الخميس، 19 سبتمبر 2013

رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل الخامس )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس

الفصل الخامس

                         


فى اليوم التالى فى كافتريا الكليه جلست منى بصحبة سماح وهى تقول بحنق شديد:

- أنتى بتستعبطى يا سماح ازاى تقولى لسامح أنى كنت سرحانه فى المحاضرة ولا برسم ولا مش برسم مش دى حاجات بينا بطلعيها بره ليه؟

سماح ببطء شديد:

- وأنتى عرفتى منين أنى قولت لسامح كده هاااااا ؟

(أوباااااااا منى مش عارفه ترد(
ضحكت سماح بشدة وهى تقول :

- متكسفيش متكسفيش 

 بحثت منى بنظرها فى الارض عن لاشىء وهى تقول:

-  مكسفش من ايه ده انتى غريبه اوى

تابعت سماح بخبث :

- اومال يعنى يا هبله مين اللى قاله على معاد وصول سيادتك الجامعه

ومين اللى قاله انتى بتنزلى فيييييييين وبتعدى منيييييين ههههههههههههههه 

قالت منى بتوتر شديد :

- بصى انا مش هرد عليكى بس لو سمحتى بعد كده الحاجات دى خاليها بينا

حاولت سماح كتم ضحكاتها:

-  خلاص يا منى متزعليش انا والله مكنش قصدى أقوله حاجه بس هو لما سألنى على مواعيدك وانه عاوز يشوفك الكلام جاب بعضه يعنى مكنش قصدى , بس قوليلى بقى هو كان عاوزك ليه

منى تتصنع الامبالاة :

- عادى يعنى بيسلم عليا قبل ما يمشى ما أحنا بقينا أصحاب بقى

غمزت لها سماح بخبث وهى تقول سماح :

- أصحاب يا منمن

منى بجديه:

- بصى يا سماح الامتحانات خلاص فاضلها أقل من اسبوعين ممكن نركز بقى

سماح :

- فكرتينى عاوزين نجمع اللى فاتنا بسرعه فى مذكرات لسه مجبتهاش بيقولوا هيجى منها الامتحان

تعجبت منى من حالهما معاً وقالت:

-  بيقولوا هو احنا مش معاهم ولا ايه ده احنا ضايعين خالص

سماح :

- المهم يالا نشوف البت عزة الدحاحه دى أكيد معاها كل المهم

منى:

-  يالا

( الحمد لله المذاكرة شغاله كويس والمذكرات عمله عمايلها)
وطبعا سامح وفا بوعده وبيكلم منى كل يوم يطمن عليها ويطمنها على نفسه المكالمه لاتتعدى الخمس دقايق فى كل الاحوال وطبعا المكالمه لا تخلو من عبارات الغزل الغير مباشرة
لكن برضه منى مكنتش بتديله عقاد نافع ولما بتتزنق اوى بتغير الموضوع او بتتعلل ان فى حد جنبها
لكن كانت دايما تقوم بعملية الفحص اليومية الصباحيه والمسائيه للميدالية والقلب والمفتاح وحرف s المنقوش عليها

(آخر يوم فى الامتحانات)

- يااااااااه يا منى هو احنا بنذاكر ولا داخلين سبق انا حاسه ان المواد كانت بتجرى ورايا

منى ضاحكة:

- طبعا يا بنتى بنذاكر فى شهر اللى مذاكرناهوش فى سنه , بس خلاص الحمد لله الامتحانات عدت على خير انا متفائلة

سماح :

-  يارب خالينى متفائلة زيها كده....
ثم تابعت بشغف طفولى :
- ها ياجميل النهاردة آخر يوم مش هنحتفل بقى 

منى بضحك:

-  ايه هنعمل عيد ميلاد يعنى علشان خدنا الاجازة

سماح:

-  لا يا ماما اكتر من عيد ميلاد ......ششششش أحنا هنروح السينما

منى :

- يا سلام مين بقى اللى قال كده

سماح بثقه:

- أنا هو انتى تقدرى تقولى لاء

منى :

- ولو قولت لاء يعنى هتعملى ايه هتعلقينى

سماح مش لوحدى مرفت وأسماء هيعلقوكى معايا ده احنا متفقين من أسبوع حرام عليكى
مش شايفاهم جاين مظبطين نفسهم النهارده ازاى
منى :

- أاااااااه علشان كده وانتى بقى مش مظبه نفسك ليه ولا أه صحيح انتى مظبطه نفسك على طول

سماح بغرور:

- تنكرى

منى :

- لالا منكرش طبعا

سماح:

- ها يامنى قولتـــ     ,  قاطعتها رنة تليفونها 

سماح بأستغرب:

-  ايه ده دى ماما 

منى :

-  طب وفيها ايه مالك أستغربتى كده 

سماح:

- مفيش أصلها مش متعوده تكلمنى وانا بره ......
- ألو أزيك يا حبيبتى عامله ايه

وفجأة قفزت  من مكانها مفزوعه:

- ايه بتقولى ايه سامح ..أمتى ......أزاى

منى أتفزعت هى كمان ومش عارفه ايه اللى حصل :

- فى ايه يا سماح ماله

وضعت سماح هاتفها فى حقيبتها وجمعت اشيائها سريعاً:

- انا ماشيه يا منى  سلام

منى جريت وراها , أستنى يا سماح قوليلى فى ايه
خطت سماح خطوات سريعه وهى تقول بأنفاس متقطعه :

- مش عارفه يا منى ماما بتقول سامح أتصاب فى التدريب ونزلوه أجازه 

منى أتخضت وأتفزعت جدا :

- ايه اتصاب وهو عامل ايه دلوقتى

سماح وهى تشير  لتاكسى:

-  مش عارفه لما اشوفه هبقى اكلمك

منى :

- وانا لسه هستنى انا جايه معاكى , وراحوا على البيت هما الاتنين  وطلعوا جرى على  السلالم  

سماح خبطت بلهفه وهما الاتنين بياخدوا نفسهم بصعوبه
محمد فتحتلها الباب وأتخض من منظرهم وهما مش عارفين ياخدوا نفسهم
- فى ايه يا محمد سامح فين وحصله ايه

محمد:

- براحه شوية مالكوا كده أهو جوه فى أوضته 

مامتها :

- متخافوش كده يا بنات الحمد لله أنها جت على أد كده

دخلت سماح ومنى وراها من غير تفكير وبمنتهى اللهفه
- سامح حصلك ايه يا خويا ايه ده دراعك ماله 
سامح وهو ينظر لمنى :

- متخافيش يا سماح متخافيش انا كويس

سماح :

- مخافش ازاى ايه اللى حصلك

دخل محمد خلفهم وقال بمزاح:

- متخافيش يا ستى أخوكى ده عامل زى القطط بسبع ترواح دى أصابه خفيفه فى كتفه ايه هتعملوه قطز

سامح بصله وشاور لسماح عليه , لو شوفتوه فى المعركه اقتلوه
سماح بضحك:

- الحمد لله ده انا اتخضيت حتة خضة عليك...
التفت لمحمد وقالت :
- طب هو اتصاب انت بقى نزلوك اجازة ليه 

محمد باستعراض:

- اومال يابنتى انا محدش يقدر يقولى لاء هناك

سماح بضحك:

- لا يا شيخ

منى انتبهت انها واقفة ساكته وابتدت تهدى شويه خصوصا بعد ما اتطمنت عليه:

- حمدالله على السلامة

سامح :

- الله يسلمك

منى:

- بسيطه الحمدلله ؟

سامح:

- الحمد لله ...اطمنى

سماح بابتسامه خبيثه وتوجه حديثها إلى محمد  :

- منى اول ما سمعت الخبر جات جرى قولتلها يا بنتى خاليكى وانا هطمنك قالتلى لاء هو انا لسه هستنى وصممت تيجى معايا...وضحكوا هما الاتنين

شعرت منى بالحرج الشديد ونظرت إلى سماح نظرة سريعه بعتاب وقالت :

- طيب أستأذن انا بقى
 أستوقفها سامح :
- أيه يا منى بسرعه كده أستنى شويه

منى بأحراج:

- معلش أصلى...أصلى مقولتش لماما انى هتأخر 


دخلت أم سماح فى اللحظة دى قائله :

- ايه يا حبيبتى ماشيه بسرعه كده انتى لحقتى تاخدى نفسك حتى

منى:

- معلش يا طنط أصل ماما متعرفش أنى هتأخر

الأم:

- طب ما تكلميها فى التليفون ميصحش تيجى وتمشى كده بسرعه حتى متشربيش كوباية ميه

تدخلت سماح قائلة:

- خلاص يا ماما انا هتصرف
وأخذت منى خارج الغرفة وهمست لها:
- متكلمى مامتك قوليلها انك هتتأخرى عندى شويه

منى :

- لا يا سماح هتقولى ليه ومش ليه أقولها ايه بقى

سماح:

- قوليلها انى تعبت بعد الامتحان وانتى اضطريتى تروحى معايا البيت

منى :

- لا طبعا انا مش بحب أكدب على ماما

سماح:

- دى كدبه بيضه مش هتضر

منى :

- لا ياستى 

سماح :

- والله يا منى لو مشيتى دلوقتى هزعل منك جدا وبعدين يعنى هو الواد اللى مرمى جوه ده مش يستحق انك تقعدى معاه شويه اطمنى عليه هى دى الصحوبيه برضه

منى متردده جدا وعاوزه تمشى بس من جواها عاوزه تقعد

حسمت منى قرارها أتصلت بوالدتها وقالت :
- صحابى ماسكين فيا عاوزين يخرجوا بعد الامتحان يتمشوا شويه وأستأذنت انها تروح معاهم
 (ياسلام على الادب)

مامتها وافقت طبعا لانها كانت شايفاها بتذاكر ازاى وقت الامتحانات بس على شرط انها متتأخرش ومتروحش فى حته بعيد , منى فرحت جدا طبعا قفلت مع مامتها وهى ضميرها مستريح

( قال يعنى كده مكدبتش(

رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل الرابع )

أكتشفت زوجى فى الأتوبيس

الفصل الرابع



الساعه الحادية عشر ظهرا داخل الجامعة , منى قاعدة فى المدرج بتكتب ورا الدكتور أو هكذا يظن من ينظر لها
لكن فى الحقيقة منى قاعدة تشخبط شوية وتكتب أسمها شوية وترسم قلب شويتين

سماح بهمس:
- مالك يا منى سرحانه فى ايه
منى منتبهه:
- هه بتقولى حاجه
سماح :
- لااااااا ده مش هنا خالص
منى فعلا مش هنا وخلصت المحاضرة والحمد لله منى مفهمش حاجه
سماح:
- أيه يا منى كنت سرحانه طول المحاضرة مكتبتيش ليه دى الحاجات المهمه فى المادة
منى :
- مش أنتى كتبتى
سماح وهى تجذب أول كرسى يقابلها فى الكافتريا:
- أقعدى هنا لما اروح أجيب حاجه ناكلها أنا هموت من الجوع
منى :
- لالالالالا متعمليش حسابى انا مش جعانه
سماح :
- لاااااه ده أنتى حكايتك حكاية النهارده أستنى لما أرجعلك
جلست منى على الكرسى وطلعت الموبايل قلبت فيه شويه أول ما سماح رجعت حطته فى شنطتها تانى
سماح :
- أيه بقى يا هانم ايه حكايتك
منى:
- مفيش حاجة يا سماح اسكتى بقى
سماح وهى ترفع حاجبها للأعلى :
- منى أعترفى أحسنلك انا عارفاكى كويس
منى بتوتر:
-  انتى هتعملى فيها مفتش المباحث بقولك مفيش حاجه كل ده علشان مش عاوزه اكل خلاص يا ستى هاااكل ها ارتحتى
سماح بنفس الطريقة:
-  الله أكبر هو أنت وقعت ولا الهوى اللى رمالك
زاد توتر منى وهى تقول:
- وضحى كلامك لو سمحتى
سماح :
-  على ماما ده انا ماما
منى :
- انتى غريبه اوى النهارده
سماح :
- انا برضه اللى غريبة اومال انتى تبقى ايه هو انتى مش شايفه نفسك ولا ايه
سرحان شخبطه وقلوب وملكيش نفس تاكلى
منى :
- ايه يعنى فيها ايه دى
سماح :
- دى فيها وفيها وفيها كمان
منى وقد بدأت تتوتر فعلا :
- فيها ايه
سماح وهى تتمايل وتلحن كلماتها:
-  فيها حب جديد وبشكل شديد
 نهضت منى وقالت بعصبية :
- انتى شكلك اتجننتى , وانتى بصى ......أنا ماشية
أوقفتها سماح وهى تقول  :
- أقعد بس يا جميل متعصبش نفسك
جلست منى مرة أخرى وقد احمر وجهها بشدة أحمر من كثرة الانفعال
بينما قالت سماح مهدئة للموقف:
- خلاص يا منى خالينا فى الامتحانات المحاضرة النهارده كانت مهمه اوى
منى :
- اه منا عارفاكى بتحبى محاضرات الملغى والمهم
سماح وهى تحرك يدها فى الهواء مبالغة :
- هى دى اللى فيها البهاريز
جذبت منى الكتاب وقالت:
- طب كلى أنتى على ما أنقل منك
سماح :
- طب خلصى بسرعة علشان انا ماشيه
منى باستغراب:
- ماشية ليه دلوقتى لسه فيه محاضرة
أصطنعت سماح الخجل وهى تقول:
- أصلى عندى معاد راند فو يعنى
منى مندهشة:
- معاد.. معاد مع مين
تابعت سماح بنفس الطريقة  :
- مع حمادة
منى:
- حمادة مين؟
سماح:
- أخص عليكى يا منى كده تنسى محمد
منى :
-  اااااااه محمد معاد ايه ده بقى
سماح :
- انتى مبتفهميش بقولك راند فو
حاولت منى استدراج سماح لتعرف معلومات أكثر فقالت :
-  امممم لوحدكوا؟
سماح بخبث:
- طبعا لوحدنا اومال انتى فاكره هيكون معانا ميييييييين
منى كأن الموضوع لا يشغلها:
-  لا ابدا بسأل بس أصلك اول مره تخجى معاه لوحدكوا يعنى
سماح بتنهيده:
-  ااااه عاوزه اشوفه قبل ما يمشى بيوحشنى اوى

منى قلبها دق بسرعه والقلم وقع من ايدها وهى بتكتب رفعت عنيها لسماح :
- ايه ده هما أجازتهم خلصت خلاص
سماح :
-  اه مع الاسف ماشيين بكره بعد الظهر وشكلهم المره دى هيتأخروا بيقولوا عندهم تدريبات ضرب نار حى والتدريبات دى رخمه اوى بيتأخروا فيها جدا
أكملت سماح باهتمام :
- تعرفى يا منى انا ببقى قلقانا عليهم هما الاتنين لما بعرف انهم عندهم التدريبات دى كذا مره سامح يقولى ان فلان أتصاب وعلان مش عارفه حصله ايه ربنا يستر عليهم
منى لم تستطيع ان تتمالك أعصابها أديها تلجت جدا وظهر القلق عليها بشكل ملحوظ وسرحت فى كلام سماح
سماح :
- ايه سرحتى تاااااااانى

منى تحاول أن تخفى مشاعرها:
- لالالا مفيش وحطت عنها فى الكتاب وكملت اللى كانت تعمله بس روحها مكانتش معاها

بعد ما خلصت سماح اخدت كتابها وأستأذنت علشان ماشيه رايحه معادها
مسكت الموبايل وفضلت تلعب فى الزراير عاوزه تكلمه تسلم عليه بس خايفه ومكسوفه خصوصا بعد الرساله الاخيرة فاكرينها ( أيوا بغير)
حضرت المحاضرة التانيه ورجعت البيت وهى هائمه على وجهها
دخلت سريرها وفضلت تبكى تبكى ومش عارفه ايه السبب حتى نامت من كثر البكاء

فى الصباح وهى منتظرة الاشارة لتعبر الطريق الى باب الجامعه
سمعت همسه فى ودنها (منى)
التفتت منى بانزعاج وجدته أمامها وملابس الجيش زادته جاذبيه ووسامه
منى :
-  سامح!
سامح بدون مقدمات :
- مكنش ينفع أمشى من غير ما أشوفك
نظرت حولها وهى تخفى مشاعر الخجل بين مشاعر القلق والتوتر التى ظهرت عليها ولم تجيبه :
سامح برجاء:
- ممكن نقعد مع بعض شويه
منى بتردد :
- مع بعض ازاى يعنى لالالا مينفعش
سامح سكت سكوت الواثق وشبك ذراعيه أمام صدره ثم ذهب بعينيه للأعلى وعاد اليها بنظره مره أخرى
ومط شفتيه بخيبة أمل قائلا:
-  أنا آسف انا كنت فاكرأنى أفرق معاكى عموما أشوف وشك بخير  اسف انى ضايقتك بوجودى دلوقتى مع السلامه والتفت ليمشى
منى وهى تمد يدها فى الهواء وكانها تمسك به:
-  أستنى ...اااا انت رايح فين
سامح بنظرة مكسورة:
- ماشى
منى بعطف:
-  انت فهمت غلط أناااا ..انا بس.. طيب هنروح فين
سامح بفرحة
- تعالى 
دخلت منى سريرها للمرة التانيه لكن هذه المره كانت سعيده وحيرانه
وأغمضت عينيها وهى تسترجع لقاء اليوم المفاجىء وماحدث فيه وأخذت تسترجع الحوار الذى دار بينهما وهم جالسين فى هذا المكان الراقى الجميل والذى زاده جمالا هو منظر النيل الرائع بصفحته الزرقاء الجذابة والنسيم يداعب خديها وسامح ينظر لعينيها

- منى؟
- هه
- سرحانه فى ايه
- ابدا بس بحب النيل
- يا بخته
شعرت منى بخجل شديد وسمعته يناديها للمره الثانيه
- منى؟
- ايوا
- تعرفى ان دى اول مره ازعل أوى كده لما الاجازة تخلص
- ليه؟
- مش عارفه ليه؟
حاولت منى تغير مجرى الحديث قائلة:
-  سماح قالتلى انك عندك تدريبات خطيرة
- اه فعلا
- خلى بالك من نفسك
- خايفة عليا؟
- طبعا
- ليه؟
- مش أحنا خلاص بقينا اصحاب
رد مستنكرا :
- أصحاب؟ بس كده

قاطعهم الجرسون: الطلبات يا فندم
- متشكر
- شكرا
منى بتحمد ربنا ان الجرسون جه فى معاده مظبوط وغيرت مجرى الحديث  للمرة التانيه :
-  انت بتشرب شاى وقهوة بس ؟

مش قادر يمسك أعصابه وشغال نقر على الترابيزة , وفجاة قال بأنفعال:
- انتى كل شويه تهربى
حاولت منى الهروب من نظراته وتصنعت المزاح قائلة:
-  أهرب وانا اهرب ليه انا معايا فلوس وهدفع تمن العصير بس القهوة دى متخصنيش ماليش دعوة

سامح بانفعال:
- طيب يا منى انا مش هضغط عليكى
تابعت منى بنفس الطريقة:
-  سماح قالتلى انك هتتأخر المره دى
- ايوه
- أد أيه يعنى
- مش عارف شهرين ثلاثه على حسب
منى منزعجه :
-  ايه شهرين ثلاثه
سامح بمرارة :
- قال يعنى هوحشك أوى
منى بتلعثم:
- طبعا ما أحنا ......
 قاطعها سامح بمرارة أكبر :
- عارف أصحاب
منى :
- هتبقى تكلمنى
نظر لها  وكأنه يريد ان يقتحم أعماقها :
- هكلمك كل يوم وكل ساعه
عادت بنظرها إلى صفحة النيل  لكنها تشعربنظراته تخترقها من كل جانب

أخرج سامح من جيبه ميدالية مفاتيح على شكل قلب دهبى متدلى يتوسطه مفتاح صغير دهبى ايضا:
- أتفضلى
قلبتها فى يدها بأعجاب وهى تقول:
- ايه ده ؟
سامح :
- هدية بسيطه علشان تفتكرينى وانا غايب
منى :
- ليا انا ؟ ليه؟

 أعتدل فى جلسته ومال للامام وهو يقول بأهتمام :
-  أقولك  , سماح قالتلى أمبارح انك كنتى سرحانه فى المحاضرة
منى متفجأة :
- ايه لا ولا سرحانه ولا حاجه بالعكس كنت مركزه جدا
سامح :
- وهو اللى مركز جدا يقعد يشخبط ويرسم قلوب
منى أحمر وجهها من الانفعال والخجل:
- أختك دى بتستهبل وحسابها معايا بعدين وانا مكنتش سرحانه ولا برسم حاجه

أكمل سامح وكأنه لم يسمعها:
-  أنا قولت اديهولك فى ايدك بدل ما ترسميه
منى وهى تحاول ألتقاط أنفاسها من الانفعال:
-  هو ايه ؟
سامح بثقة :
- القلب.....
وتابع:
- كنتى بترسمى قلب غيران وأشار إلى صدره موضع قلبه
ثم وجه سبابته تجاهها وأكمل :
- ولا قلب لسه حيران؟

نهضت منى وقالت بتلعثم:
-  انت مش قولت انك هتمشى الظهر
سامح:
- عاوزانى امشى؟
منى:
- مش انت اللى قولت الظهر
سامح :
-  طيب ماشى بس كنت عاوز أستسمحك
منى:
- تستسحمنى من ايه؟
قال بأستعطاف :
- يعنى لو جرالى حاجه أبقى سامحينى
منى بسرعه :
- متقولش كده بعد الشر عليك
نهض واقفا وعلى وجهه أبتسامه عريضه :
- خلاص انا كده همشى وانا مطمن


وعندما تذكرت منى هذه الابتسامة أبتسمت واغمضت عنيها وأخدت الوسادة بين ذراعيها لتنام

موبايلها رن لا مش اتصال دى رساله تانيه
- (لا اله الا الله)
ردت عليها بسرعه
- (محمد رسول الله)


على رأى الشيخ خالد عبدالله (ياواد يا مؤمن)

رواية أكتشفت زوجى فى الأتوبيس ( الفصل الثالث )

أكتشفت زوجي فى الأتوبيس

الفصل الثالث



منى خلصت المحاضرة الاولى وطلعت تقعد فى الكافتريا قبل ما تدخل المحاضرة اللى بعدها
وهى مش مصدقه نفسها أنها بقت بتحضر وتواظب على الحضور أمتحانات آخر السنة على الابواب ربنا يستر

الموبايل رن أيه ده سماح قررت تتعطف وتكلمنى
- ألو يا هانم
سماح بسرعة:
- أنتى فين
منى بسخرية:
- هكون فين فى الكلية طبعا
سماح بتكمل بسرعة :
- أطلعي لى بره بسرعة بسرعة
منى باستغراب:
- بره فين هو فى ايه
سماح :
- بطلى لماضه واطلعى بره بسرعة مستنياكى عند الباب الحته اللى بنتقابل فيها
منى باستغراب أكتر:
- يابنتى فى ايه بس قولى
سماح :
- يالابقى يا منى خلصى هقولك لما أشوفك

خرجت منى وأتجهت ناحيه المكان اللى بيتقابلوا فيه
وجدت سماح منتظراها
منى بصوت عالى :
- أيه يابنتى فى أيه
سماح مدتهاش فرصه مسكتها من أيدها وشدتها وجريت بيها لعبور الطريق
منى بتجرى معاها بانفاس متلاحقة:
- فى ايه يا سماح فهمينى واخدانى فين  طب حاسبى العربيات هتخبطنا حاسبى
بعد ما عبروا الطريق بسلام والحمد لله
جذبت يدها من سماح بالقوة وأتكلمت بانفعال شديد:
- ايه يا سماح كنتى هتموتينا يا مجنونه فى ايه بتسحبينى وراكى كده ليه مش هتبطلى جنان بقى

سماح بضحك :
- والله أنا ماليش دعوى انا بنفذ الاوامر وأدت التحية العسكريه وهى تنظر خلف منى
ألتفتت منى وجدت سامح واقف وراها بابتسامته الجذابه قال:
- أزيك يا منى
منى تنحنحت وردت بتعثر:
- الحمد لله
للمرة الثانية جذبتها سماح من يدها اربع خمس خطوات أخرى
منى باستنكار:
-  ايه يا سماح؟
سماح نظرت إلى شاب يقف أمام سيارة سبور وفالت:
-  أعرفك ده بقى محمد صاحب أخويا
محمد بعد نظرة متفحصة قال بابتسامه:
-  أهلا وسهلا أنتى بقى منى
ومد ايده عاوز يسلم عليها
منى تركته ويده ونظرت لسماح التى قالت باستنكار:

-  ايه يا منى محمد بيسلم عليكى
بدون شعور نظرت منى إلى سامح كأنها تقول:
- أعمل أيه
سامح بتشجيع:
- ده محمد صاحبى يا منى متقلقيش
مدت أيدها وسلمت
محمد بمزاح:
- هو انا هخطفك يعنى
لف محمد بسرعه وركب العربيه وجلس خلف عجلة القيادة

 وقال :
- يالا يا جماعه
نظرت منى إلى سماح وقالت :
- يالا فين؟
سماح فتحت الباب الخلفى وتقريبا دفعت منى :
- اركبى بس دلوقتى يالا هنتمشى شويه متخافيش
سامح:
- يالا يا منى الطريق واقف (طريق ايه العربيه عند الرصيف)
محمد :بيب بيب بيب بيب بيب

ركبت منى فى الخلف بجوار سماح وركب سامح بجوار صديقه
منى بقلق واضح لسماح:
- احنا هنروح فين دلوقتى
التفت اليها سامح من الكرسى الامامى ووجه يده لها على هيئة مسدس وقال بجديه مضحكة :
- أنتى مخطوفه يا آنسه نيااهههههههااااااااا عمليه نظيفه ميه الميه
سماح ومحمد فطسانين من الضحك ومنى بتبتسم بقلق
(يا ترى هنروح فين انا خايفه حد يشوفنى يارب استر يارب انا ايه اللى خلانى اعمل كده لو حد شافنى هتبقى مصيبة)
مرعوبه سنانها بتخبط فى بعض قلبها بيدق جامد جامد
(يارب أستر ومحدش يشوفنى)
أيه ده أحنا رايحين الاهرامات؟

سماح :
- أومال يعنى هنروح باريس
سامح ملتفتا لها :
-  أيه مش بتحبيها هى كمان ؟
أبتلعت منى ريقها وردت :
-  يعنى ايه هى كمان دى
سامح مداعبا :
- ايه نسيتى الشاى المسكين اللى سايباه يتعذب
محمد باستغراب:
- شاى؟  شاى ايه ده اللى بيتعذب على أخر الزمن
دفعه سامح فى كتفه قائلا :
- خليك فى حالك
(خفق قلب منى بشده من القلق والخجل)
وأخيرا وصلوا

بصراحة منى أول مرة تشوف الاهرامات فى الواقع مش فى التلفزيون بس بصراحة روعة والاروع والاجمل هذا الهواء العليل وكأن هذا النسيم شعر بقلقها فقرر ان يداعبها ويحوم حولها ويتخلل الى رئتيها بهدوء ولطف

قررت سماح فجأة أن تركب الجمل وجرت خلفه مثل الاطفال  :
- أستنى يا عم أستنـــــــى
صاحب الجمل: نخخخخ نخخخخ

قرر محمد ان يفعل مثلها وركب جمل آخر :
- أستنى يا سماح تيجى نعمل سباق
سماح تلتقط أنفاسها وتتكلم بصعوبة :
- سباق ايه ده كفايه بس يمشى

فى هذا الوقت وقف سامح ومنى وحدهما يلوحان لراكبى الجملين
التفت سامح لمنى قائلا:
- تحبى تركبى زيهم
منى بسرعه :
- لالالالالا مينفعش
سامح :
- ليه بس
منى :
- معلش انا هتفرج بس
سامح متابعا حديثه :
- طيب أتفرجى بقى على صلاح الدين الايوبى ده
ركب سامح على الحصان بخفه ورشاقه واخذ يدور حول منى بهدوء وكأنه خيال منذ زمن
منى ضاحكه :
- ايه أنت بتحارب ولا ايه
سامح بنبره جاده :
- فعلا أنا بحارب
منى :
- ها وبعدين كسبت المعركه ولا خسرتها
سامح بنفس النبرة :
- انا عمرى ما أخسر أبدا
منى تضع يدها على عنينها :
- بطل بقى تلف حوليا انا دخت كده
سامح:
- مينفعش أبطل أنتى خلاص وقعتى فى الأسر
نظرت منى اليه وهو يكمل حديثة :
-  أنتى خلاص بقيتى أسيرتى
كملت منى كلامها شكلها الحوار عجبها:
-  طيب معلش أطلق سراحى ومش هعمل كده تانى
سامح :
- بقى تحاربينى وتقولى معلش
منى باستغراب :
- أنا ؟ وانا معايا ايه بقى أحاربك بيه
سامح وقد أقف الحصان ومال للامام ناظرا إليها بعمق

 ( تثبيت ):
-  عنيكى الحلوة دى

منى غرقت فى شبر ميه وأحمر وجهها خجلا وقالت :
- أناااا هروح أتمشى شوية

مشيت منى بسرعه وكأنها تركض كانت عاوزه تهرب من قدامه بأى شكل
باعدت منى خطواطها ورغم الهواء حولها من كل جانب الا أنها شعرت بسخونه شديدة فى جسدها وكأنها محمومة
قلبها كان بيدق بسرعة وبتحاول تسيطر على نفسها مش عارفه حتى وجدت بعض الصخور فجلست تلتقط أنفاسها
(أعذروها يا جماعة أول مرة حد يقولها كلمة حلوة )

شوية والموبايل رن
- ألو
سماح:
- أيه يا منى أنتى فين
منى :
- أنا بتمشى شوية
سماح :
-  كده هنتوه من بعض أرجعى من نفس الطريق وقابلينا يالا
منى باستسلام :
- طيب
رجعت منى من نفس الطريق لحد ما شافتهم جايين عليها مقدرتش تبص لسامح خالص
حاولت تتماسك وتركز على سماح

سماح بانزعاج:
-  كده يا منى قلقتينى عليكى أفتكرتك توهتى ايه اللى خلاكى تسيبى سامح وتمشى لوحدك كده
رد سامح بسرعه :
- منا قولتلك راحت تتمشى أهمدى بقى
منى بتوتر:
-  ايوه ايوه بتمشى خلاص يا سماح متعمليش فيها بنت خالتى
محمد :
- طب يالا ناكل بقى أنا مت من الجوع

خلصت الفسحة وهما راجعين طلب محمد من سامح أنه يسوق مكانه شوية
وطول الطريق وهما راجعين سامح عينه على منى الجالسه خلفه
كل ما تبص تشوفه باصصلها فى المرايه تدور وشها

محمد :
-  أه الجمل ده مرهق أوى
سماح :
-  أنا حاسه انى لسه راكباه وبتمرجح بجد دوخت
محمد متابعا :
- ها يا منى الاهرامات عجبتك
منى :
- اه اه جميلة
محمد :
-  ده أنتى اللى جميلة
منى أتكسفت جدا جدا تقريبا ده يوم الغزل العالمى
سامح بنبرة حادة موجها كلامه لمحمد :
- جرى أيه يا أمورأنت مستغنى عن لسانك ولا أيه
محمد :
-  ايه يا عم انا قولت حاجة والتفت الى منى خلاص يا ستى أنتى مش جميلة أنتى قمر بس
ضغط سامح فرامل السيارة وتكلم بنبرة أكثر حدة :
- أنا ما بهزرش يا محمد

ساد جو من التوتر داخل السيارة تكلم محمد معتذرا :
- خلاص يا سامح انا اسف يا سيدى مكنتش أعرف
سامح بحدة :
- مكنتش تعرف أيه
محمد :
-  لا ولا حاجة
سماح تكلمت محاولة لتخفيف جو التوتر :
- يالا يا سامح بقى أحنا واقفي فى نص الشارع
خبطت محمد بخفه على كتفه :
- أتلم
ثم غمزت بعينيها لمنى قالت بصوت منخفض جدا :
- يا جامد انت

أدار سامح محرك السيارة وأنطلق بها من جديد وهو لا يدرى أنه أنطلق أيضا بالقلب لذى يقبع خلفه وقد أبتلعها الكرسى من كثرة أنكماشها فيه تعصف بها مشاعر عديدة بين التوتر والقلق والحب

دلفت منى الى سريرها وتدثرت بالغطاء بشكل كامل لتخفى الابتسامة التى لا تريد ان تفارقها منذ ودعتهم بالقرب من بيتها
أغمضت عينيها لتنام فشعرت باهتزاز الموبايل تحت الوسادة فاحتارت هل هذه أهتزازات الفيبريشن أم قلبى هو الذى يرتعش
أخرجت الموبايل ونر فيه فوجدت رسالة من رقم غريب فتحت الرسالة فوجدت فيها جملة واحدة من كلمتين
 
  ))أيوا بغير  ((