الأحد، 8 سبتمبر 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد (الفصل الخامس والعشرون)

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد

الفصل الخامس والعشرون


جلس الحاج حسين بجوار زوجته وهو يعاتبها :
- ليه كده يا عفاف أنا مش قلت محدش يفتح فى القديم تانى
حاولت أن تسيطر على أنفعالها وهى تقول:
- يعنى أقف أتفرج عليها وهى بتهد بيوت عيالى يا حاج ... لا والله ده لايمكن يمر بسهوله أبدا كله إلا ولادى أنا صبرت عليها كتير لكن توصل لخراب البيوت
تابع حسين حديثه معاتباً:
- من أمتى يا عفاف وأنتى بترديلى كلمه
قالت عفاف بلوم:
- يا حاج أنا سمعت كلامك كتير وأتعاملت بالحسنى مع فاطمة ..
ياما كنت بتقولى معلش غيرانه خديها على قد عقلها لكن الغيره توصل لكده ومع ولادك وتقولى مفتحش القديم
نظر لها بحده قائلا :
-  وأستفدنا ايه بقى ...
كل اللى أتقال مش هايصلح حاجه وأدينى أتصلت بإيهاب ومريم قالتلى مش عاوز يتكلم ونايم من ساعة ما رجعوا البيت وايمان كمان شيطانها هيألها ان عبد الرحمن كان مصدق الكلام ده ..
وأنا كمان قلت نأجل زيارتهم لبكره أهو يكون عبد الرحمن رجع وتكون النفوس هديت شويه...
ثم ألتفت وكأنه تذكر شيئا وقال:
- أومال يعنى مشوفتش يوسف من ساعة ما رجعت
أنتبهت هى الاخرى وقالت:
- والله ما أعرف راح فين ... فجأه كده أختفى
قالت وقد بدا عليها القلق:
- طب والفرح والناس اللى عزمناهم ..دى شقة مريم خلاص خلصت وهدومها أترصت فيها هى ويوسف
قال فى حسم:
- كل كوم والفرح ده كوم تانى ..الفرح هيتعمل فى معاده مش هيتأجل يوم واحد
""""""""""""""""""""""""""""""""
طرقت ايمان باب غرفة ايهاب وهى تقول:
- إيهاب يالا علشان تتغدى
أتاها صوته الحزين:
- ماليش نفس يا ايمان أتغدوا انتوا
فتحت الباب ودخلت إليه فوجدته يجلس على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه ..عندما شعر بها قال دون أن يرفع رأسه:
- لو سمحتى يا ايمان سيبينى لوحدى دلوقتى..
جلست بجواره وربتت على كتفه وهى تنتزع أبتسامتها أنتزاعا وقالت:
- يا ايهاب أنت قاعد لوحدك من أمبارح لازم تخرج من الحاله دى دلوقتى لازم نتكلم .. يوسف عاوز يتكلم معاك كلمتين
رفع رأسه تجاه الباب فوجد يوسف يقف مستندا الى حافته وقال:
- ممكن أدخل يا باشمهندس
قال دون ان ينهض :
- أتفضل يا يوسف
قال يوسف متفهما:
- أنا حاسس بيك بس الحكايه متتاخدش قفش كده بطل الحمقه بتاعتك دى ده أنت مدتهاش فرصه تنطق .......
قاطعته ايمان:
- والله فرحه بتحبك اوى يا ايهاب
قال دون ان يتلفت اليها:
- صدمتنى يا ايمان آخر واحده كان ممكن أتخيل أنها تعمل كده كنت فاكرها حافظانى وفاهمانى وأى حد هيجيب سيرتى فى غيابى هتدافع عنى من غير حتى ما تسألنى
حاولت أن تداويه وهى المجروحه وقالت:
- متظلمهاش يا إيهاب أى واحده فى مكانها هاتتلخبط ومتعرفش تفكر
لم يأتيها منه ردا فقالت بترجى:
- أديها فرصه تدافع عن نفسها يا ايهاب ده ربنا سبحانه وتعالى  بعزته وجلاله مش هيدخلنا الجنه أو النار يوم القيامه إلا لما يخلينا نقرأ كتاب أعمالنا
"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"....
حتى العبد المؤمن ربنا سبحانه وتعالى هايعاتبه زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال
"اما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا ، قال : حتى إذا ظن أنه قد هلك قال : أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم: فيعطى كتاب حسناته بيمينه "
أومأ برأسه وقد هدأ قليلا وهو يقول :
- عليه الصلاة والسلام..ربنا يبارك فيكى يا ايمان
أخترقت هذه الكلمات قلب وعقل يوسف الذى كان جالسا فى شرود ويستمع لها وهى تتحدث
"انا كمان مدتش فرصه لمريم أنها تدافع عن نفسها كنت القاضى والجلاد من غير ما أسمع دفاعها كنت بسمع عنها أسوء شىء فى الدنيا وفى نفس الوقت ماكنتش بديها فرصه تتكلم ..أزاى أحكم من غير ما أسمع من الطرفين ده أنا كده أبقى سفيه وأستاهل كل اللى جرالى"
أنتبه الجميع على صوت رنين باب المنزل أرتدت مريم أسدال الصلاة وخرجت من غرفتها التى دخلتها بمجرد أن علمت أن يوسف بالخارج  ...
فتحت الباب وسمعها الجميع وهى تهتف بدهشه:
- ماما  !!!
خرجت ايمان وتبعها ايهاب ثم يوسف ليجدوا والدتهم تقف على باب المنزل ويظهر عليها القلق والاضطراب وهى تخطو داخل المنزل وتتجه لتعانق أولادها
قال ايهاب وهو يشير الى يوسف:
- يوسف ابن عمى يا ماما
ثم التفت اليها بتسائل :
- هو حضرتك جيتى امتى
قالت وبصرها معلق بمريم:
- لسه واصله
 وقالت موجهة حديثها لمريم :
- خدت أول طياره نازله مصر بعد مكالمتك أمبارح
قال يوسف بارتباك :
- طيب أستأذن انا بقى
خرج يوسف وجلست أحلام بين أولادها الثلاثة نظر ايهاب الى مريم قائلا بحنق:
- طبعا كلمتيها وحكتلها التفاصيل
قالت أحلام بغضب:
- لا مكالمتنيش يا باشمهندس أنا اللى كلمتها ومعرفتش تفاصيل ولا زفت وبعدين يعنى هى جريمه أنها تكلم أمها
نهض بعصبيه قائلا:
- لا مش جريمه لكن الجريمه أننا نقعد نتجسس على ناس ونخطط علشان فى الاخر ناخد فلوس مش من حقنا أصلا
وقفت أمامه وقالت بغضب:
- أتكلم مع أمك كويس يا ولد .. أنت نسيت نفسك ولا ايه
وبعدين مين قال أن الفلوس دى مش من حقكم أوعى تكونوا صدقتوهم ونسيتوا كلامى
قالت ايمان بمرارة:
- لا يا ماما أحنا مصدقانهمش أحنا صدقنا الورق اللى شفناه بعنينا
قالت فى تهكم:
- وايه يعنى ..هما يعنى هيطلعوا الورق الحقيقى اكيد ورق مزور
وقفت ايمان ونظرت فى عينيها وقالت:
- وأعلام الوراثه كمان مزور.. والورق اللى بابا مضاه بخط أيده على انه أستلم ميراثه كله يا ماما ...كل ده مزور ...مفيش داعى للكلام ده يا ماما ...انا أتأكدت من كل حاجه بنفسى ..ظهرالاضطراب والتوتر على ملامح أحلام
تابع ايهاب بحنق:
- طبعا حضرتك مكنتيش متخيله أنهم هيورونا الورق ده ابدا..
مش عارف ليه يمكن علشان مكنتيش متخيله أن حد فينا يسأل عن الحقيقه علشان زرعتى جوانا الخوف منهم من واحنا صغيرين ...
أفتكرتى أن محدش فينا هتجيله الجرأه ويروح يسأل ويدور ويطلع المستخبى .. مش كده
نظرت له أحلام بارتباك وقالت:
- وقالولكوا أيه كمان عنى
قالت ايمان بخفوت:
- الشهاده لله محدش جرح سيرتك قدامنا أبدا
تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسه:
- ومحدش أصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجه
وبدون مقدمات توجه ايهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق:
- أنا خارج شويه
جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم :
- انا عاوزه أفهم أيه الكلام اللى قلتيهولى فى التليفون ده
زاغت نظرات مريم بين والدتها وأختها ففهمت أحلام أنها لا تريد أن تتحدث فى وجود ايمان
ألتفتت الى ايمان وهى تربت على يدها وهى تقول:
- بغض النظر عن مقابلتك البارده دى لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
أبتسمت إيمان أبتسامة بارده ونهضت وهى تقول:
- أنا أصلا كنت بخلص فى الاكل قبل ما يوسف يجى عن أذنكم
 وذهبت للمطبخ تناولت أحلام يد مريم وقالت :
- تعالى نقعد فى أوضتك ...
دخلت وأغلقت الباب وأستدارت لمريم بجسدها كله وقالت بحسم:
- فهمينى معنى الكلام اللى سمعته فى التليفون ده
يعنى أيه يوسف وافق يستر عليكى أنتى أيه اللى حصلك بالظبط عمل فيكى أيه ابن حسين
جلست على طرف الفراش وهى تبكى وقالت بصوت متقطع:
- مش هو اللى عمل يا ماما أنتى اللى عملتى
نظرت لها بحده وقالت:
- بتقولى أيه يا مريم
مريم:
- بقولك الحقيقه يا ماما ...أنتى معلمتنيش ازاى أحافظ على نفسى فكان من السهل أى حد ينهشنى ... من صغرى وأنتى بتجبيلى لبس مكشوف لما خلتينى فقدت حيائى وبقى كشف جسمى شىء عادى وكشف الجسم أنواع يا أما عريان يا أما ضيق وأنتى علمتينى الاتنين
كنت بالبس قدامك عريان وضيق وكنتى بتسبينى أخرج كده من البيت مكنتيش بتخافى على لحمى للناس تنهشه بعنيها كل ما كان ايهاب يضايق ويتكلم تقوليلوا دى لسه صغيره خليها تتمتع بسنها خليها تلبس وتخرج خليتنى معرفش أفرق بين الحرام والعيب..
طول ما لبسى فى بنات تانيه بتلبسه يبقى عادى حتى لو كان مخالف للشرع وكل ما ايمان تقولك اللبس ده حرام تقوليلها ما أصحابها بيلبسوا كده ولا عاوزاها تبقى نشاز وسط أصحابها...
كنت باحكيلك على صحابى الولاد فى المدرسه وكنتى بتضحكى وتتبسطى أن بنتك كبرت وبقى ليها اصحاب ولاد وكنتى بتكبريها فى دماغى وتقوليلى وماله  بس حافظى على نفسك ..
هو فى حد عاقل يقول نحط ورده فى وسط كوم زباله وتفضل الورده محتفظه بريحتها الجميله طب ازاى ... طب أحافظ على نفسى ازاى وسط كل ده  أحافظ على نفسى بأنهى مقياس بمقياس العيب اللى خلانى أقلد أصحابى وأقول لو كان عيب مكنش كل البنات دى عملته
ولا بمقياس الحرام اللى لو كنت مشيت وراه زى ايمان كان زمانى محترمه ...
أنهارت أحلام على المقعد وهى تقول:
- أنا كنت بحبك وعاوزاكى تبقى مبسوطه وزيك زى أصحابك
قالت مريم بأنفاس متلاحقه من كثرة بكائها:
- لو كنتى بتحبينى كنتى سترتى جسمى ولو غصب عنى كنتى خفتى عليا أموت وأنا كده وأدخل قبرى اتحاسب
 كنتى منعتينى أكلم ولاد وعلمتينى أن ده حرام وأن دينا مافيهوش حاجه أسمها بنت تصاحب ولد ...
وأن الحجاب معناه أن جسمى يبقى متغطى ومستور مش مجرد طرحه على الشعر وجسمى كله واضح وباين لاى واحد عايز ينهشه بعنيه
كنتى علمتينى ازاى انقى اصحابى وعرفتينى ان مفيش حاجه اسمها ابقى كويسه وصاحبتى وحشه وماليش دعوه ...وادى النتيجه سمعتى اتشوهت ولحمى اتنهش
أمسكت أحلام ذراعها بقوه وأوقفتها أمامها وهى تحاول خفض صوتها:
- قوليلى مين اللى عمل فيكى كده يوسف ولا مين
هزت رأسها نفيا وقالت:
- يوسف معملش حاجه.. يوسف هو اللى ستر عليا ووافق يتجوزنى
ونظرت لها بتهكم قائله:
- شفتى بقى الناس اللى كنت بعتانى أنتقم منهم وألعب على أبنهم وقلتى عليهم أنهم سرقوا أبويا وخدوا ميراثنا .. هما دلوقتى اللى ستروا بنتك
وعمى ضغط على يوسف لحد ما وافق أنه يتجوزنى وماعرفش أى حد أى حاجه ولا حتى أخواتى
مفيش غيرى أنا وهو ويوسف بس حتى مراته طنط عفاف مقلهاش حاجه وسترنى  وستر سيرتى عن كل الناس
قالت أحلام بذهول:
- أنتى بتقولى أيه  واللى عمل كده متجوزكيش ليه وراح فين فهمينى
قالت مريم بسخريه لازعه:
- هو اللى عاوز الحلال بيروح للحرام برضه يا ماما ولا حتى بيفضل لحد ما حد يجيبه  يصلح غلطته طبعا بيختفى ومحدش بيعرفله طريق ..
.. مش ده المهم ..... المهم أنك تعرفى عمى حسين وقف جنبى ازاى هو وأبنه علشان تعيشى بقية عمرك تشكريهم وتحمدى ربنا أنه رزقنا بناس زى دول يستروا عرضنا
بكت أحلام لاول مره بحياتها بمرارة شديده وهى تتذكر ماكانت تنوى فعله وما كانت تخطط له لتأخذ مال ليس من حقها من حسين وأخيه..... وفى نفس الوقت يستر هو أبنتها بكل شهامه ورجوله
ويخفى الامر عن الجميع ويضغط على ولده ليتزوجها ...... ظلت تبكى وتبكى بمراره حتى دخلت عليهم إيمان التى وقفت تنظر إليهما بتسائل وقالت:
-  بتعيطى كده ليه يا ماما
قالت أحلام بضعف:
- مفيش يابنتى ...مفيش ..
والتفتت إليها قائله:
- أحكيلى ومتخافيش أخوكى عاوز يطلق مراته ليه
نظرت ايمان الى مريم التى كانت تنظر الى امها ودموعها تنهمر فى صمت شديد ثم أعادت النظر الى والدتها وهى تقول:
- هى مريم محكتلكيش حاجه
ربتت أحلام على ظهرها وهى تقول:
- يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش منى أنا خلاص مبقاش مني قلق ....مش عاوزه حاجه من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس
""""""""""""""""""""""""""""""
أختلت أحلام بنفسها فى غرفة ايهاب وهى تبكى على حالها وماوصلت اليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب أهمالها  لهم جميعا لماذا ظلت تلك السنين العجاف تكذب وتنمى فيهم كره أعمامهم بالباطل وهى تعلم ان كلامها غير صحيح هل هو داعى الانتقام الذى كان يسيطر عليها أم هو غبائها الذى أوقف عقلها فى لحظه من اللحظات وصدقت كلام فاطمة زوجة أبراهيم وهربت بالأولاد
عادت بذاكرتها سنوات طويله وتذكرت لحظه دخول فاطمة عليها هى وعفاف ويظهر على وجههم علامات الفزع الذى كان مسيطر بشكل اكبر على وجه عفاف التى اخبرتها ان فاطمة سمعت حوارا بين ابراهيم وحسين وعاملين عندهم فى المصنع يخبروهما  بأنهما يعلما ان علاقاتها بعصام قائمه من قبل ان يتوفى زوجها علي بسنوات
 وانه كان يراه بصفه مستمره يصعد شقتها فى وقت غياب زوجها ولا ينزل الا بعد ساعات وانه كان عندها بالامس غادر بعد حلول الظلام
 واكدت فاطمه على ان حسين وابراهيم صدقا العاملين وبدئا  يتشاوران بأمر الاولاد هل هم اولاد علي ام لا وقالت فاطمه برعب" عندنا فى الصعيد اللى بيشكوا فيها بيقتلوها هى وولادها ومحدش بيعرفلهم طريق ومتنسيش ان علي كان بيشك فيكى فى حياته وكان بيقول كده لحسين علشان كده كان سهل ان حسين وابراهيم يصدقوا العمال دول"
تذكرت وجه عفاف  الذى كان يحمل كل معانى الخوف على زوجها وهى تقول"انا مش عاوزه جوزى يروح فى داهيه انا ماليش غيره فى الدنيا ارجوكى يا احلام خدى الفلوس دى واختفى شويه زى ما فاطمه اقترحت لحد بس ما براءتك تبان وبعدين ابقى ارجعى هنا تانى"

لو لم تكن فاطمة أعطتها أماره بأن عصام كان عندها بالامس فلم تكن لتصدق ولكنه بالفعل كان عندها بالامس وغادر بعد حلول الظلام معنى هذا انها مراقبه
 ولكن هى بريئه لم تكن هذه العلاقه قائمه قبل وفاة زوجها كان مجرد شك من زوجها فقط ربما كانت هى التى زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل نار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه ابدا
تعرفت على عصام قبل وفاة علي .. ولكن كانت علاقتهما عاديه نعم هو صارحها بحبه ولكنها كانت تصده بطريقتها التى تجعله يتشبث بالامر اكثر ... نعم لو كانت بريئة مائه بالمائه لكانت دافعت عن نفسها بكل ما تأتى لها من أدله فهى بطبيعتها ليست ضعيفه ولا مستكينه ولكنها هى نفسها تشك ببراءتها الكامله فكيف هم سيصدقونها
وفى الحال جمعت ما لديها من متاع واموال وهربت مع عصام الذى اخبرته الامر فى عجالة وخاف هو ايضا على حياته هرب معها .. قالت امام البواب بصوت مسموع"اطلع على المطار يا اسطى"
وحجز لها عصام التذاكر على بلد لم يفكرا بالذهاب اليها ابدا فى يوم من الايام وكان كل هذا تدبير الخوف لا تدبيرهم هم
أستفاقت من ذكرياتها وهى تضرب الفراش بقبضتها وتقول:
- لو كنت سليمه ساعتها وواثقه من تصرفاتى ومن أنى ست محترمه بجد  مكنتش صدقتها بغبائى ...
كانت واجمه وهى تقول:
- مكفاكيش يا فاطمة اللى عملتيه كمان جايه تخربى بيت ولادى  ...لا ده انتى حسابك تقل اوى
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
لم تكن تعلم مريم لماذا برأت يوسف ولكن ما علمته هو أنها أرادت أن تلقن أمها درسا قاسيا يجعلها تعيد التفكير فى حياتها ككل لعلها تفيق مما هى فيه لعلها تصلح نفسها وقد قاربت على الخمسين من عمرها وبدأ الشيب يتسلل الى خصلات شعرها ويزحف اليه ببطء
ولكن الدرس لم يكن لأحلام وحدها لقد لقنت نفسها ايضا دون أن تقصد نفس الدرس ...
نعم لم يكن يوسف هو المخطئ وحده هى ايضا تتحمل معه الوزر والذنب  بل هى صاحبة الذنب الأكبر لآنها هي من دفعته ليشك بها وهي من أعطته انطباع سيئ عن سلوكياتها
هى التى دفعته دفعا اليها وأتخذت نفس سبيل والدتها التى اتخذته منذ سنوات لجأت الى اشعال الغيره فى قلبه وحرثت قلبه بعنايه وبذرت فيه بذور الشك وروتها بطريقتها الخاصه حتى نبتت فكانت هى اول من أكلت حصاده المُر
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وفى المساء وبعد صلاة العشاء بقليل طرق الحاج حسين بابهم وبصحبته ابناؤه جميعا"عبد الرحمن" "يوسف" "فرحه".......
لم يكن ايهاب قد عاد من الخارج بعد .. أستقبلتهم ايمان ومريم
كاد عبد الرحمن أن يعانق زوجته ولكنه تماسك أمام أبيه وأخوته وصافحها بحرارة ولكنه لم يستطع أن يترك يدها طواعيه ولكنها سحبت يدها بهدوء وأقبلت على فرحه وعمها
خرجت أحلام إليهم وقف حسين وهو ينظر اليها وكأنه قد عادت به السنوات فى لحظه واحده وكأن تلك اللحظات لم يمر عليها سوى شهور قليله  قطعت هى صمته قائله بترحاب:
- اهلا وسهلا يا حاج نورت ..
أومأ برأسه فى وقار :
- اهلا وسهلا حمد لله على السلامه
أحلام :
- أهلا بيك يا حاج ..
وأشارت لهم وهى تقول:
- أتفضلوا يا جماعه البيت بيتكم
لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغيرقد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الأمتنان...
هذه ليست أحلام المتجبره وكأنها قد كسرت غطرستها فجأة ...هل هو تقدم العمر أم شيئا آخر
لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص فى عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون
وهنا قالت فرحه:
- اومال فين ايهاب
ايمان:
- خرج ولسه مرجعش
نهضت فرحه وقالت لمريم :
- عاوزاكى شويه يا مريم وهمست لها :
- ممكن تودينى أوضة ايهاب
أومأت لها مريم موافقة وأخذتها وأدخلتها غرفته ..
طلبت منها فرحه ان تتركها فى غرفته قليلا وحدها
وأغلقت الباب خلفها
"""""""""""""""""""""""""""
تحدث الحاج حسين الى أحلام قائلا:
- أخبارك ايه يا أم ايهاب
أحلام :
- الحمد لله يا حاج أحنا كويسين طول ما أنتوا كويسين
ثم نظرت الى يوسف وقال:
- ان شاء الله الفرح فى معاده
قال يوسف فى حسم:
- إن شاء الله فى معاده
نهضت إيمان وهى تقول ثوان هعمل الشاى يا عمى وتوجهت الى المطبخ تبعتها نظرات عبد الرحمن وتحرك فى مكانه فى لهفه ولكنه لم يقم بعد لاحظت أحلام ذلك فقالت له بأبتسامه:
- أدخل لمراتك يابنى
نهض مسرعا وهو يقول عن اذنكم:
- فجأه شعرت إيمان بيد تطوقها من الخلف وقبله تطبع على شعرها حاولت أن تستدير فساعدها على مواجهته وقال وهو ينظر فى عينيها :
- وحشتينى ..كده برضه تسيبى بيتك من غير ما تقوليلى
تراجعت خطوة للخلف وهى تقول بخجل :
- مكنش ينفع أسيب ايهاب لوحده
أقترب منها مرة أخرى قائلا:
- يعنى ينفع تسبينى انا
أبتعدت مرة أخرى وهى تقول بعتاب:
- وبعدين يا عبد الرحمن ممكن  مريم أو ماما يدخلوا فجأه
نظر فى عينيها فى تمعن قائلا:
- لا الحكايه مش كده ..أنتى اللى مش عاوزانى أقرب منك .. طب انا عملت ايه مزعلك مني قوليلى
شعرت ايمان بالاحراج من ان تتحدث فى الموضوع مرة أخرى فقالت:
- صدقنى مفيش حاجه انا بس مش هينفع أسيب اخواتى لوحدهم
قال عبد الرحمن بضيق:
- يعنى مش هترجعى معايا إلا بيهم
أومأت برأسها قائله :
- متزعلش بس كمان ماما لسه واصله النهارده مينفعش أمشى وأسيبها
أطرق رأسه وقال بحنق:
- براحتك يا ايمان
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تملكة الدهشه من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بأرتباك:
-  لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا..فقالت فى خفوت وبملامح هادئه:
- أنا بعفيك من جوازك مني ..

***********************



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق