الاثنين، 2 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الرابع )

أغتصاب ولكن  تحت سقف واحد 
الفصل الرابع



توقفت إيمان عن الكلام وهى تنظر الى ذلك الرجل الذى يبدو عليه علامات الوقار وتعلو وجهه أبتسامه حانيه وأخيرا خرجت من صمتها وقالت:
- مين حضرتك؟
كان يتفرس فى ملامحها بحنان قائلا:
- أنتى إيمان مش كده؟
أومأت براسها وهى تقول:
-  ايوا .. مين حضرتك؟
أرتسمت على وجهه ابتسامه كبيرة ولمعت عيناه وقال:
- أنا عمك يابنتى
نظرت له بذهول ودهشة وقالت:
- عمى مين؟
قال فى حنان :
- عمك حسين يابنتى .. حسين عزيز جاسر
وجدها تنظر اليه صامته تكسوها علامات  الدهشه فقال:
- أيه مش هتقوليلى أتفضل يا عمى
أشارت اليه بصمت وأفسحت له الطريق .. دخل وأغلق الباب خلفه وجال بنظره فى أنحاء الشقه .. كانت شقه بسيطه ومتواضعه جدا حتى عاد بنظره اليها عندما قالت بعتاب كبير:
- عجبتك شقتنا يا عمى ؟
ابتسم لها وقال:
- أى حاجه تخصكم ومن ريحتكم تبقى حلوه يا بنتى كفايه كلمة عمى دى اللى كان نفسى أسمعها منكم من زمان
ثم فتح ذراعيه قائلا:
- تعالى فى حضنى يابنت الغالى
توترت إيمان بشده وترددت كثيرا ولكنها أكتفت بأن تمد يديها بالمصافحه فقط فهو بالنسبه لها رجل غريب لا تذكره وليس لديه ذكريات فى عقلها كل ما كانت تحمله له هو حديث امها عنه
أستطاع أن يستوعب مشاعرها ويفهم ما يدور بخلدها فأحتضنها بعينيه ومد يديه يصافحها وهى تقول:
- اهلا وسهلا يا عمى أتفضل أقعد حضرتك تشرب ايه
الحاج حسين:
- أنا مش عايز أشرب حاجه يا ستى كفايه أنى شوفتك أومال فين أخواتك هما مش هنا ولا ايه
ايمان:
- ايهاب فى الشغل ومريم لسه نازله من شويه
حسين بابتسامه:
- ماشاء الله وهيرجعوا على أمتى كده بالسلامه
ايمان :
- ايهاب زمانه جاى يتغدى بس مريم يمكن تتأخر
رآها متوتره وتعامله كالأغراب وهو أيضا كان متوتر فهو لا يعلم ماذا يعرفون عنه وماذا حكت لهم أمهم عنه وعن أخيه ابراهيم فحاول أن يخفف من وقع الموقف فقال بمرح :
- طب وأنا ينفع أتغدى معاكوا ولا أنتوا بخلاء ؟
حاولت ايمان رسم أبتسامه على شفتيها وقالت:
- تنورنا يا عمى ده يشرفنا
سمعت إيمان صوت مفتاح المنزل يدور فى الباب  وفتح الباب ودخل شاب فى العشرينيات من عمره يحمل نفس ملامح أباه ونفس وسامته مع فارق العمر ...وقف ايهاب ينظر الى الرجل الغريب الذى وجده فى منزله فى دهشه وقبل أن يتكلم وقف الحاج حسين ولمعت عيناه بالدموع وهو يتقدم نحو ايهاب فاتح له ذراعيه ويقول:
- ايهاب يابنى .. وأحتضنه فى حنان وهو يقول :
- ماشاء الله كبرت يابنى وبقيت نسخه من أبوك الله يرحمه
نظر ايهاب لاخته إيمان التى ما لبثت أن قالت:
- عمى حسين يا ايهاب
زادت دهشتة وهو يمعن النظر فى حسين وقال مرددا:
- عمى حسين
حسين :
- ايوا يابنى أنا عمكم حسين
ثم تابع بسعادة :
- بقالى سنين بدور عليكم وأدينى لقيتكم الحمد لله
أغلق ايهاب الباب وقال باستنكار:
- سنين ..!!!  ليه ؟ حضرتك كنت بتدور علينا فى بلد تانيه ولا ايه؟
أشارت له أخته إيمان  أن يهدأ وشرع فى الكلام بانفعال مرة أخرى ولكن حسين قاطعه قائلا:
- ايوا يابنى كنت بدور عليكم فى بلد تانيه أنت مغلطش
ايهاب بضيق وهو يشيح وجهه بعيدا :
- مش فاهم حضرتك
ربت حسين على كتف ايهاب وأشار الى ايمان وقال:
- تعالوا أقعدوا وأنا هحكلكم كل حاجه
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- شايف عمايل عمى يا بابا.. أول ما عرف مكانهم جرى عليهم من غير حتى ما يتأكد ومرضيش حتى ياخد حد من ولاده معاه
الحاج ابراهيم بعصبية :
- عيب كده يا وليد لما تتكلم عن عمك اتكلم بأدب
وليد بانفعال :
- أدب ايه بقى يا بابا ..
ثم ضرب على جبينه وهو يقول بعصبيه:
- أنا عارف عمى كويس ..  حنين زياده عن اللزوم وطبعا هيجيبهم معاه ويقعدهم وسطينا ومش بعيد يجبهم الشركه هنا وتبقى هيصه بقى

الحاج ابراهيم:
- اه يعنى أنت بقى كل اللى هامك الشركه ..قولتلى
وليد:
- يا بابا .. يا بابا مش مسألة الشركه وبس عمى هيدخلهم فى كل حاجه  والله أعلم هما ناويين على ايه .. ماهى حاجه بالعقل كده ايه اللى يخلى أمهم تقول على مكانهم فجأه كده أكيد بيخططوا لحاجه

زفر ابراهيم فى عصبيه شديد ة ثم قال بغضب:
- أسمع يا وليد أنا عارفك كويس وعارف أنت عاوز أيه وعارف أمك بتحط فى دماغك ايه .. لكن لازم تعرف أن دول ولاد أخويا علي اللى أتحرمنا منه وهو لسه صغير فى عز شبابه  ومش هنفرط فى ولاده أنت فاهمنى ولا لاء
أبتسم وليد ساخراً وهو يقول بتهكم:
- مش لما تتأكدوا أنهم ولادوا فعلا مش ولاد راجل تانى
قام والده فى أنفعال وقد أحمر وجهه وقال:
- والله لو كررتها تانى لقطعلك لسانك ..أنت فاهم ولا لاء ..أنت مين يابنى اللى دخل فى مخك الكلام الفارغ ده
أشاح وليد بوجهه بينما حاول ابراهيم أن جلس ليهدا قليلاً ثم قال بلهجة واثقة:
- قالتلك أنت وبس ولا قالت لأختك كمان الكلام الفارغ ده
وقف وليد مدافعا وقال فى سرعة :
- لا يا بابا ماما مالهاش دعوه بالموضوع
أبتسم والده وهو يقول:
- هو أنا جبت سيرة أمك دلوقتى ..
جلس وليد بعصبيه فلقد أستطاع والده أن يعرف منه كل شىء بدون مجهود وقال فى نفسه :
- غبي ..أنا غبي
شعر بيد والده توضع على كتفه قائلا له بهدوء:
- أسمع يا وليد يابنى مالوش داعى كل اللى بتعمله ده ..اللى أنت خايف منه مالوش أساس من الصحه
وجلس خلف مكتبه وهو يتابع حديثه:
- عمك علي الله يرحمه أخد ورثه من جدك كله وخرج من الشركه ومضى ورق على كده يعنى الشركه والمشاريع بتاعتنا دى بينى وبين عمك حسين بس ..ريح نفسك وطمن أمك
ده اللى ليك تعرفه لكن تجيب سيرة عمك علي وولاده بالشكل ده تانى مش هسكتلك فاهمنى ولا لاء
""""""""""""""""""""""""""""""""
خرج وليد حانقا من مكتب والده وخرج من الشركه متوجها الى سيارته ولكنه تصادم مع يوسف أبن عمه الذى قال:
- أيه يابنى واخد فى وشك كده ليه ..رايح فين دلوقتى
وليد فى عصبيه :
- سبنى فى حالى يا يوسف أنا مش طايق نفسى
ضحك يوسف وقال:
- شكلك واخد دش بارد
أشاح وليد بوجهه وهو يفتح باب سيارته:
-  أيوا أتسلى عليه بقى  لا يا حبيبى مش هديلك الفرصه دى عن أذنك ..
ركب سيارته ولكن يوسف فتح الباب الاخر وركب بجواره وأغلق الباب وقال:
- ايه يابنى بس روق كده وقولى مالك
وليد:
- ولا حاجه مخنوق شويه ورايح أتمشى بالعربيه
يوسف :
- طب انا جاى معاك
وليد بسخرية :
- مش لما عمى يرجع الاول تبقى تمشى
يوسف :
- يالا بس هو كده ولا كده هيرجع على البيت مش على هنا
أنطلق وليد بالسيارة حتى وصل الى طريق  كورنيش النيل ومنه دخلا الى أحدى السفن العائمه الكبيرة
سارع يوسف الى أحدى الطاولات وهو يقول بفكاهه طفولية:
- انا حجزت ده الاول اصلى بحب اقعد جنب الشباك
لم يستطع وليد ان يتمالك نفسه من طريقة ابن عمه الطفوليه وضحك بصوت مرتفع وهو يقول :
- هتفضل طول عمرك عيل ..  يابنى كلها على بعضها شباك منك لربنا على طول
ضحكا سويا بشكل طفولى بطريقه التفتت لهما فتاة فى أوائل العشرينيات وتفحصتهما قليلا ثم التفتت الى صديقتها التى تجلس معها على نفس الطاوله وقالت:
- شايفه ولاد العز شكلهم أيه يا مريم
مالت مريم إلى الامام تجاهها وقالت بصوت هامس:
- بصى قدامك يا سلمى كده هياخدوا بالهم أنك باصه عليهم ميصحش كده
سلمى بميوعه:
- طب ماهو ده اللى أنا عايزاه ..حد لاقى يابنتى
مريم بتوتر:
-أنا مبحبش أخرج معاكى علشان كده علشان طريقتك دى
سلمى :
- ولما أنتى ياختى مبتحبيش طريقتى بتخرجى معايا ليه ..أقولك انا ليه ؟  علشان أنا اللى بظبطك وبوديكى الأماكن النضيفه دى
هتفت مريم معترضه:
- ياسلام هو أنا يعنى معرفش آجى هنا من غيرك
سلمى بثقه :
- لا تعرفى بس معندكيش الجرأه ..أنتى كده على طول عين فى الشرق وعين فى الغرب تبقى عينك هتطلع على الحاجه وعاوزه اللى يجبهالك لحد عندك لكن أنتى متتحركيش ناحيتها ابدا
مريم بحنق:
- ماشاء الله وحللتينى نفسيا كمان
أومأت سلمى برأسها توافقها وقالت باستفزاز:
- آه حللتك وعارفاكى حتى الحجاب اللى أنتى لابساه ده مصره تلبسيه علشان أخواتك بس ميزعلوش منك لكن أنتى نفسك فى اللى يقلعهولك
نهضت مريم بعصبية وقالت:
- كده يا سلمى طب أنا غلطانه أنى خرجت معاكى أصلا أنا ماشيه
وأخذك حقيبتها وأنصرفت كانت سلمى ستتركها ولكنها فى لحظه لمعت فكره فى عقلها ووجدتها فرصه لا تعوض حتى تلفت نظر الشابين اليها
قامت فى سرعت ولحقت بمريم وتكلمت بصوت مرتفع قليلا :
- تعالى بس يا مريم متبقيش عيله بقى عيب كده هنخسر بعض علشان أيه يعنى
مريم بدهشه:
- وطى صوتك يا سلمى الناس بتبص علينا
لقد نجحت سلمى فى لفت أنتباه وليد ويوسف لها ولمحت وليد ينظر اليها ويتفحصها بنظره تعرفها جيدا ولكنها تجاهلت ذلك وقالت لمريم:
- تعالى بس يا مريم أستهدى بالله تعالى يا ستى أنا آسفه  وجذبتها من يدها وعادت بها الى الطاوله مره أخرى
جلست سلمى  وهى مازالت ممسكة بيدها قائلة:
- خلاص بقى متبقيش حماقيه ها تشربى أيه أنا عازماكى
مريم :
- مش عاوزه حاجه
سلمى :لا والله لازم تشربى هجبلك ليمون يروق دمك

تحدث وليد موجهأ كلامه إلى يوسف وهو  مازال ينظر الى سلمى ويتابع حركتها الملفته للأنظار :
- شايف يا يوسف يابن عمى الطلقتين دول
ثم تابع بنظرات شيطانية:
-  بس فيهم بصراحه طلقه أرض جو
ألقى يوسف نظره عابره والتفت فى الاتجاه الآخر ناظراً لمياه النيل وهو يبتسم بسخريه ويقول:
- مفيش فايده فيك متعصب ومضايق وفى لحظه قلبت وبص الطلقتين دول  ..قولى صحيح يا وليد هو أنت أبن عمى بجد ولا أبن عمى لحد ما تفرج بس
أطلق وليد ضحكه عاليه التفتت لها سلمى ونظرت له بدلع ثم عادت ونظرت الى مريم مره أخرى وأكملت حديثها معها
ولكن مريم لاحظت ما تقوم به سلمى من نظرات متواليه فقالت:
- سلمى لو ملمتيش نفسك همشى وأسيبك
زفرت سلمى فى ضيق :
- خلاص يا ست خضره الشريفه خلاص أشربى وأنتى ساكته
تناول وليد قهوته ومازال يرمق سلمى بنظرات جريئه وهى تختلس النظر اليه من وقت لاخر وكأنها تراسله فقال ليوسف :
- شكلى دخلت دماغها يا يوسف
يوسف :
- يابنى أنضف بقى أنت عمرك ما تبص لواحده نضيفه ابدا
ضحك وليد وقال:
- ماهى لو نضيفه مش هبصلها يا عم يوسف ولا ايه؟
أومأ يوسف برأسه موافقا وقال:
- صحيح .. لو نضيفه مش هتلفت نظرك ليها اصلا علشان تبصلها
ثم تابع حديثه:
- البنات زمان كان لما واحد يبصلها تتكسف وتدور وشها دلوقتى بقى البنت هى اللى بتعمل فيلم زى اللى اتعمل من شويه ده علشان نبصلها
وليد بخبث:
- ما أنت واعى أهو وعرفت أنه فيلم أومال عامل قطه مغمضه ليه
تنهد يوسف بقوة وهو يقول:
- لازم أبقى واعى يا وليد أديك شايف البنات المحترمه بقت تتعد على الصوابع
وليد بمرح:
- حتى الصوابع دى هقليها فى الزيت وأعملها صوابع زينب وآكلها
يوسف وهو يضح حساب القهوة على الطاوله :
- والله أنت مسخره .. يالا بينا نشوف ورانا أيه يا دنجوان عصرك
وليد بتصميم وهو ينظر لسلمى:
- لا مش همشى الا لما أخد نمرتها .. حرام عليك عنيها هتطلع عليا شكلها حبتنى زى أخوها أوعى تفهمها صح يا يوسف
يوسف :
- قوم  يابنى أنت حرمت عليك عشتك قوم .. والله عال مش ناقص غير الاشكال دى كمان
وليد وهو يأخذ مفاتيح سيارته:
- لالا بس البت اللى معاها حطه حجاب على شعرها وشكلها كده يدى على واحده كان نفسها تبقى محترمه بس قفلوا عليها الفرن بدرى  شويه
القى عليها يوسف نظره سريعه قبل أن يغادر وقال:
- حجاب أيه يا أبو حجاب انت بأماره أيه بقى ده منظر حجاب ده
____________________

- فى أيه يا جماعه مالكوا قاعدين مبلمين كده ليه ؟
إيهاب بعصبيه:
- أتأخرتى ليه يا مريم كده أعملى حسابك مفيش خروج تانى أنتى فاهمه ولا لاء
مريم:
- ايه يا ايهاب بتزعقلى ليه  ده هما ساعتين
ايمان:
- لو سمحت أهدى يا ايهاب مش كده هى مالهاش ذنب
ايهاب بعصبيه :
- سبونى لوحدى دلوقتى
لمعت عيون مريم بالدموع وأسرعت الى غرفتها ..لحقت بها ايمان وقالت مهدئه أياها:
- معلش يا مريم أخوكى متعصب شويه ميقصدكيش معلش
قالت مريم وهى تبكى بشدة:
- أول مره يزعقلى كده وكمان معملتش حاجه
ربتت إيمان على ذراعها وهى تقول:
- معلش يا حبيبتى أنتى عارفه إيهاب بيحبك قد أيه بس أعذريه غصب عنه
مريم متسائله :
- يعنى ايه غصب عنه فى حاجه حصلت؟
ايمان بارتباك:
- عمك حسين جالنا النهارده
مسحت مريم دموعها وقالت :
- طب وفيها ايه
نظرت لها ايمان بشك وقالت:
- ومالك كده كأنك كنتى متوقعه الخبر
نظرت لها مريم بتماسك وقالت:
- عادى يعنى مش ده عمنا برضه
أمسكتها إيمان من ذراعها وقالت:
- تعرفى أيه يا مريم ومخبياه عنى .. أنتى كنتى عارفه انه جاى مش كده؟
همست مريم برجاء :
- هقولك بس متقوليش لأيهاب
رمقتها إيمان بنظرة ثاقبة وهى تقول :
- قولى
أبتلعت مريم ريقها وقالت:
- ماما لما جات من السفر وجات باتت معانا من كام يوم قالتلى أنها هتبعت لعمى حسين جواب وتعرفه مكانا وقالتلى  أنه أحتمال كبير يجيلنا هنا
إيمان بتفكير:
- والجواب ده بعتته قبل ما تنزل مصر ؟
هزت مريم راسها نفيا وهى تقول:
- لا من مصر
ايمان:
- أمتى ؟ دى جات باتت معانا ومشيت الصبح وايهاب وصلها المطار
نظرت اليها مريم وقالت بتردد:
- لا أصلها مش زى ما فهمتكوا كده أنها لسه وصله المغرب لا.. دى كانت وصلت من بعد الظهر  وبعتت الجواب ده لعمى قبل ما تجيلنا هنا البيت وتبات معانا
نظرت لها إيمان بعدم تصديق وقالت:
- ازاى الكلام ده ..عمى قال فى كلامه أن الصندوق كان فاضى أمبارح وهما نازلين من الشركه بالليل و أنه لقى الجواب فى صندوق البريد بتاع الشركه النهارده الصبح ..

مريم بضجر :
- معرفش بقى هى قالتلى أنها أتصرفت وشافت حد تثق فيه
نظرت لها ايمان محذره وقالت :
- مريـــــم
هتفت مريم مدافعه عن نفسها :
- والله ما أعرف أكتر من اللى قلته ومش أنا اللى بعت الجواب والدليل على كده أنى كنت معاكى فى البيت الصبح ومخرجتش غير بعد الضهر
تنهدت إيمان  بقوة ثم تابعت قائلة  :
- خلاص مش مهم مين اللى بعت الجواب مش دى القضيه دلوقتى
المهم دلوقتى لازم نقعد نفكر فى الكلام اللى عمى قاله وفى العرض اللى عرضه علينا

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثالث )

أغتصاب ولكن .. تحت سقف واحد ..
 الفصل الثالث



ألقت هند الهاتف وهى تزفر بشده قائله:
- قفل السكه فى وشى
ثم نظرت لأختها علا بعتاب وتابعت:
- عجبك كده منظرى دلوقتى بقى ايه قدامه؟ياريتنى ما سمعت كلامك ..أنا كان مخى فين بس
نظرت لها علا متسائلة وهى تقول :
- ليه بس؟
ضمت هند ركبتيها الى صدرها وهى تقول حانقة:
- شكلى بقى وحش اوى بعد الحركة دى ..
ابتسمت علا بمكرثم قالت:
- ولا وحش ولا حاجه بكره يتعود
حدقت هند بها وقالت  بإنفعال:
- يتعود على ايه أنتى فاكرانى أيه أنا مقدرش أعمل اللى أنتى عايزاه ده ..انا كبيرى اوى أدلع عليه
نظرت لها علا بطرف عينيها باستخفاف قائلة:
- يابت متبقيش هبله لو معملتيش كده الخطوبه هتطول وده واحد ابن ناس والف واحده حاطه عينها عليه ونفسها يبصلها ويمكن يلاقى واحده احلى منك ويشبك معاها ويرميكى لازم تعلقيه بيكى على قد ما تقدرى علشان يعجل بالجواز ويقولك يالا نتجوز بكره ..الوقت مش فى صالحك يا هند
أشاحت هند بوجهها وهى تهتف بأستنكار:
- لا بس أنا أعرف عبد الرحمن كويس مالوش فى البنات أوى يعنى وبعدين معندوش وقت ليهم كمان وأنا متأكده أنه بيحبنى ومش هيسيبنى و خايفه أسمع كلامك يفكر أنى واحده مش كويسه ويفسخ الخطوبه
علا:
- هو أنا قلتلك أعملى حاجه وحشه لا سمح الله ...أنا بقولك علقيه بيكى بس... أحسن ده شكله بارد ونفسه طويل وبعدين تقدرى تقوليلى اللى زى ده والفلوس على قلبه هو وعيلته كلها وجاى يعمل خطوبه ليه؟ ..أيه عاوز وقت يجيب الشقه ولا يعمل جمعيه علشان العفش
هند :
- لا علشان نقرب من بعض ونعرف بعض كويس
علا بثقه :
- يا سلام ما أنتى معاهم بقالك سنه دلوقتى كل ده لسه ميعرفكيش .. أسمعى كلامى هو مين اللى خالاه يحبك ويخطبك ..مش هى نصايحي دى اللى مش عاجباكى دلوقتى !!...

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت وفاء من كليتها وكانت فى طريقها الى بوابة المنزل ولكنها لمحت فرحه تجلس فى الحديقه وترسم منهمكة فى لوحاتها .. غيرت أتجهها وذهبت اليها بابتسامة مرحه قائلة:
- السلام عليكم ..بتعملى ايه بترسمى برضه
أجابتها فرحه بمشاكسة :
- أومال شايفانى بطبخ يعنى..أيه اللى جابك بدرى خلصتى محاضرات؟
جلست وفاء على أحد المقاعد الصغيرة بجوارها وهى تقول:
- لا يا ستى كان عندنا محاضرة جنائى وأتلغت
زفرت فرحه ثم قالت متعجبة:
- والله أنا مش عارفه أيه حبك فى دراستك دى هتطلعى أيه يعنى وكيل نيابه ولا قاضى
وفاء:
- ولا ده ولا ده أنا نفسى أبقى محاميه وياسلام بقى لو أتخصص فى قضايا القتل يا بنت عمى
ألتفتت إليها فرحه فى دهشه هاتفة:
- يخربيت الافلام الاكشن اللى بتتفرجى عليها دى ..أيه هتعملى فيها شارلوك هولمز ولا ايه
نظرت لها وفاء  وقالت باستنكار :
- محدش بيقدر الجميل ابدا..ماهو يا ست علبة الوان أنتى لو مكنش شارلوك هولمز ده مكنش أبوكى وأبويا اكتشفوا أنهم بيدروا على سراب من سنين ولا ناسيه أنى أنا اللى نبهتهم أن ولاد عمى ممكن يكونوا فى مصر أساسا ومسافروش
نظرت اليها فرحه فى تفكير وقالت بشرود :
- تفتكرى يا وفاء لو هم فى مصر ليه مدورش علينا
وفاء :
- الله أعلم  .. أحنا لحد دلوقتى منعرفش أصلا هى مرات عمى علي خدتهم ومشيت ليه...طب لو قلنا علشان أطلقوا ..طب وأيه يعنى هى كل واحده تطلق تاخد عيالها وتهرب ....لالالا الموضوع فيه سر!!
"""""""""""""""""""""""""""""""""
نظر عبد الرحمن فى الكشوفات للمره الثانيه وهو غير مصدق قائلا:
معقوله!!
صديقه:
- أيه الاسم فيه حاجه غلط ؟
عبد الرحمن وهو مازال محملقاً فى الكشوفات :
- لا ده صح جدا ..جدا... ثم نظر الى صديقه وقال:
- هات ورقه وقلم بسرعه
نقل عبد الرحمن بعض البيانات فى ورقه خاصه وترك صديقه وأنطلق الى سيارته فى سرعه عائدا الى الشركه ..... وصل إلى مقر الشركه وصعد الى أبيه فى سرعه دلف الى مكتب هند وهو يقول فى عجله من أمره :
- هند بابا جوه مش كده
وقفت وعلى وجهها علامات الاستنكار من أسلوبه فهو لم يلقى حتى عليها السلام وقبل أن تتفوه بكلمه تركها وتوجه للمكتب وطرق ودخل
كان يتوقع أن يجد أبيه بمفرده ولكنه وجد عمه أبراهيم وولده وليد ورأى أخيه يوسف يقف بجوار أبيه الذى نظر اليه قائلا :
- كويس أنك جيت يا عبد الرحمن تعالى
عبد الرحمن:
- أنا لسه واصل من المطار حالا يا بابا ومش هتصدق عندى ليك حتة مفجأه بمليون جنيه
أجابه يوسف ببطء :
- أحنا اللى عندنا مفجأه بعشرة مليون مش مليون واحده
عقد عبد الرحمن حاجبيه وهو يقول متسائلا:
- خير أيه اللى حصل ؟
أمسك الحاج حسين خطاب مفتوح أمامه وقال وهو يمد يده بالخطاب:
- مرات عمك علي بعتتلنا جواب
أخذ عبد الرحمن الظرف ونظر اليه بتمعن وقال:
- ده مفيش عنوان ولا ختم ولا حاجه ..الجواب ده وصل هنا ازاى
الحاج حسين:
- هند جبتهولى مع البوسطه وقالتلى أنها لقيته فى صندوق البريد اللى فى مدخل الشركه وطبعا بما أنه مكتوب عليه خاص وأسمى فمحدش فتحه غيرى

صمت عبد الرحمن وقال بتمعن :
- يبقى أكيد هى اللى حطت الجواب فى الصندوق
الحاج ابراهيم:
- يعنى أيه يابنى الكلام ده
عبد الرحمن:
- ماهى دى المفجأة بتاعتى..أنا لقيت أسمها فى الكشوف اللى جات وغادرت من يومين
رفع وليد حاجبيه مندهشا وهو يقول:
- جات مصر  ؟,,,,,, أمتى
عبد الرحمن:
- جات أول امبارح ومشيت أمبارح بالليل..يعنى باتت ليله واحده..وأكيد هى أو  حد تبعها اللى حط الجواب ده فى الصندوق
أجابه الحاج حسين وكأنه لم يستمع الى حرف مما قال:
- يعنى مقرتش الجواب يا عبد الرحمن
أنتبه عبد الرحمن وفتح الخطاب وقرأ ما فيه بصوت يكاد يكون مسموعاً
" أزيك يا حسين أنا أحلام مرات أخوك علي قصدى طليقته ..أنا عارفه أنك هتستغرب وعارفه أنك مكنتش متوقع أنى أبعتلك بعد السنين دى كلها ومعرفش اذا كنت هتفرح بالجواب ده ولا هتقطعه وترميه فى الزباله
أنا مش هفتح فى القديم يا أبو عبد الرحمن أنا بعتلك الجواب ده مخصوص علشان ولاد أخوك.......أيمان وأيهاب ومريم يا ترى فاكرهم ولا لاء
بلاش تخالى القديم يقف بينك وبين ولاد أخوك اللى من لحمكم ودمكم
ماهو مش معقول تبقوا أنتوا عايشين فى العز وولاد أخوك بيشتغلوا علشان يعرفوا يأكلوا  نفسهم علشان مش عايزين جوز أمهم يصرف عليهم
الولاد فى مصر ومبقاش فى داعى أنى أخبيهم تانى هما خلاص كبروا ويقدروا يحددوا هما عاوزين أيه ...انا هديك عنوانهم وأنا متأكده أنك لما تروح وتشوفهم عايشين ازاى ضميرك مش هيسمحلك تتخلى عنهم ولا هتعاقبهم على حاجه هما مالهمش ذنب فيها"
..........................................................
أنهى عبد الرحمن الخطاب ورفع عينيه ينظر الى الجميع  قائلاً بأندهاش :
- فى السيده زينب !.. ولاد عمى فى السيدة زينب السنين دى كلها وأحنا منعرفش
قال وليد بسرعه:
- يا جماعه مش عاوزين نتسرع لازم نتأكد الاول أن الجواب ده مش لعبه ولازم نتأكد هما فعلا هما دول ولاد عمنا ولا نصبه ما يمكن حد بيشتغلنا ..
نظر اليه والده معاتباً:
- تفتكر يابنى بعد الكلام اللى مكتوب ده هنقدر نصبر
وليد:
- يا بابا ماهو أى حد يقدر يكتب أى كلام علشان يصعب علينا ..مش أى حد كده نصدقه
التفت عبد الرحمن وكأنه لم يسمع شيئا متوجهاً بالحديث الى أبيه قائلا:
- ها يا بابا تحب نعمل ايه ؟
كان الحاج حسين واضع رأسه بين كفيه غارق فى ذكرياته مضى عليها سنوات وسنوات
"ياريتنى سمعت كلامك ابويا الله يرحمه .. الشك مالى قلبى يا حسين مش عارف أعمل ايه
حسين:
- أهدى يا علي بس وصلى على النبى كده
علي بصوت اقرب للبكاء:
- عليه الصلاة والسلام..أنا عارف انى أستاهل أكتر من كده كمان لانى عصيت أبويا ومات وهو غضبان عليا
حسين :
- متقولش كده يا علي يا أخويا أبوك عمره ما غضب عليك بالعكس ده كان بيدعيلك ليل نهار ووصانى عليك قبل ما يموت وقالى أفضل جنبك ومسيبكش لحظه
علي فى لوعه:
- الله يرحمك يا  أبويا كنت حاسس باللى هيحصلى ونبهتنى وأنا كنت أعمى القلب
ربت حسين على كتفه فى حنان وقال:
- على فكره بقى الوساوس دى وساوس شيطان مراتك ست كويسه وبتحبك
على فى حسرة:
- شوف أنت بتقول عليها ايه وهى بتقول عليك ايه ..وانا من غبائى سمعت كلامها وخدت منك ورثى من أبويا كله وعملت المشاريع الفاشله اللى كانت هى عايزاها وخسرت كل حاجه ..خلاص خلاص بقيت عاله عليكوا يا حسين أنت وابراهيم
حسين :
- متقولش كده يا علي فلوسنا هى فلوسك أهدى بس متعملش فى نفسك كده ده أنت صاحب مرض وعيالك محتاجينك يا أخويا"
"""""""""""""""""""""""""""""
عاد حسين من ذكرياته على صوت نداءات يوسف الذى كان يهزه برفق هاتفاً:
- بابا .. بابا أنت كويس
 رفع حسين رأسه من بين يديه وكأنه آتى من زمن آخر غير الزمن وعينيه شارده تماماً:
- أيوا يا يوسف يابنى أنا كويس متقلقش
ظهر القلق فى وجوه الجميع بينما قال يوسف :
- أصلك مردتش على عبد الرحمن يعنى ..بيقولك هنعمل أيه .. شايف ايه يا بابا هنروح؟
""""""""""""""""""""""""""""""

- الله الله بتلبسى كده ورايحه على فين مش قلتى عندك أجازه النهارده
كانت مريم تلف حجابها أمام المرآه وهى تجيب لاختها إيمان:
- خلصتى صلاة ؟ حرما ..أنا خارجه مع سلمى صاحبتى هنتمشى شويه يا إيمان مخنوقه أوى من قاعدة البيت
أبتسمت إيمان وهى تقول:
- اه خلصت صلاة .. وقلتلك مية مره قبل كده أسمها تقبل الله  حرما دى ملهاش اصل فى السنه ..
وتابعت حديثها قائلة:
- أخوكى جاى بدرى النهارده ...أستنى نتغدى مع بعض
قالت مريم بمزاح وهى تضحك :
- أتغدوا أنتوا بقى أنتوا مشايخ زى بعض .. أنا هتغدى مع سلمى بره
نظرت لها إيمان بضيق وهى تقول :
- رايحين فين..
-ثم تابعت فى ضيق:
-  انا مبحبش صاحبتك دى ابدا مش بستريحلها خالص
مريم وهى تثبت حجابها أمام المرآة:
- وأيه الجديد ... على طول بتقولى كده
مطت إيمان شفتيها بقلق قائلة:
- من ساعة ما عرفتى البنت دى وأنتى طريقة لبسك أتغيرت حتى طريقة كلامك مبقتش زى زمان
مريم :
- غلطانه يا إيمان مش سلمى هى السبب أنتى ناسيه أنا فى كلية سياحه وفنادق يعنى لازم أبقى شبه مضيفة الطيران والا هيقولوا عليا معقده وبعدين أنا مش أى حد أنا مريم علي عزيز جاسر عارفه عزيز جاسر ولا مبتسمعيش عنه
ايمان:
- من أمتى النغمه دى وأحنا من أمتى بنقول احنا من عيلة عزيز جاسر خدنا منها أيه يعنى غير الغربه فى بلدنا
مريم وهى تأخذ حقيبتها وتتجه لباب الشقه:
- بكره هناخد وهناخد كتير وهتقولى مريم قالت
أستوقفتها ايمان متسائلة:
- تقصدى أيه يا مريم ؟
مريم:
- ولا حاجه يالا سلام
وأرسلت لها قبله فى الهواء وتابعت :
- بوسيلى إيهاب متنسيش
وخرجت وأغلقت الباب خلفها وتركت غيمان سابحة فى تصرفاتها وطريقة كلامها الجحديده على مسامعها
وبعد دقائق طرق الباب فظنت إيمان أن مريم عادت مره أخرى فتحت الباب وهى تقول - ---            - نسيتى أيــ  .....   وتوقفت فجأه عن الكلام وهى تنظر الى الرجل الواقف أمامها مبتسماً بحنان وقالت:
- مين حضرتك؟
"""""""""""""""""""""""""""""""""