الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثامن )

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد
الفصل الثامن





أخذتها مريم للداخل ولكن وهما فى طريقهما أستوقفتها سلمى وهى تشير إلى ركن ما فى الحديقه وتسائلت قائلة:
-  أيه ده يا مريم ؟
نظرت مريم إلى حيث أشارت سلمى فوجدت ما يشبه حلبة الملاكمه وقالت:
- مش عارفه أول مره أشوفها
أستكملا طريقهما  إلى البوابه الداخليه للمنزل ووقفت مريم تطلب المصعد فتح الباب وخرج منه وليد ويوسف وهما يرتديان حلة رياضية فى طريقهما للخارج وقف وليد بأبتسامه كبيرة أمام باب المصعد وهو يرحب بسلمى .. صافحها وضغط على كفها وهو يقول :
- أنا أعرف أن القمر بيطلع فى السما مش فى الأسانسير
ضحكت سلمى بميوعه وقالت :
- ميرسى أوى لزوقك
تحرك يوسف وهو يجذب وليد من يده قائلا بضيق:
-  يالا يا وليد
أستوقفته سلمى قائلة  :
- أزيك يا أستاذ يوسف
أشاح بوجهه بعيدا وهو يجيبها قائلا:
- كويس ..
ثم خطى بعيدا عنهم وهو يقول لوليد :
- أنا هسبقك يا وليد 
ثم أنصرف ,, تبعته مريم بعينيها بينما قالت سلمى لوليد:
- أنتوا رايحين فين كده ؟
نظر لها وليد بجاة مكشوفة وهو يقول  :
- عندنا ماتش ملاكمة تيجى تتفرجى
قالت مريم بتعجب:
- ملاكمة أنتوا بتلعبوا ملاكمة مع بعض
ضحك وقال:
- يعنى حاجه كده خفيفه كل شهر مره علشان مننساش
 ثم أقترب من سلمى وقال بنظرات تفهمها جيدا :
- لازم الواحد يتدرب علشان يحتفظ بلياقته دايما  
أبتسمت سلمى وقد فهمت تلميحاته بينما قالت مريم:
- طب يالا نطلع أحنا يا سلمى
أقتربت سلمى خطوة أخرى من وليد وقالت:
- لا أنا عايزة أتفرج
وهنا عاد يوسف مره أخرى وصاح فى تأفف موجها حديثة لوليد :
- يالا بقى يا عم أنت
ذهبت إليه مريم وقالت برجاء:
- ممكن نتفرج يا أستاذ يوسف
يوسف:
- تتفرجوا على أيه هى سيما ..
شعرت مريم بأحراج شديد أحمر له وجهها وعادت للداخل  ولم تنتظر المصعد بل توجهت للدرج  بسرعه وهى تقول بعصبية :
-  حصلينى يا سلمى
وقفت أمام باب شقتها وهى تكاد تبكى مما فعل بها فى الأسفل كانت تشعر بالحنق الشديد حتى أنها لم تسمع فرحه وهى تلقى عليها السلام أثناء صعودها .. صعدت خلفها فرحه ووجدتها على حالتها تلك فقالت وهى تربت على كتفها:
- مالك يا مريم عنيكى مالها كنتى بتعيطى ولا ايه
أجابتها مريم حانقة:
- مفيش حاجه يا فرحه أنا كويسه
فرحه:
- كويسه أزاى أنا شفتك وأنتى طالعه واخده فى وشك سلمت عليكى مردتيش عليا
مريم :
- معلش يا فرحه مخدتش بالى
أبتسمت فرحه متفهمة وقالت:
- قوليلى مين زعلك يا حبيبتى وأنا أخلى بابا ياخدلك حقك منه
أبتسمت مريم لطريقتها الطفوليه وأحتضنتها وقالت:
- تسلميلى يا حبيبتى أنا كويسه
ثم قالت بتردد:
- أخوكى بس أحرجنى شويه
أرتفع حاجبي فرحه وتسائلة:
- مين فيهم
مريم:
- يوسف ...  قلتله ممكن آجى أتفرج كلمنى بطريقه وحشه أوى
فرحه بسعاده:
- أيه ده هما هيبدأوا دلوقتى مشوفتوش وهو نازل يعنى
خرجت سلمى من المصعد وأتجهت إلى مريم وقالت:
- كده برضه تسيبينى وتمشى .. مالك فى أيه
نظرت لها مريم بضيق:
- لسه فاكره تيجى تشوفينى مالى
أقبلت فرحه على سلمى وصافحتها ورحبت بها ثم أستدارت إلى مريم وقالت :
- ولا يهمك تعالى أوريكى حــ 
بترت عبارتها لأصطدامها بأيهاب على باب الشقه .. شعرت بالخجل الشديد وأحمرت وجنتاها .. بينما قال بابتسامه خفيفه :
- أنا آسف يا آنسه فرحه مكنتش عارف أنك داخله
قاطعتهما سلمى  مرحبة به:
- أزيك يا ايهاب
قال إيهاب باقتضاب:
- كويس الحمد لله عن أذنكم  ,, وتركهم ونزل الى الاسفل
تابعت فرحه عبارتها التى كانت قد بترتها وقالت :
- تعالوا نتفرج من البلكونه

أستقبلتهم إيمان بالداخل وصافحت سلمى التى أنبهرت بالشقه الكبيرة وأثاثها الفخم ودخل الأربعه إلى الشرفه ليشاهدا هذه المباراه الصاخبه بين وليد ويوسف وتشجيع إيهاب وعبد الرحمن المستمر مما زاد جو الألفه بين إيهاب وأولاد أعمامه

أستأذنت إيمان وتوجهت الى عفاف زوجة عمها حسين لتساعدها فى تحضير طعام الغذاء فاليوم هو الجمعه والحاج حسين لا يرضى بديلا إلا أن تجتمع الاسرة كلها على مائدة واحده
طرقت إيمان باب شقه عمها ففتحت لها فاطمة زوجة عمها أبراهيم عندما رأتها فاطمه قالت ببرود:
- اهلا يا ايمان فى حاجه
ايمان:
-  أزيك يا طنط أخبارك ايه .. ممكن لو سمحتى أدخل لطنط عفاف
أشارت لها فاطمه بالدخول
دخلت ايمان ولكنها تفاجأت بوجود هند التى تعرفت عليها ساد جو البهجه فى المطبخ وخصوصا بعد تواجد وفاء وأصبحت تتجاذب المداعبات مع ايمان التى تتمتع بشخصيه مرحه عكس ماكان يوقع الجميع

بعد ساعة أنصرفت سلمى وكانت معها مريم التى أوصلتها الى باب الحديقة الخارجى وودعتها وهى تركب سيارتها الصغيرة وتنطلق بها
عادت مريم وقطعت الحديقة ورأتهم وهم يجمعون أحبال حلبة الملاكمة .. نظرت الى يوسف وهو يجمع الأحبال بصحبة إيهاب ويتمازحان وكأنهم أصدقاء منذ زمن
ظلت واقفه لبرهه تنظر اليهم فى حيرة وضيق .. لا تعلم لماذا يتعامل معها هكذا اذا كان غير مرحب بوجودهم فلماذا أذن يحب إيهاب ويصادقه ويتعامل مع ايمان باحترام
أما هى فدائما يعاملها باقتضاب ونادرا ما ينظر اليها وهى تحدثه نفضت أفكارها جانبا وأكملت طريقها للداخل

وأخيرا التف الجميع حول المائدة الكبيرة وجلست هند بجوار خطيبها عبد الرحمن حيث قال الحاج حسين بترحاب :
- منوره يا هند بقالك كتير مجتيش عندنا
هند :
- ربنا  يخاليك لينا يا حاج .. ثم التفتت الى عبد الرحمن وقالت :
- أصل عبد الرحمن بقاله فترة مشغول عنى
أكمل الحاج حسين طعامه وهو يقول:
- معلش أنتى عارفه بقى مشغولياته هو أنا اللى هقولك
والتفت الى يوسف قائلا:
- صحيح يا يوسف أخبار العماره الجديده أيه والمقاول ده مريحك ولا منتعاملش معاه تانى
يوسف :
- بصراحه يا بابا هو متعب وعاوز حد يبقى على دماغه دايما مبيجيش غير بالدق على دماغه
نظرت له مريم وفى نفسها مندهشة من تصرفاته فهو أحيانا رقيق ومهذب وأحيانا أخرى لا يُحتمل
تابع الحاج حسين وهو ينظر الى ايهاب:
- بقولك أيه يا ايهاب يابنى ايه رايك تاخد الشغلانه دى
أبتسم ايهاب وقال معتذراً:
- يا حاج ده شغل مهندس مدنى أنا مهندس ديكور
الحاج حسين:
- طبعا فى مهندس مدنى مسؤل بس طبعا قلبه مش هيبقى على الشغل ده مجرد موظف عامل الوقت ميفرقش معاه العكس الوقت لصالحه... وزى ما أنت شايف عبد الرحمن ووليد ويوسف مش فاضين .. أيه رايك ممكن تساعدنى أنا محتاجلك بجد وبعد العماره ما تخلص تمسك أنت تشطيبها ها ايه رايك
نظر له إيهاب وقد شعر بالصدق فى كلماته وأنه بالفعل يحتاج مساعدته ولكنه ملتزم بالعمل فى مكان آخر فقال:
- طيب وشغلى يا عمى
أبتهج الحاج حسين وقال:
- يا سيدى خد أجازه ولو الشغل معانا تعبك أرجعله تانى
صمت إيهاب لبرهه ثم أبتسم وقال لعمه:
- خلاص يا عمى هرد عليك بكره بأذن الله
وهنا نظر الحاج ابراهيم الى يوسف وقال له:
- ها يا يوسف مريم عامله معاك ايه فى الشغل
قال يوسف وهو يتناول طعامه :
- الحمد لله
الحاج ابراهيم :
- طيب الحمد لله ..  وأنتى يا مريم مستريحه فى شغلك ولا معطلك .. أنا أصلى عارف يوسف طلباته كتيرة ومتعب فى شغله
مريم :
- لا يا عمى الحمد لله تمام
ثم نظرت ليوسف وقالت:
- هو أصلا مبيكلمنيش كتير علشان تبقى طلباته كتير
ارتفع حاجبي الحاج ابراهيم وهو يتابع قائلا:
- أزاى الكلام ده ,, ده انتوا ولاد عم
نظر لها يوسف بحده وقال:
- ايه المطلوب يعنى نسيب الشغل ونقعد نتساير ..
لمعت عيناها وكادت ان تبكى من حدته
فقال إيهاب بعصبيه:
- ايه يا يوسف بتكلمها كده ليه
تدخل الحاج حسين بسرعة قائلا:
- بتكلموا بعض كده وأنا قاعد أنا وعمكوا ..
ثم نظر الى يوسف بحده وقال:
- بعد الاكل نقعد فى المكتب نشوف ايه الحكايه دى
حاولت وفاء كعادتها تغير مسار الحديث المحتقن فقالت بشغف:
- تعرف يا بابا أمبارح كان عندنا محاضرة والدكتور كان بيشرحلنا فى قانون العقوبات وجابلنا قضيه حقيقيه من قضايا  الزنا بس القضيه كانت صعبه أوى تقريبا محدش فينا عرف يكتب فيها مرافعه تمام زى ما الدكتور عاوز تخيل الراجل لبس مراته قضية زنا وكمان ساومها يا أما تتنازل عن كل حاجه يا أما يحرك دعوه الزنا ضدها وتتحبس ويتعملها ملف كمان

قطب الحاج ابراهيم حاجبيه قائلا:
- أعوذ بالله  معقوله فى راجل يعمل كده وازاى اصلا يبقى حاجه زى كده فى القانون

كانت ايمان هى الاخرى ترغب فى تغير مجرى الحديث فقالت :
- طبعا يا عمى هو ده القانون الوضعى جريمة الزنا الزوج هو بس اللى يقدر فى اى وقت يوقف الحكم عليها ويتنازل وساعتها بتطلع براءة

قالت عفاف متسائلة:
- اومال يا بنتى الدين بيقول ايه فى الحكايه دى
ايمان:
- لا يا طنط الاحكام الشرعيه فى الموضوع ده لو فى أربعة شهداء كلهم اقروا بالجريمه دى وكلهم عدول وموثوق فيهم بيتنفذ فيها الحكم حتى لو الزوج اتنازل ,, أما لو كان الزوج هو اللى أدعى على مراته الزنا ومعندوش شهود يبقى ساعتها القاضى بيطبق عليهم آية اللعان

عفاف متعجبة:
- ياه أربعه بس دى لو أربعه بحالهم  شهدوا عليها وهى كده تبقى لامؤاخذه بقى

ايمان:
- طبعا يا طنط ماهو ده علشان احكام دينا بتدعو للستر علشان اللى غلط وربنا ستره من غير ما حد يشوفه يتوب ويستر على نفسه لكن لو وصلت لدرجه أن أربعه يشوفوها تبقى تستحق الرجم يعنى مش زى ما الناس فاكره أن تطبيق الحدود يعنى قتل وموت وتقطيع ورجم عمال على بطال
قالت وفاء بتركيز:
تعرفى يا ايمان أنتى خلتينى آخد بالى من حاجات كتير وأنا بقى كده نويت أعمل دراسه بالمقارنه بين القوانين الوضعيه وأحكام الشريعه
أبتسمت إيمان وقالت:
- يالا توكلى على الله وأنا مستعده أساعدك بكل جهدى والكتب اللى عندى

نظرت هند إلى عبد الرحمن فوجدته يتابع الحديث باهتمام فقالت :
- أيه يا عبد الرحمن مش بتاكل ليه مركز أوى يعنى
عبد الرحمن:
- بصراحه أنا أول مره أسمع الكلام ده أيه الجهل اللى الواحد فيه ده
قال الحاج حسين موجها حديثه ل ايمان:
- تعرفى يا إيمان أنا كل يوم بيزيد أعجابى بيكى أكتر من اليوم اللى قبله
قالت له مداعبه:
- لا معلش يا عمى أنا أصلى مش ناويه أرتبط دلوقتى يعنى هيبقى حب من طرف واحد
ضحك الجميع وشرعوا فى أتمام طعامهم حتى نهض الحاج حسين من مكانه وأشار الى يوسف ومريم قائلا:
- يوسف ومريم تعالوا ورايا على المكتب دلوقتى
 نهض وليد من مكانه فأستدار إليه الحاج حسين وقال :
- بقول يوسف ومريم بس أظن الكلام واضح للكل
نهضت مريم بعد يوسف بلحظات ورغم مشاعر الحنق التى توجد بداخل كل منهما تجاه الآخر غلا أنهما إلاأنهما عندما وصلا لباب المكتب تبادلا النظرات وكأنهما طفلين تم أستدعائهما لمكتب الناظر لينالا عقابهما 

الخميس، 5 سبتمبر 2013

أغتصب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل السابع )

أغتصاب ولكن ... تحت سقف واحد
الفصل السابع







دلف إيهاب من بوابة الحديقة عائداً إلى المنزل بعد أداء صلاة الفجر وأثناء سيره شاهد فرحه أعدت أدوات الرسم الخاصه بها وبدأت فى رسم منظر شروق الشمس
أتخذت فرحه موقعا مميزاً وهى تضع لماستها الفنيه لأشعة الشمس وهى تنتشر وتتخلل بين أغصان الشجر وبين أحواض الزهور وبتناغم بين الالوان وبأستخدام دقيق لدرجاتها جسدت خيوط الضوء وهى تتسلل غير مبالية من خلف خيوط الظلام لتتكون لوحة فنية رائعه تشعر معها بالدفىء
لم يشعر إيهاب بنفسه إلا وهو واقف يتأمل هذه اللوحه الفنيه المعبرة قائلاً:
- الله
تفاجأت فرحه بوجوده فى هذا الوقت وأستدارت فى سرعه كادت أن توقعها هى وأدواتها تراجع هو خطوه إلى الوراء وهو يشير لها أن تهدأ قليلا وهو يقول:
- أنا آسف والله مقصدش أخضك كده
 وضعت فرحة يدها على قلبها من أثر أنتفاضتها وقالت:
- أنا اللى آسفه معلش أصلى كنت مركزة أوى
  تمعن إيهاب فى اللوحه مرة أخرى عن قرب قائلاً:
- حقيقى أنتى موهوبه يا آنسه فرحه
أبتسمت فرحه بسعادة وقالت :
- بجد .. حقيقى والله
أومأ إيهاب برأسه مؤكداً حديثه وهو يقول :
- إلا حقيقى ده أنا حسيت بالدفى وأنا ببص على اللوحه كأن أشعة الشمس وصلانى منها
راقب خجلها وهى تقول:
- متشكره أوى الحقيقه دى شهاده أعتز بيها جدا
ثم رفعت رأسها متسائله:
- هو أنت كنت فين دلوقتى ؟
إيهاب:
- أبدا كنت بصلى الفجر وقعدت شويه فى المسجد أقرأ الورد بتاعى بعد الصلاة
أبتسمت وقالت:
- تعرف أنك شبه إيمان أوى أنتوا حقيقى توأم؟
إيهاب :
- أيوا توأم بس مش شبه بعض يعنى
 ثم أبتسم مداعبا وتابع :
-  بس على فكره أنا نزلت قبلها بخمس دقايق
كانت مريم تقف فى الشرفه تراقب هذا الحديث بأبتسامه مرسومة على شفتيها حين دخلت عليها أختها إيمان  وهى تقول:
- أيه ده أيه اللى مصحيكى بدرى كده أيه النشاط ده كله
مريم وهى تشير بعينيها إلى إيهاب وفرحه قائلة :
- شايفه
إيمان:
- شايفه أيه ده إيهاب وفرحة
مريم:
- منا عارفه أنا قصدى شايفه منسجمين أزاى
ايماضحكت إيمان ضحكة رقيقة ثم قالت:
- والله أنتى دماغك مريحاكى  ..  مرة تقوليلى أنتى وعبد الرحمن لايقين على بعض ومرة تقوليلى إيهاب وفرحه منسجمين .. أنتى أيه ناويه تسيبى السياحه وتشتغلى خاطبه
التفتت مريم إليها وأمسكتها من ذقنها بخفه وقالت:
-  لا يا أموره ناويه أشتغل فى شركة عمى أنتى ناسيه ولا أيه
""""""""""""""""""""""""""""""""""
خطت مريم أول خطواتها داخل مكتب الحاج حسين وهى منبهرة بما ترى من أمكانيات فلم تكن تتوقع أن تكون الشركه بكل هذه الضخامه وخصيصا أنها علمت أنها تعمل فى أكثر من أتجاه وليس فى أتجاه المقاولات فقط
رحبت بها هند بشدة وأدخلتها داخل مكتب الحاج حسين الذى أرتسمت علامات السرور على وجهه وأشار لها بالجلوس قائلا بترحاب:
- تعالى يا مريم نورتى شركتك يا بنتى ها تشربى أيه
مريم :
- شكرا يا عمى أفضل نبدأ فى الشغل على طول
رفع حاجبيه متعجبا وقال:
- لالا ده أنا كنت فاكرك دلوعه طلعتى بتاعة شغل أهو
مريم بابتسامه مرحه:
- طبعا يا عمى ده أنا أعجبك برضه
ضحك لداعباتها  وأتصل على يوسف وطلب منه أن يأتى إليه فى الحال
بعد لحظات طرق يوسف الباب ودخل وأغلق الباب خلفه وهو ينظر إلى مريم متعجبا من وجودها فى هذا التوقيت المبكر
أشار له والده ليجلس ثم قال له وهو يشير إلى مريم :
-  أحب أقدملك مديرة مكتبك الجديده
نظر إليها يوسف غير مصدق ثم نظر إلى أبيه وأخيرا تكلم قائلا:
- أزاى يعنى يا بابا مش فاهم
حسين:
- مش أنت مديرة مكتبك أتنقلت مكان تانى  ..  أنا بقى قلت بدل ما نضيع وقت فى الأعلانات ونطلب مديرة مكتب جديده أهو عندنا مديرة مكتب نشيطه وزى القمر
نهض يوسف معترضا وقال:
- أيوا يا بابا بس أنا مبحبش أشتغل مع حريم أنا مصدقت البنت اللى كانت شغاله مشيت أنا بصراحه عاوز راجل يمسكلى السكرتاريه
قام الحاج حسين من مكانه وأتكأ على مكتبه ونظر الى يوسف نظره جعلته يشعر أنه يخترق تلافيف عقله ليحذره من الرفض مره أخرى وقال :
- بس مريم هتفهم الشغل بسرعه ومش هتضايقك
كان يوسف يشعر بالحنق والغضب ولكنه لم يستطع الرفض بعد تلك النظرة من أبيه فقال:
- زى ما تحب يا بابا ثم نظر لها وقال:
- تحبى تبدأى شغلك أمتى
نهضت مريم فى نشاط وأنتصار وقالت:
- دلوقتى لو حضرتك معندكش مانع
أومأ برأسه وأشار إليها أن تسبقه وذهب خلفها وهو يشير لـ هند أن تتبعهما
قضت معها هند بعض الوقت تشرح لها طبيعة العمل التى فهمته مريم فى سرعه .. تركتها هند وأنصرفت إلى مكتبها وبدأت مريم تضع أول لمساتها فى مكتبها الخاص
بذلت مريم مجهوداً شاقاً من أول يوم عمل لها حتى تكون دقيقه وسريعه وحتى تستوعب كل شىء فى يوم واحد
جاء وقت الراحه فى منتصف اليوم وخرج يوسف من مكتبه ولكنه فتح الباب بقوة فأصدر صوتها عاليا مما جعل مريم تنتفض وتصرخ صرخه خفيفه
لم يكن الموقف يحتمل أى مداعبات ولكنه وجد نفسه يبتسم رغما عنه فلقد صرخت صرخه طفوليه جدا ..  وضعت يدها على رأسها وقد شعرت بالدوار نتيجه ما حدث وجلست على مقعدها
أقترب منها بضع خطوات وقال:
- أنتى كويسه أجيبلك ميه ولا حاجه
قالت مريم بإعياء:
- لالا شكرا أنا دلوقتى هبقى كويسه
يوسف :
- طيب الحمد لله .. أنا هروح أتغدى مش عاوزه حاجه
 وقفت وهى تبحث عن حقيبتها قائلة:
-  لا شكرا أنا هروح أشوف أى مطعم أتغدى فيه
دخل وليد مقاطعا وكأنه كان يستمع لهذا الحوار من بدايته:
- وأحنا روحنا فين تعالى أتغدى معانا
قالت مريم بخجل:
- لا شكرا أتفضلوا أنتوا
وليد بتصميم :
- لا والله ما ينفع تبقى بنت عمنا وتروحى تدورى على مطعم
يوسف :
- سبها على راحتها يا وليد يمكن هتروح تتغدى مع هند
وليد:
- يا عم هند قالتلى أنها بتتغدى مع خطيبها..
ثم تابع قائلا:
-  وعمى بيروح البيت يتغدى هناك
نظرت مريم إلى يوسف وكأنها تنتظر قراره فقال بضجر:
- طيب أتفضلى يا آنسه مريم معانا
قالت مريم بصوت خفيض:
- طيب ثوانى أتصل بعمى أسأله
وأخرجت هاتفها وتحدثت إلى الحاج حسين تستأذنه ..  أقترب وليد من يوسف وغمز له وقال:
- هتصل بعمى أستأذنه ..  يا سلام على الأفلام

جلست مريم معهما على أحدى الطاولات فى المطعم وهى تشعر بالحرج الشديد ولكنها لا تعلم سبب هذا الحرج فلقد حققت خطوتين نحو هدفها فى يوم واحد فمن المفروض أن تشعر بالأنتصار ولكنها بدلا من ذلك  تشعر بالحرج والخجل
أنتهت مريم من تناول طعامها وقالت:
-  الحمد لله
وليد:
- أيه مكلتيش ليه
مريم بحرج:
- لا كلت والله الحمد لله
وليد :
- أنتى مكسوفه مننا ولا أيه ..  لالا بكره هناخد على بعض ده أحنا ولاد عم يا مريم
قاطع يوسف حديث وليد قائلا:
- تشربى أيه يا آنسه مريم شاى ولا عصير
مريم:
- لو ممكن يعنى قهوة مظبوط
وليد بأندهاش وهو ينظر إلى يوسف:
- أيه ده بتشربى قهوة مظبوط بعد الأكل زى يوسف ..  يا محاسن الصدف
رفع النادل الطعام وآتى بالمشروبات .. بينما نظر وليد الى مريم قائلا:
- هى صاحبتك اللى كانت معاكى فى المركب أسمها أيه
شعرت مريم بالأرتباك من ذكر هذا الموقف فى حين قال يوسف :
- مالناش دعوه يا وليد متدخلش فى خصوصياتها
وليد:
- وفيها أيه يا يوسف متحبكهاش كده دى بنت عمنا عادى يعنى
قالت مريم بأرتباك:
- هى مش صاحبتى أوى يعنى دى زميلتى فى الكليه
قال وليد وهو يتصنع الدهشه:
- لا.. بجد  .. أنا قلت كده برضه
نهض يوسف حانقاً وهو ينهى هذا الحوار العقيم قائلا  :
- أظن يالا بقى ساعة الراحه خلصت
أنتهى اليوم وعادت مريم بصحبة عمها فى سيارته ولم تستطع أن تتناول العشاء من شدة الأرهاق ودخلت لتنام على الفور
"""""""""""""""""""""""""""""""""
فى صباح اليوم التالى أستيقظ يوسف مبكرا وخرج بدون تناول طعام فطوره ..  كان يخشى أن يطلب منه والده أن يأخذ مريم معه إلى العمل
و ذهبت مريم فى ميعاد عملها تماماً وطرقت الباب ودخلت وهى مبتسمه قائلة:
- صباح الخير يا أستاذ يوسف
يوسف باقتضاب ودون أن ينظر إليها:
- صباح النور
كانت تحمل فى يديها صينية عليها فنجان شاى وبعض قطع الكيك
وضعتهم على المكتب وهى تقول:
- أنت نزلت من غير ما تفطر
نظر إلى الكيك وأبتسم قائلا:
- متشكر أوى يا مريم
أبتسمت وهى تغادر الحجره ولكنها أصدمت بـ وليد الذى قال مبتسماً :
- وأنا ماليش فطار أنا كمان ولا أيه
أبتسمت أبتسامة خفيفه وخرجت دون ن تجبه
جلس وليد أمام مكتب يوسف وقال وهو يمسك بأحد قطع الكيك:
- ناس ليها كيك وناس ليها وش خشب
يوسف:
- عاوز أيه يابنى على الصبح كده سايب شغلك ليه
وليد:
- اه طبعا بقيت تضايق من وجودى منا اللى بحجب عنك الرؤيه
ثم غمز ليوسف وقال:
- بس حلو الجو ده قهوة مظبوط وفطار وحركات
يوسف :
- أنا مش فاضى للكلام ده يا وليد وأنت عارف أنى مش بتاع الحاجات دى
وليد :
- أنت مش بتاع الحاجات دى لكن هى بتاعتها وحطاك فى دماغها ولا أنت دخلت عليك الافلام دى
يوسف :
- عيب كده يا وليد دى برضه بنت عمنا
قال وليد ساخراً :
- ونسيت صاحبتها ونسيت الفيلم اللى أتعمل فى المركب ونسيت رأيك فيهم
هتف يوسف بعصبيه:
- لا منستش بس أنت كمان متنساش أنها بنت عمنا يعنى سمعتها من سمعتنا وقفل بقى على السيرة دى فورت دمى يا أخى
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
فوجىء الحاج حسين بأتصال إيمان به وصوتها كأنها تبكى وهى تقول:
- معلش يا عمى لو ممكن تبعتلى حد ياخدنى أصل .. أصل شنطتى أتسرقت منى فى المواصلات
أعتدل الحاج حسين فى جلسته بانفعال قائلا:
- أوصفيلى أنتى فين بالظبط وخاليكى عندك
أنتظرت إيمان ما يقرب عن النصف ساعه حتى وجدت سيارة تقف أمامها ويخرج منها عبد الرحمن ويدور حولها بسرعه ليقف أمامها قائلا:
- آنسه إيمان أنتى بخير
أومأت برأسها فى أحراج شديد وهى تقول:
- الحمد لله
أشار لها أن تركب السياره ولكنها تسمرت مكانها فأعاد كلماته مره أخرى:
- أركبى يالا
صمتت مره أخرى وبعد لحظات قالت:
- مش هينفع أركب مع حضرتك
نظر لها بتفحص وقال:
- ليه
قالت إيمان بإحراج :
- مينفعش أركب معاك لوحدى
أبتسم وقال:
- هو أنتى لما بتركبى تاكسى مش بتبقى أنتى والسواق لوحدكم خلاص يا ستى أعتبرينى السواق
هزت راسها نفيا وهى تقول:
- أنا مش بركب تاكسى علشان كده .. أنا بركب مواصلات عاديه
وضع عبد الرحمن يده فى جنبه وأستند بالأخرى على باب السياره المفتوح وقال:
- اممم طب والعمل أيه دلوقتى .. تحبى نركب العربيه ونسيب الأبواب مفتوحه
ورغم صعوبة الموقف ولكنها أبتسمت ثم أختفها سريعا وقالت :
- طب ممكن التليفون أكلم إيهاب تانى .. أصلى كلمته قبل ما أكلم عمى وتليفونه كان مقفول
ثم قالت بأحراج :
- لو سمحت ممكن تدفع لصاحب الكشك ده تمن المكالمه
أعطاها عبد الرحمن هاتفه لتتصل بأخيها وذهب ليدفع ثمن المكالمه وعاد سريعا فوجدها واضعه الهاتف على أذنها وتنقر على السياره بتوتر بالغ وبعد لحظات قالت:
- شويه يدى مشغول وشويه يقول خارج الخدمه
عبد الرحمن:
- والعمل .. معلش بقى تعالى على نفسك
إيمان:
- طب ممكن أركب هنا وأشارت للمقعد الخلفى
أبتسم وفتح لها الباب الخلفى وفى الطريق نظر لها فى المرآه قائلا:
- أنا مكنتش أعرف أنك بتتكسفى أوى كده لو كنت أعرف كنت جبت هند معايا
إيمان بصوت يشبه الهمس من شدة خجلها:
- مش موضوع بتكسف .. بس مينفعش أركب عربيه مع راجل مش محرم ليا
 ثم أكملت :
- حتى خطيبتك مينفعش تركب معاك لوحدها
أومأ برأسه وهو يقول فى نفسه:
-  مينفعش تركب معايا لوحدها تعالى شوفى ياختى دى بتقولى كلام بيخلى وشى يحمر
"""""""""""""""""""""""""""
وفى المساء جلس عبد الرحمن يقص على الجميع ما حدث وهم يضحكون ماعدا إيهاب الذى كان ينظر الى أخته بأعجاب لأنها أحسنت التصرف
نظرت عفاف أم عبد الرحمن إلى إيمان بحب وقالت:
- والله يا إيمان لو البنات كلها زيك كان الشباب حالهم أتصلح
ألتقت الحاج حسين طرف الخيط من كلام زوجته ونظر إلى عبد الرحمن وقال:
- صحيح يا عبده أخبار هند معاك ايه
أنتبه عبد الرحمن على سؤال والده وقال:
- هند  ..  اه الحمد لله كويسين
كان عبد الرحمن فى داخله يتمنى أن تتصرف هند مثل إيمان وتتعامل بنفس طريقتها ولكن عزاؤه أنه يعلم أنها لا تفعل ذلك إلا معه لأنها تحبه وهو أيضا يحبها ولكنه بداخله صراع ..  وضع رأسه على الوساده وقد أشتعل الصراع داخله أكثر  نفسه تسول له وتقول:
"وفيها ايه أنت خطيبها وبتحبو بعض وكل المخطوبين كده خروج وحب وكلام حلو ولو مش هتعمل كده مع خطيبتك هتعمل كده مع مين"
ولكن طبيعته الشرقيه وطبيعة تربيته كان يود أن تكون خطيبته متحفظه معه أكثر من هذا فهذه ستكون أم أولاده ومن تحمل أسمه فى المستقبل هذا إلى جانب الدين والحلال والحرام لقد لفتت إيمان أنتباهه دون قصد منها أنه توجد حدود بين الخاطب والمخطوبه حتى أنها لا تحل له أن تركب معه سيارته وحدها
لم يكن أمام عبد الرحمن بعد هذا الصراع إلا شىء واحد هو أن يتكلم مع هند ويشرح لها طبيعة مشاعره ويضع بينهما الحدود المفروضه بينهما حتى يتم تحديد ميعاد كتب الكتاب وكان يتوقع أن ترحب هند بهذه الفكره بل وكان يتمنى أن تساعده عليها فهو يحبها بصدق


جاءت سلمى لزيارة مريم يوم الجمعة بحجة أن تعطيها تفريغ المحاضرات التى غابت عنها رحبت بها مريم وأجلستها فى الحديقة تحت المظله .. ظلت سلمى تجول بنظرها فى أركان الحديقه وهى تقول لمريم:
- أيه ده كله أومال البيت من جوه شكله أيه..  يا بختك يا مريم
مريم :
- أنتى جايه تزورينى ولا جايه تقرى عليا أشربى العصير بتاعك
أخذت سلمى كأس العصير ورشفت منه وهى تقول :
- قوليلى أخبار ولاد عمك أيه
نظرت لها مريم باستفهام :
- تقصدى مين فيهم
رفعت سلمى حاجبيها وهى تقول بمكر:
- يعنى مش عارفه أقصد مين
رفعت مريم رأسها من أوراق المحاضرات تنظرإليها قائله:
- سلمى أبعدى عن وليد ده مش سهل أبدا مش بتاع خروجه وفسحه زى ما أنتى فاكره ده أنا بنت عمه وبخاف منه ومن نظراته
ضحكت سلمى وقالت:
- أنتى تخافى علشان أنتى قطه يا ماما لكن أنا لا .. أنا أعرف أخليه يدوخ حوالين نفسه وفى الأخر يرجع أيده فاضيه
ثم وضعت كأس العصير من يدها وأكملت حديثها قائلة :
- بقولك أيه مش هتفرجينى على بيتكوا من جوا ولا أيه
أخذتها مريم للداخل ووقفت تطلب المصعد فتح الباب وخرج منه وليد ويوسف فى طريقهما للخارج وقف وليد بأبتسامه كبيرة أمام باب المصعد وهو يرحب بسلمى .. صافحها وضغط على كفها وهو يقول :
- أنا أعرف أن القمر بيطلع فى السما مش فى الاسانسير
ضحكت سلمى بميوعه وقالت :
- ميرسى أوى لزوقك
تحرك يوسف وهو يجذب وليد من يده قائلا بضيق :
- يالا هنتأخر يا وليد