السبت، 21 سبتمبر 2013

رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل السادس عشر )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس

الفصل السادس عشر



اليوم التالى كان يوم الجمعه معاد المقرأه الاسبوعى لـ حياء بعد أنتهاء المقرأة وهى عائدة إلى منزلها
دق جرس هاتفها فأجابت على الفور وبدون مقدمات قالت منى بانفعال:
- سامح بيعمل ايه عندكوا يا حياء ؟
أتسعت عينيها وهى تقول بتسائل:
- مين ياختى ..سامح مين
منى بعصبية شديدة:
-  أنتى هتستعبطى ولا ايه انا لسه شايفاه داخل عندكم
لم تستطع حياء أن تصدق ما تسمع وأعتقدت أن منى تمزح أو قد خُيل إليها فقالت ساخرة:
- عند مين يا ماما انتى باين عليكى اجواز جابلك تهيئات
منى بعصبيه :
- انا مش بهزر دلوقتى قوليلى جاى ليه
نبرة منى جعلتها تتأكد انها لا تمزح وأنها ايضا متأكده مما رأت ووقع قلبها فى أخمص قدميها وهى تتمتم:
- ينهار مش فايت ..مش عارفه يا منى انا مش فى البيت انا كنت فى المقرأة وخلاص أهو
على أول الشارع
هدأت منى قليلا وهى تنظر من النافذه وقالت:
-  اه خلاص شوفتك  بس برده مقولتيش جاى عندكم ليه ..مش معقول متعرفيش
حيا بقلق :
- والله ما أعرف حاجه ربنا يستر  ..
أغلقت الاتصال وحاولت أن تستحضر جميع الادعيه التى تحفظها لتجمع شتات أمرها ولكنها تلفتت منها جميعاً  من شدة التوتر وهاجمها مغص شديد هى تطرق باب شقتها بعد ثوانى
وأذا بوالدتها تفتح  الباب وعلى وجهها علامات البشر والسرور ..دخلت تتلفت لتتأكد من الامر وأذا به يجلس بالفعل مع والدها  ويتحدث معه..
آوت إلى غرفتها مسرعه  ودخلت خلفها والدتها وبمجرد دخولها أحتضنتها بقوة وهى تقول:
- مبروك يا حبيبتى عريس زى القمر والله ده كل البنات هتحسدك عليه
-
 ايه يا ماما عريس ايه وبتاع ايه ..مين ده اصلا..........
-
 ده عريس يا عبيطه ..قال انه شافك فى الجامعه واعجب بيكى وسأل عليكى
وجه يدخل البيت من بابه
قالت ساخرة:
- يا حلاوة ده ايه العظمه دى مكنش حد غلب يا حاجه
لكزتها والدتها برفق وهى تقول :
- بقولك ايه مطلعيش زرابينى ..ده عاجب أبوكى عارفه يعنى ايه عاجب أبوكى
تابعت حياء بنفس نبرتها الساخرة:
- طب والله كويس على خيرة الله طالما عجبه

جاء والدها فجأة وأقترب منهما وقال  :
- أمك قالتلك
والدتها:
- ايوه قولتلها
والدها :
- طب انا خدت منه عنوانه وبياناته وقولتله هنسأل عليه ونبقى نرد
قالت لها والدتها:
- طب أقعدى معاه علشان يتعرف عليكى وتتعرفى عليه
قالت وهى تفكر كيف تتخلص من هذه الكارثه:
- لاء مبقعدش مع حد لما تبقوا تسألوا عليه ابقى اقعد

والدها بصرامه:
- خلصينا تعالى شوفيه يمكن متعجبيهوش
  )متعجبهوش !! ما علينا )
لم يكن فى المقدور أن ترفض فوالدها شديد الصرامه ولا يستطيع أحد أن يقول له لا أو حتى يظهر على قسمات وجهه علامات الأعتراض

خرجت والدتها ورحبت به للمره المليون ثم خرجت حياء خلفها وجلست بجوارها
ولمحت نظرته المنكسرة وتعجبت ملامحه كانت مختلفه ويبدوا عليها الهدوء على غير العاده
تكلمت والدتها كلام عادى به مزيد من الترحيب ورد هو بلباقه:
- أهلا بيكى يا أمى
تمتمت حياء هامسة لنفسها:
- أمى !!  ..أمك منين يابنى طب قول طنط تبقى مبلوعه شويه
 رفع عينيه وقال بأحراج:
- ازيك يا آنسه حياء
- الحمد لله

والدتها:
-  تشرب شاى ولا قهوه
سامح :
- لالا متتعبيش نفسك يا أمى
والدتها بطيبة:
- لا والله تعبك راحه..ها شاى ولا قهوه
وخرجت والدتها لتفسح لهما طريق للتعرف أوعلى الارجح وكما تفعل دائما دخلت لتجلس مع والدها

حاولت حياء أن تتكلم بصوت خفيض لا يسمعه إلا هو قائلة:
-  انت حصل فى مخك حاجه ولا ايه
رد عليها بنفس الهمس:
- ليه
- أنت ازاى تيجى هنا وايه حكايه جاى تتقدملى دى ..قصدك ايه يعنى
رفع حاجبيه مندهشا وقال:
- هيكون قصدى ايه ...عايز أتجوزك طبعا
حاولت السيطره على أنفعالتها وهى تقول حانقة:
- ليه

سامح :
- هو ايه اللى ليه..أنا جاى أتقدملك وزى ما قولت لوالدك داخل البيت من بابه
زفرت بغضب وقالت وهى تحاول كتم غيظها:
- انت بتستهبل ؟
سامح بهمس  :
- لاء بحبك
قالت بضيق:
- قولى هو بالنفر ولا ملاكى
سامح :
- هو ايه
-  قلبك
قال بأنكسار:
- انا عارف قصدك ايه ..انا مش هعرف افهمك دلوقتى ..على فكره معاكى حق
فى كل اللى بتقوليه عليا دلوقتى فى سرك.. بس والله انا محبتش حتى احاول أكلمك قبل ما اجى البيت علشان أثبتلك أنى جد معاكى وأنى أتغيرت فعلا

وهنا دخل والدها مرة أخرى :
- أهلا وسهلا يا أستاذ سامح
سامح بأدب:
- أهلا بيك يا عمى

أستأذنت ونهضت على الفور فوجدت والدتها تنتظرها فى الداخل وقالت :
- ها ايه رأيك زى القمر صح وشكله مؤدب وابن ناس
تنهدت وقالت ساخرة :
- اه فعلا شكله مؤدب جدااااااااا
والدتها بفرحه:
- يعنى موافقه
قالت حياء وهى تداعب والدتها
- بالله عليكى يا ماما ..انتى عاوزه تجوزينى اسرع ما بتسلقى البيض؟
قالت والدتها بعبوس:
-  اه ..عاوزه افرح بيكى قبل ما أموت وهو عيب يعنى يا بتاعة الحلال والحرام
 -
خلاص يا أمى خلاص سيبينى بس أفكر وبعدين انتوا مش لسه هتسألوا عليه أستنى بقى يمكن يطلع سوابق ولا حاجه
ألتفتت إليها والدتها بغيظ قائلة:
-  نعم سوابق بقى ده شكل سوابق ده انتى اللى سوابق
- ايه يا ماما من اولها كده هتقفى فى صفه اومال لو وافقت واتجوزته هتعملى ايه هتتبنيه وتطردينى بره البيت

- والله يا بنتى نفسى اطردك بس على بيت عدلك
- ايه الامهات دى يا ناس ..اومال فين حنان الام اللى بيقولوا عليه

( رحم الله أمهاتنا وأمهات المسلمين )
بعد مغادرة سامح بقليل دق جرس الباب مرة أخرى......." يوه ده باينه يوم مش فايت "

سمعت حياء والدتها من الخارج ترحب بـ منى وهى تقول:
- أهلا أهلا أزيك يا عروسه وماما عامله ايه...
- الحمد لله يا طنط كويسين ممكن أدخل لـ حياء
- اه يا حبيبتى اتفضلى شكلها هتحصلك قريب..بصراحه يا بنتى وش جوازتك حلو اوى عليها
منى:
- بجد يا طنط

- اه يا بنتى ( أسكتى اسكتى لما اقولك) فركت حياء كفيها فى الداخل وهى تهمس:
- أسكتى انتى يا أمى الله يخاليكى
- جايلها عريس انما ايه زى القمر وابن ناس طول بعرض ..شاب يشرح القلب
قالت منى وقد أسطكت أسنانها:
- والله..مبروك يا طنط...عن أذنك ادخلها
- ربنا يستر

دلفت منى للداخل سريعا بين غضب وعدم فهم للموقف وأغلقت باب غرفة حياء التى قابلتها بابتسامة متوترة  وقالت الأولى وعينيها يتطاير منها الشرر:

 -
مبروك يا عروسه طب مش تقوليلى اومال مين اللى هيمسكلك الشمعه
)
شمعة ايه يا منى ده انتى من زمان اوى)

- منى أقعدى وأفهمى لو سمحتى

كادت أن تنفجر فى وجه صديقتها وهى تقول:
- أفهم ايه يا ست هانم ..عماله تطلعى فيه عيوب الدنيا ...كنتى بتطفشينى مش كده..عجبك لما شوفتيه مش كده..انتى بقى الخضره الشريفه اللى اختارها وسابنى علشانها..طبعا مش انا اللى مشيت معاه مش انا اللى أتنازلته وأنتى الطاهره اللى ملمسكيش ..هى دى الصداقه هو ده الالتزام وانا العبيطه اللى كنت بقول جابت رقمه منين أتاريكوا متفقين على الجواز ويمكن كنتوا بتتقابلوا من ورايا والله أعلم ايه اللى كان بيحصل

عندما وصلت منى لهذه الترهات فى حديثها لم تستطع حياء أن تضبط أنفعالتها اكثر من هذا فقالت بغضب وصرامه:
- أسمعى يا منى لحد هنا وما أسمحش ابدا لاى حد فى الدنيا انه يقول عليا الكلام ده,  كله الا كده , انتى فاهمه ولا لاء وبدل ما انتى داخله تلقى الاتهامات جزافا كده اسألى وأسمعى وانتى ترتاحى وتريحى
منى:
- اسمع ايه وافهم ايه ده جاى يتجوز عارفه يعنى ايه يعنى بيحبك
قالت حياء ساخرة:
- والله ؟  بيحبنى ازاى بقى بيحبنى بالاسلكى ولا نام وحلم بيا
منى بعصبية:
- قولى لنفسك ...كنتوا بتتقابلوا من ورايا صح كان بيقولك ايه ها
أستعادت حياء صرامتها مرة أخرى وقالت بجدية:
- شوفى يا منى عاوزه تفهمى اهلا وسهلا , أهدى وانا هفهمك لكن عاوزه تفضلى تقولى كلام انتى عارفه انه غلط يبقى أحتفظى بيه لنفسك وروحى بيتكوا
قالت بوهن وكادت أن تبكى :
-  طبعا ما انا خلاص مبقاش حد عاوزنى مش انا المنحرفه اللى فيكوا دلوقتى

- هتسمعى ولا لاء يا منى ؟
- سامعاكى أتفضلى
وبدات حياء فى سرد ما حدث من الالف إلى الياء ومنى تسمع وعلى وجهها علامات عدم التصديق والدهشة وأخذت تتمتم :
- سامح ؟ معقول؟ !!

-
 أظن بقى كده عرفتى جبت رقمه منين وعرفتى أنى ماليش ذنب فى حاجه والمره الوحيده اللى اتصلت بيه فيها هى المره اللى طلبت فيها منه النجده علشان نلحقك
وصدقينى يا منى لو كان فى بالى أى راجل تانى ثقه كنت كلمته , هو أصلا مكنش منطقى أنى أستنجد بيه وانا خايفه عليكى من أخته بعد اللى سمعتيه ده عاوزه بقى تصدقى انى ماليش ذنب فى انه يجى البيت صدقى مش عاوزه تصدقى براحتك

وبدون أى كلمه أخرى  أنصرفت فى هدوء ..تركتها صديقتها لانها كانت تعلم انها تحتاج للخلوه مع نفسها لتفكر جيدا فى الامر ولتستطيع أن تزن الامور بميزانها الصحيح
******************************

- ايه ده يا منى لسه مجهزتيش نفسك
- أجهز ازاى يعنى يا ماما اقوم افرش الارض رمله

والدتها بغضب:
- ايه ده بتكلمينى كده ليه ايه قلة الادب دى
منى باعتذار:
- انا اسفه يا ماما بس مش قادره استحمل انا معزمتوش علشان اقعد معاه

والدتها:
- يا سلام , يابنتى ده جوزك
منى بأعتراض:
- مش جوزى ده خطيبى بس

- والله , والمأذون اللى جه وكتب كتابك كان ايه

منى عابسه:
- انتوا اللى جبتوه وكتبتوا كتابى غصب عنى
الأم محذره:
- أسمعى يا منى أحنا مضربناكيش على أيدك يا بنتى أنتى مضيتى بمزاجك محدش
غصب عليكى

منى بتأفف:
- خلاص يا ماما بس انتى اللى عزمتيه مش انا وانا مصدعه ومش عاوزه اقعد مع حد
قالت لها والدتها مهدده:
- انتى باين عليكى عاوزه تفضحينا ..انتى هتقومى تلبسى حاجه عدله وتسرحى شعرك ده
ولا اندهلك ابوكى

منى بعصبيه:
- حاضر حاضر حاضر.. ربنا يخدنى
بعد قليل دخلت والدتها قائلة مسرعه :
- شهلى شويه جوزك جه بره
منى:
- اهو خلاص

نظرت والدتها إلى ملابسها بعدم رضى وقالت:
- ايه اللى انتى لابساه ده يا بنتى ومالك لمه شعرك كده ليه
منى بعناد:
- والله بقى ده اللى عندى مش عجبكوا مطلعش
تنهدت والدتها قائلة بصبر:
- ربنا يهديكى يا بنتى.......تعالى

خرجت منى سلمت على أدهم وقدم لها مجموعه جميله من الورود تناولتها منه وهى تقول :
- شكرا
قالت والدتها وهى تنظر لابنتها بعتاب :
- عن أذنك يابنى خد راحتك ده بيتك
أدهم :
- طبعا يا أمى

أقترب منها وقال بابتسامة عذبه:
- وحشتينى
- هه ..شكرا
أدهم:
- الورد عجبك

- اه اه عجبنى شكرا
قال أدهم بصوته الرخيم مازحا:
-  هو كل حاجه شكرا
منى ببرود:
- اومال اقول ايه
أدهم متعجبا:
- مينفعش اقولك تقولى ايه انتى اللى لازم تقولى من نفسك
لم تجبه وصمتت لبرهة فقال محاولا استجلاب قلبها:
-  بس ايه الطقم الرقيق ده حقيقى حلو اوى عليكى
تمتمت :
-  (ده حلو ده ...ده انا نقيت اوحش حاجه عندى) ثم قالت بصوت يسمعه :
- تشرب عصير ؟

أدهم:
- لو من ايدك أشرب

منى(والله فكره اقوله يمكن يطفش)
- لا انا مينفعش أشرب حاجات مسكره بينى وبينك اصل انا عندى السكر

أدهم بدهشه:
- معقوله ....الف سلامه عليكى ....
منى :
- الله يسلمك ..بس شكلى كده حالتى متأخره يعنى هيبقى عندى مشاكل فى الجواز والحمل
ربنا يصبرك بقى

أبتسم أدهم قائلا بحنان:
- ربنا يصبرنى !.....ده أنا أفديكى بروحى يا منى انتى بتقولى ايه
أنفعلت رغما عنها وقالت :
-  فى ايه ..انت محسسنى انك بتحبنى وبتموت فيا ...
أدهم بدهشة :
- طب وفيها ايه اه بحبك انتى مش مراتى ولا ايه

منى:
- ياسلام هو انا يعنى علشان مراتك تقوم تحبنى بس لمجرد انى مراتك
أدهم بتعجب:
- اومال يعنى احبك وانتى مش مراتى ويبقى حبنا بيغضب ربنا
منى:
- انا مش بتكلم على حرام وحلال..انا بتكلم انك مشوفتنيش غير كام مره لحقت تحبنى امتى
(ياسلام ياسلام على اساس ان سامح كان عشرة عُمر يعنى !!)

قال أدهم بصدق:
- متنسيش اننا فى بينا نسب من زمان وبعدين يا ستى ربنا حط حبك فى قلبى دى حاجه تزعلك اوى كده

منى:
- لا بس .... بس خاليك واقعى معايا علشان نقدر نفهم بعض
أدهم:
- بصراحه يا منى موقفك ده غريب انا مش فاهمك
منى:
- وعمرك ما هتفهمنى ..انت واحد كان بيدور على واحده مناسبه وخلاص ولوكان فى واحده انسب منى كنت هتجوزها فبلاش بقى تقولى بحبك والكلام ده

نظر لها مليا ثم قال بهدوء:
- منى أنا عمرى ما بحب أحلف ابدا..لكن والله العظيم أنا حبيتك فعلا وخصوصا بعد كتب كتابنا وأنا بلبسك الدبله حسيت أنك مراتى من زمان أوى وأنى شوفتك كتير وواخد عليكى ...

منى :
- طب وانا , مسألتش نفسك انا بحبك ولا لاء
ابتسم بتفهم قائلا :
- انا مش صغير يا منى ومش مراهق انا عارف انك لسه بتاخدى عليا وبعد كلامك ده أتأكدت انك لسه محبتنيش ويكفينى انك وافقتى على جوازنا ده فى حد ذاته حاجه كبيرة عندى

تسرعت وقالت بدون وعى:
- ومين قالك انى وافقت
نهض واقفا وقد تغير وجهه وقال بأنفعال :
- بتقولى ايه ...انتى لو موافقتيش يبقى جوازنا باطل قوليلى دلوقتى حالا انتى وافقتى ولا لاء
منى أرتبكت جدا وقالت:
- لالا انا وافقت طبعا
تنهد بارتياح وجلس قائلا بتسائل :
- طب كلامك ده معناه ايه

بحثت عن كلمات مناسبه ثم قالت بتلعثم:
- معناه أنى .. بص أنا معرفكش ولا أعرف عنك حاجه تخلينى أحبك
جلس بجوارها ونظر فى عينيها بثقة قائلا:
-  أوعدك أنى أخاليكى تحبينى
******************************



رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل الخامس عشر )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس


الفصل الخامس عشر





فتح محمد الباب وقد تخفف من ملابسه كثيرا وبدت على وجهه علامات الذعر حينما رأى سامح
دخلا بسرعه وشاهدا سماح تخرج من أحدى الغرف وهى ترتدى قميص نوم فاضح وعندما وقع نظرها على سامح أغلقت الروب فى سرعه ولطمت خديها وهى تنطق بأسمه نظرت حياء حولها بسرعه لم تجد أثراً لـ منى الا حقيبة يدها وهاتفها

لم تنتظرحياء تصرف سامح بل أسرعت الى الغرفه التى خرجت منها سماح فدفعتها ودخلت فوجدت منى ملقاه على السرير على وجهها وهى عاريه تماما ويبدوا عليها النوم العميق أسرعت اليها وقامت بتغطيتها بملاءة السرير وحاولت أن تعيدها للوعى التى كانت قد فقدته وهى تسمع صراخ سماح يأتى من الخارج :
- والله أنا مراته يا سامح انا مراته ..
وتوسلات محمد وهو يقول :
- والله ما كنت أعرف انها هتخدرها
ظل صوت الضرب والصراخ والتوسلات وهى تموت فى كل دقيقه تمر عليها بالداخل بجوار منى
واخيراً سمعت باب الشقه يصفع بقوة بينما زادت صرخات سماح
خرجت حياء من الغرفه فزعه فرأت سامح يخنقها وصوت صرخاتها ينخفض شيئا فشيئا
شعرت انها ستموت فى بين قبضته ... حاولت تخليصها من يده لكن قبضته كأنها ماتت على عنقها

ظلت تصرخ فيه أن يتركها وهى  تحاول أنتزاع يده من عنقها لكنها لم تستطع أنهارت تماماً وهى تصرخ فيه :
- أنت اللى عملت فيها كده أنت السبب أقتل نفسك قبل ما تقتلها وتجبلنا مصيبه كلنا 

بدأت قبضته ترتخى وبدأت سماح تهوى إلى الارض وهى لا تستطيع التنفس ..حاولت حياء أنعاشها وهى ترجوها أن تقول لها ماذا حدث لت منى , نظرت لها سماح بضعف وهى تتنفس بصعوبه وقالت :
-  هتفوق كمان ساعه
ثم تحاملت على قدميها وأسرعت  الى غرفه اخرى وأغلقتها عليها  وظلت تصرخ وتبكى من وراء بابها
تكلم سامح وقد خرج صوته كالأموات من قبورها:
- حصلها حاجه؟
بكت حياء وهى تقول بلوعه :
-  مش عارفه

دخل وألقى نظرة من بعيد ثم عاد وجلس على أقرب مقعد وكأن قدمه رفضت ان تحمله جلس وكأنه يسقط من السماء ودفت راسه بين كفيه وأخيرا بكى , بكى بحرقه وظل يبكى حتى تحول بكاؤه الى شهيق طويل ثم يعود فيبكى كالأطفال منخفض

أنهارت البقية الباقيه من أعصاب حياء  ولم تعرف ماذا تفعل كيف تواسيه وتشد أزره وهو الجانى الحقيقى لكن كل جانى وراءه دوافع ربما تكون من وجهة نظرة دوافع قويه لكنه فى النهايه أنسان يخطىء ويصيب ويتعلم من الاخطاء ولكن هل نترك دوافعنا وحقدنا على من ظلمونا  لتجعلنا نظلم غيرنا بدون سبب ..الظلم ظلمات يوم القيامة

هدأ الوضع قليلاً ولكن بعد مرور الساعه أشتعل مرة أخرى عندما أستفاقت منى ووجدت نفسها عاريه تماما
ظلت تصرخ وتبكى وتلطم خديها وصديقتها تحاول ان تهدىء من روعها وطمئنتها أنه لم يحدث لها شىء , لم تكن متأكده ولكنها كانت تطمئنها بثقه وتقول لها أنهما أنقذاها فى الوقت المناسب  
ساعدتها على أرتداء ملابسها وخرجا من الغرفه ومازال سامح واضع يده على رأسه فى صمت مطبق كأنه تمثال
طلبت حياء  من منى الا تتحدث اليه فهو فيه ما يكفيه ولن يتحمل كلمة عتاب أخرى له او لأخته

أخذا حقيبتها ومتعلقاتها وخرجتا خارج الشقه ولكن حياء توقفت لثوانى كأنما تذكرت شيئا خافت ان تتركه مع سماح بمفردهما خشية من أن يتهور ويقتلها ويضيع مستقبله جعلت منى تنتظرها فى الخارج بجوار المصعد ودخلت مره أخرى بأتجاه  الغرفه التى دخلتها سماح وقد أرتدت ملابسها وقالت لها بصرامه وحدة:
-  قومى تعالى معانا لو سبناكى معاه هيقتلك

أطلت نظرة رعب من عينيها المتورمتان من أثر البكاء وقامت مسرعه للخارج ثم الى خارج الشقه بسرعه حتى انها لم تركب المصعد وهبطت  تجرى على الدرج دون ان تلتفت خلفها

ألقت عليه حياء نظرة أخيرة وهو مازال على جلسته المتصلبة وتركت  الباب مفتوحا وأخذت منى وغادرا  المكان وتركتاه خلفهما مثل ما نترك الاموات فى قبورهم وننصرف فى صمت ونحن ندعو لهم بالرحمه

لم تكن أحداهن تعلم اين تضع قدمها   ولا الى أين يأخذها  الطريق ولكنهما مشيا حتى وصلتا الى أقرب مسجد
دخلا مصلى النساء لايعلما هل جلسا أم هويا الى الارض ..التهالك هو سيد الموقف ..الصدمه والخوف رفيقهما

صليت حياء العصر ونظرت الى منى فوجدتها بين النوم واليقظه أحتضنتها فبكت كثيرا نزلت دموعها كالمطر فى سكون ...شعرت صديقتها أن عقلها توقف عن التفكير ولكن شىء واحد كان يدور فيه سؤال واحد فقط قد يحيهما وقد يميتهما ...تريد أن تتأكد هل حدث شىء أم لا

لم ترى أى علامات تدل على انه حدث لها شىء ولكن لم تطمئن أيضا فرؤيتها لها وهى عاريه لم تذهب ابدا من ذهنها ...من الذى خلع عنها ملابسها هى أم هو ؟ ان كان هو ؟ فلابد انه لم يتركها هكذا ..شعرت بها ترفع رأسها عن صدرها وتنظر اليها بتساؤل وتقول بوهن:

- فهمينى ايه اللى حصل ...مين اللى عمل فيا كده ..سماح خدرتنى عشان أخوها؟ وأنتى عرفتى ازاى وايه اللى جابك الشقه ؟ فهمينى ..لما هو مكنش عاوز يتجوزنى عمل فيا كده ليه فهمينى ؟ وبدأت فى الانهيار مره أخرى والبكاء الشديد حمدت الله عزوجل انه لم يوجد سواهما فى المصلى
أصرت منى أن تعلم ماذا حدث وظلت تكيل الاتهامات لسامح وأخته ..لم تستطع حياء أن تتحمل أكثر قالت بضيق:

- كفايه يا منى كفايه..سامح ملمسكيش بالعكس هو اللى أنقذك من ايديهم
منى بعينين متورمتين :
- منهم؟ هما مين

شرحت لها حياء  كل ما حدث ولكن ليس بالتفصيل وعلمت منها ان سماح احضرت لها عصير وعندما شربت منه القليل شعرت بدوخه فظنت أنه السكر داهمها مره أخرى فأتصلت بأخر رقم كان لديها وهو رقم حياء  ولم تشعر بشىء بعدها
لطمت خديها عندما علمت انه محمد ..ولكنها طمئنتها انها لم يحدث لها شىء واننا وصلنا فى الوقت المناسب
وكان السؤال المنطقى الذى كانت تخشى ان تسأله لها منذ ان بدأت الاسئله:
- أتصلتى بسامح ازاى عرفتى رقمه منين؟
حياء:
- مش وقته يا منى دلوقتى لازم نروح لدكتورة علشان نطمئن عليكى
منى بخوف:
- ليه مش بتقولى محصلش حاجه
حياء بقلق:
- معلش يا منى نطمن بس

ولكن مع الاسف لم تجد طبيبة فى هذا الوقت كلهن يعملن فى المساء ولابد من حجز ايضا
فقامت بالحجز لليوم التالى مباشرة.... لم تنم تلك الليله ابدا وظلت عيونها معلقه بسقف غرفتها تدور برأسها الاسئله ..لا بل كان سؤال واحد..ماذا لو انها حدث لها ما تخشاه كيف سيكون التصرف وقتها؟

تعلق أملها بالله الستير الرحيم الغفور وجعلت تدعو بالستر طوال الليل كلها أمل بالله ان صديقتها  لم يصيبها مكروه يقضى على مستقبلها
لم تذهب منى الى اى مكان فى اليوم تالى ظلت فى بيتها تترقب الميعاد بعيون متجمدة المشاعر
ونحمد الله مره أخرى ان اخيها هشام كان قد تزوج ولم يراها هكذا فيكشف ما يخفيه قلبها
أمها كانت فى زيارته فأفسحت لها المجال للبكاء كيفما تشاء

وبعد أذان المغرب مباشرة ذهبت حياء اليها وأستأذنت والدتها التى قد عادت للتو ان يخرجا قليلا فوافقت نظرا لثقتها بها
أتجها إلى الطبيبة التى نظرت لهما بريبه وقد علمت ماذا تريد من توقيع الكشف على منى
فقالت حياء بأقتضاب :
- أنا أختها الكبيرة وعاوزين نطمئن بس مش أكتر

مرت الدقائق ثقيله جدا جدا ورغم انها لم تتعدى دقائق معدوده الا انها مرة كالدهر شعرت بأنها تحمل قلبها بين كفيها وتخشى عليه من السقوط
خرجت الطبيبة مبتسمه وهى تقول :
- كله تمام مفيش داعى للقلق
" اااااه اللهم لك والشكر انت سترتها بسترك وغشيتها برحمتك ووسعها غفرانك وشملها عفوك يا عفو"

خرجتا من عيادة الطبيبة وكأنهما ولدتا من جديد , أخذت منى وجلسا فى أحدى الكافيتريات , جلست بالقرب منها و مسكت يدها ونظرت فى عينيها  قائلة:
- شوفتى يا منى ربنا سترنا ازاى شوفتى ..رغم كل التفريط رغم كل شىء ربنا سترنا
لازم نبدأ من جديد أرمى كل اللى فات ورا ظهرك وأنسى كل الناس دول وأبدأى من جديد
أفتحى صفحه جديده مع ربك وعاهديه انك مش هتخالى حد حبه فى قلبك مهما كان أكتر من اللى خلقك وسترك
أبدئى مع ناس محترمه أبدئى مع راجل زى أدهم صدقينى هينسيكى سامح وكل اللى حصلك معاه

منى بدموع:
- مبحبوش ..مبحبوش
حياء:
- صدقينى هتحبيه ده راجل بجد وبيخاف عليكى ..أعملى كده مقارنه سريعه
واحد مكنش يفرق معاه سمعتك ولا دراستك ولا اى حاجه ...وواحد مرديش يخرج معاكى انتى واخته الا فى وجود أخوكى
واحد كان بيدخل عليكى أوضة صحبتك بدون أستأذان وواحد كان عاوز يطلع ياكل بره علشان تقعدى براحتك رغم وجود أبوكى وأمك وأخواتك وأهله
صدقينى يا منى هتحبيه فى المستقبل ...أعملى خطوبه طويله وأتعاملى معاه وهتشوفى ولو يا ستى محبتيهوش أبقى افسخى الخطوبه

شعرت حياء أنها لا أراديا تقوم بعمل غسيل مخ لـ منى كانت مصره فى داخلها أن تجعلها ترتبط بـ أدهم بأى شكل فهى تعلم نوعية هذه الرجال جيدا لن يستطيع ان يخرج ما فى قلبه من حنان وحب الا بعد ان تكون حليلته كانت تعلم ان صديقتها ستكون بأمان معه   وكأنها تريد أن تلقى بمسؤلياتها على كتف رجل يعتمد عليه

والموقف لم يكن يحتمل العناد فوافقت منى على الخطوبه بدون مجهود
عدنا الى البيت وأخبرت والدتها بالموافقه الحمد لله ونامت تلك الليلة وهى قريرت العين ..
نامت كأنها لم تنم من قبل ..لن تتخيلوا نامت يومين متواصلين تقوم للصلاة فقط وتنام مرة أخرى ..و لا تسألوا عن عائلتها فهم لا يختلفون كثيرا عن عائلة منى !

هاتفتها منى بعد ذلك اليوم بأسبوع وأبلغتها ميعاد خطوبتها على أدهم ..وتابعت :
- انا مش عارفه ازاى هتعامل معاه انا اصلا مش بعرف اكلمه

حفلة خطوبة منى كانت جميلة جدا وعلى مستوى عائلى فقط "يعنى بالمصرى حفلة على الضيق"
وظهر على الجميع علامات السعاده والبهجة التى أختفت من على وجه منى
كانت تبتسم ابتسامات مقتضبة وسريعه لمن ينظر لها , جاءت والدته ومعها الشبكه وهى تقبل منى على خدها وتحتضنها
قال أدهم لوالدته:
- لو سمحتى يا أمى لبسيهالها أنتى أنتى عارفه انا مش هينفع

نظرت له منى باحتقان وشعرت بها حياء من مكانها فأقبلت عليها  تحدثها همسا فقالت منى :
- بيقول لامه لبسيها انتى هو خايف يلمسنى ولا ايه

شدت صديقتها على يدها وهى  تقول:
- يابنتى علشان انتى مش مراته  ومش عاوز يمسك ايدك علشان كده ..الله يخاليكى اضحكى شويه الناس مركزة معاكى شكلك كأنك مغصوبه عليه

وعندما همت والدته بنزع خاتم الخطوبه من علبة الشبكه ظهر هشام الذى كان اختفى من نصف ساعه وفى يده المأذون وهو يقول  بمرح :
- أستووووووب العريس هو اللى هيلبس الشبكه بس بعد كتب الكتاب

وكانت مفجأة سعيده جدا للجميع وتبادلوا الضحكات والهمسات الساره
و ألجمت منى وتسمرت مكانها وهى تستمع الى اخيها الذى يتحدث بسعادة عن الاتفاقيه التى فعلها مع والد أدهم ووالدته ووالدة منى التى كانت جهزت كل شىء طلبه هشام الصور والبطاقه الشخصية ورحب الجميع بهذه المفجأة الساره الغير متوقعه وخصوصا أدهم الذى أزداد نور وجهه وتألق بزواجه
وعلى العكس تماما  أنطفأ نورها وأحمر وجهها من الصدمه وهمست لـصديقتها:

- انا حاسه انى هيغمى عليا احنا متفقناش على جواز
"كان لازم تخوفها علشان توافق , شششش عاوزاهم يقولوا رفضت ليه ؟ مش شايفه الناس كلها
بتبصلك ازاى ..اسمعى كملى اليوم بس وبعدين كتب الكتاب ده مش جواز زى ما أنتى فاكره
ده عقد بس كده بس هتفضلى خطيبته يعنى "

هزت منى رأسها بالموافقه.. بينما شعرت حياء أنها أصبحت من رجال المخابرات عندما يقومون بعملية غسيل مخ لتجنيد أحد العملاء

أقبل الناس مهنئين وتم كتب الكتاب على خير والحمد لله أما  أدهم وكأنه تبدل وكأنه أصبح شخصا آخر فى ثانيه واحدة وأعتقد ان منى ايضا أصابها الذهول

فلقد أمسك يديها وقبلها وقال بابتسامه جميله:
- مبروك يا حبيبتى ربنا يجعلنى نعم الزوج الصالح ويجعلك نعم الزوجه الصالحه وقبلها مره اخرى على جبينها...
"وقام بالواجب من ناحية الشبكه  .. يعنى مثلا العقد يقعد فيه ساعه والانسيال ساعه والحركات دى بقى انتوا عارفينها"
ابتسمت حياء وهى تقول داخلها:
-  يا حلاوة يا ولاد ده طلع حبيب أهو يارب يهديكى يا منى يا بنتى يا رب
أما وجه والدتها وكأنه البدر ما أجمل عاطفة الام ...وأذا بأم حياء تشدها اليها ودموعها فى عيونها وتقول:
- ربنا يابنتى يرزقك الزوج الصالح يارب
حياء:
- خلاص يا ماما خلاص أمسحى دموعك يقولوا عليا معنسه ولا حاجه
!!

رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل الرابع عشر )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس

الفصل الرابع عشر



"الحقيقة الفرح كان هادى وجميل رغم العاركه اللى حصلت عند الكوافير لتصميم هشام وأدهم ان محدش من البنات يشيل الحجاب حتى العروسة وطبعا أنتصروا فى الاخير وطلعت العروسه ماشاء الله جميله بحجابها ومنى كمان"
أستمتعت حياء جدا برؤية منى سعيدة وحالتها النفسية مرتفعه لم يوجد ما يفسد عليها أستمتاعها سوى  الاغانى الصاخبه فى بعض الاحيان , كانت القاعه تمتاز بموقع على النيل مباشرة مما شجعها على الخروج من القاعه تركت الجميع وخرجت وهى تقول:
-  أهو حاجه أستمتع بيها بدل الدوشة دى

كان منظر النيل الهادى وسكونه يبعث فى نفسى السكون والتأمل حتى أنها لم تدرك كم قضيت من الوقت تتأمل فيه وتستمتع بالهواء العليل ولكن هادم اللذات أقتحم علها تأملاتها بكلماته المستفزة قائلا:

- الله الله سايبه الناس كلها وجايه تسرحى هنا .. أيه بتحبى ولا ايه
لم تكن فى حاجه للألتفات لترى محدثها " الجواب باين من عنوانه وصوته" فقالت ببرود:
- وأنت سايب الناس كلها وجاى تضايقنى هنا
قال كأنه لم يسمعها:
- بتحبى النيل أوى كده؟
أجابته ساخرة :
- اااه هقولك اه بحبه هتقولى يا بخته....هقولك لاء مش بحبه هتقولى يا عذابه , قديمه ألعب غيرها

وكان الرد ضحك متواصل بلا توقف ثم قال :
- وحافظه كلامى كمان
قالت بنفس النبرة الساخره:
- اه حافظاه كله من أول ايوا بغير لحد حبنا نبته ولازم نرويها... ريح نفسك بقى وبطل تكلم معايا
علت صوت ضحكاته أكثر وهو يقول :
- مش بقولك هتتعبينى
ثم تابع :
- بس على فكره دى علامه كويسه أوى ..أصل محدش بيحفظ كلام غير لما يكون معجب بيه
تجاهلت تعليقه ولم ترد لعله يتركها ويذهب ولكن واضح ان الصمت جعله يطمع أكثر فقال:
- ومش بعيد يكون أعجاب بصاحب الكلام كمان
قالت بنفاذ صبر :
- يا ابن الناس أبعد عنى أحسن لك أنا معنديش أوبشن الاسطوانات دى خالص
وبدل ما أنت قاعد تغنى على كل واحده شويه ياريت تخلص موضوعك مع منى...على فكره لسه مامتها كانت بتقولى أن فى عريس كويس أوى ناوى يتقدملها فياريت بقى تحدد أنت ناوى تعمل أيه علشان تشوف مستقبلها مع واحد تانى يكون بيحبها

سامح بجدية:
- بغض النظر عن أتهامك ليا .. لكن انا فعلا كنت ناوى أصارحها بكل حاجه علشان متفضلش متعلقه بيا وأهو الحمد لله أنا لما دخلت دلوقتى شوفتها مبسوطه وكويسه وواضح أنها نسيتنى
نظرت له بطرف عينيها وهى تقول:
- لو كانت نسيتك مكنتش عزمتك ...ولا ايه ؟
سامح بثقة:
- لا هى عزمتنى بس علشان تثبت لك انى بحبها وهاجى علشان أشوفها وبس

تعجبت حياء جدا هلى سردت عليه ايضا ما دار بينهما من مناوشات كلاميه بخصوص دعوته للزفاف ؟ ثم قالت
- يعنى انت جاى علشان تشوفها
سامح بضحك طفولى متواصل:
- لاء جاى علشان أغيظك
نجح فى أستفزازها فتركت المكان وغادرت على الفور بدلا من أن تلقى به فى النيل لتتخلص من أستفزازه الدائم لها


خلال الاسبوع التالى للفرح حدثت مصادمات كثيرة بين منى وأمها وأخوها الكبير وأخوها هشام
بسبب رفضها لفكرة زواجها من أدهم وقالت هى أن سبب رفضها انه "شخص مقفل وبيمشى رأيه وحاجات زى كده"
"طبعا العيله كلها موافقه وخصوصا هشام كان متحمس له جدا ومطمئن على منى معاه جدا
لكن هى كانت مصممه على الرفض علشان كده مامتها لجأت لصديقتها حياء  متصوره انها ليها تأثير عليها وهتعرف تقنعها "

- أهلك مش مقتنعين بأسباب رفضك
منى:
- هما حرين انا اللى هتجوز مش هما
حياء:
- كده هتخاليهم يشكوا فيكى اكتر
منى بعناد:
- لو ادهم ده آخر راجل فى الدنيا مش هتجوزه ده كان يحبسنى فى البيت ويعمل فيها سى السيد
حياء بتأفف:
- قولى أنك مستنيه سى سامح
منى :
- ايوا مستنياه أنا بحبه وأنتى عارفه
حياء بحذر:
- وتفتكرى هو بيحبك
منى مؤكده:
- يا سلام اه طبعا بيحبنى
قالت حياء مقترحة:
- طب ايه رأيك تقوليلوا على موضوع العريس ده .. والله لو كان بيحبك هيتقدملك لكن لو كان غير كده هتعرفى من كلامه
منى بعند:
- ماشى هكلمه وهحاول أقابله وهتشوفى انه هيجى يتقدملى تانى يوم
حياء بشك:
- أتمنى

أتصلت منى بسامح فى الحال وأخبرته انها تريده فى موضوع مهم جدا جدا
وأتفقت معه على الميعاد والمكان وبعد أنهاء الاتصال قالت بدهشه:
-  أول مره يقولى خالينا نتقابل عند الكليه علشان متتأخريش على محاضراتك
قالت حياء ساخرة:
- سبحان الله أخيرا أفتكر أنك البعيده طالبه وعندك محاضرات

وقبل أن تذهب منى تذكرت حلما أفزعها راودها أربعة أيام متتاليه وقامت بسرده عليها قائلة:

- شوفت نفسى فى اوضه كلها قاذورات ومقفوله عليا ومش عارفه اخرج وبصوت بأعلى صوتى وفى بره الاوضه عقرب وحيه منعنى من الخروج وانا بصوت شفتك يا مشاعر بتكسرى حته من الجدار وبتحاولى تخرجينى بس مش عارفه مشيتى ورجعتى تانى بسرعه و معاكى سامح أديتى سامح الحديده اللى كنتى بتكسرى بيها وهو أخدها منك وكسر باقى الجدار وأنقذنى

هذا الحلم أقلق حياء جدا وشعرت بأنقباض فى قلبها وشعرت بخطر ما يحوم حول صديقتها منى مما جعلها تعاود الاتصال بها يوميا للأطمئنان عليها ولم تستطع ان تفسر ذلك الحلم الا بعد هذا اليوم بثلاثة ايام وهذا اليوم كان اليوم المحدد للقاء منى وسامح داخل الجامعه , عكفت حياء فى هذه الايام على المشاركه فى تنظيم الندوات المكلفة بها هى وصديقتها نهله حتى جاء موعد هذا اللقاء المرتقب .


كانت  داخل مدرج مع فريق العمل وبجوارها نهله وهى تعلم أن منى فى هذه اللحظه تجلس مع سامح فى الخارج لتخبره منى بأمر العريس المتقدم لها ولقد كان رد فعله طبيعى جدا عندما أجابها متسائلا:
- هو بيشتغل ايه؟
منى بدهشهممزوجه بالغضب:
- نعم هو ده اللى شغل بالك هو بيشتغل ايه؟

سامح ببرود:
- عاوز أطمن عليكى
منى بانفعال:
- انت بتستهبل
قال مهدئا:
- أهدى يا منى لو سمحتى الناس بتبصلنا

حاولت أن تخفض صوتها وهى تقول بعصبيه:
- كلامك ده مالوش غير معنى واحد .. انك كنت بتسسلى بيا ..انت مش بتاع جواز
تابع بنفس النبرة الباردة:
- بصى يا منى انا فعلا أعجبت بيكى ومش عارف لو كنت حبيتك فعلا ولا لاء لكن يا منى انتى اللى خالتينى ابصلك نظرة مختلفه لما ابتديتى تتجاوبى معايا
منى بحسرة:
- مش انت الى اقنعتنى ولا نسيت كلامك ولا نسيت زعلك مني لما كنت بصدك
سامح:
- مفكرتيش انى بختبرك؟ بشوفك تنفعى زوجه تشيل اسمى ولا لاء
منى بغضب:
- أنت حقير
أحتقن وجهه وقال مهددا:
- متخاليش علاقتنا تنتهى باسلوب مش كويس انا لو كنت حقير كان زمانك بتتحايلى عليا علشان اتجوزك ولو ليوم واحد

منى بدموع:
- مش فاهمه
سامح:
- مفيش داعى اتكلم فى الحكايه دى ...المهم دلوقتى
منى بضحكه مريره :
- دلوقتى ايه؟ خلاص دلوقتى انا طلعت مستاهلش أشيل أسمك ..دلوقتى طلعت فاشله فى الاختبار..كل ده علشان صدقتك ..أستغليت طيبتى وسذاجتى وضحكت عليا
سامح:
- معاكى حق انا فعلا استغليت طيبتك وسذاجتك بس لو رجعتى لنفسك شويه هتلاقى انك مدتيش لنفسك فرصه تقولى فيها لاء ولو مره واحده وتصممى عليها..كل حاجه يا منى كنتى بتقولى عليها حاضر
منى بندم:
- أنت بتكلم كده كأنى عملت معاك حاجه غلط

قال مؤكدا :
- لا والله يا منى انا بعترف انى ملمستش منك الا ايدك ويوم ما حضنتك فى الفرح ولمسات عفويه كانت غصب عنك
لكن انا يا منى فى الاخر راجل شرقى عاوز أحب وأتحب لكن لما اجى اتجوز عاوز واحده تقفل الباب فى وشى من الاول
لم تستطع منى ان تتماسك فرت منها الدموع غزيرة ليس على الفراق فقط وانما على حالها وجهلها وسذاجتها على تفريطها فى حق نفسها وأهلها على كذبها وخيانتها لهم وتفريطها فى حقوق ربها ولابد ان يكون الجزاء من جنس العمل وها هى تأخذ الجزاء الان من سمعتها وفطرتها التى تلوثت

تذكرت منى قول النبى صلى الله عليه وسلم : "من تعجل شىء قبل أوانه عوقب بحرمانه"
"ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه" ولكن مع الاسف أكثر الناس لايعلمون

حاول سامح معالجة الموقف قائلا :
- يامنى أنتى كويسه وأى أنسان يتمناكى أرجوكى متعمليش كده ..انا اسف حقيقى انا اسف
لكنها لم تهدأ أبدا جاء فى خاطرها ان تنتقم منه وتخبره بحقيقة أخته ولكنها لم تستطع فضحها
أخذت هاتفها وأتصلت بـ حياء لتأتى إليها فربما لن تقوى قدماها على العودة وحدها ..لم يغادر سامح ظل واقفا بجوارها حتى أتت حياء ومن الوهله الاولى وبدون كلام علمت ماذا حدث وطلبت من سامح ان يغادر حتى تهدأ منى غادر ببطء وهو ينظر خلفه ربما يساوره أحساسه بالندم على ما قال أو ما فعل

أستطاعت حياء أن اهدىء من روعها وأقنعتها بأن هذا أفضل لها وان الله سبحانه وتعالى أختار لها الافضل
ولكنها كانت  تعلم انها ليست حزينة عليه بقدر ماهى حزينه على نفسها وما وصلت اليه

وفجأة جاءت سماح وجلست بجوار منى وهى تترنح وكأنها سيغشى عليها ..نسيت منى ما بها ونسيت انها اخت سامح من خدعها من قبل
وسألت سماح بلهفه :
- مالك يا سماح فيكى ايه

سماح:
- تعبانه اوى يا منى حاسه انى هموت
منى :
- بعد الشر عليكى مالك فيكى ايه
سماح بوهن:
- انا بنزف يا منى

أصيبت الفتاتان حالة ذهول  أستحييت حياء من البقاء بالقرب فتنحيت جانبا لكى تستطيع سماح الكلام بحريه
بينما قالت منى بصدمه :
-  بتنزفى ازاى يعنى ومن ايه
سماح :
- منى انا اتجوزت محمد فى السر بعد اللى حصل بينا لكن حملت غصب عنى ومكنتش أعرف ..ومن شويه وانا جايه هنا وقعت وقعه جامده حسيت بعدها بنزيف ومش قادره اقف على رجلى
منى بخوف:
- طيب يالا نروح مستشفى ولا نشوف دكتور
سماح بسرعه:
- لالا دكتور ايه ومستشفى ايه ساعتها اهلى هيعرفوا انى كنت حامل واروح فى داهييه
منى بقلق:
-  طب هتعملى ايه دلوقتى
سماح بضعف:
-  انا كنت بقابل محمد فى شقته ومعايا مفتاح الشقه قريبه من هنا خالص ممكن تيجى معايا اغير هدومى وارتاح لحد ما النزيف يقف .
 أحتارت منى ماذا تفعل بينما تابعت سماح قائلة بتمارض:
- وصلينى بس يا منى الله يخليكى للشقه وأمشى على طول مش هقدر امشى لوحدى ومقدرش اقول لحد انا فيا ايه
وأخيرا قررت منى مساعدتها ونهضت وهى تمسك بيدها لتعاونها على النهوض واقفة بينما اقتربت من حياء مرة أخرى وهى تظن أن منى ستساعد صديقتها فى الفوصول إلى مستشفى أو ما شابه وقالت :
- أستنى يا منى انا جايه معاكوا

سماح نظرت لمنى نظرة معينه وقالت:
- لا شكرا خاليكى حضرتك منى هتوصلنى البيت هنا قريب وهترجعلك تانى
منى:
- معلش خاليكى انتى يا حياء انا هوصلها بيتها هو قريب خالص من هنا

" لكن حياء صممت انها تروح معاهم على الاقل للباب العماره بلاش تطلع علشان تبقى براحتها
وفعلا راحت معاهم والعماره كانت قريبه جدا من الجامعه طلبت من منى انها تنزل بسرعه وهى هتستناها تحت"

تغير وجه سماح وتحدثت بهمس فى اذن منى فقالت منى :
-  معلش انا هقعد معاها شويه ترتاح بس وهمشى على طول ومفيش حد فوق خالص متقلقيش
أستأذنت من سماح وتنحت جانبا بـ منى وقالت بقلق :
- ايه يا بنتى هو ده بيتهم ؟

منى :
-  لاء ده بيت جوزها
حياء:
- هى اتجوزت امتى ؟
منى :
- هقولك بعدين خالينى بس اوصلها فوق الاول ارجعى انتى الجامعه وانا ساعه وهبقى عندك
صعدت سماح مع منى ولكن حياء ظلت مكانها حائرة وقلبها يعتصر خوفا وقلقا لا تعلم سر هذا الانقباض ولكنه كان كافى بان يجعلها تمشى خطوة وتقف لتنظر خلفها وفوقها ثم تمشى خطوة  أخرى , مر حوالى عشرة دقائق ولكن الوقت كان ثقيل جدا وبطيء للغايه
وأذا بهاتفها الشخصى تعلن شاشته المضيئه عن أتصال آتى من هاتف منى فأجابتها على الفور :
- ألو ايوا يا منى ....
ولكن لم يأتينى جواب ابدا عادت  بخطوات تلقائيه الى البناية  وهى تناديها عبر الهاتف ولكن لم ياتيها جواب بالرغم من عدم غلق الاتصال وفى هذه اللحظه سمعت حياء صوت سماح وهى تضحك وتتحدث ولكنها لم تفهم من حديثها سوى جملة واحدة " باى باى يا منى هابى دريمز "

حاولت حياء أن تقنع نفسها بالصعود إليهما اقنع نفسى فهى رأت الرقم الذى ضغطت عليه فى المصعد وانار به شاشته
لكن لم تستطع لم تحملها قدماها وفجأة أضاء الحلم الذى روته لها منى منذ ايام عقلها شاهدته يمر أمام عينيها ووجدت الدموع تنهمر من عينيها بدون اسباب وبدون وعى 

وجدت نفسها تهاتف سامح وعندما أجابها قالت ببكاء وشبه أنهيار:
- ألحقنى يا سامح ارجوك بسرعه الحقنا
سامح بفزع :
- مالك فيكى ايه  ..انتى فين
أرشدته إلى  العنوان وهى ترجوه ان يسرع بشدة ومن نعمة الله عليهم  انه كان لا يزال قريبا من الجامعه فبعد ان انهى حديثه مع منى وطلبت منه الانصراف لم يبتعد كثيرا

أنهى الأتصال معها وبعد عشر دقائق أخرى وجدت حياء شخص يدخل العمارة وفى طريقه الى المصعد وهو على عجله من امره ويتكلم فى الهاتف :
- خلاص يا سماح انا تحت أهو طالع على طول ...

شعرت بالرعب فولته ظهرها أصطنعت انها تتحدث فى الهاتف بينما جاء صوت شخص أخر ينادى عليه قبل ان يستقل المصعد
- يا محمد باشا ... يا باشا
محمد:
- ايه يا بنى ادم انت عاوز ايه
البواب :
- لامؤاخذه يا باشا كنت عاوزك فى موضوع
محمد :
- مش وقته
البواب :
- معلش يا باشا اصلى مسافر بالليل والناس بتوع الصيانه جايين بكره ..
وظل يتحدث معه دقائق وأنهى محمد الحديث مسرعا وشق طريقه للمصعد
وجدت حياء نفسها دون تفكير وبدون اى حسابات تستوقفه وتسألته عن أسماء ناس وهميه من سكان العماره ولكنه أكد لها على عجلة أن هذه الاسماء ليست موجوده فى العماره وأشار الى البواب وقال:
-  أسالى البواب هو يعرف السكان أكتر مني وأتجه الى المصعد مرة أخرى وأستقله وأنارة شاشة المصعد الى نفس الرقم
فكأن قلبها هبط فى أخمص قدميها وتأكدت ظنونها خرجت مسرعه من العماره وتجاهلت سؤال البواب وهى تتصل بسامح فى فزع اكبر فأجابها بصوت لاهث :
- أنا عند الكافتريا اهو ...

الحمد لله الكافتريا أول الشارع , دقيقتين ورأته قادم مسرعا يتنفس بصعوبه وهو يقول:
- فى ايه مالك ايه اللى جابك هنا

لم تشعر الا وهى تجذبه الى البناية وتجرى  به الى المصعد والبواب ينظر لهما ببلاهه وهى تهتف به:
- ألحق منى يا سامح الحق منى أختك خدتها هنا ومحمد جه من شويه
لم يستطع ان يفهم منها شيئا وهو يقول بحيرة:
- محمد ! .. سماح !   انا مش فاهم حاجه ..!!!
لقد كانت لحظة مجنونه بكل المقاييس فليس من العقل أن تستعين به وهو من هو ولكن هذا ما حدث  وأخذت تدق الباب بشدة وقلبها يكاد يتوقف من فرط الانفعال ولم يكن لديها فى كل الاحوال حل آخر