الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل الخامس والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الخامس والعشرون


جلس الحاج حسين بجوار زوجته وهو يعاتبها :
- ليه كده يا عفاف أنا مش قلت محدش يفتح فى القديم تانى
حاولت أن تسيطر على أنفعالها وهى تقول:
- يعنى أقف أتفرج عليها وهى بتهد بيوت عيالى يا حاج ... لا والله ده لايمكن يمر بسهوله أبدا كله إلا ولادى أنا صبرت عليها كتير لكن توصل لخراب البيوت
تابع حسين حديثه معاتباً:
- من أمتى يا عفاف وأنتى بترديلى كلمه
قالت عفاف بلوم:
- يا حاج أنا سمعت كلامك كتير وأتعاملت بالحسنى مع فاطمة ..
ياما كنت بتقولى معلش غيرانه خديها على قد عقلها لكن الغيره توصل لكده ومع ولادك وتقولى مفتحش القديم
نظر لها بحده قائلا :
-  وأستفدنا ايه بقى ...
كل اللى أتقال مش هايصلح حاجه وأدينى أتصلت بإيهاب ومريم قالتلى مش عاوز يتكلم ونايم من ساعة ما رجعوا البيت وايمان كمان شيطانها هيألها ان عبد الرحمن كان مصدق الكلام ده ..
وأنا كمان قلت نأجل زيارتهم لبكره أهو يكون عبد الرحمن رجع وتكون النفوس هديت شويه...
ثم ألتفت وكأنه تذكر شيئا وقال:
- أومال يعنى مشوفتش يوسف من ساعة ما رجعت
أنتبهت هى الاخرى وقالت:
- والله ما أعرف راح فين ... فجأه كده أختفى
قالت وقد بدا عليها القلق:
- طب والفرح والناس اللى عزمناهم ..دى شقة مريم خلاص خلصت وهدومها أترصت فيها هى ويوسف
قال فى حسم:
- كل كوم والفرح ده كوم تانى ..الفرح هيتعمل فى معاده مش هيتأجل يوم واحد
""""""""""""""""""""""""""""""""
طرقت ايمان باب غرفة ايهاب وهى تقول:
- إيهاب يالا علشان تتغدى
أتاها صوته الحزين:
- ماليش نفس يا ايمان أتغدوا انتوا
فتحت الباب ودخلت إليه فوجدته يجلس على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه ..عندما شعر بها قال دون أن يرفع رأسه:
- لو سمحتى يا ايمان سيبينى لوحدى دلوقتى..
جلست بجواره وربتت على كتفه وهى تنتزع أبتسامتها أنتزاعا وقالت:
- يا ايهاب أنت قاعد لوحدك من أمبارح لازم تخرج من الحاله دى دلوقتى لازم نتكلم .. يوسف عاوز يتكلم معاك كلمتين
رفع رأسه تجاه الباب فوجد يوسف يقف مستندا الى حافته وقال:
- ممكن أدخل يا باشمهندس
قال دون ان ينهض :
- أتفضل يا يوسف
قال يوسف متفهما:
- أنا حاسس بيك بس الحكايه متتاخدش قفش كده بطل الحمقه بتاعتك دى ده أنت مدتهاش فرصه تنطق .......
قاطعته ايمان:
- والله فرحه بتحبك اوى يا ايهاب
قال دون ان يتلفت اليها:
- صدمتنى يا ايمان آخر واحده كان ممكن أتخيل أنها تعمل كده كنت فاكرها حافظانى وفاهمانى وأى حد هيجيب سيرتى فى غيابى هتدافع عنى من غير حتى ما تسألنى
حاولت أن تداويه وهى المجروحه وقالت:
- متظلمهاش يا إيهاب أى واحده فى مكانها هاتتلخبط ومتعرفش تفكر
لم يأتيها منه ردا فقالت بترجى:
- أديها فرصه تدافع عن نفسها يا ايهاب ده ربنا سبحانه وتعالى  بعزته وجلاله مش هيدخلنا الجنه أو النار يوم القيامه إلا لما يخلينا نقرأ كتاب أعمالنا
"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"....
حتى العبد المؤمن ربنا سبحانه وتعالى هايعاتبه زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال
"اما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا ، قال : حتى إذا ظن أنه قد هلك قال : أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم: فيعطى كتاب حسناته بيمينه "
أومأ برأسه وقد هدأ قليلا وهو يقول :
- عليه الصلاة والسلام..ربنا يبارك فيكى يا ايمان
أخترقت هذه الكلمات قلب وعقل يوسف الذى كان جالسا فى شرود ويستمع لها وهى تتحدث
"انا كمان مدتش فرصه لمريم أنها تدافع عن نفسها كنت القاضى والجلاد من غير ما أسمع دفاعها كنت بسمع عنها أسوء شىء فى الدنيا وفى نفس الوقت ماكنتش بديها فرصه تتكلم ..أزاى أحكم من غير ما أسمع من الطرفين ده أنا كده أبقى سفيه وأستاهل كل اللى جرالى"
أنتبه الجميع على صوت رنين باب المنزل أرتدت مريم أسدال الصلاة وخرجت من غرفتها التى دخلتها بمجرد أن علمت أن يوسف بالخارج  ...
فتحت الباب وسمعها الجميع وهى تهتف بدهشه:
- ماما  !!!
خرجت ايمان وتبعها ايهاب ثم يوسف ليجدوا والدتهم تقف على باب المنزل ويظهر عليها القلق والاضطراب وهى تخطو داخل المنزل وتتجه لتعانق أولادها
قال ايهاب وهو يشير الى يوسف:
- يوسف ابن عمى يا ماما
ثم التفت اليها بتسائل :
- هو حضرتك جيتى امتى
قالت وبصرها معلق بمريم:
- لسه واصله
 وقالت موجهة حديثها لمريم :
- خدت أول طياره نازله مصر بعد مكالمتك أمبارح
قال يوسف بارتباك :
- طيب أستأذن انا بقى
خرج يوسف وجلست أحلام بين أولادها الثلاثة نظر ايهاب الى مريم قائلا بحنق:
- طبعا كلمتيها وحكتلها التفاصيل
قالت أحلام بغضب:
- لا مكالمتنيش يا باشمهندس أنا اللى كلمتها ومعرفتش تفاصيل ولا زفت وبعدين يعنى هى جريمه أنها تكلم أمها
نهض بعصبيه قائلا:
- لا مش جريمه لكن الجريمه أننا نقعد نتجسس على ناس ونخطط علشان فى الاخر ناخد فلوس مش من حقنا أصلا
وقفت أمامه وقالت بغضب:
- أتكلم مع أمك كويس يا ولد .. أنت نسيت نفسك ولا ايه
وبعدين مين قال أن الفلوس دى مش من حقكم أوعى تكونوا صدقتوهم ونسيتوا كلامى
قالت ايمان بمرارة:
- لا يا ماما أحنا مصدقانهمش أحنا صدقنا الورق اللى شفناه بعنينا
قالت فى تهكم:
- وايه يعنى ..هما يعنى هيطلعوا الورق الحقيقى اكيد ورق مزور
وقفت ايمان ونظرت فى عينيها وقالت:
- وأعلام الوراثه كمان مزور.. والورق اللى بابا مضاه بخط أيده على انه أستلم ميراثه كله يا ماما ...كل ده مزور ...مفيش داعى للكلام ده يا ماما ...انا أتأكدت من كل حاجه بنفسى ..ظهرالاضطراب والتوتر على ملامح أحلام
تابع ايهاب بحنق:
- طبعا حضرتك مكنتيش متخيله أنهم هيورونا الورق ده ابدا..
مش عارف ليه يمكن علشان مكنتيش متخيله أن حد فينا يسأل عن الحقيقه علشان زرعتى جوانا الخوف منهم من واحنا صغيرين ...
أفتكرتى أن محدش فينا هتجيله الجرأه ويروح يسأل ويدور ويطلع المستخبى .. مش كده
نظرت له أحلام بارتباك وقالت:
- وقالولكوا أيه كمان عنى
قالت ايمان بخفوت:
- الشهاده لله محدش جرح سيرتك قدامنا أبدا
تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسه:
- ومحدش أصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجه
وبدون مقدمات توجه ايهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق:
- أنا خارج شويه
جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم :
- انا عاوزه أفهم أيه الكلام اللى قلتيهولى فى التليفون ده
زاغت نظرات مريم بين والدتها وأختها ففهمت أحلام أنها لا تريد أن تتحدث فى وجود ايمان
ألتفتت الى ايمان وهى تربت على يدها وهى تقول:
- بغض النظر عن مقابلتك البارده دى لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
أبتسمت إيمان أبتسامة بارده ونهضت وهى تقول:
- أنا أصلا كنت بخلص فى الاكل قبل ما يوسف يجى عن أذنكم
 وذهبت للمطبخ تناولت أحلام يد مريم وقالت :
- تعالى نقعد فى أوضتك ...
دخلت وأغلقت الباب وأستدارت لمريم بجسدها كله وقالت بحسم:
- فهمينى معنى الكلام اللى سمعته فى التليفون ده
يعنى أيه يوسف وافق يستر عليكى أنتى أيه اللى حصلك بالظبط عمل فيكى أيه ابن حسين
جلست على طرف الفراش وهى تبكى وقالت بصوت متقطع:
- مش هو اللى عمل يا ماما أنتى اللى عملتى
نظرت لها بحده وقالت:
- بتقولى أيه يا مريم
مريم:
- بقولك الحقيقه يا ماما ...أنتى معلمتنيش ازاى أحافظ على نفسى فكان من السهل أى حد ينهشنى ... من صغرى وأنتى بتجبيلى لبس مكشوف لما خلتينى فقدت حيائى وبقى كشف جسمى شىء عادى وكشف الجسم أنواع يا أما عريان يا أما ضيق وأنتى علمتينى الاتنين
كنت بالبس قدامك عريان وضيق وكنتى بتسبينى أخرج كده من البيت مكنتيش بتخافى على لحمى للناس تنهشه بعنيها كل ما كان ايهاب يضايق ويتكلم تقوليلوا دى لسه صغيره خليها تتمتع بسنها خليها تلبس وتخرج خليتنى معرفش أفرق بين الحرام والعيب..
طول ما لبسى فى بنات تانيه بتلبسه يبقى عادى حتى لو كان مخالف للشرع وكل ما ايمان تقولك اللبس ده حرام تقوليلها ما أصحابها بيلبسوا كده ولا عاوزاها تبقى نشاز وسط أصحابها...
كنت باحكيلك على صحابى الولاد فى المدرسه وكنتى بتضحكى وتتبسطى أن بنتك كبرت وبقى ليها اصحاب ولاد وكنتى بتكبريها فى دماغى وتقوليلى وماله  بس حافظى على نفسك ..
هو فى حد عاقل يقول نحط ورده فى وسط كوم زباله وتفضل الورده محتفظه بريحتها الجميله طب ازاى ... طب أحافظ على نفسى ازاى وسط كل ده  أحافظ على نفسى بأنهى مقياس بمقياس العيب اللى خلانى أقلد أصحابى وأقول لو كان عيب مكنش كل البنات دى عملته
ولا بمقياس الحرام اللى لو كنت مشيت وراه زى ايمان كان زمانى محترمه ...
أنهارت أحلام على المقعد وهى تقول:
- أنا كنت بحبك وعاوزاكى تبقى مبسوطه وزيك زى أصحابك
قالت مريم بأنفاس متلاحقه من كثرة بكائها:
- لو كنتى بتحبينى كنتى سترتى جسمى ولو غصب عنى كنتى خفتى عليا أموت وأنا كده وأدخل قبرى اتحاسب
 كنتى منعتينى أكلم ولاد وعلمتينى أن ده حرام وأن دينا مافيهوش حاجه أسمها بنت تصاحب ولد ...
وأن الحجاب معناه أن جسمى يبقى متغطى ومستور مش مجرد طرحه على الشعر وجسمى كله واضح وباين لاى واحد عايز ينهشه بعنيه
كنتى علمتينى ازاى انقى اصحابى وعرفتينى ان مفيش حاجه اسمها ابقى كويسه وصاحبتى وحشه وماليش دعوه ...وادى النتيجه سمعتى اتشوهت ولحمى اتنهش
أمسكت أحلام ذراعها بقوه وأوقفتها أمامها وهى تحاول خفض صوتها:
- قوليلى مين اللى عمل فيكى كده يوسف ولا مين
هزت رأسها نفيا وقالت:
- يوسف معملش حاجه.. يوسف هو اللى ستر عليا ووافق يتجوزنى
ونظرت لها بتهكم قائله:
- شفتى بقى الناس اللى كنت بعتانى أنتقم منهم وألعب على أبنهم وقلتى عليهم أنهم سرقوا أبويا وخدوا ميراثنا .. هما دلوقتى اللى ستروا بنتك
وعمى ضغط على يوسف لحد ما وافق أنه يتجوزنى وماعرفش أى حد أى حاجه ولا حتى أخواتى
مفيش غيرى أنا وهو ويوسف بس حتى مراته طنط عفاف مقلهاش حاجه وسترنى  وستر سيرتى عن كل الناس
قالت أحلام بذهول:
- أنتى بتقولى أيه  واللى عمل كده متجوزكيش ليه وراح فين فهمينى
قالت مريم بسخريه لازعه:
- هو اللى عاوز الحلال بيروح للحرام برضه يا ماما ولا حتى بيفضل لحد ما حد يجيبه  يصلح غلطته طبعا بيختفى ومحدش بيعرفله طريق ..
.. مش ده المهم ..... المهم أنك تعرفى عمى حسين وقف جنبى ازاى هو وأبنه علشان تعيشى بقية عمرك تشكريهم وتحمدى ربنا أنه رزقنا بناس زى دول يستروا عرضنا
بكت أحلام لاول مره بحياتها بمرارة شديده وهى تتذكر ماكانت تنوى فعله وما كانت تخطط له لتأخذ مال ليس من حقها من حسين وأخيه..... وفى نفس الوقت يستر هو أبنتها بكل شهامه ورجوله
ويخفى الامر عن الجميع ويضغط على ولده ليتزوجها ...... ظلت تبكى وتبكى بمراره حتى دخلت عليهم إيمان التى وقفت تنظر إليهما بتسائل وقالت:
-  بتعيطى كده ليه يا ماما
قالت أحلام بضعف:
- مفيش يابنتى ...مفيش ..
والتفتت إليها قائله:
- أحكيلى ومتخافيش أخوكى عاوز يطلق مراته ليه
نظرت ايمان الى مريم التى كانت تنظر الى امها ودموعها تنهمر فى صمت شديد ثم أعادت النظر الى والدتها وهى تقول:
- هى مريم محكتلكيش حاجه
ربتت أحلام على ظهرها وهى تقول:
- يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش منى أنا خلاص مبقاش مني قلق ....مش عاوزه حاجه من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس
""""""""""""""""""""""""""""""
أختلت أحلام بنفسها فى غرفة ايهاب وهى تبكى على حالها وماوصلت اليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب أهمالها  لهم جميعا لماذا ظلت تلك السنين العجاف تكذب وتنمى فيهم كره أعمامهم بالباطل وهى تعلم ان كلامها غير صحيح هل هو داعى الانتقام الذى كان يسيطر عليها أم هو غبائها الذى أوقف عقلها فى لحظه من اللحظات وصدقت كلام فاطمة زوجة أبراهيم وهربت بالأولاد
عادت بذاكرتها سنوات طويله وتذكرت لحظه دخول فاطمة عليها هى وعفاف ويظهر على وجههم علامات الفزع الذى كان مسيطر بشكل اكبر على وجه عفاف التى اخبرتها ان فاطمة سمعت حوارا بين ابراهيم وحسين وعاملين عندهم فى المصنع يخبروهما  بأنهما يعلما ان علاقاتها بعصام قائمه من قبل ان يتوفى زوجها علي بسنوات
 وانه كان يراه بصفه مستمره يصعد شقتها فى وقت غياب زوجها ولا ينزل الا بعد ساعات وانه كان عندها بالامس غادر بعد حلول الظلام
 واكدت فاطمه على ان حسين وابراهيم صدقا العاملين وبدئا  يتشاوران بأمر الاولاد هل هم اولاد علي ام لا وقالت فاطمه برعب" عندنا فى الصعيد اللى بيشكوا فيها بيقتلوها هى وولادها ومحدش بيعرفلهم طريق ومتنسيش ان علي كان بيشك فيكى فى حياته وكان بيقول كده لحسين علشان كده كان سهل ان حسين وابراهيم يصدقوا العمال دول"
تذكرت وجه عفاف  الذى كان يحمل كل معانى الخوف على زوجها وهى تقول"انا مش عاوزه جوزى يروح فى داهيه انا ماليش غيره فى الدنيا ارجوكى يا احلام خدى الفلوس دى واختفى شويه زى ما فاطمه اقترحت لحد بس ما براءتك تبان وبعدين ابقى ارجعى هنا تانى"

لو لم تكن فاطمة أعطتها أماره بأن عصام كان عندها بالامس فلم تكن لتصدق ولكنه بالفعل كان عندها بالامس وغادر بعد حلول الظلام معنى هذا انها مراقبه
 ولكن هى بريئه لم تكن هذه العلاقه قائمه قبل وفاة زوجها كان مجرد شك من زوجها فقط ربما كانت هى التى زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل نار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه ابدا
تعرفت على عصام قبل وفاة علي .. ولكن كانت علاقتهما عاديه نعم هو صارحها بحبه ولكنها كانت تصده بطريقتها التى تجعله يتشبث بالامر اكثر ... نعم لو كانت بريئة مائه بالمائه لكانت دافعت عن نفسها بكل ما تأتى لها من أدله فهى بطبيعتها ليست ضعيفه ولا مستكينه ولكنها هى نفسها تشك ببراءتها الكامله فكيف هم سيصدقونها
وفى الحال جمعت ما لديها من متاع واموال وهربت مع عصام الذى اخبرته الامر فى عجالة وخاف هو ايضا على حياته هرب معها .. قالت امام البواب بصوت مسموع"اطلع على المطار يا اسطى"
وحجز لها عصام التذاكر على بلد لم يفكرا بالذهاب اليها ابدا فى يوم من الايام وكان كل هذا تدبير الخوف لا تدبيرهم هم
أستفاقت من ذكرياتها وهى تضرب الفراش بقبضتها وتقول:
- لو كنت سليمه ساعتها وواثقه من تصرفاتى ومن أنى ست محترمه بجد  مكنتش صدقتها بغبائى ...
كانت واجمه وهى تقول:
- مكفاكيش يا فاطمة اللى عملتيه كمان جايه تخربى بيت ولادى  ...لا ده انتى حسابك تقل اوى
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
لم تكن تعلم مريم لماذا برأت يوسف ولكن ما علمته هو أنها أرادت أن تلقن أمها درسا قاسيا يجعلها تعيد التفكير فى حياتها ككل لعلها تفيق مما هى فيه لعلها تصلح نفسها وقد قاربت على الخمسين من عمرها وبدأ الشيب يتسلل الى خصلات شعرها ويزحف اليه ببطء
ولكن الدرس لم يكن لأحلام وحدها لقد لقنت نفسها ايضا دون أن تقصد نفس الدرس ...
نعم لم يكن يوسف هو المخطئ وحده هى ايضا تتحمل معه الوزر والذنب  بل هى صاحبة الذنب الأكبر لآنها هي من دفعته ليشك بها وهي من أعطته انطباع سيئ عن سلوكياتها
هى التى دفعته دفعا اليها وأتخذت نفس سبيل والدتها التى اتخذته منذ سنوات لجأت الى اشعال الغيره فى قلبه وحرثت قلبه بعنايه وبذرت فيه بذور الشك وروتها بطريقتها الخاصه حتى نبتت فكانت هى اول من أكلت حصاده المُر
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وفى المساء وبعد صلاة العشاء بقليل طرق الحاج حسين بابهم وبصحبته ابناؤه جميعا"عبد الرحمن" "يوسف" "فرحه".......
لم يكن ايهاب قد عاد من الخارج بعد .. أستقبلتهم ايمان ومريم
كاد عبد الرحمن أن يعانق زوجته ولكنه تماسك أمام أبيه وأخوته وصافحها بحرارة ولكنه لم يستطع أن يترك يدها طواعيه ولكنها سحبت يدها بهدوء وأقبلت على فرحه وعمها
خرجت أحلام إليهم وقف حسين وهو ينظر اليها وكأنه قد عادت به السنوات فى لحظه واحده وكأن تلك اللحظات لم يمر عليها سوى شهور قليله  قطعت هى صمته قائله بترحاب:
- اهلا وسهلا يا حاج نورت ..
أومأ برأسه فى وقار :
- اهلا وسهلا حمد لله على السلامه
أحلام :
- أهلا بيك يا حاج ..
وأشارت لهم وهى تقول:
- أتفضلوا يا جماعه البيت بيتكم
لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغيرقد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الأمتنان...
هذه ليست أحلام المتجبره وكأنها قد كسرت غطرستها فجأة ...هل هو تقدم العمر أم شيئا آخر
لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص فى عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون
وهنا قالت فرحه:
- اومال فين ايهاب
ايمان:
- خرج ولسه مرجعش
نهضت فرحه وقالت لمريم :
- عاوزاكى شويه يا مريم وهمست لها :
- ممكن تودينى أوضة ايهاب
أومأت لها مريم موافقة وأخذتها وأدخلتها غرفته ..
طلبت منها فرحه ان تتركها فى غرفته قليلا وحدها
وأغلقت الباب خلفها
"""""""""""""""""""""""""""
تحدث الحاج حسين الى أحلام قائلا:
- أخبارك ايه يا أم ايهاب
أحلام :
- الحمد لله يا حاج أحنا كويسين طول ما أنتوا كويسين
ثم نظرت الى يوسف وقال:
- ان شاء الله الفرح فى معاده
قال يوسف فى حسم:
- إن شاء الله فى معاده
نهضت إيمان وهى تقول ثوان هعمل الشاى يا عمى وتوجهت الى المطبخ تبعتها نظرات عبد الرحمن وتحرك فى مكانه فى لهفه ولكنه لم يقم بعد لاحظت أحلام ذلك فقالت له بأبتسامه:
- أدخل لمراتك يابنى
نهض مسرعا وهو يقول عن اذنكم:
- فجأه شعرت إيمان بيد تطوقها من الخلف وقبله تطبع على شعرها حاولت أن تستدير فساعدها على مواجهته وقال وهو ينظر فى عينيها :
- وحشتينى ..كده برضه تسيبى بيتك من غير ما تقوليلى
تراجعت خطوة للخلف وهى تقول بخجل :
- مكنش ينفع أسيب ايهاب لوحده
أقترب منها مرة أخرى قائلا:
- يعنى ينفع تسبينى انا
أبتعدت مرة أخرى وهى تقول بعتاب:
- وبعدين يا عبد الرحمن ممكن  مريم أو ماما يدخلوا فجأه
نظر فى عينيها فى تمعن قائلا:
- لا الحكايه مش كده ..أنتى اللى مش عاوزانى أقرب منك .. طب انا عملت ايه مزعلك مني قوليلى
شعرت ايمان بالاحراج من ان تتحدث فى الموضوع مرة أخرى فقالت:
- صدقنى مفيش حاجه انا بس مش هينفع أسيب اخواتى لوحدهم
قال عبد الرحمن بضيق:
- يعنى مش هترجعى معايا إلا بيهم
أومأت برأسها قائله :
- متزعلش بس كمان ماما لسه واصله النهارده مينفعش أمشى وأسيبها
أطرق رأسه وقال بحنق:
- براحتك يا ايمان
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تملكة الدهشه من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بأرتباك:
-  لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا..فقالت فى خفوت وبملامح هادئه:
- أنا بعفيك من جوازك مني ..

***********************



أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل الرابع والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الرابع والعشرون






- أنت بتقول أيه يا وليد ..... معقوله الكلام ده ... بقى عبد الرحمن فسخ خطوبته من هند علشان عرف أنها جاسوسه لأحلام
قال وليد بنظرة أنتصار:
- علشان تعرفى بس أن مفيش حاجه تستخبى عليا
قالت فاطمه بتفكير:
- الموضوع ده لازم ولاد حسين يعرفوه حالا ... مش لازم يستخبى ابدا
ضحك وليد بسخريه وهو يقول:
- عبد الرحمن هو اللى سمعها ومفتكرش أنه قال ليوسف او فرحه
التفتت له بتصميم قائله:
- لازم تقول ليوسف
حرك رأسه نفيا قائلا:
- يوسف مش طايقنى اليومين دول ... أنتى قولى لفرحه بصنعة لطافه كده وهى أكيد هتقول ليوسف
نظرت له أمه بتسائل:
- ويوسف مش طايقك ليه يا واد
وليد:
- ابدا يا ستى كله من تحت راس البت اللى أسمها مريم دى .. كل ده علشان نبهته أن مشيها مش كويس .. طلع فيا ومن يومها وهو زعلان
فاطمة:وانت عرفت عنها حاجه متأكد يعنى يا وليد
وليد:هو انا لو مكنتش متأكد كنت أتكلمت يا ماما
شردت فاطمة فى تفكير وهو تقول:
- سبلى الحكايه دى
صعدت فاطمه الى شقة فرحه وطرقت الباب فتحت لها فرحه مرحبة بها وأدخلتها وهى متعجبة جلست فاطمة وبدأت فى سرد ما جائت لأجله وعندما وجدت علامات الذهول على وجه فرحه قالت:
- ايه ده هو انتى مكنتيش تعرفى ده انا فاكراكى عارفه....
نهضت فرحه وهى مصدومه وقالت:
- حضرتك متأكده يا مرات عمى
تصنعت فاطمة الارتباك وهى تقول:
- لالا يا بنتى مش متأكده .. بصى كأنك مسمعتيش حاجه
 وذهبت سريعا وهى تقول بصوت مسموع:
- يقطعنى ياريتنى ما كنت أتكلمت
هوت فرحه إلى مقعدها مرة أخرى وجلست تفكر فى كلام زوجة عمها"معقوله ..معقوله إيهاب أتجوزنى علشان أمه هى اللى خططت لكده مش علشان بيحبنى .. يعنى ايهاب مبيحبنيش وبيخدعنى"
تناولت الهاتف وهى مازالت مصدومه وقالت:
- ايهاب لو سمحت تعالى دلوقتى
ايهاب:طب قوليلى وحشتنى وانا اجى
جائه صوتها متجمدا:
- لو سمحت تعالى حالا متتأخرش
"""""""""""""""""""""""""""""""
لم تكن صدمة ايهاب أقل من صدمة فرحه حينما قصت عليه حديث فاطمة زوجة عمها وقال:
- أنتى بتقولى أيه يا فرحه .. أنا أمى خططت لكل ده
وألتفت لها بحنق:
- وأنتى مصدقه أنى أتجوزتك علشان أمى هى اللى قالتلى أعمل كده
زاغ نظرها أضطرابا ولم ترد .. فأومأ برأسه قائلا بعصبيه :
- أجابتك وصلت يا هانم .. وعلشان أثبتلك بقى أنك لسه معرفتنيش
جوازت مريم ويوسف مش هتكمل  وكده ولا كده إيمان مش مبسوطه مع أخوكى وهاخد أخواتى وامشى من هنا وورقتك هتوصلك قريب
تعلقت فرحه بذراعه وهى تبكى :
- أرجوك يا إيهاب أستنى أنا مش قصدى أنا بس
قاطعها بانفعال :
- خلاص يافرحه عنيكى جاوبت قبل لسانك مفيش داعى تقولى أكتر من كده ونزع ذراعه منها وأنصرف فى سرعه...
تناولت فرحه الهاتف وأتصلت على أخيها يوسف تستنجد به فى بكاء:
- ألحقنى يا يوسف إيهاب هيطلقنى وهياخد أخواته ويمشى من البيت
أنتفض يوسف فزعاً وهو يهتف بها:
- ليه ايه اللى حصل..متنطقى
سردت له ما حدث فى عجالة ..... أغلق الهاتف وصعد اليها فى سرعه ولكنه تفاجأ بزوجة عمه فى طريقها للحديقه أوقفته وهى تقطع الطريق أمامه :
- مالك يا يوسف بتجرى كده ليه ياخويا
يوسف وهو يحاول أن يتخطاها:
- معلش عن أذنك بس علشان فرحه عاوزانى ضرورى
وضعت يدها على فمها وهى تقول:
- يلهوى هى قالتلك ولا ايه
أستدار لها قائلا:
- قالتلى على ايه
قالت بحزن مصطنع:
- ابدا ياخويا أنا أصلى حكتلها على سبب فسخ خطوبة عبد الرحمن لخطبته هند وأن عبد الرحمن عرف أن هند جاسوسه لأحلام وأنها خططت كل ده علشان تجوزكوا ولادها بالأتفاق معاهم
نظر إليها ساخرا وقال:
- كتر خيرك يا مرات عمى ......
وتركها وصعد الدرج فى سرعه ..  كانت فرحه قد لحقت بمريم فى شقتها وأخذت تبكى ومريم تحاول تهدئتها
 سمع يوسف ضجيج  يخرج من شقة إيمان وعبد الرحمن ومن الواضح ان إيهاب يتكلم مع إيمان بشكل أنفعالى
طرق الباب وتراجع خطوات للخلف :
- فتح الباب وأطل منه وجه أيهاب غاضبا.. فقال بسرعه :
- عاوزك شويه لو سمحت يا ايهاب
إيهاب فى غضب :
- أنا اللى كنت عاوزك
خرجت ايمان بعد أن أرتدت حجابها وهى تقول لايهاب بترجى:
- أرجوك يا ايهاب أهدى شويه
فى نفس اللحظه فتحت مريم الباب ووقفت تنظر لهم بتسائل فقال يوسف:
- لو سمحت يا ايهاب نقعد نتكلم طيب.. وبعد عدة محاولات دخل الاربعه عند مريم
جلس ايهاب فى حنق وتعمد عدم النظر الى زوجته التى كانت تبكى بشده .. وجلس بجواره يوسف قائلا بهدوء:
- ممكن نسمع بعض علشان نعرف نفهم
أستشاط إيهاب غضبا وهو يصيح:
- خلاص كل حاجه بانت نسمع أيه ونفهم أيه
ونهض قائلا بغضب:
- أسمع يا يوسف أحنا من هنا ورايح ولاد عم وبس وأنا هاخد أخواتى ونمشى من هنا
نهض يوسف ووقف أمامه  قائلا:
- إيهاب الطريقه دى متنفعش ,, نتكلم طيب
قالت ايمان بسرعه:
- وبعدين فرحه مقالتش حاجه غلط الكلام ده حصل فعلا ماما كانت بتكلم هند وعلشان كده عبد الرحمن فسخ الخطوبه
 قاطعها  يوسف:
- عبد الرحمن هو اللى قالك
هزت رأسها نفيا وقالت:
- لا طنط عفاف قالتلى وهى فاكرانى عارفه .. لانى كنت فى اليوم ده راجعه من عند عمى فى الشركه .. كنت بسألها على موضوع يخص ماما فهى أفتكرت أنى قصدى موضوع هند
أبتسم يوسف بهدوء وقال لايهاب:
- ماهو بالعقل كده عبد الرحمن هو اللى سمع هند وهو اللى فسخ الخطوبه لو كان بقى متأكد أن حد فيكوا موافق على الكلام ده أيه اللى هيخليه يتجوز إيمان ..
قال ايهاب بعصبيه:
- ما أنت لو كنت شوفته بيتعامل مع إيمان أزاى بعد يوم واحد جواز مكنتش قلت غير أنه مكنش عاوز الجوازه دى
أشاحت إيمان وجهها بضيق ولمعت عيونها ثم قالت بألم :
- لا يا إيهاب الحكايه مش زى ما أنت فاكر عبد الرحمن بيحبنى وأنا الوحيده اللى أقدر أحكم عليه اذا كان أتجوزنى غصب عنه ولا بأرادته
تابع يوسف:
- ولو كان كده حتى أيه اللى يخليه يوافق على جوازتك من فرحه هو وبابا ... وبعدين لو بابا عرف أن أنتوا موافقين على كده أيه اللى هيخليه يوافق على ده ويكمل
مفيش حاجه تخلى بابا يوافق إلا اذا أتأكد أنكوا مالكوش دعوى بالحكايه دى وأظن أنت أتعاملت معاه وعرفته
وألقى نظره على مريم وأقترب منها ووقف بجوارها .. تناول يدها بين يديه وهو ينظر لايهاب قائلا بمرح:
- وبعدين يا جدع أنت ايه اللى خلاك تفتكر أنى أوافق أنك تاخد مراتى وتمشى هى سايبه ولا أيه
حاولت مريم سحب يدها بهدوء من بين يديه ولكنه قبض عليها بقوة وهو يتابع حديثه مع ايهاب:
- فرحه بتحبك يا إيهاب تلاقيها بس أتصدمت من الكلام ده معلش أعذرها لسه صغيره
قالت فرحه ببكاء:
- والله هو كده يا يوسف
زفر إيهاب بضيق وهو يقول:
- لا مش صغيره يا يوسف ... بس هى معاها حق أمى هى اللى حطتنا فى الموقف ده وخلت الناس تبصلنا على أننا طمعانين فيهم وبنعمل عليهم خطط علشان نوصل لفلوسهم ونظر الى ايمان بضيق وقال:
- وانتى غلطك أكبر أنك عرفتى حاجه زى دى ومقولتليش فى ساعتها ..أنا ماشى رايح شقتنا القديمه
خرج إيهاب فى سرعه هرولت ايمان وفرحه خلفه وهى تناديه:
- أستنى بس يا ايهاب أستنى ... كان يوسف يستعد للنزل خلفهم ولكنه وقف على الباب وأستدارعلى صوت هاتف مريم وجدها  تأخذه وتدخل غرفتها وهى تتكلم بعصبيه واضحه:
- أيوا يا ماما خير عاوزه أيه مني تانى
تتبعها يوسف الى غرفتها فى فضول ووقف يستمع لها من خلف الباب المفتوح لم يبذل جهد ليستمع لانها كانت تصيح وهى تتحدث:
- أدب أيه اللى أكلمك بيه مش كفايه اللى عملتيه فينا إيهاب هيطلق مراته... فاطمه مرات عمى قالتلها على اللى عملتيه مع هند ... وايمان مش مرتاحه مع جوزها وقاعده معايا على طول وأنا جوازتى مش هتكمل ... إيهاب ساب البيت وأنا أول واحده همشى وراه
أيوه أتجننت حرام عليكى بقى ولعلمك حتى لو يوسف قبل يكمل الجوازه أنا مش هكملها .. تخطيطك كله حطم حياتى عارفه يعنى أيه حطم حياتى .. أوعى تتبسطى وتفتكرى أن الجوازات دى كلها جات على هواكى لا يا مدام أحلام ..
يوسف قبل يتجوزنى علشان يتستر عليا عارفه معنى الكلمه دى ولا مش عارفاها ..
قالت آخر كلمه وهى تصرخ ثم سقطت مغشيا عليها وقع الهاتف من يدها ودخل يوسف عليها وهى ممده على الارض وقد سمع ما قالت
حملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخذ ينظر إليها بتمعن وإلى ملامح الألم التى بدت على وجهها
أضاءت صور مشاهد الأغتصاب فى عقله صوره تلو الأخرى وتذكرها وهى مغشيا عليها فى المرة الاولى بين يديه .. تذكر وهو يحاول خلع ملابسها وتمزيقها وهى فاقدة الوعى
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فتحت عفاف باب شقتها على صوت فرحه وهى تهرول خلف إيهاب وتناديه وتبعتها ايمان أوقفت عفاف إيمان فى خوف وقلق :
- فى أيه يا إيمان مال فرحه وإيهاب
وبدون مقدمات أرتمت إيمان على صدر عفاف وهى تبكى بشدة .. لم تستطع عفاف أن تفهم شيئا من كلام إيمان أدخلتها للداخل وتركت الباب مفتوحا..
وجلست بجوارها ولكن إيمان ظلت متشبثه بحضن عفاف وتواصل بكائها
مما جعل قلبها يخفق بشده وهى تقول:
- مالك يا بنتى أحكيلى أيه اللى حصل مالكم بس يا ولاد
عادت فرحه ودخلت عند أمها عندما وجدت الباب مفتوحا وسمعت صوت بكاء ايمان.. دخلت وأنهارت على أول مقعد وجدته وهى تقول بنفس متقطع :
- ملحقتوش خلاص يا ماما إيهاب هيطلقنى
تركت ايمان ونهضت فى فزع وهى تضرب على صدرها :
- يطلقك ليه عملتى ايه
لم تكن إيمان تبكى لما فعله أخيها وحسب ولكن لانها لأول مره تلتفت للسبب الذى ظنته حقيقى فى جفاء عبد الرحمن منها فى أول أيام الزواج
وجعل عقلها يردد الكلمات تباعا:
- يعنى هو ممكن كمان يكون متصور أنى بنفذ تخطيط أمى ده غير أنه كان مغصوب عليا أومال ليه قالى أنه بيحبنى وليه معاملته اتغيرت وكلامه اتغير"
أستمعت عفاف لرواية فرحه كاملة وكان رد فعلها بالنسبة لهم عجيب لم تتفوه بكلمه وأنما دخلت غرفتها بدلت ملابسها وخرجت بعد ثوانى وفى عينيها صرامه غريبة عليها
قالت إيمان بصوت لم يخلو من البكاء :
- رايحه فين يا طنط ..
لم ترد عليها وهى فى طريقها للخارج وقفت فرحه مكانها وهى تنظر إلى أمها بدهشه وهى تقول بخفوت:
-  رايحه فين يا ماما دلوقتى
لم ترد أيضا وأنما تابعت طريقها خرجت وأغلقت الباب خلفها
"""""""""""""""""""""""""""""""
نهضت مريم فزعه عندما فتحت عيونها ببطء ووجدته يجلس على طرف فراشها ... وقف فى سرعه وأبتعد خطوات عندما رآها تلف ذراعيها حول قدماها وتنظر له فى خوف وفزع وقال:
- متخافيش أنا مكنتش لسه نزلت لما ممامتك أتصلت بيكى وسمعتك وأنت بتصرخى وبعدين وقعتى على الارض مكانش ينفع أسيبك وأمشى
نهضت بخوف وهى تنهض وتهرول نحو باب الغرفه ومنه إلى باب الشقه التى وقفت عنده وقالت باضطراب:
- أتفضل أطلع بره
أقترب منها ووقف ينظر اليها فى صمت فقالت مرة أخرى:
- بقولك اطلع بره
ظل ينظر إليها بصمت وأخيرا تكلم وكأن صوته يأتى من بعيد قائلا:
- مروحتيش ليه توصلى أختك وأخوكى المطار يوم فرحهم
قالت بحنق وتوتر:
- ملكش دعوه بيا مفيش بينى وبينك كلام
أعاد سؤاله بنفس الطريقه وقال:
- أتكلمى كنتى طالعه الشقه المفروشه ليه
حاولت أن تصبغ صوتها بنبرة تحذير قائلا:
- أنا بحذرك تستمر فى اللى بتعمله.. أنت مصمم تشوه سمعتى علشان تبرر عملتك السوده .. أتفضل أطلع بره بقولك
أمسكها من ذراعيها بقوة قائلا بغضب:
- أنا شفتك بعنيه وأنتى طالعه معاها والرجلين اللى كانوا معاكوا وروحت سألت البواب وقالى أنها شقه مفروشه وأنكوا بنات مش محترمه
نفضت ذراعيها بقوة وهى تهتف به:
- كداب .. كداب أنا كنت طالعه شقة سلمى ودول ولاد خالتها
أمسك ذراعها مرة أخرى وقال حانقا:
- أنتى هتستعبطى .. عاوزه تفهمينى أنك سبتى أختك وأخوكى ورايحه معاها شقتها ولما هى شقتها البواب ليه قالى كده
تملصت منه وخرجت خارج الشقه وقالت بصوت مكتوم من البكاء:
- علشان تعرف أنك كداب وبتفترى عليا ..
نظر إليها نظرة باردة وتركها وذهب
""""""""""""""""""""""""""""""
وقفت فاطمة فى زهول أمام عفاف التى يطل الغضب من عينيها وتتحدث وكأنها أمرأة اخرى أمرأة غير التى كانت تتعامل بطيبة وصبر وكأنها قطة بريه تدافع عن صغارها فى شراسه
- أنا صبرت عليكى كتير يا فاطمة وكنت بقول معلش دى عشرة عمر معلش دى سلفتى قبل ما تكون جارتى وليها حق عليا .. لكن يوصل كرهك ليا ولولادى أنك عاوزه تخربى عليهم كلهم كده مره واحده لا أنا مش هسكتلك تانى يا فاطمة وهوقفك عند حدك
لأول مره تشعر فاطمة بالقلق من كلمات عفاف وقالت بتوتر:
- أنا مكنش قصدى يا عفاف أنا كنت بكلم فرحه والكلام جاب بعضه
ضحكت عفاف بسخرية لازعه وقالت بصرامه:
- أنا عارفاكى كويس وعارفه أنك عمرك ماكنتى هتزورى بنتى إلا لما تكونى عاوزه حاجه ... أوعى تكونى فاكره أنى ساكته عليكى ضعف لا .. أنا ساكته علشان رأفه بحالك علشان عارفه الغل اللى جواكى واللى مخليكى تاكلى فى نفسك
طلعتى الغل ده زمان وخليتى أحلام تاخد عيالها وتهرب ودلوقتى جايه تكملى فى ولادى يا فاطمه
لا أنا مش هقف ساكته تانى وأسيبك تهدى بيوتهم زى ما هديتى زمان
صرخت فيها فاطمة :
- أومال كنتى عاوزانى أعمل أيه .. كنتى عاوزانى أعمل أيه وأنا شايفه جوزى بيحب مرات أخوه وعنيه هتطلع عليها كنتى عاوزانى أعمل أيه وأنا شايفه نظراتها كلها أحتقار ليا وتريقه عليا فى الرايحه والجايه .. طبعا منا مش ماليه عين جوزى
هتفت بها عفاف :
- وعلشان أنتى حاسه بالنقص من ناحية جوزك تقومى تدمرى عيله بحالها وجايه دلوقتى تكملى يا فاطمة على ولادى
قالت فاطمه:
- ولادك .. ولادك اللى طول عمرهم بيتعاملوا أحسن معامله حتى أبراهيم كان حاططهم فوق ولادوا وبيقدمهم على ولادوا
وأنا مكنش ينفع أسكت وأنا شايفه كل ده قدامى أنا حقى مش هيفضل طول عمره مهضوم بينك شويه وبين أحلام شويه
هوت الى المقعد وقالت وكأنها مغيبه عن الواقع:
- طول عمرى بسمع جوزى بيشكر فيكى وبيقولى أتعلمى من عفاف طول عمرى حاسه أنى أقل منك
أطلع عندك أشوف جوزك بيدلعك ولحد ما كبر فى السن وهو بيحبك وطلباتك أوامر وعيالك مدلعين على الاخر وواخدين حقهم تالت ومتلت
أبص على نفسى   الاقينى مش عاجبه جوزى ابدا مهما عملت وحتى ولادوا مش عاجبينوا وعلى طول يقولهم عاوزكوا تبقوا زى ولاد حسين ..... ليه أنتوا أحسن مننا فأيه
لاء أنا وولادى مش ملطشه ليكى أنتى وولاد أحلام ... ولو جوزى حطنى تحت رجيلكم أبنى هيحطنى فوق رأسكم وبكره تشوفوا
قالت عفاف بحسم:
- أنا مش هتنى كلامى يا فاطمه أياكى تقربى من ولادى ولا من حياتهم تانى ولو حصل ده ساعتها متلوميش غير نفسك ...
خرجت عفاف وصفعت الباب خلفها بقوة ,,أسندت فاطمة ظهرها للمقعد وهى تغمض عينيها بقوة وتتنفس بصعوبه .. لم تكن هى الوحيده التى تتنفس بصعوبه بل كانت وفاء أيضا التى أستمعت إلى  الحوار بكامله وهى تقف خلف باب غرفتها
جلست على فراشها وبدأت دموعها بالانهمار
""""""""""""""""""""""""""""""""""
- أنتى أيه اللى خلاكى تحكيلوا يا غبيه
هتفت علا بهذه العباره وهى تجلس بجوار هند مؤنبة لها فقالت هند فى ارتباك:
- معرفش بقى انا لما ملقتكيش وهو عزمنى على حاجه فى مكتبه قعد يجرجرنى فى الكلام وأتكلم بطريقه كأنه عارف كل حاجه وبعدين يعنى ايه المشكله انه يعرف
زفرت علا فى ضيق وقالت:
- أنتى هتفضلى طول عمرك كده متشغلى عقلك شويه .. دلوقتى أحنا أستفدنا ايه لما هو عرف
هند:هو احنا لازم نستفيد يعنى
زفرت مره اخرى بنفاذ صبر قائله:
- هفضل أفهم فيكى لحد امتى .. لما تكونى عارفه معلومه تخليكى محتفظه بيها متطلعيهاش الا اذا كنتى هتستفيدى لو مش هتستفيدى  يبقى تخاليها معاكى لحد ما تلاقى فرصه تخليكى تتقدمى خطوه ساعتها تقوليها
وأستدارت فى شرود قائله:
- وبعدين  أحنا لازم نلحق الموقف لازم نستفيد من اللى حصل
قالت هندرمتسائلة:
- أزاى يعنى ما خلاص ده خد المعلومه منى وطار زمانه بلغ امه
التفتت اليها علا:
- أنا متأكده أنه زمانه قال لامه الفتره اللى عرفته فيها عرفت أنه بتاع أمه وأنه مبيخبيش عليها حاجه لازم نشوف حاجه نطلع بيها من الحكايه دى بسرعه
ثم لمعت عينيها بقوة وقالت لـ هند :
- أسمعى اللى هقولك عليه ده ونفذيه بالحرف الواحد
لو عملتيه صح هترجعى مهمه تانى عند الحاج حسين وهيثق فيكى وهتبقى خطوة مهمه اوى علشان ترجعى ثقتهم فيكى تانى
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
وقفت هند على باب مكتب الحاج حسين تنتظر الاذن بالدخول .. خرجت اليها السكرتيرة قائله:
- أتفضلى
دخلت فى أرتباك مصطنع وقالت بصوت خفيض :
- أنا آسفه يا حاج انى هعطل حضرتك
أشار لها بالجلوس أمامه قائلا:
- خير يا هند ايه الحاجه المهمه اللى عاوزانى فيها
قالت فى توتر:
- أنا اسفه يا حاج فى حاجه حصلت غصب عنى وأنا قلت آجى ألحق أقول لحضرتك قبل ما حاجه تحصل من تحت راسى
أستمع لها الحاج حسين فى أهتمام ثم تصنع الا مبالاة وهو يقول:
- خلاص يا هند متشكر أوى تقدرى تتفضلى
وقفت وهى تطرق برأسها للأسفل وقالت:
- أنا آسفه تانى مره يا حاجه حقيقى كنت فاكره أنه عارف لكن لما بان علي وشه أنه  أول مره يسمع الكلام ده أتخضيت وأفتكرت أنى كده ممكن أتسبب فى مشكله تانيه ..أصل أنا أتعلمت من اللى حصلى أول مره لما أفتكرت يعنى أنكوا قرايب مع بعض ومفيش ضرر هيحصل لحد من تحت راسى علشان كده جيت بسرعه المره دى علشان أقول لحضرتك
ثم نظرت له بضعف قائله:
- أنا أتعلمت من غلطى يا حاج حسين وأخدت عهد على نفسى أنى مكرروش تانى والله
أومأ برأسه متفهما وقال:
- خلاص يا هند وعموما مفيش مشكله ولا حاجه متقلقيش يالا أتفضلى على شغلك
خرجت من مكتبه وعلى ثغرها أبتسامة نصر وأغلقت الباب خلفها بهدوء .. بمجرد أن أغلقت الباب تناول حسين الهاتف وأجرى أتصالا بالمنزل فى البدايه لم يتم الرد فى المرة الثانيه أجابته فرحه وهى تبكى:
- ألحقنى يا بابا.....
روت له ما حدث وظل يستمع حتى قال :
- ومريم وإيمان فين دلوقتى
بكت مرة أخرى وهى تقول:
- لسه ماشين رايحين يقعدوا مع ايهاب
تناولت عفاف سماعة الهاتف وقالت :
- متقلقش يا حسين أنا هاخدها هى ويوسف دلوقتى ونروحلهم
قاطعها :
- لا خليكى أنتى خلى يوسف ياخد فرحه ويروح وأنا هحصلهم
بمجرد أن أنهى الاتصال  وجد عبد الرحمن يتصل به رد قائلا:
- السلام عليكم ازيك يا عبد الرحمن يابنى
أتاه صوت عبد الرحمن قلقا وهو يقول:
- وعليكم السلام يابابا ...الحمد لله انا كويس .. بس أنا بتصل بأيمان بقالى كتير اوى وتليفونها مقفول ومش بترد على تليفون البيت وبكلم البيت عند ماما تليفونهم يا أما مش بيرد يا أما مشغول طمنى يا بابا فى حاجه عندنا فى البيت
قال حسين بهدوء:
- انت جاى أمتى
عبد الرحمن :
- بكره بالليل ان شاء الله
""""""""""""""""""""""""""