الأحد، 22 سبتمبر 2013

رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل العشرون )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس

الفصل العشرون




- مالك يا طنط بتعيطى ليه
- والله يا بنتى من فرحتى انا كنت بحلم باليوم ده وبدعى ربنا انى ما اموتش غير لما اشوف منى عروسه بفستان الفرح
- أحنا كده يا مصريين نفرح نعيط نزعل برضه نعيط

والدة منى:
- عقبالك يابنتى .. امك عاوزه تفرح بيكى هى كمان شدى حيلك بقى
حياء :
- والله يا طنط شداه على الاخر بس مش لاقيه حد يشد من الناحية التانيه
والدة منى:
- خاليكى كده هزرى كل ما تيجى سيرة الجواز وما انتيش حاسه بأمك

حياء :
- اعمل ايه طيب وانا ذنبى ايه
والدة منى:
- امك قالتلى انك بترفضى العرسان ولسه رافضه واحد قريب ميترفضش
قالت حياء بدهشة مصطنعه:
- امتى ده انا مش فاكره ان فى حد اتقدملى من ايام الملك قوم واقعد

والدة منى:
- هو انا هخلص منك انا عارفه انك مش هتدينى عقاد نافع
- كل ده علشان قولتلك متعيطيش طب انا غلطانه عيطى
ضربتها والدة منى فى كتفها بغيظ وتركتها وأنصرفت
 " مش عارفه كل الناس مضطهضاها ليه ؟ " ...

نظرت حياء إلى منى وهى ترتدى فستان الزفاف والحجاب الابيض الجميل متدلى منه طرحة الزفاف الرائعه وقالت بسعادة:
- والله يا منى انتى قمر الفستان هياكل منك حته والطرحه حتتين
منى بغيظ:
- شوفتى صمم برضه انى البس الحجاب يوم فرحى ومرضيش يجيب فرقه قال ايه عاوز فرح اسلامى
- جوزك ده عسل والله ...استنى بس لما فرقة الاخوات تيجى وانتى هتعرفى ان الفرح الاسلامى مفيش احلى منه ...لو كنتى عملتى فرح عادى كنت هاجى اباركلك وامشى على طول

منى:
- طبعا فرحانه الفرح جه على هواكى
- طبعا فرحانه ..مره بقى من نفسى اعمل شعرى واحط ميكب ...بنات فى بنات بقى

"شويه وجات فرقة الاخوات وبدأوا الانشاد بالدف  دار الفرح دار ...أفراح وورود .....أحلى الكلام ..الفرح جانا...دقوا الدفوف وغيرها وغيرها من الاناشيد الجميلة وقامت البنات بعمل استعراضات وفقرات جميله
لاحظت حياء ان منى اعجبت بيها اوى واندمجت معاهم" وقالت معلقة:

- بصراحه حلوه اوى مكنتش فاكراها كده
حياء:
- يابنتى اى حاجه فيها طاعه لله حلوه

أنتهت الحفله بين مؤيد ومعارض للفرح الاسلامى وأهم حاجه ان العروسة كانت سعيدة وبعد أنتهاء الحفل كان من المفترض ان تهبط للاسفل لتستقل سيارة أدهم  استعداداً للذهاب لبيت زوجها بمصاحبة أهلها 


"المشهد اللى جاى هيبقى على لسان منى  بيتهيألى هى احسن واحده تتكلم عن نفسها"

منى: "بعد ما دخلنا البيت وأهلى مشيوا فضلت واقفه مكانى , أدهم قرب وباسنى على جبينى وهو يقول:
- مبروك يا حبيبتى

منى:
- شكرا ...لو سمحت عاوزه أغير هدومى
أدهم:
- طب تتعشى الاول مش جعانه ولا ايه؟

منى:
- اه هتعشى بس أغير هدومى الاول
أدهم:
- تحبى اساعدك
قلت على الفور وانا ابتعد :
- لا شكرا
خرجت بعد شويه ووجدت على ووجه أدهم علامات الاندهاش وهو ينظر لى
ويقول:
- ايه ده بجامه؟

منى:
- اه بجامه مش حلوه ولا ايه
أدهم:
- حلوه بس ....... بس يعنى فى حاجات احلى
منى:
- لا اصلى مبعرفش انام غير كده

جلسنا لنأكل سويا مد أدهم يده ليطعمنى فى فمى حاولت أن أخذ الطعام من يده ولكنه أصر على أطعامى بيديه وقال:
- بغض النظر عن أنى بحبك لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيعمل كده يعنى دى سنه كمان امر الرجال بكده يعنى حسنه شوفتى بقى النبى كان حنين ازاى مع زوجاته

منى بتوتر:
-  اه طبعا انا عارفه
لاحظ أدهم التوتر الذى أشعر به والذى يظهر جليا على علامات وجهى وحركات جسدى وانا أتحاشى النظر اليه حتى أنتيهنا من الطعام
فقال بهدوء:
- مش عاوزه تنامى ولا ايه؟

فانتفضت من مكانى وقلت :
- لاء انا هقعد هنا شويه لو عاوز تنام انت خش نام
أدهم بدهشه:
- هنام لوحدى
منى مؤكدة:
- أه انا اصلى مش جايلى نوم

فأبتسم وأمسك يدى وقال :
- تعالى عاوزه اتكلم معاكى شويه
وأخذنى الى حجرة المعيشة وجلس أمامى بالقرب مني وجعل ينظرلى فترة من الوقت وانا قلبى يدق من شدة الخوف والرهبه ثم وضع كفيه بحنان على وجنتى وقال:
- أنا عارف أن أنتى خايفه ومتوترة وقلقانه وبصراحه معاكى حق وكمان عارف انك لسه مش متعوده عليا وبتسألى نفسك مية سؤال وانا الحقيقة كان عندى أمل تكونى عندك أستعداد تتقبلينى أكتر من كده النهارده
لكن البجامه دى
 وشاور على هدومى وهو مبتسم :
- البجامه دى قالتلى لاء لسه خايفه منك

لم تصله أجابة مني ولكن قلبى بدأ فى الهدوء والاسترخاء قليلا على أثر كلماته
فتابع كلامه وهو يتفحص معالم وجهى ويمسح على شعرى بهدوء:
- أطمنى أنا عمرى ما هقرب منك إلا لما أحس أنك راضيا بيا وقلبك مرتاحلى
منى :
- أخدت نفسى وانا مش مصدقه اللى بسمعه وقلت
-  انا بسـ

قاطعنى قائلا :
- متقوليش حاجه ..انا قولتلك قبل كده انا مش صغير ولا مراهق  انا عارف كويس ان تحديد معاد الدخله مكنش على هواكى  وانه جه فجأه بعد ما كنتى مرتبه نفسك بعد سنتين .. تعرفى  , انا كمان أتفاجأت بالمعاد وكنت هرفض وأقول لاخوكى لاء رغم أن الشقه جاهزة زى ما شوفتى لكن أنا كنت عاوز السنتين دول علشان تعرفينى كويس وتتعودى عليا لكن قولت خلاص على بركة الله ماهى ممكن تتعود عليا برضه وهى فى بيتى

منى بسخريه:
- اللى اعرفه ان البنت بتتعود الاول وبعدين تتجوز مش العكس
أدهم مطمئناً:
- أعتبرى نفسك متجوزتيش... بس فى الموضوع ده بس ها
منى:
- يعنى ايه

أدهم:
- يعنى بصراحه كده مش هقدر ألمسك وأنتى مبتحبنيش أنا مش حيوان ..خلاص ارتاحى كده وعيشى حياتك كأننا لسه كاتبين الكتاب..ماشى

" مكنتش مصدقه وأفتكرته بيضحك عليا معقوله فى راجل ممكن يعمل كده طب وأهله هيقولوا ايه وأمه هتعمل فيا ايه وياترى هو هيقدر يوفى بوعده ده قد ايه "

أنتزعنى أدهم من أفكارى المحتاره وقال:
- يالابقى ندخل جوه
منى:
- جوه فين
أدهم:
- أوضة النوم
منى بفزع:
- ليه
أدهم بابتسامه :
- متخافيش كده ... أصل أنا كان من أحلامى أنى أصلى بزوجتى ركعتين فى أوضة نومنا ليلة البناء وانا بقى مستعد أتنازل عن كل حاجه الا ده فاهمه ولا لاء .. يالا أدخلى أتوضى وحصلينى
وتابع بطريقة مضحكه :
- ده انا ههريكى قيام ليل

صلى بى ركعتين وخفف وكان صوته عذبا فى قراءة القرآن , بعد الصلاة جلس يدعو وطلب مني أن أؤمن على دعائه فجعلت أؤمن على دعائه وشعرت بسمو روحى وراحه نفسيه لم أشعربها من قبل ومن ضمن الادعية التى لا انساها ابدا عندما قال:
)
اللهم احفظ لى زوجتى وبارك لى فيها وان كتبت علينا الفراق يوما ما فأقبضنى قبل ذلك اليوم(
وأنهى الدعاء وألتفت إلى ووضع كفه اليمنى على جبينى وقال:
 )
اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه(

ثم ضحك فجأة ضحكات عاليه متواصله وقال :
- عارفه يا منى مره واحد صاحبى نسى الدعاء ده بعد ما حط ايده على جبين زوجته بقى مش عارف يقول ايه
فقال سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

ضحكت رغما عنى وأختلطت ضحكاتى بضحكاته حتى هدأنا فأمسك يدى بحنان وقبلها وقال :
- تصبحى على خير ..أه صحيح  ممكن أخد البجامه بتاعتى ولا انام بالبدله؟

أخذ ملابسه وخرج من الغرفة وأستلقى على الاريكه ونام  , نظرت اليه فترة من الوقت لأتأكد انه قد نام ثم عدت وأغلقت الغرفه بالمفتاح ونمت وانا اقول:
-  انا حاسه انى بحلم

"ومازالت منى تكمل قصتها فتقول:
صحوت على صوت طرقات خفيفه على باب الغرفه يأتى من وراءه صوت أدهم وهو ينادى :
- ..منى ..منى
منى :
- ايوه ايوه
أدهم:
- يالا الناس اتصلوا وجايين فى السكه يالا علشان نلحق نفطر
أنتهيت من حمامى وخرجت لأعد طعام الافطار  سريعا ولكنى وجدته قد سبقنى وأعده
وجالس ينتظرنى وهو يقلب قنوات التلفاز

منى:
- انا كنت هخلص وأحضره
أدهم:
- يا ستى مفيش فرق بينا يالا بقى بسرعه علشان تلحقى تلبسى قبل ما يهجموا علينا
منى:
- هما جايين بدرى كده ليه

أدهم:
- ده العادى عندنا فى مصر..يسهروا العريس والعروسه وفى الاخر يطبوا عليهم بدرى
منى:
- على فكره بقى دى عادات مالهاش اى لازمه
أدهم :
- صحيح مفيش حاجه فى السنه اسمها صباحيه...وبعدين كده بيحرجوا العرسان نفرض نايمين الصبح ولا حاجه هيقوموا ازاى بدرى

منى بانفعال :
- قصدك ايه يعنى..قصدك ان انا نكدت عليك وانك مش زى باقى العرسان
صمت أدهم  لبرهة غير قصيرة ثم قال بصوت منخفض فيه بعض الصرامه:
- أولا انا مكنتش اقصد  ... ثانيا محبش مراتى تتعصب عليا وخصوصا من غير سبب
أنهينا الأفطار ورفعت مكان الطعام .. ثم سمعته ينادينى :
- منى
- نعم

أدهم:
-  لو سمحتى بعد كده متبقيش تقفلى الباب عليكى بالمفتاح
منى بحذر:
- ليه

أدهم:
- علشان انا امبارح فضلت اخبط عليكى بعد ما رجعت من صلاة الفجر وكنت بصحيكى علشان تصلى وكنتى نايمه محستيش طبعا
منى:
- لو مقفلتش مش هبقى مطمنه

أدهم أحمر وجهه وهو يقول:
- أنتى لازم تطمنى علشان انا وعدتك لكن لازم تعرفى كويس ان انا لو عايزك الباب والمفتاح بتوعك دول مش هيقفوا قدامى ..
وتركنى وذهب للشرفه فشعرت بأنى أخطأت جدا وذهبت اليه لاعتذر منه
- انا اسفه مكنش قصدى
أدهم متفهما ولكن مازال منفعلا قليلا:
- مفيش حاجه أدخلى البسى يالا الناس على وصول ولا عاوزاهم يجوا يلاقوكى بالبجامه
 التفت فى طريقى لغرفتى ....فأستوقفنى صوته وهو يقول:
- لو سمحتى يا منى لو والدتك ولا منال سألوكى على حاجه تردى عادى جدا ماشى ,
أمبارح كانت ليلة دخلتنا ..محدش يعرف اتفاقنا ده خالص فاهمه
منى باحراج :
- يعنى أكدب

أدهم:
- لا يا ستى متكدبيش بس كل البنات لما بيتسألوا فى الحكايه دى بتتكسف ومش بترد اعملى كده وخلاص 

دخلت غرفتى لابدل ملابسى وأضع بعض المساحيق على وجهى لاظهر بمظهر العروس
كانت زياره قصيرة مليئه بالكلمات المستترة بين السطور تغطيها الضحكات والبهجه وفعلت كما قال لى "أتكسفت ومردتش"
وأدهم أقنعهم بتصرفاته انها كانت ليله عاديه فكان يجلس بجوارى ويضع يده على كتفى ويجذبنى تحت ذراعه بخفه وينادينى بحبيبتى وروحى وكأننا علاقتنا حميمية

وعندما غادروا نظر أدهم لى وقال:
-  انا اسف
تعجبت جدا مفيش حاجه حصلت قلت:
- ليه

قال:
- علشان يعنى كنت باخدك فى حضنى قدامهم وبتصرف معاكى كده..بس ده والله علشان بس ميلاحظوش حاجه مش أكتر
فتعجبت أكثر وأكثر هل لهذه الدرجه لا يريد ان يحنث وعده معى ولا حتى بهذه الاشياء البسيطه

منى:
- لا مفيش حاجه عادى يعنى انا مزعلتش
أدهم:
- طب كويس يالا بقى
منى:
- يالا ايه
أدهم:
- انتى يا بنتى مش عندك مذاكره انتى مش طالبه فى الجامعه ولامعاكى اعداديه وضحكوا عليا يالا علشان تذاكرى ولا عاوزه تسقطى ويقولوا عليا انا السبب

ثم تابع:
- صحيح نسيت اقولك انا هرجع شغلى بكره ان شاء الله علشان تبقى على راحتك فى البيت وخالى بالك انتى كمان هتروحى كليتك علشان تبدأى المذاكره من الاول كده وانا يا ستى هوصلك الصبح ولو خلصتى قبل الساعه اربعه خدى تاكسى ..اتفقنا

منى:
- طب والناس فى الشغل هيقولوا ايه
أدهم بابتسامه :
- متخديش فى بالك.. محدش يقدر يكلمنى فى الحاجات الشخصيه دى...شكلك لسه متعرفيش جوزك كويس

قلت فى سرى" وكمان شخصيته قويه فى شغله..... طيب
"


رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل التاسع عشر )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس 

الفصل التاسع عشر



أرجوكى متقوليش لاء  ولو سمحتى أرفعى وشك وأنتى بتكلمينى عاوز أشوفك وأنتى بتردى عليا
صمتت قليلا ثم قالت بهدوء:
- ممكن أجاوب عليك بسؤال ؟ ...لو منى جات قالتلك انها عرفت أن علاقتكم من الاول كانت غلط وانها تابت وبقت حاجه تانية هتصدقها وتثق فيها وتتجوزها؟
عقد بين حاجبيه وهو يقول ببطء:
- قصدك ايه من السؤال ده؟
قالت سريعاً:
- رد  على السؤال الأول
سامح بتفكير:
- بصراحة يمكن أصدقها بس هخاف أتجوزها
ثم تابع مستدركا:
- أنا عارف أنتى سألتى السؤال ده ليه ... بس انا حاجه ومنى حاجه
- تقصد يعنى أنك راجل وهى بنت؟
سامح:
-  مش كده وبس ...دى واحده هديها أسمى وشرفى يعنى لازم أبقى متأكد أنها هتصونهم
- اه بس أنت متأكد أنك أول واحد فى حياتها
سامح:
- بس مش هبقى متأكد أنى اخر واحد ولا لاء , اللى تفرط مره تفرط ألف مره وبعدين الراجل مختلف عن البنت..مفيش مقارنه علشان تسألينى السؤال ده
لوحت بيدها وهى تقول متعجبة:
- غريبة أوى يعنى البنت اللى تغلط مره واحده فى حياتها مع الراجل اللى بتحبه حقيقى تبقى منبوذه والراجل ده نفسه هو اللى يبقى مش واثق فيها ..لكن الراجل اللى هو أصلا كان السبب واللى ياما غلط يبقى عادى لازم نصدقه ونوافق عليه..المنطق ده غريب أوى فى بلدنا
أنفعل ونهض واقفا فجأة :
- أنتى بتتلككى علشان ترفضى,  ده مش كلام ده ,أنتى أصلا مش قادره تبصيلى وأنتى بطلعى أسباب مش منطقيه للرفض 
نظر حوله فوجد أحمد ونهله ينظرون إليه وبعض من رواد النادى فشعر بالأحراج وجلس مرة أخرى لكن الغريب أنها ابتسمت رغما عنها بسبب تصرفه الطفولى تلك

سامح بأعتذار:
- انا اسف ..خرجت عن شعورى...بس انا عاوز أقولك أن منى مكنتش صغيرة ولا أنا ضربتها على أيديها وأنا مكنش قصدى ولا كنت مقرر أنى أضحك عليها ولا حاجه هى جات كده ..أسمعينى , شاب زيى لما بنت تقعد تضحك وتهزر معاه من غير مناسبه هيعمل أيه.. لما توافق تركب معاه عربيه بعد عرفت اسمه بساعتين هيعمل ايه غير انه هيفتكرها سهله ... وبما انها بقى حكتلك كل التفاصيل وحضرتك حفظتى كل كلامى أفتكرى لما قعدت معاها فى البلكونه لوحدنا ومسكت ايديها وقربت منها , كل اللى هى عملته انها اتكسفت ,  حتى لما حاولت تقوم ومنعتها قعدت بسهوله ....انا كنت مستنى منها تصرف شديد لكن محصلش ..انا لو كنت عاوزأقرب أكتر كنت هقدر وهى مكانتش هتصدنى يمكن هو ده اللى نرفزنى لما سماح دخلت علينا
بدليل أنها لما تعبت وفاقت بعد كده وبوستها على شعرها ما قالتش لاء ...انا عارف انك هتغلطينى عارفه ليه علشان انتى مش راجل لو حسيتى بمشاعر الراجل فى الوقت ده مش ممكن تقولى غير ان البنت دى سهله ومينفعش أئتمنها على بيتى
قالت حياء بشكل قاطع:
- وانا كمان يا سامح عاوزة راجل أئتمنه عليا وعلى ولادى وعاوزه راجل زى ماهو واثق فيا وانا فى بيته أبقى انا كمان واثقه فيه وهو بره البيت يعنى بيغض البصر وبيتقى الله فيا ,عاوزه راجل لو شاف ابنه بيبص لبنت بقوله عيب يا أبنى غض البصر ربنا شايفك مش يقوله والله نمس يا واد طالع لابوك , عاوزه راجل حبنى وعاوز يتجوزنى علشان بيدور على واحدة ملتزمه تكمله ويكملها حلمها هو حلمه ..الجنه.. مش راجل عاوز واحده محترمه صدته ورخمت عليه فقال بس هى دى
انت حلمك غير حلمى انا عاوزه راجل كل هدفه ان ولاده يبقى منهم صلاح الدين ومحمد الفاتح , انت كل حلمك انك تحب وتتحب وتعيش فى تبات ونبات وتخلف صبيان وبنات الموضوع مش موضوع انى مصدقاك ولا لاء ولا بحبك ولا لاء
الموضوع أكبرمن كده بكتير مثلا انا أتمنى جوزى يبقى ملتحى والبس فى بيته النقاب اللى مش عارفه البسه بسبب رفض ابويا
منى كانت شايفاك وسيم وجذاب وانا منكرش بصراحة لكن زوجى ان شاء الله اللحيه هتخاليه اكتر وسامه لانه بيربيها سنة عن النبى اللى هو بيحبه وبيحب يقلدة
لكن انت هتقولى الدين مش مظهر ..لكن المظهر هو اللى بيحافظ على الجوهر..زى الموزة لما تشيل قشرتها بتبوظ وتسود ومينفعش تاكلها مظهرها هو اللى بيحافظ عليها  ,فهمتنى ؟
سامح وهو يفرك كفيه بعصبيه:
- كده وصلتينا لطريق مسدود ,  انا عادى خاليكى عاديه زي وانا اوعدك احاول ابقى كده
قالت باصرار:
- بس انا مش عاوزه العادى ده انا عاوزه فرح اسلامى لافيه رقص ولا سلو ولا اختلاط عاوزه اقيم الليل مع زوجى عاوزاه يجى من بره يقولى حفظتى ايه جديد النهارده يسألنى صليتى الظهر ولا لاء قبل  ما يسألنى عملتى الاكل ولالاء
ولما نقعد نتناقش مش هيبقى كلامنا على الافلام والمسلسلات ولو فى يوم اختلفنا وده وارد مش هيظلمنى لانه بيراقب ربنا قبل ما يكون بيحبنى ولا مش طايقنى حتى ولما اقوله أتقى الله يقولى اللهم اجعلنا من المتقين مش هيقولى يعنى ايه هو انا كافر يعنى....هى دى الحياة اللى فى طاعة الله يا سامح ده اللى بتمناه واللى مش موجود فيك مع الاسف
انت رفضت منى علشان خرجت معاك كام مرة ..لكن انا برفضك علشان كل حياتى اللى جايه اعيشها صح اربى ولادى صح علشان ربنا لما يسألنى أخترتى ابوهم على اى اساس اقول على اساس الدين مش الحب والاعجاب والكلام الجميل اللى هيختفوا بعد فترة لما تشبع مني عاوزه راجل ملتزم يا سامح عارف يعنى ايه ملتزم
هو ده اللى مخالينى لسه ما أرطبتش لحد دلوقتى لو كنت عاوزه العادى بتاعك ده كان زمانى اتجوزت من زماااااان
سامح:
- خلصتى
قالت ببرود لا يخلو من السخريه:
- حاولت اختصر
سامح :
- بس انتى كده بتظلمينى
- مش احسن ما اظلم نفسى دنيا وآخره
قال وهو يحاول السيطره على أنفعالاته:
- متنكريش ان مشاعرك أتحركت ناحيتى ومش هتعرفى تنسينى ومش هتلاقى حد يحبك أدى
قالت بثقة:
- غلطان , علشان النبى عليه الصلاة والسلام قال "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"
وأنا رفضتك لله يا سامح ومتأكدة ان ربنا هيعوضنى الاحسن واللى هيحبنى اكتر منك مليون مرة وفى الحلال
سامح :
- انتى عارفه لما قلت لسماح انى عاوز اتجوز وافتكرت انى هتجوز منى ولا ياسمين جارتنا
قولتلها لاء واحده تانيه خالص ومش عارف هتوافق ولا لاء قالتلى مين دى اللى متتمناش تتجوز اخويا
قولتلها دى بقى متتمناش تشوف اخوكى اصلا
مكنتش أعرف ان احلامك كبيرة اوى كده مكنتش اعرف ان دماغك فيها كل ده للمستقبل كنت فاكرك مجرد بنت محترمه وخلاص كنت فاكر انى هقدر اعملك اللى انتى عاوزاه
خدينى واحده واحده علمينى اوعدك انى مبصش لواحده غيرك اوعدك انى احققلك رغباتك ولو ياستى حكاية الفرح الاسلامى ده مهمه اوى كده ممكن نعمل فرحين واحد لاهلك وواحد لاهلى
والبسى النقاب براحتك مش هقولك لاء وربى ولادك زى ما انتى عايزة مش همنعك
قالت بابتسامه متفهمه:
- يبقى انت لسه مفهمتنيش ..انت حتى لو بصيت لكلامك هتلاقى كلمات كتير متنفعش , بتقولى رغباتك وربى ولادك وفرح عندكوا وفرح عندنا
لا دى لازم تبقى رغباتنا احنا الاتنين ولازم دماغ الاب تبقى زى دماغ الام وطريقتهم تبقى واحده ومينفعش امنع الموسيقى من فرحى فى بيتنا واروح اسمعها فى بيتكوا ده كده يبقى عندى انفصال فى الدين
سامح:
- ما انتى برضه لازم تراعى احلامى اللى هتنازل عنها فى سبيل رغباتك دى مالهاش قيمه يعنى
أستندت بظهرها إلى المقعد وهى تقول:
- مش قولتلك يا سامح أحلامك غير أحلامى وهدفك غير هدفى  علشان كده احنا مش ممكن نتقابل فى سكه واحدة
سامح بحنق:
- بترفضى حبى علشان الحياة الناشفه دى
هزت راسها متعجبة وهى تقول مكررة:
-  ناشفه ؟ ..طب أقرأ كده ابيات الغزل بتاعة سيدنا علي فى حب السيدة فاطمة وانت تتعلم من الصحابة ازاى تكتب ابيات حب وغزل .. محدش فى الدنيا يعرف الحب اللى حب فى الحلال غير كده كل المشاعر مزيفه واسطوانه بتلف على كل واحده شويه لحد كا بقت ماسخه ومالهاش طعم
ثم أعتدلت فى جلستها وقالت :
- انا خلصت كلامى ويارب تكون اقتنعت ..وياريت توفى بوعدك وتختفى فعلا وبالمناسبة ياسمين لايقة عليك فعلا وعلى حسب حكايات منى انها بتحبك ياريت تداوى قلبها على الاقل عارفها وعارف اخلاقها ومتأكد انها بتحبك
سامح بعصبيه:
- شوفى انتى رفضتينى وخلاص عاوزه تختاريلى مراتى كمان
مطت شفتيها قائلة بهدوء:
- ده مجرد اقتراح....نسيت اقولك منى خلاص اتجوزت فياريت تختفى من حياتها هى كمان لو ليها عندك اى حاجه رقم ايميل صورة اى حاجه ياريت تحرقها
سامح:
- من غير ما تقولى بمجرد ما سبتها عملت كده ... علشان تعرفى ان أنا راجل مش واحد صايع زى ما انتى فاكرة
قالت بود:
- انا متأكده انك كويس ولو مكنتش واثقه من كده مكنتش جيت ,أنت كويس يا سامح بس محتاج تغير حياتك ...الراجل اللى قتل 99 نفس وكملهم 100 بالعابد اللى قتله ,  العالم نصحه انه يسيب ارضه اللى هى فيها لانها ارض فسق
فلو انت حسيت انك مش عارف تتغير فى مكانك غيره شوف مكان تانى فيه صحبه صالحه تعينك وتقويك على نفسك
سامح منفعلا:
- وطبعا مينفعش انتى تبقى الصحبه الصالحه دى مش كده؟
ثم أستدرك قائلا ببطء
- ولا ممكن ؟
قالت بهدوء وهى تنهى هذا الحديث الغير ممتع:
- بالتأكيد لاء.. انا كمان محتاجه زوجى يرفعنى يعالينى يبقى شيخى مش العكس
وأخيرا انتهت هذه المقابلة الغير مجدية ورحلت حياء بصحبة نهلة وزوجها ولكن ضميرها لايزال يؤنبها فترة طويلة لشعورها بقسوة كلماتها عليه فربما كانت تستطيع أن تقول ما قالت ولكن باسلوب آخر اقل حدة لكنها دائما تتبع المثل القائل " اقطع عرق وسيح دم "
وفى نفس اليوم قامت بتغيير رقم هاتفها الشخصى وكذلك مواعيد وجودها فى الجامعه بصحبة نهلة وشددت على نهله كثيرا أن تغلق هذا المضوع مع زوجها بشكل نهائى .




"خلصت مشاكل سامح ومنى وابتدت مشاكل أدهم مع منى يووووه مش هنخلص"

كان الجميع فى غاية البهجة والسرور والسيارات تسابق بعضها البعض وهم فى طريقهم لترتيب منزل العروسة "خلاص الفرح بعد اربع أيام "ولكن فجأه أنتفضت منى من مكانها

فنظرت لها حياء التى كانت تجلس بجانبها فوجدتها تنظر يمنه ويسره ثم تعود لتنظر من زجاج السيارة مرة أخرى ثم سألت أدهم الذى كان يجلس خلف عجلة القيادة :
- هى الشقه فى المنطقة دى؟

أدهم بحماس:
- أه عجبتك
منال :
- انا عارفه ايه اللى خلاك تبعد عننا كده كنت خدت شقه قريبه
أسندت منى ظهرها الى المقعد مرة أخرى ووضعت كفها على وجهها وأغمضت عينيها

وكانت حياء فى المنتصف بينها وبين منال  لم تستطع التخمين وقتها فسألتها بصوت منخفض:
- مالك يا منى؟ فى حاجه
مالت منى على أذن صديقتها  وقالت بهمس:
- دى نفس منطقة سماح ونفس المربع تقريبا

يا الله معقوله سبحانك يارب أحبته وسكنت بجوار بيته ولكن مع رجل آخر
ضغطت يدها برفق هامسه :
- ولا يهمك  كبرى دماغك ..

وصل الجميع إلى منزل الزوجية الجديد ودلفوا داخل الشقة  وأدهم  يفتح لهم الغرف فى حماس وسعادة وهو يقول:
- ها يا جماعة ايه رأيكم فى ذوقى انا شطبتها على ذوقى محدش يعيب ها

وبالفعل ذوقه كان جميل جدا الالوان مبهجه وتدل على شخصيته الرومانسية وتوزيع الاضواء كان هايل جدا وكأنه مهندس ديكور ولولا قربها من منزل سامح لكانت منى أسعد بنت بجمال بيتها
وبعد أن قامت النساء بترتيب البيت وتزينه بأثاثه الرائع أصبح عش الزوجيه أكثر اشراقا وجمالا بألوانه المتناسقة مع ألوان الجدران الهادئة وخصيصا غرفة النوم التى اصبحت كغرف الاميرات والتى صممها أدهم
 بشكل خاص ووضع فيها أضواء خافته حالما بليالى مشرقة مع عروسة التى يحبها

وبعد يوم مرهق من العمل عاد الجميع إلى منازلهم ولكن حياء رغم أرهاقها الشديد  لم تستطع النوم فلقد جال الشيطان بخاطرها وصال وتصورت منى وهى تقابل سامح صدفه فى طريق او مواصلات او ماشابه ومنى ضعيفه تجاهه ..يا الله مشكلة ليس لها حل

وفى اليوم التالى بشرتها والدتها  اجمل بشرى  والتى كانت تنتظرها من وقت طويل وهى  الذهاب لبيت الله الحرام لقضاء عمرة رمضان  ..ونسيت حياء كل مشاكلها  فرحا بهذا الخبر الرائع

وحمدت الله أنه لا يزال أمامها أسبوعا كاملا يفصل بين الزفاف والسفر بما يتيح لها الفرصه ان تسعد برؤية صديقتها وهى بفستان الزفاف وتطمئن عليها
ولكن أنتبهت فجأه لشىء لم يكن بالحسبان .. ياه معنى كده ان الزفاف هيكون قبل رمضان بأسبوع واحد بس .."يا ويلك يا أدهم"

الحمد لله يوم الحنه كان راااااائع ومنى كانت غاية فى الرقه والجمال  رغم شعورها الدفين بالحزن ولكن كل شىء سيزول مع الوقت

رن هاتف منى وطلبت من حياء أن تجيب مكانها نظرا لانشغالها فاستجابت حياء وأجابت المتصل :
- ايوه........
"ينهار ابيض أتحرجت جدا أوى خالص لما سمعت المتصل وهو بيقول" :
- مش قادر أصدق بكره هتبقى فى حضني خلاص ؟
تركت حياء سماعة الهاتف وهى تضحك بشدة وتقول لـ منى :
- ألحقى يا منى ده أدهم
تناولت منى سماعة الهاتف وهى تنظر بتعجب لحياء التى لم تتوقف عن الضحك حتى آلمتها معدتها من كثرة الضحك .. أبتسمت منى وهى تنظر لضحك حياء المتواصل رغما عنها وتشير لها أن تهداء قليلا وهى تحدثه قائلة:
- لاء مش انا دى صاحبتى اللى ردت عليك..معلش
.. لا مفيش حاجه والله خلاص اصل الدنيا دوشه علشان كده مفرقتش فى الاصوات  .. أنت كنت بتقول حاجه؟
وفجأة عبست بوجهها وقالت بضيق :
- لو سمحت انا مبحبش الكلام ده ..ولا دلوقتى ولا بعدين  لالا خلاص معلش علشان الناس حواليا سلام
اقتربت منها حياء وقالت معاتبه:
- ايه يا بت يا عبيطه ده بتكلميه كده ليه
منى:
- ما انتى مش عارفه بيقولى ايه
- بيقولك ايه يعنى؟ ده جوزك مفيهاش حاجه وبعدين حتى لو زودها شويه ردى بطريقه كويسه تحسسيه انك محرجه بس لكن كده كأنك مش طايقاه
منى بعصبيه:
- انا فعلا مش طايقه حكاية الدخله السريعه دى انا لسه بدرى عليا مش لما احبه الاول
- شششش وطى صوتك عاوزه تفضحينا ولا ايه وتشمتى فيكى الناس اللى بالى بالك
بدأت الدموع تنهمر من عينيها وهى تقول:
- انتى مش حاسه بيا

اخدتها حياء ودلفت بها لغرفتها و هناك بدات منى فى البكاء الحقيقى:
- انا مش عاوزه اتجوز مش عاوزه انا خايفه انا مرعوبه
حياء:
- وايه الجديد كل البنات بتخاف ايه المشكله وكله بيعدى شوفتى واحده ماتت مثلا قبل كده
منى:
-  اسكتى طبعا ما انتى ايدك فى الميه البارده , الراجل ده انا معرفوش اروح بيته ازاى بس انام جنبه ازاى
هو فى كده الايام دى واللى زاد وغطى كمان بيقولى الكلام ده كده عينى عينك
قالت حياء ممازحه:
- بصراحه هو قالهولى انا كمان ومش شايفه فيه اى حاجه وحشه
منى:
- هو ده وقت هزار يعنى
حياء بثقة:
-
 والله العظيم هتحبيه وبكره افكرك ..وبعدين لو مرعوبه اوى كده صارحيه بكره لما تبقوا لوحدكوا قوليلوا انا لسه مش متعوده عليك وانا متأكده انه هيطلع جنتل بس بصراحه انا لو مكانه مطلعش جنتل ابداااااااااا
والدتها دخلت عليهم وهى تقول مسرعه :
- فى ايه كل ده الناس بتسأل العروسه فين ,ايه ده بتعيطى ليه يا منى
حياء :
- مفيش حاجه يا طنط بنتك الخايبه خايفه من الدخله
والدتها ضحكت وقالت باختصار:
- بكره هتتعودى يالا يالا الناس بره

"بجد انا لو مكان مامتها اقعد اكلمها وافهمها مش اسيبها كده على عماها وبعدين مكنش ينفع حياء  تقولها حاجه ما هى  كمان كانت خايبه زيها .. ربنا يستر عليكى يا منى لا المفروض اقول الله يكون فى عونك يا أدهم
"