الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثانى عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الثانى عشر




أنهى يوسف بعض أعماله ونظر الى ساعتة فوجد الوقت وقد قارب  على الظهيرة ..  تناول هاتفه وأتصل بأخته فرحه وطلب منها أن تحادث مريم وتسألها على ميعاد أنتهاء محاضراتها فى الكليه دون أن تخبرها أن يوسف هو من يسأل عنها .. أغلق الخط وأنتظر حوالى عشرة دقائق ثم عاود الاتصال بأخته مرة أخرى
يوسف :
- أيوه يا فرحه ها قالتلك أيه
- قالتلى هتخلص على الساعه 3 كده
- ماشى يا فرحه متشكر أوى
- يوسف ...ممكن أسألك سؤال
- لا طبعا مش ممكن هو أنا فاضيلك
- متشكرة أوى ياخويا يا حبيبى أنك وافقت .. قولى بقى أنت عاوز تعرف معاد خروجها ليه ومش عاوزها تعرف أن أنت اللى بتسأل ليه؟
- كده سؤالين يا فرحه مش سؤال واحد
- مش انت وافقت على تلت أسئلة
- طب انا هجاوبك قبل ما يبقوا أربعه
بصى يا ستى بنت عمك زعلت شويه بسبب هزارى الخفيف اللى أنتى مجرباه وطلعت عيله وسابت الشغل ومشيت وأنتى عارفه أبوكى بقى واللى عمله فيا
- امممممممم...وانا اقول مريم مشيت من البيت ليه اتاريك انت اللى طفشتها
- والله منا عارف يا فرحه عموما ابوكى صمم انى اكلمها واخاليها ترجع الشغل علشان كده عاوز اقابلها على باب الكليه واكلمها وخصوصا انها مقالتش لاخواتها على حاجه
- والله بت جدعه
جدعه !...  طب اقفلى بقى مش فاضيلك
- يعنى انا اللى فاضيه كويس اصلا انك لحقتنى قبل ما ادخل المحاضرة
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كانت مريم تقف بجوار سلمى  أمام بوابة  الكليه وهى ترى الاخيرة تنظر الى ساعتها ما بين الحين والاخر فقالت باهتمام:
- ايه يا سلمى انتى وراكى معاد ولا ايه
ضحكت سلمى فى خبث وقالت:
- ومش وأى معاد يا مريم
مريم :
- مين المره دى
اصطنعت سلمى الدهشه وقالت:
- معقوله متعرفيش ....ايه هو مش باين عليه الغرام ولا ايه
أومال لو مكنتوش ساكنين فى بيت واحد وبتشتغلوا مع بعض
تسمرت مريم مكانها وقالت بذهول:
- تقصدى مين... يوسف
أطلقت سلمى ضحكه عابثه وقالت:
- ومالك اتخضيتى كده ليه ...استنى دلوقتى هتعرفيه زمانه جاى
ثم أشارت الى ثلاث شباب مقبلين عليهما ونادتهم تقدم الشباب منهما  بشغف وقال احدهم:
- أزيك يا سلمى ازيك يا مريم بقالك كتير مبتجيش كنتى تعبانه ولا ايه
قالت مريم باقتضاب :
- لا ابدا مشغوله بس شويه
قال آخر:
- مالك يا مريم مضايقه ولا ايه
- لا مفيش حاجه كويسه
قال ثالثهم موجها حديثه الى سلمى:
- ايه يا قمر ماشيه بسرعه ليه كده النهارده
سلمى :
- أصلى عندى معاد مهم
رد قائلا بخبث:
- أنا عارف مواعيدك يا سلمى وطبعا مريم رايحه معاكى ما أنتوا مبتفارقوش بعض ابدا
قالت مريم بعصبية :
- قصدك ايه يعنى
- ابدا يا ستى وانا مالى الله يسهلوا
  ثم غمز لصديقه فضحكا وضحكت معهم سلمى وهى تضرب احدهم بخفه على كتفه حتى جاء من خفها وقال:
- يا صباح الفرفشه ايه الضحك اللى جايب لاخر الدنيا ده
أستدارت له وقالت بميوعه:
- وليد أتأخرت كده ليه زعلانه منك
صافحها بحرارة وهو يقول:
- مقدرش أتأخر على القمر ابدا معادى مظبوط 3 بالثانيه
ثم نظر الى مريم وصافحها بابتسامه قائلا:
- وحشانا يا مريم ازيك عامله ايه
لانت ملامحها كثيرا فهى كانت تظن أن الآتى لسلمى هو يوسف فتنهدت فى راحه وقالت:
- الحمد لله تمام ..ايه بقى رايحين فين
وليد :
- ولا حاجه هنتمشى شويه تحبى تيجى معانا
أجابت سريعاً :
- لا شكرا انا هروح على طول علشان ايمان زمانها راجعه من شغلها
سلمى:
- طب عن اذنك بقى يا مريومه .. سلام يا حبيبتى
غادرت سلمى مع وليد وأستقلت معه سيارته وأنطلقا ألتفتت مريم فوجدت زملائها الثلاثه مازالوا وافقين يتابعون ما يحدث فقال احدهم:
- أخص عليه الخاين كده ميجيبش صاحبه معاه
مريم بعدم فهم:
- صاحبه مين هو انت تعرفه
قال:
- لا معرفوش .. بقولك ايه ماتيجى معانا مادام خروجتك باظت كده
مريم :
- آجى فين هو ده وقت كافتريات
ضحك هو وصديقيه وقال:
- معقوله كل السنين دى مصاحبه سلمى ولسه أخرك الكافتريا
نظرت لهم بدهشة وقالت  :
- مش فاهمه حاجه .. أنا مصدعه مش نقصاكوا يالا سلام
كان هناك من يراقب  ما يحدث فى ضيق وهو يرى مريم تقف بصحبة سلمى وثلاثه من الشباب ثم تنصرف سلمى مع وليد وتظل مريم تتحدث معهم وهم يضحكون  وينظرون اليها بطريقه لا يفهمها الا الرجال .. اذا فهو لم يظلمها عندما شاهدها فى المره الاولى هى اذن معتاده على الوقوف معهم  وتتباسط معهم فى الحديث وهى ايضا تعلم ان هناك علاقة ما بين سلمى ووليد وتوافق على تصرفات صديقتها المقربه
شعر بغضب شديد تجاهها وركب سيارته وغادر المكان ...
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
أما هناك وأمام مدرسة البنات كانت ايمان تخرج من بوابة المدرسه بصحبة صديقاتها وماهى الا خطوات قليله حتى تفاجأة بعبد الرحمن يقف أمام باب المدرسه مستندا الى سيارته ينتظرها
وقفت للحظه ثم صرفت نظرها عنه فى ضيق وهمت أن تذهب فى الاتجاه الآخرولكنه خطى نحوها خطوات سريعه ووقف أمامها قائلا بحرج:
- ممكن كلمه يا ايمان لو سمحتى
نظرت له صديقاتها وقالت أحداهن:
- مين حضرتك وازاى تقف قدامنا كده
ارتبكت ايمان وقالت لهن:
-  ده ابن عمى
تبادلت الصديقات نظرات مبتسمه وقالت احداهن :
- طيب يا ايمان هنمشى احنا بقى
أستوقفتهن ايمان وقالت:
- لا متمشوش استنوا ..
قال عبد الرحمن برجاء :
- ممكن دقيقه واحده بس يا ايمان وبعدين أبقى أمشى براحتك مع أصحابك ...
ثم تابع برجاء أكبر :
- من فضلك
قالت صديقتها:
- طيب يا ايمان هنعدى السكه وهنستناكى هناك علشان نركب مع بعض
أومأت لها ايمان موافقة لها فى أحراج
أبتسم عبد الرحمن وقال:
- واضح أنك بتعرفى تختارى أصحابك كويس يا ايمان ماشاء الله كلهم تقريبا شبهك فى اللبس وباين عليهم بنات محترمه .. زيك برضه
قالت بأقتضاب:
- شكرا ..... خير حضرتك جاى هنا ليه
قال عبد الرحمن بأرتباك :
- أنا والله حاولت أجيب فرحه معايا بس أتفقلت أتصالات عليها وتليفونها مقفول ...
قالت بضيق:
- برضه حضرتك مقولتش جاى ليه
أبتلع ريقه فى صعوبه وقال:
- بصى يا إيمان بدون مقدمات كده ... أنا آسف
نظرت له فى صمت فأكمل :
- والله ما أنتى المقصوده ..غصب عنى كنت غضبان أوى ومشوفتش قدامى .. جات فيكى يا بنت عمى ..سامحينى
قالت دون أن تنظر اليه:
- لا أنت مش غلطان أنت معاك حق دى خصوصياتك وده بيتك وأنت حر فيه وأنا وضعى كضيفه المفروض مكنتش أدخل فى اللى ماليش فيه
قال بأسف:
- لا يا إيمان أنتى مش ضيفه ده بيتك قبل ما يبقى بيتى .... يعنى أنا لما أزعلك تقوليلى أمشى أطلع بره مش عاوزه أشوفك هنا تانى .. مش تاخدى هدومك وتمشى .. كده ينفع ؟
شعرت بارتباك شديد وقالت مضطربة :
- لو سمحت سبنى أمشى أصحابى وافقين لوحدهم فى الشارع وكده مينفعش .. وأصلا واقفتنا دى غلط
قال باصرار:
- مش هسيبك تمشى غير لما تسامحينى .. سامحينى بقى ده المسامح كريم أو مهند على حسب
نظرت له بتسائل فقال بسرعه:
-  متخديش فى بالك ..ها قوليلى بقى ...هترجعى البيت أمتى
قالت بسأم:
- يومين كده أريح أعصابى من اللى حصل
قال بسرعة:
- بسيطه اليومين عدوا خلاص
إيمان:
- لا يومين كمان كده
قال مداعبا :
- لا مينفعش أنتى قلتى يومين وخلصوا خلاص .. وبعدين يرضيكى يعنى ... ماما طول النهار مش مركزه فى شغل البيت وعماله تقول إيمان إيمان إيمان .. تيجى تطبخ الملوخيه تطلع باميه .. يرضيكى أبويا يطلق أمى ونتشرد بسببك أنا ويوسف وفرحه وأنتى عارفه فرحه تنفع تبقى متشرده أساسا
أخفت ابتسامتها وقالت مقاطعة :
- خلاص خلاص ...كل ده
قال بجديه :
- وأكتر والله .. البيت وحش أوى من غيرك
صمتت قليلا وترددت هل تقبل أم ترفض ثم وجدت نفسها تقول:
- مش قلت دقيقه .. والدقيقه بتاعتك خلصت عن أذنك
فوقف أمامها مرة أخرى يعوق طريقها  وأخرج جنيه معدن من جيبه وقدمه لها وقال :
- طب ممكن تدينى مده تانيه... أصل الخط تقريبا أتقطع وأنا فى نص المكالمه
حاولت أن تخفى أبتسامتها ثانيةً وهى تقول بجديه:
- لو سمحت يا عبد الرحمن مينفعش كده سبنى أمشى بقى
قال بتصميم:
- خلاص هاجى بالليل  تكونوا جهزتوا نفسكوا علشان أخدكوا على البيت
قالت بسرعة:
- لا مش هينفع النهارده
تابع باصرار:
- طب امتى حضرتك؟
إيمان:
- مش عارفه قلتلك يومين كده
حاول أن يعتذر مرة أخرى فقال بصدق:
- يعنى خلاص مش زعلانه مني ... صافى يا لبن
أحمرت وجنتاها خجلا وهى تذهب من أمامه قائله:
- خلاص
نظر لها وهى تعبر الطريق وتلحق بصديقاتها قال وهو يركب سيارته:
- بتكسف أوى


جلست إيمان بجوار صديقتها فى سيارة الاجره فمالت عليها قائلة بخفوت:
- بقى الواد القمر ده ابن عمك حسين .. أنا لو منك مخرجش من البيت خااااااااالص
نظرت لها إيمان وقالت بصوت هامس:
- الراجل لسه بيقول عليكى شكلك محترم .. مغشوش يعينى
وضعت صديقتها كفها على فمها لتكتم ضحكتها
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
جلست فاطمة إلى زوجها وهو يقرأ الجريده وتسائلت فى فضول:
- متعرفش يا أبراهيم الواد عبد الرحمن فسخ خطوبته ليه
نظر لها الحاج ابراهيم فى دهشه وقال:
- لحقتى تعرفى يا فاطمة
قالت بثقه :
- طبعا ما أنت عارف عفاف مبتخبيش عليها حاجه
أبتسم فى سخريه قائلا:
- ولما هى مبتخبيش عنك حاجه جايه تسألينى ليه
قالت فى عتاب:
- كده برضه يا أبو وليد بتتريق عليا وأنا اللى قلت أنك أنت اللى هتقولى المفيد
زفر فى ضيق وقال:
- عاوزه أيه يا فاطمه هاتى من الاخر
فاطمة بشغف:
- عاوزه أعرف ساب البت هند ليه.. أكيد اخوك حكالك
نظر لها بضيق قائلا:
- معرفش يا فاطمه ... كل اللى حسين قاله أنهم مش متفقين .. وعبد الرحمن كمان قال نفس الكلام
و عاد يكمل قرائته مرة أخرى وهو يقول فى نفسه ... ده أنتى لو آخر واحده فى الدنيا مش ممكن أقولك ابدا
همت أن تقوم ولكنها جلست مرة أخرى ووضعت يدها على الجريدة لتمنعه من القراءة وقالت:
- بقولك أيه يا ابو وليد المثل بيقول أخطب لبنتك ومتخطبش لأبنك وأنت وأخوك روحكوا فى بعض وأكيد مش هيرفضلك طلب
ألتفت إليها بدهشه قائلا:
- قصدك إيه يا فاطمه شكلك أتجننتى على المسا
قالت معترضة:
- ليه بس ياخويا هما لو لفوا البلد كلها هيلاقوا أحلى من بنتى وفاء
أشار لها محذرا وقال بانفعال:
- شوفى يا فاطمه يلفوا ميلفوش هما حرين  لو عاوزين بنتك هما اللى يطلبوها مش أنا اللى أروح أعرضها عليهم وأياكى تفتحى الموضوع ده تانى ولا تلمحى ليه حتى .... فاهمانى
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مضى اليومان بشكل معتاد إلا أنه لم تنقطع العلاقات الطيبه بين إيهاب وعبد الرحمن ويوسف وبين فرحه و وإيمان ومريم وكانت وفاء تطمئن عليهما بين الحين والاخر وفى مساء اليوم الثانى كانت إيمان تضع الطعام على المائده أصدر هاتفها صوتا معلنا عن رسالة جديده .. فتحتها فوجدتها رسالة من عبد الرحمن كتب فيها  (اليومين خلصوا أكتر من كده هضطر آجى بنفسى .. تعبنا من أكل الباميه) أبتسمت وأتممت وضع الطعام ونادت على مريم لتأكل معهم  وأثناء قيام إيهاب بتناول طعامه قال:
- مش خلصتى أمتحاناتك يا إيمان عمامك كل شويه يكلمونى
أستدارت له إيمان وقالت بجديه:
- هما بجد عاوزنا نرجع يا إيهاب ولا بيجاملونا بس
أشار لها بالنفى وقال:
- لا يا إيمان والله كلهم بيتصلوا بجد كل شويه يسألوا ده حتى عبد الرحمن لسه مكلمنى قبل ما آجى وقالى آجى أخدكوا دلوقتى وكان مصمم أوى ... قلتله أستنى لما أشوف البنات خلصوا  اللى وراهم ولا لاء
صمتت إيمان وفى داخلها تشعر بسعاده لتصميم عبد الرحمن على عودتهم ثم قطعت صمتها مريم وهى تسألها:
- ها يا إيمان مردتيش يعنى
أبتسمت وقالت :
- خلاص ماشى نرجع بكره بعد ما إيهاب يرجع من شغله
دخلت مريم غرفتها لترد على هاتفها المحمول أغلقت باب الغرفه خلفها وهى تتحدث إلى والدتها ... كانت مريم تجيبها بفتور وعدم حماس كعادتها شعرت والدتها أنها ليست على طبيعتها فسألتها مباشرة:
- مالك يا مريم بتكلمينى كده كأنك مضايقه أنى بكلمك
مريم:
- لا يا ماما مفيش حاجه والله بس مرهقه شويه
- طب مش هتقوليلى سبتى الشغل ليه
- يا ماما المحاضرات ..مينفعش أغيب أكتر من كده ده أحنا خلاص على أبواب أمتحانات
قالت احلام بعصبيه:
- يابنتى أمتحانات أيه وزفت أيه  اللى أنتى بتعمليه أهم من مليون شهاده وكليه ويا ستى لما تبقى تتجوزيه أبقى أرجعى كملى دراستك تانى
أجابتها مريم  بضيق شديد :
- يا ماما من فضلك كفايه بقى الموضوع ده بقى يتعبلى أعصابى .. مين ده اللى يتجوزنى ده حتى مش طايق يشوف وشى
قالت أحلام معاتبة :
- ماهو علشان أنتى مبتنفذيش اللى بقولك عليه بتتصرفى من دماغك...
هتفت بصوت يشبه البكاء:
- مش عاوزه أنفذ حاجه أرجوكى يا ماما كفايه
صاحت أحلام بشدة:
- أنتى أتجننتى يا بت ولا أيه مش عاوزه ترجعى حقك وحق أخواتك
أنهارت مريم فى البكاء وهى تهتف بوالدتها :
- مش عاوزه حاجه نفسيتى تعبانه يا ماما أرجوكى كفايه
 قطعت الاتصال وجلست على فراشها وهى تبكى بشدة
دخلت إيمان الغرفة فوجدتها  فى هذه الحاله من البكاء المتواصل هرولت إليها فى جزع قائله:
- مالك يا مريم فيكى أيه .. كنتى بتكلمى مين
أرتمت مريم فى حضن أختها فى أنهيار شديد وظلت تبكى وهى تقص عليها مادار بينها وبين أمها وماذا كانت تريد منها فعله .. أتسعت عيني إيمان  فى ذهول وهى تقول:
- معقوله يا مريم ..معقوله ماما تطلب منك كده ..
وتابعت فى صدمه:
- معقوله ؟ معقوله أم ترمى بنتها فى النار بأديها بقى بدل ما تقولك خدى بالك من نفسك وأتعاملى مع الرجاله بحدود تقوم تقولك علقيه بيكى وخاليه يتجوزك
طب ازاى .. ازاى
حاولت مريم أن تخفف من بكائها وهى تقول:
- هى فاكره أن مفيش غير الطريقه دى علشان نرجع بيها حقنا من عمامنا
هتفت إيمان:
- حق أيه .. ده أحنا لسه مش متأكدين من كلام ماما ... مش متأكدين لينا حق ولا لا
وحتى لو لينا حق مش دى الطريقه اللى نرجعه بيها ده ميرضيش ربنا يا مريم
وضعت إيمان رأسها بين كفيها وقد أغمضت عينيها وهى تشعر بدوار شديد من اثر الصدمة:
- مش قادره أصدق اللى بسمعه أنتى يا مريم تعملى كده وتخبى عليه كل ده
قالت مريم بسرعه وهى تمسك بكفى أختها:
- لا يا إيمان أنا معملتش حاجه أنا أه صحيح حاولت فى الاول بس بعد كده لما أتعاملت مع عمى حسين وولاده ومراته بصراحه حبيتهم  ونسيت اللى ماما طلبته مني كله وبقيت أتعامل عادى والدليل على كده أنى سبت الشغل مع يوسف
اردفت إيمان بخفوت:
- أنا كمان يا مريم حبيت عمامى أوى ومش عارفه الحقيقه فين دماغى هتنفجر
- يعنى أيه هنفضل كده مش عارفين حاجه والحقيقه ضايعه ما بينهم
- لا يا مريم الحقيقة هتبان ومفيش غير طريق واحد بس
- ايه هو ؟
قالت ايمان فى تصميم:
- مفيش غير المواجهه ...لما نرجع لازم أقعد مع عمى حسين وأواجهه وأعرف الحقيقه بالظبط مفيش حل غير كده

""""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى اليوم التالى عاد ايهاب من عمله مساءا دخل الشقه فوجد إيمان تتابع برامج قناةالرحمة ومريم تلعب على الحاسوب بلا مبالاة فهتف فيهما:
- يا حلاوتكم واحده بتتفرج على التلفزيون والتانيه بتلعب على الكمبيوتر ومفيش حاجه أتلمت .. أنتوا مش ناويين تمشوا ولا ايه
قالت إيمان دون أن تلتفت:
- أحضرلك الأكل
بينما قالت  مريم ببرود:
- خلاص بقى خاليها بكره
عقد إيهاب ذراعيه أمام صدره وهو ينظر اليهما بتعجب:
- مالكم فى أيه مش متحمسين ولا مكسلين ولا أيه بالظبط
قالت ايمان وهى تقلب فى القنوات :
- خلاص يا ايهاب خاليها يوم الجمعه
هتف إيهاب منفعلا:
- واللى جايين فى السكه دول أقولهم أيه روحوا وتعالوا يوم الجمعه
أستدارت إيمان بانتباه فى حين قالت مريم:
- مين اللى جايين
رد ايهاب قائلا بحماس:
- عبد الرحمن ويوسف فلقونى أتصالات من الصبح ومسبونيش الا لما وافقت يجوا ياخدونا بعربياتهم دلوقتى .. ده على أساس أن حضارتكم جهزتوا الشنط
ووقف أمام التلفاز وقال لإيمان وهو يغلقه :
- يالا بقى قوموا ألبسوا وأجهزوا على ما أدخل أخد دش أحسن مرهق أوى .. زمانهم على وصول
أطفأت مريم الحاسوب ونهضت وهى تنظر الى إيمان  تبادلت معها ايمان نظرات القلق والحيرة نعم مشاعرهم متضاربه فهم مقدمون على مواجهة الماضى بكل آلامه وأحزانه وتاريخه الذى لا يعلمون عنه الا كلمات أمهم التى كانت تحاول بكل جهدها أن تجمل صورتها وتقبح صورة أعمامها بكل الطرق الممكنه
أرتدت إيمان ملابسها وشرعت فى تجهيز حقيبتها وكادت أن تنهى لولا أن سمعت طرقات على باب المنزل فقالت لها مريم:
-  أفتحى أنتى يا إيمان لو سمحتى أنا لسه ملبستش
ذهبت إيمان وفتحت الباب فوجدته أمامها بابتسامته العذبه
أقترب من الباب وأستند الى حافته المفتوحه وهو واضع يديه فى جيبه وقال:
- كده ينفع ؟... فى يوم زياده على فكره
كادت أن تبتسم ولكنها رأت يوسف يضربه على كتفه من الخلف ويهتف به:
- مالك سادد الباب كده ليه زى الحيطه ..عدينى
ألتفت له عبد الرحمن وبادله الهتاف قائلا:
- لما أنا حيطه أومال أنت تبقى ايه
قال يوسف بمزاح:
- أنا الحيطه اللى قدامها.. خلاص وسعلى بقى
جاء ايهاب فور سماعه أصواتهما وقال بابتسامه كبيرة:
- مفيش فايده عمركوا ما هتكبروا ابدا
وضع عبد الرحمن يده على كتف ايهاب وقال:
- أحنا بنكبر خمس أيام فى الاسبوع ... النهارده أجازه
كانت ايمان قد تراجعت للخلف وهى تنظر لمزاحهم وقد ترددت الف مره عن ذى قبل .. خافت أكثر من المواجهه
كانت تتمنى أن تبقى هذه العلاقات الطيبه إلى الأبد ولا يعكرها ماضى ربما يكون مؤلم لهم جميعا


أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الحادى عشر )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الحادى عشر



دخلت مريم صباحا الى مكتبها فوجدت حاله غير طبيعيه فى مكتب يوسف ثم سمعته يصرخ فى بعضهم من الداخل قائلا:
- الملف ده لو ضاع هتبقى كارثه
أطلت برأسها الى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنان من الموظفين يقفان أمامه وهو منفعل بشدة فى الحديث
عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حاده وقال بعصبيه:
- تعالى هنا يا هانم فى ملف ضايع وحضرتك لسه واصله
قال الموظف الاول:
- يافندم حضرتك مضيت الملف ده أمبارح
قال الاخر:
- وقلت حضرتك هتبعته للحاج ابراهيم يمضيه ويراجعه
قال فى عصبيه أتفضلوا أنتوا دلوقتى
ثم أستدار لها وهى تقول :
- ملف أيه بس وأحنا ندور عليه
يوسف بعصبية:
- لسه بتسألى .. الملف اللى أخدتيه أمبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج ابراهيم
أرتبكت مريم وهى تفكر بصوت عالى:
- مش فاكره طيب أستنى أفتكر
أنفعل أكثر قائلا:
- الملف ضاع وأنتى لسه هتفكرى .. أكيد نسيتى تبعتيه أتفضلى يالا دورى عليه فى مكتبك وفى الدولاب أقلبى الدنيا عليه
خرجت مريم فى أضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعه لم تجد شيئا ولا تذكر أيضا شكل الملف
خرج اليها بعد دقائق:
- أيه لسه مش لاقيه حاجه ..  أنتى عارفه لو الملف ده ضاع هيحصل ايه
حاولت مريم أن تركز تفكيرها لعلها تتذكر أين هو ولكنه لم يعطيها فرصه  صوته العالى أربكها جدا وشتت تفكيرها ظلت تبحث أكثر من نصف ساعه  وهو واقف ينظر اليها ويشتت تفكيرها بصوته ويربكها حتى جلست خلف مكتبها وهى تتنفس بصعوبه ولفت يدها الى ظهرها لتمسك به وهى تقول بألم :
- خلاص مش قادره ظهرى أتكسر
يوسف  بانفعال:
- يعنى أيه مش قادره قومى دورى تانى
كادت مريم ان تبكى  وهى تقول:
- خلاص مش قادره ظهرى هيموتنى .. مش هدور تانى وأعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظه وفى يده الملف الضائع .. وقف أمامها وقال مبتسما:
- الملف أهو ..
ثم وضعه أمامها وقال بأنتصار:
-  فاكره المج اللى وقع أتكسر لوحده ...
وأستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها  المستفزة فى الكلام  .. طب عن أذنك أنا بقى لحد ما ضهرك يرتاح  ..
ثم أطلق ضحكات عاليه مستفزة وأستدار لهاوهى تنظر له بدهشة وحنق  وقال:
- متلعبيش مع الأسد تانى يا قطه أتفقنا ...
نظرت الى المكان الذى كان يقف فيه بذهول ثم ضربت المكتب بقدمها فى غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهى تشعر بالضيق والحنق منه
ها هو قد وفى بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به فى المره الأخيره ورد لها فعلها أضعاف مضاعفه بكت أكثر وهى تقول فى ضيق:
- والله لوريك يا يوسف والله لوريك
وأستمرت فى البكاء كالاطفال
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعه وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن فى ركن بعيد نسبيا يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور ..ركان يحبه ويرويه دائما بنفسه .. تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن فى البيت فى مثل هذا الوقت فمن المفترض أن يكون فى العمل وقفت متأمله للحوض الذى يتأمله .. كان أجمل حوض للزهور فى الحديقه كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفته للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور ..
كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهره الرائعه نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها بأسمها وبالفعل كان يسمى تلك الزهره "هند "
وضع أطراف أصابعه على تلك الزهره فظنت إيمان أنه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها فى عنف ويرمى بها بغضب خلف ظهره بقوة

سقطت الزهرة فأقتربت منها خطوات  وجعلت تنظر إليها وهى ملقاه على الارض وتنظر له بأستنكار
كيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعه المميزة هكذا أنها لم تراه من قبل يفعل ذلك
أستدار لينظر الى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود ايمان رغم أقترابها منها فنظر الى الزهرة بغضب أكبر وخطى اليها بسرعه ليدهسها بقدميه وقبل أن يقوم بدهسها بلحظه ألتقطتها فى سرعه
ووقفت تنظر له بصمت متسائل .. فقال فى غضب :
- أرمى الورده دى على الارض
قالت له بتعجب :
- ليه حرام عليك ..عاوز تدوسها ليه
عبد الرحمن فى عصبيه :
- بقولك أرميها
ففتحت حقيبتها فى سرعه ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى:
- مش هرميها لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها يا اخى
تطايرت شرارات الغضب من عينيه  وصرخ فى وجهها:
- وأنتى مالك أنتى بتدخلى فى اللى ملكيش فيه ليه عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنتى
 لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنتى ساكته فاهمه ولا لاء أياكى تدخلى فى حاجه تخصنى تانى ولا حتى تقفى فى مكان أنا فيه
كانت نظراته حادة جدا والغضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس فى حالته الطبيعيه وتراجعت للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث ثم أستدارت وخطت خطوات سريعة أقرب الى الجرى للداخل
لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت فى سرعه دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة
كانت أول مرة فى حياتها تستشعر الخوف من أحد وتتراجع  أمامه خوفا من بطشه .. شعرت بمهانه كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وأنها فى بيت غريب عنها من السهل أن تطرد منه فى أى وقت
نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها فى شنطه صغيرة هبطت الى الاسفل وخرجت للخارج فى سرعه دون أن يلاحظها أحد.... وعادت من حيث أتت
"""""""""""""""""""""""""""
ظلت أم عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها أحد قلقت بشده وعادت الى شقتها ووقفت تفكر فى حيرة التقطت الهاتف وحاولت الاتصل بأيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى اى أجابة
زاد قلقها وتحدثت الى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على ايمان وأنها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها أن تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقه لعلها حدث لها شىء فى الداخل وهى بمفردها
فذهبت اليه مسرعه وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه اصرت
فصعد معها وطرق  الباب ثم أضطروا فى النهايه الى فتح الباب عنوة
وقف فى الخارج ودخلت هى تبحث عن ايمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاويه فخرجت فى سرعه وهى تهتف به:
- إيمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن ياترى أيه اللى حصل خلاها تعمل كده
طأطأ رأسه وقال فى أسف:
- أنا السبب
وقص عليها ما حدث بينهما فى الحديقة .. نظرت له مؤنبة وقالت :
- ليه كده يا عبد الرحمن ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده دى أمانه عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك :
- أهو اللى حصل بقى .. أعصابى فلتت مني غصب عنى مكنش قصدى
هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار فى غضب وتوقع أن تكون عادت الى شقتهم فى السيدة زينب .. خرج من مكتبه دون أن يخبر أحدا وتوجه اليها
فتحت الباب فوجدته أمامها .. أخذها بين ذراعيه فبكت .. ربت على ظهرها فى حنان وجلس بجوارها وقال:
- حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهى تبكى :
- لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا
قال مشفقا:
- لا يا ايمان متقوليش كده ده أنتوا عندى أحسن من عيالى ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
ايمان:
- معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى أنا أقعد فى جحر بس بكرامتى
- وكرامتك متصانه يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك وأعملى فيه اللى أنتى عاوزاه
حركت رأسها نفيا وقالت:
- مش عاوزه حد يعتذرلى .. معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم  أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
- حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابه عنه
-قالت إيمان بحرج بالغ :
-  لا يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد أذنك متقولش حاجه لإيهاب حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع .. أنا هقوله أن المشوار من المدرسه للبيت عند حضرتك متعب شويه خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أسند راسه إلى راحة يده وهو يقول بضيق :
- يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا
أمسكت بيده وقالت برجاء :
- معلش يا عمى سبنى على راحتى وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم  لكن أنا سهله المدرسه قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فأضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا اكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا:
- يا إيمان أنا مش مقتنع باللى بتقوليه ده أمتحانات شهر أيه اللى تقعدك هنا لوحدك
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهى تقول :
- معلش يا إيهاب سبنى براحتى أنا كده هبقى مرتاحه أكتر ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا:
- وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامه زائفه وقالت:
- منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
- والله !!  .. وفكرانى هصدقك ده أنتى تؤأمى يا إيمان يعنى أحس بيكى من قبل ما تتكلمى
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائله:
- بصى يا ايمان لو مصممه يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت:
- ياسلام بقى الست البرنسيسه هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم  الأبتسامه وقالت :
- يالا بقى معلش كلوا بثوابه
إيمان:
- طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن :
- لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
إيهاب متعجباً:
-  ليه أنتى كمان حد زعلك ولا ايه
تكلمت مريم وهى تشعر انها تشعر بمشاعر متناقضة وقالت :
- لا يا ايهاب متقلقش انا بس حاسه أنى أهملت مذاكرتى وعاوزه أرجع أذاكر تانى وأحضر محاضراتى  .. متنساش أننا عندنا عملى ولسه كمان فى تدريب فى الصيف عليه درجات
ضمها اليه قائلا:
- أحبك وأنتى عاقله كده ..
قالت ايمان بطريقه طفوليه :
- ياسلام وأنا يعنى ماليش فى الأحضان الدافئه دى ..
ضمها ضاحكا تحت ذراعه الاخر وهو يقول فى حنان:
- ربنا يخاليكوا ليا يارب ... أيه فيلم الحرمان اللى أحنا عاملينه ده
نظرت إيمان إلى مريم وهما تحت ذراعيه نظرة ماكرة وأشارت لها مريم .. واحد ..اثنين ..ثلاثه .. وفجأه أنقضوا عليه باللكمات .. ظل يجرى منهما فى مرح ويقفز من المقعد للمائده وهما يلاحقانه و يتضاحكان
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
دخل الحاج حسين إلى غرفة عبد الرحمن ووقف أمامه وقال فى غضب:
- ولاد عمك كلهم هيقعدوا هناك مع إيمان شايف أنت عملت ايه .... اللى أنا تعبت فيه جيت فى لحظه هديته
نهض ووقف أمام ابيه فى حزن شديد وقال:
- أنا آسف يا بابا والله ماكنت أقصد أى حاجه من اللى حصلت دى أنا خرجت عن شعورى
أكمل والده بانفعال:
- عارف البنت قالت لاخوتها أيه قالتلهم أنها قاعده هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن الى فراشة ووضع رأسه بين كفيه فى حزن عميق
نظر له والده فى شفقه ولان صوته قائلا:
- كل ده ليه يابنى الدنيا مبتوقفش على حد .. أنت لسه فى عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الامور أحسن من كده ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه فى حب وقال :
- أنا عارفك يا عبد الرحمن أنت راجل يابنى وهتعدى أى محنه قدامك وهتبقى أقوى من الاول مليون مره .... يابنى الضربه اللى متكسركش هتقويك
وأنت عضمك ناشف ده أنت اللى هتشيل الشيله كلها من بعدى يابنى
تناول كف أبيه وقبله وقال:
- ربنا يديك طولت العمر يا بابا ده أحنا من غيرك منسواش حاجه .. أرجوك متزعلش منى أوعدك أنى أرجع لحياتى تانى أقوى من الاول
- وعد يا عبد الرحمن
-  وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول :
- ربنا يبارك فيك يابنى أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأه وكأنه قد تذكر شيئا فنظر الى والده وقال:
- متعرفش يا بابا المدرسه اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن أنها ستأتى متأخره وبعد حوالى الساعه أتصل به والده وطلب منه الحضور اليه
قطع يوسف الممر الى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول:
- أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال:
- ها قولى بقى عملت أيه فى بنت عمك أنت كمان
قطب جبينه وقال :
- يعنى أيه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
- قصدى مريم يا يوسف زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى
 وأكمل بانفعال:
- مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
- يا بابا هى اللى أبتدت وأنت عارفنى مبحبش أسيب حقى
أنفعل الحاج حسين قائلا:
-هو انا مش هخلص من حركات العيال دى هو انا مخلف رجاله ولا عيال فهمونى هو أحنا فى شركة ولا فى حضانه
حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الاعتذار فقال :
- أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى ولو عملتلى حاجه هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هى أشتكتلك منى أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال:
- مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح ...
- أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى
أشاح الحاج حسين  بوجهه وقال بمكر:
- دى مش طايقه تشوفك ومهما عملت مش هتصفالك .. أنا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى :
- ماشى يا حاج أفتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد أنى أقدر ولما بحط حاجه فى دماغى بعملها .. ماشى
قال الحاج حسين بعدم أكتراث :
- طب يالا روح شوف شغلك.. لما نشوف
أنصرف يوسف وبمجرد أن أغلق الباب خلفه أبتسم والده .. فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق الى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق فى ذكاء شديد
جلست إيمان فى المساء على فراشها وهى تنظر الى الزهرة المسكينة التى القى بها على الارض وتناولت الكوب الذى وضعتها به وجعلت تنظر اليها فى شفقة وهى تتخيل شكلها وهى تدهس بالاقدام .. مررت عليها أطراف أصابعها فى رقة وتهمس لها همسا :
- متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه
رفعت مريم الوساده من على رأسها وهى تقول بتثاءب:
- بتقولى حاجه يا ايمان
ألتفتت ايمان إليها قائلة:
- لالا نامى انتى
نظرت لها مريم بشك قائلة:
- ازاى بقى انا سمعتك بتقولى حاجه
أجابتها ايمان بضجر :
- أوف أنتى يابنتى ودانك دى ايه ده أنتى ينفع تشتغلى مقياس للزلازل .. كنت بكلم الورده خلاص ارتحتى
مريم وهى تفتح عين وتغمض الاخرى قائلة :
- والنبى أنتى أتهبلتى بتكلمى الورده
ألتفتت إليها غيمان بأستنكار قائلة :
- أيه والنبى دى ؟ .. مش أنا قلتلك مية مره قبل كده لما تحلفى أحلفى بالله ..  يا الله قولى لا اله الا الله
مريم :
- لا اله الا الله...
قامت ايمان وأطفأت المصباح وأستسلمت للنوم .. ونامت الفتاتان وهما لا يعلمان ماذا ينتظرهما فى الغد