الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل السابع والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل السابع والعشرون




صعد عبد الرحمن الى شقته وأخذ يتجول فى أركانها يتلمس عطر زوجته التى تفارقه أخذته قدميه الى غرفة نومها فتح بابها وأضاء مصباحها فى شجن
نظر الى فراشها ويالها من مفاجأة ..لقد كانت نائمة فيه... أختلج قلبه وأقرب منها ببطء وحذر..أزال خصلات من شعرها كانت لا تريد ان تفارق وجنتاها
..طبع قبلة رقيقه على وجنتها فأستيقظت ..نظرت له بحب وشوق وقالت:
- وحشتنى اوى
ولفت ذراعيها حول رقبته... أقترب منها اكثر وهو يقول بابتسامه عذبه :
- مش أكتر مني يا حبيبتى ..
أقترب أكثر وأكثر وأكثر وفجأه... تلقى ركله شديده فى معدته أستيقظ على آثارها المؤلمه
أعتدل فى جلسته فوجد نفسه فى فراشه ويوسف نائما بجواره ..مسح وجهه وهو يقول:
- استغفر الله العظيم ...
وأمسك بساق يوسف التى ركتله ودفعها بعيدا وهو يوقظه ويهتف به:
- ايه يا اخى ده صحتنى من أحلها نومه كنت عاوز أكمل الحلم..
أعتدل يوسف فزعا وهو يقول:
- ايه فى ايه
قال عبد الرحمن بسخط :
- الله يقلق منامك يا اخى انت ايه اللى منيمك جانبى
يوسف وهو يتثائب:
-مش عارف انا اخر حاجه فاكرها اننا كنا بنرغى مع بعض
دفعه عبد الرحمن بعيدا لينهض من فراشه قائلا :
- طب امشى روح نام فى اوضتك الله يكون فى عون مراتك اكيد مش هتستحمل تنام جنبك ليله واحده
خرج يوسف من غرفة اخيه وهو يتمتم :
- ولا حتى ليله يا عبد الرحمن
""""""""""""""""""""""""""""""
وفى الصباح كانت أحلام تنادى مريم وايمان:
- يالا يا بنات ايهاب قال جاى ياخدكوا بعد ربع ساعه خلصتوا ولا لسه
خرجت ايمان وهى تجر حقيبتها الصغيره:
- خلاص يا ماما مريم فاضلها حاجات بسيطه
جلست بجوار امها حول مائدة الافطار وهى تقول باهتمام:
- هو حضرتك مش هتيجى معانا فعلا
ألفتت اليها احلام قائلة:
- آجى فين... أنا هاجى على معاد الفرح على طول
خرجت مريم ووضعت حقيبتها بجوار حقيبة ايمان وهى تقول:
- ليه يا ماما ما تيجى معايا
أبتسمت أحلام وهى تقول :
- مينفعش يابنتى البيت الكبير ميتحملنيش انا وفاطمه اليوم كله
ردت ايمان بتفكير:
- والله يا ماما انا مش مصدقه ان طنط فاطمه يطلع منها كل ده..
هى اه صحيح مش ودوده معانا زى طنط عفاف بس مكنتش أتخيل انها تطلع كده
ألتفتت لها أحلام وقالت محذرة اياها:
- أسمعى يا ايمان الست دى لازم تخلى بالك منها كويس اوى ومتخطلتيش بيها الا فى المناسبات بس
دى ست مش سهله واوعى يخيل عليكى حركات الطيبه اللى بتعملها ..دى ممثله درجه اولى
أسرار بيتك أوعى تطلعيها بره ابدا وأوعى تصدقى حاجه على جوزك الا لما تسأليه وتسمعى منه كويس أنتى فاهمانى أنتى واختك ولا لاء
أومات برأسها وقالت مريم:
- أنتى كده خوفتينا اكتر
هزت رأسها نفيا وقالت بثقه:
- لا متخافوش طول ما عمكم حسين موجود وفى صفكم متخافوش منها ...لكن محدش فيكوا يرميلها ودنه ابدا ولا يسمع منها نصيحه
تنهدت ايمان وقالت:
- عموما احنا كده كده مش بنختلط بيها حتى وفاء مفيش بينا وبينها علاقات قويه زى فرحه
أبتسمت وهى تربت على يدها قائله :
- أديكى شوفتى وجربتيها بنفسك ...
مريم :انتى صحيح يا ماما هتسافرى بكره الصبح
اومأت برأسها :
- ايوا مش هينفع اقعد اكتر من كده.. وادينى اهو اطمنت عليكوا
أعلن هاتف أحلام عن اتصال من ايهاب وأخبرها انه ينتظرهما بالاسفل
ودعت أحلام كل منهما ووأنطلقا عائدين  الى البيت الكبير مره اخرى
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
وقفت سيارة إيهاب الصغيرة أمام المنزل قائلا بعجله:
- يالا أنزلوا عندى شغل لازم أخلصه قبل العصر
ايمان:كمان مش هتدخلنا الشنط مش كفايه نزلتنا بيهم من عند ماما لوحدنا
أشار ايهاب الى باب المنزل قائلا:
- أومال ده واقف بيعمل ايه
ألفتت ايمان فوجدت عبد الرحمن واقفا ينتظرهم عند البوابه الخارجيه عندما رآهم أقترب من السياره وفتح الباب الخلفى وأخرج الحقائب
ترجلت إيمان من السياره وبعدها مريم بخطوات متثاقله حين قال ايهاب لعبد الرحمن:
- أنا راجع العصر ان شاء الله
أومأ له عبد الرحمن برأسه والتفت الى ايمان ومريم قائلا بابتسامه:
- حمد لله على السلامه
ظهر يوسف وهو يمر بالبوابه ويتجه إليهم بابتسامه.... أقترب منهم وقال مرحبا وهو يهم بحمل احدى الحقائب :
- حمدلله على السلامه أتأخرتوا أوى
أوقفته يد عبد الرحمن تقطع عليه الطريق قائلا بحزم:
- معلش دى شنطة مراتى شيل التانيه
نظر له يوسف بدهشه قائلا:
- وفيها ايه
قال بجديه:
- لا معلش محبش حد يمسك شنطة مراتى
أختلج قلب إيمان مرة أخرى ودق بقوة أكثر فهومن الاساس يطرق بشدة منذ ان رأته قادما نحوهم
حمل عبد الرحمن حقيبة ايمان التى سارت خلفه وأتجه الى الداخل
نظر يوسف الى مريم وهو يحمل حقيبتها قائلا:
- أنا عاوز أتكلم معاكى ضرورى
لم ترد ولم تنظر إليه بل أشاحت بوجهها وأستبقته الى الداخل
وقف عبد الرحمن أمام المصعد والتفت الى ايمان قائلا بهدوء وهو ينظر لعينيها:
- طبعا الشنطة هتطلع شقتنا مش كده
خفضت بصرها وهى تقول:
- ايوه .. بس هفضل مع مريم علشان الكوافيرة زمانها جايه
أمسك كفها بحنان قائلا:
- على فكره أنا منمتش غير ساعه واحده .....من ساعة ما كنت عندكم وأنا بافكر فيكى وحتى الساعه دى حلمت بيكى فيها ..مش قادر أستحمل الدنيا ولا ليا نفس لحاجه وانتى زعلانه مني
قاطعه أقتراب مريم ووقوفها بجوارهم ...صعدوا الى الطابق الثانى أولا حيث كانت عفاف تنتظرهم ...تهلل وجهها بسعاده غامره حين رأتهما وعانقتهما بحب كبير وحنان بالغ
ثم قالت فى سرعه:
- يالا يابنات أطلعوا بسرعه جهزوا نفسكم فرحه بتقولى الكوافيرة جايه كمان ساعه ...
ثم التفتت الى مريم قائله:
- وانتى يا مريم بصى بصه كده فى شقتك ولو لقيتى حاجه ناقصه قوليلى على طول
أبتسمت مريم أبتسامه باهته وهى تقول:
- حاضر ..
كان عبد الرحمن ويوسف قد صعدا بالحقائب للطابق العلوى وهبط يوسف اليهم وترك عبد الرحمن
أستقلت الفتاتان المصعد وعندما توقف توجهتا الى شقة مريم ولكنهما وجدا عبد الرحمن ينتظر ايمان عند باب شقتهم وقال لها بسرعه:
- ايمان عاوزك خمس دقايق بس
توترت ايمان وهى تنظر الى مريم ثم تنظر اليه معاتبه :
- معلش أصل يدوب نلحق ..مفيش وقت
مالت مريم على أذنها قائله بهمس:
- روحى شوفيه انا لسه هدخل اخد دوش على ما اطلع من الحمام تكونى جيتى
أومأت برأسها موافقه فى اضطراب وذهبت اليه ودخلت شقتها ..دخل خلفها واغلق بابها بهدوء
نظر اليها نظره طويله نظرة معاتبه ولكنها مشتاقه.. نظرة محبه شغوفه ولكن تغلفها الحيرة وأخيرا تكلم قائلا:
- ممكن أعرف انا عملت أيه علشان تتغيرى كده معايا
أطرقت برأسها وقالت فى خفوت :
- مش وقت الكلام ده دلوقتى لازم أروح أجهز مريم
أقترب منها يتفحصها بعمق وقال:
- يا ايمان متسبينيش كده قوليلى حاجه ريحينى..
أنا معرفش غير موضوع كلام مرات عمى لكن ايه علاقة كلامها بيا أنا وأنتى
قالت بابتسامه باهته:
- أوعدك بعد الفرح ما يخلص هقعد معاك ونتكلم زى ما انت عايز
قال بحب:طب ينفع أقولك وحشتينى
قالت بدون تفكير:ليه
أبتسم أبتسامه حائرة وقال:
- ليه ؟...علشان بحبك
قالت دون ان تنظر اليه:
- متأكد؟
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا:
- طبعا متأكد معقوله مش حاسه بيا كل ده
أطرقت برأسها مرة أخرى ولم ترد .. فأقترب منها وجذبها بين أحضانه وضمها بقوة أستسلمت لضمته فلقد كانت تشتاق لرائحته مثلما يشتاق هو اليها ضمها أكتر وأغمض عينيه وقال باشتياق :
- والله لو تعرفى لما بتبقى زعلانه مني بيحصلى ايه عمرك ما هتزعلى مني ابدا
بقولك من ساعة ما رجعت من عندكوا وانا حاسس انك زعلانه مني وحتى معرفش ايه السبب وانا النوم مجافينى منمتش غير ساعه وحتى الساعه دى حلمت بيكى
 كل ما احاول انام افتكر ملامحك وانتى مضايقه وعنيكى اللى بتلمع بالدموع  احس وانا بغمض عينى انى بغمض على شوك
وادى النتيجه بقالى يومين منمتش بسبب حضرتك يا هانم..
أبتسمت وهى تدفن رأسها فى صدره بهدوء لقد كانت تشعر بالسكينه والراحه من وقع كلماته الرقيقه الصادقه ومن أثر ضمته التى تستمع فيها الى نبضات قلبه المتسارعه وكأنها تهفو اليها شوقا
ظلا هكذا وقت ليس بالقصير لم يشعرا بالوقت ولا بعقارب الساعه التى كلما قفزت زادت ضمته لها وكأنه يخشى ان تتركه وتمضى
قطع هذا الوصال صوت هاتف عبد الرحمن ..رفعت رأسها وقالت وهى تنظر اليه :
- تليفونك
وضع رأسها على صدره مرة أخرى وقال بهمس:
- سيبيه يرن
ولكن هاتفه أصر على قطع  هذا الوصال الحميمى فقالت بابتسامه:
- هو بقى مش هيسيبك ..شوف كده لتكون حاجه مهمه
نظر الى عينيها بعمق قائلا:
- مفيش اهم منك عندى
أبتسمت وهى تضع يدها فى سترته وتأخذ منها الهاتف نظرت اليه وقالت:
- ده عمى
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيده طويله وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما ابدا ...تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف اناملها فى حب
وضع الهاتف على أذنه قائلا :
- السلام عليكم ..
أستمع الى والده ثم قال:
- حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع راسها اليه لتلتقى عينيهما مره اخرى قائلا:
- كنا بنقول ايه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائله:
- يلا أنزل شوف عمى وأنا رايحه لمريم
أخرجت مفتاح شقة مريم وهمت بفتحها وقف خلفها وهمس فى أذنها:
- أهربى براحتك مسيرك هتقعى فى أيدى...
أقشعر بدنها كله ودلفت بسرعه للداخل وأغلقت الباب ببطء وهى تعلو وجهها أبتسامة خجله
أتجهت الى غرفة مريم التى كانت أنتهت من الاغتسال للتو وتجفف جسدها بالمنشفه
فتحت ايمان الباب فانتفضت مريم وهى تحتضن منشفتها وعندما وقعت عينيها على اختها  زفرت بقوة وهى تقول:
- يخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر ايمان وقع على جرح غائر أعلى ساق مريم أقتربت منها وهى تنظر اليه فى تفحص
 وتقول لمريم:
- ايه ده يا مريم ..
- نظرت مريم الى حيث تنظر ايمان وضعت ايمان اطراف اناملها على الجرح فتذكرت مريم لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على اطرافه
 قطع ذكرياتها صوت ايمان وهى تقول:
- انتى وقعتى على ايه ولا اتخبطتى فى ايه ..ارتجفت مريم مع تذكرها الحادث وشعرت بالالم وكأن الجرح مازال حديثا وقالت بارتباك :
- مش فاكره ...
ايمان:مش فاكره ازاى ...مش بيوجعك طيب
حركت مريم رأسها نفيا وقالت:
- لا ..
ثم لفت المنشفه جيدا لتداريه وهى تتصنع المرح:
- يالا بقى الست زمانها جايه ادخلى خدى دش انتى كمان
""""""""""""""""""""""""""""""
أستسلمت مريم للماشطه تمشط شعرها وتزينها بينما جلست ايمان وفرحه يتجاذبان اطراف الحديث ويتضاحكان .. قالت ايمان بتسائل:
- اومال فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
مطت فرحه شفتيها وقالت:
- مش عارفه بس شكلها محرجه من اللى امها عملته
ايمان:سبحان الله وفاء غيرهم خالص
أومأت فرح موافقة:
- ده حقيقى بس اكيد اللى أمها بتعمله هى مش راضيه عنه علشان كده تلاقيها مكسوفه تطلع
تناولت ايمان هاتفها وطلبت رقم وفاء وأنتظرت ثوانى  الى ان اتاها صوتها بخفوت:
- السلام عليكم ..ازيك يا ايمان
- وعليكم السلام ..ايه يابنتى مطلعتيش ليه..الكوافيرة هنا
قالت وفاء بخجل:
- معلش يا ايمان انا هبقى احط حاجه خفيفه كده
ايمان باصرار:
- لا مينفعش لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجه بس كفايه انك تقعدى فى وسطينا
سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك:
- ربنا يخاليكى يا ايمان بس بجد مش هقدر
زاد اصرار ايمان وهى تقول:
- لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ..ها قلتى ايه
أبتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول:
- لالا خلاص خليكى انا طالعه اهو
أغلقت ايمان الهاتف فى حين قالت لها فرحه:
- والله انتى طيبه اوى يا ايمان يابخت عبد الرحمن بيكى
""""""""""""""""""""""""""""""""
وفى المساء كانت الحديقه تتلألأ فى زينتها الجديده بلمسات جماليه وضعها ايهاب وفرحه بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجه وشاركت الطبيعه فى تزينه بنسمات عليله وعبير الورود المتسلل اليها ليجعل النسمات تتحول الى شذى رائع يأخذ بالالباب ويبعث على الاسترخاء ويحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر
ومرة اخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف امام مراته يرتدى حلته الانيقه السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه أبتسامه لا يستطيع تفسيرها
 قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول:
- اضحك اضحك ما انت مش عارف ايه اللى مستنيك
التفت اليه يوسف قائلا:
- ايه ده انت لحقت تتعقد من الجواز
وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآه وهو يهندم سترته وقال:
- ياعم مش لما اتجوز الاول ابقى اتعقد
نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال:
- نعم ..اومال ايمان دى تبقى ايه خطيبتك
دفعه عبد الرحمن ليلتفت مره اخرى الى المرآه وهو يقول:
- خليك فى حالك..
خرج يوسف الى شرفته ينظر الى الحديقه التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعاده التى يشعر بها برغم انه يعلم ان هذا الزواج ماهو الا غطاء شرعى لما حدث بينهما
وبدأ المدعوين بالحضور وكان اول من حضر هى علا بصحبة والدتها واختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لاختها :
- شايفه اللى اتحرمت منه اختك
قالت علا بصوت هامس:
- ممكن ترجعيله انتى وشطارتك
القت مريم النظره الاخيره فى مرآتها بينما قالت ايمان:
- ماشاء الله انتى قمر والله يا مريم اللهم بارك...
عانقتها فرحه ووفاء .التفتت اليهم مريم قائله:
-  انتوا كمان قمرات
قالت وفاء:
- اه انتوا بقى غيرانين منها ولابسين فساتين كتب الكتاب بتاعتكوا
ضحكت فرحه قائله:
- والله ياختى مش بمزاجنا كل واحده فينا جوزها صمم تلبس كده
أقتربت ايمان من مريم وقالت مداعبه بس ايه ده يا مريم فى عروسه تلبس الحجاب يوم فرحها ده ايه العقد دى
تلون وجهها خجلا وقالت:
- خلاص بقى بطلى ....مكنتش فاهمه وادينى فهمت ياستى
قالت ايمان:
- بس والله انتى ربنا بيحبك يا مريم ايهاب وضبلك الجنينه وخله قاعدة الستات بعيده شويه عن مكان الرجاله يابختك يا ستى
طرقت عفاف الباب التفت الجميع اليها وقالت مريم فى سعاده:
- ماما
كانت أحلام بصحبة عفاف  هرولت مريم اليها وعانقتها ...نظرت احلام اليها والى فستانها الابيض وحجابها التل الذى زاد جمالها وقالت:
- ماشاء الله بقيتى عروسه يا مريم ..كان حلمى اشوفك انتى واختك واخوكى يوم فرحكوا
قالت ايمان مداعبه :
- ما انا لابسه فستان كتب كتابى اهو يعنى كأنك حضرتى فرحى برضه
عانقتها امها وقالت:
- ربنا يسعدكوا يا ولاد
ربتت عفاف على ظهرها قائله:
- ربنا يديكى طولة العمر وتشوفى ولادهم
نظرت اليها احلام بموده وقالت:
- متشكره يا عفاف طول عمرك طيبه وانا مطمنه على ولادى معاكى
أدمعت عينيى ايمان ومريم وهما يتبادلان النظرات..قالت فرحه:
- وبعدين هتبوظيلنا الميكب
نظرت اليهم عفاف قائله:
- هو فين الميكب ده انا مش شايفه غير زبدة كاكاو
ضحك الجميع .....و"انتى ايه اللى جابك يا أحلام" نطقت فاطمه هذه العباره بغضب وقسوة
نظر الجميع اليها وهى تقف خلفهم وتستند الى حافة الباب وعينيها تشع غضبا
أستدارت أحلام مره اخرى الى عفاف وقالت بابتسامه هادئه :
- يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
قالت عفاف باضطراب:
- انا هتصل بأيهاب يطلع ياخدهم
صعد ايهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته:
- يالا يا ماما
أومأت برأسها وقالت:
- انزلوا انتوا وانا جايه وراكوا
زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمه فى صمت قطعته أحلام :
- يالا اتحركوا الناس تحت
بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام :
- انزلى انتى يا عفاف
حركت رأسها نفيا وقالت باصرار :
- مينفعش ..والمفروض ننزل كلنا اصلا مش وقته الكلام ده احنا فى فرح ولادنا
أوقفتها فاطمة وهى تصيح بها :
- بقيتى حبيبتها يا عفاف اه ما انتوا بقيتوا نسايب
أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائله:
- انتى عاوزه ايه يا فاطمه
فاطمة:تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى
ضحكت احلام بطريقة استفزازايه وقالت:
- تانى يا فاطمه..تانى عاوزانى امشى ..انتى مكفكيش اول مره مشيت فيها من عشرين سنه
قالت فاطمة بحده وبغض:
- وياريت المره دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا يموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
أحتفظت أحلام بابتسامتها وقالت:
- انتى لسه بتغيرى منى يا فاطمة معقول مع انى كبرت اهو زى ما انتى شايفه ..واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب يبقى جد...
واقتربت اكثر وهى تحدق بعينيها قائله :
- ولا انتى لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
كانت فاطمه ستصفعها على وجهها ولكن أحلام احكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى اكبر
وهنا تدخلت عفاف :
- لا انا كده هتصل بالحاج حسين يجى مينفعش كده يا جماعه ..يالا يا احلام انزلى لولادك
فى هذه اللحظه كان يوسف ينظر الى مريم بأعجاب شديد وهو يراها بفستان زفافها الابيض وحجابها الذى زادها اشراقا.. تناول يدها من ايهاب وهى تتحاشى النظر اليه وسار بها الى المكان المخصص لهم بالجلوس بينما امسك عبد الرحمن يدى زوجته وطبع قبلتين على كل واحدة منهما وعينيه لم تفارق عيناها الخجلتين وكذلك كان حال ايهاب وفرحه
سار الاربعه خلف العروسين كل منهما يتابط ذراع عروسه فى سعاده
اما فى الطابق العلوى فلا تزال المعركه مستمره وكانت فاطمة تصفق بغضب وتقول:
- مبروك يا أحلام برافو عليكى حققتى كل اللى كنتى بتتمنيه وخدتى حسين وولاده ومراته فى حضنك
عفاف:انتيهنا بقى يا فاطمه ...
ثم نظرت الى الهاتف وتقول:
- يارب يسمع الجرس فى الدوشه دى
وقفت احلام وقالت بصرامه:
- انا بحذرك يا فاطمة لو اتعرضتى لحد من ولادى انا ممكن ادمرك
ضحكت فاطمه بجنون قائله:
- هتعملى ايه يعنى انتى اللى المفروض تخافى على نفسك يا احلام انتى اللى سمعتك مش متسحمله
بادلتها احلام الضحكات وقالت بهدوء:
- هعمل كتير يا فاطمه يعنى مثلا هقول لكل الناس واولهم ولادك وجوزك انك كنتى بتحبى علي الله يرحمه وبتجرى وراه بالمشوار وهو كان مطنشك وكنتى بتسوقى عليه ناس كتير وهو ولا هو هنا لانه كان بيحبنى ساعتها وفى الاخر يا مسكينه لما رضيتى بالامر الواقع
ووقع فيكى ابراهيم الراجل الغلبان وهو ميعرفش انك كنتى بتحبى اخوه الصغير اكتشفتى برضه انه بيبصلى من تحت لتحت ..نارك قادت مني
وخصوصا  لما علي مات وعرفتى عن طريق حد انا مش عارفه هو مين لحد دلوقتى ان ابراهيم طلب مني الجواز بحجه انه يربى ولاد اخوه
علشان كده اتجننتى وعملتى عليا فيلم انهم هيقتلوا ولادى ويقتلونى وادتينى فلوس
وأشارت الى عفاف قائله :
- وضحكتى على الغلبانه دى وخوفتيها انه جوزها انه هيروح فى داهيه وجبتيها معاكى علشان اصدق لانك عارفه انى بصدق عفاف
صرخت بها فاطمة :
- أخرسى يا احلام انا عمرى ما جريت ورا حد انا مش زيك ولا نسيتى انك كنتى بتجرى ورا ابراهيم ولما لقيتيه شخصيته ضعيفه ومش هيقدر يقف قدام ابوه سبتيه وادورتى على علي الله يرحمه
ضحكت احلام قائله:
-  وهو ده اللى غيظك مني ان الاتنين كانوا بيحبونى والاتنين طلبوا الجواز مني
 ثم اشارت لها محذره انا بحذرك يا فاطمه سيبى ولادى فى حالهم احسنلك والا والله ما هيهمنى حاجه لو اذتيهم ولا سعيتى فى اذيتهم
كادت فاطمه ان تهم بصفعها مره اخرى ولكن عفاف صرخت :
- كفايه كفايه انتوا ايه حرام عليكوا ايه كمية الحقد والغل اللى جواكوا دى
ده الزمن بينسى الموت ورغم كده معرفش ينسيكوا كرهكوا لبعض
وفجأه دخل ابراهيم وحسين واقترب حسين من عفاف وامسك يدها بقلق قائلا:
- مالك يا عفاف بتصرخى ليه ايه اللى حصل
نظر ابراهيم لزوجته قائلا:
- انتوا ايه اللى مقعدكوا هنا سايبين الناس والمعازيم وقاعدين هنا ليه
قالت فاطمه بغل واضح:
- ابدا كنا بنصفى حساب قديم
أشار حسين الى احلام وقال بحسم:
- لو سمحتى يا ام ايهاب انزلى دلوقتى اقعدى جنب بنتك متسيبهاش فى لحظه زى دى
"""""""""""""""""""""""""""""""""
أما فى الاسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله
وكان وليد يهمس لعلا ان تصعد معه الان ليريها شقتهما
ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامه غاضبه كريهه
بينما لم تكن تعلم ايمان وفرحه المفاجأه التى أعدها لهما عبد الرحمن وايهاب

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل السادس والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل السادس والعشرون




تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك:
-  لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا..فقالت فى خفوت وبملامح هادئه:
- أنا بعفيك من جوازك مني ..
تفحص ملامحها الهادئه فى سكون يحاول أن يستشف ما خلفها وقال:
- مش فاهمك
أحتفظت بملامحها الهادئه وهى تقول له:
- زى ما سمعت .. أنت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك أكتر من كده ...انا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح ..أعتقد أنك فهمتنى
مسح على رأسه وقال فى توتر بالغ:
- بس أنا مش هطلق
نظرت له فى سرعه وتسائل فأردف فى سرعه:
- قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى المفروض أننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلق ... وبعدين فى حاجه مهمه عرفتها عن صاحبتك سلمى والبيت اللى قلتى أنه بيتها لازم أقولك عليها
قاطعته رافضة لحديث :
- لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتى .. ومن فضلك توافق علشان ....
فى هذه اللحظه فتح إيهاب بمفتاحه ودخل تفاجأ بيوسف ومريم فى ردهة المنزل .. حاول يوسف أن يبتسم وهو يصافحه بحراره:
- أيه يابنى فينك من بدرى ...
إيهاب:
- معلش كنت مع واحد صاحبى ... أنت هنا من أمتى
قالت مريم بسرعه :
- عمى حسين هنا وقاعد جوه مع ماما
طرق الباب المفتوح ودخل إليهم ... رحب به عمه وعانقه  وعاتبه قائلا:
- أنا زعلان منك أوى يا إيهاب كده برضه متعمليش أعتبار وتاخد أخواتك وتمشى
خجل إيهاب وهو يقول:
- معاك حق يا عمى أنا غلطان .... معلش انا اصلى كنت غضبان جدا ساعتها مقدرتش أستنى وبعدين أنا مشيت لوحدى وهما جم ورايا
ربت حسين على كتفه قائلا:
- أنا عذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضه لسه صغيره وأتفجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصه تتكلم مش تمشى كده وتسيبها
توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء فى الامر فقال:
- ياعمى أنا غلطان لكن ده مش معناه أنها مش غلطانه  ازاى تصدق كده عليا دى عاشت معايا وعرفتنى كويس
وهنا نهضت أحلام واقفه قبالته وقالت:
- لا يا ايهاب لو اللى بتحكيلها صورتلها الموضوع على أنكم عارفين وعارفه كويس اوى هى بتعمل ايه.... الكلام هيخيل على بنت صغيره  ملهاش خبره زى فرحه مراتك
نظر لها حسين متعجبا منها لقد كان يتوقع أن تدافع عن هذه الزيجه بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هى التى أدهشته كانت تتكلم كما لو كانت أمرأه عاقله تريد ان تحافظ على بيت ولدها لا لشىء الا  لرأب صدع حياته الزوجيه فقط
قال إيهاب:الكلام ده لو هى متعرفش طنط فاطمه كويس لكن هى عارفاها
قالت والدته:لا يابنى إذا كنت أنا كنت كبيره وواعيه وعندى خبره كفايه فى الدنيا وصدقت فاطمه من أكتر من عشرين سنه وأشارت للحاج حسين وقالت:
- وأسأل عمك
نظر لها إيهاب بدهشه قائلا:
- أنتى مقلتلناش حاجه عن الموضوع ده
نظر لها حسين بحدة قائلا:
- من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام فى اى حاجه فاتت .... ده لا من صالحك ولا من صالح اى حد فينا ولا هيحقق أى نتيجه
قالت فى سرعه :
- لاء يا حاج هيحقق .... وأنا متأكده ان ايهاب هيعذر فرحه  لما يعرف ان اللى ضحكت عليها هى نفسها اللى ضحكت على امه من سنين
ألتفتت إلى إيهاب وقالت بحسم:
- من غير دخول فى تفاصيل مالهاش لازمه فاطمة حطت السم فى ودن مراتك وخلتها متلخبطه زى ما حطت السم فى ودانى من سنين وخلتنى أخدكوا وأهرب
قال فى حيرة :
- مش فاهم
كادت نظرات حسين أن تخترقها محذرة إياها من الدخول فى تفاصيل فقالت:
- ولا حاجه.. فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى منى ومش هيخلونى أشوفكم مدى الحياه وأدتنى فلوس أهرب بيها منهم  وأنا صدقتها بمنتهى الغباء
ربت حسين على كتفه بحنان قائلا:
- مراتك بتحبك يا ايهاب حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من اول غلطه كده تسيب البيت وتمشى
أطرق برأسه متفهما "نعم هو يعلم انها تحبه بل تعشقه "...لاحظت أحلام بوادر الاقتناع على وجهه فقالت بسرعه :
- مراتك فى أوضتك جوه ادخلها ...عاوزه تتكلم معاك اديها فرصه تتكلم براحتها
خرج ايهاب ونظر الى يوسف ومريم  يقفان أمام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير ..صمت مطبق
تركهما وتوجه الى غرفته وقف مترددا بعض الشىء ثم فتح الباب ودخل ..تعلق بصره بفرحه وهى نائمه على فراشه وفجأة... أنطلقت ضحكاته وهو يحاول كتمانها ولكنه لم يستطع
كانت فرحه نائمه على فراشه ولكن..ترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها
كانت  تبدو كمهرجين السرك بالملابس الكبيرة التى تدلى منها لفرق الطول بينهما ووجنتها وأنفها حمراء  جدا... كان محياها يحرك مشاعر المرح بداخل اى انسان
حاول كتم ضحكاته حتى لا يسمعه احد فى الخارج.... وأعتدلت هى فى فراشه وعقدت ذراعيها امام صدرها بطفوله ..كانت تبدو كالاطفال بوجنتها المتوردتين وملابسه التى ترتديها وهى تقول بعينين لامعتين من اثر الدموع:
- طب أعمل ايه .. كنت واحشنى اوى ملقتش غير هدومك قدامى
تماسك ايهاب وهو يحاول ان يرسم ملامح الجديه ولكنه لم ينجح بشكل كبير بل لم ينجح  من الاصل........ فأبتسم لها وفتح ذراعيه لها وهو يقول بحب:
- وانتى كمان وحشتينى اوى
هرولت إليه  لتدفن نفسها بين احضانه وبكت من شدة انفعالها واشتياقها لحنان زوجها واحتياجها اليه
وجعلت تضربه فى صدره بقبضتها الصغيره وهى تقول بطفوليه:
- زعلانه منك اوى زعلانه  زعلانه زعلانه...
وهو يضحك ويضمها اليه اكثر واكثر


وهنا كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقه:
- عارفه لو كنتى كلمتينى وقولتيلى على مكانهم  وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعد تتجسى علينا عن طريقها
أشاحت أحلام بوجهها وقالت:
- معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف أنك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعامله دى
ضرب حسين الاريكه بجواره بخفه وهو يقول بسخريه:
- ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى اقتلهم ولا قلتى الراجل كبر وعجز
قالت فى شرود:
- لا يا حاج أنا متابعه أخبارك كويس متنساش انى كنت عايشه فى مصر لحد ما ايهاب وايمان خلصوا ثانوى
 وكنت متابعه كل اخبارك من بعيد بس مكنتش عارفه اوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى..حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم
ولما جوزى جاتله سفريه وأضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنه انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم ..كل اللى كنت خايفه منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام
لكن عرفت بقى عن طريق ناس اتعاملوا معاك عن قرب انك بتعرف ربنا وكلهم قالوا عنك راجل صالح..ساعتها قلت اكيد مش هيهون عليه يشوه سمعتى قدام ولادى ومش هيسمح لحد انه يعمل كده
تابع هو بتهكم :
- لا وكنتى عامله حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك انتى من قبليها وانتى مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم يعنى شىء طبيعى اننا نقول عليكى كده ..مش كده يا احلام
أومأت برأسها وقالت:
- مش هكدب...الكلام ده حصل لكن دلوقتى الوضع اختلف
حسين :وايه اللى خلاه اختلف
قالت فى امتنان:
- موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
قال فى شك وحذر:موقف ايه
قالت فى ضعف :
- انا عارفه انك مبتحبش تفتح كلام فى الحكايات اللى زى دى علشان كده انا مش هتكلم اكتر من انى اشكرك انت وابنك .....اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله
قاطعهم دخول يوسف متسائلا:
-  عبد الرحمن تقريبا نزل من غير ما يقول لحد..وبكلمه مبيردش
خطى الحاج حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن ايمان قائلا:
- اومال فين ايمان
قالت مريم وهى تستدير :
- هشوفها فى المطبخ
دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد أغرورقت عيناها بالدموع ..فقالت فى قلق:
-  كفايه بقى يا ايمان كفايه تعالى عمك عايزك ضرورى
جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت امام عمها وقالت:
- نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
قال فى حنان:
- انتى كنتى بتعيطى ؟ ..بس خلاص انا كده عرفت
رفعت رأسها اليه بتسائل فقال:
- عبد الرحمن خلص كلامه ومعاكى ومشى .....مش كده؟
أومأت برأسها وهى تمنع نفسها من البكاء مره اخرى فقال :
- خلاص هو تلاقيه روح البيت اصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
قالت أحلام فى حسم:
- طيب يالا يا ايمان روحى بيتك مع عمك .........
والتفتت الى مريم قائله :
- ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
حركت رأسها نفيا وقالت:
- لا يا ماما انا هقعد معاكى شويه ..لو ايمان عاوزه تروح تروح هى
ايمان:
- لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شويه..انا هدخل اشوف ايهاب
تحركت ايمان ودخلت الى غرفة اخيها ونسيت أمر فرحه تماما ..فتحت الباب فجأة ثم اشاحت بوجهها وهى تبتسم فى خجل ....فدفع ايهاب فرحه بعيدا عنه وهو يقول بمرح:
- يا دى الفضيحه من دى وايه اللى جابها فى أوضتى يا ايمان
أبتسمت ايمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر:
- ها هتروح مع عمى وفرحه ولا هتقعد فى حضنى هنا
تصنع ايهاب التفكير وهو يقول:
- بصى يا ايمان أنتى أختى وكل حاجه بس بصراحه يعنى.......
 ثم جذب فرحه من يدها وهو يقول :
- هروح طبعا..
أوقفته فرحه وهى تضحك وتقول:
- طب أستنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عامله زى البلياتشو كده
بعد دقائق خرج اليهم ايهاب وفرحه ويظهر على وجوههم البهجه وانه قد سامحها
نظر الحاج حسين الى أحلام قائلا:
- خلاص يا ام ايهاب زى ما اتفقنا الفرح فى معاده يوم الخميس ان شاء الله
تدخلت مريم قائله:
- عمى .. يمكن بس يوسف ملحقش يجهز نفسه فمحتاج يأجل شويه
قاطعها يوسف بوضوح:
- انا مش محتاج أجل حاجه ..احنا شقتنا هناك جاهزة من كله
أرتبكت وهى تنظر اليه قائله:
- مش أحنا كنا بنتكلم من شويه وقلتلى ان الفرح ممكن يتأجل
قاطعها بثقه:
- لا يا مريم تلاقيكى فهمتى غلط ...
ونظر لها بعمق مؤكدا على كلماته وهو يقول:
- الفرح فى معاده ان شاء الله
قالت أحلام :
- طالما كل حاجه جاهزة يبقى خليها معايا اليومين دول
أنهى الحاج حسين الحوار قائلا:
- خلاص يا مريم خليكى مع والدتك بس ليلة الفرح لازم تباتيها هناك على الاقل أتقفنا
قالت احلام بتردد وكأنها ترجوه:
- تسمحلى يا حاج   احضر فرح مريم
قال بسرعه :
- طبعا يا ام ايهاب ده فرح بنتك
والتفت الى ايمان :
- ها يا ايمان لسه مصممه متروحيش بيتك
أطرقت برأسها وقالت:
- معلش ياعمى سبنى على راحتى ..انا عاوزه اقعد مع ماما اليومين دول قبل ما تسافر
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كان عبد الرحمن يدور فى غرفته حول الاريكة مره وحول المقعد مره حتى سمع صوت رنين باب المنزل خرج فى سرعه على امل ان يجدها قد عادت معهم ولكنه أطرق فى حزن ..لم تعد
ما الذى يشقيها مني .. لماذا كلما أقتربت تبتعد ..لماذا كلما غصت فى عالمها تنسلخ هى من عالمى
لماذا أنتى كتومه الى هذه الدرجة.. ليس من السهل ان تبيح بمكنون قلبها ..لماذا يا عذابى
أقبلت عفاف على ايهاب وفرحه فى سعادة لم تكن تتوقع ان يعود ايهاب ولكنه عاد والحمد لله
أخذ ايهاب زوجته وصعدا الى شقتهم الخاصه ودخل يوسف غرفة اخيه ليطمئن عليه
:
- ايه يا عبد الرحمن ايه اللى خلاك تسيبنا وتمشى ومكنتش بترد ليه على مكالماتى انت عارف كلمتك كام مره
أستقبله عبد الرحمن بابتسامه باهته وقال:
- خلاص يا يوسف معلش سبنى لو سمحت دلوقتى
جلس بجوار أخيه قائلا:
- مالك يا عبد الرحمن فى ايه
 وأستدرك قائلا:
- مراتك كان شكلها مضايق اوى ايه اللى حصل بينكوا
قال عبد الرحمن بألم:
- مقالتش حاجه بس شكلها مضايق من اللى حصل ومن اللى قالته مرات عمى ..هى حساسه زى ايهاب وبتحب تحافظ على كرامتها
قال يوسف:
- بس ايهاب رجع مع فرحه .. يبقى اكيد بقى عاوزه تقعد مع والدتها زى ما قالت لبابا
التفت له عبد الرحمن قائلا:
- هى قالت كده
أومأ برأسه قائلا:
- ايوه بابا قالها تعالى معانا قالتلوا عاوزه اقعد مع ماما يومين قبل ما تسافر
"""""""""""""""""""""""""""""
خرج يوسف من غرفة عبد الرحمن متوجها الى غرفته فسمع والده يناديه :
- يوسف
ألتفت اليه وأقبل عليه فى أهتمام  وهو غير مصدق أنه سمع أسمه من فم والده اخيرا فقال:
- نعم يا بابا
وقف الحاج الحسين ينظر اليه وقد لانت ملامحه كثيرا وقال:
- مريم كانت عاوزه تأجل الفرح ليه
نظر له بدهشه قائلا:
- وحضرتك عرفت ازاى
أعاد الحاج حسين سؤاله وكأنه لم يسمع تعليقه :
- مريم كانت عاوزه تأجل ليه
يوسف:
- كانت بتقولى أنا بعفيك من الجواز مني .. وكانت مصممه ومش عاوزه توضح السبب يمكن علشان كنا واقفين فى الصاله مش عاوزه حد يسمعنا
وبعدين ايهاب دخل ومعرفتش اكمل كلامى معاها...
أخرج حسين هاتفته وأعطاه ليوسف قائلا:
- الرساله دى مريم بعتتهالى وأحنا راجعين فى السكه أقراها كده
قرأ فيها "انا فهمت ماما اللى حصلى بس مقولتلهاش مين اللى عمل كده فيا ..وفهمتها انك ضغط على يوسف علشان يستر عليا ويتجوزنى وهو وافق شهامه منه"
ظل يوسف يقرأها مرات ومرات وهو غير مصدق ما فعلته نظر الى ابيه متسائلا وقال:
- طب ليه
قال حسين بخفوت وثقه:
- ده فسرلى سبب تغير أمها وكسرت نفسها قدامى
وقال وهو يستدير وكأن الامر ليس ذو أهميه:
- بس انت اتصرفت كويس
ودخل غرفته وأغلق الباب...أبتسم يوسف  وقد شعر ببداية لين والده تجاهه ولكنه يعرف والده جيدا ليس من السهل ان يظهر مشاعره بسهوله
"""""""""""""""""""""""""""""""""
دفعت علا وليد بعيدا عنها بجديه وهى تقول:
- عيب كده يا وليد
قال وهو يحاول جذبها مره اخرى :
- ليه بس يا حبيبتى..هو مش انتى خطيبتى ولا ايه
قالت وهى تدفعه مره اخرى :
- اديك قلت خطيبتك مش مراتك...
اصطنع وليد الحزن ورسمه على ملامحه ببراعه وهو يقول:
- خلاص يا علا براحتك خليكى كده بعيده عنى
 انا بصراحه مش قادر اتأكد من مشاعرك وانت بعيده عنى بالشكل ده..
ونظر لها نظره جانبيه وهو يقول:
- نتجوز ازاى وانا لسه مش متأكد من مشاعرك ناحيتى
جلست بجواره وقالت برقه:
- يعنى ماما تدخل ولا هند هيبقى المنظر مش لطيف,,,وبعدين يعنى هو انت لسه هتتأكد من مشاعرى ما انت عارف انى بحبك
أطرق برأسه ثم نظر اليها بعتاب قائلا:
- الحب من غير ثقه مالوش لازمه..وانتى مع الاسف مش بتثقى فيا ابدا ...حتى لما بنخرج مع بعض وبمسك ايدك بتحسسينى انك بتمنى عليا وانك مش موافقه
ونهض واقفا وقال بتبرم:
- بصراحه بقى يا علا انا راجل حامى ومحبش الست اللى مشاعرها بارده كده مش هنفهم بعض ...لو انتى يابنت الناس هتفضلى كده يبقى مفيش داعى نضيع وقت مع بعض اكتر من كده
اقتربت منه وامسكت يده قائله:
- بس انت عارف انى بثق فيك  ليه بتقول كده
اومأ براسه بسخريه قائلا:
- اه صح بأمارة لما قلتلك تعالى اتفرجى على شقتك علشان تقوليلى هتتوضب ازاى رفضتى وقلتيلى لا ميصحش
علا:يعنى ينفع يا وليد اروح معاك شقه واحنا لسه مخطوبين
قال بسرعه:
- هو انتى هتروحى تعملى ايه ..خلاص بقى متجيش تقوليلى خلصت الشقه ولا لسه وهتحدد معاد الجواز امتى والكلام بتاعك ده..
وبعدين للدرجادى خايفه مني وبعدين الشقه دى فى بيت عيله يعنى مش هتبقى لوحدك معايا
ثم قال بنفاذ صبر:
- بصى يا علا انا كده اتأكدت ان درجه مشاعرنا مش زى ما انا كنت متخيل انتى كده مش هتفهمينى
 لما انتى بتعملى كده وبتردى كلامى وانتى لسه خطيبتى اومال هتعملى ايه لما نتجوز
تناول مفاتيح سيارته وهم بالانصراف وهو يقول :
- مستنى ردك ...
تركته يذهب وجلست تفكر وتدور كلماته فى عقلها .." انا كده عرفت انك مش ناوى على جواز وانك خطبتنى علشان ابقى سهله معاك" ولمعت عينيها بخبث وهى تقول:
- ماشى يا وليد يابن الاكابرلما نشوف انا ولا انت....
""""""""""""""""""""""""""""""""
اليوم التالى تقابلت مريم بسلمى فى الكليه صافحتها سلمى وهى تنظر لها بسخريه وتقول:
- ازيك يا حاجه مريم
قابلت مريم سخريتها بهدوء وقالت:
- يارب ...أدعيلى أبقى حاجه بجد دى حاجه تشرف ان الواحد يزور بيت ربنا
شعرت سلمى بغصه فى حلقها من وقع كلمات مريم عليها وقالت :
- اه اه طبعا هو حد يطول
وتابعت :
- وأخبار العريس ايه
مريم :الحمد لله تمام
أقبلت صديقه أخرى لمريم وعانقتها بحراره وهى تقول :
- وحشتينى اوى يا مريم
نظرت سلمى لصديقتها الاخرى بتهكم فقد كانت هى الاخرى محتشمه فى ملابسها فقالت سلمى للفتاة:
- انتى بقى صاحبتها الجديده
نظرت لها صديقتها بنظره هادئه وقالت:
- ودى حاجه تزعلك يا سلمى
نظرت لها سلمى بدهشه وقالت:
- ايه ده انتى تعرفينى
قالت:
- الكليه كلها عارفاكى شباب وبنات ...ده انتى اشهر من النار على العلم
ثم نظرت لمريم بابتسامة مشاغبه وقالت:
- ربنا يبعدنا عن النار ويجعلنا من اهل الجنه
مريم :اللهم آمين
نظرت لهم سلمى شذرا وقالت :
- ربنا يهنى سعيد بسعيده
ضحكت الفتاة مره اخرى وقالت لها:
- لا يا ستى ربنا يهنى يوسف بمريم ....
والتفتت الى مريم قائله:
-  فى عروسه تيجى الكليه قبل فرحها بيوم
سلمى:ايه د انتى فرحك بكره يا مريم..كده متعزمنيش يا وحشه
قالت مريم ببرود:
- لا ازاى انتى معزومه طبعا
اقبل عليهم فجأه أحد الشباب صافح سلمى وقال لمريم وصديقتها :
- هاى يابنات ازيكم
نظرت مريم لصديقتها وقالت:
- يلا  نمشى
أخذتها صديقتها وذهبت لمكان آخر بعيد عن سلمى تابعهم الشاب بعينيه ثم الفتت الى سلمى قائلا بتعجب:
- هى البت دى بقت محترمه كده ازاى
ضربته سلمى على كتفه قائلة بغضب:
- قصدك ايه يعنى هو انا مش محترمه
غمز لها وهو يقول:
-  أنت باشا يا باشا ...هو أنت فى زيك يا قمر
""""""""""""""""""""""""""""""
مال الحاج حسين للأمام وقال بتركيز :
- زى ما فهمك كده يا عفاف أحلام هتيجى الفرح ولازم تحجزى بينها وبين فاطمه بأى شكل
 أحنا مش عاوزين مشاكل ولا عاوزين حد يعرف عننا حاجه الفرح هيبقى فيه ناس غرب كتير
قالت عفاف بتوتر:
- والله ده انا قلقانه من دلوقتى يا حسين..حتى لو زى ما قلتلى كده ان احلام فيها حاجات كتيره اتغيرت ....برضه عمرها ما هتتغير من ناحية فاطمة ده اللى بينهم كبير اوى
قال بهدوء:
- ان شاء الله ميحصلش حاجه انا كمان هبقى حاطط عينى عليهم ..و كلمت ابراهيم وبلغته علشان يبقى واخد باله وميتفجأش ونبهت عليه ميجيبش سيرة لمراته
تنهدت عفاف وقالت بأضطراب:
- ربنا يستر
""""""""""""""""""""""""""""""""""""