الاثنين، 30 ديسمبر 2013

كونى دميمة ... قصة قصيرة








كونى دميمة ... قصة قصيرة










لم أكن أعلم أن جمالى سيكون سر تعاستى  .. لم يكن النعمة التى تريدها وتبحث عنها كل فتاة .. أنا جميلة أسم على مسمى أصغر أخوتى البنات ولكنى أتعسهم حظاً لا لشىء إلا لجمالى الزائد ... كانت أمى تشفق على أختى الكبرى وأختى الصغرى لقلة حظهن من الجمال بالمقارنة بى ... فارادت والدتى أن تعوضهن بطريقتها وكذلك أرادت أن تكبح جماحى حتى لا أغتر ..كذلك كانت تقول
دخلت الجامعة وهناك شعرت بأنوثتى وجمالى أكثر وبدأت اشعر بالزهو والتفاخر الذى تشعر به كل البنات مثلى فى هذا السن الصغير ...

وتقدم لى الكثير من الشباب طالبين رضاى وقربى مما أزعج عائلتى كثيرا وخافوا على نفسية أخوتى البنات كثيرا فكان الرفض هو حليفهم الاول

وأخيرا تقدم شاب إلى أختى الكبرى وعندما دخلت أختى على والدته ورأتها لم تعجب بها وفى اليوم التالى طلبت أن يرموا بسهمهم على الاخت الاصغر وهى انا ...
وبالطبع جميعنا رفضنا وشعرنا بالاشمئزاز منهم ..
ماهؤلاء الناس الذين لا يحترمون مشاعر الاخرين هل يرفضوا واحدةً ويطلبوا أختها هكذا... أنحن بضاعة قابلة للتفاوض والتبادل الى هذا الحد ..

ورغم رفضى فى البداية الا أنى شعرت انى سأتحمل نتيجة أخطاء الاخرين وزاد سوء معاملتى بلا ذنب ولا جريرة
وكانت الجملة المكررة يوميا على مسامعى
- لو كنتى شايفه نفسك حلوه الحلوين كتير ياختى
 ... شعرت بخواء نفسى وذهاب روحى فى بيت والدى ووالدتى وكانت النتيجة الطبيعة أن ألجأ للآخرين .. تقاربت مع أحد زملائى بطريقة ما وشعرت نحوه بمشاعر الحب ..
وتقدم لخطبتى ولكنه لم يُرفض فحسب ..

وأنما طُرد وضُربت ضربا مبرحاً ورايت هاتفى النقال يتهشم تحت اقدام امى معلنةً نهايتة .. وأمسك أبى السكين وتوعدنى بالذبح ... لماذا غضبوا هكذا أيعتقدون أنى أقيم علاقات غرامية فى الجامعة ..
هم من تخلوا عن حصونى وكسروا اسوارى هم من تخلوا عن حنانهم وحبهم وعاقبونى على ملامح خلقها الله وأنعم علي بها ...

لماذ يحاسبونى على أخطائهم .. ترك ابى حماية قلاعى فكانت عرضة لتسلقها وقست أمى وهدمت سور حديقتى فجعلت فيها ثغرة للنفاذ منها باريحية ...
فلم تكن أسرتى طوقاً تطوق به بستان قلبى اليافع بل تخلت عن الحصون وتركت حراسة القلاع فتسلقها الغرباء
فهل تستفيقوا وتعودوا الى أماكنكم لتعلوا اسوارى وتُحصنوا قلاعى وتحسروا حصونى ... أحتاج حنانك يا أمى فضمينى لا تتركينى هكذا تتقاذفنى رياح الحب لا أجد لسفينتى مرسى ولا أجد لقلبى شطوط دعواتك ... 

لا تتركونى أعانى صفير الرياح فى حياتى كما أعانيها فى قلبى
و حدث العكس تماما وزادوا فى قسوتهم معى ومعاقبتهم ونفورهم مني .. وأخيرا جاء المخلص .. جاء من رضوه هم ولم ارضاه انا ..

 رضوا حالته الاجتماعيه ولم يرضوا دينه وخلقه .. وأذعنت إليهم وتزوجته فبالتأكيد ستكون ناره أهون علي من جنتهم البغيضة ... وقلت بملىء في
- موافقة
تغير الدار ولم يتغير الحال من أول ليلة علمت بأنه ساكن دارى وليس زوجى كتمت أمرى وأمره وكتمت سره ... وظلت سفينتى بدون بحار ماهر فبدلا من أن يخرج بى الى بر الامان أدخلنى فى العمق أكثر .. رمى بى فى بحر الحرمان أكثر ..
 وعند كل نزاع يهتف :
- أوعى تكونى شايفه نفسك حلوه ده أنا كده علشان مش ماليا عنيه يا هانم روحى غيرى شكلك واصبغى شعرك
أذعنت ثانية وبدلت لون شعرى واقنتيت ملابس مختلفة ولكن مازال ساكن دارى على حاله ومما زادنى هما هو الصمت القاتل الذى صرت أعيش به وله وإليه ...

أيا ساكن دارى ألا تعلم حالى .. أيا ساكن دارى أخرج عن صمتك القاتل افعل أى شىء أضربنى اقهرنى ولكن لا تعذبنى بالهجرفلم أعد أحتمله الا يكفيك ما عانيته سنين حياتى لتأتى أنت وتغلف القسوة بالحرمان . ..

ولماذا تزوجت وأنت تعلم ما ألم بك .. هل اقتيتنى عروسة تزين بها منزلك تضعها فى أحد الاركان كاثاث ثمنه بخس ولكن غلافه لامع جذاب ...ألا تخشى علي الفتن والهوى وشيطانى
وقفت يومأ فى المرآة لأقول لي ..

لماذ لم تكونى دميمة لو كنتى دميمة لوجدتى بعض الشفقة التى لا أجدها  لو كنتى دميمة لاحبتك والدتك ولاشفق عليك والدك كما يشفق على أخوتك .. لو كنتى دميمة لذهب ساكن الدار الى أخرى وترككِ وشأنك ... 
لو كنتى دميمة  ربما حصلت على ضمة وقبلة على جبينى يتبعها كلمة أتمنى دائما ان أسمعها
- معلش يا حبيبتى متزعليش
لو عادت بى السنين لوقفت كما اقف الان فى المرآه وأمرتها أن تظهرنى دميمة ولقلت لا أحب جمالك فهو من أطفأ شمس عذابك فى بحر أوجاعك الدامى فلم يزدنى إلا عذابا .. هو مصدر  نكبتك وكربك وهمك وحزنك فكونى دميمة..




تمت