الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل العاشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد 
الفصل العاشر



عاد إليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن أنها أغلقته لتبكى وحدها دون أن يسمعها أحد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهى تبكى  ..  فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث فى الهاتف .. أستمع لما تقول .. كادت عينيه أن تخرج من مكانهما وكاد وجهه أن ينفجر غضباً وبغضاً من هول ما يسمع
وقف دقائق يستمع ويستمع وعندما أنتهت عاد إلى المصعد مرة أخرى وهبط إلى ألأسفل وأستقل سيارته .. أستند برأسه ألى ظهر المقعد وأغلق عينيه وهو لا يكاد يصدق ما سمع .. كلمات زلزلت كيانه وفطرت قلبه ضرب .. لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو فى هذا الوضع فلم يعد يشعر بشىء غير الجمود
حتى سمع طرقات على زجاج سيارته فتح عينيه  وألتفت فوجد والده قد عاد ...  قلق الحاج حسين بشده وهو يرى أبنه فى هذا الوضع فهو يعلم أنه لا يجلس هكذا إلا إذا كان يشعر بألم حقيقى .. فتح الباب وجلس بجواره قائلا بلهفه:
- مالك يا عبد الرحمن قاعد كده ليه يابنى ؟
أرسل تنهيدة قويه وهو يقول:
- تعبان يا بابا
 ظهر التوتر أكثر على ملامح الحاج حسين وهو يقول متسائلا:
- تعبان ازاى يعنى .. فهمنى
أغمض عبد الرحمن عينيه بألم وهو يقول :
- هحكيلك كل حاجه يا بابا ... وقص عليه كل ما دار بينه وبين هند وكيف عاد حتى لا يتركها بمفردها متألمة منه وماذا سمع منها وهى تتحدث فى الهاتف
أنهى حديثه قائلا بأسى:
-  أنا آسف يا بابا مكنتش أعرف أنها كده
ربت والده على كتفه بقوة وقال بعزم:
- أجمد يا عبد الرحمن الدنيا فيها ناس كتير بالشكل ده يابنى وأنت مش صغير واللى حصل ده يعلمك مش يزعلك كده يابنى
أومأ عبد الرحمن برأسه فى صمت حزين قاطعه والده قائلا:
- تعالى معايا
- لا يا بابا .. مش عاوز أشوفها تانى بعد النهاردة
أمسك والده ذراعه قائلا بتصميم:
- لا هتيجى معايا .. عاوزك تسمع بس متعلقش على حاجه.. تعالى

قطع الحاج حسين الممر الطويل المؤدى إلى ردهة مكتبة الخاص  بصحبة عبد الرحمن ..  نهضت هند عندما رأتهما ... فأشار لها أن تلحقهما إلى المكتب
جلس الحاج حسين خلف مكتبة وأشار إلى عبد الرحمن أن يجلس فى المقعد المقابل له... دخلت هند لتقف أمامه وكانت تتوقع أمراً من أمور العمل طلبها لاجله  ..  ولكنها تفاجأت به يقول:
- لو سمحتى روحى هاتى شنطتك
نظرت له فى دهشة وأستنكار .. فأعاد أمره مرة أخرى:
- هاتى شنطتك يا هند
خرجت بخطوات بطيئة .. يدور بخلدها ألف سؤال وسؤال
أحضرت حقيبتها وعادت اليهما .. فمد يده أمامه قائلا بلهجة آمره:
- هاتى تليفونك
أخرجت هاتفها وأعطته أياه:
- ضغط عدة ضغطات على لوحة المفاتيح ثم أدار شاشته لها وقال بجدية:
- رقم مين ده اللى كنتى بتكلميه من شويه
أرتبكت بشدة وزاغت نظراتها وهى تقول:
- دى واحده صاحبتى .. نظرت إلى عبد الرحمن فوجدته يشيح بوجهه عنها ويكسو وجهه الحزن والضيق
فقالت :
-  خير يا فندم
 نظر لها الحاج حسين وقال بثقة:
- كدبتى ليه عليا وقولتى أن الجواب كان فى صندوق البريد بتاع الشركة
هوى قلبها إلى قدميها وأحمر وجهها خوفا لا تعلم ماذا تقول وكيف تفعل فلجأت الى الكذب مره أخرى وقالت:
- ماهى هى دى الحقيقه يا حاج .. أنا فعلا لقيته فى الصندوق
خبط على المكتب فأنتفض جسدها وقال محذرا:
- هتكدبى تانى الجواب ده وصلك بالايد ...صح
ظهر الرعب على وجهها وقالت مدافعه عن نفسها:
- مين اللى وصلك الكلام ده يا حاج اللى قالك كده كداب
أشار الى عبد الرحمن الذى كسى الحزن وجهه أكثر وأكثر وقال:
- عبد الرحمن هو اللى قالى
صمتت فى دهشة وخوف لا تدرى ولا تفهم كيف عرف عبد الرحمن بالامر
تابع الحاج حسين كلامه:
- عبد الرحمن سمعك وأنتى بتتكلمى فى التليفون يا هند  ده أجابة  السؤال اللى بيدور فى دماغك دلوقتى
أستندت الى أقرب مقعد لها فلقد تخلت عنها قوتها وأصفرت الدنيا أمامها وكادت أن يغشى عليها من الصدمه وبدأت فى البكاء
نهض عبد الرحمن قائلا:
- أنا مروح يا بابا عن أذنك أومأ له والده بالموافقه فانصرف دون أن يلتفت وراءه ليخفى ألمه وندمه ويداوى جرحه العميق
نهض حسين من مقعده ووقف بالقرب منها وقال:
- معقوله يا هند .. ده أنا كنت بعتبرك زى بنتى بالظبط تقومى تخونينى كده
بكت بشدة أكبر وقالت بمرارة:
- والله يا حاج أنا مكنت أقصد أنى أخونك أنا قلت يعنى ده مجرد جواب هوصلهولك وخلاص وبعدين هى فهمتنى أن الجواب ده فى معلومات حضرتك بتدور عليها بقالك سنين وقالتلى أن ده عمل خير
أبتسم فى سخريه قائلا:
- وهو عمل الخير اليومين دول بياخدوا له مقابل...
هتفت ببكاء:
- والله يا حاج أنا مطلبتش منها فلوس هى اللى عرضت عليا الفلوس علشان تتأكد أنى ههتم وأوصلك الجواب بنفسى لحضرتك لأنها كانت خايفه حد تانى يشوفه وميوصلهوش وأنا كنت محتاجه مبلغ كده فى الوقت ده وكنت مكسوفه أطلب سلفه من حضرتك .. وهو ده كل غلطى أنا آسفه يا حاج أنا آسفه
أنفعل عليها قائلا:
- أنتى لسه بتكدبى يا هند أنتى خدتى منها رقمها علشان تقوليلها أخبارى أول بأول صح .. أنا مش عارف أنتى مستمرة فى الكدب ازاى وانا بقولك عبد الرحمن سمعك وانتى بتكلميها
أمتقع وجهها وقالت بارتباك:
- لا والله يا حاجه أنا منقلتش أخبارك لحد هى لما أدتنى الرقم قالتلى علشان لو حصل وحضرتك مقرتش الجواب لأى سبب أبلغها
وبعد كده كانت بتتصل عادى تقولى أزى الحاج عامل أيه وأزى عبد الرحمن ويوسف وأنا كنت بتعامل معاها على أساس أنها قريبتكوا يعنى فبقولها كويسين وخلاص
كاد أن ينفعل عليها مرة أخرى ولكنه صمت قليلا ثم قال فجأة :
- خلاص يا هند أنا مصدقك .. بس أنتى عارفه طبعا أنك غلطتى والغلط ده مينفعش يعدى كده
قالت بلهفة:
- الله يخاليك يا حاج مترفدنيش أنا محتاجه الشغل ده اوى
نظر لها بتفكير وقال:
- أنا مش هرفدك بس أبنى مجروح منك أوى ومش هيستحمل يشوفك هنا تانى .. أنا هنقلك مكان تانى تكونى بعيده شويه عنه مش عاوزه يضايق كل ما يشوفك
قالت بحيرة:
- يعنى يا حاج هو قرر.....
قاطعها الحاج حسين قائلا:
-  سيبيه شويه كده لما يفوق من صدمته شهرين تلاته  يكون نسى وهدى وبعدين أبقى أتكلمى معاه .. يالا دلوقتى خدى شنطتك وروحى وبكره إن شاء الله تيجى على شغلك الجديد
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- معقوله يا حاج أيه اللى أنت بتقوله ده أزاى تسيبها فى الشركة بعد اللى عملته
أعتدل الحاج حسين فى جلسته وهو يجيب زوجته عفاف قائلا:
- أهدى بس يا أم عبد الرحمن أنا عارف بعمل أيه كويس ... هند بتشتغل معانا من زمن ومعاها أسرار كتير عن شغلنا متنسيش أنها مديرة مكتبى ومسؤله عن ملفات كتيرة .. لو طردتها وقطعت عيشها هتقول عليا وعليا أعدائى  .. أذا كانت خانتنى وهى شغاله معايا ومخطوبه لأبنى يبقى هتعمل أيه لما الخطوبه تتفسخ وكمان أطردها من الشغل

قالت عفاف بتفكير:
- طب وبعدين
- ولا قابلين أنا قلتلها تسيب عبد الرحمن شهرين تلاته على ما يهدى .. أكون أنا غيرت تفاصيل وحاجات كتير فى الشغل وساعتها تبقى المعلومات اللى هى تعرفها قديمه ومالهاش لازم وضررها هيبقى قليل أوى إذا مكنش معدوم يعنى ..  والمكان اللى نقلتها فيه مفيهوش حاجه تعرف تضرنا بيها ولا تستعملها مع شركات معندهمش ذمه عاوزه تضربنا فى السوق
عفاف:
- والله يا حسين أنا مش عارفه أنت بتعرف تمسك أعصابك كده ازاى مع واحده خانتك بالشكل ده
ضحك وقال:
- أصلها بصراحه خدمتنى مرتين تلاته كده من غير ما تحس
نظرت له بتعجب فأومأ برأسه قائلا:
- زى ما بقولك كده خدمتنى وضرت نفسها ..
تنهد بقوة وتابع كلامه:
- أحلام كانت بتستخدمها علشان تعرف أخبارنا وأخبار يوسف علشان تعرف تقربه من مريم وأبتسم قائلا:
- وأنا معنديش مانع أنا نفسى فى كده أنا كمان
بس هند بقى بغبائها لما لاقت عبد الرحمن معجب بكلام إيمان وكمان راح قالها حلال وحرام أفتكرت أنه بيطفشها علشان خاطر إيمان فأتصلت بأحلام وجابت اللى عندها كله
قالتلها أنا أقدملك يوسف على طبق من دهب وأنتى عاوزه تطلعينى من المولد بلا حمص
تنهدت عفاف بألم وقالت:
- ياعينى عليك يا عبد الرحمن .. ده كان بيحبها اوى .. علشان كده يا عين أمه مخرجش من أوضته من ساعة ما رجع وقاعد فى البلكونه من ساعتها حتى مرضيش يتعشا

ثم نظرت له فجأة بأنتباه وكأنها انتهبت لحديثه فى التو وقالت:
- يعنى أيه أنت كمان عاوز كده يا حاج
حسين:
- يعنى هى خططت علشان تقرب مريم من يوسف وتشغلها معاه وأنتى عارفه يا عفاف أنى عاوز ولاد أخويا يفضلوا فى حضنى علشان كده بقولك وأنا معنديش مانع
المهم عندى أن مريم تحب يوسف مش تبقى عاوزه تتجوزوا علشان تنفذ خطت أمها وخلاص
عفاف:
- وتفتكر مريم متفقه مع أمها يعنى
حسين :
- مش متأكد يا عفاف ... لما كانت متحمسه فى الاول علشان تشتغل معاه كان ممكن اقول اه عارفه
لكن بعد المشاكل اللى حصلت بينها وبين يوسف مبقتش متأكد
لأنها لو كانت بتنفذ كلام أمها كان زمانها بتسمع كلامه وأنتى عارفه يوسف بيتبسط من الست اللى بتسمع الكلام وأكيد أحلام وصلت المعلومه دى لمريم
وطالما مريم منفذتهاش يبقى اللى أنا حسيته أمبارح فى المكتب وهما بيتخانقوا قدامى كان صح
ألتفتت إليه عفاف بتسائل وقالت :
- أيه اللى أنت حسيته ....  وهى أحلام يعنى بتعمل كل ده ليه
قال حسين بلا مبالاه:
- مش مهم دلوقتى .. أهم حاجه عندى دلوقتى عبد الرحمن عاوزه يخرج من الحاله دى قلبى وجعنى أوى عليه الله يكون فى عونه مش سهل عليه اللى حصل ده

""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كانت هند تجلس فى فراشها وتبكى بشدة وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء
جلست أختها علا بجوارها ومسحت على ذراعها وحاولت أن تهدئها لكن هند نفضت يد أختها فى قوة قائله:
- أبعدى عنى أنتى السبب .. أنتى السبب
وقفت علا ووضعت يديها فى خصرها قائله:
- نعم يا ماما أنا السبب ازاى يعنى
أنا بس شجعتك أنك توصلى الجواب وتاخدى الفلوس لكن مقلولتلكيش تقوليلها أخبار أخو خطيبك يا هانم
وأنتى أصلا غبيه لو كنتى قلتيلى كنت هقولك لاء لأن اللى ترسم على واحد ممكن أوى ترسم على أخوه وتطلعى أنتى من المولد بلا حمص وأهو ده اللى حصل يا ناصحه
قالت هند برجاء:
- لا لا عبد الرحمن مضعش منى هو بس مصدوم وعاوز فرصه يهدى وبعدين مش هيقدر يبعد عنى أنا متأكده .. متأكده
علا:
- وأنتى فاكره أن أبوه هيسمحلك تدخلى عيلتهم بعد اللى عرفه .. والله أنا لو منك أنتقم منه ده أنتى تعرفى عنهم بلاوى

هند:
- لا الحاج حسين نقلنى بس علشان ميحصلش صدام بينى وبين عبد الرحمن لكن أنا متأكده أنه مش هيعارض لو عبد الرحمن عاوزنى .. ليه أروح أعاديه وأخسره للأبد
علا:
- وتفتكرى يعنى اللى أسمها أحلام دى وبنتها هيفوتوا الفرصه دى أكيد هيستغلوا بعدك عنه ويفضلوا وراه لحد ما يتجوزها
نظرت لها هند نظرات شارده وقالت :
- خاليها بس تحاول تاخده منى  وأنا هوريكى هند ممكن تعمل ايه
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كان عبد الرحمن يجلس على مقعده الخاص به فى الشرفه مغمض العينين يستعيد كل ذكرياته مع هند كل كلمة حب قالها لها وكل نبضة قفز بها قلبه لاجلها .. فتح عينيه ببطىء لينظر الى الحديقة المظلمه وكأنه ينظر الى الظلام المحيط بقلبه فلقد أنطفأت شمس حبه
رأى الرياح تعبث ببعض أوراق الشجر فتقاوم بعضها ويستسلم البعض الاخر فتسقطها أرضا .. نعم من يستسلم للرياح يسقط فيصبح جزءا من الارض ليداس بالاقدام كما تداس الارض التى سقط إليها راضياً
لمعت عيناه وقاتلة الدموع بضراوة من أجل أن تهبط إلى مجراها لتروى ظمأ محنته
ولكنها وجدته مقاتل من الدرجة الاولى لم يسمح لها وسجنها فى محبسها ليحتفظ بها ويجعلها مدادا لحياته القادمه والتى قرر أن تكون بلا حب وبلا مشاعر وبلا قلب المعنى الحقيقى للجمود

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل التاسع )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل التاسع 




نهضت مريم بعد يوسف بلحظات ورغم مشاعر الحنق التى توجد بداخل كل منهم الا انهم عندما وصلوا لباب المكتب تبادلا النظرات وكأنهما طفلين تم أستدعائما إلى مكتب الناظر لينالا عقابهما

تنهد يوسف بعمق وطرق الباب فتقدمت مريم خطوة ونظرت له بتحدى وكأنها تقول :
- النساء أولاً
زفر بقوة وتراجع خطوة ليسمح لها بالدخول أولاً
دخلت مريم ودخل بعدها وهما وجلان للغاية .. أشار لهما الحاج حسين بالجلوس
أمام المكتب .. نظر لهما نظرات صامتة صارمة ثم قال:
- فى أيه بقى عاوز أفهم
وفجأه أنقلب الصمت إلى معركه تدافع الإثنان فى الحديث وكأنهما يتسابقان من يتكلم أكثر من الآخر
- من ساعة ما شافنى وهو مش طايقنى
- مش طايقك أزاى يعنى مش فاهم
- بتكشر فى وشى وبتعاملنى وحش
- المفروض أعمل أيه يعنى أفرشلك الأرض رمله لما أشوفك
- لا بس تعاملنى معامله كويسه
- والله ده شىء زاد عن حده هتعلمينى أتعامل أزاى
هتف الحاج حسين ليوقف هذه المعركه الدائرة قائلا بصرامة :

-   بـــــــــــــس والله عال أومال لو كنت مش موجود معاكوا كنتوا  هتعملوا ايه
أطرقت مريم برأسها خجلاً وهى تقول  :
- أنا آسفه يا عمى
قال يوسف معتذراً:
- آسف يا بابا بس هى اللى نرفزتنى
نظرت له  بحدة هاتفتاً:
- أنا اللى نرفزتك ... 
ثم ألتفتت إلى عمها وقالت بأندفاع:
- بص بقى يا عمى علشان تعرف بيتعامل ازاى النهارده  كسفنى قدام صاحبتى لما طلبت منه أتفرج عليه هو ووليد وأتريق عليا وقالى هى سيما   ..  ده غير طبعا طريقة معاملته ليا دايما سواء هنا ولا فى الشركه
هتف يوسف صائحاً:
- صاحبتك !!  بص يا بابا صاحبتها دى والله لو شفتها لتحكم عليها متكلمهاش تانى أنا مش عارفه مصاحباها ازاى
هتفت مريم معترضة:
- هو أنت كمان هتتحكم فى أصحابى
ضرب الحاج حسين المكتب بقبضة يده ونهض بحدة موجها كلامه لكلاهما:
- لتانى مره صوتكوا يعلى قدامى

وقف يوسف وقال بضجر:
- بابا أنا قلتلك من زمان أنا ماليش فى معاملة الحريم أنا اسف يعنى
هدءت العاصفه قليلا بينما قال الحاج حسين بهدوء:
- براحه كده ومحدش يقاطع التانى ..
ثم نظر إلى يوسف وقال متفهماً:
- أيه اللى مضايقك يا يوسف بالظبط
يوسف:
- يا بابا أنا عاوز راجل يمسك مكتبى بعد أذنك
وقفت هى الاخرى وقالت مندفعة:
- وأنا مش عاوزه أشتغل معاك
نظر لها عمها وقال بحدة:
- هو أنا مش قلت محدش يقاطع التانى
أنكمشت وجلست مكانها فى صمت .. ألتفت اليه مرة أخرى قائلا:
- أيه اللى مش عاجبك فى شغلها
نظر لها قائلا:
- شوف حضرتك  طريقة لبسها أنا محبش العملاء اللى داخل واللى خارج يقعد يتفرج على بنت عمى وهى لابسه كده
الحاج حسين:
-  ده بس اللى مضايقك فى شغلها
يوسف:
- ايوا
ربت على كتفه وقال آمراً :
- طيب أقعد
نظر اليها الحاج حسين وقال:
- بصراحه يا بنتى أنا كمان مش عاجبنى اللبس ده وكنت هكلمك عليه من بدرى بس محبتش تضايقى منى وتفتكرى أنى عاوز أتحكم فيكى
قالت بتماسك:
- ياعمى أنا بلبس كده من زمان ومحدش بيبصلى عادى يعنى لبسى مش أوفر
تدخل يوسف مقاطعاً:
- وعرفتى منين أن محدش بيبصلك
نظرت له بغضب وقالت:
- يعنى أيه عرفت منين  .. كل البنات اللى حواليا بيلبسوا كده وزمايلى فى الكليه كلهم لبسهم كدا
لوح يوسف بيده وهو يقول:
- لا يا بابا مش حقيقى أنا لما وصلتها الكلية شفت البنات داخله وخارجه من كليتها فيهم بنات أه لابسين زيها وأكتر لكن برضه شفت كمان بنات كتيرة لابسين لبس محترم زى أى كليه فى الدنيا فيها كده وفيها كده
مريم بانفعال:
- يعنى أنا مش محترمه وبعدين هما حرين كل واحد حر
نظر إلى والده قائلا :
- شايف الرد يا بابا
أرسل الحاج حسين تنهيده طويله ثم قال :
- بصراحه أنتوا الاتنين غلطانين .. أنتى يا مريم لازم تاخدى بالك من طريقة لبسك ومفيهاش حاجه لو لبستى حاجه شكلها حلو برضه بس مش مجسماكى أوى كده ده أنتى حتى يا بنتى محجبه
مريم:
- زى ما حضرتك قلت ياعمى أنا محجبه أعمل أيه تانى
قال الحاج حسين متعجباً:
- تعملى أيه .. الحجاب يابنتى يعنى زى ما غطيتى شعرك تغطى جسمك,, شروط الحجاب أنه ميجسمش الجسم ولا يبقى شفاف .. هنعمل أيه بطرحه على الشعر والجسم ملامحه واضحه ده ميبقاش حجاب يابنتى ده يبقى موضه
أطرقت برأسها وقالت:
- حاضر يا عمى هحاول أغير  لبسى شويه
هتف يوسف معترضاً:
- شوية ؟!!!
هتفت مريم مؤكدةً:
- أيوه شويه وده علشان خاطر عمى بس
أبتسم الحاج حسين قائلا:
- ربنا يكرمك يا بنتى متتصوريش فرحتينى أزاى علشان عملتيلى خاطر وأكمل هو ينظر ل يوسف:
-  وأنت يا يوسف طريقة النصح مش كده أهدى بطل تتحمق كده علشان الناس تفهمك
وتابع بابتسامه وهو ينظر لمريم:
-  يابنتى لو مكنش بيخاف عليكى مكنش زعل منك .. ها خلاص صافى يا لبن ؟
يوسف:
- اللى تؤمر بيه يا بابا
قال آمراً :
- طب يالا أعتذر لبنت عمك علشان أحرجتها قدام صاحبتها
رمقها يوسف بنظر ناريه وألتفت الى أبيه :
- أنا اللى أعتذر يا حاج
أومأ له والده برأسه وقال مؤكداً:
- ولو معتذرتش هخاليك تبوس راسها
أحمر وجهه وهو ينظر لها بضيق ثم قال بسرعه:
- آسف
رمقته بنظرة مستفزة .. فانفعل مره أخرى هاتفاً :
- شايف يا بابا بتبصلى ازاى
الحاج حسين:
- تعالى يا مريم أعتذرى لأبن عمك  علشان رفعتى صوتك عليه
مريم:
- ياعمى هو اللى بدء
نظر لها الحاج حسين وقال آمراً:
- مريم أعتذرى
نظرت له فرمقها بنفس النظرة المستفزة التى نظرتها له من قبل وزاد عليها أبتسامة ساخرة ألقت نظرة إلى عمها الذى كان مصوباً نظراته إليها ينتظر أعتذارها   ثم عادت بعينيها إلى يوسف  وقالت بتكبر:
- سورى
يوسف وهو يعقد ذراعيه أمام صدره قائلا ببرود:
- لا سورى أيه أنا مبعرفش لغات
ألقت عليه نظراتها الحارقه وقالت بسرعه:
- آسفه ..  عن أذنك يا عمى وخرجت مسرعه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

خرجت مندفعه إلى باب الشقه ومنه إلى الدرج لتصعد شقتها فأصطدمت بوليد الذى قال بدهشة:
- أيه واخده فى وشك كده ورايحه فين
مريم بعصبية:
- أبعد عنى دلوقتى لو سمحت أنا مش طايقه روحى
وليد:
- مالك بس مين اللى زعلك ياقمر
نظرت له وكأنها لا تراه وقالت بأندفاع:
- أنا لبسى وحش ؟
تصنع وليد نظرات الدهشه وقال:
- مين اللى قال كده ده أنتى آخر شياكه وحلاوة
قالت بمرارة:
- يوسف
قال وليد بغضب زائف:
- ولا أبن عمى ولا أعرفه يا شيخه ده راجل معقد سيبك منه
تركته وأكملت طريقها حاول أن يوقفها مرة أخرى  ولكنها لم تعره أهتماما .. أرتمت على فراشها وأخذت تبكى  .. بعد لحظات وجدت إيهاب وإيمان واقفان أمامها  فى وجوههما نظرات تساؤل ثم قال ايهاب:
- أيه اللى حصل مع عمك .. قالك حاجه زعلتك
مريم وهى تجفف دموعها:
- لا
جلست ايمان بقربها وقالت:
- طيب بتعيطى ليه يا حبيبتى
قال ايهاب بانفعال:
- لو حد زعلك قوليلى أحنا مش بنشتغل عند حد
ايمان:
- أهدى يا ايهاب لما نعرف فى أيه
أعتدلت مريم فى جلستها وقصت عليهم ما دار فى حجرة المكتب
أنفعل إيهاب أكثر وصاح بعصبية:
- شايفه يا هانم ياما قلتلك ياما أتخانقت معاكى على لبسك شويه وعلى البت اللى ماشيه معاها شويه وأنتى ولا أنتى هنا وادي النتيجه الناس بقت تبصلك زيك زيها .. وأكيد طبعا بيقولوا عليا مش راجل ما أنا سايبك بقى تلبسى اللى تلبسيه
بكت مريم بشدة وقالت:
- خلاص بقيتوا كلكوا عليا دلوقتى
حاولت ايمان تلطيف الجو بينهما ولكنها فشلت خرج ايهاب مندفعا فى غضب قطع الحديقة بخطوات واسعه وسريعه رأته فرحه حاولت أن توقفه لكنه لم يسمعها وقفت حائرة لا تعلم ما ألم به صعدت تبحث عن ايمان فوجدتها تهبط الدرج إلى الحديقه فأستوقفتها والقلق بادى على وجهها وقالت متسائلة:
- هو ايهاب ماله كان ماشى وشكله زعلان أوى حاولت أنده عليه مردش ومشى بسرعه هو حصل حاجه يا ايمان
نظرة لها ايمان بتمعن ثم وضعت يدها خلف ظهرها وصمتت زاد قلق فرحه وقالت:
- أيه يا إيمان بتصيلى كده ليه
مطت إيمان شفتيها بمكر وقالت ببطء:
-  وأنتى مالك قلقانه كده ليه
أرتبكت فرحه وقالت:
- أبدا عادى يعنى بسأل بس
 وجهت إيمان سبابتها إلى وجه فرحه وقالت تداعبها:
- أعترفى يا فرحه الأنكـار مش هيفيدك
أحمرت وجنتاها وقالت بخجل:
- أيه يا إيمان أعترف بأيه مالك كده عامله زى المحققين اللى بيطلعوا فى الافلام
أبتسمت إيمان لها وقالت بحنان بالغ:
- هو كمان مهتم بيكى على فكره ده أخويا وأنا عارفاه
أبتسمت فى خجل وقالت:
- هو اللى قالك  أنه مهتم بيا
ضحكت ايمان فى سعاده وأحتضنت فرحه كان عبد الرحمن يهبط على الدرج فوجدهما هكذا فوقف ووضع يديه على وجهه وقال بطريقة مسرحيه:
- لا مش ممكن مش مصدق عنيه أختى وبنت عمى وفين .. على السلم ..
ثم رفع يديه وتهدج صوته وهو يقول :
- رحمتك ياااااااااا رب
ضحكت فرحه ضحكه عاليه وأستدارت إيمان لتخفى ضحكتها
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::

اليوم التالى كان يوم الصدام الحقيقى فى الشركة بين يوسف ومريم وهند وعبد الرحمن
كان عبد الرحمن قد قرر أن يتكلم مع هند فى طبيعة علاقتهما وأن يضع لها حدود حتى يتم عقد القران
وكانت مريم تنوى أن تنتقم من يوسف شر أنتقام ,, دخلت عليه وهى معها بعض الملفات وجدته  واضع سماعات الهاتف فى أذنيه ومغمض العينين وفى أسترخاء شديد ..  خطت نحوه ببطء وتناولت مج النسكافيه من أمامه ثم قذفته على الارض بقوة
فزع يوسف ونزع السماعات من أذنيه وصرخ فيها :
- فى ايـــه !!
قالت ببرود :
- ولا حاجه الملف خبط فى المج وقعه على الارض
وأبتسمت بأستفزاز وأكملت:
-  طب أجيلك بعدين بقى تكون الخضه راحت
وخرجت وأغلقت الباب خلفها ,, جلس يوسف ومازال وجهه عليه أثر المفجأة ثم أبتسم وهو يضرب كفا بآخر ويقول:
- البت دى مش هتجيبها لبر معايا ,, بس أظاهر أنها متعرفنيش كويس .. ماشى يا مريم واحده بواحده والبادى أظلم
::::::::::::::::::::::::::::::::
أنتظر عبد الرحمن وقت الراحه وذهب الى هند ليتحدث معها ,, عندما رأته تهلل وجهها وقالت:
- كنت متأكده أنك جاى ... وحشتنى
أبتسم بارتباك وقال:
- هند عاوز أتكلم معاكى فى موضوع مهم
لاحظت الارتباك على وجهه فقالت بقلق:
- خير يا عبده مالك
عبد الرحمن :
- بصى يا هند عاوزك تفهمينى كويس أوى .. أنا والله بحبك وهفضل احبك ونفسى تبقى مراتى النهارده قبل بكره لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم علاقتنا تبقى بحدود
أقفهر وجهها وقالت:
- يعنى أيه بحدود
عبد الرحمن:
- يعنى مش هينفع نخرج مع بعض لوحدنا ولا تركبى معايا لوحدك وبرضه يعنى كلام الحب يبقى بحدود... فاهمانى
نظر لها ليراقب تأثير كلماته عليها فوجدها تنظر اليه بدهشه وتعجب وترقب فأكمل:
- اللى بقلهولك ده لمصلحتك أنتى قبل مصلحتى علشان عاوز أشوفك فى أحسن صورة
ضيقت عينيها وقالت بشك:
- من أمتى الكلام ده يا عبد الرحمن
قال بتصميم:
- من زمان يا هند وأنا بضايق من بعض تصرفاتك معايا لكن كنت بتغاضى عنها لكن أخيراً عرفت أن فى حاجات حرام فى علاقتنا لازم نتجنبها والحرام مش هينفع نغالط فيه
قالت بسخرية:
- وأنت من أمتى بتقول حرام وحلال
نظر لها بانزعاج وقال:
- يعنى أيه ,, هند هو أنا مش مسلم يعنى ولازم الحلال والحرام فى بند يومنا ولا ايه
أومأت برأسها وقالت بانفعال :
- بس بس أنا دلوقتى فهمت
نظر لها بتمعن قائلا:
- فهمتى ايه
هند:
- فهمت أنك بتتهرب من الجوازه ..عاوز تطفشنى يعنى
زفر عبد الرحمن بقوة ثم قال :
- لا يا هند متقوليش كده أنا ناوى أكتب الكتاب قريب لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم نراعى النقطه دى
هند:
- وايه اللى مانعك ما نكتب الكتاب
عبد الرحمن:
- مستنى بابا يحدد معاد كل ما أفاتحه فى الموضوع يقولى أستنى شويه
قالت بانفعال:
- وأنا بقى هستنى لما أبوك يحن عليا
هتف بغضب:
- أتكملى عن أبويا كويس يا هند أحسنلك
هوت الى مقعدها وظلت تبكى فى صمت .. وقف بجوارها وأستند الى مكتبها وقال بحنان :
- أنا مش عارف أنتى قلقانه من أيه  هنتجوز والله بس أصبرى عليا شويه أبويا مبيجيش بالضغط بالعكس
قالت وهى تبكى:
- مش ملاحظ أن الحاج حسين أبتدى يأخر معاد الجواز من ساعة ما ولاد عمك رجعوا
عبد الرحمن بعدم فهم:
- طب وولاد عمى مالهم بالموضوع ده
قالت وكأنها لم تسمعه :
- وأنت كمان أهو أبتديت تقولى حرام وحلال
نظر لها متعجباً وهو يقول:
- طب وفيها أيه
هزت رأسها بحنق وهى تجفف دمعها قائلة :
- لا فيها كتير وأنا اللى غلطانه
قطب حاجبيه وهو يقول:
- مش فاهم
نظرت بعيداً فى شرود وهى تقول :
- مش لازم تفهم دلوقتى لو سمحت سبنى لوحدى عاوزه أقعد مع نفسى شويه قبل ما والدك يرجع المكتب تانى
نظر لها بأسى فهى لم تفهمه كما كان يتوقع وتركها وغادر إلى مكتبه ,, وقف أمام المصعد لبرهه ثم شعر أنه أخطأ بحقها وقلبه آمره ان يرجع لها فلم يكن يجب أن يتركها هكذا فى هذه الحاله ابدا لابد أن يثبت لها أنه يحبها وشغوف بها ولن يتزوج غيرها ابدا
عاد إليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن أنها أغلقته لتبكى وحدها دون أن يسمعها أحد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهى تبكى .. فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث فى الهاتف .. أستمع لما تقول .. كادت عينيه أن تخرج من مكانهما وكاد وجهه أن ينفجر غضباً وبغضاً من هول ما يسمع