السبت، 31 أغسطس 2013

أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الثانى )

أغتصاب ولكن ... تحت سقف واحد

الفصل الثانى



وقف عبد الرحمن أمام مكتب والده وطرق الباب بخفه ثم دخل وأغلق الباب خلفه
 نظر اليه والده قائلا :
- تعالى يا عبد الرحمن
دخل وجلس فى مواجهته وقال:
- خير يا حاج حسين بعتلى ليه
حسين :
- مروحتش المطار النهارده ليه
عبد الرحمن فى ضجر:
- يا بابا .. يا بابا حرام كده بقالى سنيين بروح المطار وأطلع على كشوفات القدوم والمغادره من مصر لما صاحبى زهق منى وقالى أنت بتجيى مع القبض كل شهر ولا أيه
قال حسين بعصبية :
- يعنى ايه...هو يعنى بيوريهالك ببلاش .. وبعدين مالك مضايق كده..مبقتش عاوز تدور على ولاد عمك ولا أيه ..أروح انا بنفسى ؟
عبد الرحمن:
- العفو يا بابا ..بس كفايه كده لو كانوا هينزلوا مصر كانوا نزلوا من زمان لكن طالما بقالهم سنين يبقوا أستقروا خلاص
ضرب حسين المكتب أمامه بقبضة يده وهو يهتف فى ولده بضيق :
- انت ملكش دعوه أعمل اللى بقولك عليه ..تروح تطلع على الكشوفات بنفسك أنا مبثقش فى صاحبك ده
حاول عبد الرحمن تهدئة الموقف قليلاً وهو يقول :
- حاضر يا بابا حاضر هروح بكره الصبح على طول ..ثم نهض واقفاً فى سرعة وهو يقول :
- بعد أذن حضرتك لازم اروح مكتبى علشان عندى شغل النهارده
خرج عبد الرحمن فى ضيق من مكتب والده وهو يزفر بشدة
القى نظرة على هند التى تختلس النظر اليه من خلف شاشه الحاسوب ثم تعود وتكمل عملها مره أخرى
وقف فى مواجهتها واتكأ على مكتبها وهو يقول:
- مش نخالينا فى شغلنا ولا أيه
نظرت اليه قائله:
- خاليك فى حالك
ابتسم وقال:
- طب هتتغدى معايا النهارده؟
هند:
- لاء..
ثم تابعت هامسه :
- ..ماما عامله محشى النهارده يجنن جبتلك معايا
نظر عبد الرحمن حوله وقال:
- محشى !! ينهار ابيض ده أحنا ممكن نتقفش بيه ونروح فى داهيه..بصى لما أبويا ينزل رنى عليا اجيلك صاروخ استفرض بالمحشى ده لوحدى
قالت فى دلع :
- يعنى هتاكل لوحدك
قال بخفوت :
- لا طبعا ..
ثم غمز لها وتابع:
- هبقى أديكى واحده
احمرت وجنتيها وقالت:
- عيب كده يا عبدالرحمن أحنا لسه مخطوبين
قال بخبث:
- أنتى فهمتى أيه ..انا قصدى أديكى واحدة محشى يعنى ..أنتى نيتك وحشه على فكره
 ثم ضحك وانصرف الى مكتبه على الفور
دخل مكتبه فوجد يوسف جالس ينتظره وبمجرد أن رآه قال سريعاً :
- أيه يا عم كنت فين بقالى ساعه مستنيك
عبد الرحمن وهو يجلس خلف مكتبه:
- ساعة أيه أنت هتفشر ده أنا مكلمتش ربع ساعه...لخص عاوز أيه سايب مكتبك وجاى ترمى بلاك عليا ليه
تصنع يوسف الحزن وهو يقول :
- كده يا عبده ده انا أخوك برضه
زفر عبد الرحمن وهو يهتف به :
- اااه شكلنا مش هنخلص النهارده ..عاوز ايه يابنى خلص بدل فيلم الحرمان ده
سأله يوسف بفضول  :ابوك كان عاوزك ليه؟
نظر اليه فى دهشه قائلا:
- هو مفيش حاجه بتستخبى فى الشركه دى..ابدا يا سيدى بيسألنى مروحتش المطار ليه الشهر ده
هتف يوسف بحنق :
-  يوووه هو لسه حاطط امل فى الحكايه دى
عبد الرحمن:
-  مش أمل وبس.. دى امل وعمر كمان
يوسف :
-  وطبعا انت مصدقت تروحله لما طلبك علشان تشوف هند
عبد الرحمن:
-  بطلوا قر بقى .. مش احسن مقعد فردانى زيك كده
يوسف بتهكم :
- فردانى ..سنجل .. اهو احسن من الحريم وخلاص
تابع عبد الرحمن قائلا :
- هتفضل طول عمرك معقد..اللى يشوفك كده يقول انك كنت بتحب وخدت بمبه
يوسف:
- لا ياعم ولا احب ولا بتاع انا كده كويس انا ماليش خلق على الستات اساسا
عبد الرحمن :
- انت هتقووولى...المهم انت كنت جاى ليه اصلا
يوسف:
- ولا حاجه وليد ابن عمك كلمنى وعاوزنا نخرج شويه
عبد الرحمن:
- أخرج انت يا عم انت فاضى انا عندى شغل ..ثم أردف وهو يحرك رأسه متعجباً
وهو يقول :
- والله انا مش عارف انت مصاحب وليد ازاى ده انت من سكه وهو من سكه
هو بيموت فى الستات وانت بتكرههم عمى
قال يوسف ساخراً :
- أيه هو من سكه وأنا من سكه دى هو طالب أيدى ولا أيه
نهض يوسف وهم بالأنصراف وأشار له وهو يتجه للباب قائلا:
- يالا سلام اشوفك بالليل فى البيت
تنهد عبد الرحمن وهو يفتح الملفات أمامه قائلا:
- سلام يا رايق

جاءت ساعة الغذاء وأنصرف العمال والموظفين للراحه وخرج الحاج حسين من مكتبه وهو يقول ل هند:
- ساعه وراجع يا هند
هند وهى تقف باحترام:
- مع السلامه يا حاج
كان يهم بالأنصراف ولكنه أستـدار فجأة وهو يقول:
- وانتى يا بنتى مش هتروحى تتغدى ولا ايه ..لو وراكى شغل سيبيه لحد ما تتغدى وابقى كمليه بعدين
قالت هند بحرج:
- لا أنا هتغدى بس..بس خمس دقايق كده
ابتسم الحاج حسين وقد شعر بأحراجها وقال :
- طيب يا بنتى ..السلام عليكم
هند :
- وعليكم السلام
أخرجت هاتفها وهاتفت عبد الرحمن وأخبرته ان يأتى للغذاء معها
حضر عبد الرحمن فى سرعه ووجدها جالسه أمام الطاوله الموضوعة  أمام مكتبها و عليها علبه متوسطة الحجم
نظر عبد الرحمن اليها قائلا:
-  الله الله من قبل ما آكل تسلم أيدك يا قمر
هند وهى تشير له أن يجلس:
- يالا بسرعه زمانه برد
جلس وأخذ يأكل فى نهم شديد وهى تنظر اليه .. أنتبه عبد الرحمن اليها وأبتسم قائلا:
- وأنا أقول ليه كل مره تعزمينى على الاكل بطنى توجعنى أتاريكى عينك فيه
قالت هند بتبرم :
- يعنى ولا قلتلى كلى يا حبيبتى ولا حاجه خالص شفت المحشى نسيت الدنيا
قال عبد الرحمن وهو يأكل بشهية :
- هنعزموكى فى بيتك يا شابه كلى كلى
هند بدلع:
- طب مش هتأكلنى بأيدك
أطلق عبد الرحمن ضحكه عاليه وهو يقول:
- طب وانا آكل بأيه
نظرت له فى حنق وهى تقول :
- أنت مش رومانسى على فكره
عبد الرحمن:
- ليه بس يا حبيبتى
تابعت هند حديثها  وهى حائرة قائلةً:
- مش عارفه يا عبد الرحمن أنا بحس أنك مش مهتم بيا خالص ..يعنى مثلا أحنا لوحدنا دلوقتى المفروض تستغل الفرصه وتقولى كلام حلو... لكن أنت نازل أكل كأنى مش موجوده
ربط عبد الرحمن على معدته وهو يقول :
- الحمد لله ..والله الواحد كان جعان أوى
قامت هند فى عصبيه قائله:
- وكمان مش معبرنى
تنهد عبد الرحمن وتوجه اليها وقال هامسا:
- متزعليش يا حبيبتى والله ما قصدى حاجه كل الحكايه بس أنى بحترم أنى موجود فى مكتب أبويا مش أكتر من كده
أستدارت هند وهى تقول متبرمة:
- يا سلام هو انا طلبت منك حاجه وحشه
عبد الرحمن:
- لاء..بس أنا لو قلتلك الكلام اللى أنتى عايزاه وأحنا لوحدنا كده الموضوع ممكن يتطور
نظرت له بطرف عينيها وقالت  بدلال :
- وأنت بقى خايف على نفسك ولا ايه
تعجب عبد الرحمن من هذه الكلمه جدا فلم تكن تعنى الا شيئا واحدا .. انها لا تمانع!!!
"""""""""""""""""""""""""""""""

- فرحـــــــــه يا فرحـــــــــــــه..
انتبهت فرحه على نداء والدتها فأغلقت الحاسوب وذهبت اليها مسرعة
- نعم يا مامتى بتنادى ؟
عفاف:
- بتعملى أيه لوحدك كل ده
فرحه :
- ابدا يا حبيبتى كنت بتشغل على الكمبيوتر شويه
زفرت عفاف بقوة ثم قالت :
- يادى الكمبيوتر هو أنتى يا بنتى مفيش فى حياتك غير الرسم .. يأما على الورق يا أما على الكمبيوتر
فرحه :
- طب أعمل ايه بس يا ماما منا ماليش صحاب كتير ومش بحب أخرج عمال على بطال وبعدين زهقت من الجنينه لسه كنت تحت الصبح وكمان أنا بلاقى نفسى فى الرسم اوى
تابعت عفاف طهيها وهى تقول:
-  طب مينفعش تلاقى نفسك فى المطبخ شويه بدل ما انتى سايبانى محتاسه كده
أقبلت فرحه وهى تقبل والدتها على خديها وقالت:
- يا حبيبتى انتى تؤمرينى عاوزانى اعمل ايه؟ تحبى أسخن السلطه؟
نظرت لها أمها بتعجبوقالت :
- نعم تسخنى السلطه..الله يكون فى عونه
فرحه متسائله:
- هو مين يا ماما ؟
عفاف ضاحكه:
- اللى امه داعيه عليه ..
أشاحت فرحه بوجهها بضيق فأردفت عفاف قائلة :
-  طب متلويش بوزك كده وتعالى ساعدينى أبوكى واخواتك زمانهم جايين من الشركه
لوحت فرحه بيديها  فى ضجر وهى تقول:
- ماهى لو جات على بابا حبيبى وأخواتى كنا قلنا ماشى لكن انتى يا ماما عزمه معاهم عمى ابراهيم ومراته وولاده
قالت عفاف بنفاذ صبر:
- أشتغلى وأنتى ساكته
ثم أستطردت قائله:
- وبعدين فيها أيه لما أعزمهم أبوكى بيبقى مبسوط والعيله كلها حواليه
قالت فرحه وهى تقطع الطعام:
- ايوا يا ماما بس طنط فاطمه دى كل ما تشوفنى تقعد تدخل فى خصوصياتى بطريقه غريبه
عفاف:
- معلش يا فرحه دى مرات عمك برضه أستحمليها وبعدين ده طبع يا بنتى هنعمل ايه
تابعت فرحه حديثها بحنق وهى تقول:
- انا عارفه ليه كلنا ساكنين فى بيت واحد كده ...أحنا فى دور وعمنا فى دور لا وكمان سايبين الدور اللى فوقينا فاضى علشان ولاد عمى علي اللى لسه منعرفلهمش طريق اصلا
عفاف :
- كملى كملى ..لو أبوكى سمعك هيزعل منك اوى ...انتى عارفه ابوكى وعارفه ازاى يحب العيله كلها تبقى تحت عنيه  ..وبعدين دى وصية جدك الله يرحمه أومال هو بنى العماره دى كلها ليه مش علشان نتلم يها كلنا وتتجوزوا فيها كمان
فرحه :
- عارفه والله انا سمعت الكلام ده كتير
قالت عفاف  بنفاذ صبر :
- طب لما عارفه كل شويه تكلمى ليه يا لمضه يالا خلصى اللى ف أيدك بسرعه
""""""""""""""""""""""""""""

التف الجميع حول الطاوله بعد أن أنتهت عفاف وفاطمه وفرحه ووفاء من وضع الطعام عليها عندها قال الحاج حسين وهو ينظر الى الجميع فى بهجه:
- ربنا يجمعنا دايما يارب كده ونفضل طول عمرنا مع بعض
نظر اليه ابراهيم أخيه فى حنان وهو يقول:
- طول عمرك بتحب اللمه يا حسين الود ودك تجيب أبونا الله يرحمه تقعده معانا على السفره
ابتسمت فاطمه زوجه ابراهيم وهى تقول:
- اه والله اللمه دى مش ناقصها غير الحاج عزيز جاسر الله يرحمه
نظر لها الحاج حسين معاتبا وقال :
- ونسيتى أخويا علي الله يرحمه يا أم وليد
تنحنحت فى احراج وقالت:
- الله يرحم الجميع
تابع حسين كلامه وهو ينقل نظره الى الجميع وهو يقول:
- وولاده

ربت ابراهيم على كتفه بحنان وقال:
- بكره نلاقيهم يا حسين الصبر طيب
نظر وليد الى أمه فاطمة وعلى وجهه علامات السخريه وقال هامسا:
-  قال ولاد عمى قال وأحنا نضمن منين انهم ولاده أصلا
لكزه يوسف فى جنبه حتى لا يسمعه أبيه
وشرع الجميع فى الاكل بصمت
قطعه حسين بعد أن انتهى من طعامه وقال وهو ينهض من مكانه متنساش بكره الصبح يا عبد الرحمن تروح المطار
عبد الرحمن وقد نهض هو الاخر :
- حاضر يا بابا اللى تؤمر بيه
وهنا تكلمت وفاء متسائله :
- انتوا لسه بتدروا فى كشوف المسافرين والعائدين برضه
ردت عليها فرحه قائلة :
- أيوا يا وفاء ربنا يعطرنا فيهم يارب
كان الحاج حسين فى طريقه الى غرفه الصالون هو وابراهيم وعبد الرحمن عندما سمع تعليق وفاء وهى تقول :
- طب أنتوا ليه مفكرتوش أنهم يكونوا فى مصر أصلا
توقف حسين وأستدار اليها وهو يقول ببطء:
- يعنى ايه يا بنتى ؟
وفاء متابعه بحماس:
- يعنى ممكن يكونوا مسافروش اصلا
ظل واقفا فى مكانه وهو يقول فى بتفكير :
- يعنى أيه الكلام ده ؟ أحنا متأكدين أنهم سافروا ..
ثم تابع فى شرود
- البواب ساعتها قالنا أنه سمع أحلام بتقول للتاكسى اطلع على المطار
قالت وفاء  بشغف بعد أن نظر الجميع إليها :
- ممكن تكون حركه تمويه زى ما بنشوف فى الافلام
ضربها أخيها وليد على راسها بخفة وهو يقول:
- بطلى هبل يا بت أنتى وخاليكى فى الافلام بتاعتك
نظر حسين الى أخيه أبراهيم وقال بأنتباه :
- أحنا ازاى مفكرناش فى الاحتمال ده
قال ابراهيم موضحاً:
- ايوه يا حسين يا خويا بس احنا لما سألنا وقتها عرفنا أنها فعلا حجزت تذاكر على الكويت
حسين:
- بس أحنا روحنا السفاره ومحدش أدانا عقاد نافع وسفرنا هناك ومعرفناش نلاقيهم يعنى ممكن وفاء يكون عندها حق

ابراهيم فى تفكير:
-  لو كانوا فى مصر كانوا اكيد لما يكبروا هيدوروا علينا وأحنا أسمنا مش شويه ..  يعنى بسهوله هيوصلوا

نظر حسين الى اولاده وهو يقول فى هدوء من هنا ورايح مش هندور فى الكشوفات بس..احنا هندور عليهم فى مصر كلها
تبادل عبد الرحمن ويوسف النظرات الساخطه المتخفيه وأومأ كل منهما بالايجاب لأبيهما بينما قال أبراهيم موجهاً حديثة لابنه وليد :
- وانت كمان يا وليد هتدور معاهم ..
نظر له وليد متفاجأ ثم قال:
- ها...... اه.. اه ..طبعا يا بابا...

""""""""""""""""""""""""""""""

دخل عبد الرحمن غرفته بدل ملابسه وتدثر فى فراشه وشرع فى النوم وهو تبدو عليه علامات الارهاق الشديد ..كاد ان يستغرق فى النوم ولكنه فتح عينيه على صوت هاتفه نظر اليه فوجد اسم هند تضىء به شاشته فأجابها سريعاً :
- الو ايوه يا هند فى حاجه ولا ايه
هند  بدلع:
وحشتنى معرفتش انام غير لما اكلمك واسمع صوتك
عبد الرحمن:
- ما احنا لسه كنا مع بعض فى الشركه وبعدين انا يدوب كنت هروح فى النوم
هند:
- يعنى مفيش حتى وحشتينى يا حبيبتى
تثاءب وهو يقول:
- طبعا وحشتينى مفيش كلام ..بس مش ملاحظه ان الوقت متأخر على الكلام ده
هند وهى تنظر لأختها علا التى اشارت لها ان تستمر :
- هو الحب ليه وقت يا عبده.. ده بيجى فى اى وقت
عبد الرحمن :.............
لم يأتيها رداً منه فنادته قائلة:
- عبد الرحمن؟
عبد الرحمن:
- خخخخخخخخخخ
أتسعت عينها بعد أن تأكدت أنه ذهب فى نوم عميق وهى تحدثه ونادته هاتفه :
- عبد الرحمـــــــــــــــــــــــــــــن
فُزع عبد الرحمن وفتح عينيه بصعوبه وهو يصيح:
- ها ..مين ..فيين .. ازاى
صاحت هند  بغضب :
- انت نمت وانا بكلمك ؟
عبد الرحمن وهو يفرك عينيه:
- لا ابدا يا حبيبتى معاكى ها وبعدين
هند:
- معايا انت نمت وانا بكلمك ..كده برضه ولا كلام حلو فى المكتب ولا فى التليفون ايه ده
قال عبد الرحمن محاولاً أنهاء المكالمة :
- بصى يا هند يا حبيبتى أوعدك بكره الصبح هقولك كل اللى انتى عايزاه ..دلوقتى مش قادر أفتح عينى يا جباره..أمشى يا بت عايز انام
وألقى الهاتف على الفراش وغطى وجهه وهو يقول :
- البت أنحرفت وعاوزه تاخدنى معاها للزيله...!!!!!



أغتصاب ولكن تحت سقف واحد ( الفصل الأول )

أغتصاب ولكن ..... تحت سقف واحد 

الفصل الأول





أعتدل الاب فى جلسته فى أهتمام وهو يتفحص فى أبنه الاصغر ثم يقول فى هدوء:
- بتقول ايه يا علي عيد كلامك تانى كده عاوز أتأكد
علي فى تلعثم :
- بقول يا بابا بعد أذن حضرتك يعنى عاوز أتقدم ل أحلام بنت خالتى
ظهرت ملامح خيبة الامل على وجه الاب وهو يقول:
- أحلام بنت سميحه؟
علي وهو يسمح على جبينه:
- ايوه يا بابا بنت خالتى سميحه
وقف الاب وهو ينظر اليه نظرات غاضبه وهو يقول:
- وهى دى بقى الزوجه الصالحه اللى انت بتتمناها؟
علي فى ارتباك:
- يا بابا والله أحلام كويسه أنا عارفها ك..كويس
الاب فى انفعال:
- بأمارة ايه بقى..بأمارة أمك اللى قطعت أختها بسبب تصرفاتها وموصيانى قبل ما تموت ان محدش منكم يفكر فى بنتها مجرد تفكير
علي:
- يا بابا ده كان زمان ..والله احلفك طنط سميحه أتغيرت دى حتى راحة عملت عمرة السنه اللى فاتت وأحلام بنت مؤدبه جدا
لم يستطع الاب كتمان ثورة الغضب التى نشبت فى صدره أكثر من ذلك :
- أمسك الهاتف وضغط على عدة أرقام ثم وضع سماعة الهاتف على أذنه .. تكلم وكأنه يصرخ :
- ايوه يا حسين تعالى عندى هنا حالا وهات معاك أخوك ابراهيم ...مش عاوز اسئله انا مستنيكوا ...تكونوا عندى هنا حالا

أغلق الهاتف فى حدة وكأنه قبض قلب ابنه علي فى يديه عوضا عن سماعة الهاتف فبدأ جبينه يتصبب عرقا وأحمر وجهه وتمنى ان لم يكن أعرب عن رغبته فى الزواج
تركه الاب وخرج فى أنفعال وسرعه الى حديقة المنزل ووقف ينتظر ولديه
لم يمر وقت طويل حتى حضرا مسرعين الى والديها وأقبل حسين الابن الاكبر على والده فى سرعه وهو يقول لاهثا :
- فى ايه يا بابا ايه اللى حصل

أشار الاب اليهما ان يلحقا به داخل المنزل
دخلا خلفه وهم ينظرون الى بعضهما البعض فى تساؤل
وبعد خطوات قليله وقعت أعينهما على أخوهم علي وهو يقف فى منتصف الردهه متوترا وكأنه منتظر حكما ما
وقف الاب بين أبناؤه الثلاثه وتوجه بالحديث الى ولده حسين :
- شوفت يا حسين أخوك عاوز يتجوز مين
نظر حسين الى علي نظرة عتاب ثم اعاد النظر الى والده مره اخرى ولم يتكلم
فهم الاب من نظرتة تلك انه على علم بالامر من قبل فتكلم غاضبا:
- يعنى عارف ومخبى عليا يا حسين.. ما تتكلم
قال فى ارتباك:
- يا بابا والله انا حاولت معاه كتير لكن واضح انه متمسك بيها اوى هعمله ايه طيب
توجه الاب بالحديث الى ابراهيم ابنه الاوسط وهو يقول له :
- وانت كمان كنت عارف
ابراهيم وهو ينظر للأسفل :
- ايوا يا بابا
الاب :
- و أنا اخر من يعلم ؟
تدافع حسين وابراهيم فى الكلام واخيرا صمت ابراهيم وترك لأخيه المجال
- يا بابا انت عارف علي لما بيحط حاجه فى دماغه وبعدين انا قلت نسيبه يمكن يطلعها من دماغه مكناش فاكرين انه مصمم عليها اوى كده
اخيرا تكلم علي فى تصميم وعند:
- يا بابا بصراحه كده اللى بيحصل ده مالوش لازمه انا بحب أحلام وهتجوزها
أقترب الاب منه وتكلم ساخرا:
- والله ؟  وحبتها امتى بقى ؟ ها.. وهى بترقص فى فرح اخوك وعيون الرجاله بتاكل فى جسمها اكل؟
قاطعه علي بعصبية  :
- يا بابا لو سمحت بقى كفايه كده ..قولتلك انا بحبها ومش هتجوز غيرها وانا جيت اخد موافقتك علشان مبقاش عملت حاجه من وراك ..واستدار وغادر المنزل فى غضب
جلس الاب على الاريكه فى حزن شديد وهو يقول:
- هتسيبوه يعمل اللى فى دماغه هتسيبوا اخوكم يتجوزها
جلس بجواره ولديه عن يمينه وعن شماله وحاول ابراهيم ان يهدىء من روع ابيه وهو يقول :
- ما يمكن يا بابا زى ما بيقول كده امها اتغيرت محدش عارف
نظر اليه الاب وهو يقول فى وهن شديد:
- امتى يابنى ..امتى اتغيروا ..هو انت مش لسه فرحك مكملش السنتين.. وكلنا شوفنا البت وامها شاكلهم كان عامل ازاى
جم من غير دعوه وعملوا فيها اصحاب فرح وسكت ومتكلمتش وشوفنا كلنا لبسهم وكانوا عاملين ايه فى روحهم والبت طلعت وقعدت ترقص ولا همها حد ولا همها كسفتنا قدام الناس ولا نظر الرجاله ليها وكأنها رقاصه  جايه تحى الفرح
حسين :
- يا بابا احنا خايفين عليك انت عارف علي هو الصغير وطول عمره مدلع وراسه ناشفه وطالما قال عاوزها يبقى هيتجوزها حتى لو احنا رفضنا ...خلاص نخليها بجميله بقى ونوافق واهو يبقى تحت عنينا بدل ما يخرج عن طوعك ويبقى خسر الدنيا والاخره


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- حسين...حسيييييييين
أنتبه حسين من ذكرياته على صوت زوجته عفاف:
- هه ...بتقولى حاجه يا عفاف
عفاف بإندهاش :
- بقول حاجه !! ههههه ده انا بقالى ساعه بنده عليك وانت ولا انت هنا...ايه كل ده سرحان
تنهد حسين تنهيده طويله ونظر الى زوجته قائلا:
- افتكرت ابويا الله يرحمه لما اتصل بينا وجبنا على ملى وشنا بسبب جوازت اخويا علي من احلام
عفاف:
- ياه.. ده انت روحت لبعيد اوى...فوق العشرين سنه
وشردت وهى تقول :
- كان ساعتها معانا عبد الرحمن ويوسف
وابتسمت وهى تردف :
-  مكنش ساعتها لسه ربنا رزقنا البت فرحه

تنهد حسين بقوة ثم قال :
- فاكره..كنت هتجنن على بنت ساعتها كان نفسى اوى يبقى عندى بنت واسميها فرحه
ابتسمت عفاف بسعادة وهى تقول :
- و ربنا كرمنا بيها بعد يوسف بكام سنه اللهم لك الحمد والشكر يارب
ظل حسين يستعيد ذكرياته وهو يتابع قائلا :
- كان ساعتها ابراهيم لسه متجوز وكان وليد ابنه يدوب سنه وشويه وكانت لسه وفاء اخته فى علم الغيب

وضعت عفاف يدها على خدها وهى تتنهد وتقول:
- سبحان الله كأن الكلام ده كان لسه من كام يوم مش من سنين طويله
ثم لمحت عبرة فى عينيه تقاوم لتخرج ولكنه كبح جماحها  فى صبر فقالت:
- ادعيله بالرحمه يا حسين
قال فى حزن:
- الله يرحمه مش لو كان سمع كلامنا من الاول كان زمانه...
عفاف مقاطعه:
- استغفر ربك يا حسين ده قدر ونصيب ربنا كاتبله يتجوزها ويخلف منها 3 عيال

لمعت عنينه فى عزيمه وأصرار وهو يقول:
-  هلاقيهم يا عفاف لازم الاقيهم ..علي الله يرحمه وصانى انى ادور عليهم واجبهم هنا وسطنا فى بيت العيله ومن ساعتها وانا بدور عليهم وان شاء الله هلاقيهم قريب ..انا خلاص قربت اوصلهم