندهم يعنى مش هتقعدوا عاله عليهم ده كله من خير أبوك يعنى هتعيشوا فى ملككم زيهم بالظبط
ايهاب :
- أيوا يا ماما بس حقنا ده محدش هيعترف بيه ابدا يعنى هنفضل فى نظرهم عاله
أحلام بتصنع:
- لا يا حبيبى انا متأكده ان عمك أتغير ولو مكنش اتغير مكنش جالكم بعد ما قرأ الجواب وطلب تعيشوا معاه .. وطالما أتغير يبقى لما تعيشوا معاه ويعرفكم كويس ويحبكم ضميره هيصحى وهيرجعلكم فلوس أبوكم الله يرحمه ..  وتصنعت البكاء

ايهاب :
- أنا نفسى أعرف يا ماما  أيه اللى خلاكى تبعتى الجواب ده بعد السنين دى كلها ليه فجأه كده عاوزانا نرجعلهم مش أنتى اللى كنتى بتنبهى علينا أن محدش منهم يعرف طريقنا وأننا نبعد عن أى حاجه أسمهم عليها

أحلام :
- ده كان زمان يابنى اه كنت خايفه عليكم من أذاهم احسن يطلكوا زى ما طالنى لما كنت عايشه وسطهم
لكن من فتره كده سمعت انهم رجعوا لربنا وبقوا يعملوا خير كبير وبقيت أسمع عن أعمالهم الخيريه .. قلت يبقى خير  أعرفهم طريق ولاد اخوهم يمكن ضميرهم يصحى ويرجعوا مال اليتمه اللى نهبوه زمان ... وأهو برضه نبقى خدنا ثواب صلة الرحم

لم يشعر ايهاب بالصدق فى حديث والدته ولكنه لم يتجرأ على القول بهذا
نظر الى اختيه ايمان ومريم ..كانا يتابعن الحديث بشغف
القى السماعه الى ايمان قائلا:
- خدى كلمى امك
أعادت أحلام عليها نفس الكلام بمسكنه  أكبر حتى قالت ايمان :
- خلاص يا ماما هنستخير ربنا ونرد عليكى
أشاحت أحلام بوجهها بعيدا عن سماعة الهاتف حتى لا تسمع ايمان صوت زفرتها التى زفرتها فى ضيق ثم رسمت ابتسامه على شفتيها لتخرج كلمات مناسبه من بينهما وقالت :
- طبعا يا حبيبتى لازم نستخير ربنا قبل اى حاجه وان شاء الله ربنا هيدلكوا على الخير
أعطت السماعه لمريم التى أكتفت بالسلام والتحيه فقط وقبل ان تغلق الخط قالت لها أمها:
- مش هوصيكى بقى يا مريم ..ماشى
مريم بتوتر:
- ربنا يسهل يا ماما
جلست الاختان الى اخيهما يتشاوروا فى الأمر ويتشاكسان مع مريم حتى سمعوا طرق على باب الشقه
أرتدت ايمان أسدال الصلاة وتوجه إيهاب ليرى من الطارق
كانت مفجأه أخرى له ولاختاه عندما علموا ان الزائر عمهم ابراهيم وفى صحبته عبد الرحمن وفرحه ووفاء
أخذ الحاج ابراهيم ايهاب بين ذراعيه وربت على كتفه وهو يقول:
-  ماشاء الله اللى يشوفك يقول عليك أبوك وهو صغير الله يرحمه
 تراجع إيهاب ليفسح المجال لـ ايمان ومريم ثم أبتسم لـ عبد الرحمن وصافحه
أستدارت ايمان بعد مصافحة عمها والسلام على فرحه ووفاء فوجدت عبد الرحمن يمد يده اليها بالسلام وهو يقول مبتسما :
- أنتى ايمان توأم ايهاب مش كده
أبتسمت أبتسامه خفيفه وقالت:
-  ايوا انا
 ثم نظرت الى يده الممدوده وقالت بنفس الابتسامه الخفيفه :
- آسفه مبسلمش على رجاله
كانت تتوقع أنه ستظهر عليه علامات الاحراج ولكنها وجدته يبتسم ويهز رأسه متفهما وقال:
- ولا يهمك..
ثم القى التحيه الى مريم ولم يمد يده بالسلام فلقد توقع نفس الرد

أدخلهم ايهاب للصالون المتواضع القابع فى أحدى الغرف الصغيره  وقدمت لهم ايمان الشاى وحاولت وفاء بشخصيتها الاجتماعيه كسر الحواجز المرتفعه بينهم فقالت :
- وأنتى بقى يا إيمان خريجة ايه
أجابتها إيمان بصوت منخفض :
- كلية شريعة
نظر اليها عمها أبراهيم مبتسما وقال:
- ماشاء الله يابنتى ربنا يزيدك
قال ايهاب مؤكدا :
- ايمان أصلها من صغرها وهى مدارس أزهرى طول عمرها حابه الطريق ده
أبتسم الحاج ابراهيم مره أخرى لثناء ايهاب على أخته وشعر بمدى الترابط بينهما وقال :
- وأكيد بقى ايهاب كان معاكى ما أنتوا توأم
تكلم ايهاب قائلا:
- لا يا عمى أنا مهندس ديكور
الحاج ابراهيم:
- ماشاء الله
 ثم تابع وهو يتلفت إلى مريم:
- وأنتى يا مريم ؟
قالت مريم بزهو:
- أنا سياحه وفنادق
قالت وفاء بمرح :
- انا بقى حقوق
وأشارت الى فرحه وقالت :
- وفرحه فنون جميله
أبتسمت فرحه وقالت لمريم :
- أحنا من سن بعض تقريبا ياريت نبقى أصحاب
 ردت مريم بنفس الابتسامه :
- وقالت طبعا يا فرحه

وأنصرف الجميع على وعد باللقاء مره اخرى .. جلست مريم وقالت بتسائل:
- ها نويتم على ايه
نظرت ايمان الى ايهاب وقالت:
- رأيك ايه يا ايهاب
تدخلت مريم بالكلام:
- هى دى محتاجه رأى الناس باين عليهم محترمين ومستوى ولو رحنا نعيش معاهم هنتنقل لمستوى تانى خالص
قاطعها ايهاب :
- هى كل حاجه مظاهر عندك يا مريم ..مستوى ايه بس
ثم نظر الى ايمان وقال:
- انتى ارتحتلهم يا ايمان ؟
ايمان:
- بصراحه معاملتهم معانا محيرانى جدا ..  شكلهم ناس كويسه وطريقتهم محترمه مش زى الفكره اللى كنا واخدنها عنهم خالص .. بس الموضوع محتاج تأنى مش لازم نحكم بسرعه كده
ايهاب موافقا:
- صح .. خلاص يومين كده نكون أستخرنا ربنا
****************************

جلست فرحه بجوار أمها وقالت بشغف وهى تنظر الى ابيها :
- انا حبيتهم اوى يا بابا شكلهم محترمين ودمهم خفيف كمان
والدتها:
- ان شاء الله لو جم عاشوا هنا هيبقوا اخواتك انتى ووفاء
ضحكت بمشاكسه وهى تنظر الى عبد الرحمن وقالت:
- أسكت يا بابا اما عبد الرحمن أتحرج بشكل مش معقول
قال والدها بابتسامه متسائله:
- ازاى ؟
فرحه:
- عبد الرحمن مد ايده يسلم على ايمان قالتله مبسلمش على رجاله
عبد الرحمن :
- هاهاها محدش قالك ان دمك خفيف قبل كده
فرحه بزهو مصطنع:
- كتير قالولى كده
عبد الرحمن ممازحا:
- ضحكوا عليكى  صدقينى
"""""""""""""""""""""""""

مر ثلاثة أيام لم تنقطع فيهم أتصالات الحاج حسين بأبناء أخيه وأستمرت ايضا اتصالات مستمره من فرحه ووفاء لـ مريم وايمان كما واظب عبد الرحمن بالاتصال على ايهاب لوصل حلقات الود بينهما فلقد شعر عبد الرحمن بأن ايهاب رجل يعتمد عليه ولم لا وهو يراعى أختيه ويحرص عليهما قدر المستطاع
كانت مشاعر ايهاب وايمان متوتره بعض الشىء فهم مقدمون على شىء مجهول لا يعرفونه سيعيشون فى كنف أسرة لم يألفوها ولا يعرفوا عنها الكثير نعم ستكون لهم خصوصيه ولهم طابق بمفردهم ولكن سيكون هناك أحتكاك كبير ومعايشه
ولكن ليس هذا فقط ما يخشونه ولكنهم أيضا متخبطون بين ما يعرفون من أمهم عن هذه العائله وبين ما رأوه من الفه وأهتمام وود وحرص وطيبه تظهر بتلقائيه فى عيون عمهم حسين وعمهم ابراهيم
لا يعرفون الحقيقه ويشعرون أن هناك حلقة مفقودة لا يستطيعون أن يجدوها الا بالموافقة على الأنتقال للعيش معهم
مشاعر مريم لم تكن تختلف كثيرا ولكن مع كثير من النشوه لأنتقالها للمستوى التى كانت ترنوا اليه منذ زمن ولم يكن له سبيل فأخيرا سيتحقق حلمها ولكن بمراجعه بسيطه كيف سيتحقق هذا الحلم نعم سينتقلون لمنزل آل جاسر ولكن بدون حقوق لن تمتلك سياره ولن تتجرأ على طلب شراء الملابس التى تحبها أذن سيكون الانتقال ماهو الا تغير العنوان فقط
ولكن مهلا هناك سبيل آخر أنه والدتها وما حاولت أقناعها به إن فعلت هذا سيكون لها نصيب كبير فى هذه العائله بل وتستطيع أن تعيد أملاك والدها مرة أخرى
وقفت أمام المرآه و شردت فى كلام أمها:
-صدقينى يا مريم هى دى الطريقه الوحيده اللى هنقدر نرجع بيها أملاك أبوكى اللى أخدوها منه بالنصب والاحتيال والنصب ميرجعش غير بالنصب يا بنتى
وأنا لو كنت ماليه أيدى من أختك كنت هقولها كده برضه بس أنتى عارفه إيمان هتقعد تقولى حرام وحلال .. علشان كده أنا معتمده عليكى أنتى يا مريم أنتى اللى هترجعلنا جزء من حقنا ..  وأسمعى سيبك من ولاد عمك أبراهيم ركزى على ولاد عمك حسين هو الكل فى الكل وأكيد ولاده برضه هيبقوا الكل فى الكل وده اللى أحنا عايزينه وبما أن عبد الرحمن طلع خاطب يبقى مفيش غير يوسف .. أنا جبتلك كل المعلومات اللى هتحتاجيها ..
الكلام ده ميطلعش برانا أحنا الاتنين فاهمانى يا مريم
"""""""""""""""""""""""""""""""""

وفى اليوم التالى مباشرة أتصل إيهاب على عمه حسين وأخبره أنهم موافقون على عرضه بالأنتقال للعيش معهم لتبدأ حياة جديدة وعلاقات جديدة ومعاملات لم تكن فى الحسبان