الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل السادس عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل السادس عشر




جعل ايهاب الحديقة فى أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحه ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبه فجعل من فروع الشجر الرفيعه على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أنوار الزينه البسيطه وكذلك غطى علية المظله الداخليه بأوراق الشجر والورود البيضاء
وكذلك ساعدته فرحه برسم بعض الزخارف الاسلاميه على أطباق الحلوى المصنوعه من الخوص وأستخدام بعض الزهور الجافه
كان إيهاب وفرحه يشعران بمتعه حقيقه أثناء عملهما فى الحديقه لم تخلو هذه المتعه من بعض المنغصات التى تسبب بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم فى الالوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت وفاء يوسف ووالدها يخرجان من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما  بنداآتها المتكرره وهى تتجه اليهما بخطوات واسعه  وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهم لاستقبالهم فى المطار ولكن والدها رفض قائلا:
- خليكى يا وفاء العربيه يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه  كانت مريم قد لحقت بها فقالت هى الاخرى:
-  عاوزه أروح معاكم
وهنا هتف يوسف بحده:
- تيجى معانا فين أنتى عاوزه تتنططى فى أى حته وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور الى وجنتيها تعلن غضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه
رمقه عمه بنظره صارمه قائلا:
- بتكلمها كده ليه يا يوسف هى قالت حاجه غريبه يعنى ...مش كده يا يابنى
يوسف :
- انا آسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب الحق معاد الطياره
أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئه وهى تضع يديها على فمها وتبكى بمراره لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها إيهاب على حالتها هذه وحاولت ان تخفف عنها :
- متزعليش يا مريم هو يوسف كده بيطلع فجأه زى القطر
بكت مريم بحراره وهى تقول:
- انا مش عارفه بيعاملنى كده ليه من ساعة ما شافنى وهو واخد منى موقف حتى لما تحصل حاجه بالغلط يفتكرها حاجه وحشه أو انا قصداها
قالت وفاء مستفهمه :
- حاجه وحشه ازاى يعنى
تابعت مريم:
- أى حاجه تتخيلها آجى أقع يقوم وليد يمسك أيدى يقوم يفتكرنى موافقه انه يمسكنى كده يشوف واحده صاحبتى بتعمل حاجه غلط يقوم يفتكرنى موافقه على تصرفاتها وانا كمان بعمل كده وكل مره أحاول اثبتله أنى مبعملش حاجه غلط ميدنيش فرصه ويسيبنى ويمشى وبعد كل ده يهزأنى قدامك انتى وعمى ويشخط فيا ... انتى متعرفيش البهدله اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه
صممت وفاء فى تفكير ثم قالت:
- وأنتى بتفسرى التصرفات دى بأيه
أشاحت بذراعها قائله :
- مش طايقنى طبعا ومش عارفه ليه ..انا عملتله ايه علشان يعاملنى كده
قالت وفاء وهى تمط شفتيها :
- ياعينى يا يوسف هو انت وقعت ولا الهوا اللى رماك
رفعت مريم رأسها بعينين دامعتين قائله:
- تقصدى ايه؟
ضحكت وفاء بصخب وقالت:
- وأنتى كمان يا مسكينه ..الله يرحمكم ويحسن اليكم
حاولت مريم جاهده مقاطعت ضحكات وفاء وهى تهتف بها:
- بطلى ضحك وفاهمينى  قصدك ايه
قامت وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت :
- قصدى أنه بيحبك يا عبيطه وبيغير عليكى
تحجرت عيني مريم وهى تنظر الى وفاء بعدم تصديق ..فأومأت لها وفاء برأسها مؤكده وهى تقول:
- وانتى كمان بتحبيه
نهضت مريم وكأنها لدغت وهى تصيح فى وفاء:
- أنتى شكلك أتهبلتى يا بت أنتى والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك ثم انصرفت وهى تتابعها ضحكات وفاء المتواصله فى شغف
"""""""""""""""""""""""""""""""

وبعد ثلاث ساعات كان الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الاخيره على ديكور الحديقه الجديد حتى سمعوا صوت ابواق سيارة يوسف تنطلق متتاليه وكأنه فى زفاف ذهب الجميع الى بوابة الحديقه فى سعاده وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها ايمان تهبط من السياره وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع اى من ادوات الزينه عليه نعم انه نور الطاعه يزداد بها
أسرعت اليها بخطواوت قريبه الى العدو ولم تنتظر ايمان حتى يستطيع يوسف ان يدخل بالسياره بشكل كامل خرجت مسرعة الى اختها التى تعدو اليها وسكنت مريم فى حضن أختها وكأنها أمها عادت اليها بعد غياب مسحت ايمان على رأس مريم وهى تنظر الى ايهاب بشوق كبير اقبل عليها ايهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فأضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامه عذبه:
- وحشتينا يا حجه ..خلاص بقيتى حجه رسمى ها
ضحكت ايمان ضحكة اشرق بها وجهها زاده بهاء وقالت:
- لا برده لسه مش رسمى اوى دى عمره مش حج
قضى وقت طويل فى العناق والتحيات والسلام بينهم جميعا  ودخل الجميع الى مكانهم المفضل تحت المظله ولكنها كانت مختلفه بديكورات ايهاب وفرحه ظلت تنظر ايمان حولها بتعجب وتقول لايهاب:
- طبعا انت صاحب الافكار البديعه دى
اشار ايهاب الى فرحه قائلا وهو يغمز لها:
- مش لوحدى
لم تفارق مريم ايمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين فى الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك
وهنا قامت ام وليد تصيح فى الخادمه :
- يالا يا بت هاتى الاكل بسرعه
عفاف:
- طب ما نطلع فوق احسن بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب فى الاكل
قالت وفاء بسرعه:
- لا يا طنط احنا عاملين حفله باربكيو كلوا مشويات
ثم أشارت الى مريم وهى تقول:
-  يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانه دى
منعتها امها وقالت:
- تساعديها ليه هى بتاخد شويه دى بتاخد على قلبها قد كده
وهنا تحدثت ايمان قائله بهدوء:
- وفيها ايه يا طنط الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله ضيف كان بيخدمه بنفسه رغم انه كان عنده ساعتها سيدنا أنس بن مالك اللى كانت امه وهبته لخدمة النبى عليه الصلاة والسلام
رمقتها ام وليد بنظرة جانبيه وهى تقول :
- عليه الصلاة والسلام ياختى
عانقها أخاها مرة اخرى وهو يقول:
-  وحشنا كلامك والله يا ايمان
بعد الانتهاء من تناول الطعام  قالت وفاء موجهة حديثها لايمان:
- قوليلى بقى يا ايمان لما روحتوا المدينه المنورة ووقفتى قدام قبر النبى عليه الصلاة والسلام حسيتى بأيه
أشرق وجهها وهى تقول بعيون لامعه:
- ياه  يا وفاء مقدرش أوصفلك أحساسى ابدا حسيت بسكينه وراحه فى قلبى وخصوصا وانا بقول السلام عليك يا رسول الله
قلبى أرتجف كأنى واقفه قدامه عليه الصلاة والسلام
 ثم تابعت وكأنها انتبهت لشىء وقالت:
- بس تعرفى يا وفاء حجرة النبى اللى كان عايش فيها وأدفن فيها كانت صغيرة اوى يمكن المظله دى أكبر منها فى الحجم  مع أن النبى  اكرم خلق الله على الله وحبيب الرحمن ورغم كده كان بيته بالحجم ده وبالتواضع ده وأحنا بيوتنا كبيرة أوضتين وتلاته ويمكن اكتر ورغم كده نقعد نشتكى ضيق الحال وضيق الرزق واللى ساكنه فى شقه عاوزه فيلا واللى عندها فيلا عاوزه قصر..سبحان الله
نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن نظرة ذات معنى وكأنه به يقول له "شوفت بقى انا اخترتلك ايه "
""""""""""""""""""""""""
جلست مع مريم وايهاب فى غرفة المعيشه بجوار إيمان فى شقتهم وهى تحكى لهم تفاصيل رحلتها الروحانيه الجميلة وهما يستمعان فى انتباه والابتسامه مرسومه على شفتيهما الى ان قال ايهاب:
- الله يا ايمان شوقتينى اروح عمره ..ان شاء الله اروح قريب أول ما اخلص تشطيب العماره اللى عمى ادانى شغلها ويبقى معايا مبلغ محترم هسافر على طول
قالت مريم:
- ده مبلغ يابنى يطلعك حج مش عمره انت والعيله كلها
رمقته ايمان بنظرة متفحصه وهى تقول:
- طب ايه رأيك طالما المبلغ حلو كده قبل ما تطلع العمره تخطب فرحه
أبتسمت مريم وهى تنظر الى ايهاب الذى ابتسم بدوره ولكن ظهرت عليه علامات الحيره وهو يقول لها:
- تفتكرى يا ايمان ...تفتكرى عمى يوافق
ثم نهض مترددا وقال:
- وبعدين هى نفسها ممكن متوافقش
قالت ايمان بثقه :
- لالا انا متأكده انها هتوافق
لمعت عيناه بشغف قائلا:
- وعرفتى ازاى هى قالتلك حاجه؟
أشارت له بأصبعها نافية وقالت بابتسامه مداعبه:
- لا طبعا هى دى حاجه تتقال انا اللى عندى الحاسه السادسه والسابعه والعشره كمان
ايهاب:
- تفتكرى كده يعنى أتوكل على الله وأكلم عمى ..بس لو قالى هتعيشها فين اقوله ايه.... فى بيتك .......لا مينفعش استنوا لما يبقى معايا مبلغ تانى اجيب بيه شقه بره تليق بيها
صاحت مريم بمرح:
- ليه بس يا هوبه انت ناسى الاعتراف اللى عمامى قالوه لايمان اننا لينا نصيب فى البيت هنا يعنى الشقه اللى هتجوز فيها بتاعتك من ورث بابا الله يرحمه يعنى ملكك
قالت ايمان مؤكده:
- انا مع مريم يا ايهاب وعلى فكره عمى عاوز يكتبلنا نصيبنا بيع وشرا بس مش عاوز ماما تعرف حاجه زى كده
ثم نظرت لمريم موجهة الحديث اليها:
- سامعانى يا مريم
مريم:
- انا وعدتك يا ايمان خلاص
تابعت ايمان وهى تنظر لإيهاب :
- وافق يا ايهاب علشان خاطرى انا نفسى تجوز بقى وكمان هتسكن معانا فى نفس الدور فى الشقه اللى قدامنا على طول يالا توكل على الله وأستخير ربنا
أومأ ايهاب برأسه موافقا  وقال بسعادة غامره:
- طول عمرك بتفتحيلى ابواب الخير يا ايمان وبتحفزينى دايما
""""""""""""""""""""""
مضى اليومان المهله التى طلبها عبد الرحمن من ابيه ليفكر فيهما فى موضوع زواجه من ايمان
كان يجلس فى مقعده الخاص فى شرفته المطله على الحديقه شاردا حتى أتاه صوت أخته تناديه...ألتفت اليها قائلا:
- ايوا يا فرحه فى حاجه
قالت فرحه تداعبه :
- ايوا يا رومانسى بابا عاوزك فى اوضة المكتب حالا بالا
عبد الرحمن وهو ينهض :
- طب روحى انتى يا غلباويه
دخل عبد الرحمن غرفة والده بعد ان طرق الباب وأغلقه خلفه وهو يقول:
- السلام عليكم  ..حضرتك بعتلى يا بابا
أشار له والده ان يجلس وهو يقول:
- اقعد يا عبد الرحمن ...
- ثم تابع ايه يعنى مردتش عليا اليومين عدوا
قال بعدم فهم:
- ارد على ايه
رمقه والده بنظره صارمه وقال:
- وانا اللى قلت انك بتستخير ربنا اتاريك الموضوع مش فى دماغك اصلا
تذكر عبد الرحمن الحديث الذى دار بينهما على متن الطائرة بالفعل لقد نسيه لا لعدم اهيمته ولكن لعلمه ان والده مصر على هذه الزيجه وفى كل الاحوال سوف يضطر للموافقه أنتزعه والده من بين افكاره قائلا:
- يعنى مردتش
عبد الرحمن:
- بابا هو حضرتك لسه مصمم على الموضوع ده
الحاج حسين:
- أنت شايف ايه
عبد الرحمن باستسلام:
- خلاص يا بابا حضرتك اعمل اللى شايفه صح
تنهد حسين وهو ينظر لولده يحاول ان يستشف ما بداخله فى صمت ثم قال لهدوء :
- يابنى انت عارف قيمتك عندى كويس وانا مش عايز اجبرك على حاجه وكمان ايمان زى بنتى ومرضاش ابدا انها تجوز واحد مجبور عليها
أسند عبد الرحمن ظهره الى مقعده وهو يقول:
- يا بابا والله ايمان بنت زى الفل وزوجه رائعه لاى حد فى الدنيا وانا مش مجبور ولا حاجه كل الحكايه انى كان نفسى احب البنت اللى هتجوزها الاول لكن خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا
ابتسم والده برضى وقال :
- عظيم ..كده مفضلش غير ايمان  يارب بقى هى متخزلنيش
التفت اليه عبد الرحمن بتسائل:
- تفتكر ممكن ترفض
حسين بتفكير:
- والله يابنى مش متأكد من موافقتها ...شوف انا هقعد معاها واكلمها ولو وافقت هكلم ايهاب على طول على كتب كتاب بلاش خطوبه وتضيع وقت
نهض عبد الرحمن وهو يهتف:
- جواز كده على طول طب ناخد على بعض الاول
ابتسم حسين وقال:
-  لما انت بتقول كده وانت الراجل..اومال البنت بقى هتقول ايه...
قال برجاء:
- يا بابا واحده واحده الحكايه مبتتاخدش قفش كده
أشار له والده منبها :
- واعمل حسابك كتب الكتاب هيبقى شهر واحد بس وبعدين الفرح على طول
 صمت عبد الرحمن ولم يرد عليه فصاح فيه فجأة:
- مااااالك.......
أنتفض عبد الرحمن لصيحة أبيه وقال بتلعثم :
- حاضر يا بابا حاضر لو عاوز الدخله كمان ساعه انا جاهز
ضحك حسين بصوت مرتفع ثم نادى على زوجته بصوت عالى دخلت والدته ولحقت بها فرحه التى قالت:
-  ايه ده بابا بيضحك بصوت عالى اكيد فى حاجه كبيرة ..
نهض الحاج حسين من مكانه وتوجه اليها وأحتضنها وهو يقول :
- عقبالك لما افرح بيكى انتى كمان
نظرت له زوجته بتسائل وقالت:
- هى كمان
أومأ برأسه قائلا:
- ايوه يا عفاف هى كمان اصل خلاص عبد الرحمن لقيناله عروسه
أبتسمت فى حيره وهى تقول:
- عروسة مين يا حاج
قال :
- ايمان....
ثم ثابع بحنين بالغ :
-  بنت أخويا الله يرحمه
أنتفض عبد الرحمن للمره الثانيه على صوت الزغاريد الذى أطلقتها والدته فجأه
أصفر وجهه وقال :
- دى تانى مره أتخض فى نفس القاعده...على فكره انا كده مش هشرفكوا خالص
قبلته والدته وأحتضنته وأنقضت  عليه فرحه بسعاده وتقول :
- مبروك يا بودى مبروك مبروك ..
عبد الرحمن:
- كل ده ولسه العروسه متعرفش اصلا ..وعلى فكره احتمال كبير ترفضنى
عفاف :
- انا هطلعلها دلوقتى
أوقفها الحاج حسين قائلا:
- لا محدش هيكلم ايمان غيرى انا عمها وعارفها كويس
أطلعى يا فرحه ناديهالى وأوعى تلمحيلها بأى حاجه مفهوووم
فرحه وهى تعدو :
- مفهوم يا باباااااااااا
طرقت فرحه على الباب وعندما فتح أطرقت رأسها فى حياء وقالت :
- ازيك يا بشمهندس ممكن تناديلى ايمان لو سمحت
ابتسم قائلا فى حب:
- طب وانا منفعش
تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت:
- لا الصراحه مينفعش خالص
جاءت ايمان وهى تقول :
- مينفعش ايه
قالت فرحه بسرعه :
- ايمان بابا عاوزك تحت ضرورى جدا خالص
ابتسم ايهاب وقال مداعبا:
- ضرورى جدا خالص كل ادوات التأكيد اللى فى اللغه
ايمان:
- طب ثوانى يا فرحه هروح البس الاسدال وجايه على طول
أرتدت ايمان اسدال الصلاة وهبطت بصحبة فرحه الى شقتة عمها أشارت فرحه الى غرفة المكتب وقالت:
- بابا مستنيكى فى اوضة المكتب
طرقت ايمان ثلاث طرقات خفيفه ودخلت قال حسين بابتسامه أدخلى يا ايمان واقفلى الباب وراكى
ثم اشار لها بالجلوس فقالت:
- خير يا عمى
ابتسم بحنان وقال:
- قوليلى يا ايمان انتى بتثقى فيا
- طبعا يا عمى
- يعنى متأكده انى عاوز مصلحتك وانك عندى زى ولادى بالظبط
- اكيد يا عمى مفيش عندى شك فى كده ..بس حضرتك بتسألنى ليه
- هقولك بعد ما تردى عليا...
نظرت له متعجبه وقالت:
- ما انا رديت يا عمى
- لا فى سؤال كمان...
ثم قال ببطء :
- ايه رأيك فى ولادى ..يعنى شخصيتهم وتربيتهم ...كده يعنى
زادت حيرة ايمان أكثر وأكثر لا تعلم سر هذه الاسئله ولكنها مضطره للرد عليها قالت:
- ماشاء الله يا عمى ولادك حضرتك أحسنت تربيتهم وأخلاقهم فوق الوصف ربنا يخاليهوملك
أتسعت أبتسامته وقال:
- ريحتى قلبى يابنتى ..كده بقى ندخل فى الموضوع على طول
صمتت ايمان وتركت له المجال لمتابعة حديثه فقال بشكل مباشر:
- ايه رأيك فى عبد الرحمن ابنى
ارتبكت وقالت بتردد:
- من ناحية ايه
قال :
- لو اتقدملك تقبليه
وقفت ايمان فى خجل وأطرقت رأسها ولم ترد ..نهض عمها ووقف الى جانبها ولف ذراعه حول كتفها قائلا :
- يابنتى انا عاوز رأيك بصراحه متكسفيش مني لو شايفاه ميصلحش قوليلى لاء ..ليكى مطلق الحريه ده جواز مش لعبه...طال صمتها مما جعله يشعر بالقلق فقال:
- انا بس عاوز اقولك ان عبد الرحمن متربى ومواظب على صلاته وبيقوم بكل الفروض اللى عليه  وعمره لا مسك سيجاره ولا غيره وطبعا انتى عشتى معانا فتره وشوفتى تصرفاته
ثم تابع :
- ولو وافقتى هتريحى قلبى يا ايمان انا عاوز اطمن عليكى انتى واختك قبل ما اموت
 قالت بلهفه:
- بعد الشر عليك يا عمى ربنا يديك طولت العمر وحسن العمل يارب

تابع حديث قائلا:
- عاوز اطمن عليكى مع راجل عارف انه هيصونك لانك فى الاخر لحمه ودمه وتفضلى وسط عيلتك الكبيره دى ومتسبيناش ابدا نبقى حواليكى دايما وانتى عارفه عفاف بتحبك ازاى وهتراعيكى وهتبقى غلاوتك عندها من غلاوة فرحه وانتى عارفاها طيبه ازاى
زاد شعوره بالقلق  لطول صمتها مره أخرى فقال:
- ها يابنتى مردتيش عليا ايه رأيك
قطعت صمتها وقالت بحياء:
- طيب حضرتك ادينى فرصه أفكر وأستخير وأخد رأى اخويا
ابتسم لها قائلا:
- يومين كويس
قالت بسرعه:
- لا يومين قليل اوى ..يعنى ..مش أقل من اسبوع كده
قال:
- خلاص نقسم البلد نصين نخاليهم أربعه ..خلاص اتفقنا مش عاوز مقاوحه تانى يالا اتفضلى
خرجت ايمان نظرت حولها ثم هرولت سريعا الى الاعلى حيث شقتها وقلبها يخفق بشدة نظر لها ايهاب وهى تغلق الباب خلفها وتحاول ان تتنفس بصعوبه قلق عليها واقترب منها مطمئنا :
- مالك يا ايمان فى حد ضايقك
تضرج وجهها بحمرة الخجل أكثر وهى تقول:
- لا ابدا
- اومال مالك كده وشك أحمر وزى ما يكون حد بيجرى وراكى
صمتت وذهبت لتجلس حتى تستطيع تنظيم طريقة تنفسها ذهب خلفها فى حيرة وجلس بجوارها ونظر اليها ينتظر أجابتها ..خرجت مريم من غرفتها فوجدتهم هكذا فأقتربت وجلست بجوار أختها وهى تقول :
- مالكوا فى ايه
قال ايهاب بنفاذ صبر:
- ما تكلمى يا ايمان ساكته ليه
ارتبكت بشدة وهى تقول بخجل:
- عمى ..عمى بيقولى ايه رأيك فى عبد الرحمن
ايهاب:
- مش فاهم يعنى ايه رايك فيه ازاى يعنى
أطرقت برأسها تحاول ان تجد كلمات مناسبه ..وفجأه صفقت مريم بيديها بابتسامه كبيرة وهى تقول:
- يا ايمان يا جامد ..معقوله يا ايهاب مفهمتش ده انا فهمت...
واكملت بشغف:
- عبد الرحمن عاوز يتجوز ايمان ها فهمت ولا نقول كماااااان
قطب جبينه فى تفكير وقال:
- صحيح الكلام ده يا ايمان
أومأت برأسها مؤكده كلام مريم
ايهاب:
- وأنتى قولتى ايه وعمى ليه مكلمنيش انا الاول
قاطعته مريم:
- ازاى يعنى يقولك انت الاول مش لما يعرف رأيها الاول يبقى يكلمك ويتفق معاك
أومأت ايمان مره اخرى وقالت بخفوت :
- ايوه هو برضه قالى كده
قالت مريم بسعاده:
- وانتى قولتيله ايه يا ايمان موافقه طبعا مش كده
قالت ايمان بنفس الخفوت:
- قلتله عاوزه وقت افكر وأستخير ربنا
نهض ايهاب وهو يقول:
- خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا أستخيرى بس لما توصلى لنتيجه تقوليلى انا وانا هبلغه بالرد
وافقته ايمان بإماءة من رأسها وقالت مريم:
- بطل تحبكها يا ايهاب ده عمنا يعنى فى مقام ابونا الله يرحمه ..مش راجل غريب وناس غريبه عننا نتعامل معاهم بالشكليات دى
قال ايهاب متعجبا :
- يا سلام من امتى بقى العقل ده
 ثم اردف وهو يتجه للباب:
- انا ماشى بقى عندى مشوار شغل مهم اوى
بمجرد ان اغلق ايهاب الباب خلفه أمسكت مريم ذراع ايمان واجلستها فى مواجتها وقالت وهى تصطنع الجديه:
- أعترفى بسرعه ...
قالت إيمان بدهشة:
- أعترف بأيه يا مجنونه
نظرت لها مريم بعين مفتوحه والاخرى مغمضه وقالت:
- ايه اللى خلاكى تغيرى رأيك ..مش قلتى انا عاوزه اتجوز واحد ملتزم
سعلت ايمان وأنشغلت بطرحت اسدالها حتى تتحاشى النظر لمريم وقالت:
- انا لسه موافقتش يا مريم ..انا لسه هستخير
أمسكت مريم وجهها بيدها وقالت بمكر:
- اومال ليه كده خير اللهم اجعله خير شكلك زى ما تكونى موافقه..وبعدين عبد الرحمن مش ملتزم زى ما انتى عاوزه
أبعدت ايمان وجهها وقالت:
- بصى انا كمان محتاره لانه زى ما بتقولى مش ملتزم زى ما انا عاوزه لكن عموما احنا عشنا معاهم وشوفنا اخلاقهم وهو اخلاقه مش بعيده عن الالتزام ..يعنى بيصلى فى المسجد وبار بأبوه وأمه ومحترم ومالوش فى حكاية مصاحبة البنات والستات والكلام الفاضى ده مالوش فى السجاير ولا فى الحاجات الوحشه دى معاملاته وطريقة كلامه محترمه ده غير انى عارفه عمى مربيه ازاى وبما ان احنا قرايب فأنا متأكده من اخلاق البيت اللى اتربى فيه هو فيه بس شوية حاجات عاوزه تظبيط
كانت ايمان تردد على نفسها هذه الكلمات دائما حتى تقنع نفسها بها وهى تتقلب على فراشها ليلا وكأنها تجد مخرجا او تبريرا يجعلها توافق على الزواج من عبد الرحمن فلقد كانت تطلعاتها اكبر من هذا فى الزوج الذى تريد
طوال الاربع أيام لم يحدث أحتكاك بين مريم ويوسف  ولقد ساعد على ذلك البعد أختبارات آخر السنه بالنسبه لمريم وفرحه ووفاء وبعد أنقضاء المهله المحدده وأستخاره يوميه أخبرت ايمان اخيها برأيها....فقال بحيرة:
- مش عارف يا ايمان يعنى اقول لعمك ايه دلوقتى
ايمان :
- زى ما قلتلك يا ايهاب قوله انى عاوزه اتكلم مع عبد الرحمن مره واحده وبعدين هقول رأيى
نهض ايهاب ليذهب لعمه ولكن ايمان استوقفته قائله :
- ايهاب...ايه رأيك تطلب ايد فرحه بالمره
التفت اليها فى تفكير وقال :
- تفتكرى ده وقت مناسب
ايمان بحماس:
- طبعا افتكر ونص ..وانا عارفه النتيجه من الكنترول مقدما
ايهاب:
- مش عارف يا ايمان قلقان اوى من الحكايه دى
ربتت على كتفه وقالت:
- صدقنى عمك بيحبك جدا وهيفرح اوى بطلبك ده وفرحه كمان مياله ليك
شرد قليلا وقال:
- بس دى بتمتحن دلوقتى
ابتسمت له قائله:
- خلاص فاضل اسبوع وتخلص امتحانات ..وبعدين يا باشا انا لو كنت عارفه انها هتقعد تفكر وتنشغل كنت قلتلك استنى لما تخلص امتحانات لكن انا متأكده انها هتطير من الفرح وهتتحمس للمذاكره اكتر
وضع ايهاب يديه فى جيبه وقال بغرور مصطنع:
- طبعا يابنتى اخوكى لا يقاوم
"""""""""""""""""""""""""""""""""""

كانت سعادة الحاج حسين بالغه وهو يرى على وجه أبنته علامات الرضى بطلب ايهاب للزواج منها وهى تقول بخجل:
- اللى تشوفه حضرتك يا بابا
فى حين قال عبد الرحمن مداعبا :
- يا سلام على الادب ايه يابنت الادب ده كله اللى نزل عليكى مره واحده
نظرت له نظره جانبيه وهى تقول :
- طول عمرى مؤدبه على فكره بس انت كنت فى البلكونه هو محدش قالك ولا ايه
ضحك والدها من مداعباتها لاخيها وهو يقول:
- مش لسه كنتى مكسوفه من شويه لحقتى تقلبى
ثم التفت الى عبد الرحمن وقال :
- ها يا عبد الرحمن وانت فاضى امتى علشان القاعده اللى ايمان عاوزه تقعدها معاك دى
عبد الرحمن بعدم أهتمام:
- أى وقت يا بابا وياريت لو النهارده علشان بكره عندى شغل كتير مش هبقى فاضى وونظر لوالده فى تساؤل قائلا:
- بس هى مقالتش هى عاوزانى فايه بالظبط
الفتت اليه والده متعجبا وقال:
- البنت من حقها تقعد معاك قبل ما توافق عليك..وانا الحقيقه مستغرب المفروض ان انت كمان تبقى عندك نفس الرغبه
عانقت عفاف ابنتها عناق طويل وهى تبكى وتقول :
- الف مبروك يا حبيبتى مش مصدقه انى هشوفك عروسه اخيرا
اعتدلت فرحه وهى تقول :
- ايه اخيرا دى يا ماما هو انا عندى خمسين سنه ولا ايه
ثم نظرت الى يوسف الذى كان يتابع التلفاز واجما وقالت:
- ولا ايه رأيك يا يوسف
قال دون ان يلتفت:
- اللى أنتوا شايفنه أعملوا
جلست والدته بجواره قائله:
- أزاى يابنتى أنت أخوها ولازم يكون ليك رأى
أبتسم أبتسامة باهته وقال:
- إيهاب مفيش عليه غبارولا هو ولا إيمان وأنا أتشرف بيهم بصراحه
نظرت له فرحه بتساؤل وقالت:
- ومريم كمان بنت كويسه
أبتسم فى سخريه وهو يقول :
- لا ومش أى بنت ونعم البنات
"""""""""""""""""""""""""""

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الخامس عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الخامس عشر




توجهت مريم فى الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها الى الجامعة الى الحديقة لفتح رشاشات المياه الاتوماتيكيه التى ترش المسطحات الخضراء فى الحديقه ووقفت تنظر اليها وتتأمل المياه المتصاعده فأقتربت منها حتى تصلها بعض رزازها المنعش ...شعرت بنشوه طفوليه فأقتربت أكثر من الرزاز ثناثرت قطرات المياه على وجهها وأبتلت ملابسها وكأنها تقف تحت قطرات مطر خفيف ...مما  جعل وليد يغير طريقه وهو ذاهب الى الجراج الخاص بهم ويقترب منها وهو ينظر الى جسدها الواضحة معالمه من بعد ان التصقت به ملابسها على أثر المياه فى تفحص وبنظرة ذات مغزى قال لها:
- صباح الخير ..ايه الروقان ده كله
التفتت اليه قائله:
- صباح الخير يا وليد
تصنع وليد الجديه قائلا:
- مريم انا كنت عاوز اقولك حاجه ونفسى متكسفنيش
مريم:
- خير يا وليد
أصطنع الجدية فى الحديث وهو يقول:
- انا كنت عاوز أتأسفلك على اى حاجه ضايقتك فى تصرفاتى ... حقيقى انا بعاملك زى وفاء بالظبط علشان كده يمكن بتعامل بعشم شويه وده اللى بيضايقك منى لكن اوعدك معاملتى هتغير
أومأت مريم برأسها وهى تقول:
- خلاص يا وليد وأنت برضه أبن عمى وزى أخويا 
وليد بابتسامه خفيفه:
- يعنى خلاص مش زعلانه مني
أبتسمت مريم قائله:
- خلاص مش زعلانه
حاول أن يتكلم ببراءة وهو يقول:
- لا يا ستى الابتسامه دى متنفعش انتى كده لسه زعلانه
أبتسمت مريم بشكل أوضح وهى تقول :
- خلاص والله مفيش حاجه
وليد:
- لا برضه متنفعش انتى بتخمينى
ضحكت مريم لطريقته الطفوليه ضحكه عاليه وأستجابت لكف وليد المدود لها فضربت كفها بكفه بخفه فقال بسرعه :
- خلاص أنا كده أتأكدت أنك مش زعلانه بس أنتى خمامه على فكره .. يالا بقى سلام احسن هتأخر على الشغل
أبتسمت وهى تشير له بالتحية وهو يبادلها الاشاره ثم أطبق كفه ويضعه على أذنه أشاره الى انه سينتظر منها مكالمه .... كانت تفعل ذلك لظنها أن وليد يعتذر فعلا عن أفعاله معها ويريد أن يفتح معها صفحه جديده ولكنها لم تكن تعلم أن وليد يعرف أن يوسف فى طريقه للحديقه هو الاخر وكان يريد ان يجعله يرى هذا الموقف وكيف هما منسجمان فى المزاح والمداعبه كما لم تلاحظ مريم أن كثرة رزاز المياه جعل ملابسها تلتصق بجسدها لتبرز معالمه ونسيت مريم كلمات ايمان عندما قالت لها "انتى بتختارى المكان الغلط واللى بيجبلك شبهه وبتقفى فيه"
شاهد يوسف ما حدث كما أراد وليد تماما رآها تبتسم وتضحك وتداعبه بضرب كفها بكفه وتشير إليه بالسلام وهو يرحل ويقول لها بالاشاره انه سينتظر منها مكالمه .. وكل هذا وهى لا تخجل من شكلها وهى تقف أمامه هكذا بمعالم جسدها الواضحه بلا حياء ...  فصرف وجهه عنها فى غضب وأنصرف الى عمله


***************************
كان يوسف يجلس فى مكتب أبيه يقوم بأعماله الى حين عودته حين دخل عليه وليد يرسم على وجهه علامات الاعتذار ... نظر له يوسف بغضب ثم تابع عمله وكأنه لم يره ..جلس وليد أمامه قائلا:
- جرى أيه يا صاحبى هتفضل مخاصمنى كده ومتكلمنيش أول مره يحصل بينا كده
قال يوسف دون ان ينظر اليه:
- علشان أول مره أعرف أنك كده يا وليد ... انا مش عارف انت ابن عمى ازاى
تصنع وليد الخجل قائلا:
- معاك حق يا يوسف أنا فعلا غلطت جامد وجاى أعتذرلك
قال يوسف بجمود:
- لا وفر أعتذارك لما عمك وأبوك يعرفوا ساعتها هتعتذر كتير أوى
قال وليد وهو يضغط أحد أزرار هاتفه النقال فى راحته :
- خلاص براحتك يا يوسف لو ده هيريحك من ناحيتى...
ثم رن هاتف وليد فقام للرد على الفور وهو يخرج من مكتب يوسف ببطء شديد قائلا:
-  أيوا يا حبيبتى أنا جاى أهو .. كله تمام ؟  نص ساعه هكون عندك ..لا لا مينفعش لو مش دلوقتى يبقى مش هينفع النهارده خالص
خرج وليد من مكتب يوسف وقد حقق مراده بهذه المكالمه المزيفه بالفعل شك يوسف فى الامر فالمسافه بين الشركه والبيت نصف ساعه  تماما كان من الممكن أن يفكر يوسف بشكل مختلف أو كان من الممكن ان لا يفكر بالامر ابدا فوليد علاقاته متعدده ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركه فى هذا الوقت المزدحم بالعمل لاى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جمله قالها وهو يخرج من المكتب وبين أشارته لها فى الصباح
تناول الهاتف وأتصل على الخادمه التى أتت بها والدته للطبخ لحين عودتها من العمره وسألها كأنه يسأل عن اهل البيت بشكل طبيعى :
- فرحه رجعت من كليتها
- ايوا يا فندم أتغدت ونامت من ساعه
يوسف:
- الانسه مريم اتغدت معاها
- ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم
يوسف:
- طيب شكرا
وأغلق الهاتف ...كان يريد ان يتأكد ان مريم فى المنزل وهل هى وحدها فى شقتها ام مع فرحه
ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب فى توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف الى شقه مريم بحرص دون أن بنتبه إليه أحد ويتخيلها وهى تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا احد يراهم
زادت طرقاته بعصبيه حتى كسر القلم فى يده ونهض  وهو يدفع مقعده بعيدا كاد ان ينطلق خارج المكتب ولكنه تفاجأ بدخول السكرتيره تخبره بأن هناك عميل ينتظره والمسأله عاجله أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف أن يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا فى خيالاته أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه الى الاسفل أستقل سيارته وأنطلق مسرعا عائدا الى المنزل
كان وليد يعلم ماذا يفعل جيدا فلقد كان يوسف صديقه قبل ان تدخل مريم حياتهم ويعلم كيف يثيره وكيف يستفزه وكيف يحركه فى الطريق الذى يريد وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف ان هناك علاقه حقيقيه بينه وبين مريم كان يعلم ان هناك شىء ينبت فى قلب يوسف تجاه مريم فأراد وئده فى المهد فلقد شرب الكره الشديد لاولاد عمه علي من أمه فاطمه كما انه يعلم ان يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى
أقترب يوسف من جراج البيت الكبير وتأكدت ظنونه عندما رأى سيارة وليد ,, ترك يوسف سيارته بعيدا حتى لا يراها وليد عند عودته ودخل الى الباب الخلفى للحديقه ومنه الى الدرج المؤدى الى الطابق الثالث حيث شقة مريم ولكنه تفاجأ بهبوط المصعد منه الى الطابق الارضى عاد يوسف أدراجه بهدوء على الدرج ووقف على آخر سلمتين فى الطابق الارضى بجوار المصعد ..خرج وليد من المصعد وهو يطلق صفير من بين شفتيه بطريقه منغمه تدل على الانسجام الشديد
خرج وليد الذى كان يعلم ان يوسف يتابعه فهو قد اعد كل شىء بدقه فبمجرد ان رأى سيارة يوسف تقترب  أسرع الى المصعد وأستقله الى الطابق الثالث وأنتظر قليلا ثم أستقله مره أخرى عائدا الى الدور الارضى
خرج وليد من المصعد وأتجه الى الجراج مره اخرى وأستقل سيارته وهو مبتسما ابتسامه عريضه وعاد الى الشركة مره أخرى
الشك أصبح يقين فى قلب يوسف تأكد أنه توجد بينهما علاقه آثمه تأكد أنها ليست فقط فتاة تتصرف بطريقه غير لائقه,,  لا أنها تعدت كل الحدود... أشتعلت نار الغيرة فى قلبه أكثر وأكثر الان تأكد انه يغار عليها ولكن هى لاتستحق سوى السحق بالاقدام


تعلن الخطوط الجويه السعودية عن أقلاع رحلتها رقم **** المتوجهة الى جمهورية مصر العربية
نرجو من جميع الركاب ربط الاحزمه والامتناع عن التدخين..شكرا
نظرت ايمان الى عفاف التى تجلس بجوارها بابتسامه وهى تقول لها:
-  الحمد لله عرفت أربطه لوحدى
ضحكت عفاف وهى تقول:
- كده أحسن برضه  بدل ما نحتاس زى المره اللى فاتت
 أبتسمت ايمان قائله :
- ها حفظتى دعاء الركوب
عفاف:
- ايوا حفظته أسكتى بقى لما اقوله متلخبطنيش
نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن الذى يجلس يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامه:
- عمره مقبوله يابنى ان شاء الله
قبل عبد الرحمن يده وقال:
- ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا
صمت الحاج حسين قليلا ثم التفت الى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جديه:
- بقولك ايه يا عبد الرحمن أنت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه
أبتسم عبد الرحمن بحزن قائلا:
- ان شاء الله يا بابا أدعيلى أنت بس ربنا يرزقنى ببنت الحلال
أقترب منه وهمس وهو يشير الى المقعد الخلفى:
- طب ماهى بنت الحلال موجوده اهى
التفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر إلى أبيه باستنكار وقال:
- حضرتك بتتكلم جد
نظر له والده يتفرس فى وجهه يحاول ان يقرأ انفعالاته وقال:
- طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان ..لو فيها عيب طلعهولى
أرتبك عبد الرحمن وقال:
- مش مسألة فيها عيب يا بابا بسر...ربس انا بحس أنها عندى زى فرحه كده مش أكتر
الحاج حسين:
- ده بس علشان مفيش بينكم معامله لكن لما تبقى خطيبتك المسافه بينكم هتقرب اكتر
عبد الرحمن :
- خطيبتى ايه بس انا يا بابا مبفكرش فى الموضوع ده خالص دلوقتى
شرد حسين وقال:
- أول مره تعارضنى يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن  بسرعه:
- أعوذ بالله أنا مقدرش أعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش أتجوز واحده بحبها زى أختى
قال والده بحزن:
- أول مره تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن ..انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
أعتصر كلام ابيه قلبه فقال بألم:
- لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط  أنا مبفكرش فيها خالص بالعكس
الحاج حسين متسائلا:
- أومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى .. مؤدبه ومحترمه ومتدينه وبنت عمك يعنى دمك ولحمك
شعر عبد الرحمن أن أباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق:
- خلاص يا بابا أوعدك هفكر فى الموضوع ده وأرد على حضرتك قريب
مال حسين بجسده قليلا تجاهه قائلا بخفوت:
- أسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجه لكن أعرف يابنى أن الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور قدامك يومين وترد عليا علشان أفاتح البنت فى الموضوع
كاد أن ينفعل من وقع كلمات أبيه ولكنه تذكر أنها وأمه يجلسان خلفهما فحاول ضبط أعصابه وأخفض صوته قائلا:
- بس حضرتك يا بابا نسيت أنا سبت هند ليه  لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هى عايزاه
ابتسم حسين قائلا:
- ومين قالك أنى مش هنفذلها اللى هى عايزاه
قال عبد الرحمن بتعجب:
- أول مره مفهمش حضرتك بتفكر ازاى
أبتسم والده فى هدوء وثقه قائلا:
- شوف يابنى أنا واحلام واقفين على أول طريق والطريق ده آخره أتجاهين انا عاوز اخر الطريق أحود يمين وهى عاوزه تحود شمال يعنى انا وهى لازم نمشى فى الطريق نفسه مع بعض لكن العبره فى اخر الطريق يابنى فهمتنى
عبد الرحمن:
- طب هى عارفه هى عاوزه ايه  عاوزه فلوسنا وخلاص لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه؟
حسين :
- كان لازم تعرف من ساعة ما كنت بدور عليهم يابنى أنا مستغرب من سؤالك ده ... ياما قلتلك وأنا بدور عليهم أنى عاوز ألم لحمنا اللى مرات أخويا خادته وهربت وأن عمك موصينى بكده قبل ما يموت أومال أنت فاكر يعنى أيه معنى أن أخويا يقولى وهو بيطلع فى الروح "خد عيالى فى حضنك يا حسين "لو كنت عرفت معنى الجمله دى مكنتش سألتنى السؤال ده يا عبد الرحمن
شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشده وهو يقول:
- طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف أشمعنى انا
أبتسم مرة اخرى قائلا:
- علشان مينفعش أعرض عليه واحده هو بيحب أختها
تفاجأ عبد الرحمن بكلمات أبيه  وقال باندهاش:
- يوسف بيحب ...لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
قال والده بثقة:
- معاك حق انا كمان مستغرب بس أنت عارف أبوك مبيقولش حاجه غير لما يكون متاكد منها
ثم اردف قائلا بجديه:
- قدامك يومين تفكر وترد عليا .. اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق :
- حاضر