الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل التاسع عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل التاسع عشر




صعدت الفتاتان كل منهما الى حجرتها فى الفندق بينما ذهب عبد الرحمن وايهاب لاداء صلاة العشاء
دخلت ايمان حجرتها توضأت لصلاة العشاء ...أختارت جانبا بعيدا نسبيا فى غرفتها ووقفت للصلاة وعند أول سجده أنهار تماسكها بشكل كامل ظلت تبكى وتبكى وتدعو الله عزوجل ان يصرف عنها الهم والحزن وأن يقذف حبها فى قلب زوجها كانت تبكى وتدعو بمراره حتى أنتهت من صلاتها وقامت لتصلى النوافل وأصابها ما أصابها مرة أخرى عند السجود البكاء والالم تذكرت ليلتها الماضيه كيف كانت مثل أى عروس يكسوها الخجل والحياء تحتاج الى زوجها ليطمئنها ولكنه تعامل مع خجلها منه بالعزوف عنها هو فى الاصل لم يكن مقبلا عليها لم يكن شغوفا بها مثل أى زوج ليلة البناء بل كان الأمر وكأنه أستغل حيائها ليبيت ليلته بعيدا عنها وتذكرت كيف أستيقظت باكرا لتوقظه بحجه الخروج مع ايهاب وفرحه كانت تتصور أنه فعل ذلك بالامس لاجهاده بسبب السفر وحفلة الزفاف وسيتغير بمجرد ان ينام ويرتاح ولكنها وجدت شيئا آخر لم يستجيب لها ورد عليها قائلا:
- لما يجوا خارجين ابقى صحينى
أخذتها افكارها وغفيت وهى ساجده ...دخل عبد الرحمن الحجره بهدوء ووقع عليها نظره وهى ساجده فى سكون بدل ملابسه ودخل الى فراشه ..أنتظرها ترفع من سجودها ولكنها لم تفعل ..توقع أنها أخذتها غفوه فى سجودها أقترب منها ليوقظها قائلا:
- ايمان ..ايمان أنتى نيمتى وأنتى كده ولا ايه
أنتبهت من غفوتها ونهضت مستنده الى ذراعه وقالت:
- أظاهر أنى نمت وانا ساجده
عبد الرحمن:
- شكلك تعبان ..تعالى نامى فى سريرك
خلعت أسدال الصلاة واستلقت على الفراش ولم تغمض عينيها ..نظر اليها قائلا:
- منمتيش ليه
نظرت إليه بأنتباه وقالت:
- مش جايلى نوم
قال بجدية:
- لا لازم تنامى بدرى عندنا بكره فسحه من أول اليوم وايهاب هيصحينا من الفجر
.. تصبحى على خير... وأغمض عينيه لينام
نظرت إليه فى ذهول لم تكن تتوقع ردا كهذا ألهذه الدرجه لديه عزوفا منها ألهذه الدرجه لا يحبها ولا يشعر أنها زوجته لم يكن هناك الا تفسيرا واحده لتصرفاته.. لقد تزوجها رغما عنه ... لقد أرغمه والده على الزواج منها هو لا يريدها ..عندما وصلت لهذه النتيجه أغمضت عينيها فى ألم وقررت أن تزيل عنه الاحراج الذى وقع فيه ..ستكون هى الرافضة له وليس العكس حفاظا على كرامتها
كان يتظاهر بالنوم يغمض عينيه ليهرب من نظراتها المتسائله لا يعلم الى متى الهروب لقد كان يتصور انه بمجرد ان تكون زوجته سيعتاد على وضعها الجديد فى حياته وسيشعر تجاهها بالحب  بل حتى أضعف الايمان انه كان سيتصرف بشكل طبيعى فلقد أصبحت زوجته ومن المفترض ان يبدأ حياته معها وهل كل رجل يتزوج أمرأة لا يحبها يبتعد عنها هكذا تدور الكلمات فى عقله لا يجد لها تفسيرا واضحا قرر انه فى الغد وبعد عودتهم من الرحله البحريه ان يحاول اذابة  الحواجز الجليلديه التى تفصله عنها
وفى الصباح ذهبوا جميعا الى رحلتهم البحريه كانت فرصه جيده لايمان ان تستنشق هواء البحر وتسرح فى جمال الوانه الصافيه وتشاهد الاسماك عن قرب كانت تحتاج الى مثل هذا التغيير أنشغلت فى عبادة التفكر فى خلق الله وهى ترى هذه المناظر الجميله لاول مره لم تفارق شفتاها كلمة سبحان الله من جمال ما ترى
جلست فرحه بجوارها فى سعاده وهى تقول:
- أيه يا جميل قاعد لوحدك ليه
قالت ايمان بمزاح:
-  أنا ياختى مش قاعده لوحدى السمك قاعد معايا
ضحكت فرحه وجاء إيهاب يلف ذراعيه حول كتفيها قائلا:
- وحشتينى الثوانى دول
نظرت لهما ايمان بحنان وقالت :
- ربنا يخليكوا لبعض...
قبل رأسها قائلا:
- ربنا يخاليكى ليا يا ايمان ولا أقولك يا ستى ربنا يخاليكى لجوزك لحسن يزعل منى
رسمت أبتسامه مصطنعه على شفتيها وهى تقول:
- اه طبعا هيزعل كويس انه مش سامعك
قال ايهاب مازحاً :
- انتى بتخوفينى بالحوت بتاعك ماشى يا ايمان
ثم نادى على عبد الرحمن بصوت عالى جدا:
-  انت ياعم الحوت سايب الحوته بتاعتك لوحدها ليه
أقترب عبد الرحمن ضاحكا وهو يقول:
- حوته... لغتك العربيه فوق الوصف يا ايهاب
قالت فرحه بطفوليه وهى تضع يديها فى خصرها:
- لو سمحت متتريقش على جوزى
ظل عبد الرحمن يمازحها فى حين أقترب ايهاب من ايمان وهمس فى أذنها:
-  بلاش تتصنعى السعاده تانى قدامى .. متنسيش أنى بحس بيكى
نظرت له فى توتر ثم أنزلت نظارتها الشمسيه على عينيها وهى تقول بمزاح مصطنع:
-  هتعملى فيها كرومبو يالا يابنى روح شوف مراتك
أمسكها ايهاب من ذراعها بقوه وألقاها فى أتجاه عبد الرحمن وهو يقول له :
- خد ياعم مراتك دى من هنا..
تلقى عبد الرحمن ايمان بين ذراعيه وأشار الى ايهاب أشاره تحذيريه وهو يقول بمزاح:
- حذارى اشوفك فى المعركه
أخذ ايمان وهو يلف ذراعه حول كتفها وأتجه الى سور القارب الكبير ..ازاحت ايمان يده بلطف وأستندت الى السور وهى تنظر للمياه...صمت قليلا ثم التفت اليها قائلا:
- شيلتى ايدى ليه
قالت دون ان تلتفت:
- أبدا كنت عاوزه أسند على السور
قال :
- أنتى زعلانه مني
شعرت بجفاف حلقها وهى تقول:
- وهزعل منك ليه
نظر الى البحر شاردا لا يعلم هل يعتذر الان عن ما بدر منه ام ينتظر حتى يعودوا الى الفندق
""""""""""""""""""""""""
أنقضت الرحله وعادوا الى الفندق مرة أخرى ولكن بمجرد ان دخلوا حتى وجدوا أتصالا من وليد
رد عبد الرحمن فى قلق:
- خير يا وليد فى حاجه
وليد :
- لا ابدا كنت بطمن عليكوا بس ثم
تصنع التردد والارتباك وهو يقول :
- طب اقفل انا بقى
ازداد قلق عبد الرحمن وقال:
- ما تكلم على طول يا وليد فى ايه حد جراله حاجه
وليد:
- انا مش عاوز اقلقك واقطع عليكوا شهر العسل بس انا عارف يوسف متعلق بيك قد ايه ووجودك جانبه هيساعده على الشفا
هتف به عبد الرحمن:
- ماله يوسف يا وليد ما تكلم
وليد:
- الدكتور قال عنده حمى جامده اوى والمشكله انه بقالوا كام يوم وحالتوا مش يتتحسن خالص
بالعكس
أغلق عبد الرحمن الاتصال فى وجوم أقتربت منه ايمان وفرحه التى سالته بقلق :
- فى حاجه يا عبد الرحمن أنا سمعت اسم يوسف
قال فى شرود وقلق:
- وليد بيقول تعبان وعنده حمى
أضطربت فرحه ولمعت عيناها بالدموع وهى تقول:
-  يالا نروحله يا عبد الرحمن عاوزه أشوف يوسف
قال:
- خليكى أنتى وأنا هرجع مصر أطمن عليه وهبقى أكلمك اطمنك
قال ايهاب:
- لا يا عبد الرحمن مينفعش أحنا ننزل كلنا نطمن عليه أستنى هروح أشوف فى حجز أقرب وقت امتى
""""""""""""""""""""""""""""
كانت عفاف تجلس بجوار مريم تحاول أن تطعمها شيئا وهى ترفض فى ضعف قائله:
- والله مش قادره آكل حاجه يا طنط معدتى وجعانى اوى من البرد
عفاف:
- يابنتى ده أنتى دبلتى خالص ووشك بقى أصفر من قلة الاكل
تدخلت وفاء قائلة :
- مش معقوله كده يا مريم كل يوم تغلبينا ومترضيش تاكلى حاجه خالص مش شايفه نفسك أتعدمتى خالص ازاى
وضعت عفاف الاطباق على الطاوله أمام وفاء وقالت لها:
- خدى حاولى تأكليها أى حاجه على انزل أبص على يوسف زمان الدكتور جايله دلوقتى
تنهدت وفاء فى قلق وهى تقول:
- انا مش عارفه ايه اللى حصلكوا انتوا الاتنين
هو عنده حمى ومفيش تحسن فى صحتوا خالص وأنتى رافضه تاكلى وتشربى بسبب النازله المعويه
أنتوا أتحسدتوا ولا ايه يا مريم
 نظرت إليها فوجدتها شارده وكأنها فى عالم آخر تحسست جبينها وقالت:
- مالك يا مريم انتى تعبانه ولا ايه
قالت فى شرود:
- لا ابدا بس محتاجه انام شويه
تفحصت وفاء فى وجهها وقالت:
- نفسى أعرف وشك أتجرح كده أزاى ده ربنا ستر على عنيكى
وضعت مريم يدها على الجرح بشكل تلقائى وهى تقول:
- أتخبطت فى مراية الحمام وأنا بغسل وشى ومكنتش شايفه...
ثم أردفت فى سرعه:
-  طب أنا هقوم ارتاح شويه يا وفاء
تركتها وفاء لتنام وهبطت لشقة عمها وعندما رأتها والدتها أخذتها بعيدا وقالت:
- ايه ياوفاء مش قلتى هتحددى معاد مع العريس...مجيتيش قولتليلى المعاد ليه
وفاء:
- ياماما عريس ايه فى اللى احنا فيه ده دلوقتى مش لما نطمن على يوسف الاول
ضغطت فاطمه على يدها قائله:
- يابنتى ماهو مسيره هيخف النهارده ولا بكره هيخف نأجل ليه بقى
حاولت وفاء ان تتخلص من ذراع امها وهى تقول:
- يا ماما سيبينى دلوقتى مش وقته الكلام ده
اقتربت عفاف منهم وقالت متسائله:
- فى ايه يا جماعه مالكوا
قالت فاطمه بسرعه:
- شوفتى ياختى البت وفاء متقدملها عريس ومستعجل اوى اوى والبت يا عين امها رفضه انه يجيى البيت علشان خاطر يوسف..اقولها يا وفاء ده يوسف راجل انا عارفاه حمال قاسيه وهتلاقيه قام زى الحصان النهارده ولا بكره بالكتير تقولى لا يا ماما لما نطمن عليه الاول
رفعت عفاف حاجبيها بعدم أقتناع وقالت لوفاء:
- ليه يابنتى لا انا ميرضنيش كده ابدا يا وفاء كلميه وخليه يجى فى اى وقت ومتقلقيش يابنتى ان شاء الله يوسف هيتحسن قريب..وتركتهم وانصرفت
نظرت فاطمه الى وفاء فوجدتها تنظر لها باستنكار شديد فقالت:
- ايه يابت بتبصيلى كده ليه ماهى كانت لازم تعرف ولا يقولوا جوزوا عيالهم وانا بنتى قاعده كده
ضغطت وفاء على أسنانها بغيظ وذهبت ولكنها أصدمت لوالدها الذى قال:
- مالك يا وفاء واخده فى وشك كده ليه
وفاء:
- ابدا يا بابا بس رايحه اشوف طنط عفاف لو كانت محتاجه حاجه ..عن اذنك
أستغلت فاطمه الموقف واقتربت منه وقالت :
- أصلها زعلانه  يا ابو وليد علشان موضوع العريس ده
قطب ابراهيم جبينه متسائلا :
- ليه ايه اللى حصل
فاطمه:
- ابدا اصله كان حدد معاد معاها يجيلك بكره وهى محرجه ومش عارفه تعمل ايه
ابراهيم فى تفكير :
- هيجى ازاى بس فى الظروف دى
قالت فاطمه محاولة اقناعه:
- هو يعنى هيجى نلبس دبل ولا نعمل فرح ده هيجى يقعد معاك تشوفه بس مش اكتر وتتعرف عليه قاعده عاديه كده زى اى ضيف ما بيجى
صمت ابراهيم يفكر فى الامر ثم قال:
- خلاص متخليهاش تلغى المعاد يجى ويقعد معايا ساعة زمن كده ويمشى لما نشوف ميته ايه
أبتسمت فاطمه فى أنتصار ونادت على وفاء التى جاءت متبرمه:
- أفندم يا ماما
فاطمه:
- خلى العريس يجى بكره ابوكى حدد المعاد خلاص
أتسعت عيناها فى ذهول وقالت:
- ليه كده بس يا ماما مش هينفع طبعا قولى لبابا يأجل
قالت فاطمه فى مكر:
- عموما أبوكى عارف أن المعاد العريس هو اللى حدده يعنى لو روحتى وقلتيله انه لغى المعاد هيفتكر ان راجل بيرجع فى كلامه وهيرفضه من قبل ما يشوفه
زفرت وفاء فى ضيق وقالت :
- ليه كده بس يا ماما عملتى كده ليه
فاطمه:
- بكره تعرفى انى عاوزه مصلحتك يالا روحى كلميه بسرعه
"""""""""""""""""""""""""""
وبعد ظهر اليوم التالى تفاجأ الجميع بعودة عبد الرحمن وايهاب وايمان وفرحه ,, قبل عبد الرحمن كف أمه وأبيه الذى سأله بدهشة:
- ايه اللى جابكوا دلوقتى يا عبد الرحمن
عبد الرحمن:
- مقدرناش نستنى لما عرفنا ان يوسف تعبان
قال الحاج حسين باستنكار :
- مين اللى قالكوا انه تعبان
قالت فرحه :
- وليد كلمنا وقالنا انه تعبان اوى وعنده حمى
هتف حسين  :
- وايه اللى خلاه يعمل كده  هو خلاص بقى كل واحد يتصرف من دماغه
عبد الرحمن:
- أهدى يا بابا هو عارف أن يوسف هيتحسن لما يشوفنى يعنى اكيد قصده خير
ثم تابع قائلا:
- عن اذنك يا بابا ادخله
 دخل ثلاثتهم الى يوسف وأنتظرت ايمان فى الخارج قليلا ثم قالت :
- انا هطلع اشوف مريم

""""""""""""""""""""""""""""""
أما فى الداخل فى غرفه يوسف كان يجلس بصعوبه وهو يضم أخيه بقوة أتسعت ابتسامة عفاف وهى تقول :
-  اللهم لك الحمد ده اول مره يتحرك دلوقتى لما شافك يا عبد الرحمن
تحسس عبد الرحمن جبين يوسف وقال:
- الحراره عاليه شويه
 تحسسته عفاف وهى تقول بسعاده:
- دى كده نزلت شويه الحمد لله ايدك فيها البركه يا عبد الرحمن..
تقدم ايهاب من يوسف وقال :
- لا بأس طهور ان شاء الله ربنا يقومك بالسلامه يا يوسف
لم يستطع يوسف أن ينظر فى عيني إيهاب
وقال فى ضعف:
- متشكر يا ايهاب ..
نظر الى أخيه قائلا:
- أنتوا ايه اللى جابكوا من شهر العسل
قال ايهاب:
- شهر عسل أيه وأنت تعبان كده يا يوسف أنت أهم من أى حاجه تانيه
شعر يوسف بكلمات إيهاب تمزق قلبه وتكوى عروقه لعن نفسه وهو يستمع لكلماته الصادقه كاد أن يهتف قائلا"تركتها بيننا لنحميها فغدرت بها فى غيابك كأى كلب مسعور يتجول فى الطرقات لينهش الاعراض"

طال صمته  فشعر إيهاب أنه ربما يود التحدث مع أخيه على أنفراد فقال ايهاب:
- طب أستأذن أنا بقى هطلع أشوف مريم أصلحها وحشتنى أوى بنت الايه دى
حاول يوسف القيام ولكنه لم يستطع فساعده عبد الرحمن على النوم فى الفراش مرة أخرى وهو يهتف بايهاب:
- أستنى يا ايهاب عاوزك فى موضوع مهم
أقبل عليه ايهاب وهو يقول:
- أستريح بس يا يوسف شكلك تعبان أوى
حاول يوسف الأبتسام وهو يقول:
-  الموضوع اللى عاوزك فيه لو وافقت عليه هخف على طول وأستريح
قال ايهاب بأنتباه:
- خير يا يوسف أؤمر انا عنيه ليك
يوسف:
- أنا مش عاوز عنيك أنا عاوز الاغلى من عنيك عندك .. عاوز أتجوز مريم
أبتسم ايهاب فى حين قال عبد الرحمن مداعبا:
-  تصدق انا غلطان اللى أتخضيت عليك بقى تعبان كده وعاوز تجوز
يوسف :
- أصلى بصراحه كنت عاوز أكلم إيهاب فى الموضوع ده قبل ما يسافر بس قلت أجل لما يرجع من شهر العسل بس طالما جه خلاص نأجل ليه
ايهاب:
- طب لما تتحسن كده نبقى نتكلم
قال يوسف بأصرار:
- لا انا مش هتحسن الا لما ترد عليا
ألتفت له عبد الرحمن وهو يقول:
- رد عليه يا عم خلينا نخلص
أبتسم ايهاب وقال:
- أنا مش هلاقى لاختى أحسن منك يا يوسف بس لازم أخد رأيها الاول وكمان عمى لازم أسمع رأيه الاول
قال يوسف بسرعه :
- أنا كنت أتكلمت معاه قبل كده وهو موافق ومستنى موافقتك انت ومريم
"""""""""""""""""""""""""""""
أندفعت مريم بين أحضان ايمان وبكت بشده وهى تتشبث بها بقوة شعرت ايمان بالقلق على أختها فربتت على ظهرها ثم أمسكت وجهها بين يديها ونظرت فى وجهها متفحصة أياه وقالت بقلق:
- مالك يا مريم فى حاجه حصلتلك ولا ايه مالك كده لونك مخطوف وايه الجرح اللى فى وشك ده
قالت مريم من بين دموعها:
- مفيش حاجه يا ايمان متقلقيش أنتى بس وحشينى أوى أنتى وايهاب حسيت من غيركوا انى ضايعه وماليش حد
أبتسمت ايمان وهى تجلس بجوارها وتلف ذراعها حول كتفها وقالت:
- ليه بس  اومال عمى حسين وعمى ابراهيم وطنط عفاف  كل دول مش معاكى
مريم :
- مهما كان مش زيكوا برضه يا ايمان
تحسست ايمان الجرح فى وجه مريم وقالت:
- من ايه ده
مريم بارتباك:
- ابدا أتعورت فى مراية الحمام
 وتابعت وبعدين ده حاجه بسيطه يعنى بكره يخف
ضمتها ايمان بحب وقالت :
- أحكيلى بقى عملتى ايه اليومين اللى فاتوا دول..
قاطعها طرقات ايهاب المنغمة على الباب نهضت ايمان وفتحت الباب لايهاب فدخل مبتسما ولكنه بمجرد أن رأى مريم عقد حاجبيه قائلا:
- أيه ده مالك يا مريم
قالت ايمان :
- ابدا دى جالها نازلة برد جامده يوم الفرح وطنط عفاف قالتلى انها من ساعتها مش عاوزه تاكل
بدت علامات الارتياح على وجه ايهاب وسألها نفس السؤال عن جرحها فقالت :
- مراية الحمام الله يسامحها خدتنى على خوانه وانا مغمضه عنيه
أحتضنها ايهاب وهو يقول :
- وحشتينى أوى يا مريم مكنتش أعرف أنك هتوحشينى أوى كده  هقولك بقى على خبر هيخاليكى تاكلى أكل البيت كله
رفعت رأسها من صدره وقالت  :
- خير يا ايهاب
قال إيهاب مبتسما:
- يوسف طلبك منى دلوقتى
أطرقت مريم رأسها وأغمضت عينيها وأضاءت صورته فى عقلها وهو يدفعها للخلف فانتفضت بدون وعى منها نظر لها ايهاب بقلق:
- ايه مالك
حاولت مريم السيطره على مشاعرها وهى تقول متصنعة الخجل:
- ابدا يا ايهاب وأنت قلتله ايه
ايهاب:
- قلتله لما أسالك الاول...
وقفت ايمان بشكل تلقائى وهى تقول بحسم:
-  لاء ... انا مش موافقه


أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثامن عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الثامن عشر


بعد حوالى ساعه ونصف كانت السيارات قد أقتربت الى المنزل عائدة من المطار بعد توديع عبدالرحمن وايمان وايهاب وفرحه دخلت السيارات الى الجراج ترجل الحاج ابراهيم من سيارته هو ووفاء  وفتح الباب لزوجته فاطمه التى كانت تستقل سيارة وليد وأمسك يديها وساعدها على النزول منها  وكذلك فعل الحاج حسين  مع زوجته عفاف التى قالت:
- تلاقى مريم دلوقتى فى سابع نومه
وفاء:
- أطلع اطمن عليها
قال الحاج حسين:
-  لا مفيش داعى نقلقها
قالت عفاف فى قلق :
- لسه تليفون يوسف مقفول يا حاج
حاول حسين الاتصال بولده كثيرا ولكن هاتفه غير متاح
حاول الحاج ابراهيم طمأنتهم قائلا:
- يمكن كان راكن عربيته بعيد شويه عند المطار وجاى ورانا
عفاف:
- بس انا مشفتوش فى المطار خالص يا ابو وليد حتى مشوفتوش بيسلم على عبد الرحمن وايهاب فى صالة المطار
قال وليد:
- أنا آخر مره شوفتوا وأحنا بنركب العربيات على باب الفندق بعد كده معرفش راح فين
حاول ابراهيم أن يطمئنهم مره اخرى قائلا:
- خلاص يبقى أكيد جه ورانا وأحنا مشوفناهوش وجراج المطار كان زحمه اكيد ركن بعيد وتلاقيه جاى ورانا دلوقتى
حاول الجميع الاقتناع بهذه الفكره وينتظروا حتى يعود أدراجه خلفهم
 نظر حسين حوله قائلا:
-  أظاهر الكهربا بتاعة المدخل بايظه
أقتربوا من المدخل وهم فى حاله أجهاد شديد قالت وفاء وهى تمعن النظر فى مفاتيح الكهرباء الخارجيه :
- فى حد نزل الزراير بتاعة المدخل ثم قامت برفعها فأضاء المدخل بالكامل
لم يلاحظ أحد شىء غريب أستقلوا المصعد وأتجهت كل أسرة الى طابقها أستسلم الجميع للنوم فالجميع مجهد ومرهق جدا باستثناء الحاج حسين لم يمنعه الارهاق من القلق على ولده نظر بجانبه فوجد عفاف مستغرقه فى النوم ويبدو على ملامحها التعب الشديد فتركها نائمه ووقف فى الشرفه ينظر الى بوابة الحديقه لعله يجده عائدا بسيارته ظل مترقبا حتى أذن المؤذن لصلاة الفجرتوضأ ونزل للصلاة فى المسجد وقد قرر أن يأخذ سيارته ويعود الى طريق المطار فلقد ساورته الشكوك أنه من الممكن أن يكون وقع له حادث اثناء عودته صلى الفجر فى المسجد ثم عاد وأستقل سيارته وما أن تحرك بها قليلا حتى لاحت له سيارة يوسف مركونه بين عمارتين متجاورتين فأوقف سيارته وهبط منها ..أتجه الى سيارة يوسف ودار حولها دورتين فى قلق من الواضح أنها كانت خاويه تماما وضع يده على مقدمة السيارة فوجدها بارده لم يكن هذا له معنى آخر سوى أن السياره هنا منذ وقت ليس بالقصير أشتدت حيرته وهو يدور حول السياره مرة اخرى 
قطب جبينه فى تفكير ما الذى أتى بالسياره هنا وأين هو يوسف لقد بحث عنه فى شقتهم ولم يجده أين يكون قد ذهب لا يعلم لماذا قفزت صورة مريم فى ذهنه فى هذه اللحظه فقال فى وجوم "مريم"  وقرر أن يعود أدراجه للمنزل مرة أخرى  وقف ليطلب المصعد ليصعد إليها ولكنه سمع صوت تأوهات متألمة تأتى من خلف باب الشقه المهمله بجوار المصعد
""""""""""""""""""""""""

نزلت صفعه مدويه على وجه يوسف جعلته يرتطم بالجدار بقوة لم يكن يشعر يوسف بقوة الصفعه بقدر ما كان يشعر بالتجمد والذهول التام ويقف بصعوبه وهو ينظر إلى أبيه الذى كان يلف عبائته حول جسد مريم العارى وهى متشبثةً به فى قوه وهى تبكى وتتأوه بألم كانت عينى الحاج حسين مشتعله تفيض بالدموع كالحمم المتأججه من أنفجار بركان كان خامدا وهو يزأر فيه هاتفا:
- حسابك معايا مش دلوقتى يا...........
كانت تمشى معه مستندةً على يديه وكأنه يحملها حتى أدخلها شقتها ومنها الى غرفة نومها وضعها فى فراشها وهى تتألم بضعف ودثرها بغطائها وظل بجوارها حتى سكنت وهدأت أنفاسها وأستغرقت فى النوم العميق نظر اليها وقلبه يعتصر عصرا من هول ما رأى لم يكن يتخيل أبدا أنه لن يستطيع حمايتها بل لم يكن يخيل ان ابنه هو من سيبطش بها فى يوم من الايام أنهمرت دموعه وهو يتخيل أخاه يقول له "كده ضيعت الامانه يا حسين ابنك ضيع بنتى"
كانت مشاعره ثائرة لدرجه أنه فكر أن يهبط اليه مرة اخرى ويقتله بيديه ولكن هذا لن يعيد لها ما قد سلب منها لن تجلب الحماقه الا الفضيحه قرر فى نفسه ما سيفعله ليستطيع رأب هذا الصدع المدوى ونظر لها بألم وحسرة
""""""""""""""""""""""""""""""
دخل حسين شقته بهدوء شديد ودخل غرفة يوسف ولكنه لم يجده ظن أنه ما زال بالاسفل ولكنه سمع صوت مياه بالحمام فأقترب من باب فتأكد أنه بالداخل
عاد الى غرفته مره أخرى وأنتظره فيها وبعد قليل دخل يوسف غرفته وهو يرتدى منشفته ويتقطر منه الماء وعينيه لونهما أحمر كالدم تجمد مكانه بمجرد أن رأى والده الذى لم يتمالك نفسه حينما رآه مرة أخرى فصفعه صفعة أخرى ألقته على الفراش وضع يوسف كفه على وجهه وظل مطرقا رأسه للأسفل لم يستطع النظر فى عينيى والده أبدا...
وقف حسين أمامه وقال بلهجه غاضبه محذره :
- أسمع يا ..... أعمل حسابك كتب كتابك على بنت عمك بعد يومين وأياك وحذارى أي مخلوق على وجه الارض يعرفوا باللى حصل ولا حتى أمك ....
لو سألوك كنت فين أمبارح تقول أنك روحت ورانا المطار ومعرفتش تركن عربيتك من الزحمه وعلى ما دخلت صاله المطار ملقتناش وأنت راجع لجنه وقفتك فى الطريق وأخرتك ساعه ثم صاح بغضب هادر:
- فاهمنى ولا لاء
أومأ يوسف برأسه ولم يستطع أن يتفوه بكلمه واحده ..
ألقى عليه والده نظرة أحتقار وبغض وخرج مرة اخرى عائدا الى مريم
"""""""""""""""""""""""
قضى الحاج حسين الساعات السابقه نائما على المقعد بجوار فراش مريم ... ولكنه أستيقظ على همهماتها المتألمه وهى تستيقظ أو تستعيد وعيها ببطء أيهما أصح
وبمجرد أن فتحت عيونها حتى أستعادة ذكرى الامس فصرخت وهى تمسك بغطائها وتتشبث به أقترب منها حسين مطمئنا ومسح على شعرها وأحتضنها وهو يقول:
- أهدى يا بنتى أنا جنبك وأنتى فى بيتك اهدى...
 نظرت له بألم وحسرة وهى تبكى... تأوهاتها مزقت قلبه كما زادت من غضبه على نفسه وعلى ولده وهو يسمعها تقول بهستريا :
- أنا عاوزه أموت  أنا عاوزه أموت موتنى يا عمى وريحنى
 ظل يمسح على ظهرها بحنان وتنهمر عبراته بسكون وصمت ...كان كل ما يشغله هو طمئنتها وأخيرا وبعد أن سكنت قليلا قال بحنان:
- قومى يابنتى أدخلى الحمام المايه الدافيه هتهديكى شويه .. قومى ولما تخرجى هنتكلم
ساعدها فى ستر جسدها بعباءته التى مازالت تلتحفها وأسندها حتى دخلت الحمام وأغلقت الباب خلفها .... تركت العبائه لتسقط أرضا وفتحت صنبور المياه ووقفت تحت المياه بما تبقى من ملابسها الممزقه المتبقيه عليها .......
نظرت تحت قدميها فوجدت المياه التى تغادر جسدها تتلون بلون دمائها فأغمضت عينيها وجلست تبكى تحت قطرات الماء والآلام تنتشر فى معظم نواحى جسدها
ياله من ألم نفسى وجسدى يترك جرحا غائرا لا شفاء له ...
مؤلمة هى الطعنه التى تأتى من أقرب الناس اليك ..
مرت أمامها ليلة أمس كشريط سينمائى يمر من أمام عينيها يزيد شقائها شقاء
تذكرت كيف كانت تشعر بالخوف من الظلام ..
وأطمأنت بمجرد أن أستمعت الى صوته لم تكن تتوقع أبدا أن يأتيها الغدر من حيث الامان
تذكرت أنفاسه المتقطعه وهو يجذبها اليه ويعتصر جسدها بين ذراعه ...
تذكرت صراخها وهى تتوسل له أن يتركها وكأنها تصرخ فى صنم لا يسمع...
تذكرت أستجدائها وهى تقول له" سيبنى يا يوسف أبوس أيدك ده أنا بنت عمك ...
فوق يا يوسف انا مريم يا يوسف فوق"
كانت تشعر وكأنه آله حديديه بلا روح  بلا شعور وكأنه حجر بلا قلب ......
تردد بداخلها كلماته التى قالها بصوت كالسكارى وكأنه فى غير وعيه " أنتى متستحقيش غير كده .. أنتى متستاهليش الحب اللى حبتهولك يا حقيره"
ثم كانت الدفعه القويه التى أفقدتها وعيها ببطء وهى تشعر به يمزق ملابسها ..
ثم أنقطع كل شىء وغابت عن الوعى تماما .. أستفاقت من ذكرياتها على صوت عمها من الخارج يطرق عليها الباب بصوت قلق :
- مريم أنتى كويسه يابنتى
قالت بصوت حزين فى ضعف:
- ايوا يا عمى
وبعد قليل خرجت وهى تتسند الى الجدارن وترتدى منشفتها الكبيرة ..ساعدها على الوصول لفراشها .. وكاد أن يساعدها على الدخول اليه ولكنها صرخت عندما رأت آثار الدماء عليه أستدارت بجسدها كى لا تنظر اليه فكادت ان يختل توازها..
أحتضنها فى حنان وهو ينظر الى ما رأت من أثار دماء وأغمض عينيه فى الم وأخذها الى غرفة إيمان .. وأدخلها فراشها ودثرها وهى فى حالة أنهيار شديد من البكاء ظل بجوارها حتى هدأت .. أتى اليها ببعض الحليب وساعدها على تناوله فى صعوبه برغم رفضها ولكنه أصرعليها ..هدأت قليلا ...
فابتدء بالحديث قائلا فى صبر:
- أسمعى يا بنتى أنا معاكى ..
أنتى مش لوحدك ابدا وعمرك ما هتبقى لوحدك وأنا على وش الدنيا ..
لازم تبقى متأكده أنى هجبلك حقك وأكتر لكن قبل كل ده ..لازم الاول يكتب كتابك .....
بكت وهى تنتحب وقالت:
- كمان.. كمان ...عاوز تجوزهولى يا عمى عاوز تجوزنى اللى دبحنى ..
أبنك دبحنى يا عمى ..ابنك دبحنى وضيع مستقبلى
قال فى تماسك:
- أنا مش هجوزهولك علشان أكفأه أنا هعمل كده علشان الستر يا بنتى ...
الاول لازم يسترك وبعدين أنا هوريكى هعمل فيه ايه
صرخت قائله :
- مش طايقاه لو شفته قدامى هقتله
قال بحنان:
- متقلقيش الجواز ده هيبقى للستر بس وبعدين يبقى يطلقك فى الوقت اللى أنتى تحدديه
ثم تابع فى جديه:
- وأسمعينى كويس فى الكلام اللى هقوله ده..
مش عاوز مخلوق يعرف اللى حصل .. وأنا هعرفهم أنك عندك برد جامد وتعبانه...
وكلها اسبوع واخواتك يرجعوا ونكتب الكتاب عادى جدا ...
هو طلبك منى وانا وافقت وانتى كمان وافقتى ...سمعانى يا مريم
أومأت فى ضعف ....فنظر لها متفحصا ثم قال:
- لو شايفه يا بنتى أن كده حقك ضاع وعاوزه تبلغى عنه بلغى وأنا هشهد معاكى
أشارت برأسها نفيا ..فقال:
- وأنا أوعدك أنى أخلصلك حقك زى مانتى عاوزه واكتر
"""""""""""""""""""""""""""
أستيقظت عفاف من نومها وقامت من الفراش وهى تشعر بألم فى عظام جسدها قاومت الاجهاد التى مازالت تشعر به منذ ليلة أمس ......
لم تجد زوجها بجوارها خرجت لتطمئن على عودة يوسف .....
فتحت باب غرفته ونظرت اليه بأطمئنان وهو نائم فى فراشه لاحظت حبات العرق المتزايده على جبينه..
أقتربت منه لتمسحها فأنتفضت على أثر حرارته المرتفعه حاولت ان توقظه ولكن لا يستجيب ويتمتم بكلمات غير مفهومه وهو يرتعش... خفق قلبها بشده وخرجت تبحث عن زوجها لم تجده فقامت بالاتصال به وبعد عدة رنات أجابها... فهتفهت به:
- أنت فين يا ابو عبد الرحمن
- انا عند مريم فوق أصلها كلمتنى الصبح وكانت تعبانه اوى تقريبا جتلها نزلت برد جامده
قالت فى سرعه :
- لا حول ولا قوة الا بالله هى كمان.... ده يوسف كمان تعبان اوى
قال باقتضاب:
- تعبان ماله يعنى
- حرارته عاليه اوى وبيترعش وعمال يخترف
نهض حسين بعد كلمتها الاخيره وهو يقول مكررا:
- بيخترف بيقول ايه يعنى
قالت عفاف بتعجب:
- يا حسين هو المهم بيقول ايه ....المهم انه تعبان ولازم نجيبله دكتور
قال:
- طيب أنا نازل دلوقتى
وأغلق الهاتف..ثم التفت الى مريم قائلا:
- أنا هنزل أشوف الندل اللى تحت ده وهبقى أطلعلك تانى ولو عوزتى حاجه ولا حسيتى انك تعبانه كلمينى على طول وياريت لو تحاولى تكملى نومك علشان أعصابك ترتاح
كاد أن يغادر ولكنه قلق أن ترى اثار الدماء عندما تعود الى غرفتها فيحدث لها انهيار مره اخرى... فدخل المطبخ وأخذ شنظه بلاستيكيه كبيرة  ووضع فيها كل ماتبقى عليه من اثار للدماء من ملابس حتى غطاء السرير لم يتركه ... وهبط الى الاسفل... فى هذه الشقه المهمله وجمع ما بها من باقى ملابسهما والقى الشنطه فى صندوق القمامات لتنتهى آثار تلك الذكرى الاليمه تماما
دخل على زوجته فى غرفة يوسف فوجدها تجلس بجواره وتضع على جبينه كمادات بارده وهو يرتجف تحت الغطاء بقوه... نظرت اليه عفاف قائلة بتوتر:
- اتصلت بالدكتور ...
كان ينظر الى يوسف فى شرود "معقوله انت تعمل كده..... يخسارة تربيتى فيك"
سمع زوجته تكرر عبارتها الاخيرة:
- أتصلت بالدكتور ولا لسه....
أخرج هاتفه وأستدعى الطبيب...
وضع الطبيب سماعة الكشف فى حقيبته وهو يقول :
- عنده حمى
"""""""""""""""""""""""""
- أصحى يا عبد الرحمن يالا قوم
تثائب عبد الرحمن  وهو مازال نائما ويقول:
- سيبينى شويه يا ايمان
أرتف حاجبى إيهاب وهو يقول:
- إيمان مين يابنى  انت معندكش تميز كمان... قوم يالا
رفع عبد الرحمن رأسه من على وسادته ولا يكاد يفتح عينيه بصعوبه وهو ينظر الى ايهاب الواقف أمامه :
- أنت ايه اللى جابك هنا انت ورايا ورايا فى كل حته حتى وانا نايم
هتف إيهاب مستنكراً:
- يابنى أحنا داخلين على العصر ومراتك الغلبانه بتصحى فيك من قبل الظهر ...قوم يالا عاوزين نخرج وانت معطلنا
وضع عبد الرحمن الوساده على رأسه وهو يقول :
- ما تخرجوا وانا مالى
نزع عنه الوساده وهتف به :
- أنت متأكد أنك عريس وفى شهر العسل ..
ماتقوم يابنى آدم خلينا نخرجهم شويه يتفرجوا على البلد ...
ثم خفض صوته وقال:
- إيمان شكلها مضايق اوى...
بتصحى فيك من بدرى وانت ولا انت هنا وقعده لوحدها من ساعة ما صحيت من النوم ..
قوم بقى متخليهاش تضايق كده فى شهر العسل يا اخى
نهض عبد الرحمن بكسل وأخذ منشفته ودخل الحمام ...
خرج ايهاب لايمان وفرحه غرفة المعيشه الملحقه بغرفتهم قائلا بنفاذ صبر:
- جننى لحد ما قام
قالت ايمان بأستياء:
- أومال أنا أعمل أيه  ده عذبنى .... من الصبح وانا قاعده لوحدى ومش راضى يقوم
أرتدى عبد الرحمن ملابسه وخرج اليهم معتذرا ...توجه الجميع الى ردهة الفندق ومنه الى الشاطىء
كانت فرحه تتمشى على الشاطىء بجوار ايهاب وهو ممسك بيدها وتتشابك أصابعهما فى حب
بينما كان عبد الرحمن  يمشى وهو واضع يديه فى جيبه... وايمان بجواره تنظر للبحر فى وجوم
قال وهو ينظر للمياه :
-  الميه هنا صافيه اوى...
لم ترد عليه فالتفت اليها فوجدها شارده فقال:
- الشط هنا فاضى تحبى تقفى فى الميه شويه
أشارت براسها نفيا وقالت:
- لا مش هينفع هدومى لو أتبلت هتبقى لازقه على جسمى وهتفصله
لفت نظره فرحه وايهاب وهم يمزحون أمامهم على الشاطىء ....
يتقاذفون الرمال وبعض المياه التى تأتى اليهم مسرعه على الشاطىء وكأنها تشاركهم سعادتهم ومرحهم ......ويرى ايهاب وهو ممسك بعصاه ويكتب بها على الرمال بحبك يا فرحه ويرسم حولها قلب كبير.... أبتسم ونظر الى ايمان التى مرت بجوار القلب الذى رسمه اخيها ولمعت عيناها بالدموع ...وأسرعت الخطى
أسرع اليها عبد الرحمن بخطوات واسعه قائلا:
- فى حاجه يا ايمان
قالت بتحفظ:
- لا ابدا بس بردت شويه
عبد الرحمن :
- تحبى نرجع الفندق
ايمان:
- لا مش هينفع ايهاب قال هنتغدى مع بعض
قال موافقاً:
- زى ما تحبى ...
ثم تناول كفها فى تردد وطبع عليه قبله وظل ممسكا بها...
لم تشعر ايمان بحراره  كفه لم تشعر بشوقه لها ابدا .....
وكأنه يفعل ذلك مجاملة ...
وأن طبيعة الموقف تفرض عليه ذلك ......
يفعل ذلك لانه يجب ان يفعله فقط
"""""""""""""""""""""""""""""""